بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 6 مايو 2019

هل يوجد شيء اسمه عذاب قبر؟

هل يوجد شيء اسمه عذاب قبر؟

سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبلغ عن ربه و حدث صحابته احاديث و في هذه الاحاديث شيء من ديننا الكريم فمثلا نقول لهؤلاء المتنطعين الذين ينكرون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم جملة و تفصيلا

نقول لهم هاتوا لنا من كتاب الله من القرءان عدد ركعات الصلوات الخمس فلن يجدوا لهذا سبيلا

ولو قلنا لهم اعطونا ان بيع الذهب بالذهب مع التفاضل بالوزن حرام فهل يستطيعوا ان يثبتوه الا من حديث رسول الله او بيع التمر بالتمر مع تفاضل  فهل يستطيعوا


اذن نحن نقول اي نحن معاشر اهل السنة و الجماعة ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم  حدث اصحابة بامور من هذه الامور الامور العقائدية و الامور الفقهية و غير ذلك

و اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تناقلوا حديث رسول الله لمن جاء بعدهم و هكذا جيلا بعد جيل الى يومنا هذا

و الرسول صلى الله عليه وسلم لا يفتي من عنده يعني لا يتكلم بدين الله بدون علم و خير مثال نقوله دليلا على ما نقول الا و هو حين سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خير البقاع و عن شر البقاع

الرسول لو كان يتكلم من عنده لاجاب بما يريد لكن الرسول لا يتكلم من عنده انما هو كما اخبر الله تعالى


{قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ} (50) سورة الأنعام


وقال الله تعالى

{إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (4) سورة النجم


ثم جاء الجواب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان خير البقاع المساجد و شر البقاع الاسواق

ثم لنا امر مهم نثبت فيه صدق ما نقل الينا من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

فمثلا لو قلنا لاحد هؤلاء المتنطعين المنكرين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تعلم شيء اسمه الصين

سيقول نعم

نقول له هل زرتها

سيقول مثلا لا


نقول له كيف حكمت على وجود شيء لم تره و انما فقط سمعت عنه ؟

سيقول لنا ان تواتر الخبر عن وجود شيء او مكان او بلدة اسمها الصين و نقل هذا الشي عدد من الناس نستبعد تواطئهم جميعا على الكذب بهذا الامر

كذلك نقول له ان هنالك جماعة من الناس نقلوا لنا كلام و حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم و انه يستحيل تواطئهم على الكذب و ان هذا الشيء تواتر


اذن لا دليل ولا حجة ولا برهان لاي متنطع بانكار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه هنالك احاديث تواترت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

ثم ليعلم ان الرسول لا يقول عن شيء حرام و هو حلال ولا يقول عن شيء حلال و  هو حرام
لكن قد يكون هنالك شيء حلال فيتغير الحكم فيصير حراما لكن ليس الرسول من يحلل و يحرم من عند نفسه لا انما هو يبلغ عن ربه سبحانه و تعالى

و قد يكون الحكم في شيء كذا و كذا فيتغير فيصير كذا و كذا و هذا لما فيه خير و مصلحة للعباد

كذلك الرسول لا يقول عن شيء انه لا وجود له و يكون هذا الشيء موجود لان هذا كلام بخلاف الواقع و هو كذب و يكون افتاء من عنده و هذا باطل بنص الدليل القاطع من القرءان و ما ينطق عن الهوى ان هو الا وهي يوحى

فمثلا اذا جاء انسان و قال للرسول هل يوجد شيء اسمه جنة و نار ؟

الرسول لا يجيب من عند نفسه اذا لم يكن عنده علم فلا يقول للسائل لا يوجد لان هذا يكون افتاء بدون علم و لا يجوز هذا في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم


كذلك اذا جاء انسان و قال للرسول هل هذا الشيء فيه خير او فيه شفاء ؟

الرسول عليه السلام يستحيل عليه ان يقول له انه فيه خير و هو فيه شر او مضرة


لان تجويز هذا على الرسول فيه سوق الناس الى الالحاد و الى الشك في كل شيء يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم و هذا باطل و كذلك تجويز الكذب على رسول الله فيه تشكيك بصدق نبوته صلى الله عليه وسلم

لانه قد ياتي شخص و يقول و ما يدرينا انه ليس بكاذب اليس كذب في كيت و كيت؟

و هذا ولا شك انه باطل و مردود على قائله


تأكد عذاب القبر بسبب الغيبة وعدم الاستنزاه من البول


 روى البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى عن ابن عباس:مر رسول الله على قبرين  فقال:((إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير إثم قال بلى أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من البول)) .
ثم دعا بعسيب رطب فشقه اثنين فغرس على هذا واحداً ثم قال:
((لعلّه يخفف عنهما )) فهذا الحديث بعد كتاب الله حجّةً في إثبات عذاب القبر
الرسول مر على قبرين فقال:((إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير إثم )).
ثم قال (بلى) أي بحسب ما يرى الناس ليس ذنبهما شيئاً كبيراً لكنه في الحقيقة ذنب كبير .

فالرسول رآهما بحالة شديدة وأنهما يعذبان وليس من شرط العذاب أن تمس جسده النّار  الله جعل عذاباً كثيراً غير النّار في القبر

الرسول رأى ذلك وبعض المؤمنين الصالحين يرون ذلك ويرون النعيم والأدلّة كثيرة على ذلك .
اذن بعد ثبات صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم و استحالة ان يفتي الرسول صلى الله عليه وسلم بدون علم او ان يتكلم بخلاف الواقع اذا راينا اي شيء يشير الى قول ان الرسول قال لا عذاب بالقبر فاعلموا ان هذا كذب على الرسول و اي شيء ورد بهذا فهو مردود بقول الله تبارك و تعالى
و ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى

الله اعلمنا انه لا يتكلم و لا يفتي من عند نفسه انما يبلغ عن ربه

قال الامام القرطبي

قوله تعالى في الآية الأخرى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء ثم ربهم يرزقون وهناك يأتي الكلام في الشهداء وأحكامهم إن شاء الله تعالى وإذا كان الله تعالى يحييهم بعد الموت ليرزقهم على ما يأتي فيجوز أن يحيي الكفار ليعذبهم ويكون فيه دليل على   عذاب القبر

وقال القرطبي

وقال إبن عباس كلا سوف تعلمون ما ينزل بكم من العذاب في القبر ثم كلا سوف تعلمون في الآخرة إذا حل بكم العذاب فالأول في القبر والثاني في الآخرة فالتكرار للحالتين

وقال الطبري

{وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} (101) سورة التوبة

حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ثنا محمد بن ثور عن معمر عن الحسن سنعذبهم مرتين قال عذاب الدنيا وعذاب القبر   

  حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن العلاء قالا ثنا بدل بن المحبر قال ثنا شعبة عن قتادة سنعذبهم مرتين قال عذابا في الدنيا وعذابا في القبر   

   حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال ثني حجاج عن ابن جريج قال عذاب الدنيا وعذاب القبر ثم يردون إلى عذاب النار   

  وقال آخرون كان عذابهم إحدى المرتين مصائبهم في أموالهم وأولادهم والمرة الأخرى في جهنم      ذكر من قال ذلك حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد سنعذبهم مرتين قال أما عذاب في الدنيا فالأموال والأولاد وقرأ قول الله فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا بالمصائب فيهم هي لهم عذاب وهي للمؤمنين أجر      قال وعذاب في الآخرة في النار      ثم يردون إلى عذاب عظيم قال النار 

   وقال آخرون بل إحدى المرتين الحدود والأخرى   عذاب القبر       ذكر ذلك عن ابن عباس من مرضي   

 وقال آخرون بل إحدى المرتين أخذ الزكاة من أموالهم والأخرى   عذاب القبر      ذكر ذلك عن سليمان بن أرقم عن الحسن


و قال الطبري  في تأويل قول تعالى  {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (124) سورة طـه
و قد اتقن الرد

فقال

 حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع قال ثنا بشر بن المفضل قال ثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي حازم عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري قال إن المعيشة الضنك التي قال الله عذاب القبر     

حدثني حوثرة بن محمد المنقري قال ثنا سفيان عن أبي حازم عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري فإن له معيشة ضنكا قال يضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه   

  حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال ثنا أبي وشعيب بن الليث عن الليث قال ثنا خالد بن زيد عن ابن أبي هلال عن أبي حازم عن أبي سعيد أنه كان يقول المعيشة الضنك عذاب القبر إنه يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا تنهشه والإضطراب لحمه حتى يبعث   
  وكان يقال لو أن تنينا منها نفخ الأرض لم تنبت زرعا 


