أسماء الله الحسنى يقال لها صفات الله ويقال لها أسماء الله إلا لفظ الجلالة الله.
الإمام أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه قال: لا يجوز تسمية الله إلا بما صَحَّ وُرودُهُ شرعا إما بالقرآن وإما بالحديث الصحيح أو الإجماع، وأمَّا بغير ما صَحَّ وُرودُهُ شرعا فلا يجوز.
وروى الترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي أنه صلى الله عليه وسلم قال: "ﺇﻥ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺗﺴﻌﺔ ﻭﺗﺴﻌﻴﻦ اﺳﻤﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﻏﻴﺮ ﻭاﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﺣﺼﺎﻫﺎ ﺩﺧﻞ اﻟﺠﻨﺔ، ﻫﻮ اﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﻴﻢ اﻟﻤﻠﻚ اﻟﻘﺪﻭﺱ اﻟﺴﻼﻡ اﻟﻤﺆﻣﻦ اﻟﻤﻬﻴﻤﻦ اﻟﻌﺰﻳﺰ اﻟﺠﺒﺎﺭ اﻟﻤﺘﻜﺒﺮ اﻟﺨﺎﻟﻖ اﻟﺒﺎﺭﺉ اﻟﻤﺼﻮﺭ اﻟﻐﻔﺎﺭ اﻟﻘﻬﺎﺭ اﻟﻮﻫﺎﺏ اﻟﺮﺯاﻕ اﻟﻔﺘﺎﺡ اﻟﻌﻠﻴﻢ اﻟﻘﺎﺑﺾ اﻟﺒﺎﺳﻂ اﻟﺨﺎﻓﺾ اﻟﺮاﻓﻊ اﻟﻤﻌﺰ اﻟﻤﺬﻝ اﻟﺴﻤﻴﻊ اﻟﺒﺼﻴﺮ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺪﻝ اﻟﻠﻄﻴﻒ اﻟﺨﺒﻴﺮ اﻟﺤﻠﻴﻢ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﻐﻔﻮﺭ اﻟﺸﻜﻮﺭ اﻟﻌﻠﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺤﻔﻴﻆ اﻟﻤﻘﻴﺖ اﻟﺤﺴﻴﺐ اﻟﺠﻠﻴﻞ اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﺮﻗﻴﺐ اﻟﻤﺠﻴﺐ اﻟﻮاﺳﻊ اﻟﺤﻜﻴﻢ اﻟﻮﺩﻭﺩ اﻟﻤﺠﻴﺪ اﻟﺒﺎﻋﺚ اﻟﺸﻬﻴﺪ اﻟﺤﻖ اﻟﻮﻛﻴﻞ اﻟﻘﻮﻱ اﻟﻤﺘﻴﻦ اﻟﻮﻟﻲ اﻟﺤﻤﻴﺪ اﻟﻤﺤﺼﻲ اﻟﻤﺒﺪﺉ اﻟﻤﻌﻴﺪ اﻟﻤﺤﻴﻲ اﻟﻤﻤﻴﺖ اﻟﺤﻲ اﻟﻘﻴﻮﻡ اﻟﻮاﺟﺪ اﻟﻤﺎﺟﺪ اﻟﻮاﺣﺪ اﻟﺼﻤﺪ اﻟﻘﺎﺩﺭ اﻟﻤﻘﺘﺪﺭ اﻟﻤﻘﺪﻡ اﻟﻤﺆﺧﺮ اﻷﻭﻝ اﻵﺧﺮ اﻟﻈﺎﻫﺮ اﻟﺒﺎﻃﻦ اﻟﻮاﻟﻲ اﻟﻤﺘﻌﺎﻟﻲ اﻟﺒﺮ اﻟﺘﻮاﺏ اﻟﻤﻨﺘﻘﻢ اﻟﻌﻔﻮ اﻟﺮءﻭﻑ ﻣﺎﻟﻚ اﻟﻤﻠﻚ ﺫﻭ اﻟﺠﻼﻝ ﻭاﻹﻛﺮاﻡ، اﻟﻤﻘﺴﻂ اﻟﺠﺎﻣﻊ اﻟﻐﻨﻲ اﻟﻤﻐﻨﻲ اﻟﻤﺎﻧﻊ اﻟﻀﺎﺭ اﻟﻨﺎﻓﻊ اﻟﻨﻮﺭ اﻟﻬﺎﺩﻱ اﻟﺒﺪﻳﻊ اﻟﺒﺎﻗﻲ اﻟﻮاﺭﺙ اﻟﺮﺷﻴﺪ اﻟﺼﺒﻮﺭ".
فأسماء الله الحسنى يقال لها صفات الله ويقال لها أسماء الله إلا لفظ الجلالة الله.
لفظ الجلالة لا يقال له صفة الله.
ثمّ إنّ أسماء الله تعالى قِسمان: قِسمٌ لا يُسَمَّى به غيره وقِسمٌ يُسَمَّى به غيره.
اللهُ والرحمَنُ والقُدُّوسُ والخالقُ والبارئُ والرَّازِقُ والرَّزَّاقُ ومالكُ المُلْك وذو الجلالِ والإكرامِ والمُحيي والمميتُ والرب والقيوم لا يُسَمَّى بهذه الأسماء إلا الله.
أمّا أكثر الأسماء فيسمَّى بها غير الله أيضا، فيجوزُ أنْ يُسَمِّيَ الشخص ابنه رحيماً، والمَلِكُ كذلك والسَّلامُ كذلك.
وأسماء الله الحسنى التسعة والتسعون مَنْ حَفِظَها وآمَنَ بها وفَهِمَ معناها مع تنزيه الله عن مشابهة المخلوقات، الجنَّةُ مضمونةٌ له.
قال رسول الله: "إنَّ لله تسعةً وتسعين اسماً مائة إلا واحدا مَنْ أحصاها دَخَلَ الجنَّة" رواه البخاري ومسلم.
وأسماء الله الحسنى بأيِّ لغة كُتِبَتْ يجب احترامها.
الله مستغنٍ عن كلِّ شيء وكل شيء محتاجٌ إليه، فيَقْصِدُه العبادُ عند الشِّدَّة. هذا هو معنى الصَّمد. الصَّمَدُ في اللغة هو السَّيِّدُ المقصود.
الشَّخْصُ الذي هو سَيِّدٌ أي عالي القَدْرِ في النَّاس مُعْتَبَرٌ فيهم يُسَمَّى في اللغة صَمَداً، لذلك فالصَّمد ليس من أسماء الله الخاصة به بل يجوز تسمية غيره به، فإذا إنسان سمَّى ابنه الصَّمَد فليس حراما يجوز تسمية إنسان الرَّحيم كذلك الرَّؤُوف أو الكريم.
الرَّبُّ باﻷلف واللام اسمٌ من أسماء الله تعالى، ولا يُطْلَقُ لغير الله عَزَّ وجَلَّ ولا يقالُ في غيره إلا بالإضافة فيَصِحُّ أنْ يقال فلانٌ رَبُّ البيت وفلانةُ رَبَّةُ الدَّار إذا كان المقصودُ منه صاحب البيت ومالكَه. وأمّا الرَّبُّ بالألف واللام من دون إضافة أو رَبُّ العالمين فلا يقال إلا لله.
والتسمية بالقَيُّوم لا تجوز إلا لله. القيُّوم معناه الدائم الذي لا يزول، لا يفنى ولا يموت.
أما قول الرسول: "إنَّ الله جميل يحب الجمال" فمعناه الموصوف بالصِّفات الجميلة، أي قُدرتُه كاملةٌ وعلمه كامل وإرادتُه شاملةٌ كاملة يحبُّ من عبدِه حُسْنَ الحال كحُسْنَ الخُلُق، ويحِبُّ من عبْده أيضا نظافة البَدَن والثياب. الرسول يقول هذا من باب الوَصْف يصفُ الله بأنه جميل الصفات. ولا يقول هذا من باب تسمية الله بالجَميل، فلا يقال إنَّ الجميلَ اسمٌ من أسماء الله. فلا يَصِحُّ أنْ يُسَمِّيَ الشخص ابنه عبدَ الجميل مثلا.
قال رسول الله: "إنَّ الله رفيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ في الأمرِ كُلِّه" رواه البخاري. الرَّسولُ يقول هذا من باب الوَصْف يصفُ الله بأنه رَفيق ولا يقول هذا من باب تسمية الله بالرَّفيق فلا يقال إنَّ الرَّفيق اسمٌ من أسماء الله.
والرفق ضد العنف.. وهو به رفيق اي لطيف.. قاله في لسان العرب، وفيه: يقال الله رفيق بعباده، من الرفق والرأفة.
وقال كذلك: اللطف من الله التوفيق والعصمة.
ويقال في اللغة رفيقك الذي يرافقك لكن هذا المعنى لا يجوز على الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق