بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 20 ديسمبر 2018

معنى قوله تعالى : لقد خلقنا الإنسان في كبد

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبيه الكريم
أما بعد :
قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} (4) سورة البلد
هذا جواب لقسم و لله أن يقسم بما يشاء من مخلوقاته لتعظيمها
و الإنسان هنا اسم جنس أي ادم عليه السلام و ما ولد قال البخاري في كبد في شدة
و قال ابن عباس في كبد أي في نصب و النصب التعب
و قال الحسن يكابد مصائب الدنيا و شدائد الآخرة
و قال القرطبي قا ل علمائنا أول ما يكابد قطع سرته ثم إذا قمطت قماطا و شد رباطا و يكابد الضيق و التعب ثم يكابد الارتضاعه ولو فاته لضاع ثم يكابد نبت أسنانه و تحرك لسانه ثم يكابد الفطام الذي هو اشد من اللطام
ثم يكابد الختان و الأوجاع و الأحزان ثم يكابد المعلم و صولته و المؤدب و سياسته و الأستاذ و هيبته ثم يكابد شغل التزويج و التعجيل فيه ثم يكابد شغل الأولاد و الخدم و الأجناد ثم يكابد شغل الدور و بناء القصور ثم يكابد الكبر و الهرم و ضعف الركبة و القدم في مصائب يكثر تعدادها و نوائب يطول إيرادها من صداع ألراس ووجع الأضراس و رمد العين و غم الدّين ووجع السن و الم الأذن و يكابد محنا في المال و النفس مثل الضرب و الحبس ولا يمضي عليه يوم إلا و يقاس فيه شدة و يكابد فيه مشقة
ثم الموت بعد ذلك كله ثم مسائلة الملك و ضغطة القبر و ظلمته ثم البعث و العرض على الله إلى أن يستقر به القرار إما في الجنة و إما في النار فلو كان الأمر إليه لما اختار هذه الشدائد و ذلك يدل على ان للإنسان خالق دبره و قضى عليه بهذه الأحوال فليمتثل أمره
الله يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...