بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
معنى الواجب والمستحيل والجائز
" إن المقصود بهذه المعاني هو الواجب العقلي والمستحيل العقلي والجائز العقلي وإليك بيان كل منهم بأسلوب مبسط موجز :
فالواجب العقلي : هو الأمر الثابت الذي لا يقبل العقل انتفاءه أصلا وهو نوعان:
1- ضروري بدهي يستطيع أن يعرفه كل إنسان من أول وهلة وبغير نظر وذلك مثل كون السماء فوقنا والأرض تحتنا والواحد نصف الاثنين وهكذا.
2- نظري وهو الذي يصل إليه الإنسان بعد نظر واستدلال مثل إثبات صفات الله الكمالية.
والمستحيل العقلي :هو الأمر الذي لا يقبل العقل وجوده أصلا وهو نوعان:
1- ضروري وبدهي ، وهو ما يستطيع أن يعرفه الإنسان بدون نظر وأعمال فكر مثل كون الابن متقدم على أبيه في الوجود.
2- ونظري ، وهو ما لا يدركه العقل إلا بعد نظر وبحث مثل : استحالة قدم العالم وبقائه :
وأما الجائز : فهو الأمر الممكن في نظر العقل وهو الذي يقبل الثبوت والانتفاء لذاته وذلك مثل حياة الإنسان وموته ومن هنا يجب أن ندرك أن هذه الأمور منسوبة إلى العقل وبناء على هذا فالعقل البشري هو محل التكليف ومناط المعرفة.
ولما كانت العقول عاجزة عن معرفة ذات الله تعالى وصفاته وأسمائه فليس لها مجال إلا في البحث في هذا الوجود للاعتراف بخالقه ومدبره وليس في وسعها بعد ذلك أن تدرك صفاته العليا وأسماءه الحسنى إلا من كتاب الله تعالى وخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم.
ما يجب لله تعالى ويستحيل عليه اجمالا
يجب أن يعتقد المؤمن اعتقادا جازما لا شك فيه أنه يجب لله تعالى إجمالا كل كمال يليق بذاته العلية ، ويؤمن إيمانا راسخا لا ريب فيه أنه يستحيل على الله تعالى كل نقص لا يليق بجلاله الأسنى ويوقن إيقانا كاملا لا مرية فيه أنه يجوز في حقه تعالى فعل كل ممكن وتركه كالإحياء والإماتة مثلا وهذا الاعتقاد إجمالا يجب على كل مؤمن معرفته وكذلك تفصيل الصفات الواجبة وإليك بيانها :
ما يجب لله تعالى تفصيلا
يجب أن يعتقد المؤمن تفصيلا بوجود صفات كمالية لله تعالى ويستحيل عليه أضدادها وهي:
1- الوجود ويستحيل ضده وهو : العدم .
2- القدم ويستحيل ضده وهو : الحدوث.
3- البقاء ويستحيل ضده وهو : الفناء.
4- قيامه تعالى بنفسه ويستحيل ضده وهو : احتياجه إلى غيره.
5- المخالفة للحوادث ويستحيل ضده وهي : المماثلة للحوادث.
6- الوحدانية ويستحيل ضده وهو : التعدد.
7- العلم ويستحيل ضده وهو : الجهل .
8- الإرادة ويستحيل ضدها وهي : الإكراه.
9- القدرة ويستحيل ضدها وهي : العجز.
10- الحياة ويستحيل ضدها وهي : الموت.
11- السمع ويستحيل ضده وهو : الصمم.
12- البصر ويستحيل ضده وهو : العمى.
13- الكلام ويستحيل ضده وهو : البكم.
2- القدم ويستحيل ضده وهو : الحدوث.
3- البقاء ويستحيل ضده وهو : الفناء.
4- قيامه تعالى بنفسه ويستحيل ضده وهو : احتياجه إلى غيره.
5- المخالفة للحوادث ويستحيل ضده وهي : المماثلة للحوادث.
6- الوحدانية ويستحيل ضده وهو : التعدد.
7- العلم ويستحيل ضده وهو : الجهل .
8- الإرادة ويستحيل ضدها وهي : الإكراه.
9- القدرة ويستحيل ضدها وهي : العجز.
10- الحياة ويستحيل ضدها وهي : الموت.
11- السمع ويستحيل ضده وهو : الصمم.
12- البصر ويستحيل ضده وهو : العمى.
13- الكلام ويستحيل ضده وهو : البكم.
وإليك توضيح كل صفة من هذه الصفات. " اهـ
وجود الله تعالى وتنزيهه
وجود الله تعالى وتنزيهه
"الوجود : هو التحقق والثبوت ، فالله تعالى واجب الوجود لذاته لأنه الموجود الحق المطلق وليس موجود بحق سواه.
وإن الإيمان بوجود الله تعالى أمر بدهي تجلت حقيقته للعقول بما أظهر سبحانه في الوجود من آيات قدرته ودلائل وحدانيته.
قال الله تعالى :{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } - سورة فصلت ، آية : 53
وقد تقدم الكلام في ذلك بما لا يدع مجالا للشك في وجوده سبحانه وتعالى.
قدم الله تعالى
القدم : هو عدم أولية الوجود فهي صفة تسلب عن الله تعالى ما لا يليق به من صفة الحدوث فالله تعالى لا أول لوجوده تعالى وليس مسبوقا بعدم فيجب الاعتقاد بأن الله تعالى قديم ويستحيل عليه ضد ذلك وهو الحدوث لأن الحادث يحتاج إلى من يحدثه والله تعالى هو محدث هذه الكائنات ومبدعها.
قال تعالى: { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } - سورة الحديد ،
آية : 3
آية : 3
فالله تعالى هو الأول أي الأزلي الذي لا ابتداء لوجوده بل سبق وجوده كل حادث لأن وجوده من ذاته ولا علة لوجوده فقد كان الله تعالى ولم يكن شيء قبله.
فعن عمران بن الحصين [ ] قال : " إني عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إذا جاءه قوم من بني تميم فقال : اقبلوا البشرى يا بني تميم ، قالوا بشرتنا فأعطنا ، فدخل ناس من أهل اليمن فقال : اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم ، قالوا : قبلنا ، جئنا لنتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر ما كان؟ قال : كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ، ثم خلق السموات والأرض وكتب في الذكر كل شيء" - رواه البخاري
فالمؤمن يوقن بذلك ويسلم تسليما خالصا من قلبه بدون أدنى شك بهذه النصوص الشرعية ولا يحاول أن يطلق لفكره العنان في الخوض في هذه الأمور الغيبية لأن الشيطان يدخل على الإنسان من هذه الأمور الخطيرة ليضعف إيمانه ويذهب يقينه. فقد قال رسول الله :" لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا: خلق الله الخلق فمن خلق الله ؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله ". - رواه مسلم
أي من وسوس له الشيطان وألقى في نفسه هذه الخواطر الدنيئة فليقل بلسان الحال والمقال آمنت بالله ويفكر في آلاء الله تعالى وبديع صنعه ولا يفكر في ذاته العلية لأن ذلك يجره إلى الشرك والعياذ بالله تعالى .
بقاء الله تعالى
البقاء : هو عدم الفناء ونفي الآخرية فهي صفة تسلب عن الله تعالى ما لا يليق به من صفة الفناء فالله تعالى باق لا آخر له ولا نهاية لوجوده تعالى فيجب الإيمان بأنه تعالى لا آخر له ، ويستحيل عليه ضد ذلك وهو الفناء لأن الفناء من صفة الحوادث والله تعالى قد ثبت قدمه شرعا وعقلا ولأن ما لا أول له لا آخر له ومن ثبت قدمه استحال عدمه قال الله تعالى: { هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } - سورة الحديد ، آية : 3
فالله تعالى هو الآخر أي لا آخر لوجوده الباقي الذي لا يلحقه فناء.
قال تعالى : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ. وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ } - سورة الرحمن ، آية : 37
وقال جل شأنه : { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } - سورة القصص ، آية : 88 . " اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق