بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 31 ديسمبر 2018

الانوار السنية في الرد على الوهابية (يستدل الوهابية النكرة بكلام الشافعي لذم الصوفية والتصوف)



يقول الوهابي المعتوه
_روى البيهقي في مناقب الشافعي (2 ـ208) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا محمد جعفر بن محمد بن الحارث يقول: سمعت أبا عبد الله: الحسين بن محمد بن بحر يقول: سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول: سمعت الشافعي يقول: لو أن رجلاً تصوَّف من أول النهار لم يأت عليه الظهر إلا وجدته أحمق.انتهى
*نقول نحن اهل السنة والجماعة الاشاعرة والماتردية والصوفية الحقة اهل الحق في الرد عليهم
1_ رواية ابو نعيم في الحلية تبين مراده روى الحافظ ابو نعيم الأصفهاني في "حلية الأولياء" بلفظ آخر قال: حدثنا محمد بن عبدالرحمن حدثني أبو الحسن بن القتات ثنا محمد بن أبي يحيى ثنا يونس بن عبدالأعلى قال سمعت الشافعي يقول لولا أن رجلا عاقلا تصوف لم يأت الظهر حتى يصير أحمق . انتهى وهي مؤيدة لتوجيه البيهقي في المناقب : _قال البيهقي في مناقب الشافعي بعد ذكر الرواية الاولى
_قلت ( البيهقي ) : وإنما أراد به من دخل في الصوفية واكتفى بالاسم عن المعنى، وبالرسم عن الحقيقة، وقعد عن الكسب، وألقى مؤنته على المسلمين، ولم يبال بهم، ولم يرع حقوقهم ولم يشتغل بعلم ولا عبادة، كما وصفهم في موضع آخر . . . لا يكون الصوفي صوفيا حتى يكون فيه أربع خصال : كسول أكول نؤوم كثير الفضول.
_( قال البيهقي ) وإنما أراد به ذم من يكون منهم بهذه الصفة، فأما من صفا منهم في الصوفية بصدق التوكل على الله عز وجل، واستعمال آداب الشريعة في معاملته مع الله عز وجل في العبادة، ومعاملته مع الناس في العشرة، فقد حُكي عنه أنه عاشرهم وأخذ عنهم.انتهى
* يكفينا توجيه الحافظ البيهقي الشافعي لكلام الامام الشافعي وهو من اكابر الشافعية قال الامام الجويني : ما من شافعي إلا وللشافعي عليه منة إلا أحمد الْبَيْهَقِيّ فإن له على الشافعي مِنَّة لتصانيفه في نصرة مذهبه.انتهى فالبيهقي اعلم بمدلولات كلام الشافعي من الوهابية الشرذمة
2_ نقول ايضا لو كان الشافعي يذم الصوفية والتصوف الصحيح لما كان مدح صوفيا قط
روى ابن أبي حاتم في آداب الشافعي ومناقبه ( ص 164): ثنا الحسين بن الحسن الرازي، ثنا عبد الله بن الحسن السجستاني: سمعت إسماعيل الطيان الرازي يقول: قدمت مكة، فلقيت الشافعي، فقال لي: أتعرف موسى الرازي؟ ما قدم علينا من ناحية المشرق أنزع لكتاب الله منه، فقلت له: يا أبا عبد الله، صفه لي، فقال: كهل قدم علينا من الري، فوصفه لي - فعرفته بالصفة، أنه أبو عمران الصوفي - فقلت: أعرفه، هو أبو عمران الصوفي، قال: هو هو.انتهى
# نقول فهل تقول ايها الوهابي المغروران الشافعي مدح الحمقى فيكون استدلالك ايها الوهابي المغرور بالرواية الاولى من كلام الشافعي في ذم الصوفية والتصوف الحقة باطل
3_نقول ايضا ذكرنا توجيه البيهقي الشافعي وهذا يكفي لكل ذي فهم وندعم هذا التوجيه بما ذُكر ان الامام الشافعي رضي الله عنه قال (حبّب إليَّ من دنياكم ثلاث ترك التكلف وعُشرة الخلق بالتلطف والإقتداء بطريق أهل التصوف ) ـ أورده الصفورى الشافعى فى كتابه نزهة المجالس ومنتخب النفائس ـ باب المحبه وذكره العجلونى الشافعى فى كتابه كشف الخفاء والإلباس لما إشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس / حرف الحاء المُهملة / حديث حبب الى من دنياكم ثلاث.
4_ونقول ايضا ما ذكرناه الى الان هو كلام اهل السنة والجماعة والصوفية الحقة وهذا لا يقبله الوهابية فهم لا يقبلون الا كلام المبتدع ابن تيمية وابن قيم الجوزية ومن دار في فلكهم لهذا سنذكر كلام المتبدع ابن تيمية وابن القيم
1_ يقول ابن تيمية في مدح الصوفية وطريقتهم
قال المبتدع امام الوهابية ابن تيمية في مجموع الفتاوى جزء العاشر ص 516 ( فأما المستقيمون من السالكين كجمهور مشايخ السلف مثل الفضيل بن عياض، وإبراهيم بن أدهم، وأبي الداراني، ومعروف الكرخي، والسري السقطي، والجنيد بن محمد وغيرهم من المتقدمين ومثل الشيخ عبدالقادر الجيلاني والشيخ حماد، والشيخ أبي البيان وغيرهم من المتأخرين فلا يسوغون للسالك ولو طار في الهواء أو مشى على الماء أن يخرج عن الأمر والنهي الشرعيين بل عليه أن يعمل المأمور ويدع المحظور إلى أن يموت، وهذا هو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف، وهذا كثير في كلامهم. انتهى وقال ايضا عن الامام الجنيد البغدادي الذي كان سيد الصوفية في زمانه انه امام هدى. انتهى
# فهل تقول ايها الوهابي المفتون ان شيخك ابن تيمية مدحى الحمقى وطريقتهم!!!؟ ثم ايضا شيخك المبتدع ابن قيم الجوزية يقول
2_قال المبتدع امام الوهابية ابن قيم الجوزية في مدارج السالكين: قال الشافعي رضي الله عنه صحبت الصوفية فما انتفعت منهم إلا بكلمتين سمعتهم يقولون الوقت سيف فإن قطعته وإلا قطعك ونفسك إن لم تشغلها بالحق وإلا شغلتك بالباطل قلت يا لهما من كلمتين ما أنفعهما وأجمعهما وأدلهما على علو همة قائلهما ويقظته ويكفي في هذا ثناء الشافعي على طائفة هذا قدر كلماتهم وقد يريدون بالوقت ما هو أخص من هذا كله وهو ما يصادفهم في تصريف الحق لهم دون ما يختارونه لأنفسهم ويقولون فلان بحكم الوقت أي مستسلم لما يأتي من عند الله من غير اختيار وهذا يحسن في حال ويحرم في حال وينقص صاحبه في حال فيحسن في كل موضع ليس لله على العبد فيه أمر ولا نهي بل في موضع جريان الحكم الكوني الذي لا يتعلق به أمر ولا نهي كالفقر والمرض والغربة والجوع والألم والحر والبرد ونحو ذلك ويحرم في الحال التي يجري عليه فيها الأمر والنهي والقيام بحقوق الشرع فإن التضييع لذلك والاستسلام والاسترسال مع القدر انسلاخ من الدين بالكلية وينقص صاحبه في حال تقتضي قياما بالنوافل وأنواع البر والطاعة وإذا أراد الله بالعبد خيرا أعانه بالوقت وجعل وقته مساعدا له وإذا أراد.انتهى
# فهل تقول ان شيخك المبتدع ابن القيم مدح الحمقى وخاصة في قوله يا لهما من كلمتين ما أنفعهما وأجمعهما وأدلهما على علو همة قائلهما ويقظته ويكفي في هذا ثناء الشافعي على طائفة هذا قدر كلماتهم!!!؟.
# بعد البيان الواضح والتوجيه الصحيح لكلام الامام الشافعي لا تستغرب اخي المسلم اذا قال لك الوهابي بعد هذا الرد هم قصدوا اولائك الصوفية الصادقين وليس هؤلاء ويبدأ يسب ويشتم في اناس . فيكون قد اقر الوهابي ما ذكرناه من توجيه البيهقي لكلام الشافعي كله فلماذا هذا الدجل والتشويه للصوفية الحقة والتصوف الصحيح

من هم سلف وخلف ابن تيمية الحراني

فليعلم أن للحراني أحمد بن تيمية سلفٌ غير السلف الصالح، وأنه عندما يورد في كتبه عبارة السلف الصالح فهو يقصد جماعته المجسمة الذين سبقوه.
اليوم سنتعرف عليهم وعلى خلفهم إن شاء الله.

قيل
ا1 - أبو العز ابن كادش العكبراوي، وهو كذاب مخلط حشوي مجسم مضل، قال عنه الحافظ ابن عساكر"قال لي أبو العز ابن كادش، وسمع رجلا وضع في حق علي حديثا : وضعت أنا في حق أبي بكر حديثا، بالله أليس فعلت جيدا ؟" ويقول الذهبي في سير أعلام النبلاء 19/559 معلقا على ذلك "قلت : هذا يدل على جهله، يفتخر بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم"ا

ا2 - أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري المجسم الحنبلي الوضاع، ولد سنة 304 وتوفي سنة 387 هـ، وهو صاحب عقيدة التقسيم في التوحيد، الذي قال عنه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان 4 / 113 "وقفت لابن بطة على أمر استعظمته واقشعر جلدي منه"، ثم أثبت أنه وضاع، وأنه كان يحك أسماء الأئمة من كتب الحديث ويضع اسمه مكان الحك.ا

وأورد الخطيب البغدادي حديثا في إسناده ابن بطة ثم قال "وهو موضوع بهذا الإسناد والحمل فيه على ابن بطة"

ا3 - أبو طالب العشاري احد الاركان في الوضع، قال الذهبي " ليس بحجة"، وقال بعدما ذكر حديثا موضوعا في سنده العشاري هذا "فقبح الله من وضعه، والعتب إنما هو على محدثي بغداد كيف تركوا العشاري يروي هذه الأباطيل"

وأورد الحافظ ابن الجوزي حديثا في إسناده العشاري وقال "هذا حديث لا يشك عاقل في وضعه"
4 - الحسين بن علي بن إبراهيم الأهوازي، قال الذهبي في الميزان 1/512 ا"ألف كتابا في الصفات أتى فيه بموضوعات وفضائح وكان يحط على الأشعري، وجمع كتابا في ثلبه وقال أبو طاهر : أقرأ عليه العلم ولا أصدقه في حرف واحد. وقال الخطيب البغدادي : الأهوازي كذاب في الحديث والقراءات جميعا"ا هـ


وقال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري "لا يستبعدن جاهل كذب الأهوازي فيما أورده من تلك الحكايات، فقد كان أكذب الناس فيما يدعي من الروايات في القراءات"اهـ
اوقد أورد هذا الأهوازي في كتابه الذي سماه بغير حق البيان في عقود الإيمان جملة من الأحاديث الموضوعة منها حديث "إن الله تعالى لما أراد أن يخلق نفسه خلق الفرس فأجراها حتى عرقت ثم خلق نفسه من العرق" قاتل الله واضعه ما أجراه على الله وأوقحه.اهـ
ا5 - عبدالعزيز بن الحارث التميمي الحشوي، قال الذهبي في ترجمته في كتاب الميزان 2/624 "من رؤساء الحنابلة وأكابر البغاددة، إلا أنه آذى نفسه، ووضع حديثا أو حديثين في مسند الإمام أحمد، قال ابن زرقويه الحافظ : كتبوا عليه محضرا بما فعل ، كتب فيه الدارقطني وغيره نسأل الله العافية والسلامة"ا
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء 11 / 286 بعد كلام "لا كرسالة الإصطخري، ولا كالرد على الجهمية الموضوع على أبي عبدالله - يقصد أحمد بن حنبل"، وقال بعد أن أورد شيئا من هذه العقيدة الفاسدة الكاسدة "والله ماقالها الإمام أحمد، فقاتل الله واضعها"، ثم قال "فانظر إلى جهل المحدثين كيف يروون مثل هذه الخرافة ويسكتون عليها"اهـ
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في لسان الميزان 4 / 77 والذهبي في الميزان 2 / 525 ا"عن ابن المسلم أنه سأل عبد العزيز بن الحارث احتج به فقال له : صنعته في الحال لأدفع به الخصم"اهـ
ا6 - أبو إسماعيل الأنصاري الهروي حنبلي مجسم الذي يقول كما نقل عنه ابن تيمية مؤيدًا له في نقله إياه بأن الأشاعرة مخانيث المعتزلة، ولهذا الرجل طامات في العقائد.اهـ
حيث نقل ابن تيمية كلامه في مجموع الفتاوى 8/227 مقرًا له في هذا النقل ما نصه "وقال أبو إسماعيل الأنصاري : الأشعرية هم إناث مخانيث المعتزلة"ا
ا7 - أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون البغدادي المشهور بالخلال، حنبلي مبتدع مجسم ومشبه، صاحب عقيدة الجلوس على العرش، وكان يعتمد على الموضوعات والواهيات والإسرائيليات في العقائد فجاء بالغرائب. صنّف كتابًا سماه كتاب السنة وفيه يصرح بجلوس الله تعالى على العرش ويقول بأن الذي ينكر ذلك فهو جهمي معطلي زنديق!! والعياذ بالله.اهـ

ا8 - أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي السجزي حنبلي مجسم ومشبه من الحشوية وقد توفى سنة 282 هجرية وقيل 280.ا
وهو غير الإمام الحافظ أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام الدارمي التميمي السمرقندي السني، موحدٌ ومنزه، من علماء الحفاظ الجهابذة في العلم صاحب كتاب سنن الدارمي المتوفى سنة 255 هجري رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى.اهـ
فإياك أن تخلط بين ذلك الشيخ الجليل ابن بهرام الدارمي السني وهذا المبتدع المجسم البغيض أبو سعيد الدارمي السجزي من سجستان.اهـ
يقول هذا المجسم في كتابه ص25 الرد على بشر المريسي "خلق آدم مسيسًا بيده"
وقال أيضا في ص 20 "الحي القيوم ... يتحرك إذا شاء، وينزل ويرتفع إذا شاء، ويقبض ويبسط إذا شاء، ويقوم ويجلس إذا شاء، لأن امارة ما بين الحي والميت التحرك، كل حي متحرك لا محالة، وكل ميت غير متحرك لا محالة"ا
ويقول الإمام الحافظ محمد زاهد بن حسن الكوثري رحمه الله وهو يرد على كلام الدارمي المجسم "فإذا معبود هذا الخاسر يقوم ويمشي ويتحرك، ولعل هذا الاعتقاد ورثه هذا السجزي من جيرانه عباد البقر، ومن اعتقد ذلك في إله العالمين يكون كافرًا باتفاق، فيا ويح من يقتدي بمثله في الصلاة أو يناكحه، فماذا تكون حال من يترضى هذا الكتاب أو يوصي به أشد الوصية أو يطبعه للدعوة إلى ما فية؟ وهذا توحيدكم الذي إليه تدعون الناس"
ويقول السجزي في كتابه المذكور ص 85 "ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته، فكيف على عرش عظيم أكبر من السماوات والأرض، فكيف تنكر أيها النفاج أن عرشه يقلّه .."اهـ
قال الإمام الكوثري "هذا كلامه في الله سبحانه كأن جواز استقرار معبوده على ظهر بعوضة أمر مفروغ منه مقبول، فيستدل بذلك على جواز استقراره تعالى على العرش الذي هو أوسع من ظهر البعوضة، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، ولا أدري أحدًا من البشر نطق بمثل هذا الهذر قبل هذا السجزي والحراني المؤتم به وأشياعهما". وابن تيمية نقل كلام سلفه أبو سعيد الدارمي في كتابه تلبيس الجهمية ص 568

ا9 - أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري حنبلي مجسم أظهر بدعته في وقت ظهور القرامطة واقتلاعهم الحجر الأسود بعدما سفكوا دماء الحجاج لبيت الله الحرام، وكان يعتقد بجلوس الله على العرش وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يجلسه ربه معه على العرش وهذا هو المقام المحمود، ويقول بأن الله تعالى على صورة شاب أمرد قطط الشعر وغيرها من سمات التجسيم والتشبيه... راجعوا كتاب الكامل في التاريخ لإبن الأثير في أحداث سنة 323 هجرية.اهـ
ا10 - الهكاري، الوضاع المجسم، قال الحافظ في لسان الميزان "رأيت بخط بعض أصحاب الحديث أنه كان يضع الحديث بأصبهان". وقال ابن عساكر "لم يكن موثوقا به"اهـ
ا11 - القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء الحنبلي المجسم المتوفى سنة 458 هجرية.اهـ
قال الحافظ أبو بكر بن العربي المالكي في كتابه العواصم من القواصم ص 209 "أخبرني من أثق به من مشيختي أن القاضي أبا يعلى الحنبلي كان إذا ذُكِرَ الله سبحانه يقول فيما ورد من هذه الظواهر في صفاته تعالى : ألزموني ما شئتم فإني ألتزمه إلا اللحية والعورة"اهـ
وللعلم فإن القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء الحنبلي المتوفى سنة 458هـ هو غير الإمام أبي يعلى الموصلي صاحب المسند المشهور.ا
قال الإمام ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ 8 / 16 "وفيها أنكر العلماء على أبي يعلى بن الفراء الحنبلي ما ضمنه كتابه من صفات الله سبحانه وتعالى المشعرة بأنه يعتقد التجسيم، وحضر أبو الحسن القزويني الزاهد بجامع المنصور، وتكلم في ذلك تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا".اهـ
وفي نفس الكتاب 8 / 104 يقول ابن الأثير ما نصه عند ذكر السنة التي توفى فيها ذلك المجسم "لقد خري أبو يعلى على الحنابلة خرية لا يغسلها الماء". وسبب ذلك لأنه ألف كتابا سماه إبطال التأويلات وهو كتاب بدعي، وهذا غير مؤلفاته الأخرى له والتي فيها التجسيم والبدع.اهـ
ا12 - أبو عبد الله الحسن بن حامد بن علي البغدادي الورّاق المتوفى سنة 403 هجرية له مصنفات وفيها طامات وقد أوردها الإمام ابن الجوزي ورد عليها في كتابه دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه .اهـ
ا13 - أبو الحسن على بن عبيد الله بن نصر الزاغوني الحنبلي المجسم المتوفى سنة 527 هجرية، ولابن الزاغوني مصنف اسمه الإيضاح فيه من الغرائب في العقائد من التشبيه والتجسيم كما بين ذلك عنه الإمام الكوثري رحمه الله في تعليقه على كتاب ابن الجوزي دفع شبه التشبيه.اهـ

وهؤلاء ابن حامد وابن الزغواني والقاضي أبو يعلي، قال عنهم العلامة ابن الجوزي الحنبلي في دفع شبه التشبيه ص99 فما بعدها "صنفوا كتبا شانوا بها المذهب، ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام، فحملوا الصفات على مقتضى الحس، فسمعوا أن الله تعالى خلق آدم على صورته فأثبتوا له صورة، ووجها زائدا على الذات، وعينين، وفما، ولهوات، وأضراسا، وأضواء لوجهه هي السبحات، ويدين، وأصابع، وكفا، وخنصرا، وإبهاما، وفخذا ، وساقين، ورجلين" وقالوا : ما سمعنا بذكر الرأس وقالوا : يجوز أن يمس ويمس، ويدني العبد من ذاته، وقال بعضهم : ويتنفس، ثم يرضون العوام بقولهم : لا كما يعقل وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات فسموها تسمية مبتدعة لا دليل لهم في ذلك من النقل ولا من العقل، ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى، ولا إلى إلغاء ما يوجبه الظاهر من سمات الحدوث ... ثم يتحرجون من التشبيه ، ويأنفون من إضافته إليهم، ويقولون نحن أهل السنة، وكلامهم صريح في التشبيه، وقد تبعهم خلق من العوام ... ولقد كسيتم هذا المذهب شيئا قبيحا، حتى صار لا يقال عن حنبلي إلا مجسم ... وقد كان أبو محمد التميمي يقول في بعض أئمتكم : لقد شان المذهب شينا قبيحا لا يغسل إلى يوم القيامة"اهـ
ا14 - ابن القيم الجوزية، قال الإمام العلامة السبكي الشافعي في السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل من ص55 فما بعدها، بعد أن نقل كلاما لابن القيم "انظر هذا الملعون كيف أقام طوائف الشافعية والمالكية والحنفية الذين هم قدوة الإسلام وهداة الأنام في صورة الملاحدة الزنادقة، المقرين على أنفسهم باتباع فرعون وهامان وأرسطو وابن سينا، المقدمين كلامهم على القرآن، وأن رائده لعنه الله ولعنه سألهم عما يقوله أهل الحديث فنسبوهم إلى ما نسبوهم إليه، وأنه لذلك انحل عن الأديان وخلع ربقة الإيمان ... فما أراد هذا إلا أن يقرر عند العوام أنه لا مسلم إلا هو وطائفته التي مابرحت ذليلة حقيرة، وما أدري ما يكون وراء ذلك من قصده الخبيث، فإن الطعن في أئمة الدين طعن في الدين، وقد يكون هذا فتح باب الزندقة ونقض الشريعة، ويأبى الله ذلك والمؤمنون، وجماعة من الزنادقة يكون مبدأ أمرهم خفيا حتى تنتشر ناره ويشتعل شناره، نسأل الله العافية .
فينبغي لأئمة المسلمين وولاة أمورهم أن يأخذوا بالحزم، ويحسموا مادة الشر في مبدئه قبل أن يستحكم فيصعب عليهم رفعه، ثم إن هذا الوقح لا يستحيي من الله ولا من الناس، ينسب إلى طوائف المسلمين ما لم يقولوه فيه وفي طائفته وهو يزعم بكذبه أنه متمسك بالقرآن ... بل هو زيادة من عنده كذب فيها على الله وعلى رسوله، فهل وصلت الزنادقة والملاحدة والطاعنون في الشريعة إلى أكثر من هذا، بل ولا عشر هذا، وإيهامه الجهال أنه هو المتمسك بالقرآن والسنة لينفق عندهم كلامه، ويخفي عنهم سقامه"اهـ
وقال ص37 بعد كلام "فانظر أن مالكا رضي الله عنه وناهيك به، قد فسر الحديث بما قال هذا المتخلف النحس : إنه إلحاد، فهو الملحد عليه لعنة الله، ما أوقحه وما أكثر تجرأه، أخزاه الله" اهـ


ا15 - محمد بن عبد الوهاب النجدي يقول مفتي مكة المكرمة الشيخ أحمد بن زيني دحلان في كتابه خلاصة الكلام في أمراء البيت الحرام ا"كان ابتداء ظهور محمد بن عبد الوهاب سنة 1143هـ واشتهر أمره بعد الخمسين فاظهر العقيدة الزائفة بنجد وقراها فقام بنصره محمد بن سعود أمير الدرعية فحمل أهلها على متابعته فتابعوه وما زال يطيعه كثير من أحياء العرب حتى قوي أمره فخافته البادية وكان يقول لهم إنما أدعوكم إلى التوحيد وترك الشرك بالله"اهـ
ويقصد بالتوحيد عقيدة التجسيم ودعوى فناء النار، وهذا أكثر ما أثر في دعوته التي ورثها عن ابن تيمية وابن القيِّم.اهـ
يقول مؤرخ الوهابية عثمان بن بشر النجدي في كتابه عنوان المجد في تاريخ نجد ص 66 "وكان الشيخ لما هاجر إليه المهاجرون، يتحمل الدَّين الكثير في ذمته لمؤونتهم وما يحتاجون إليه، وفي حوائج الناس وجوائز الوفود إليه من أهل البلدان والبوادي، ذكر لي أنه حين فتح الرياض وفي ذمته أربعون ألف محمدية (عملة نقدية) فقضاها من غنائمها"اهـ
وقال عنه مفتي الحنابلة في مكة المكرمة الشيخ محمد بن عبدالله النجدي الحنبلي ت 1295هـ في كتابه السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة في ترجمة والد محمد بن عبد الوهاب "وهو والد محمد صاحب الدعوة التي انتشر شررها في الآفاق، لكن بينهما تباين مع أن محمداً لم يتظاهر بالدعوة إلا بعد موت والده وأخبرني بعض من لقيته عن بعض أهل العلم عمّن عاصر الشيخ عبد الوهاب أنه كان غضبان على ولده محمد لكونه لم يرض أن يشتغل بالفقه كأسلافه وأهل جهته ويتفرس فيه أن يحدث منه أمر ، فكان يقول للناس : يا ما ترون من محمد الشر، فقدر الله أن صار ما صار .." ثم قال عن تمجيده لابن تيمية وابن القيم "يرى كلامهما نصاً لا يقبل التأويل، ويصول به على الناس" وقال عن تسليم الله لأخيه سليمان من شره بعد أن ألَّف رسالته فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب.."إنه كان إذا باينه أحد ولم يقدر على قتله مجاهرة يرسل إليه من يغتاله في فراشه أو في السوق ليلاً لقوله بتكفير من خالفه واستحلاله قتله"اهـ
وقال عنه الشيخ محمد أمين بن عابدين الحنفي في رد المحتار على الدر المختار 4 / 262 كتاب البغاة عند حديثه عن الوهابية "خرجوا من نجد وتغلَّبوا على الحرمين، وكانوا ينتحلون مذهب الحنابلة، لكنهم اعتقدوا أنهم هم المسلمون وأن من خالف اعتقادهم مشركون"اهـ
وقال الشريف عبد الله بن الشريف حسين باشا في صدق الخبر في خوارج القرن الثاني عشر الصفحة الأولى "إن ابتداء ظهور ابن عبد الوهاب ببدعته في نجد كان سنة 1143 هجرية ثم كان استيلاء الوهابيين على مكة سنة 1218 هـ فتسمية الوهابيين بخوارج القرن الثاني عشر هي مبنية على ابتداء ظهور بدعتهم، لا على ابتداء استيلائهم الأول على مكة"اهـ
وممن انخدع به العلامة الصنعاني صاحب سبل السلام، فقال فيه "سلامٌ على نجدٍ ومن حلَّ في نجْــــدِ وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي"اهـ
حتى إذا أتاه الخبر اليقين قال "رجعت عن القول الذي قلت في النجدي فقد صحَّ لي عنه خلاف الذي عندي".ا.هـ

الأحد، 30 ديسمبر 2018

نصيحة مهمة جداً،

نصيحة مهمة جداً،
-----------------
المسلم عليه أن يتلزم بالشرع ولا ينظر إلى كثرة الجاهلين الغافلين
فقد قال السيد الجليل الفضيل بن عياض رضي الله عنه :
“عليك بطريق الهدى وإن قلَّ السالكون واجتنب طريق الردى وإن كثر الهالكون”.
تقترب هذه يوم رأس السنة الرومية على حسب التقويم الغريغوري الذي وضعه غريغوار الثامن (رئيس كنيسة روما بين سنتي 1572 و1585) ملغياً بذلك التقويم الشمسي الذي كان وضعه القيصر الروماني يوليوس قيصر سنة 45 قبل مولد المسيح عليه الصلاة والسلام بإشارة الفلكي اليوناني Sosigenes، وقد ألغاه غريغوار الثامن لأسباب تقنية وليس لأسباب دينية.
وفي موسوعة 2003 Encarta أن الكنيسة استبدلت بعض الأعياد الرومانية والفارسية ومنها ما يقال له "عيد ميثرا" الذي يعتقد الفرس أنه "إله النور"، بعيد مولد المسيح عليه السلام يوم 25 كانون الأول/ديسمبر، وذلك في القرن الرابع الميلادي، لتصرف الناس عن الأعياد الوثنية، وذلك من غير يقين من قبل المؤرخين في تاريخ مولد المسيح عليه السلام كما في موسوعة Encarta 2003، علماً أن الكنيسة الشرقية تخالفها في ذلك محتفلة بها في 6 كانون الثاني/يناير وليس في 25 كانون الأول/ديسمبر.
لذا لا يجوز الاحتفال بأعياد الكفّار
=================
فقد روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ “اليَهُودَ والنَّصَارَى”؟ قَالَ: فَمَنْ” (أي هم المَعْنِيُّون بهذا الكلام).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “مَن تَشَبَّهَ بِقَومٍ فهو مِنهُم” أخرجه أبو داود وصحّحه ابن حبان. فهذا الحديث دليل على أنّه لا يجوز الاحتفال بأعياد الكفار كالذي يسمّونه عيد الميلاد أو كريسمس أو نوّال أو رأس السنة الميلادية وكذلك لا يجوز تهنأتهم بهذه الأعياد.
والّذي يعلم أنّهم يفعلون الكفر في هذه المناسبة من ادّعائهم أنّ عيسى ابن الله، ويعينهم على ذلك أو يهنئهم بذلك يكفر. وعليه الرّجوع للإسلام بالنّطق بالشّهادتين.
قال النّبي صلى الله عليه وسلّم : « إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لاَ يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا » رواه التِّرميذي وحسَّنه. أنظر : كَيْفَ يُحَافِظُ المُسْلِمُ عَلَى إيـمَانِهِ .
وفي سنن النسائي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان لأهل الجاهلية يومان في كل سنة يلعبون فيهما، فلما قَدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال : “كانَ لكُم يَومانِ تَلْعَبُون فِيهما وقد أَبْدَلَكُم الله بِهما خَيرًا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى”.
وقال الزيلعي الحنفي في كتابه “تبيين الحقائق” : والإعطاء باسم النيروز والمهرجان – أي إعطاء الهداء باسم هذين اليومين تَعظِيمًا لهما – حرامٌ بل كُفْرٌ” (وهذان اليومان من أشهر أعياد الفرس).
وقال أبو حفص الكبير : “لو أن رجلا عَبَدَ الله خمسين سنة ثم جاء يوم النيروز وأهدى لبعض المشركين بَيْضةً يريد به تعظيم ذلك اليوم فقد كَفَر وحبط عمله”.
وقال صاحب كتاب “الإقناع” في المذهب الحنبلي : “ويحرم شهود عيد اليهود والنصارى وبيعه لهم فيه، ومهاداتهم لعيدهم”.
قال أبو العالية رفيع بن مهران (93 هـ) ، وطاوس ابن كيسان (106 هـ)، ومـحمد بن سيرين (110 هـ)، والضحاك بن مزاحم (100 هـ)، والربيع بن أنس (139 هـ)، وغيرهم في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ﴾ هي أعيادُ المشركين.اهـ
وسئل الإمام أحمد بن حنبل (241هـ) عن الرجل تكون له المرأة النصرانية يأذن لها أن تخرج إلى عيد النصارى؟ قال: لا.
وقال عبد الـملك بن حبيب (238 هـ) من أصحاب مالك فى كلام له : “فلا يعاوَنون على شىء من عيدهم لأن ذلك من تعظيم شركهم وعونهم على كفرهم وينبغي للسلاطين ان ينهوا المسلمين عن ذلك وهو قول مالك وغيره لم أعلم أنه اختُلِف فيه”.
روى أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخَلاَّل البغدادي الحنبلي (311 هـ) في الجامع بإسناده عن مـحمد بن سيرين (110 هـ) في قوله تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ﴾ هو “الشعانين” وهو عيد للنصارى وكذلك عن مـجاهد بن جبر (102 هـ)، وفي معنى هذا ما روي عن عكرمة البربري مولى ابن عباس (105 هـ) والضحاك بن مزاحم (100 هـ).
قال أبو القاسم هبة الله بن الحسين الطبري الفقيه الشافعي (418هـ) : “ولا يجوز للمسلمين أن يحضروا أعيادهم، لأنهم على منكر وزور وإذا خالط أهل المعروف أهل المنكر بغير الإنكار عليهم كانوا كالراضين به المؤثرين له فنخشى من نزول سخط الله على جماعتهم فيعم الجميع نعوذ بالله من سخطه”.
ثم ساق من طريق ابن أبي حاتم : حدثنا الأشج، ثنا عبد الله بن أبي بكر، عن العلاء بن المسيب، عن عمرو بن مرة : ﴿وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ﴾ قال : “لا يـمالئون أهل الشرك على شركهم ولا يخالطونهم، ونحوه عن الضحاك”.
وقد ذكر البيهقي (458هـ) في سننه بابا سماه : باب كراهية الدخول على أهل الذمة في كنائسهم والتشبه بهم يوم نيروزهم ومهرجانهم.
[18640] أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف ثنا سفيان عن ثور بن يزيد عن عطاء بن دينار قال قال عمر رضى الله تعالى عنه : “لا تعلموا رطانة الأعاجم ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنـزل عليهم”.
[18641] وأخبرنا أبو بكر الفارسي أنبأ أبو إسحاق الأصفهاني ثنا أبو أحمد بن فارس ثنا محمد بن إسماعيل قال قال لي بن أبي مريم ثنا نافع بن يزيد سمع سليمان بن أبي زينب وعمرو بن الحارث سمع سعيد بن سلمة سمع أباه سمع عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قال : ” اجتنبوا أعداء الله في عيدهم”.
وأخرج أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي (463 هـ) عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى : ﴿وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ﴾ قال: أعياد المشركين. اهـ
وقال أبو الحسن الآمدي(631هـ) : “لا يجوز شهود أعياد النصارى واليهود، نص عليه أحمد في رواية مهنا. واحتج بقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ﴾ قال: الشعانين وأعيادهم”.
وقال موسى الحجاوي (968هـ) صاحب كتاب ” الإقناع ” في المذهب الحنبلي : “ويـحرم شهود عيد اليهود والنصارى وبيعه لهم فيه، ومهاداتهم لعيدهم”.
قال الله تبارَك وتعالى : ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.
وقال تعالى : ﴿وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾.
وقال تعالى : ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى﴾.
وقال تعالى : ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [سورة المائدة آية 51].
وقال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ﴾ [سورة الممتحنة آية 1]
وقال تعالى : ﴿لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾ [سورة المجادلة آية 22].
رُوِيَ عن أمِّ سَلَمَةَ زوجِ النبيّ صلى الله عليه وسلم أنها قالَت : “كان رسولُ الله يصوم يومَ السبت ويومَ الأحد أكثرَ مما يصوم من الأيام ويقول: “إنهما عيدا المشركين فأنا أحِب أن أخالِفَهم” رواه أحمد في مسنده.
اللهم ثبتنا على سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وارزقنا حسن الختام بجودك ومَنِّكَ وكرمك يا الله.
الحمد لله رب العالمين

السبت، 29 ديسمبر 2018

من أخلاق الرسول : الحلم والصبر والعفو والشجاعة

من أخلاق الرسول : الحلم والصبر والعفو والشجاعة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الطاهر الامين
إنّ الحلم والاحتمال والصبر والعفو معانيها كلها متقاربة فهي كلها مما أدّب الله به نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال تعالى : { خُذ العفو وامُر بالعُرفِ وأعرِض عن الجاهلين } سورة الاعراف. والعرف هو كل ما فرض الله فعله أي كل الواجبات الدينية.
وإنّ المطالع لسيرة الرسول الاعظم يعلم إنّه كان من صفاته أن يعفو عمن ظلمه ويصل من قطعه ويحسن الى من أساء اليه وإنّه كان لا يزيده كثرة الاذى عليه إلا صبرا وحلما.
قال تعالى في خطابه للرسول عليه الصلاة والسلام :{ فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل } سورة الاحقاف.
تقول السيدة الجليلة عائشة زوج النبي في وصفه صلى الله عليه وسلم :" وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله في شيء فينتقم بها لله " رواه البخاري.
ومن آثار صبره وعفوه أنّه يوم أحد ابتُلي بلاء شديدا فقد كُسرت رباعيته وشج رأسه الشريف حتى شق ذلك على أصحابه شقا شديدا فقال عليه الصلاة والسلام :" اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون" فانظر، أخي المسلم، ما في هذا القول من جماع الفضل ودرجات الاحسان وحسن الخلق وغاية الصبر والحلم إذ لم يقتصر على السكوت عنهم بل ودعا لهم، أي للمشركين، بالهداية فقال " اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون". ولما تصدى أحد المشركين وهو غورث بن الحارث ليفتك بالرسول صلى الله عليه وسلم والرسول نائم تحت شجرة وحده فلم ينتبه إلا والرجل والسيف في يده فقال المشرك للرسول " من يمنعك مني " فقال له عليه الصلاة والسلام بلسان التوكل واليقين " الله " فسقط السيف من يده فأخذه النبي وقال للرجل " من يمنعك مني " قال " كن خير آخذ " فتركه وعفا عنه فرجع ذلك المشرك الى قومه وقال لهم " جئتكم من عند خير الناس ".
ومن أوصاف النبي الشجاعة والنجدة وكان عليه الصلاة والسلام بالمكان الذي لا يُجهل وقد حضر المواقف الصعبة وفرّ الكُمَاةُ والاشداءُ عنه غير مرة وهو صلى الله عليه وسلم ثابت لا يبرح ومقبل لا يدبر ولا يتزحزح. وقد روى البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال : " ما رأيت أشجع ولا أنجد ولا أجود ولا أرضى من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى البيهقي عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال في شجاعة الرسول في المعارك " إنا كنا إذا اشتد البأس واحمرت الحُدُق اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب الى العدو منه ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو ". وكان الرسول أشد الناس يومئذ بأسا.
ويوم حنين لما التقى المسلمون والكفار ولّى بعض المسلمين مدبرين والرسول لم يفر فطفق عليه الصلاة والسلام يُركض بغلته نحو الكفار وأبو سفيان آخذ بلجامها يكفها بغية أن لا تسرع والرسول الاعظم يقول " أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب". رواه البخاري.
أخي المسلم، ما أجمل أن تقتدي بالنبي وأن تكون صاحب حلم وصبر وعفو وشجاعة تصبر على أذى الناس وتعفو عمن أساء اليك وتدافع عن دين الله بإقدام وشجاعة.

التحذيرُ من التسرُّع بالتكفير

التحذيرُ من التسرُّع بالتكفير
قال الشيخ رحمه الله: الحمدُ للهِ رَبِّ العالمين والصَّلاةُ والسَّلامُ على سيّدِ المُرسلين سيّدِنا محمّدٍ وعلى ءالهِ وعلى جميعِ إخوانِه مِنَ النبيّين ءادمَ وموسى وعيسى وإبراهيم ومَنْ بينَهُم مِنَ النبيّين أما بعدُ؛
فإنَّ اللهَ تبارَكَ وتعالى أمرَ عِبَادَه بأنْ لا يقولوا ما لا يعلمون قالَ اللهُ تبارَكَ وتعالى: ﴿وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْم﴾، القَولُ الذي يقولُهُ الإنسان إذا كانَ مُوافقًا لشرعِ الله ونوَى به وَجْهَ الله كانَ ذلك خيرًا وإلا فهو وَبالٌ على قائلِهِ، وإنَّ مِنَ المُهِمّ التوسُّطُ بالحكم فإنَّ الله تباركَ وتعالى يُحِبُّ الوَسطَ ويكرَهُ الإفراطَ والتَّفريط ثم إنَّ الحُكمَ على شخص بالكُفر أو الإسلام إنْ كان مُستَنِدًا إلى دليل فذاكَ ثوابٌ عندَ الله وإنْ كانَ لا يستَنِدُ إلى دليل فهو هَلاكٌ على صاحبِهِ، قالَ العُلَماء: ((إدخالُ كافرٍ في المِلَّةِ أمرٌ عظيم وإخراجُ مُسلمٍ عنها أمرٌ عظيم)) المعنى أنه لا يُحْكَمُ لِشَخصٍ بأنه مسلم بدونِ دَليلٍ شرعيّ ولا يُحْكمُ على مُسلمٍ بالكفرِ إلا بدليلٍ شرعيّ.
اللفظُ الذي يصدُرُ مِنْ شخص يُنظَرُ في معناه إنْ كان معناهُ تكذيبًا للدّين وليسَ له معنًى ءاخرَ يُسألُ الشَّخص ماذا فَهِمْتَ إن فَهِمْتَ مِنْ هذا اللَّفظ كذا وكذا فهو كُفر وإنْ فَهِمْتَ منه غيرَ ذلك فاذكُرْ ما هو، فإنْ ذَكَرَ المعنى الذي هو كُفْر يُقالُ له كفَرْتَ تشهَّد ارجِعْ عن هذا الكفر وتشهَّد وإنْ قالَ إني أفهَمُ منه معنًى ءاخر وكانَ ذلك المعنى غيرَ مُعارِضٍ للشَّرع لا يُقال له كَفَرْت، إنْ كانَ مِنَ المُحرَّمِ يُقالُ له هذا حرام لا تَعُدْ إليه، لهذا قالَ الفقهاء: ينبغي للمُفتي أنْ يعرفَ اصطلاح البلدِ الذي هو فيه في ألفاظِهِم فما يفهَمُهُ أهلُ ذلك البلد مِنْ معنى الكلمة فعلى موجَبِها يحكم المُفتي، أما قبلَ أنْ يعْرِفَ اصطِلاحَ البلد فقد يحكُمُ فيَقَعُ حُكمُهُ على خلافِ ما هو الواقع عندَ أهلِ ذلك البلد.
الكلمةُ الواحدة قد يكون لها عِدَّةُ معان بعضُها تكذيبٌ للدّين وبعضُها لا بأسَ به، التسرُّعُ في الحُكمِ على مَنْ تلفَّظَ بها قبلَ التأمُّلِ في الأمرِ خطَرٌ عظيم، المسئول المسألة يتأمَّل فيما يفهَمُ الشخص من هذا اللفظ فإن كان يفهَمُ منه الكفر يُطلَبُ منه العودَةُ عن الكُفرِ إلى الإسلام بالشَّهادة، إنْ كانَ يفهَمُ منه معنًى لا بأسَ به فلا يُكفَّر.
الإمام محمّد بنُ الحسَن الشَّيبانِيّ صاحِبُ أبي حنيفة وهو يُعَدُّ مُجتَهِدًا "في أوَّلِ أمرِهِ كانَ تلميذًا لأبي حنيفة ثم بلغَ إلى حَدِّ الاجتهاد" سُئِل عمَّن قالَ لا أصلّي فقال: إنْ كانَ يَعني بأنه قد صلَّى فلا يُكَفَّر، وإنْ كانَ يعني أنه لا يُصلّي لأَجلِ هذا الذي يأمُرُهُ فلا يُكفَّر، وإنْ كانَ يعني أنه مُتكاسِل لا يُصلَّي لأنه مُتكاسِل فلا يُكَفَّر، وإن قالَ بأنها لا تَجِبُ عليَّ كُفِّرَ. وكذلكَ قالَ فيمَن قيلَ له: خَفِ الله، فقَال لا أخافُهُ، إنْ كانَ قالَ هذا القول على مَعصيةٍ ظاهِرَةٍ يُكَفَّر، وأما إنْ كان قالَ هذا القول على أمرٍ ليس معصيةً فقالَ لا أخافُهُ فلا يُكَفَّر لأنَّ مُرادَهُ أني ما عَمِلتُ شيئًا حرَّمَهُ الله فلا أخافُ أنْ يُعاقِبَني على ذلك لأجلِ هذا لا يُكَفَّر، وأما مَنْ كانَ عُوتِبَ على معصيةٍ ظاهرة قيل له: اتقِ الله خَفِ الله، قالَ لا أخافُهُ كَفَر، كأن قيلَ له لا تشرَبِ الخمر أو لا تأكلْ اللَّحمَ الذي ذُبِحَ على غيرِ الطَّريقَةِ الشَّرعيّة بأنْ كان ذابِحُهُ كافرًا من غيرِ اليهودِ أو النصارى فاستحَلَّ ذلكَ فقالَ على إثرِ ذلك لا أخافُهُ كفَر. وهكذا ينبغي التفصيل والاحتِياط، ثم إنَّ التسرُّعَ في التَّكفير قد يُسبِّبُ ضررًا للشَّخصِ الذي تسرَّع ولِغَيرِهِ لأنه قد يُصدِّقُهُ ويقولُ بما قال فيَهلِكُ كما هلَكَ الأوَّل، فإياكُنَّ وإياكُنّ من التَّسرُّع.

تحذير من الاستخارة الغير شرعية

تحذير من الاستخارة الغير شرعية
==================

ينبغي التحذير من الاستخارة غير الشرعية كالذي يفعله بعض الجهلة إذا هموا بالأمر يمسكون السبحة ويقولون:الله محمد علي أبو جهل فإذا انتهى إلى اسم من الأسماء الثلاثة الأولى الله أو محمد أو علي يقول تنجح المهمة وإذا انتهى الى أبي جهل يقول لا تنجح ولو كانت طاعة بزعمهم .
أما الاستخارة الشرعية التي علمها الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه إذا هم أحدهم بالأمر- أي المباح- صلى ركعتين من غير الفريضة ثم يقول الدعاء المعروف بدعاء الاستخارة ثم يسمي حاجته ولا تتوقف هذه الاستخارة على نوم بل تتوجه إلى ما ينشرح له صدرك.
وفي الحديث الذي رواه الطبراني في الأوسط عن خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس رضي الله عنه:"ما خاب من استخار ولا ندم من استشار و لا عال من اقتصد".
ومعنى( استخير الله) أي اطلب من الله أن يرشدني لما هو خير من الإقدام أو الإحجام .
ﺩﻋﺎﺀ ﺍﻻﺳﺘﺨﺎﺭة:
=========
ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﺟﺎﺑِﺮٍ بن عبد الله ﺭﺿﻲَ ﺍﻟﻠَّﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥَ رﺳﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪ ﺻَﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭﺳَﻠَّﻢ ﻳُﻌَﻠِّﻤُﻨَﺎ ﺍﻻﺳْﺘِﺨَﺎﺭَﺓَ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻠّﻤﻨﺎ ﺍﻟﺴُّﻮﺭَﺓ ﻣﻦَ ﺍﻟﻘُﺮْﺍﻥِ، ﻳَﻘُﻮﻝُ: "ﺇِﺫﺍ ﻫَﻢَّ ﺃَﺣَﺪُﻛُﻢْ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻓَﻠﻴَﺮﻛﻊْ ﺭَﻛﻌﺘَﻴْﻦِ ﻣِﻦْ ﻏَﻴْﺮِ ﺍﻟﻔﺮِﻳﻀَﺔِ ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻠَّﻬُﻢ ﺇِﻧﻲ ﺃَﺳْﺘَﺨِﻴﺮُﻙَ ﺑﻌِﻠْﻤِﻚَ ﻭﺃﺳﺘﻘﺪِﺭُﻙَ ﺑﻘُﺪْﺭِﺗﻚ ﻭﺃَﺳْﺄَﻟُﻚَ ﻣِﻦْ ﻓﻀْﻠِﻚَ العظيم، ﻓﺈِﻧَّﻚَ ﺗﻌْﻠَﻢُ ﻭﻻ ﺃَﻋْﻠَﻢُ ﻭﺗَﻘْﺪِﺭُ ﻭﻻ ﺃَﻗْﺪِﺭُ ﻭَﺃَﻧﺖَ ﻋﻼَّﻡُ ﺍﻟﻐُﻴُﻮﺏِ، ﺍﻟﻠَّﻬُﻢَّ ﺇِﻥْ ﻛﻨْﺖَ ﺗﻌْﻠَﻢُ أن ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮَ ﺧَﻴْﺮ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺩِﻳﻨﻲ ﻭَﻣَﻌَﺎﺷﻲ ﻭَﻋَﺎﻗِﺒَﺔِ ﺃَﻣْﺮِﻱ ﺃَﻭْ ﻓﻲ ﻋَﺎﺟِﻞِ ﺃَﻣْﺮِﻱ ﻭَآجله، ﻓﺎﻗْﺪُﺭْﻩُ ﻟﻲ ﻭَﻳَﺴِّﺮْﻩُ ﻟﻲ ثم بارك لي فيه، ﻭَﺇِﻥ ﻛُﻨْﺖَ ﺗﻌْﻠﻢُ أن ﻫﺬَﺍ ﺍﻷَﻣْﺮَ ﺷﺮ ﻟﻲ ﻓﻲ ﺩِﻳﻨﻲ ﻭَﻣَﻌﺎﺷﻲ ﻭَﻋَﺎﻗﺒﺔِ ﺃَﻣَﺮِﻱ ﺃَﻭ ﻓﻲ ﻋَﺎﺟِﻞ ﺃَﻣﺮﻱ ﻭآﺟِﻠﻪِ، ﻓﺎﺻْﺮِﻓﻪُ ﻋَﻨﻲ ﻭَﺍﺻْﺮﻓﻨﻲ ﻋَﻨﻪُ ﻭَﺍﻗﺪُﺭْ ﻟﻲ ﺍﻟﺨَﻴْﺮَ ﺣَﻴْﺚُ ﻛﺎﻥَ ثم ﺭَﺿِّﻨﻲ ﺑِﻪِ، ﻭﻳﺴﻤﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ".
ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺍﻻﺳﺘﺨﺎﺭﺓ ﻃﻠﺐ ﺗﻴﺴﻴﺮ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺣﻴﻦ، ﻭﻟﻴﺲ ﺷﺮﻃﺎ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ اﻟﺸﺨﺺ ﺭﺅﻳﺎ منامية.
ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻳﺴﺘﺨﻴﺮ ﺛﻢ يمضي ﻓﻰ ﺍﻷﻣﺮ المباح.
ﻭﺍﻷﺻﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻻﺳﺘﺨﺎﺭﺓ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻭﻟﻴﺲ ﻏﻴﺮﻩ ﻳﻌﻤﻞ ﻟﻪ، ﻭﺇﻥ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻟﻪ ﻏﻴﺮﻩ فهو جائز.
وليعلم كذلك اخواني ان مشيئة الله أزلية. تقدير الله أزلي لا يتغير ولا يتبدل. ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻌﻨﻰ ﻭﺍﻗﺪﺭ لي ﺍﻟﺨﻴﺮ.. ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻘﺪّﺭ ﺍﻵﻥ أو أن الله تحدث له مشيئة الآن، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ أﺯلي ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﺃﺯﻟﻴّﺔ.
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺯلي لا بداية لوجوده، ﻭﺗﻘﺪﻳﺮﻩ كذلك لا بداية له، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﻛﻼﻣﻪ الذي ليس حرفا ولا صوتا ﻭﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﻭﺳﺎﺋﺮ ﺻﻔﺎت الله كلها ازلية لأن ذات الله أزلي، وﻷﻥ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ لأن الله هو الخالق وما سواه مخلوق، بل حدوث صفاتنا نحن وسائر المخلوقات شيئا بعد شيء دليل مخلوقيتنا
جعلنا الله وإياكم من المتبعين للسنة المحمدية غير مبتدعين ولا ضالين مضلين.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد والحمد لله رب العالمين.

ما معنى حديث: "إذا سألت فاسألِ الله وإذا استعنتَ فاستَعن بالله" ـ

حديثُ ابنِ عباس الذي رواهُ الترمذيّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ لهُ:"إذا سألتَ فاسْألِ الله وإذا استَعَنتَ فاسْتَعِنْ بالله" فليسَ فيهِ دليلٌ على مَنْعِ التوسلِ بالأنبياءِ والأولياءِ لأنَّ الحديثَ معناهُ أن الأولى بأن يُسألَ ويُستعانَ بهِ الله تعالى، وليسَ معناهُ لا تسألْ غيرَ الله ولا تَسْتَعِنْ بغيرِ الله.
نظيرُ ذلكَ قوله صلى الله عليه وسلم:"لا تُصاحِبْ إلا مُؤمِنًا ولا يأكلْ طعامَكَ إلا تقيٌّ"، فكما لا يُفهَمُ من هذا الحديثِ عدَمُ جوازِ صُحبةِ غيرِ المؤمنِ وإطعامِ غيرِ التقي، وإنَّما يُفهَمُ منهُ أنَّ الأولى في الصُّحبةِ الـمُؤمنُ وأنَّ الأوْلَى بالإطعامِ هوَ التقيّ، كذلكَ حديثُ ابنِ عباس لا يفهمُ منهُ إلا الأولَوِيةُ وأمّا التحريمُ الذي يدعيه بعض من لا علم عندهم فليسَ في هذا الحديثِ.
فقد جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي وغيره عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه " أن رجلًا ضريرًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني. فقال: (إن شئت أخرت ذلك، وهو خير، وإن شئت دعوت).
قال: فادعه. قال: فأمره أن يتوضأ، فيحسن وضوءه، ويصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء فيقول: (اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه، فتقضى لي اللهم شفعه في، وشفعني فيه). اهـ
* التوسل هو طلب الحاجة من الله بذكر اسم نبي كقول (يا رب اغفر لي بجاه محمد).

الجمعة، 28 ديسمبر 2018

ما معنى قوله تعالى:"وإذا سَألتُمُوهُنَّ مَتاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجَاب"الأحزاب 53.

ما معنى قوله تعالى:"وإذا سَألتُمُوهُنَّ مَتاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجَاب"الأحزاب 53.
فقال شيخنا رحمه الله:
أَزواجُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بَعدَما نزَلت آيةُ الحِجَاب، أمَرَ اللهُ تبارك وتعالى المؤمنينَ أي الرِّجال إذا سَأل أحَدٌ منهُم إحداهن مَتَاعًا(أي حَاجَةً.كما روى ذلكَ السّيوطي عن السُّدِّي في الدُّرِّ المنثور) أن يَسألهنَّ مِن وراءِ حِجاب أي أن يكون بَينَ أزواجِ رسولِ الله وبَينَ هَذا السّائلِ حِجَابٌ،سِترٌ، أمّا قبلَ نُزولِ آيةِ الحجاب كُنّ أزواجُ رسولِ الله يَظهَرْنَ للنّاس حتّى إنّه مَرّةً سيدُنا عمر والرسولُ وعائشة كانُوا يأكلونَ مِنْ إناءٍ واحِدٍ فمَسّت يَدُ عُمرَ يَدَ عائشةَ بغَيرِ عَمْدٍ فتَمنّى عُمرُ أنْ يُنزِلَ اللهُ وَحْياً بالحِجاب أي بمنع أزواجِ رسول الله مِن البُروز للناسِ كما تَبرُز النساءُ الأُخرَيات.
أزواجُ الرسولِ بعدَ أن نزلَت آيةُ الحِجاب حتى الوجه يجبُ تغطيتُه علَيهِنّ، أمّا غيرُ أزواجِ الرّسول وجههن ليسَ بعَورة إنما العورةُ هو ما سوى الوجهِ والكفّين بالنِّسبةِ إليهنّ.
س: قولُ الرسول لزَوجَتَيه اللّتَين كشَفَتا رأسَيهِما أمامَ الأعمى "أفَعَمياوان أنتُما" رواه أحمد وأبو داود والترمذي. ما معناه؟
ج: أزواج الرسولِ حتّى لَو كُنَّ بحضرة أعمَى لا يجوزُ لهنّ بعدَ نزُولِ ءايةِ الحِجاب أن يَكشِفْنَ شَيئًا مِن أجسَادِهنّ إلّا أمامَ المحارِم، هذا لأزواج الرّسول، هذا قالَهُ لزَوجتَين مِن أزواجِه، ما قالَهُ للنِّساء المؤمنات غيرِهنّ، في حديث البخاري أنّ هذا الأعمى نفسه الذي قال الرسولُ لزَوجَتيه " احتَجِبا منه " فلمّا قالَتا ألَيسَ أعمَى يا رسول الله قال:" أفَعمياوان أنتما " هذا الأعمَى نفسُه اسمه عبدُ الله بنُ أُمّ مَكتُوم، هذا الأعمَى الرّسول أَرشَدَ امرأةً وجبَت عليها العِدّة قالَ لها "اعتَدّي عند ابنِ أُمِّ مَكتوم" عندَ هذا الشّخص الأعمَى "فإنّه رَجلٌ أعمَى تضَعِينَ ثِيابَكِ عِندَهُ" رواه البيهقي والنسائي والطبراني.معناه يجوز لكِ أن تتفَرّعي عندَه لأنّه أعمَى. وهذا الحديثُ في صحيح البخاري واسمُ المرأة التي قالَ لها الرّسول أن تعتدّ عندَ هذا الأعمى فاطِمة بنتُ قَيس، هذه المرأةُ أرادَت أن تعتَدّ في بيتِ امرأةٍ يقالُ لها أمّ شَرِيك ، كما رواه البخاري ومسلم وغيرهما ، فقال لها الرسولُ أمُّ شَرِيك بَيتُها يَكثُر دُخُولُ الرِّجال إليه، اعتدّي عندَ ابنِ أمّ مَكتوم فإنّهُ رجلٌ أعمَى تضَعِينَ ثِيابَكِ عِندَهُ، مَعناه يجوزُ لكَ أن تَتفَرّعي لكونِه أعمَى. أمّا لزَوجتَيه قال لهما " احتَجِبا منهُ " مِن هذا الأعمَى عينِه ليسَ شَخصًا ثانيًا.
س: ما حكمُ الذي يوجِبُه على غيرِ زَوجاتِ رسولِ الله:
ج: هَذا غَلطٌ كبِير، لا نُكفِّرُه إذا كانَ هو يظُنّ أنّ هذا حقٌ وصَواب.
في سُنن أبي داود يَذكر أنّ وجُوبَ تَغطيةِ الوجه أمامَ الأعمى وغيرِه خَاصٌ بأزواج الرّسول، وإلّا فالرّسولُ قبلَ وفاتِه بثَمانِينَ يَومًا تقريبًا، يوم عيدٍ، جاءتِ امرأةٌ شَابّةٌ جميلةٌ وقَفَت تسألُه عن مَسألَةٍ في الحجِّ بينَ ذلكَ الملأ، مائة ألفٍ كان حجّ مع الرسولِ تلكَ السّنة، ومِنى معرُوفةٌ بازدحام الحُجّاج، جاءت قبلَ الظُّهر هذه المرأة، وقتَ الضُّحى، وقَفت أمامَ رسولِ الله والرسولُ كانَ على بَعِير وخلفَه ابنُ عمّه شَابٌ جميلٌ فجَعَل يَنظُر هذا الشّابُّ إليها وهوَ حاجٌ هذا الشّابّ أيضاً وهي حَاجّةٌ، جَعَل يَنظُر إليها وهيَ جَعَلت تَنظُر إليه، أعجَبها حُسنُه وهو أعجَبهُ حُسنُها، الرسولُ صَرَف وَجْهَ ابنِ عَمّه إلى الشِّقّ الآخَر أمّا هيَ مَا قالَ لها غَطّي وجْهَك، لو كانَ أزواجُ الرّسولِ وسَائر النِّساء في حُكم تَغطيةِ الوَجهِ سَواء كما يَزعُم كثِيرٌ مِن السّوريّينَ كانَ قالَ لهذه الشّابّة أنت شَابّة جميلةٌ غَطّي وجْهكِ.

في فضل الحوقلة وبركتها ومعناها

في فضل الحوقلة وبركتها ومعناها:

رَوَى الامام أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ مَرَّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ:*"مُرْ (فعل أمر من أمر) أُمَّتَكَ فَلْيُكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِ الْجَنَّةِ فَإِنَّ تُرْبَتَهَا طَيِّبَةٌ وَأَرْضَهَا وَاسِعَةٌ قَالَ:*"وَمَا غِرَاسُ الْجَنَّةِ؟" قَالَ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ". قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.***
وَرَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ:*"يَا عَبْدَ اللهِ بنَ قَيْسٍ أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ قُلْ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ".
إنَّ ملازمَة كلمةِ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله والإكثارَ منها له منافعَ كثيرةٍ، فهذه الكلمةُ المباركةُ كنزٌ من كنوزِ الجنَّةِ كما أخبرَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أي في قولِهَا والإكثارِ منهَا ثوابٌ عظيمٌ، وهي تنفعُ أيضًا لعلاجِ أمراضٍ كثيرةٍ منها الهَمُّ فَقدْ قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ تَنفَعُ لِتِسعينَ دَاءً أقلُّها الهَمُّ" رَواهُ الحَاكِمُ.
ومِمَّا يُروَى عَن عبدَ اللهِ بنِ عباسٍ رضيَ اللهُ عنهُما، عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّه قالَ: "مَنْ كَثُرَتْ هُمومُه وغُمومُه فليُكثرُ مِن قَولِ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ" رواهُ الطبرانيُّ في الدُّعاءِ وابنُ أبِي الدُّنيَا في الفَرَجِ بعدَ الشِدَّةِ.

وَمَعْنَى*لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ أي لاَ حَوْلَ عَنْ مَعْصِيَةِ اللهِ إِلاَّ بِعِصْمَةِ اللهِ وَلاَ قُوَّةَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ إِلاَّ بِعَوْنِ اللهِ كمَا وردَ ذلكَ في الحديثِ الصحيحِ الذي رواهُ البَزَّار في مُسندهِ.
معناه أن اللهُ تعالى هو الذي يَحفظُ مِنَ الشَّرِ من شاءَ من عبادهِ.
فالذي يعملُ الشَّرَّ فبِمشيئَةِ اللهِ والذي يعملُ الخيرَ فبمشيئةِ الله. لكن مَن عمِلَ خيرًا فإنَّ اللهَ تعالى يُِحبُّ عَملَهُ، وأمَّا من يعمَلُ شرًا فلا يُحبُّ اللهُ عَمَلَهُ.

جامع الأدلّة في تحريم شُرب الخَمْر


 الدليلُ على حُرمةِ شرب الخمر:

من القرءان:

(يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا) [البقرة: من الآية219].


(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) [الأعراف:33].


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [المائدة:90].


وفي معنى قول الله تعالى: ﴿يا أيُّها الذينَ ءامنوا إنَّما الخمرُ والمَيسرُ والأنصابُ والأزلامُ رِجْسٌ مِنْ عملِ الشيطانِ فاجتَنِبوهُ لعلَّكُم تُفلِحون [90] إنَّما يُريدُ الشيطانُ أن يُوقِعَ بينكم العداوةَ والبغضاءَ في الخمرِ والمَيْسِرِ ويَصُدَّكُمْ عنْ ذكرِ اللهِ وعنِ الصلاةِ فهلْ أنتُم مُنتَهونَ[91]﴾ [سورة المائدة/90-91]

نقول:

﴿ والميسِر﴾ القمارُ، ﴿والأنصابُ﴾ نوع من الأوثان وهي حِجارةٌ يُهْريقُونَ الدم عبادةً لها لأنها تُنصَبُ فتُعبَد، ﴿رِجْسٌ﴾ أي نَجِسٌ أو خبيثٌ مُستَقذرٌ، ﴿من عملِ الشيطان﴾ لأنه يَحْمِلُ على هذا العَمَل فكأنَّهُ عَمَلهُ والضميرُ في ﴿فاجتنبوهُ﴾ يرجِعُ إلى الرجسِ أو إلى عملِ الشيطان أي فاجتَنِبوا الرِجسَ أو اجتنِبوا عَمَل الشيطان، ﴿لعلَّكم تُفلِحون﴾ أكَّدَ تحريمَ الخمرِ والمَيسرِ منْ وجوهٍ حيثُ صدَّرَ الجُملةَ بإنما وقَرَنها بعبادةِ الأصنامِ وجَعلهما رِجْسًا مِنْ عملِ الشيطانِ ولا يأتي منه – أي الشيطان – إلا الشرُّ البَحْتُ، وأمرَ بالاجتنابِ وجعلَ الاجتنابَ مِنَ الفلاح، وإذا كان الاجتنابُ فلاحًا كانَ الارتكابُ خَسارًا.

وفي قوله تعالى ﴿إنما يريدُ الشيطانُ أن يُوقِعَ بينكم العداوةَ والبغضاءَ في الخمرِ والميسرِ ويصدكم عن ذكرِ الله وعن الصلاةِ﴾ بيانُ ما يَتولّدُ من الخمر والميسرِ من الوَبالِ وهو وقوعُ التَعادي والتباغُضِ بينَ أصحابِ الخمر والقمار وما يؤدِّيانِ إليهِ منَ الصَدّ عن ذكرِ الله وعن مُراعاةِ أوقاتِ الصلاةِ. وخَصَّ الصلاةَ من بينِ الذكرِ لزيادةِ دَرجتها، فكأنه قال (وعن الصلاة خصوصًا).

وقوله تعالى﴿فهلْ أنتم مُنتَهون﴾ مِن أبلغِ ما يُنهَى به، كأنهُ قيل: (قد تُلِيَ عليكم ما فيهِما من أنواع الصَوارِفِ والزواجرِ فهل أنتم معَ هذه الصوارِفِ منتهون أم أنتم على ما كنتم عليه كأنْ لم تُوعَظوا ولم تُزجَروا). ويُفهَم من الآية أيضًا أنَّ القِمار من الكبائر.

فقوله تعالى ﴿فاجتَنِبوهُ﴾ مع قوله ﴿فهل أنتم مُنتَهون﴾ دليلٌ على حُرمةِ شربِ الخمر، وقبلَ نزولِ هاتَينِ الآتينِ لم تكنِ الخمرةُ مُحرَّمةً على أمةِ مُحَمَّدٍ أي إذا كانت إلى القَدْر الذي لا يضُرُّ الجسم. ومع ذلك فإنّ الأنبياء لا يحثُّونَ أُمَمَهُم على شربِ الخمرِلأنّ ذلك ينافي حكمةَ البِعثةِ التي هي تهذيبُ النفوس، وقليلُ الخمر يؤدي إلى كثيره. وما يزعم بعضهم مِن أنّ سيدنا عيسى قال قليل من الخمرِ يُفَرّح قلبَ الإنسانِ فهو كذبٌ عليه.

وأما قوله تعالى ﴿يا أيُّها الذينَ ءامنوا لا تَقرَبوا الصلاةَ وأنتُم سُكَارَى حتى تَعْلَموا ما تقولون﴾ [سورة النساء/43] فهذا نزلَ قبلَ التحريم، وكذلكَ قوله تعالى ﴿يسئلونكَ عنِ الخمرِ والمَيسرِ قُلْ فيهما إثمٌ كبيرٌ ومَنافِعُ للناسِ وإثمهما أكبرُ مِن نَفْعِهما﴾ [سورة البقرة/219] فهذا أيضًا ليسَ تحريمًا، لأنهم ظَلُّوا يَشْرَبُونَ الخمرَ بعدَ نزولِ هاتينِ الآيتَين بل لما نزلت هاتان الآيتانِ قالَ سيدنا عمر رضي الله عنه (اللهمَّ بيِّنْ لنا في الخَمْرِ بيانًا شافيًا) رواهُ أبو داود والترمذي والنسائي وابنُ ماجه. ولم يَفهم سيدنا عمر ولا غيرُه منَ الصحابةِ التحريمَ من هاتينِ الآيتين وانقَطعوا عن شُربها لما نَزلَ قوله تعالى ﴿فاجتَنِبُوهُ﴾ مع قوله تعالى ﴿ فهلْ أنتُم مُنتَهون﴾ لأنهم فَهِموا منهُ التحريمَ القَطْعِيَّ، والله تعالى – تسهيلاً عليهم حتى لا يكونَ عليهم مَشَقّةٌ زائدةٌ في الإقلاعِ عن شُربِ الخَمرِ – أَنْزَلَ التحريمَ شيئًا فشيئًا. ثم لما نَزلَ قولُه تعالى ﴿فاجتَنِبُوهُ﴾ مع قوله تعالى ﴿فهلْ أنتُم مُنتَهون﴾ قال سيدنا عمر (انتَهَينا انتَهَينا) وأَراقُوا الخمرَ حتى جَرَت في السِّكَكِ.

وأما قوله تعالى ﴿تتخذونَ منهُ سَكرًا ورِزقًا حسَنًا﴾ [سورة النحل/67] فقد قالَ بعضُهم: السَّكَرُ هوَ الخَلُّ وقال بعضهم هذه الآيةُ نُسِخَت لما نَزَلَت ءايةُ التحريم.


منَ الحديث:

عن ابن عُمَرَ عن عمر قال (نَزَلَ تحريمُ الخمرِ يَومَ نَزَلَ وهي مِن خمسةِ أشياء: مِنَ العِنَبِ، والتمْرِ، والعَسَلِ، والحِنْطَةِ والشَّعير، والخمرُ ما خَامَرَ العَقْلَ) رواه البخاري ومسلم وأبو داود في سننه وابن حبان في صحيحه.


عن عمر بن الخطاب قال: لما نزل تحريمُ الخمر، قال عمر: (اللَّهُمَّ بيِّن لنا في الخمرِ بيانًا شفاء، فنزلت الآية التي في البقرة {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} الآية [البقرة:219]، قال: فدُعِيَ عُمَرُ، فقُرِئَتْ عليه، قال: اللَّهُمَّ بيِّن لنا في الخمرِ بيانًا شفاءً، فنزلت الآية التي في النساء {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء:43] فكان منادي رسول الله صلَّى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاةُ نادى: ألا لا يقربنَّ الصلاةَ سكرانُ، فدُعِيَ عُمرُ فقُرئَت عليه، فقال: اللَّهُمَّ بيِّن لنا في الخمرِ بيانًا شفاءً، فنزلت هذه الآية {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة:91]، قال عمر: انتَهَيْنا) رواه الترمذي وأبو داود والنسائي في السنن.


عن أنس قال: (كنتُ ساقيَ القوم حيث حُرِّمَتِ الخمرُ في منزل أبي طلحة، وما شرابُنا يومئذ إلا الفَضِيخُ، فدخل علينا رجلٌ، فقال: إن الخَمْر قد حُرِّمَت، ونادى مُنادِي رَسولِ الله صلَّى الله عليه وسلم فقلنا: هذا منادي رسول الله صلَّى الله عليه وسلم) رواه البخاري ومسلم وأبو داود في سننه.


عن ابن عمر قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم: (لَعَن الله الخمرَ وشاربَها وساقيَها، وبائعَها ومبتاعَها، وعاصِرها ومعتصِرها، وحامِلَها والمحمولَةَ إليه) رواه الترمذي وأبو داود في سننهما وابن حبان في صحيحه وأحمد في مسنده عن ابن عباس. وليس في الحديث أنّ الناظرَ إليها مَلعونٌ كما شاعَ على ألسنةِ بعض العوامّ بل قولُ ذلكَ على الإطلاقِ ضلالٌ وكفرٌ والعياذ بالله.


عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من شرب الخمر فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن مات دخل النار، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد فشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن مات دخل النار، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد فشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا، فإن مات دخل النار، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال يوم القيامة) قالوا: يا رسول الله، وما طينة الخبال؟ قال: (عصارة أهل النار) رواه أبو داود والسنائي في سننهما وابن حبان في صحيحه.


عن عبدِ الله بن عمرو: أن نبيَّ الله صلَّى الله عليه وسلم نَهَى عن الخَمْرِ والمَيسِرِ والكوبة والغُبَيراء، وقال: (كُل مُسْكِرٍ حَرَامٌ) رواه أبو داود والنسائي في سننهما.


عن معاويةَ بن أبي سُفيان قالَ: قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم: (إذا شَرِبُوا الخمر فاجلِدُوهُم، ثم إن شَرِبُوا فاجلدُوهُم، ثم إن شَرِبُوا فاجلِدُوهُم، ثُمَّ إنْ شَرِبُوا فاجلِدُوهُم، ثم إن شَرِبُوا فاقتُلُوهُم) رواه الترمذي وأبو داود والنسائي في السنن وابن حبان في صحيحه.


عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفَتْحِ وَهُوَ بِمَكَّةَ: (إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ) رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود في السنن.


عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نهى أن يخلط التمر بالزهو، ثم يشرب، وإن ذلك عامة خمورهم يوم حرمت الخمر) رواه مسلم وابن حبان في صحيحه.


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ) رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود في السنن وابن حبان في صحيحه.


عن أبي سعيد الخُدري أنّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللهَ تَعَالَى حَرَّمَ الْخَمْرَ، فَمَنْ أَدْرَكَتْهُ هَذِهِ الْآيَةُ وَعِنْدَهُ مِنْهَا شَيْءٌ فَلَا يَشْرَبْ، وَلَا يَبِعْ) رواه مسلم.


عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: (حُرِّمَتِ الْخَمْرُ قَلِيلُهَا وَكَثِيرُهَا، وَالسُّكْرُ مِنْ كُلِّ شَرَابٍ) رواه النسائي.


عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما أسكَرَ كثيرُه فقليلُه حَرَامٌ) رواه النسائي وأبو داود في سننه وابن حبان في صحيحه.
عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “كل مُسْكِرٍ حَرام، وما أسْكَرَ منه الفَرَقُ، فمِلءُ الكَفِّ منه حَرَامٌ” رواه أبو داود والترمذي وابن حبان في صحيحه، ومن طريق جابر بن عبد الله .وغيرِه رواه ابن ماجه


عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قليلِ ما أسكَر كَثِيرُه. رواه النسائي وابن حبان في صحيحه
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ الْبِتْعِ فَقَالَ: (كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ حَرَامٌ) (وَالْبِتْعُ هُوَ نَبِيذُ الْعَسَلِ) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه والترمذي وابن حبان في صحيحه.


من أقول بعض المفسّرين والعُلماء:

قال القرطبي في تفسيره: (ولا خلاف بين علماء المسلمين أن – سورة المائدة – نزلت بتحريم الخمر). اهـ


قال الخازن في تفسيره ما نصه: (فصل: في تحريم الخمر ووعيد من شربها) أجمعت الأمة على تحريم الخمر. اهـ


وقال الطبري في تفسيره: (ثم نزلت: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ) فحرّمت الخمر عند ذلك). اهـ
وقال الثعلبي في تفسيره: (فأنزل الله تحريم الخمر في سورة المائدة إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ إلى يَنْتَهُونَ وذلك بعد غزوة الأحزاب بأيام فقال عمر: انتهينا يا ربّ). اهـ
وقال ابن عطيّة في تفسيره: (وإنما حرمت الخمر بظواهر القرآن ونصوص الأحاديث وإجماع الأمة). اهـ


وقال الرازي في تفسيره: (مِنَ الدَّلَائِلِ الدَّالَّةِ عَلَى أَنَّ الْخَمْرَ هُوَ الْمُسْكِرُ أَنَّ الْأُمَّةَ مُجْمِعَةٌ عَلَى أَنَّ الْآيَاتِ الْوَارِدَةَ فِي الْخَمْرِ ثلاثة، اثنان مِنْهَا وَرَدَا بِلَفْظِ الْخَمْرِ أَحَدُهُمَا: هَذِهِ الْآيَةُ (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) وَالثَّانِيَةُ: آيَةُ الْمَائِدَةِ وَالثَّالِثَةُ: وَرَدَتْ فِي السُّكْرِ وَهُوَ قَوْلُهُ: لَا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى [النِّسَاءِ: 43] وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ مِنَ الْخَمْرِ هُوَ الْمُسْكِرُ). اهـ


وقال البيضاوي في تفسيره: (واعلم أنه سبحانه وتعالى أكد تحريم الخمر والميسر في هذه الآية، بأن صدر الجملة بـ إِنَّما وقرنهما بالأنصاب والأزلام، وسماهما رجساً، وجعلهما من عمل الشيطان تنبيهاً على أن الاشتغال بهما شرّ بحت أو غالب، وأمر بالاجتناب عن عينهما وجعله سبباً يرجى منه الفلاح، ثم قرر ذلك بأن بين ما فيهما من المفاسد الدنيوية والدينية المقتضية للتحريم فقال تعالى (إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)). اهـ


وقال النسفي في تفسيره: (أكد تحريم الخمر والميسر من وجوه حيث صدر الجملة بإنما وقرنهما بعبادة الأصنام ومنه الحديث شارب الخمر كعابد الوثن وجعلهما رجسا من عمل الشيطان ولا يأتي منه إلا الشر البحت وأمر بالاجتناب وجعل الاجتناب من الفلاح وإذا كان الاجتناب فلاحاً كان الارتكاب خسارًا). اهـ وقال أيضا: (وإنما نهاهم عما كانوا يتعاطونه من شرب الخمر واللعب بالميسر وذكر الأنصاب والأزلام لتأكيد تحريم الخمر والميسر). اهـ
وقال القِنَّوجِي في تفسيره: (نزلت هذه الآية (إنما الخمر والميسر) فصارت حراماً عليهم حتى كان يقول بعضهم ما حرم الله شيئاً أشد من الخمر، وذلك لما فهموه من التشديد فيما تضمنته هذه الآية من الزواجر، وفيما جاءت به الأحاديث الصحيحة من الوعيد لشاربها وأنها من كبائر الذنوب. وقد أجمع على ذلك المسلمون جميعًا لا شك فيه ولا شبهة). اهـ


وقال النووي في شرحه على صحيح مسلم: (عِلَّةَ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ كَوْنُهَا تَصُدُّ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ وَهَذِهِ الْعِلَّةُ مَوْجُودَةٌ فِي جَمِيعِ الْمُسْكِرَاتِ فَوَجَبَ طَرْدُ الْحُكْمِ فِي الْجَمِيعِ). اهـ


وقال القسطلّاني في شرحه على البخاري: (قد قام الإجماع على أن قليل الخمر وكثيره حرام). اهـ


قال العمراني في البيان: (الخمر مُحَرّم والأصلُ فيه: الكتاب والسنة والإجماع). اهـ


وقال الخطيب الشربيني في الإقناع: (وانعقد الْإِجْمَاع على تَحْرِيم الْخمر). اهـ


وقال العلّامة الجَمَل في حاشيته على شرح المنهج: (وَقَدْ تَظَاهَرَتْ النُّصُوصُ عَلَى تَحْرِيمِ الْخَمْرِ وَانْعَقَدَ الْإِجْمَاعُ عَلَيْهَا وَهِيَ مِنْ الْكَبَائِرِ). اهـ


وقال نجم الدين الصرصري في شرح مختصر الروضة: (وَعَلِمْنَا بِالْإِجْمَاعِ وُجُوبَ تَحْرِيمِ الْخَمْرِ وَاجْتِنَابِهِ). اهـ


وقال البزدوي في أصوله: (فَإِنَّ النَّصَّ أَوْجَبَ تَحْرِيمَ الْخَمْرِ لِعَيْنِهَا). اهـ


واللهَ نسألُ أن يحفظَنَا منَ المعاصِي وأن يوفِّقَنا إلَى مَا يُحِبُّ وَيَرْضَى وسًبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ.

والله تعالَى أعلَم.

لا يصح الصوم كله فرضه ونفله مقيّده ومطلقه إلا بنية

 قال شيخ المالكية أبو القاسم بن الجلاب في التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس رحمه الله، باب النية في الصوم، (فصل) النية (ولا يصح الصوم كله فر...