بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 30 أغسطس 2019

بيان كيف يؤخذ علم الدين وأن العلم بالتعلم لا بالمطالعة

بيان كيف يؤخذ علم الدين وأن العلم بالتعلم لا بالمطالعة

اعلم أنه يجب على كل مكلف أن يتعلم من علم الدين قدرا لا يستغني عنه كل فرد من المكلفين , وهو ينقسم إلى علم العقيدة وعلم الأحكام .

فمن الواجب على المكلف معرفته واعتقاده من أمور العقيدة : الإيمان بالله وبما جاء عن الله , والإيمان برسول الله وبما جاء عن رسول الله , كمعرفة الشهادتين وصفات الله الواجب معرفتها وتنزيهه تعالى عما لا يليق به ونحو ذلك , وتصدبق الرسول محمد بكل ما جاء به عن الله من أخبار الأمم السابقة والأشياء التي تحصل في البرزخ ويوم القيامة أو تحليل شىء أو تحريمه ونحو ذلك , ومعرفة الأشياء التي يخرج من الإسلام كأنواع الكفر كي يجتنبه. ومن الواجب معرفته عن الأحكام : معرفة أحكام الصلاة من شروط وأركان ومبطلات والطهارة ونحو ذلك .

وهذه الأمور لا تؤخذ بالمطالعة من الكتب , لأنه قد يكون في هذه الكتب التي يطالعها الشخص دسّ وافتراء على الدين , أو قد يفهم منها أشياء على خلاف ما هي عليه عند السلف والخلف على ما تناقلوه جيل عن جيل من الأمة فيؤدي عبادة فاسدة , أو يقع في تشبيه الله بخلقه والتمثيل والكفر والضلال . وعلى كل فليس ذلك سبيل التعلّم الذي نهجه السلف والخلف , قال الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي أحد كبار المحدثين :" لا يؤخذ العلم إلا من أفواه العلماء ".
لا بد من تعلم أمور الدين من عارف ثقة يكون أخذ عن ثقة وهكذا إلى الصحابة , قال بعض السلف :" الذي يأخذ الحديث من الكتب يسمى صحفيا والذي يأخذ القرءان من المصحف يسمى مصحفيا ولا يسمى قارئا ", وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين , إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه "(1). وروى مسلم (2) عن ابن سيرين أنه قال :" إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ".

ولو سمع من عالم كلام مخالف للشرع فعلى السامع أن ينبهه عن خطئه إن كان تنبيهه لا يجر إلى مفسدة أعظم , فقد قال الله تبارك وتعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } [ سورة ءال عمروان /110], فقد مدح الله تبارك وتعالى أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة .

وإن العالم التقي الناصح للناس الشفيق على دينه الورع الذي يخاف الله إذا أخظأ فبين له خطؤه ولو أمام جمع من الناس يعود عنه ويبين للناس ذلك .

فقد أخرج سعيد بن منصور (3) والبيهقي (4) عن الشعبي قال : " خطب عمر بن الخطاب فحمد الله تعالى وأثنى عليه وقال : ألا لا تغالوا في صداق النساء ! فإنه لا يبلغني عن أحد ساق أكثر من شىء ساقه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سيق إليه إلا جعلت فضل ذلك في بيت المال , ثم نزل فعرضت له امرأة من قريش فقالت : يا أمير المؤمنين أكتاب الله تعالى أحق أن يتبع أو قولك ؟ قال : بل كتاب الله تعالى , فما ذاك ؟ قالت : نهيت الناس ءانفا أن يغالوا في صداق النساء , والله تعالى يقول في كتابه : { وءاتيتم إحداهنّ قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا } [ سورة النساء /20] فقال عمر : كل أحد أفقه من عمر - مرتين أو ثلاثا - ثم رجع إلى المنبر فقال للناس : إني كنت نهيتكم أن تغالوا في صداق النساء ألا فليفعل رجل في ماله ما بدا له " .ا.هـ.
--------------------------------------------------------
المراجع


(1) أخرجه البخاري في صحيحه : كناب العلم : باب العلم قبل القول والعمل .

(2) صحيح مسلم : المقدمة : باب بيان أن الإسناد من الدين , وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات , وأن جرح الرواة بما هو فيهم جائز بل واجب وأنه ليس من الغيبة المحرمة , بل من الذبّ عن الشريعة المكرمة .

(3) سنن سعيد بن منصور : كتاب النكاح : باب ما جاء في الصداق , (1/166-167).

(4) سنن البيهقي : كتاب الصداق : باب لا وقت في الصداق كثر أو قلّ (7/233).

الأدلة الباهرة في جواز التبرك بالرسول صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته

هدي محمد صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم
الأدلة الباهرة في جواز التبرك بالرسول صلى الله عليه وسلم في حياته
وبعد مماته
هاكم يا طالبي الحق فوائد عظيمة في تبرك الصحابة واستغاثتهم بالنبي بعد وفاته وأن الأمر لا يختلف عن حال حياته عليه السلام
لا تثبت الخصوصية إلا بدليل
1- روى الإمام البخاري(256 هـ)
عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهما من صحيحه أحدهما في كتاب الطب والآخر في المغازى وفي ثالث عنها في كتاب فضائل الصحابة وسيأتى أن أبى بكر رضي الله عنه قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته .اهـ وظاهر أن ذلك للتبرك به صلى الله عليه وسلم .
2- وفي مسند الإمام أحمدَ بن محمدِ بن حنبلٍ (241 هـ) عن عائشة
أن أبا بكر رضى الله عنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته
فوضع فمه بين عينيه ووضع يديه على صدغيه
وقال :
وا نبياه وا خليلاه وا صفياه ا.هـ.
وهذا نداء من أبي بكر للرسول بعد وفاته وفي ذلك استغاثة وتبرك ولم ينكر عليه أحد ذلك .
3- وفي صحيح البخاري في كتاب فضائل الصحابة عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت
فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله فقال :
بأبي أنت وأمى طبت
حيا وميتا .اهـ
ففي ذلك دليل من فعل خير الناس بعد الأنبياء أبي بكر الصديق رضي الله عنه على جواز الاستغاثة والتبرك برسول الله صلى الله عليه وسلم وندائِه بعد وفاته كما كان الأمر في حال حياته
والمخالف لذلك محجوجٌ بفعل أبي بكر بحضرة الصحابة من غير نكير من أحد منهم فيكون ذلك من قبيل الإجماع السكوتى الذي أثبت الحافظ ابن حجر العسقلاني (852 هـ) حجيته في شرح البخاري ولا سيما أن فعل أبي بكر رضي الله عنه وشبهِه
استحسنه المسلمون سلفهم وخلفهم على مر العصور إلى أن ظهر احمد بن تيمية الحرانى الحفيدُ(728 هـ) فابتدع على تناقض إثباتا وإنكارا ما لم يسبقه إليه أحد إلا من تبعه في الإنكار الذي لم يسبقه إليه احد
وقد قال الحافظ السبكي إن ابن تيمية هو أول من حرم السفر بقصد زيارة الرسول وحرم قصر الصلاة في ذلك السفر لاعتباره أنه سفر معصية .
ابن تيمية يثبت جلوس الله على العرش
وفي كتاب مجموع الفتاوى ص229
يقول:إذا تبين هذا فقد حدّث العلماء المرضيون وأولياؤه المقبولون أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم يُجلسُه ربّه على العرش معه.
وهذا من اشنع الكفر والضلال والعياذ بالله
ذكر ابن المعلم القرشي في كتاب "نجم المهتدي ص ]588[ ما نَصُّه :"عن عَليّ رضيَ اللهُ عنهُ قَالَ
سَيَرجِعُ قَومٌ مِنْ هَذِهِ الأُمّةِ عِندَ اقتِرَابِ السّاعَةِ كُفّارًا
قَالَ رَجُلٌ يَا أَمِيرَ المؤمنينَ كُفرُهُم بماذَا أَبِالإحْدَاثِ أَم بِالإنْكَارِ
فَقالَ بل بالإنكَارِ يُنْكِرُونَ خَالِقَهُم فيَصِفُونَه
بالجِسمِ والأَعضَاء."
قال ابن حجر في إيضاح المناسك
عن ابن تيمية
ولقد كفّره كثير من العلماء
ويكفيه كفرا أنه جعل نوع العالم أزلّيا مع الله
كما نصّ على ذلك في سبعة من كتبه:منهاج السنة النبوية وتفسير سورة الأعلى ومجموع الفتاوى ونقد مراتب الإجماع وشرح حديث النزول وشرح حديث عمران بن حصين وموافقة صريح المعقول لصحيح المنقول
وقد حبس بإجماع العلماء وولاة الأمور
وقال الحافظ أبو زرعة العراقي
إن ابن تيمية خالف الإجماع في مسائل قيل
إنها تبلغ ستين مسئلة
بعضها في الأصول وبعضها في الفروع
وقد جعل الله محلا لقيام الحوادث
ووصف الله بالجلوس على العرش
وهو أول من حرّم السّفر بقصد زيارة قبر النبي
فوجب التحذير منه إجماعا
وفي كتاب
موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول.ابن تيمية, الطبعة الاولى الكاملة (دار الكتب العلمية)
صفحة 100 السطر (11)

يثبت ابن تيمية ان الله جسم على زعمه والعياذ بالله
وبنفس الكتاب الجزء الأول صحيفة 291 يقول
ما نصهُ
فإن الأزلي اللازم هو نوع الحادث لا عينُ الحادث إ.هـ ثم قال : بل يكونُ الحادث اليومي مسبوقاً بحوادث لا أول لها إ.هـ
وهذا من أشنع الكفر لأنه أثبت أزلياً سوى الله فأشرك بذلك بالله وقد كذب بذلك القرءان والحديثَ والإجماع والعقل
وفي نفس الكتاب من نفس الجزء صحيفة344
يقولُ ابن تيمية
فالله الحي القيوم القابض الباسط يتحركُ إذا شاء أ.هـ
فانظروا كيف شبه ابن تيمية رب العالمين بالخلق ووصفه بالحركة فالحركة صفة الجسم لأن معناها انتقال الجرم من مكان إلى آخر والحركةُ ضدُ السكون فهما متعاقبان والمتعاقبان حادثان فيكونُ ابن تيمية جعل الله حادثاً
2- وفي الفتاوى الكبرى
ابن تيمية يقول
الدليل على ان الله في السماء قول النصارى في الانجيل ابانا الذي في السماء
وبنفس الكتاب يقول الملائكة أعوان الله
3- وفي شرح حديث النزول
في الصحيفة رقم 217 يقول ابن تيمية
وابوكم الذي في السماء يغفر لكم كلكم
والعياذ بالله من شِركِهِ (عقيدة النصارى) هذا دين ابن تيمية الذي يسمونه زورا شيخ الإسلام والعياذ بالله

معنى "أنا الله ذو بكة"

معنى "أنا الله ذو بكة"

"روى البيهقي في كتاب القدر بإسناده إلى مسافع الحاجب أنه قال : وجدوا حجرا حين نقضوا البيت فيه ثلاثة صفوح فيه كتاب من الكتاب الأول فأتوا برجل فقرأه : ( أنا الله ذو بكة خلقت الخير والشر فطوبى لمن كان على يديه الخير وويل لمن كان على يديه الشر ) . هذا من الكلام الذي أنزله الله على بعض الأنبياء في الماضي قبل سيدنا محمد منذ زمان طويل ، وجدوا حجرا فيه هذا الكلام الذي كان مكتوبا على هذا الحجر ، هو من الخط القديم ليس من الخط المعروف في زمن التابعين ، هو الخط العربي لكن لا يعرفه إلا قليل من الناس ، وجدوا هذا الحجر وعليه هذه الكتابة لما نقضوا الكعبة أيام عبد الله بن الزبير .

معنى أنا الله ذو بكة : أي أنا صاحب مكة صاحب البلد الحرام أي خالق مكة ومشرفها وجاعلها أفضل البلاد .

* خلقت الخير والشر : الله تعالى يخبر عباده بأنه هو خالق الخير والشر ، خالق الخير الذي هو من أعمالنا من أعمال العباد ، وخالق الشر الذي هو من أعمال العباد كِلا ذلك بخلق الله تعالى .

*فطوبى لمن كان على يديه الخير : أي أجر كبيرا ، أجر جزيل لمن كان الخير على يديه ، أي من عمل الخير فطوبى له ، أي خير كبير له في الآخرة .

* وويل لمن كان الشر على يديه : ويل أي شدة هلكة ، الذي جرى الشر على يديه أي الكفر أو ألمعاصي ويل له أي شدة هلكة أي له عقوبة في الآخرة ، الذي كان حظه في هذه الدنيا أن يعمل الكفر والمعاصي أو المعاصي فقط دون الكفر هذا يكون له في الآخرة شدة هلكة شدة هلاك أي عقوبة شديدة" .اهـ.

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما

الرد على من عدد التوحيد وقسمه إلى ألوهية وربوبية وصفات

الرد على من عدد التوحيد وقسمه إلى ألوهية وربوبية وصفات

الحمد للهِ الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يتَّخِذ صاحبةً ولا ولدا، جلَّ ربي لا يُشبه شيئا ولا يشبِهُهُ شىءٌ ولا يَحُلّ في شىءٍ ولا ينحلُّ منه شىءٌ، جلَّ ربي تنـزَّه عنِ الأينِ والكيفِ والشكلِ والصورةِ والحدِّ والجهةِ والمكان، ليس كمثلِهِ شىءٌ وهو السميعُ البصير. والصلاة والسلام على سيدَنا وحبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقرّةَ أعينِنا محمّدا عبدُه ورسولُه وصفيُّه وحبيبُه.

تقسيم بعض الناس التوحيد إلى ثلاث توحيدات بدعة باطلة منكرة لم يرِد ذلك في القرءان ولا في الحديث ولا على لسان واحد من السلف الصالح أو أحد العلماء المعتبرين إنما هي بدعة تفرّد بها طائفة مشبّهة العصر رغم زعمهم أنهم يحاربون البدعة والدليل على فساد تقسيمهم هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله" ولم يقل الرسول حتى يوحدّوا ثلاثة توحيدات. وهذا الحديث متواتر رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعٌ من الصحابة منهم العشرة المبشرون بالجنة، وقد أورده البخاري في صحيحه، ومراد المشبهة من هذه البدعة أن يكفّروا المسلم الذي يوحّد الله إذا توسل بالرسول أو بوليّ من الأولياء فهم يزعمون أنه لا يكون وحد الله توحيد الألوهية ويريدون بذلك أيضا أن يكفروا من أوّل الآيات المتشابهة لصرفها عن المعنى الظاهر الذي يتبادر منه معنى لا يليق بالله، فثبت من هذا الحديث المتواتر أن تقسيمهم التوحيد إلى ثلاثة باطل وأنهم هم المبتدعة ولو زعموا أنهم يحاربون البدعة.

فقد أدخلوا في دين الله بدعة جديدة لم يقلها المسلمون وهي قولهم توحيد الألوهية وحده لا يكفي للإيمان بل لا بد من توحيد الربوبية وهذا ضد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها". جعل الرسول اعتراف العبد بإفراد الله بالألوهية وتنزيهه عن مشابهة الخلق وبوصف رسوله محمدا بالرسالة كافيا. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نطق الكافر بهذا يحكم بإسلامه وإيمانه ثم يأمره بالصلاة قبل غيرها من أمور الدين للحديث الذي رواه البيهقي في كتابه الاعتقاد. وهؤلاء عملوا دينا جديدا وهو عدم الاكتفاء بالأمرين المذكورين وهذا من غباوتهم فإن توحيد الألوهية هو توحيد الربوبية بدليل أنه جاء في سؤال القبر حديثان حديث بلفظ "الشهادة" وحديث بلفظ "الله ربي"، وهذا دليل على أن شهادة أن لا إله إلا الله شهادة بربوبية الله. وما أعظم المصيبة على المسلمين بهذه الفرقة.
وجاء في كتاب مصباح الأنام الفصل الثاني لعلوي بن أحمد الحداد "توحيد الألوهية داخل في عموم توحيد الربوبية بدليل أن الله تعالى لما أخذ الميثاق على ذرية آدم خاطبهم تعالى بقوله {ألستُ بربكم} ولم يقل بإلهكم فاكتفى منهم بتوحيد الربوبية ومن المعلوم أن من أقرَّ له بالربوبية فقد أَقرَّ له بالألوهية إذ ليس الربُ غير الإله بل هو الإله وأيضا ورد في الحديث أن الملكين يسألان العبد في قبره فيقولان من ربُكَ ولم يقولا من إلهك، فدلَّ على أن توحيد الربوبية شامل له، ومن العجب العجاب قول المدعي الكذَّاب لمن شَهِدَ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله من أهل القبلة أنت لم تعرف التوحيد، التوحيد نوعان توحيد الربوبية الذي أقرَّت به المشركون والكفَّار وتوحيد الألوهية الذي أقرَّت به الحنفاء وهذا هو الذي يُدخِلُكَ في دين الإسلام وأما توحيد الربوبية فلا، فيا عجبا، هل للكافرِ توحيد صحيح ! فإنه لو كان توحيده صحيحا لأخرجه من النار إذ لا يبقى فيها موحد كما صرحت به الأحاديث فهل سمعتم أيها المسلمون في الأحاديث والسير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قَدمَت عليه أجلاف العرب ليسلموا على يده يفصِّل لهم توحيد الربوبية والألوهية، فما هذا الافتراء والزور على الله ورسوله ! فإن من وَحَّدَ الرب فقد وَحَّدَ الإله ومن أشرك بالرب أشرك بالإله ، فليس للمسلمين إله غير الرب فإذا قالوا لا إله إلا الله يعتقدون أنه هو ربهم فينفون الألوهية عن غيره كما ينفون الربوبية عن غيره أيضا ويثبتون له الوحدانية في ذاته وصفاته وأفعاله".
وقول هذه الفرقة المبتدعة "إن الرسل لم يُبعَثوا إلا لتوحيد الألوهية وهو إفراد الله بالعبادة ، وأما توحيد الربوبية وهو اعتقاد أن الله رب العالمين المتصرف في أمورهم فلم يخالف فيه أحد من المشركين والمسلمين بدليل قوله تعالى {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله}". اهـ
فكلامهم هذا مردود عليهم باطل فيما ادعوه من تسوية بين المشركين والمسلمين في توحيد الربوبية وأما إقرار المشركين بخلق الله للسموات والأرض فهو إقرار بألسنتهم، ولا يعني ذلك أنهم موحدون لرب العالمين، وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد حين دخوله الإسلام إن هناك توحيدين وعليك كي تكون مسلما أن توحد توحيد الألوهية ولا يكفيك أن توحد الرب فقط. ودليل آخر على دحض عقيدتهم قول الله تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام لصاحبي السجن حين دعاهما إلى التوحيد {أأرباب متفرقون خيرٌ أم الله الواحد القهار} فيوسف عليه السلام دعاهم إلى توحيد الرب المستحق للعبادة الذي هو الله تعالى .

ومن مجلة نور الإسلام والتي تصدرها مشيخة الأزهر الشريف (ربيع الثاني سنة 1352 هـ) نقد تقسيم التوحيد إلى ألوهية وربوبية لفضيلة العلامة يوسف الدجوي الأزهري المتوفى سنة 1365هـ "قولهم (إن التوحيد ينقسم إلى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية) تقسيم غير معروف لأحد قبل ابن تيمية، وغير معقول أيضا كما ستعرفه، وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد دخل في الإسلام : إن هناك توحيدين وإنك لا تكون مسلما حتى توحد توحيد الألوهية، ولا أشار إلى ذلك بكلمة واحدة، ولا سُمِع ذلك عن أحد من السلف الذين يتبجحون باتباعهم في كل شىء، ولا معنى لهذا التقسيم ..... وأما قوله تعالى {ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله}، فهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم إجابة لحكم الوقت مضطرين لذلك بالحجج القاطعات والآيات البينات، ولعلهم نطقوا بما لا يكاد يستقر في قلوبهم أو يصل إلى نفوسهم، بدليل أنهم يقرنون ذلك القول بما يدل على كذبهم، وأنهم ينسبون الضر والنفع إلى غيره، وبدليل أنهم يجهلون الله تمام الجهل ويقدمون غيره عليه حتى في صغائر الأمور، وإن شئت فانظر إلى قولهم لهود عليه الصلاة والسلام {إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء} فكيف يقول ابن تيمية (إنهم معتقدون أن الأصنام لا تضر ولا تنفع) إلى آخر ما يقول؟!. ثم انظر بعد ذلك إلى قولهم في زرعهم وأنعامهم {هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم}، فقدموا شركاءهم على الله تعالى في أصغر الأمور وأحقرها. وقال تعالى في بيان اعتقادهم في الأصنام {وما نرى معكم من شفعائكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء}، فذكر أنهم يعتقدون أنهم شركاء فيهم، ومن ذلك قول أبي سفيان يوم أحد (أعل هبل)، فأجابه صلى الله عليه وسلم بقوله "الله أعلى وأجل"، فانظر إلى هذا ثم قل لي ماذا ترى في ذلك من التوحيد الذي ينسبه إليهم ابن تيمية ويقول (إنهم فيه مثل المسلمين سواء بسواء وإنما افترقوا بتوحيد الألوهية) ؟!."اهـ كلام مشيخة الأزهر ملخصا. والله تعالى أعلم وأحكم

دليل على أن الله هو خالق أفعال العباد من القرآن



دليل على أن الله هو خالق أفعال العباد من القرآن
قال سيدي الشيخ أبو زيد عبد الرحمن الثعالبي الجزائري الأشعري المالكي في كتابه الجواهر الحسان في تفسير القرآن :
وقوله سبحانه: { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا
رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ } هذه الآية تَرِدُ على من يزعم أن أَفْعَالَ العباد خَلْقٌ لهم، ومذهب أهل السنة أنها خلق للرب سبحانه كسْبٌ للعبد؛ روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ يومئذٍ ثلاث قَبَضَاتٍ من حَصًى وتُرَابٍ، فرمى بها في وجوه القوم، فانهزموا عند آخر رمْيَةِ، ويروى أنه قال يوم بدر: « شَاهَتِ الوُجُوهُ » وهذه الفعلة أيضاً كانت يوم «حُنَيْن» بلا خلاف.اهـ.
{ومارميت} خلقا {إذ رميت} كسبا {ولكن الله رمى} خلقا. القرآن لا يتناقض بعضه البعض ففي هذه الآية نفي الرمي ثم إثباته وهذا ليس تناقضا. النفي هو نفي الخالقية للعبد أي العبد لا يخلق أفعاله , والإثبات أي العبد يكسب عمله.
هذه الآية تحفظ فيها الرد على من ينكر أن الله هو خالق أفعال العباد.
والله أعلم

بَيانُ أنَّ رَحْمَةَ الله شَامِلَةٌ في الدُّنيا خاصَّةٌ بالمُؤمنِينَ في الآخِرَةِ

بَيانُ أنَّ رَحْمَةَ الله شَامِلَةٌ في الدُّنيا خاصَّةٌ بالمُؤمنِينَ في الآخِرَةِ

الله تَعالى يَرْحَمُ المُؤْمِنينَ والكَافِرينَ في الدُّنْيا وَسِعَتْ رَحمَتُه كُلا، أَمّا في الآخرةِ فرَحمَتُه خَاصَّةٌ للمؤمنينَ،

قالَ الله تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾ [سورة الأعراف/156].
أَي وسِعَت في الدُّنيا كلَّ مُسْلمٍ وكَافِرٍ، قَالَ: ﴿ فَسَأَكْتُبُهَا﴾ {156} أي في الآخِرةِ، ﴿ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾ {156} ، أي أخُصُّها لمن اتَّقَى الشّرْكَ وسَائِرَ أنْواعِ الكُفْرِ.

وقَالَ تَعالى: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ قَالُواْ إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ [سورة الأعراف/50].

أي أنَّ الله حرَّمَ على الكَافِرينَ الرّزقَ النَّافِعَ والماءَ المُرْوِيَ في الآخِرَةِ. وذَلكَ لأنَّهُم أضَاعُوا أعْظَمَ حُقُوقِ الله الذي لا بدِيلَ لهُ وهوَ الإيمانُ بالله ورسولِه.

ثمَّ إنَّ الله جَعلَ الدُّخُولَ في الإسْلامِ الذي هوَ أفضَلُ نِعَمِ الله سَهْلا، وذَلِكَ بالنُّطقِ بالشَّهادَتينِ بَعْدَ مَعْرفةِ الله ورسُولِه.

وجعَلَ الكفرَ سَهْلا فكلِمةٌ واحدةٌ تَدُلُّ على الاسْتِخْفافِ بالله أو شَريعَتهِ تُخْرجُ قَائِلَها منَ الإيمانِ، وتوقِعُهُ في الكفرِ الذي هو أسْوأُ الأحوالِ حتّى يكونَ عنْدَ الله أحْقَرَ مِنَ الحَشَراتِ والوُحوشِ


قالَ الله تَعالى: ﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ [سورة الأنفال/55

تبرئة نبي الله يوسف الصديق عليه السلام



تبرئة نبي الله يوسف الصديق عليه السلام
كثيراً ما يدور الحديث في قصة نبي الله يوسف عليه السلام وبالتحديد موقفه ونزاهته أمام المرأة التى نشأ في بيتها والمؤسف أن الكثيرين من الناس يحملون القصة على غير حقيقتها بل إن منهم من يصل الأمر به إلى رمي سيدنا يوسف عليه السلام الصديق الطاهر بتهم تنقص من قدره ويصوره البعض بالرجل الزاني والعياذ بالله,ومن المعلوم أن من أصول العقيدة في الإسلام تعظيم الأنبياء جميعاً ووصفهم بالعصمة من الكفر والفواحش إذ أن الأنبياء بشر لكن الله تعالى عصمهم عن أمور لا تليق بهم فلا يتصو منهم فعلها, ومن المقرر أيضاً أن من رمى نبي من الأنبياء برذيلة فقد سب النبي وسب النبي كفر والعياذ بالله تعالى.لذلك أردت التوضيح لجانب من قصة يوسف عليه السلام وليس المراد سرد القصة بكاملها.والنقطة التي أريد هي تبرئة يوسف عليه السلام من ظن وتفسير يورده البعض في قضيته مع إمراءة العزيز التى ذكرها الله في القران قال الله تعالى(وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون .
كان يوسف عليه السلام ذا جمال شديد, بل قد جاء في الصحيح أنه أوتي شطر الجمال, فلم تتمالك امرأة العزيز نفسها لما رأت فيه ذلك الجمال حتى راودته عن نفسه, فأبى عليها وامتنع أشد الإمتناع ولم يكن ليخون أو يقع فيما برء الله منه الأنبياء ,وقد حفظه الله تعالى وصرف عنه السوء والفحشاء كما قال سبحانه ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه, كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين قد يفهم من ظاهر هذه الآية أن يوسف الصديق عليه السلام هم بأن يفعل بتلك المرأة من السوء والفحشاء مثلما همت هي أن تفعل(وهذا ما يذكر في بعض التفاسير وهو إما من قبيل الدس والإفتراء المتعمد وإما من الغلط الشنيع )) ولكن من أوضح ماقيل في تفسر هذه الآية أن يقال الهم من أمراءة العزيز كانت همت بالفاحشة لما وقع في قلبها من جمال يوسف عليه السلام ,والهم من يوسف كان هم الدفع والضرب لإبعادها عنه وزجرها عما تريد من الأمر الذي لايريده والبرهان المذكور هو أن الله ألهم يوسف أن لايدفعها باللمس والدفع أو الضرب حتى لايكون حجة وافتراء عند قومها فتقول ضربني ودفعني ليعتدي علي فيكون أقرب لتصديقها فلذالك استبق الباب قال تعالى(( واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر والفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من اراد باهلك سوءا الا ان يسجن او عذاب اليم ))
والقرآن العظيم بين لنا خمس شهداء على براءة يوسف عليه السلام من ذلك وهم :يوسف الصديق نفسه وامرأة العزيز نفسها وزوجها والنسوة اللاتي قطعن أيديهن والشاهد من أهلها.
أما يوسف الصديق نفسه فقد جزم ببراءة نفسه وثبت على نقائه وطهارته فقال: هي راودتني عن نفسي [يوسف:26]. وقال لما هددته امرأة العزيز بالسجن إن لم يستجب لها رب السجن أحب إليّ
وأما امرأة العزيز فاعترفت وأقرت ببراءة يوسف فقالت ولقد راودته عن نفسه فاستعصم [يوسف:32]. وقالت في موقف أخر أمام الملك: الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين .
أما النسوة اللاتي قطعن أيديهن فقلن عن يوسف: حاشا لله ما علمنا عليه من سوء [يوسف:51].وأما زوج المرأة فقال مخاطباً امرأته إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين [يوسف:28-29]. فبين بكلامه هذا براءة يوسف وأن اللوث والتهمة والكيد والخطيئة في امرأته وأنها هي التي دعته وتهيئات له وحرصت أشد الحرص ولكن هيهات هيهات فأن يوسف الذي وصفه ربه بالصديق وأنه من عباده المخلصين أعلى قدر اً وأرفع من أن يتلوث في الرذائل أوأن يخون عرض من جعله في بيته وهذا مما يربأ عنه أهل الفضل والمرؤة من عامة البشر فكيف بالنبي الصديق؟؟ سبحانك هذابهتان عظيم...
وأما الشاهد من أهلها فقال: إن كان قميصه قُدَ من قُبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قُدَ من دبر فكذبت وهو من الصادقين [يوسف:26]. فوجدوا قميص يوسف قُدَ من دُبرٍ أي شُق من خلفه وذلك أنهما لما استبقا الباب يوسف وامرأة العزيز, يوسف يفر بنفسه من السوء والفحشاء وامرأة العزيز مصممة على السوء والفحشاء أمسكت بقميصه من خلفه فشقته فوجدوا قميص يوسف شق من دبر فكان ذلك من الأدلة على براءته عليه السلام ,
وبعد هذا ينبغي أن يحذر كل الحذر من القصص المفتراة على يوسف ومن أقاويل السفهاء الذين يرمون هذا النبي الشريف العفيف الطاهر بالزنى يوسف ابن نبي الله يعقوب ابن نبي الله إسحاق ابن نبي الله إبراهيم عليهم السلام, روى الإمام أحمد والبخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي قال: ((الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم)).
فالحذر الحذر من الإفتراء على الأنبياء الشرفاء المطهرون ومن الكتب التى تروى القصص المكذوبة التي لاأصل لها على أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

الدليل على نفع الأنبياء بعد موتهم في حياتهم البرزخية لأن الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون، حديث رواه البيهقي،

الدليل على نفع الأنبياء بعد موتهم في حياتهم البرزخية لأن الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون، حديث رواه البيهقي،
وفي ذكر قصة الإِسْراءُ والمِعْراجُ وهما من معجزاته العظيمة صلى الله عليه وسلم.
فالإسْراءُ ثَبتَ بنَصّ القُرآنِ والحديثِ الصَّحيح الذي رواه ابن حبان، فيَجبُ الإيمانُ بأنَّه صلى الله عليه وسلم أسْرَى الله به ليلا من مكةَ إلى المسجدِ الأقصى. وأمَّا المعْراجُ فقدْ ثبتَ بنَصّ الأحَاديثِ رواه البخاري. وأمَّا القرآنُ فلم ينُصَّ على المعراج نصًّا صَريحًا لا يَحتمِلُ تأويْلا، لكنَّهُ وردَ فيه مَا يَكَادُ يَكُونُ نَصًّا صَرِيحًا.
فالإسْراءُ قَد جاءَ فيه قَولُه تَعالى ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ ءايَاتِنَا) [سورة الإسراء].
وروى مُسْلمٌ عن أنس بن مَالكٍ رضيَ الله عنهُ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال "أُتِيتُ بالبُراقِ (من دوابّ الجنة) وهوَ دابَّةٌ أبيَضُ طَويلٌ فَوقَ الحمارِ ودُوْنَ البَغْلِ يضَعُ حافِرَهُ عندَ منتَهَى طرْفِهِ (بصره)، قالَ: فركِبْتُه حتّى أتيتُ بيتَ المقْدِسِ فَربَطتُهُ بالحلَقَةِ التي يَربِطُ بها الأنبياءُ، قال: ثم دخَلْتُ المسجِدَ فَصلَّيتُ فيه ركْعتينِ، ثمَّ خَرجْتُ فجاءَني جبريلُ عليه السلام بإناءٍ من خَمرٍ (لا يُصدع ولا يُسكر) وإنَاءٍ منْ لَبَنٍ (حليب) فاختَرتُ اللّبَنَ، فقالَ جبريلُ عليه السلامُ: "اختَرْتَ الفِطْرَةَ (معناه تمسكت بالدين) قال: ثمّ عَرَجَ بنَا إلى السَّماءِ" إلى آخِرِ الحديثِ.
وفي الحديثِ دَليلٌ على أنَّ الإسْراءَ والمعْراجَ كانَا في ليلةٍ واحدةٍ برُوْحِهِ وجَسَدِهِ يقَظَةً صلى الله عليه وسلم.
وفي المعراج ذهبَ جبريل بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى سدرةِ المنتهى وإذا ورقُها كآذانِ الفيلةِ، وإذا ثمرُها كالقلالِ (جمع قلة وهي الجرة العظيمة). يقول الرسول صَلَّى الله عليه وسلم: فلما غشيها من أمر اللهِ ما غشيَ تغيَّرت فما أحدٌ من خلق الله يستطيعُ أن ينعتها من حُسنها فأوحى الله إليَّ ما أوحى ففرضَ عليَّ خمسينَ صلاةً في كلّ يومٍ وليلةٍ، فنزلتُ إلى موسى صلى الله عليه وسلم فقال: ما فرضَ ربُّك على أمّتِك؟ قلتُ: خمسينَ صلاةً، قال: ارجِع إلى ربّك (هذا ليس معناهُ أنه في مكان يسكنه الله، إنما معناه ارجع إلى المكان الذي تلقيت فيه الأمر بالصلاة من ربك. الله موجود بلا مكان) فاسألهُ التخفيفَ فإنَّ أمتَكَ لا يُطيقون ذلك فإني قد بلوتُ بني إسرائيل وخبرتُهم. قال: فرجعتُ إلى ربي فقلت: يا ربّ خفّف على أمتي؛ فحطَّ عني خمسًا فرجعتُ إلى موسى فقلتُ حطَّ عني خمسًا. قال: إنَّ أمّتك لا يُطيقونَ ذلك فارجعَ إلى ربّك فاسأله التخفيفَ قال: فلم أزلْ أرجِع بين ربي تبارك وتعالى (أي المكان الذي كنت أتلقى فيه الوحي من ربي) وبين موسى عليه السلام حتى قال (الله تعالى وحياً إلى نبيه بلا حرف ولا صوت): يا محمد إنهنّ خمسُ صلوات كلّ يومٍ وليلة لكلّ صلاةٍ عشرٌ، فذلك خمسون صلاةً. ومن همَّ (الهمّ أمر أقلّ من العزم وأقلّ من فعل الشيء) بحسنة فلم يعملها كُتبت له حسنة، فإن عملها كتبتْ له عشرًا، ومن همَّ بسيئةٍ (أي ولم يعزم) فلم يعملها لم تكتب شيئًا، فإن عملها كُتبت سيئًة واحدةً قال: فنزلتْ حتى انتهيتُ إلى موسى صلى الله عليه وسلم فأخبرتُه فقال ارجع إلى ربّك فاسأله التخفيفَ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقلتُ: قد رجعتُ إلى ربي حتى استحييتُ منهُ" رواهُ مسلم.
وفي هذا الحديث دليل لأهل الحق أهل السنة والجماعة الأشاعرة والماتريدية على أن النبيَّ والوليَّ له تصرّف بعد وفاته وينفع بإذن الله، أليس سيدنا موسى عليه السلام نفعَ أمةَ محمد صلى الله عليه وسلم نفعًا عظيمًا بهذا الذي حصل ليلة المعراج حين أشار على الرسول أن يطلب من ربه التخفيف في عدد الصلوات، وهي خمس بخمسين"، وهذا رد على أتباع ابن تيمية الضالّ ممن يعتبرون التوسل بالأنبياء والأولياء إلى الله تعالى شركًا والعياذ بالله.

شرحُ حديث إنَّ الرُّقى والتَّمَائِمَ والتِّوَلَةَ شرك

شرحُ حديث إنَّ الرُّقى والتَّمَائِمَ والتِّوَلَةَ شرك
.من فتاوى يُوسُفَ القَرْضَاوِي الفاسدةِ أنَّه حَرَّمَ تعليقَ الحروزِ سواءٌ أكانت من القرءانِ أم ممَّا فيه ذِكْرٌ لله تعالى من غيرِ القرءان .. لقد حَرَّمَ ذلكَ في كتابهِ المسمَّى[(موقف الإسلام)/ص148]، وكذلكَ في كتابهِ المسمَّى[(الحلال والحرام في الإسلام)/ص223]..
فقال ما نصُّه :" إنَّ تعليقَ الحروزِ جهلٌ وضلالٌ يصادمُ سُنَنَ الله وينافي توحيدَه "ا.هـ..
.ونحنُ نقولُ لهذا الجاهل : إنَّ في فتواكَ ذَمًّا للقرءانِ الكريمِ الذي جعلهُ الله بَرَكَةً وشفاءً للناس ..
يقول الله تعالى في سورة الإسراء (( ونُنَزِّلُ من القرءانِ ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ))ا
وفي فتواكَ هذِه تكفبرٌ لمن يَتَبَرَّكُ بالقرءانِ وبذكرِ الله .. ونحنُ نَنْصَحُكَ بالتراجعِ عن كفرِك هذا بالنُّطْقِ بالشَّهَادَتَيْنِ فورًا مُتَبَرِّئًا من فتواكَ الباطلةِ هذِه للدخول في الإسلام ..
رَوَى التِّرْمِذِيُّ أنَّ الصَّحَابَةَ كانوا يُعَلِّقُونَ على أطفالِهم ، الذينَ لم يبلُغوا ، شيئًا يكتبونَ فيه أعوذُ بكلماتِ الله التَّامَّةِ من غَضَبهِ وعقابهِ ومن شَرِّ عبادِه ومن هَمَزَاتِ الشَّياطينِ وأنْ يَحْضُرُون . كانوا يُعَلِّقُونَ هذا على صدورِ أطفالِهم . وأمَّا من بَلَغَ من أطفالِهم فيُعَلِّمُونَهُ هذا حتَّى يحفظَه ويقولَه نُطْقًا . أمَّا الوَهَّابِيَّةُ فيعتبرونَ مُجَرَّدَ تعليقِ الحِرْزِ الذي لا شيءَ فيه سِوَى القرءانِ أو ذِكْرِ الله كُفْرًا . يعتبرونه كُفْرًا . بعضُ الجُهَّالِ الذينَ لا عِلْمَ عندَهم إذا رَأَوْا هذا الحِرْزَ على صَدْرِ شخصٍ أَمَرُوهُ بنزعهِ ورَمَوْا حَامِلَهُ بالكُفْرِ والشِّركِ لأنَّهم ظَنُّوا أنَّ التَّمَائِمَ التي نهى عنها رسولُ الله ووَصَفَهَا بأنَّها شِرْكٌ هي هذِه التي يُعَلِّقُهَا المسلمونَ اليومَ على صُدُورِهِمْ لأجلِ الحفظِ من ضَرَرِ العينِ والجنِّ ، وليسَ الأمرُ كما ظَنُّوا لأنَّ التي نهى رسولُ الله عنها خَرَزَاتٌ كانَ المشركونَ يعتقدونَ فيها أنَّها تحفظُ الشَّخْصَ بذاتها أيْ بطبعها أيْ من دون مشيئةِ الله .. هذا هو الذي ذَمَّهُ رسولُ الله .. وليسَ مُجَرَّدُ تعليقِ الخَرَزَةِ على الصَّدْرِ شركًا كما تَوَهَّمَ بعضُ النَّاس ، وإنَّما الشِّرْكُ تعليقُها مَعَ اعتقادِ أنَّها تدفعُ الضَّرَرَ والبلاءَ بذاتها استقلالًا من دون مشيئةِ الله . وهنا سَبَبُ الوقوعِ في الكُفِرِ والشِّرك .
.رَوَى البَيْهَقِيُّ في[(السُّنَنِ الكبرى)/ج9/ص350]عن عُقْبَةَ بنِ عامرٍ الجُهَنِيِّ أنَّه قال سمعتُ رسولَ الله ، صلَّى الله عليه وسلَّم ، يقول :" مَنْ عَلَّقَ تميمةً فلا أَتَمَّ الله له ، ومَنْ عَلَّقَ وَدَعَةً فلا وَدَعَ الله له " ..
.ووَرَدَ في (مسندِ الإمامِ أحمد) عن رسولِ الله ، صلَّى الله عليه وسلَّم ، أنَّه قال :" مَنْ عَلَّقَ تميمةً فقد أشرك " ..
.وثَبَتَ عنه أيضًا أنَّه قال :" إنَّ الرُّقَى والتَّمائِمَ والتِّوَلَةَ شركٌ " .. رواه أبو داودَ في[(سُنَنهِ)/كتاب الطِّبِّ]..
فالتَّمَائِمُ التي نهى رسولُ الله عنها ووَصَفَهَا بأنَّها شِرْكٌ هي خَرَزَاتٌ كانَ المشركونَ يعلِّقونها على صدورِهم وهم يعتقدونَ فيها أنَّها تدفعُ الضَّرَرَ بذاتها وطبعِها استقلالًا أيْ من دون مشيئةِ الله وليسَ المرادُ هذا الحِرْزَ الذي يَضَعُهُ المسلمُ على صدرِه وليسَ فيه إلَّا قرءانٌ وذِكْرُ الله وهو يعتقدُ أنَّه لا ينفعُ إلَّا بإذنِ الله وأنَّ النَّافِعَ على الحقيقةِ هو الله .
.ففي (سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ) ما نصُّه :" حَدَّثَنا عليُّ بنُ حُجْرٍ حَدَّثَنا إسماعِيلُ بنُ عَيَّاشٍ عن مُحَمَّدِ بْنِ إسحاقَ عن عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عن أبيهِ عن جَدِّه أَنَّ رسولَ الله ، صلَّى الله عليه وسلَّم ، قال إذا فَزِعَ أَحَدُكُمْ في النَّوْمِ فَلْيَقُلْ أعوذُ بكلماتِ الله التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبهِ وعقابهِ وشَرِّ عبادِه ومِنْ هَمَزَاتِ الشَّياطينِ وأَنْ يَحْضُرُون فإنَّها لنْ تَضُرَّه وكانَ عبدُ الله بْنُ عُمَرَ يُلَقِّنُهَا مَنْ بَلَغَ مِنْ وَلَدِه ومَنْ لم يَبْلُغْ منهمْ كَتَبَهَا في صَكٍّ ثمَّ عَلَّقَهَا في عُنُقهِ . قالَ أبو عِيسَى هذا حديثٌ حَسَنٌ غَرِيب "ا.هـ..
.ففي حديثِ التِّرْمِذِيِّ دليلٌ على أَنَّ الحِرْزَ الذي فيه كلامٌ نافعٌ كالآياتِ القرءانيَّة والذِّكرِ المذكورِ في هذا الحديثِ يجوزُ تعليقُه على الصَّدرِ للتحصُّن به أو التبرُّك به .
وقد ثَبَتَ في (صحيحِ ابنِ حِبَّانَ) أَنَّ رسولَ الله ، صلَّى الله عليه وسلَّم ، نهى عن الرُّقَى والتَّمَائِمِ إلَّا بالْمُعَوِّذَاتِ .
وثَبَتَ واشْـتَـهَرَ أَنَّ أحمدَ بنَ حنبلٍ أرسلَ إلى تلميذِه أبي بكرٍ الْمَرْوَرُّوذِي لَمَّا حُمَّ رُقْعَةً كَتَبَ فيها :" بسم الله وبالله ومحمَّد رسول الله قلنا يا نارُ كُوني بردًا وسلامًا على إبراهيم اللَّهُمَّ رَبَّ جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ اشفِ صاحبَ هذا الكتاب بحَوْلِكَ وقُوَّتِكَ وجَبَروتِكَ إلهَ الحَقِّ ءامين " ليستشفيَ بها من الحُمَّى . وقال الله تعالى (( ونُنَزِّلُ من القرءانِ ما هو شفاءٌ ورَحْمَةٌ للمُؤْمِنينَ ولا يَزِيدُ الظَّالمينَ إلَّا خَسَارًا ))[الإسراء/82]ا
.وأمَّا الرُّقى التي وَصَفَهَا رسولُ الله بأنَّها شِرْكٌ في حديثِ أبي داودَ المذكورِ فهيَ الرُّقى الشِّرْكِيَّةُ وليسَ الرُّقَى الشَّرْعِيَّة . فالرُّقَى الشِّرْكِيَّةُ هي رُقَى الجاهليَّة لأنَّ فيها دعوةَ الشَّياطينِ والطَّواغيتِ ، ومعلومٌ أنَّ كُلَّ قبيلةٍ من قبائلِ العرب كانَ لها طاغوتٌ وهو شيطانٌ ينزلُ على رَجُلٍ منهم فيتكلَّم على لسانهِ فكانوا يعبُدونه .
وأمَّا الحُرُوزُ التي ما فيها غيرُ قرءانٍ وذِكْرُ الله فإنَّ المسلمينَ لم يزالوا من عهدِ الصَّحَابَةِ إلى الآنَ يستعملونها للحفظِ من العينِ ونحوِها بتعليقها .
وأمَّا التِّوَلَةُ فهو ضَرْبٌ من السِّحْرِ كانَتْ بعضُ نساء العَرَبِ في الجاهليَّة يمارسنَه يَزْعُمْنَ أنَّه يُحَبِّبُ المرأةَ إلى زوجها ..
وأمَّا الرُّقَى الشَّرْعِيَّةُ فقد فعلَها الرَّسُولُ وعلَّمها أصحابَه .
والحمدُ لله رَبِّ العالَمين


شرح حديث: ينـزل ربُّنا تبارك وتعالى

شرح حديث: ينـزل ربُّنا تبارك وتعالى



حديث: ينـزل ربُّنا تبارك وتعالى كُلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدُّنيا حينَ يبقى ثُلُثُ الليلِ الآخرُ فيقولُ مَن يدعوني فاستجيبَ ومن يسألُني فأعطيَهُ ومن يستغفرُني فأغفِرَ لـه.

قلنا: الحديث صحيح، لكن لا يجوز تفسيره بالنزول الحسي من ذات الله تعالى لأنه يلزم على ذلك بشاعة ومحال وذلك لأن الليل والنهار وأجزاءهما كالنصف والثلث يختلف باختلاف البلدان فإن قلتم أن الله ينـزل بالنسبة لبلد واحدة كمكة فقط فمن أين هذا التخصيص ليس عندكم دليل وإن قلتم إنه بالنسبة لكل الدنيا فليل بلد نهار بلد ءاخر ونصف الليل في بلد يكون نصف النهار في بلد ءاخر فيلزم على معتقدكم أن يكون الله نازلا وطالعا كل ساعة من ساعات الليل والنهار وهذا ينافي قولكم إنه مختص بالعرش فبطل عليكم ذلك المعتقد، ثم إن العرش أكبر العوالم بحيث أن الكرسي بالنسبة إليه كحلقة ملقاة في فلاة وأن السموات بالنسبة إلى الكرسي كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض وعلى هذا تكون سماء الدنيا بالنسبة للعرش أقل من خردلة ملقاة في فلاة فكيف تسع الله الذي هو في معتقدكم بقدر العرش أو أوسع من العرش، إن قلتم هو ينزل إلى السماء الدنيا وهي على حالها وهو على حاله فهذا محال وإن قلتم أن الله يصير أقل من قدر خردلة حتى تسعه السماء الدنيا فهذا أيضا محال، وإن قلتم: أن الكرسي والسموات تكون بقدر العرش أو أوسع منه، فمن أين الدليل على ذلك من القرءان أو الحديث؟

ثم إنه صح في الحديث أن السموات السبعة ممتلئة بالملائكة بحيث أنه لا يوجد فيها موضع أربع أصابع إلا وفيه ملك قائم أو راكع أو ساجد فمن أين يكون في السماء الدنيا متسع لذات الله الذي هو على زعمكم بقدر العرش أو أوسع منه، فعلى كل تقدير يلزمكم أن تكونوا جعلتم الله متغيرا والتغير على الله محال وهذا دليل على سخافة عقولكم ولا يبقى بعد هذا لهذا الحديث معنى صحيح إلا أن يحمل على نزول الملائكة بأمر الله وأنهم يبلغون عن الله بأن يقولوا إن ربكم يقول: هل من داع فاستجيب لـه هل من مستغفر فاغفر لـه وهل من سائل فأعطيه يستمرون على ذلك من الثلث الأخير إلى الفجر فلما كان نزولهم بأمر الله نسب النـزول إلى الله وهذا يدل عليه رواية النسائي: إن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول فيأمر مناديا... إلى ءاخره وإسناد هذه الرواية صحيح فتأويل الرواية الأولى على وفق هذه الرواية متعين لأن خير ما يفسر به الحديث الحديث ولهذا التأويل أمثال من ذلك قوله تعالى: {فإذا قرأناه فاتبع قرءانه} لأن ظاهره أن الله يقرأ على محمد كما يقرأ الأستاذ على الطالب وهذا لا يجوز لأن الرسول ما تلقى القرءان إلا من لفظ جبريل فلما كان قرأه جبريل على النبي بأمر الله صح أن يعبر عن ذلك بلفظ: {فإذا قرأناه فاتبع قرءانه} فيكون المعنى فإذا قرأه جبريل عليك بأمرنا..

قال الإمام الحافظ الحجة أبو بكر بن فورك شيخ البيهقي رحمهما الله في كتابه مشكل الحديث وبيانه ما نصه: وقد روى لنا بعض أهل النقل هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم بما يؤيد هذا الباب وهو بضم الياء من ينـزل وذكر أنه ضبطه عمـن سمعه من الثقات الضابطين وإذا كان ذلك محفوظا مضبوطا كما قال فوجهه ظاهر.اهـ

فهذه الرواية الصحيحة تـفسر رواية: "ينـزل ربنا.." لأن نزول الملائكة لما كان بأمر الله ليبلغوا عنه عبَّرَ الرسول عن ذلك بوحي من الله بعبارة "ينـزل ربنا.." ولذلك نظير في الـقرءان قال الله تعالى في حق ءادم وحواء: {وناداهما ربهما ألم أنـْهَكُما عن تـِلـْكـُما الشجرة وأقُل لَّكما إن الشيطان لكما عدو مبين} [سور الأعراف/22] فيه دليل على صـحـة رواية النسائي: إن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول فيأمر مناديا... فكما أن الله تعالى نسب نداء المَلَك لآدم وحواء إلى نفسه لكونه بأمره فكذلك صح إسنادُ نزول المَلَـك إلى السماء الدنيا ليبلغ عن الله: هل من داع فيستجيبَ الله لـه وهل من سائل فيعطى وهل من مستغفر فيغفر له إلى الله.
وفي الآية أيضا دليل على أن نداء الملك لبعض خلق الله بأمر الله يُسند إلى الله من غير أن يكون هناك صوت يخرج من الله، فمن هنا يؤخذ رد اعتراض بعض المجسمة رواية النسائي لحديث النـزول حيث إنه قال: إن هذه الرواية تستلزم حصول قول المـلك: هل من مستغفر فأغفر لـه وهل من داع فأستجيب له. فنقول كما أن الله جعل نداء الملك لآدم وحواء بأن الله يقول لكما: {ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقُل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين}
كذلك يُحمـل حديـث النـزول على الرواية المشهورة على أن الله يأمر الملك بالنـزول إلى السـمـاء الدنيا ويبلغ عن الله بأن يقول: إن الله يقول لعباده الداعين والسائلين: من يدعوني فأستجيبَ له ومن يسألني فأعطيه إلى ءاخر ما ورد فيه وليس المعنى أن الملك يقول عن نفسه من يستغفرني فأغفر له ومن يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه. 

ونظير هذا ما جاء في القرءان من قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {فإذا قرأناه فاتبع قرءانه} [سورة القيامة/18] معناه فإذا قرأه جبريل عليك بأمرنا ومعلوم أنه ليس المعنى أن الله يقـرأ القرءان على رسول الله كما يقرأ المعلم على التلميذ فبـهذا ينـحل الإشكال الذي يخطر لبعض الناس والذي يورده ابـن تيمية ومن نهج منهجه في التشبيه من وهابية وغيرهم. وقد قال رئيس القضاة الشافعية في مصر في زمانه بدر الدين ابـن جماعة في إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل: اعلم أن النـزول الذي هو بانتقال من علو إلى سفل لا يجوز حمل الحديث عليه لوجوه:

الأول: النـزول من صفات الأجسام والمحدثات ويحتاج إلى ثلاثة أجسام مُنتَقِلٍ ومُنتَقَلٍ عنه ومنتَقلٍ إليه وذلك على الله تعالى محال.

الثاني: لو كان النـزول بذاته حقيقة لتجددت لـه في كل يوم وليلة حركات عديدة تستوعب الليل كله وتنقلات كثيرة لأن ثلث الليل يتجدد على أهل الأرض مع اللحظات شيئا فشيئا فيلزم انتقاله إلى السماء الدنيا ليلا ونهارا من قوم إلى قوم وعَوده إلى الـعرش في كل لحظة على قولهم ونـزوله بها إلى السماء الدنيا ولا يقول ذلك ذو لب وتحصيل

الثالث: أن القائل بأنه فوق العرش وأنه ملأه كيف تسعه السماء الدنيا وهي بالنسبة إلى العرش كحلقة في فلاة فيلزم عليه أحد أمرين إما اتساع في السماء الدنيا كل ساعة حتى تسعه أو تضاؤل الذات المقدس عن ذلك حتى تسعه ونحن نقطع بانتفاء الأمرين. إذا ثبت ذلك فقد ذهب جماعة من السلف إلى السكوت عن المراد بذلك النـزول مع قطعهم بأن ما لا يليق بجلاله تعالى غير مراد وتنـزيهه عن الحركة والانتقال، وقسم من العلماء قالوا المراد بالنـزول نزول الملك بأمر الله لأنك تقول قطع الأمير يد اللص ولا يكون الأمير بنفسه قد أمـسك السكين وجز المكان إنما المعنى أن يد اللص قطعت بأمر الأمير فتقول قطع الأمير يد اللص وبنى الأمير بيتا وقد لا يكون حمل حجرا واحدا فيه إنما معناه بُـني بأمره، كذلك ينـزل ربنا أي ينـزل الملك بأمر ربنا.اهـ

قال الإمام القرطبي في تفسيره عند قوله تعالى: {والمستغفرين بالأسحار} وخص الـسحَر بالذِّكر لأنه مظان القبول ووقت إجابة الدعاء ـ إلى أن قال ـ قلت أصح من هذا ما روى الأئمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ينـزل الله عز وجل إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر وفي رواية: حتى ينفجر الفجر لفظ مسلم. وقد اختلف في تأويله وأولى ما قيل فيه ما جاء في كتاب النسائي مفسرا عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر مناديا فيقول هل من داع يستجاب له هل من مستغفر يغفر له هل من سائل يعطى صححه أبو محمد عبد الحق، وهو يرفع الإشكال ويوضح كل احتمال وأن الأول مـن باب حذف المضاف أي ينـزل مَلك ربنا فيقول. وقد روي: يُـنْـزِل بضم الياء وهو يبين ما ذكرنا، وبالله توفيقنا وقد أتينا على ذكره في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى.اهـ


تأويلات أهل السنة لحديث النزول

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: قوله: ينـزل ربنا إلى السماء الدنيا استدل به من أثبت الجهة وقال هي جهة العلو وأنكر ذلك الجمهور لأن القول بذلك يفضي إلى التحيز تعالى الله عن ذلك
وقد اختلف في معنى النـزول على أقوال: فمنـهم من حمله على ظاهره وحقيقته وهم المشبهة تعالى الله عن قولهم ومنـهم من أنكر صحة الأحاديث الواردة في ذلك جملة وهم الخوارج والمعتـزلة وهو مكابرة والعجب أنهم أولوا ما في القرءان من نحو ذلك وأنكروا ما في الحديث إما جهلا وإما عنادا ، ومنهم من أجراه على ما ورد مؤمنا به على طريق الإجمال منـزها الله تعالى عن الكيفية والتشبيه وهم جمهور السلف، ونقله البيهقي وغيره عن الأئمة الأربعة والسفيانين والحمادين والأوزاعي والليث وغيرهم، ومنـهم من أوله على وجه يليق مستعمل في كلام العرب، ومنهم من أفرط في التأويل حتى كاد أن يخرج إلى نوع من أنواع التحريف، ومنهم من فصل بين ما يكون تأويله قريبا مستعملا في كلام العرب وبين ما يكون بعيداً مهجورا فأول في بعض وفـوض في بعـض وهو منقول عن مالك وجـزم به من المتأخرين ابن دقيق العيد، قال البيهقي: وأسلمها الإيمان بلا كيف والسكوت عن المراد إلا أن يَـرد ذلك عن الصادق فيصار إليه، من الدليل على ذلك اتفاقـهم على أن التأويل المعين غير واجب فحينئذ التفويض أسلم.اهـ

وقال البيهقي في السنن الكبرى ما نصه: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المزني يقول: حديث النـزول قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجوه صحيحة وورد في التنـزيل ما يصدقه وهو قوله تعالى: {وجآء ربك والملك صفا صفا} [سورة الفجر/2] والـنـزول والمجيء صفتان منفيتان عن الله تعالى من طريق الحركة والانـتـقال من حال إلى حال بل هما صفتان من صفات الله تعالى بلا تشبيه جل الله تعالى عما تـقول المعطلة لصفاته والمشبهة بها علوا كبيرا. قلت: وكان أبو سليمان الخطابي رحمه الله يقول: إنما ينكر هذا وما أشبهه من الحديث من يقيس الأمور في ذلك بما يشاهده من النـزول الذي هو تدلٍّ من أعلى إلى أسفل وانتقال من فوق إلى تحت وهذه صفة الأجسام والأشباح فأما نـزول من لا تستولي عليه صفات الأجسام فإن هـذه المعاني غير متوهمة فيه وإنما هو خبر عن قدرتـه ورأفـته بعباده وعطفه عليهم واستـجابته دعاءهم ومغفرتـه لهم يفعل ما يشاء لا يتوجه على صفاته كيفية ولا على أفعاله كمية سبحانه ليس كمثله شئ وهو السميع البصير. اهـ

وقال أبو سليمان الخطابي: إن الحركة والانتقال من نعوت الحدث وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. اهـ وقال أيضا في شرحه على سنن أبي داود ردا على من وصف الله بالحركة: والله سبحانه لا يوصـف بالحركة لأن الحركة والسكون يتعاقبان في محل واحد وإنما يـجوز أن يوصـف بالحركة من يجوز أن يوصف بالسكون وكِلاهما من أعراض الحدث وأوصاف المخلوقين والله عز وجل مُـتـعالٍ عنهما ليس كمثله شىء.اهـ

قال البيهقي أيضا في الأسماء والصفات: وأما الإتيان والمجيء فعلى قول أبي الحسن الأشعري رضـي الله عنه يُحْدِثُ اللهُ تعالى يوم القيامة فعلا يسميه إتيانا ومجيئا لا بأن يـتـحرك أو ينـتـقـل فإن الحركة والسكون والاستقرار من صفات الأجسام والله تعالى أحد صمد ليس كمثله شئ وهذا كقوله عز وجل: {فأتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون} ولم يُرد به إتيانا من حيث النقلة وإنما أراد إحداث الفعل الذي به خرب بنيانهم وخرَّ عليهم السقف من فوقهم فسمى ذلك الفعل إتيانا وهكذا قال في أخبار النـزول إن المراد به فعل يُحدثه الله عز وجل في سماء الدنيا كل ليلة يسميه نـزولا بلا حركة ولا نقلة تعالى الله عن صفات المخلوقين.اهـ

وقال الكرماني في شرح البخاري: ينـزل في بعضها يـتـنـزل فإن قلت هو سبحانه وتعالى منـزه عن الحركة والجهة والمكان قلت هو من المتشابهات فإما التفويض وإما التأويل بنـزول ملك الرحمة.اهـ
وهذا التأويل أخذه أهل السنة من رواية النسائي: إن الله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر مناديا فيقول هل من داع يستجاب له هل من مستغفر يغفر له هل من سائل يعطى.
قال الشيخ محمد السفاريني الحنبلي في كتاب لوامع الأنوار البهية شرح الدرة المضية في عقيدة الفرقة المرضية ما نصه: قال أهل التأويل إن العرب تنسب الفعل إلى من أمر به كما تنسبه إلى من فعله وباشره بنفسه قالوا والمعنى هنا إن الله تعالى يأمر ملكا بالنـزول إلى السماء الدنيا فينادي بأمره وقال بعضهم إن قوله: ينـزل راجع إلى أفعاله لا إلى ذاته المقدس فإن النـزول كما يكون في الأجساد يكون في المعاني أو راجـع إلى المَلَك الذي ينـزل بأمره ونهيه تعالى، فإن حمل النـزول في الأحاديث على الجسم فتلك صفة المـلَك المبعوث بذلك وإن حمل على المعنوي بمعنى أنه لم يفعل ثم فعل سمى ذلـك نـزولا من مرتبة إلى مرتبة فهي عربية صحيحة والحاصل أن تأويله على وجهين إما بأن المراد ينـزل أمره أو المَلَك بأمره وإما أنه استـعارة بمعنى التلطف بالداعين والإجابة لهم ونحو ذلك كما يقال نزل البائع في سلعته إذا قارب المشتري بعدما باعده وأمكنه منها بعد منعه، والمعنى هنا أن القرب في هذا الوقت أقرب إلى رحمة الله منه في غيره من الأوقات وأنه تعالى يُقبِلُ عليهم بالتحنن والعطف في هذا الوقت بما يُلقيه في قلوبـهم من التنبيه والتذكير الباعِثَين لهم على الطاعة.
وقد حكى ابن فورك أن بعض المشايخ ضبط رواية البخاري بضم أوله على حذف المفعول أي يُنـزل ملكا قالوا ويقويه ما روى النسائي وغيره عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يُمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر مناديا يقول هل من داع يستجاب له هل من مستغفر يغفر له هل من سائل يعطى قال القرطبي صححه عبد الحق، قالوا: وهذا يرفع الإشكال ويُـزيل كل احتمال والسنة يُفسر بعضها بعضا وكذا الآيات، قالوا: ولا سبيل إلى حمله على صفات الذات المقدس فإن الـحديـث فيه التصريح بتجدد النـزول واختصاصه ببعض الأوقات والساعات وصفات الرب جل شأنه يجب اتصافها بالقدم وتنـزيهها عن التجدد والحدوث، قالوا: وكل ما لم يكن فكان أو لم يثبت فثبت من أوصافه تعالى فهو من قبيل صفة الأفعال، قالوا: فالنـزول والاستواء من صفات الأفعال.اهـ


قال الحافظ النووي في شرحه على مسلم عند قوله: ينـزل ربنا... الحديث، هذا الحديث من أحاديث الصفات وفيه مذهبان مشهوران للعلماء سبق إيضاحهما في كتاب الإيمان ومختصرهما أن أحدهما: وهو مذهب جمهور السلف وبعض المتكلمين أنه يؤمن بأنها حق على ما يليق بالله تعالى وأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد ولا يتكلم في تأويلها مع اعتقاد تـنـزيه الله تعالى عن صفات المخلوق وعن الانـتـقـال والحركات وسائر سمات الخلق.
والثاني: مذهب أكثر المتكلمين وجماعات من السلف وهو محكي هنا عن مالك والأوزاعي أنها تـتـأول على ما يليق بها بحسب مواطنها فعلى هذا تأولوا هذا الـحديـث تأويلين أحدهما: تأويل مالك بن أنس وغيره معناه تـنـزل رحمته وأمره وملائكته كما يقال: فعل السلطان كذا إذا فعله بأمره .
والثاني: أنه على الاستـعارة ومعناه الإقبال على الداعين بالإجابة واللطف. اهـ
فعليه الخبر مؤوّل بتأويلين أي المذكورين، وبكلام النووي والشيخ أبي إسحق الشيرازي وإمام الحرمين والغزالي والخطابي والبيهقي وابن الجوزي وغيرهم من الأئمـة الأعلام يُعلم أن المذهبين متفقان على صرف تلك الظواهر كالمجيء والنـزول والاستواء على العرش وغير ذلك مما يفهمه ظاهرها لما يلزم عليه من محالات قطعية البطلان تستلزم أشياء يحكم بكفر معتقدها بالإجماع فاضطر ذلك جميع الخلف والسلف إلى صرف اللفظ عن ظاهره وإنما اختلفوا هل نصرف عن ظاهره معتقدين اتصافه سبحانه بما يليق بجلاله وعظمته من غير أن نؤولـه بشىء ءاخر وهـو مذهـب أكثر السلف وفي هذا التأويل الإجمالي، أو مع تأويله بشىء ءاخر وهو مذهب أكثر أهل الخلف وهذا التأول التفصيلي، وليس مراد من أوّل تأويلا تفصيليا من الخلـف مخالفة السلف الصالح وإنما دعت الضرورة في أزمنتهم إلى التأويل التفصيلي لكثرة المجسمة والجهمية وغيرهما من فرق الضلالة واستلائهم على عقول العامة فقصدوا بذلك ردعهم وبطلان قولهم كما قال الإمام المجمع على إمامته أبو حنيفة النعمان ما نصه ممزوجا بشرح البياضي:[وأصـحـاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما لم يدخلوا فيه لأن مثلهم كقوم ليس بحضرتهم من يقاتلهم فلا يتكلفون السلاح ونـحن قد ابتلينا بمن يطعن]في الاعتقاديات [ علينا] من أهل البدع والأهواء [ويستحل الدماء منا فلا يسعنا أن لا نعلم من المخطئ منا]أي من المتخالفين [ومن المصيب وأن لا نـذب] ونمنع المخالفين بإقامة الحجج عليهم وإبطال نحلهم [عن] الاستطالة على [أنفسنا وحرمنا فقد ابتلينا بمن يقاتلنا] من أهل الأهواء بإظهار الشبه والإغراء الذي هو القتال المعنوي [فلا بد لنا] في دفعهم وإزالة شبههم [من] إقامة الحجج الساطعة والبراهين القاطعة التي في معنى [السلاح] فقـد أشار إلى أن البحث فيه والمحاجة صارت من الفروض على الكفاية دون البدع المنهية.اهـ

وقال البيهقي في الأسماء والصفات: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن أحمـد بن بالويه ثنا محمد بن بشر بن مطر ثنا الهيثم بن خارجة ثنا الوليد بن مسلم قال سئل الأوزاعي ومالك وسفيان الثوري والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التي جاءت في التشبيه فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيفية.اهـ

وقال القاضي ابن العربي في العارضة في شرحه على الترمذي: واختلف الناس في هذا الحديـث وأمثاله على ثلاثة أقوال فمنهم من رده لأنه خبر واحد ورد بما لا يجوز ظاهره على الله وهم المبتدعة ومنهم من قبله وأمرَّه كما جاء ولم يتأوّلـه ولا تكلم فيه مع اعتقاده أن الله ليس كمثله شئ ومنهم من تأولـه وفسره وبه أقول لأنه معنى قريب عربي فصيح، أما إنه قد تعدى إليه قوم ليسوا من أهل العلم بالتفسير فـتـعدوا عليه بالقول بالتكثير قالوا في هذا الحديث دليل على أن الله في السماء على العرش من فوق سبع سموات قلنا هذا جهل عظيم وإنما قال ينـزل إلى السماء ولم يقل في هذا الحديث من أين ينـزل ولا كيف ينـزل فأما قوله ينـزل فهو راجع إلى أفعاله لا إلى ذاته بل ذلك عبارة عن مَلَكه الذي ينـزل بأمره ونهيه، والنـزول كما يكون في الأجسام يكون في المعاني فإن حـملته في الحديث على الحسي فتلك صفة المَلَك المبعوث بذلك وإن حملته على المعنوي بمعنى أنه لم يفعل ثم فعل فيسمى ذلك نـزولا عن مرتبة إلى مرتبة فهي عربية صحيحة.اهـ

شرح حديث النزول ..




الحمد لله رب العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن وصلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد وعلى سائر النبيين وبعد:


إن قال المجسم الذي يعتقد أن الله ذات يسكن ويتحرك دليلنا على ذلك حديث: ينـزل ربُّنا تبارك وتعالى كُلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدُّنيا حينَ يبقى ثُلُثُ الليلِ الآخرُ فيقولُ مَن يدعوني فاستجيبَ ومن يسألُني فأعطيَهُ ومن يستغفرُني فأغفِرَ لـه. قلنا الحديث صحيح، لكن لا يجوز تفسيره بالنزول الحسي من ذات الله تعالى لأنه يلزم على ذلك بشاعة ومحال وذلك لأن الليل والنهار وأجزاءهما كالنصف والثلث يختلف باختلاف البلدان فإن قلتم ان الله ينـزل بالنسبة لبلد واحدة كمكة فقط فمن أين هذا التخصيص ليس عندكم دليل وإن قلتم إنه بالنسبة لكل الدنيا فليل بلد نهار بلد ءاخر ونصف الليل في بلد يكون نصف النهار في بلد ءاخر فيلزم على معتقدكم أن يكون الله نازلا وطالعا كل ساعة من ساعات الليل والنهار وهذا ينافي قولكم إنه مختص بالعرش فبطل عليكم ذلك المعتقد، ثم إن العرش أكبر العوالم بحيث أن الكرسي بالنسبة إليه كحلقة ملقاة في فلاة وأن السموات بالنسبة إلى الكرسي كحلقة ملقاة في فلاة من الأرض وعلى هذا تكون سماء الدنيا بالنسبة للعرش أقل من خردلة ملقاة في فلاة فكيف تسع الله الذي هو في معتقدكم بقدر العرش أو أوسع من العرش، إن قلتم هو ينزل إلى السماء الدنيا وهي على حالها وهو على حاله فهذا محال وإن قلتم أن الله يصير أقل من قدر خردلة حتى تسعه السماء الدنيا فهذا أيضا محال، وإن قلتم أن الكرسي والسموات تكون بقدر العرش أو أوسع منه فمن أين الدليل على ذلك من القرءان أو الحديث، ثم انه صح في الحديث أن السموات السبعة ممتلئة بالملائكة بحيث أنه لا يوجد فيها موضع أربع أصابع إلا وفيه ملك قائم أو راكع أو ساجد فمن أين يكون في السماء الدنيا متسع لذات الله الذي هو على زعمكم بقدر العرش أو أوسع منه، فعلى كل تقدير يلزمكم أن تكونوا جعلتم الله متغيرا والتغير على الله محال وهذا دليل على سخافة عقولكم ولا يبقى بعد هذا لهذا الحديث معنى صحيح إلا أن يحمل على نزول الملائكة بأمر الله وأنهم يبلغون عن الله بأن يقولوا إن ربكم يقول: هل من داع فاستجيب لـه هل من مستغفر فاغفر لـه وهل من سائل فأعطيه يستمرون على ذلك من الثلث الأخير إلى الفجر فلما كان نزولهم بأمر الله نسب النـزول إلى الله وهذا يدل عليه رواية النسائي: إن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول فيأمر مناديا... إلى ءاخره وإسناد هذه الرواية صحيح فتأويل الرواية الأولى على وفق هذه الرواية متعين لأن خير ما يفسر به الحديث الحديث ولهذا التأويل أمثال من ذلك قوله تعالى: {فإذا قرأناه فاتبع قرءانه} لأن ظاهره أن الله يقرأ على محمد كما يقرأ الأستاذ على الطالب وهذا لا يجوز لأن الرسول ما تلقى القرءان إلا من لفظ جبريل فلما كان قرأه جبريل على النبي بأمر الله صح أن يعبر عن ذلك بلفظ: {فإذا قرأناه فاتبع قرءانه}فيكون المعنى فإذا قرأه جبريل عليك بأمرنا.اهـ

الاثنين، 26 أغسطس 2019

معاوية بن ابي سفيان , حرب صفين, نحن لا نسب الصحابة , نحن لا نسب معاوية , دمشقية كذاب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله الذي نصر عبده بالحجج البينات وأيده بالمعجزات الظاهرات وأظهره على خصومه وقواه بالادلة الدامغات ,الحمدلله الموجود أزلا وأبدا بلا مكان ,مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر، والصلاة والسلام على سيد الكائنات وعلى اله وصحبه الطيبين الكرام أصحاب البراهين والارشاد

كما تعلمون ان الوهابية وخصوصا دمشقية يتهموننا باتهام باطل بقولهم ان الاحباش يسبون الصحابة ووالله هذا افتراء وكذب , والعجب ممن يستمع لهم بعدم طلب اي حديث يسند فيه كلامهم وكما تعلمون انهم يقولون اننا نسب بالتحديد معاوية
فاين يا وهابية ويا دمشقية في كتبنا سب الصحابة او سب معاوية؟

ولهذا فاني اكتب لكم هذه الكلمات

أكتب هذه الرسالة لبيان ما نقول في دروسنا فيما يتعلق بما جرى بين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ومعاوية ومن كان معه

واننا نقرر في دروسنا هذه المسئلة وِفقَ مذهب أهل الحق أهل السنة والجماعة حيث نَقَلَ الإمام الكبير عبد القاهر بن طاهر أبو منصور البغدادي الشافعي الأشعري إجماع أهل السنة على أن الصواب كان في صفين مع سيدنا عليّ رضي الله عنه وقال إن معاوية وأصحابه بَغَوا على سيدنا علي رضي الله عنه . اهـ

وقد ذَكَرَ ذلك في كتابه الفَرق بين الفِرق في ءاخرِه عند ذكر ما أجمع عليه أهل السنة، وهذا الإمام أبو منصور قد قال فيه ابن حجر الفقيه : الأستاذ الكبير، إمام أصحابنا، وكذا نقرر في دروسنا ما ذكره الحافظ البيهقي في كتاب الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة حيث قال :وكلُّ من نازع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في إمارته فهو باغٍ على هذا عهدت مشايخنا وبه قال ابن ادريس يعني الشافعي رضي الله عنه . اهـ

فهذا ما نقوله وما نقرره في دروسنا أما ما يفترى علينا وينسب الينا باننا نسب معاوية فهذا محض افتراء سوله لهم عدو الله المسمى عبد الرحمن دمشقية فنحن لم نسب معاويةٍ إنما نقرأ أثناء الدراسة في كتب الحديث ما رواه البيهقي في السنن الكبرى أن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : لا تقولوا كفر أهل الشام ولكن قولوا فسقوا أو ظلموا . اهـ .

ونقرأ كذلك في كتب الحديث ما رواه مسلم في صحيحه عند ذِكر فضائل سيدنا عليّ رضي الله عنه ان معاوية أَمَرَ سيدنَا سعد بن أبي وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة فقال معاوية له : ما منعك أن تسب أبا التّراب

فقال سعد : أما ما ذكرتُ ثلاثاً قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبَّه، لأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حُمُر النَّعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له لما خلَّفه في بعض مغازيه فقال له عليّ يا رسول الله خلّفتني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوّة بعدي وسمعته يقول يوم خيبر لأُعطينّ الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعُ لي عليّاً فأُتِيَ به أرمدَ فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية : فَقُل تعالَوا ندع أبناءَنَا وأبناءكم، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليّا وفاطمَة وحسناً وحسيناً فقال اللهم هؤلاء أهلي . اهـ

فمعاوية كان يأمر بسبِّ سيدنا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه كما هو ظاهرٌ في حديث مسلم الذي مرَّ ذِكره

وقد ثبت في الحديث من سبَّ عليا فقد سبَّني رواه الحاكم

ونقرأ كذلك في أثناء الدراسة الحديث الذي رواه أربعة وعشرون من الصحابة وهو حديث متواتر رواه البخاريّ ومسلم وغيرهما أعني حديثَ وَيحَ عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار . اهـ .

فنقول لأجل هذا : لا يكون من قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ويدعونه إلى النار مأجورين بل هم ءاثمون بلا شك، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة كما تقدم بيانه

وقد روى الحاكم وغيره ان سيدنا عليا قال لسيدنا الزبير رضي الله عنهما نشدتُك بالله يا زبير أما سمعتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انك تقاتلني وأنت ظالم لي قال بلى ولكن نسيتُ فذهب منصرفا . اهـ .

فإذا كان سيدنا الزبير رضي الله عنه عصى بمخالفته لسيدنا علي رضي الله عنه وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة فكيف لا يعصي الذين قاتلوه ثلاثة أشهر

معاوية قاتل أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه ثلاثة أشهر وقتل عشرين ألف نفس وزيادة

هذا الذي نقرره في دروسنا وهو من باب تبليغ العلم، المحدِّثون ذكروا هذه الأحاديث وهي تُقرأ عند المحدثين في مجالس التحديث من أجل تبليغ العلم وكذلك الفقهاء ذكروا هذه الأحاديث وكتب أهل السنة طافحة بما ذكرنا وأمثاله

وقد ذكر الإمام البخاري حديث ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، في أكثر من موضع في الجامع الصحيح وهو يُقرأ إلى يومنا هذا ونحن نعلّم علم أهل السنة نُعلِـّم الحديث والفقه الشافعي

وقد قال إمام أهل السنة أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه : إن مقاتلي علي ءاثمون لكنَّ ثلاثةً منهم مغفور لهم طلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم

أما البقيّة فيجوز أن يغفر الله لهم على قاعدة أهل السنة في جواز الغفران للمذنب ما لم يكفر، فهذا الذي نقوله ونقرره في دروسنا ذكرته لكم راجيا منكم الدعاء.

وهذه صورة عدو الدين عبد الرحمن دمشقية

الثلاثاء، 20 أغسطس 2019

اعتقاد اهل السنة ان الله غني عن العالمين

 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين محمد أما بعد :

فليعلم أن الله سبحانه و تعالى غني عن العالمين أي مستغن عن كل ما سواه أزلاً و أبداً و يكفي في تنزيه الله عز و جل عما لا يليق به من المكان و الحيز و الجهة قوله { ليس كمثله شيىء} ،

فلو كان لله مكان لكان له أبعاد أي لكان له طول و عرض و عمق و من كان كذلك كان محدثاً أي مخلوقاً محتاجاً لمن حده بهذا الطول و بهذا العرض و بهذا العمق و المحتاج لا يكون إلهاً هذا هو الدليل من القرءان،


أما الدليل من الحديث فقوله صلى الله عليه و سلم:" كان الله و لم يكن شيء غيره" رواه البخاري و البيهقي و ابن الجارود بالإسناد الصحيح

 و معناه أن الله لم يزل موجوداً في الأزل ليس معه غيره لا ماء و لا هواء و لا أرض و لا سماء و لا كرسي و لا عرش و لا إنس و لا جن و لا ملائكة و لا زمان و لا مكان فهو تعالى موجود قبل المكان بلا مكان فهو الذي خلق المكان فليس بحاجة إليه.


 و يقول الإمام البيهقي في كتابه الأسماء و الصفات: استدل بعض أصحابنا في نفي المكان عن ربنا سبحانه بقول النبي " أنت الظاهر فليس فوقك شيء و أنت الباطن فليس دونك شيء" و إذا لم يكن فوقه شيء و لا دونه شيء لم يكن في مكان.

 و قد قال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كان الله و لا مكان وهو الآن على ما عليه كان".

رواه عنه الإمام أبو منصور البغدادي، فكما صح وجود الله تعالى بلا مكان و جهة قبل خلق الأماكن و الجهات كذلك يصح وجوده بعد خلق الأماكن بلا مكان و جهة و هذا لا يكون نفياً لوجوده تعالى،

 و قد قال الإمام زين الدين علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم في الصحيفة السجادية المنقولة بإسناد متصل متسلسل إليه بطريق أهل البيت: "سبحانك لا يحويك مكان".

و قال الغزالي: إن الله منزه عن المكان و جميع الأمكنة، و قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إن الله خلق العرش إظهاراً لقدرته و لم يتخذه مكاناً لذاته". رواه عنه الإمام أبو منصور البغدادي.


و نرفع الأيدي بالدعاء إلى السماء ليس لأن الله سبحانه و تعالى موجود بذاته فيها بل لأن السماء مهبط الرحمات و البركات

كما أننا نستقبل الكعبة الشريفة في الصلاة لأن الله سبحانه أمرنا بذلك و ليس لأن الله ساكن فيها

 و ليس المقصود بالمعراج وصول الرسول عليه الصلاة و السلام إلى مكان ينتهي وجود الله إليه إنما القصد من المعراج تشريف الرسول بإطلاعه على عجائب في العالم العلوي و تعظيم مكانته صلّى الله عليه و سلّم

فمن يعتقد أن الله موجود بذاته في الجنة التي هي فوق السماوات السبع أو أنه فوق العرش يلامسه أو أنه فوقه بالمسافة أو اعتقد أنه بذاته في السماء أو في مكان ما مجهول أو معلوم فإنه كافر بربه ليس بمسلم ولا مؤمن و إن زعم أنه مسلم و مؤمن إذ أنه من المعلوم القطعي أن الشخص لا يكون مسلماً لمجرد ظنه بنفسه أنه مسلم، بل لا بد أن يخلو قلبه عن كل اعتقاد فيه نسبة النقص إليه سبحانه و تعالى.


 فلا يعذر في هذا الجاهل لجهله إذ أن نسبة الجهة و المكان لله تعالى تنقيص و تشبيه له بخلقه فالجاهل الذي يزعم أنه يعبد الله و هو يعتقد أن الله موجود بذاته في جهة من الجهات الست أو في مكان ما فهو يعبد مخلوقاً من حيث لا يشعر إذ لو كان يعبد الله حقاً لنزهه عن الجهة و عن المكان

 و قد قال الإمام ذو النون المصري مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك

 و قال الإمام أبو جعفر الطحاوي في العقيدة الطحاوية : لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات.

 أي أنه لا تحوي الله تعالى الجهات الست لأن هذا حال المخلوقات.

فالحاصل أن من زعم أن الله يسكن في المكان فقد جعل الله جسماً أي شيء له طول و عرض و عمق.

 قال إمامنا الأكبر أبو الحسن الأشعري في كتابه النوادر: من اعتقد أن الله جسم فهو غير عارف بربه و إنه كافر به.

و لقد قرأ بعض الناس قول الله تعالى { الرحمن على العرش استوى} ، فتوهموا بأن المعنى أن الله جالس على العرش فكفروا و هم لا يدرون لأنهم جعلوا لله مكاناً و اثبتوا لله المشابهة لخلقه،

 أما التفسير لهذه الآية و الذي هو التفسير الموافق للشرع و العقل و اللغة بأن يقال الرحمن قهر العرش لأن القهر صفة كمال لله تعالى هو وصف نفسه به قال تعالى { قل الله خالق كل شىء و هو الواحد القهار} و ليس من مانع لغوي أو شرعي يمنع تأويل الإستواء بالقهر

 قال القشيري في التذكرة الشرقية: قوله على العرش استوى قهر و حفظ و أبقى.

 


و أما ما في صحيح مسلم من أن رجلاً جاء إلى رسول الله عليه الصلاة و السلام فسأله عن جارية له قال: قلت يا رسول الله أفلا اعتقها، قال:" إئتني بها"، فأتاه بها فقال لها:" أين الله؟" قالت في السماء، قال:" من أنا؟"، قالت أنت رسول الله، قال:" أعتقها فإنها مؤمنة".

فمعناه أن الرسول عليه الصلاة و السلام يسألها عن مكانة الله لا عن المكان

لأنه يعلم أن الله موجود بلا مكان فأجابته بما يعني أن الله عال القدر جداً

و قد افترى بعض الجهلة على الإمام أبي حنيفة فنسبوا إليه القول بإثبات المكان لله و هو مردود على من افترى و ادعى و كيف يصدق هذا و هو الإمام الجليل الذي قال في الفقه الأكبر: و ليس قرب الله تعالى من طريق المسافة و لكن على معنى الكرامة و المطيع قريب منه تعالى بلا كيف و العاص بعيد عنه بلا كيف.



 فبعد هذا البيان وضح أن دعوة إثبات المكان لله تعالى أخذاً من كلام أبي حنيفة إفتراء عليه و تقويل عليه ما لم يقل

و كذلك ما نقله البيجوري عن الإمام الغزالي أنه قال عن الله تعالى: فهو فوق الفوق ليس له فوق و هو في كل النواحي لا يزول. فإن هذا القول غير ثابت عن الغزالي و ليس موجود في كتبه بل الموجود في كتبه تنزيه الله عن المكان و عن الجهات الست و هي فوق و تحت و أمام و خلف و يمين و يسار.


و قد قال الإمام ابو جعفر الطحاوي: و من وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر

أي من وصف الله بصفة من صفات البشر فقد كفر و الإستقرا أو الجلوس على عرش أو كرسي و التحيز و السكنى في مكان كلها من صفات البشر و الله سبحانه و تعالى لا يشبه خلقه تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

اللهم إنا نسألك السداد و الرشاد لحسن الإعتقاد و نسألك ربنا أن تحسن خاتمتنا إنك على كل شىء قدير و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

الاثنين، 19 أغسطس 2019

ما معنى قوله تعالى وهو معكم اين ما كنتم ؟

ما معنى قوله تعالى وهو معكم اين ما كنتم ؟

حراس العقيدة معناه الاحاطة بالعلم، قاله الثوري والشافعي واحمد ومالك وغيرهم؟. قال تعالى: ( وأن الله قد احاط بكل شيء علما ) < سورة الطلاق>

وقال أبو القاسم عبد الكريم بن هوزان القشيري عند ذكر عقيدة الصوفية ما نصه: "وهذه فصول تشتمل على بيان عقائدهم في مسائل التوحيد ذكرناها على وجه الترتيب، قال شيوخ هذه الطريقة على ما يدل عليه متفرقات كلامهم ومجموعاتها ومصنفاتها في التوحيد: "إن الحق سبحانه وتعالى موجود قديم لا يشبه شىء من المخلوقات، ليس بجسم ولا جوهر، ولا عرض، ولا صفاته أعراض، ولا يتصور في الأوهام، ولا يتقدر في العقول، ولا له جهة ولا مكان، ولا يجري عليه وقت وزمان" انتهى باختصار.

وقال الشيخ أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الشافعي الأشعري ما نصه: "تعالى - أي الله - عن أن يحويه مكان، كما تقدس عن أن يحده زمان، بل كان قبل أن خلق الزمان والمكان وهو الآن على ما عليه كان" اهـ.

في قوله تعالى: "يمحوا الله ما يشاء"

في قوله تعالى: "يمحوا الله ما يشاء"

ذكر الإمام البيهقي في كتاب القـدَر عن ابن عبّاس رضي الله عنه في قوله تعالى: "يمحوا الله ما يشاء" يقول (أي ابن عباس): يُبدِّل الله ما يشاء من القرآن فَيَنْسَخُهُ،

"ويثبت" يقول: يثبت ما يشاء لا يُبدله، "وعنده أم الكتاب" يقول (يعني ابن عباس): جملة ذلك عنده في أمّ الكتاب الناسخ والمنسوخ، وما يبدل وما يثبت كل ذلك في كتاب؛

(قال البيهقي:) هذا أصحّ ما قِيل في تأويل هذه الآية وأجراه على الأصول،

وعلى مثل ذلك حملها الشافعي رحمه الله.

ثم قال أي البيهقي: ومن أهل العلم من زعم أَنّ المراد بالزيادة في العمر، نفي الآفات عنه والزيادة في عقله وفهمه وبصيرته؛ انتهى كلامه.

ولينظر إلى قول البيهقي إن تأويل ابن عباس أصح ما قيل في هذه الآية وأجراه على الأصول، أي هو الأكثر موافقة لأصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، لأن مشيئة الله لا تتغير ولكن الذي يتغير هو حال العبد.

وحمل ابن عباس الآية على أنها في الناسخ والمنسوخ لا في الإسعاد والإشقاء،

فلذلك ينبغي التنبيه من أن ما يدعى في ليلة النصف من شعبان وفيه بعض الألفاظ الموهمة فإنه لا يصح له إسناد وليس هو تفسيرا لآية "يمحوا الله ما يشاء ويثبت

شرح الآية : "إن الله لا يغفر أن يشرك به" ...


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا رسول الله محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين ، وبعد :

يقول الله تبارك وتعالى : {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا } (116) سورة النساء .

هذه الآيةُ الكريمةُ تشيرُ إلى أمورٍ عدةٍ ، ونبدأ بأهمها ألا وهو الشرك بالله تعالى .

الشّرك أو الكفرُ أو الرَّدةُ أعظم الكبائر والمعاصي التي قد يقع بها الإنسان ، والردةُ أفحش أنواع الكفر لأن الردة تُذهب كل الحسنات وتبقي السيئات ، ولو رجع الإنسان إلى الإسلام لا ترجع له حسناتهُ

وليس معنى أن الردة أفحش أنواع الكفر أنها أشد من كفر الكافر الأصلي لأن الكافر الأصلي قد يكون أشد من كفر المرتد .

والكفرُ، اللهُ تعالى لا يغفره حيث قال تبارك وتعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِه} ومعلوم أن الشركَ كفرٌ، فمن وقع في ردةٍ أو كفرٍ عليهِ أن يتشهد بنية الدخول في دين الإسلام، فإن دخل في الإسلام وتاب غفر الله له.

والوقوع في الكفر أو الردة قد لا يشعر به الإنسان بسبب جهله بأمور الدين، فكم من كلمة نطق بها اللسان هلك بها الإنسان, قال صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً يهوي بها في النار سبعين خريفاً)) أي بسبب هذه الكلمة فالعبد قد يتفوه بكلام لا يدري معناه يوقعهُ بالكفر فيدخله جهنم وذلك لجهله بمعاصي اللسان وعدم تجنبه إياها ، ولا يتوقف الكفر على اللسان فحسب، إنما هو كفرٌ قولي وفعلي واعتقادي، ومن الكفر القولي: سب الله تعالى أو أحد ملائكته أو رسله أو إنكار إحدى آياته، ومن الكفر الفعلي: السجود لصنمٍ أو الاستهانة بالقرءان الكريم وبالكتب والأوراق الشرعية، أما الكفر الاعتقادي: كالذي يعتقد عقيدةً فاسدة مخالفةً لعقيدة أهل السنة والجماعة كاعتقاد أن الله تعالى يشبه مخلوقاته والعياذ بالله تعالى.

فمن وقع في مثل هذه الأمور الله تعالى لا يغفر له حتى يتوب بالرجوع إلى الإسلام.

وأما ما دون الشركِ أو الكفر فهي المعاصي والكبائر، الله تعالى يغفر المعاصي والكبائر بالتوبة، وكذلك إن شاء غفر لمن لم يتب وإن شاء عذبه فترة من الزمن في النار ثم أدخله الجنة لقوله تعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}،

والمسلم العاصي يُسمى مسلماً طالما لم يظهر منه كفرٌ، فإن ظهر منه كفرٌ صار كافراً ولا يسمى مُسلما ، فالعصاة مسلمون غير مكتملي الإيمان لأنهم يقعون في المعاصي كترك الصلاة أو ما شابه، هؤلاء معلقون برحمة الله ومغفرته فإن ماتوا على ذلك قد يغفر الله تعالى لهم وقد يعذبهم على ذلك ثم يخرجهم من النار.

تنبيه: الذي يرتكب المعاصي ويعتقد أنها جائزة كمن يشرب الخمر وينكر حرمته هذا كافرٌ بالله تعالى، أما من يشرب الخمر هذا مسلم عاصٍ لأنه يعلم أنها حرام، وكذلك حديث: ((بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاةِ)) فمعناه أن الذي يترك الصلاة عن إنكار لا عن كسل فهو كافرٌ، لأن ترك الصلاة مع اعتقاد فرضيتها معصيةٌ إن شاء الله غفرها وإن شاء عذب فاعلها.

نسأل الله تعالى أن يجنبنا الوقوع في المعاصي وأن يحيينا على هذا الدين ويميتنا عليه، اللهم آمين

لشدة اهميته انشره لغيركـ رحمك الله - - الغارة الايمانية في الرد على الوهابية في جواز التوسل بخير البرية

 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد ::

: ما الرد على قول الوهابية "إن الاستغاثة بالرسول بعد وفاته شرك" ؟ 

رَوى البيهقي بإسناد صَحِيح عن مالك الدار وكانَ خازن عمر قالَ: أصاب الناس قحط في زمان عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فَإنَّهُم قَدْ هلكوا فأتي الرجل في المنام فقِيْلَ لَهُ: أقرىء عمر السلام وأخبره أنهم يسقون، وقُلْ لَهُ: عليك الكيس الكيس. فأَتَى الرجل عمر فأَخْبرَهُ، فَبكَى عمر وقَالَ: يا رَبّ مَا ءَالُو إلا مَا عَجَزْتُ. وقَد جاءَ في تَفْسِيرِ هذَا الرجل أنّهُ بلال بن الحارث المزني الصحابي. فما حصل من هذا الصحابي استغاثة وتوسل. وبهذا الأثر يبطل أيضًا قول الوهابية إن الاستغاثة بالرسول بعد وفاته شرك.

ماذا قال الحافظ تقي الدين السبكي عن التوسل والاستغاثة والتوجه والتجوه ؟

قال الحافظ الفقيه اللغوي تقي الدين السبكي إن التوسل والاستغاثة والتوجه والتجوه بمعنى واحد ذكر ذلك في كتابه شفاء السقام الذي ألَّفه في الرد على ابن تيمية بإنكاره سنية السفر لزيارة قبر الرسول وتحريمه قصر الصلاة في ذلك السفر.

أذكر دليلا من الحديث على جواز الاستغاثة بغير الله.

عن ابنِ عبَّاس أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: "إنَّ لله مَلائِكةً في الأرْضِ سِوَى الحَفَظَةِ يَكتُبونَ مَا يَسْقُطُ مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ فَإذَا أصَابَ أحدَكُم عَرْجَةٌ بأرْضٍ فَلاةٍ فلْيُنَادِ أعينوا عباد الله"، رَواهُ الطَّبَرانيُّ، وقَالَ الحَافِظُ الهَيْثَميُّ: رجَالُهُ ثِقَاتٌ.

هذا الحديثُ فيه دلالَةٌ واضِحَةٌ على جواز الاستغاثَة بغير الله لأن فيهِ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَنَا أن نقولَ إذا أصابَ أحدنا مشكلة في فلاةٍ من الأرضِ أي برّيّةٍ "يا عباد الله أعينوا" فإنَّ هذا ينفعهُ. وهذا الحديث حسَّنَهُ الحافظُ ابن حجر، ونصُّ الحديث كما أخرجَهُ الحافظُ ابن حجرٍ في الأماليّ عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما أنَّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ لله ملائكةً سِوَى الحفظَةِ سَيَّاحينَ في الفَلاةِ يكتبونَ ما يسقُطُ من وَرَقِ الشَّجَرِ فإذا أصابَ أحدكُم عرجةٌ في فلاةٍ فَليُنَادِ يا عبادَ الله أعينوا"، الله تعالى يُسمِعُ هَؤلاءِ المَلائِكَةَ الذين وُكلوا بأن يكتبوا ما يَسقُطُ من ورقِ الشجرِ في البريَّةِ نداءَ هذا الشَّخص لو كانَ على مسافةٍ بعيدةٍ منهم. الملك الحي الحاضر إذا استغيث بهِ: يا مَلِكَنَا ظَلَمَني فلانٌ أنقذني، يا مَلِكَنَا أصابني مجاعةٌ فأنقذني، هذا المَلِكُ لا يُغيثُ إلا بإذنِ الله، كذلكَ هؤلاءِ المَلائِكَة لا يُغيثونَ إلا بإذنِ الله، كذلكَ الأولياء والأنبياء إذا إنسان استغاث بهم بعد وفاتهم يغيثونه بإذن الله، فإذًا هؤلاءِ سببٌ، وكِلا الأمرينِ جائزٌ.

-   يقول ابن تيمية " قول أغثني يا رسول الله شرك إن كان في غيابه أو بعد وفاته". فما الرد على ابن تيمية والوهابية القائلين "لم تستغيث بغير الله، الله لا يحتاج إلى واسطة" ؟

أما ابن تيمية فيقولُ: قول أغثني يا رسول الله شرك إن كانَ في غيابه أو بعد وفاته، عنده لا يجوز التوسل إلا بالحي الحاضر، يقول ابن تيمية والوهابية لِمَ تستغيث بغير الله تعالى، الله تعالى لا يحتَاجُ إلى واسطة، فيقالُ في الرَّدّ عليهم: كذلكَ المَلِكُ الله تعالى لا يحتاجُ إليه ليغيثك وكذلكَ الملائكة الله لا يحتاجُ إليهم ليغيثوك، فما أبعد ابن تيمية وأتباعه عن الحَقّ حيثُ إنهم وَضَعوا شروطًا لصِحَّةِ الاستغاثة والاستعانة بغيرِ الله ليست في كتابِ الله ولا في سنّةِ رسولِ الله، وكلُّ شرطٍ ليسَ في كتابِ الله فهو باطِلٌ وإن كانَ مائَة شرطٍ. هذا والعجبُ من ابن تيمية ثَبَتَ عنه أمرانِ متناقضانِ وهو أن القولَ المشهورَ عنه المذكور في أكثرِ كتبِهِ تحريم الاستغاثة بغير الحي الحاضر، وصرَّحَ في كتابه الكلم الطيب باستحسان أن يقولَ من أصابَهُ خدر في رجلِهِ "يا محمد"، وكتابُهُ هذا الكلم الطيب ثابِتٌ أنه من تأليفِهِ فما أثبَتَهُ في هذا الكتابِ هو موافِقٌ لِعَمَلِ المسلمينَ السلف والخلف، وأما مشبهة العَصرِ الوهابية الذين هم أتباعُ ابن تيمية مجمعونَ على أن قول يا محمد شرك وكفر.

وهذا الكتاب الذي عقد فيه ابن تيمية فصلا لاستحباب أن يقولَ من أصابَه الخدر يا محمد ثابت عنه توجدُ منه نسخٌ خطيةٌ ونسخٌ مطبوعةٌ. وقد اعترفَ بصحةِ هذا الكتابِ أنه لابن تيمية زعيم الوهابية ناصر الدين الألباني وهذا مذكور في مقدمة النسخة التي طبعها الوهابي تلميذ الألباني زهير الشاويش، فهم وقعوا في حيرة لما أُوردَ عليهم هذا السؤال: "هذا ابن تيمية قال في كتابهِ هذا فصل في الرَّجلِ إذا خدرت وأوردَ أن عبد الله بن عمر خدرت رجله فقيل له اذكر أحب الناس إليك فقال يا محمد فاستقامت رجله كأنه نشط من عقال. هذا فيه استحباب الكفر والشرك عندكم وقائل هذا زعيمكم الذي أخذتم منه أكثر عقائدِكم، فماذا تقولون كفر لهذا أم لم يكفر، فإن قلتم كفر لهذا وأنتم تسمونَه شيخ الإسلام فهذا تناقضٌ تكفرونه وتسمونه شيخ الإسلام وإن قلتم لم يكفر نقضتم عقيدتَكُم تكونون قلتم قول يا رسول الله استغاثة به بعد وفاته جائز وإن لم تكفروه جِهارًا فإنكم معتقدون أن قولَه هذا شرك فلماذا لا تتبرءون منه إن كنتم على ما كنتم عليه. والآن وقد وضَح لكم الأمر لكنكم لا تزالون تخالفونه فيما وافقَ فيه الحق وتتبعونه فيما ضلَّ وزاغَ فيه وهل لكم مستندٌ لتحريم التوسل بغير الحي الحاضر سوى ما أخذتم من كتبه وزعمتم أن ذلك حجة، وهو أمر انفرد به ابن تيمية من بين المسلمين لم يسبقه أحدٌ في تحريم التوسل بالنبي والولي بعد الوفاة أو في غير حضرة النبي والولي في الحياة وظهرَ وثبتَ أنكم لستم مع السلف ولا مع الخلف". هؤلاء السلف كتبهُم تشهدُ بأنهم كانوا يتبركون بالأنبياء والأولياء بالتوسل بهم وبزيارة قبورهم وهؤلاء الذين ألفوا من السلف وذكروا في مؤلفاتهم هذا الأثر من قول عبد الله بن عمر لما خدرت رجله يا محمد كان مقررا عند السلف كإبراهيم الحربي صاحب أحمد بن حنبل ذكره في كتابه غريب الحديث أي إبراهيم الحربي، والبخاري في كتابه الأدب المفرد وهذا الأثر له أكثر من إسنادَين أحدهما فيه راوٍ ضعيف. ولو فرض أنه ليس له إسنادٌ صحيحٌ لكن هؤلاء أوردوه في كتبهِم مستحسنين ليعمل الناس به فماذا تحكمون عليهم هل تحكمون عليهم بالشرك والكفر حيث إنهم تركوا للناس ما فيه شرك في تآليفهم وكذلك علماء الخلف من حفاظ الحديث ذكروا هذا في مؤلفاتهِم فأنتم تكونون كفرتم السلف والخلف فمن المسلم على زعمكم إن كان السلف والخلف كفارا على مُوجَب كلامكم، وهذا الإمام أحمد بن حنبل الذي تعتزُّون به أجاز تقبيل قبر النبي ومسه للتبرك وذلك في كتاب العلل ومعرفة الرجال.<

لا يصح الصوم كله فرضه ونفله مقيّده ومطلقه إلا بنية

 قال شيخ المالكية أبو القاسم بن الجلاب في التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس رحمه الله، باب النية في الصوم، (فصل) النية (ولا يصح الصوم كله فر...