   حدثنا مجاهد بن موسى قال ثنا يزيد قال ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
قال يطبق على الكافر قبره حتى تختلف فيه أضلاعه وهي المعيشة الضنك التي قال الله معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى     

حدثنا أبو كريب قال ثنا جابر بن نوح عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح والسدي في قوله معيشة ضنكا قال   عذاب القبر     

  حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي قال ثنا محمد بن عبيد قال ثنا سفيان الثوري عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح في قوله فإن له معيشة ضنكا قال   عذاب القبر       

حدثني عبد الرحمن بن الأسود قال ثنا محمد بن ربيعة قال ثنا أبو عميس عن عبد الله بن مخارق عن أبيه عن عبد الله في قوله معيشة ضنكا قال   عذاب القبر     

 حدثني عبد الرحيم البرقي قال ثنا ابن أبي مريم قال ثنا محمد بن جعفر وابن أبي حازم قالا ثنا أبو حازم عن النعمان بن أبي عياش عن أبي سعيد الخدري معيشة ضنكا قال   عذاب القبر   

    قال أبو جعفر وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال هو   عذاب القبر  الذي حدثنا به أحمد بن عبد الرحمن بن وهب قال ثنا عمي عبد الله بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن ابن حجيرة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال

 أتدرون فيم أنزلت هذه الآية فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى أتدرون ما المعيشة الضنك قالوا الله ورسوله أعلم

قال عذاب الكافر في قبره والذي نفسي بيده إنه ليسلط عليه تسعة وتسعون تنينا أتدرون ما التنين تسعة وتسعون حية لكل حية سبعة رؤوس ينفخون في جسمه ويلسعونه ويخدشونه إلى يوم القيامة   

 وإن الله تبارك وتعالى أتبع ذلك بقوله ولعذاب الآخرة أشد وأبقى فكان معلوما بذلك أن المعيشة الضنك التي جعلها الله لهم قبل عذاب الآخرة

 لأن ذلك لو كان في الآخرة لم يكن لقوله ولعذاب الآخرة أشد وأبقى معنى مفهوم

لأن ذلك إن لم يكن تقدمه عذاب لهم قبل الآخرة حتى يكون الذي في الآخرة أشد منه بطل معنى قوله ولعذاب الآخرة أشد وأبقى   


  فإذ كان ذلك كذلك فلا تخلو تلك المعيشة الضنك التي جعلها الله لهم من أن تكون لهم في حياتهم الدنيا أو في قبورهم قبل البعث

 إذ كان لأوجه لأن تكون في الآخرة لما قد بينا فإن كانت لهم في حياتهم الدنيا فقد يجب أن يكون كل من أعرض عن ذكر الله من الكفار فإن معيشته فيها ضنك وفي وجودنا كثيرا منهم أوسع معيشة من كثير من المقبلين على ذكر الله تبارك وتعالى القائلين له المؤمنين في ذلك ما يدل على أن ذلك ليس كذلك وإذ خلا القول في ذلك من هذين الوجهين صح الوجه الثالث وهو أن ذلك في البرزخ

النار يعرضوع عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب     130

3 حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي  صلى الله عليه وسلم قال ثم إذا أقعد المؤمن في قبره أتى ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة بهذا وزاد يثبت الله الذين آمنوا نزلت في   عذاب القبر


1306 حدثنا عبدان أخبرني أبي عن شعبة سمعت الأشعث عن أبيه عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها ثم أن يهودية دخلت عليها فذكرت   عذاب القبر  فقالت لها أعاذك الله من   عذاب القبر  فسألت عائشة رسول الله  صلى الله عليه وسلم  عن   عذاب القبر  فقال نعم   عذاب القبر  حق قالت عائشة رضي الله عنها فما رأيت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  بعد صلى صلاة إلا تعوذ من   عذاب القبر   


  1307 حدثنا يحيى بن سليمان حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أنه سمع أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما تقول ثم قام رسول الله  صلى الله عليه وسلم  خطيبا فذكر فتنة القبر التي يفتتن فيها المرء فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة زاد غندر   عذاب القبر  حق   


 1308 حدثنا عياش بن الوليد حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه حدثهم أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال ثم إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل لمحمد  صلى الله عليه وسلم فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح في قبره ثم رجع إلى حديث أنس قال وأما المنافق والكافر فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد

البخاري

باب التعوذ من   عذاب القبر     

1309 حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا شعبة قال حدثني عون بن أبي جحيفة عن أبيه عن البراء بن عازب عن أبي أيوب رضي الله عنهم قال ثم خرج النبي  صلى الله عليه وسلم  وقد وجبت الشمس فسمع صوتا فقال زفر تعذب في قبورها وقال النضر أخبرنا شعبة حدثنا عون سمعت أبي سمعت البراء عن أبي أيوب رضي الله عنهما عن النبي  صلى الله عليه وسلم   

 1310 حدثنا معلى حدثنا وهيب عن موسى بن عقبة قال حدثتني ابنة خالد بن سعيد بن العاص أنها ثم سمعت النبي  صلى الله عليه وسلم  وهو يتعوذ من   عذاب القبر   

  1311 حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا هشام حدثنا يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ثم كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم إني أعوذ بك من   عذاب القبر  ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال

البخاري

باب   عذاب القبر  من الغيبة والبول 

  1312 حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن مجاهد عن طاوس قال بن عباس رضي الله عنهما مر النبي  صلى الله عليه وسلم  على قبرين فقال ثم إنهما ليعذبان وما يعذبان من كبير ثم قال بلى أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة وأما أحدهما فكان لا يستتر من بوله قال ثم أخذ عودا رطبا فكسره باثنتين ثم غرز كل واحد منهما على قبر ثم قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا 


 1313 حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال ثم إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة
الحمد لله الذي قصم بالموت رقاب الجبابرة  وكسر به ظهور الأكاسرة وقصر به آمال القياصرة  الذين لم تزل قلوبهم عن ذكر الموت نافرة
حتى جاءهم الوعد الحق  فأرداهم في الحافرة   فنقلوا من القصور إلى القبور
 ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود 
 ومن ملاعبة الجواري والغلمان إلى مواساة الهوام والديدان 
ومن التنعم بالطعام و الشراب إلى التمرغ بالتراب
ومن أنس العشرة إلى وحشة الوحدة
فانظروا هل وجدوا من الموت حصنا وعزا
والصلاة والسلام على سيدنا محمد  ذي  المعجزات الباهرات

 باب إثبات أنواع العذاب في القبر


اعلم رحمنا الله و إياك أن هناك أنواعا عديدة من عذاب القبر منها
الضرب بمطرقة من حديد للإنسان الكافر لما يعجز عن الجواب على أسئلة الملكين منكر ونكير  عليهما السلام
وهذه المطرقة يضرب بها الكافر بين أذنيه  فيسمعه من يليه إلا الإنس والجن  لا يسمعون كما ورد  عن
الرسول الكريم محمد  لو ضُرب بها الجبل لصار ترابا  وهذه المطرقة   لا يضرب بها المسلم العاصي
الذي مات وكانت معاصيه كثيرة ولم يتب منها

وهناك ضغطة القبر التي تصيب بعض عصاة المسلمين  والكفار  يقال للأرض التئمي عليه فتلتئم عليه حتى تختلف فيها أضلاعه  فتأتي التي من ناحية اليمين إلى الشمال  والتي من  ناحية الشمال تأتي إلى اليمين  وهذا فيه عذاب شديد

ثم الظلمة  فإن كثيرا من الناس يستوحشون إذا جلسوا ساعة واحدة في مكان مظلم ومعهم أهلهم  فيتضايقون ويقلقون
فكيف بمن يقعد في قبره سنين في ظلام دامس بسبب الكبائر التي اقترفها  ولم يتب منها  أو بسبب الكفر الذي وقع فيه ومات ولم يتب من كبائره  ومن كفره بالنطق بالشهادتين للعودة إلى دين الإسلام

وقد شوهد قبور خرج منها دخان بعد دفن أ صحابها وفتحت قبور بعد الدفن لغرض ما  فما إن فتح القبر  حتى خرجت نار أحرقت عشب المقبرة وحشيشها اليابس
روى أهل العلم الثقات الصادقون  أن رجلا كان يداين الناس بالربا عاش على هذه الحال ماله حرام ثم كان خرج مرة في موكب فأبصر امرأة حسناء جميلة تزوجها رجل من فقراء المسلمين  فأخذها منه ظلما و بالقوة

ثم مات هذا الرجل  فلما دفنه أهل البلدة و آووا إلى منازلهم  خرج دخان من القبر ثم أهله اشتد بكاؤهم وحزنهم عليه
ثم ذهبوا إلى العلماء والقراء  يقرأون له القرآن ويستغفرون له 
ومع هذا بقي الدخان متصاعدا أسبوعا فقال العلماء
هذه الأموال المحرمة التي أكلها عن طريق الربا نسأل الله النجاة من عذاب القبر

وابن تيمية الحراني  الذي خرق الإجماع  في نحو ستين مسألة  كما ذكر الحافظ العراقي  رحمه الله قال عنه  تقي الدين الحصني  رحمه الله 
أن رجلا حدثه  بعد أن مات ابن تيمية 
وناس مدحوه وناس ذموه وكفروه
 ذاك الرجل ذهب وحفر القبر
فوجد ثعبانا أسود جاثما على جسمه ولسان الثعبان المرعب على فم ابن تيمية
 ولا يخفى على ذي لب ما هو عذاب من يسلط عليه ثعبان في القبر أو حية أو عقرب

أجارنا الله من جميع العذاب
 وكم من أناس رؤوا وقد حُرّقت أجسادهم وهم في القبور  حتى العظام كانت سوداء

وقد روي أن محمد بن المنكدر بلغه أن الكافر    يُسلط عليه في قبره  دابة صماء عمياء  في يدها سوط من حديد  تضربه لا تراه فتتقيه   ولا تسمع صوته فترحمه
 

باب إبطال ما نسب إلى سيدنا سعد بن معاذ رضي الله عنه اعلم أن ما روي في حق سيدنا سعد بن معاذ رضي الله عنه من أن ضغطة القبر ستصيبه  وأنه كان لا يستنزه عن البول فهذا باطل غير  صحيح
 وقد قال بعض الناس كذبا  إن النبي قال عن ضغطة القبر  :لو نجا أحد لنجا سعد بن معاذ  فغير صحيح
وإن صححه من صححه 
كيف وقد ورد في حق سعد ((اهتز العرش لموت سعد بن معاذ )) رواه البخاري
فمن اهتز العرش لموته كيف يليق  بمقامه أن يصيبه ضغطة القبر  وكذلك ما يروى عنه أنه كان لا يحترز من البول غير صحيح
بدليل ما ورد عن رسول الله  من أنه وصف سعدا بأنه شديد في أمر الله
وورد عن عائشة رضي الله عنها  أنها قالت في حق سعد بن معاذ ((لم يكن في عشيرة بني الأشهل  أفضل من سعد بن معاذ  وأسيد بن حضير  وعباد بن بشر ))

وأما الأحاديث التي وردت في حصول ضغطة القبر لصبي دُفن في عصر الرسول  وأن النبي قال لو كان يسلم منها أحد لسلم منها هذا الصبي  وفي حق  بنت النبي زينب وفي حق سعد فهذه الأحاديث معارضة لما هو أقوى منها  وهي لم يخرجها الشيخان  والحديث الذي في الصحيح  أن ضغطة القبر للكافر  وللمنافق ومما يمنع من صحة ما ورد  في حق سيدنا سعد من ضغطة القبر
أنه كان شهيدا  لأنه مات من جرح أصيب به في غزوة الخندق
وتُدفع تلك الأحاديث بقوله تعالى ((ألا إنّ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )) سورةيونس/62
تأكيد عذاب القبر بسبب الغيبة وعدم الاستنزاه من البول

 روى البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى عن ابن عباس:مر رسول الله على قبرين  فقال:((إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير إثم قال بلى أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من البول)) .
ثم دعا بعسيب رطب فشقه اثنين فغرس على هذا واحداً ثم قال:
((لعلّه يخفف عنهما )) فهذا الحديث بعد كتاب الله حجّةً في إثبات عذاب القبر
الرسول مر على قبرين فقال:((إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير إثم )).
ثم قال (بلى) أي بحسب ما يرى الناس ليس ذنبهما شيئاً كبيراً لكنه في الحقيقة ذنب كبير .

فالرسول رآهما بحالة شديدة وأنهما يعذبان وليس من شرط العذاب أن تمس جسده النّار  الله جعل عذاباً كثيراً غير النّار في القبر

الرسول رأى ذلك وبعض المؤمنين الصالحين يرون ذلك ويرون النعيم والأدلّة كثيرة على ذلك .
بيان بعض الأسباب التي تنجي من عذاب القبر

روى الضياء المقدسي من حديث أبو هريرة أن رسول الله قال ((إن في القرآن ثلاثين آية تستغفر لصاحبها حتى يغفر له تبارك الذي بيده الملك ))

وعن ابن عباس عن النبي أنه قال ((وددت أنها [أي تبارك الذي بيده الملك ]في جوف كل إنسان من أمتي )) رواه الحافظ ابن الحجر العسقلاني في أماليه فمن حافظ على قراءتها كل يوم كان داخلا في هذا الحديث  وأما من قرأها ليلة واحدة ومات في تلك الليلة فلم يرد نص أنه لا يعذب في قبره ولا يُسأل


وروى الترمذي في جامعه من حديث ابن عباس أن رجلا ضرب خيمة على قبر فصار يسمع من القبر  قراءة تبارك الذي بيده الملك حتى ختمها
فذهب إلى رسول الله فأخبره بما حصل فقال مصدقا له
((هي المانعة هي المنجية ))


وكان سيدنا عثمان رضي الله عنه إذا أتى القبور بكى حتى يبل لحيته بالدموع فقيل له في ذلك :
فإن تنجو منها تنجو من ذي عظيمة                  وإلا فإني لا إخالك ناجيا
أي لا أظنك ناجيا 


ومن أسباب النجاة من عذاب القبر والآخرة لمن مات قبل التوبة :


من مات وقد نال نوعا من أنواع الشهادات كالذي مات بغريق أو بحريق أو بمرض ذات الجنب وهو ورم في الخاصرة بالداخل ثم يظهر ينفتح إلى الخارج فيحصل لصاحبه حمى وقيء وغير ذلك من الاضطرابات


والذي يقتله بطنه أي إسهال أو احتباس لا يخرج منه ريح ولا غائط فيموت

ففي الحديث((من قتله بطنه لم يعذب في قبره ))رواه الترمذي

كذلك الذي يقتله الطاعون  وقد سئل النبي عن الطاعون فقال ((وخز أعدائكم من الجن ))
و
الطاعون  ورم يحدث في مراق الجسم أي المواضع الرقيقة منه  ويحصل منه حمى وإسهال وقيء


وقد حصل في زمن عمر بن الخطاب  طاعون مات فيه سبعون ألفا
كذلك المرأة التي تموت بجُمع أي بألم الولادة
وكذلك الذي يموت تحت الهدم أي بالتردي من علو إلى سفل
والذي يموت دون أهله أو ماله أو ولده
وكذلك لا يعذب من مات غريبا عن بلده وأهله لحديث((موت الغريب شهادة )) رواه ابن ماجه وضعفه الحافظ ابن حجر 
وكذلك من قُتل ظلما فهو شهيد
     

بيان من لا تبلى أجسادهم في القبور           

 الأنبياء عليهم السلام لاتبلى أجسادهم في القبور  قال عليه الصلاة والسلام ((إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء وشهداء المعركة ))

وبعض الأولياء لا تبلى أجسادهم لما شوهد ذلك من المشاهدات العينية


هذا الحافظ أبو عمرو عثمان بن الصلاح الدمشقي  دُفن في القرن السادس للهجرة ثم عُثر على قبره في  القرن الرابع عشر من حوالي خمس وثلاثين سنة عندما كانوا يشقون طريقا
ثم نقلوه إلى حي  الميدان ثم عملوا له مقاما يُزار ويُتبرك به وغيره كثير


واعلم أن جسد الكافر إذا بلي في قبره تماما  لم يبق إلا عجب الذنب  وهو عُظيم صغير قدر حبة خردلة وهذا العظم لا يبلى ولو سلط عليه نار شديدة ومنه خُلق الإنسان وعليه يركب كما ورد في الصحيح  وسائر العظام تركب على هذا العظم الصغير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا يصح الصوم كله فرضه ونفله مقيّده ومطلقه إلا بنية

 قال شيخ المالكية أبو القاسم بن الجلاب في التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس رحمه الله، باب النية في الصوم، (فصل) النية (ولا يصح الصوم كله فر...