هو سبحانه يمدح نفسه بنفوذ مشيئته، وهكذا قوله تعالى "وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا"
قال الفقيه العز بن عبدالسلام المعروف بسلطان العلماء (توفي سنة 660 للهجرة) في فوائده رحمه الله: ومعنى قوله عز وجل: "من يَـهـدِ الله فهو الـمُـهتـدي" (الأعراف ، 178)،
أن من يرد الله هدايته فهو المهتدي. يريد الله أن يُبيّن للعرب أني لست كأحد من خلقي يريد شيئاً وربما لا يحصل، فأنا لا أريد هداية شخص إلا اهتدى. فهو سبحانه يمدح نفسه بنفوذ مشيئته، وهكذا قوله تعالى "وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا" (الآية 4 من الأعراف)، فعقب بالفاء مجيء البأس والبأس لا يتأخر عن الهلاك، ومراده عز وجلَ أردنا إهلاكها، ليثني على نفسه بنفوذ مشيئته. انتهى كلام العز بن عبدالسلام وهو واضح بيّن في أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وهذا ما أثبته حديث أبي داود في سننه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم إحدى بناته رضي الله عنهن.
ويؤخذ من هذه الآية وأمثالها في القرآن بطلان مذهب القدرية المعتزلة وقولهم إن العبد مستقلّ بعمله من خير أو شـرّ، لأن معنى كلامهم أن مشيئة العبد تغلب مشيئة الله، وحاشاه سبحانه أن يغلبه أحد وهو الغالب على أمره.
ومعنى كلام المعتزلة الضالين ومنهم الزمخشري صاحب الكشاف أن فعل العبد يقع خلقاً للعبد من دون الله تعالى، يقولون فعلنا ليس بمشيئة الله بل بمشيئتنا نحن والعياذ بالله تعالى، سبحانه جل وعلا عن أن يقع في ملكه شيء لم يُرده، تعالى الله عن ذلك الشرك والضلال.
الحق أن الله خالق كل شيء من الأعيان والأعمال، من الشخوص وحركاتهم وسكناتهم ونواياهم وخواطرهم وأعمال قلوبهم، قال الله تعالى: "قل الله خالق كل شيء" (الرعد، 16)، وقال عز وجل: "وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ" (الأنعام، 110)، وهذه من أصرح الآيات وأقواها في أن اعتقادات الكفار في قلوبهم الله هو الذي خلقها، كذلك أعمال جوارحهم الله هو الذي خلقها، لا يخالف في ذلك إلا مشرك كفار والعياذ بالله تعالى،
وقد استدلّ الإمام البخاري في صحيحه على أن الله خالق كل شيء بقوله تعالى: "قل أعوذ بربّ الفلق من شر ما خلق"، قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري: "يشير (أي البخاري) بذكر الآية إلى الرد على من زعم أن العبد يخلق فعل نفسه، لأنه لو كان السوء المأمور بالاستعاذة بالله منه مخترعاً (أي مخلوقاً) لفاعله (أي للعباد)، لما كان للاستعاذة بالله منه معنى، لأنه لا يصح التعوذ إلا بمن قدر على إزالة ما استعيذ به منه (وهو الله وحده خالق كل شيء)" اهـ.، وهذا دليل قوي في الرد على المعتزلة المشركين بالله تعالى
قال الفقيه العز بن عبدالسلام المعروف بسلطان العلماء (توفي سنة 660 للهجرة) في فوائده رحمه الله: ومعنى قوله عز وجل: "من يَـهـدِ الله فهو الـمُـهتـدي" (الأعراف ، 178)،
أن من يرد الله هدايته فهو المهتدي. يريد الله أن يُبيّن للعرب أني لست كأحد من خلقي يريد شيئاً وربما لا يحصل، فأنا لا أريد هداية شخص إلا اهتدى. فهو سبحانه يمدح نفسه بنفوذ مشيئته، وهكذا قوله تعالى "وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا" (الآية 4 من الأعراف)، فعقب بالفاء مجيء البأس والبأس لا يتأخر عن الهلاك، ومراده عز وجلَ أردنا إهلاكها، ليثني على نفسه بنفوذ مشيئته. انتهى كلام العز بن عبدالسلام وهو واضح بيّن في أن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وهذا ما أثبته حديث أبي داود في سننه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم إحدى بناته رضي الله عنهن.
ويؤخذ من هذه الآية وأمثالها في القرآن بطلان مذهب القدرية المعتزلة وقولهم إن العبد مستقلّ بعمله من خير أو شـرّ، لأن معنى كلامهم أن مشيئة العبد تغلب مشيئة الله، وحاشاه سبحانه أن يغلبه أحد وهو الغالب على أمره.
ومعنى كلام المعتزلة الضالين ومنهم الزمخشري صاحب الكشاف أن فعل العبد يقع خلقاً للعبد من دون الله تعالى، يقولون فعلنا ليس بمشيئة الله بل بمشيئتنا نحن والعياذ بالله تعالى، سبحانه جل وعلا عن أن يقع في ملكه شيء لم يُرده، تعالى الله عن ذلك الشرك والضلال.
الحق أن الله خالق كل شيء من الأعيان والأعمال، من الشخوص وحركاتهم وسكناتهم ونواياهم وخواطرهم وأعمال قلوبهم، قال الله تعالى: "قل الله خالق كل شيء" (الرعد، 16)، وقال عز وجل: "وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ" (الأنعام، 110)، وهذه من أصرح الآيات وأقواها في أن اعتقادات الكفار في قلوبهم الله هو الذي خلقها، كذلك أعمال جوارحهم الله هو الذي خلقها، لا يخالف في ذلك إلا مشرك كفار والعياذ بالله تعالى،
وقد استدلّ الإمام البخاري في صحيحه على أن الله خالق كل شيء بقوله تعالى: "قل أعوذ بربّ الفلق من شر ما خلق"، قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري: "يشير (أي البخاري) بذكر الآية إلى الرد على من زعم أن العبد يخلق فعل نفسه، لأنه لو كان السوء المأمور بالاستعاذة بالله منه مخترعاً (أي مخلوقاً) لفاعله (أي للعباد)، لما كان للاستعاذة بالله منه معنى، لأنه لا يصح التعوذ إلا بمن قدر على إزالة ما استعيذ به منه (وهو الله وحده خالق كل شيء)" اهـ.، وهذا دليل قوي في الرد على المعتزلة المشركين بالله تعالى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق