بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 30 أغسطس 2020

بيان من تأول من علماء أهل السنة الاستواء على العرش بالقهر والاستيلاء

   الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله

 1.اللغوي السلفي الأديب أبو عبد الرحمن عبد الله بن يحيى بن المبارك [ت237هـ]، كان عارفا باللغة والنحو، قال في كتابه "غريب القرءان وتفسيره" ما نصه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [سورة طه:5] استوى: استولى" اهـ 

2.الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري [ت310هـ] ذكر في تفسيره جامع البيان أن الاستواء في كلام العرب منصرف على وجوه منها الاحتياز والاستيلاء، ثم أوّل قول الله تعالى: }ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء {[البقرة: ٢٩] فقال: علا عليها علو ملك وسلطان لا علو انتقال وزوال.اهـ وهذا من الطبري تـنزيه لله عن الجهة والمكان وعن الاستقرار والجلوس والمحاذاة وما كان من صفة المخلوق. قال الطبري في مقدمة تاريخه عن الله تعالى: لا تحيط به الأوهام، ولا تحويه الأقطار، ولا تدركه الأبصار.اهـ

3. اللغوي أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج [ت311هـ] قال فيه الذهبي[ت748هـ]: "نحوي زمانه"اهـ. قال في كتابه"معاني القرءان وإعرابه" ما نصه: "وقالوا: معنى استوى استولى"اهـ.

4.الإمام أبو منصور محمد بن محمد الماتريدي الحنفي [ت333هـ] إمام أهل السنة والجماعة، قال في كتابه المسمى"تأويلات أهل السنة" في تفسير قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [سورة طه:5] ما نصه: "أو الاستيلاء عليه وأن لا سلطان لغيره ولا تدبير لأحد فيه"اهـ. 

5.اللغوي أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي [ت340هـ] قال فيه الذهبي ما نصه: "شيخ العربية وتلميذ العلامة أبي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج، وهو منسوب إليه"اهـ، قال في كتابه"اشتقاق أسماء الله" ما نصه: "والعلي والعالي أيضا: القاهر الغالب للأشياء، فقول العرب: علا فلان فلانًا أي غلبه وقهره كما قال الشاعر :فلما عَلَونا واستوينا عليهم** تركناهم صرعى لنسر وكاسرِ . اهـ يعني غلبناهم وقهرناهم واستولينا عليهم" اهـ.

6.الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني[ت360هـ] قال في التفسير الكبير: والاستواء: الاستيلاء، ولم يـزل الله سبحانه مستوليا على الأشياء كلها، إلا أن تخصيص العرش لتعظيم شأنه.اهـ 

7.الشيخ الإمام أبو بكر أحمد الرازي الـجصّاص الحنفي [ت370هـ] قال في كتابه"أحكام القرءان": قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [سورة طه:5] قال الحسن: استوى بلطفه وتدبيره، وقيل: استولى.اهـ

8.أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي [ت375هـ] قال في تفسيره: ويقال استوى استولى.اهـ

9.الإمام أبو بكر بن فورك الأصبهاني [ت406هـ] قال في كتابه مشكل الحديث: لأن استواءه على العرش سبحانه ليس على معنى التمكن والاستقرار، بل هو على معنى العلو بالقهر والتدبير وارتفاع الدرجة بالصفة، على الوجه الذي يقتضي مباينة الخلق. اهـ

10.الإمام أبو منصور محمد بن الحسن بن أبي أيوب الأيوبي النيسابوري [ت421هـ] قال: إن كثيرا من متأخري أصحابنا ذهبوا إلى أن الاستواء هو القهر والغلبة. اهـ

11.الإمام أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني والد إمام الحرمين [ت438هـ] قال في كفاية المعتقد :" أما ما ورد من ظاهر الكتاب والسنة ما يوهم بظاهرها تشبيها فللسلف فيه طريقان إحداهما الإعراض فيها عن الخوض فيها وتفويض علمها إلى الله تعالى، وهذه طريقة ابن عباس وعامة الصحابة وإليها ذهب كثير من السلف". ثم قال: والطريقة الثانية الكلام فيها وفي تفسيرها بأن يردها عن صفات الذات إلى صفات الفعل فيحمل النـزول على قرب الرحمة واليد على النعمة والاستواء على القهر والقدرة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلتا يديه يمين. ومن تأمل هذا اللفظ انتفى عن قلبه ريبة التشبيه وقد قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [سورة طه:5]، وقال: { مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ } [سورة المجادلة: 7] فكيف يكون على العرش ساعة كونه سادسهم إلا أن يرد ذلك إلى معنى الإدراك والإحاطة لا إلى معنى المكان والاستقرار والجهة والتحديد.اهـ

12.المفسّر أبو الحسن علي بن محمد الماوردي [ت450هـ] قال في تفسيره"النكت والعيون" ما نصه: { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [سورة الأعراف: 54]: فيه قولان: ...والثاني: استولى على العرش كما قال الشاعر :

قد استوى بِشْرٌ على العِراقِ ** من غير سَيفٍ ودمٍ مُهراقِ"اهــ 

13.الحافظ أبو بكر البيهقي [ت458هــ] قال في كتابه "الأسماء والصفات" ما نصه: "وفيما كتب إلي الأستاذ أبو منصور ابن أبي أيوب أن كثيرا من متأخري أصحابنا ذهبوا إلى أن الاستواء هو القهر والغلبة، ومعناه أن الرحمن غلب العرش وقهره، وفائدته الإخبار عن قهره مملوكاته، وأنها لم تقهره، وإنما خص العرش بالذكر لأنه أعظم المملوكات، فنبه بالأعلى على الأدنى، قال: والاستواء بمعنى القهر والغلبة شائع في اللغة، كما يقال استوى فلان على الناحية إذا غلب أهلها، وقال الشاعر في بشر بن مروان: قد استوى بشر على العراق * * من غير سيف ودم مهراق. اهـ يريد أنه غلب أهله من غير محاربة" اهــ. 

14.أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري [ت468هـ] قال في تفسيره"الوجيز": { اسْتَوَى } أي استولى.اهـ

15.الإمام أبو إسحاق الشيرازي [ت476هـ] ذكر في كتابه الإشارة إلى مذهب أهل الحق: ومنهم من قال: الاستواء بمعنى الاستيلاء، استوى على العرش أي استولى عليه، يقال استوى فلان على الملك أي استولى عليه.اهـ 

16.الشيخ المفسر الحسين بن محمد الدامغاني الحنفي [ت478هـ] قال في كتابه "إصلاح الوجوه": الاستواء بمعنى القهر والقدرة، قوله تعالى في سورة طه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }، أي قدر وقهر. اهـ

17.إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني الشافعي [ت478هـ] قال في كتابه "الإرشاد" ما نصه: " فإن استدلوا بظاهر قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [سورة طه:5]، فالوجه معارضتهم بآي يساعدوننا على تأويلها، منها قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} [سورة الحديد: 4] وقوله تعالى: { أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } [سورة الرعد: 33] فنسائلهم عن معنى ذلك، فإن حملوه على كونه معنا بالإحاطة والعلم، لم يمتنع منا حمل الاستواء على القهر والغلبة، وذلك شائع في اللغة، إذ العرب تقول استوى فلان على الممالك إذا احتوى على مقاليد الملك واستعلى على الرقاب. وفائدة تخصيص العرش بالذكر أنه اعظم المخلوقات في ظن البرية، فنص عليه تنبيها بذكره على ما دونه. فإن قيل: الاستواء بمعنى الغلبة ينبئ عن سبق مكافحة ومحاولة، قلنا: هذا باطل، إذ لو أنبأ الاستواء عن ذلك لأنبأ عنه القهر. ثم الاستواء بمعنى الاستقرار بالذات ينبئ عن اضطراب واعوجاج سابق، والتزام ذلك كفر."اهــ 

18.الإمام عبد الرحمن بن محمد الشافعي المعروف بالمتولي [ت478هــ] قال في كتابه"الغنية" في دفع شبهة من منع تفسير الاستواء بالقهر ما نصه: "فإن قيل الاستواء إذا كان بمعنى القهر والغلبة فيقتضي منازعة سابقة وذلك محال في وصفه. قلنا: والاستواء بمعنى الاستقرار يقتضي سبق الاضطراب والاعوجاج، وذلك محال في وصفه"اهــ.

19.النحوي أبو الحسن علي بن فضّال المجاشعي [ت479هـ] في كتابه النكت في القرءان الكريم.

20.اللغوي أبو القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصبهاني [ت502هـ] قال في كتابه"المفردات" ما نصه: "ومتى عدّي- أي الاستواء – بـ "على" اقتضى معنى الاستيلاء كقوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [سورة طه]"اهــ. 

21.الشيخ الفقيه أبو حامد الغزالي الشافعي [ت505هــ] قال في كتابه "إحياء علوم الدين" عندما تكلم عن الاستواء ما نصه: "وليس ذلك إلا بطريق القهر والاستيلاء" اهــ

22.المتكلم أبو المعين ميمون بن محمد النسفي الحنفي [ت508هــ] قال في كتابه"تبصرة الأدلة" بعد أن ذكر معاني الاستواء وأن منها الاستيلاء ما نصه: "فعلى هذا يحتمل أن يكون المراد منه: استولى على العرش الذي هو أعظم المخلوقات وتخصيصه بالذكر كان تشريفا له"، ثم قال: وتزييف (بعض) الأشعرية هذا التأويل لمكان أن الاستيلاء يكون بعد الضعف. وهذا لا يتصور في الله تعالى، ونسبتهم هذا التأويل إلى المعتزلة ليس بشىء، لأن أصحابنا أولوا هذا التأويل ولم تختص به المعتزلة. وكون الاستيلاء إن كان في الشاهد عقيب الضعف ولكن لم يكن هذا عبارة عن استيلاء عن ضعف في اللغة، بل ذلك يثبت على وفاق العادة كما يقال علم فلان، وكان ذلك في المخلوقين بعد الجهل، ويقال قدر، وكان ذلك بعد العجز، وهذا الاطلاق جائز في الله تعالى على إرادة تحقق العلم والقدرة بدون سابقة الجهل والعجز، فكذا هذا. "اهــ. 

23.الإمام أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري [ت514هـ] الذي وصفه الحافظ عبد الرزاق الطبسي بإمام الأئمة. قال في كتابه "التذكرة الشرقية" ما نصه: فإن قيل أليس الله يقول {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [سورة طه] فيجب الأخذ بظاهره، قلنا: الله يقول أيضا {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} [سورة الحديد]، ويقول تعالى {أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَىءٍ مُّحِيطٌ } [سورة فصلت:54] فينبغي أيضا أن نأخذ بظاهر هذه الآيات حتى يكون على العرش وعندنا ومعنا ومحيطا بالعالم محدقا به بالذات في حالة واحدة. والواحد يستحيل أن يكون بذاته في حالة واحدة بكل مكان. قالوا قوله تعالى {وَهُوَ مَعَكُمْ }يعني بالعلم، و: { بِكُلِّ شَىءٍ مُّحِيطٌ }إحاطة العلم، قلنا: وقوله تعالى {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } قهر وحفظ وأبقى" انتهى. 

يعني أنهم قد أولوا هذه الآيات ولم يحملوها على ظواهرها فكيف يعيبون على غيرهم تأويل ءاية الاستواء بالقهر، فما هذا التحكم؟!

ثم قال القشيري رحمه الله : "ولو أشعر ما قلنا توهم غلبته لأشعر قوله: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } [سورة الأنعام: 18] بذلك أيضا حتى يقال كان مقهورا قبل خلق العباد هيهات إذ لم يكن للعباد وجود قبل خلقه إياهم بل لو كان الأمر على ما توهمه الجهلة من أنه استواء بالذات لأشعر ذلك بالتغيير واعوجاج سابق على وقت الاستواء فإن البارئ تعالى كان موجودا قبل العرش، ومن أنصف علم أن قول من يقول العرش بالرب استوى أمثل من قول من يقول الرب بالعرش استوى، فالرب إذا موصوف بالعلو وفوقية الرتبة والعظمة ومنزه عن الكون في المكان وعن المحاذاة" اهـ. 

24.القاضي الشيخ أبو الوليد محمد بن أحمد المالكي قاضي الجماعة بقُرْطُبة المعروف بابن رشد الجد [ت520هــ] قال ما نصه :"والاستواء في قوله تعالى: { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [سورة الأعراف] معناه استولى قاله الواحدي وقيل معناه القهر والغلبة"اهــ، ذكره ابن الحاج المالكي في كتابه "المدخل" موافقًا له ومقــرًّا لكلامه.

25.العلامة الفقيه الأصولي أبو الثناء محمود بن زيد اللامشي الحنفي الماتريدي[ت522هـ] قال ما نصه: "ووجه ذلك أن الاستواء قد يُذكر ويراد به الاستقرار، وقد يذكر ويراد به الاستيلاء فيحمل على الاستيلاء دفعا للتناقض، وإنما خص العرش بالذكر تعظيما له كما خصه بالذكر في قوله تعالى: {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [سورة التوبة:129] وإن كان هو رب كل شىء"اهـ. 

26.المفسر أبو محمد عبد الحق بن عطية الأندلسي [ت541هـ] قال في تفسيره: وقيل المعنى: استولى كما قال الشاعر: قد استوى بشر على العراق ** من غير سيف ودم مهراق، وهذا إنما يجيء في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } والقاعدة في هذه الآية ونحوها منع النقلة وحلول الحوادث، ويبقى استواء القدرة والسلطان.اهـ وقال : وقد تقدم القول في كلام الناس في الاستواء، واختصاره أن أبا المعالي رجّح أنه استوى بقهره وغلبته، وقال القاضي ابن الطيب وغيره: {اسْتَوَى } في هذا الموضع استولى.اهـ 

27.القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي المالكي [ت544هـ] ذكر في كتابه مشارق الأنوار على صحاح الآثار عدة أقوال في تفسير ءاية الاستواء: وقال بعضهم: هو إظهار لآياته لا مكان لذاته..وقيل: استوى بمعنى العلو بالعظمة،.. وقيل: استوى قهر.اهـ

28.الحافظ الكبير محدث الشام المؤرخ أبو القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله [ت571هــ] قال ما نصه:

 خـلق الســماء كــمـا يشـا ** ء بــلا دعــائـم مســتـقـلـه

لا لــلتـحـيـز كـي تـكــو**   ن لـــذاتـه جــهـة مــقـلـه 

رب عـلى الــعرش اسـتـوى ** قــهــرا ويــنزل لا بــنـقـلـه

29.الشيخ نور الدين أحمد بن محمود بن أبى بكر الصابونى [ت580هـ] في كتابه البداية من الكفاية.

30.الإمام المحدث الحافظ المفسر عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي [ت597هـ] في كتابه دفع شبه التشبيه. 

31.المفسّر فخر الدين الرازي الشافعي [ت606هـ] قال في تفسيره ما نصه: "فثبت أن المراد استواؤه على عالم الأجسام بالقهر والقدرة والتدبير والحفظ"اهــ، وقال في موضع ءاخر ما نصه: "قال بعض العلماء: المراد من الاستواء الاستيلاء" ثم قال في دفع شبهة من قال الاستيلاء معناه حصول الغلبة بعد العجز:" إذا فسرنا الاستيلاء بالاقتدار زالت هذه المطاعن بالكلية".اهـ، وقال في كتابه"أساس التقديس": "وإذا ثبت هذا ظهر أنه ليس المراد من الاستواء الاستقرار، فوجب أن يكون المراد هو الاستيلاء والقهر ونفاذ القدر وجريان الأحكام الإلهية، وهذا مستقيم على قانون اللغة فقد قال الشاعر: قد استوى بشر على العراق** من غير سيف ودم مهراق" اهـ. 

32.القاضي إسماعيل بن إبراهيم الشيباني [ت629هـ] قال في كتابه البيان اعتقاد أهل السنة والجماعة: ومن أوّل حمل الاستواء على الاستيلاء.اهـ

33.الشيخ المتكلم سيف الدين الآمدي الحنبلي ثم الشافعي [ت631هـ] ذكر في كتابه"أبكار الأفكار" أن تفسير الاستواء بالاستيلاء والقهر هو من أحسن التأويلات وأقربها. 

34.العالم النحوي الفقيه المالكي أبو عمرو عثمان بن عمر ابن الحاجب [ت646هـ] قال في أماليه: فإنما أتى بـ"على" لـما في الاستواء من معنى الاستعلاء، ألا ترى إلى قوله تعالى { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ }،وقوله[للشاعر]: قد استوى بشر على العراق".اهـ يريد بذلك علو القهر، بدليل قوله في عقيدته عن الله: وعدم حلوله في المتحيز، وعدم اتحاده بغيره، وعدم حلوله فيه، واستحالة كونه في جهة.اهـ

35.الشيخ عبد العزيز بن عبد السلام الشافعي [ت660هـ] قال في كتابه"الإشارة إلى الإيجاز": استواؤه على العرش وهو مجاز عن استيلائه على ملكه وتدبيره إياه.اهـ 

36.المفسر أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي [ت671هـ] قال في تفسيره: وقيل: علا دون تكييف ولا تحديد، واختاره الطبري. ويذكر عن أبي العالية الرياحي في هذه الآية أنه يقال: استوى بمعنى أنه ارتفع. قال البيهقي: ومراده من ذلك - والله أعلم - ارتفاع أمره، وهو بخار الماء الذي وقع منه خلق السماء. وقيل: إن المستوى الدخان. وقال ابن عطية: وهذا يأباه وصف الكلام. وقيل: المعنى استولى، كما قال الشاعر: قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق، قال ابن عطية: وهذا إنما يجيء في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }قلت: قد تقدم في قول الفراء عليّ وإليّ بمعنى. وسيأتي لهذا الباب مزيد بيان في سورة "الأعراف" إن شاء الله تعالى. والقاعدة في هذه الآية ونحوها منع الحركة والنقلة. اهـ

37.الشيخ الفقيه الأصولي المفسر شهاب الدين أحمد القَرافي المالكي [ت684هـ] قال في كتابه الذخيرة ما نصه: ومعنى قول مالك الاستواء غير مجهول، أن عقولنا دلتنا على الاستواء اللائق بالله وجلاله وعظمته، وهو الاستيلاء دون الجلوس ونحوه مما لا يكون إلا في الأجسام.اهـ 

38.المفسر القاضي أبو سعيد عبد الله بن عمر بن محمد البيضاوي الشافعي [ت685هـ وقيل691هـ] قال في تفسيره "أنوار التنزيل" ما نصه: { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [سورة الأعراف]: استوى أمره أو استولى" اهـ 

39.المفسر أبو البركات عبد الله بن أحمد النسفي [ت710هـ وقيل701هـ] قال في تفسيره "مدارك التنزيل" ما نصه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [سورة طه]: استولى، عن الزجاج" اهـ.

40.اللغوي محمد بن مكَرّم الإفريقي المصري المعروف بابن منظور [ت711هـ] قال في كتابه"لسان العرب" من غير أن يتعرض لتفسير ءاية الاستواء ما نصه: "استوى: استولى، وظهر"اهـ .

41.المحدث الفقيه ابن المعلم القرشي [ت725هـ]: ذكر في كتابه "نجم المهتدي" معاني الاستواء وأن منها الاستيلاء المجرد عن معنى المغالبة، ولم يعترض على هذا التفسير، نقله الكوثري في تعليقه على"الأسماء والصفات".

42.الشيخ أحمد بن يحيى بن إسماعيل بن جَهْبَل الحلبي الشافعي [ت733هـ] قال في رسالته التي ألفها في نفي الجهة عن الله ردا على ابن تيمية ما نصه: "والاستواء بمعنى الاستيلاء" اهـ، نقله التاج السبكي في "طبقاته".

43.القاضي محمد بن إبراهيم الشافعي الشهير ببدر الدين بن جماعة [ت733هـ] قال في كتابه "إيضاح الدليل" ما نصه: "فقوله تعالى: {اسْتَوَى } يتعين فيه معنى الاستيلاء والقهر لا القعود والاستقرار" اهـ.وقال أيضا: فإن قيل إنما يقال استولى لمن لم يكن مستوليا قبل أو لمن كان له منازع فيما استولى عليه أو عاجز ثم قدر ؟ قلنا: المراد بهذا الاستيلاء القدرة التامة الخالية من معارض، وليس لفظة { ثُمَّ } هنا لترتيب ذلك بل هي من باب ترتيب الأخبار، وعطف بعضها على بعض، فإن قيل فالاستيلاء حاصل بالنسبة إلى جميع المخلوقات، فما فائدة تخصيصه بالعرش؟ قلنا: خص بالذكر لأنه أعظم المخلوقات إجماعا، كما خصه بقوله{رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} وهو رب كل شيء، فإذا استولى على العرش المحيط بكل شيء استولى على الكل قطعا.اهـ

44.الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري المغربي المالكي المعروف بابن الحاج [ت737هـ] كان من أصحاب العلامة الولي العارف بالله الزاهد المقرئ ابن أبي جمرة رحمه الله تعالى ونفعنا به، ذكر في كتابه"المدخل" كلام ابن رشد الجد الذي ذكرناه ءانفا مؤيدا وموافقا له.

45.الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد المؤمن الشافعي المعروف بابن اللبان [ت749هـ] قال في كتابه "إزالة الشبهات": وفسره بعضهم بالاستيلاء، وأنكره الأعرابي، وقال: العرب لا يقولون: استولى إلا لمن له مضاد، وفيما قاله نظر، لأن الاستيلاء من الولى وهو القرب أو من الولاية، وكلاهما لا يفتقر في إطلاقه لمضاد.اهـ 

46.المفسر النحوي أبو حيان الأندلسي[ت754هـ] ذكر في تفسيره عدة أقوال في معنى الاستواء: الثاني: علا وارتفع من غير تكييف ولا تحديد، قاله الربيع بن أنس، والتقدير: علا أمره وسلطانه، واختاره الطبري. الثالث: أن يكون إلى بمعنى على، أي استوى على السماء، أي تفرد بملكها ولم يجعلها كالأرض ملكا لخلقه، ومن هذا المعنى قول الشاعر:

فلما علونا واستوينا عليهم** تركناهم صرعى لنسر وكاسر

ومعنى هذا الاستيلاء كما قال الشاعر: قد استوى بشر على العراق** من غير سيف ودم مهراق. اهـ 

47.القاضي عبد الرحمن بن أحمد الإيـجي [ت756هـ] قال في كتابه "المواقف" عن الاستواء: فقال الأكثرون: هو الاستيلاء، ويعود إلى القدرة. اهـ 

48.الإمام الفقيه تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي [ت756هـ] قال في كتابه"السيف الصقيل" ما نصه: "فالمقدم على هذا التأويل – أي تأويل الاستواء بالاستيلاء – لم يرتكب محذورا ولا وصف الله تعالى بما لا يجوز عليه" اهـ. 

49.اللغوي المفسر أحمد بن يوسف الشافعي المعروف بالسَّمين الحلبـي [ت756هـ] قال في كتابه "عمدة الحفاظ" ما نصه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [سورة طه]: أي استولى" اهـ. 

50.الشيخ عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي [ت768هـ] قال في كتابه روض الرياحين: وقال كثير من الأئمة الكبار العارفين أهل الأنوار والأصوليين النظار: استوى معناه استولى.اهـ

51.القاضي محمود بن أحمد القونوي الحنفي المعروف بابن السراج [ت770هـ ويقال771هـ] كما في كتابه "القلائد". وعبارته: لا بد وأن يفهم منه القهر والاستيلاء إذ هو أشرف معاني الاستواء، فإذا تمدح به من هو المنـزه عن التمكن والجهات فأولى أن يفهم منه ما يليق به من الصفات، فعلى هذا يحتمل أن يكون المراد منه استولى على العرش الذي هو أعظم المخلوقات، وتخصيصه بالذكر كان تشريفا له.اهـ ثم قال: فإن قيل هذا التأويل غير جائز لوجوه أحدها أن الاستيلاء عبارة عن حصول الغلبة بعد العجز وذلك في حق الله تعالى محال وثانيها أنه إنما يقال فلان استولى على كذا إذا كان المستولى عليه موجودا قبل ذلك ولا يمكن أن يكون كذلك لما كان العرش مخلوقا بخلقه تعالى وثالثها أن الاستيلاء لا يكون مخصوصا بالعرش فلو كان المراد بالاستواء الاستيلاء لكان تخصيص العرش بالذكر خاليا عن الفائدة، والجواب: أنّا إذا فسّرنا الاستيلاء بالاقتدار سقطت هذه الشبهات بالكلية.اهـ

52.القاضي تاج الدين عبد الوهاب السبكي [ت771هـ] قال في كتابه السيف المشهور: إن معنى الاستواء الاستيلاء أي استولى على العرش الذي هو أعظم المخلوقات، وبالاستيلاء عليه يكون مستوليا على الوجود بأسره.اهـ

53.العلامة أكمل الدين محمد بن محمد البابرتي الحنفي[ت786هـ] قال في كتابه شرح وصية الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه بعد أن ذكر بعض معاني الاستواء: على أن الترجيح للاستيلاء لأنه تعالى تمدَّح به والاستواء للمدح فيما بينهم يُفهم منه الاستيلاء وتخصيصه باعتبار أعظم المخلوقات.اهـ

54.اللغوي مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادي [ت817هـ] قال في كتابه "بصائر ذوي التمييز" عند ذكر معاني الاستواء ما نصه: "بمعنى القهر {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [سورة الأعراف] {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [سورة طه]" اهـ.

55.الشيخ عز الدين محمد بن أبي بكر بن جماعة الشافعي [ت819هـ] قال في درج المعالي شرح بدء الأمالي ما نصه: مذهب أهل الحق أن الله تعالى ليس في جهة ولا مكان، وقالوا في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } المراد منه استولى. اهـ 

56.الشيخ الفقيه تقي الدين الحصني الشافعي [ت829هـ] قال في كتابه"دفع شبه من شبه وتمرد" في معرض بيان معنى الاستواء في اللغة ما نصه: "ومنها الاستيلاء على الشىء" اهـ .

57.الفقيه الأصولي كمال الدين محمد بن عبد الواحد الحنفي المعروف بابن الـهُمَام [ت861هـ] قال في كتابه "المسايرة" ما نصه: "أما كون المراد أنه -أي الاستواء - استيلاؤه على العرش فأمر جائز الإرادة" اهـ 

58.جلال الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد المحلي الشافعي[ت864هـ] قال في كتابه البدر الطالع: فيؤول الاستواء بالاستيلاء.اهـ 

59.عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف أبو زيد الثعالبي المالكي[ت875هـ] قال في تفسيره الجواهر الحسان: والقاعدة في هذه الآية ونحوها منع النقلة وحلول الحوادث ويبقى استواء القدرة والسلطان. اهـ

60.الشيخ محمد بن سليمان الكافيجي [ت879هـ] أحد مشايخ السيوطي قال في كتابه "التيسير" ما نصه: "أما التأويل في العرف فهو صرف اللفظ إلى بعض الوجوه ليكون ذلك موافقا للأصول كما إذا قال القائل: الظاهر أن المراد من الاستواء في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [سورة طه] هو الاستيلاء بما لاح لي من الدليل فذلك تأويل برأي الشرع" اهـ. 

61.المحدث الشيخ قاسم بن قطلوبغا الحنفي [ت879هـ] قال في حاشيته على "المسايرة" ما نصه: "أجاب أهل الحق بأن الاستواء مشترك بين معان.....، والمعنى الأليق الاستيلاء" اهـ.

62.المفسر أبو حفص عمر بن علي ابن عادل الدمشقي الحنبلي المتوفى بعد سنة 880هـ كما في كتابه اللباب في علوم الكتاب، وقال أيضا: قال ابنُ الخطيب: قالت المشبِّهةُ: لو لم يكن اللَّهُ في العرشِ لكان حملُ العرش عبثًا لا فائدة فيه، لا سيما قد أكَّد ذلك بقوله: { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ } [سورة الحاقة: 18]، والعرش إنَّما يكونُ لو كان الإلهُ حاضرًا في العرش. وأجاب: بأنه لا يمكن أن يكون المراد أنَّ الله - تعالى - جالس في العرش، لأن كل من كان حاملاً للعرش؛ كان حاملاً لكل ما كان في العرش فلو كان الإلهُ على العرش لزم أن كون الملائكة حاملين لله تعالى، وذلك محالٌ؛ لأنه يقتضي احتياج الله إليهم، وأن يكونوا أعظم قدرًا من الله، وكل ذلك كفرٌ، فعلمنا أنه لا بد فيه من التأويل، فنقول: السببُ في هذا الكلام هو أنه - تعالى - خاطبهم بما يتعارفونه، فخلق لنفسه بيتًا يزورونه ليس أنه يسكنه- تعالى الله عن ذلك - وجعل في ركن البيت حجرًا، هو يمينه في الأرض إذْ كان من شأنهم أن يعظموا رؤساءهم بتقبيل أيمانهم، وجعل على العبادِ حفظةً لا لأن النسيان يجوزُ عليه سبحانه، وكذلك أنَّ الملك إذا أراد محاسبة عماله جلس على سريره، ووقفت الأعوانُ حوله، فسمى الله يوم القيامة عرشًا، وحفَّت به الملائكة لا لأنه يقعد عليه، أو يحتاجُ إليه، بل كما قلنا في البيت والطَّواف. اهـ

63.الشيخ شمس الدين محمد النكساري [ت901هـ] قال في شرحه على بدء الأمالي: إن الاستواء يذكر ويراد به الاستيلاء والاتمام والاستقرار فلا يكون حجة مع الاحتمال بل على أن الترجيح للاستيلاء لأن المقام مقام مدح فلو حمل على غيره لا يبقى مدح. اهـ

64.الشيخ كمال الدين محمد بن محمد الشافعي المعروف بابن أبي شريف [ت905هـ] شارح كتاب"المسايرة" لابن الـهمام الذي مر ذكره ووافقه على التأويل باستولى. 

65.الحافظ جلال الدين السيوطي الشافعي [ت911هـ] في كتاب الكنز المدفون والفلك المشحون قال ما نصه: العرش أعلى العالم وليس شىء بأعلى منه ولا أظهر، ولذلك خص الاستواء عليه وهو استواء استيلاء فمن استولى على أعظم المخلوقات استولى على ما دونه.اهـ

66.الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني الشافعي [ت923هـ] قال في شرحه على البخاري: { ثُمَّ اسْتَوَى } استولى {عَلَى الْعَرْشِ } أضاف الاستيلاء إلى العرش، وإن كان سبحانه مستوليا على جميع المخلوقات لأن العرش أعظمها وأعلاها، وتفسير العرش بالسرير والاستواء بالاستقرار كما يقوله المشبهة باطل لأنه تعالى كان قبل العرش ولا مكان وهو الآن كما كان لأن التغير من صفات الأكوان.اهـ 

67.القاضي الشيخ زكريا بن محمد الأنصاري المصري الشافعي [ت926هـ] كما في كتابه "غاية الوصول شرح لب الأصول". 

68.الشيخ علوان ابن السيد عطية الحسيني الحموي [ت936هـ] كما في كتابه بيان المعاني.

69.الشيخ أبو الحسن علي بن محمد المنوفي المالكي المصري [ت939هـ] قال في كتابه"كفاية الطالب" ما نصه: "فمعنى استوائه على عرشه أن الله تعالى استولى عليه استيلاء ملك قادر قاهر، ومن استولى على أعظم الأشياء كان ما دونه في ضمنه ومنطويا تحته، وقيل الاستواء بمعنى العلو أي علو مرتبه ومكانة لا علو المكان" اهـ.

70.المفسر محمد بن مصلح الدين مصطفى القوجوي الحنفي المعروف بشيخ زاده [ت951هـ] كما في حاشيته على تفسير البيضاوي فقد قال: "ولا يتوهم أيضا من استوائه على العرش كونه معتمدا عليه مستقرا فوقه بحيث لولا العرش لسقط ولنزل لأن ذلك مستحيل في حقه تعالى لاتفاق المسلمين على أنه تعالى هو الممسك للعرش والحافظ [له] وأنه لا يحتاج إلى شىء مما سواه بل المراد من الاستواء على العرش، والله أعلم، الاستيلاء عليه ونفاذ التصرف، وخص العرش بالاستيلاء عليه لأنه أعظم المخلوقات، قال الشاعر : قد استوى بشر على العراق** من غير سيف ودم مهراق" اهــ

71.الشيخ جمال الدين يوسف بن عبد الله الأرميوني الشافعي [ت958هـ] في كتابه"القول المعتمد". 

72.شمس الدين محمد بن أحمد الخطيب الشربيني الشافعي [ت977هـ] كما في كتابه السراج المنير.

73.المفسر القاضي أبو السعود محمد بن محمد العمادي الحنفي [ت982هـ] في تفسيره"إرشاد العقل السليم".

74. شمس الدين محمد الرملي[1004هـ] ناقلا كلام ابن الهمام مقرا له ومستحسنا في فتاويه.

75.الشيخ ملا علي القاري الحنفي [ت1014هـ] في ضوء المعالي شرح بدء الأمالي قال ما نصه: والمجسمة وهم الحشوية يصرحون بالاستقرار على العرش لظاهر الآية، ولا حجة فيها، لأن الاستواء له معان كالاستيلاء ومنه قول الشاعر: قد استوى بشر على العراق   من غير سيف ودم مهراق.اهـ 

76.مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي الحنبلي[ت1033هـ] ناقلا كلام ابن الهمام مقرا له ومستحسنا كما في كتابه أقاويل الثقات .

77.الشيخ برهان الدين إبراهيم اللقاني المالكي [ت1041هـ] في شرحه على منظومته جوهرة التوحيد.

78.القاضي كمال الدين أحمد البياضي الحنفي [ت1097هـ] ناقلا قول بعض العلماء كما في كتابه إشارات المرام.

79.الشيخ إسماعيل بن عبد الباقي اليازجي الشهير بابن كاتب الينكجرية [ت1121هـ] في ضوء اللآلي شرح بدء الأمالي . وفي مختصره نور المعالي لشرح بدء الأمالي، وعبارته في نور المعالي: لا يجوز وصفه تعالى بالاستقرار على العرش أو في مكان أو في جهة ما، تعالى وتنـزه عن ذلك، وهذا مذهبنا أهل الحق، خلافا للمجسمة القائلين بأن الله فوق العرش، المعبرين عن الاستواء في الآية بالاستقرار، وأجاب أهل الحق أن المراد بالاستواء في النص الاستيلاء كما قال الشاعر: قد استوى بشر على العراق** من غير سيف ودم مهراق.اهـ

80.الشيخ أحمد بن غنيم النفراوي الأزهري المالكي [ت1126هـ] في كتابه "الفواكه الدواني"، قال ما نصه :"استوى أي استولى بالقهر والغلبة استيلاء ملك قاهر وإله قادر، ويلزم من استيلائه تعالى على أعظم الأشياء وأعلاها استيلاؤه على ما دونه" اهـ

81.الشيخ إسماعيل حقي[ت1137هـ] قال في تفسيره روح البيان: قال ابن الشيخ: ومعنى الاستواء عليه الاستيلاء عليه بالقهر ونفاذ التصرف فيه وخص العرش بالإخبار عن الاستواء عليه لكونه أعظم المخلوقات فيفيد أنه استولى على ما دونه.اهـ 

82.الشيخ المفسر سليمان بن عمر الشافعي الشهير بالجمل [ت1204هـ] نقل في حاشيته على تفسير الجلالين عن شيخه ما نصه: "وطريقة الخلف التأويل بتعيين محمل اللفظ فيؤولون الاستواء بالاستيلاء" اهـ .

83.الحافظ اللغوي الفقيه محمد مرتضى الزبيدي الحنفي [ت1205هـ] قال في شرح الإحياء ما نصه: "وإذا خيف على العامة لقصور أفهامهم عدم فهم الاستواء إذا لم يكن بمعنى الاستيلاء إلا بالاتصال ونحوه من لوازم الجسمية وأن لا يقفوا تلك اللوازم فلا بأس بصرف فهمهم إلى الاستيلاء صيانة لهم من المحذور، فإنه قد ثبت إطلاقه وإرادته لغة" اهـ. وقال: فإن قيل فهذا يشعر بكونه مغلوبا مقهورا قبل الاستواء، قيل: إنما يشعر بما قلتم أن لو كان للعرش وجود قبل الخلق وكان قديما، والعرش مخلوق وكل ما خلقه حصل مسخرًا تحت خلقه فلولا خلقه إياه لما حدث، ولولا إبقاؤه إياه لما بقى، ونص على العرش لأنه أعظم المخلوقات فيما نقل إلينا، وإذا نص على الأعظم فقد اندرج تحته ما دونه. اهـ

84.الشيخ محمد الإطفيحي الشافعي [ت1115هـ] في حاشيته على هداية المريد.

85.الشيخ أحمد بن محمد العدوي الشهير بالدردير[ت1201هـ] كما في كتابه شرح الخريدة في علم التوحيد.

86.الشيخ محمد الطيب بن عبد المجيد المدعو ابن كيران المالكي [ت1227هـ] في شرحه على توحيد العالم الماهر سيدي عبد الواحد بن عاشر مفسرا الاستواء على العرش بالقهر والغلبة، كقوله:

"فلما علونا واستوينا عليهم** جعلناهم مرعى لنسر وطائر

وقوله :

 قد استوى بشر على العراق** من غير سيف ودم مــهــراق

وخص العرش لأنه أعظم المخلوقات، ومن استولى على أعظمها كان استيلاؤه على غيره أحرى" اهـ. 

87.الشيخ محمد بن سليمان الحلبي الريحاوي [ت1228هـ] في كتابه نخبة اللآلى لشرح بدء الأمالي 

88.الشيخ أحمد بن محمد المالكي الصاوي [ت1241هـ] كما في شرحه "على جوهرة التوحيد".

89.الشيخ حسن بن محمد العطار [ت1250هـ] كما في حاشيته على جمع الجوامع. 

90.شهاب الدين السيد محمود الألوسي البغدادي [ت1270هـ] قال في تفسيره روح المعاني: وقد توسط ابن الهمام في المسايرة وقد بلغ رتبة الاجتهاد كما قال عصرينا ابن عابدين الشامى في رد المحتار حاشية الدر المختار توسطا أخص من هذا التوسط فذكر ما حاصله وجوب الإيمان بأنه تعالى استوى على العرش مع نفى التشبيه وأما كون المراد استولى فأمر جائز الإرادة لا واجبها إذ لا دليل عليه وإذا خيف على العامة عدم فهم الاستواء إذا لم يكن بمعنى الاستيلاء إلا بالاتصال ونحوه من لوازم الجسمية فلا بأس بصرف فهمهم إلى الاستيلاء فإنه قد ثبت اطلاقه عليه لغة في قوله:

فلما علونا واستوينا عليهم ** جعلناهم مرعى لنسر وطائر. اهـ

91.الشيخ إدريس بن أحمد الوزاني الفاسي المولود سنة 1275هـ في"نشر الطيب على شرح الشيخ الطيب" قال: "الاستواء يطلق لغة على الاستقرار على الشىء ولكن لا يحمل على ظاهره كما تقول المشبهة بل المراد لازمه الذي هو الاستيلاء بالقهر والغلبة" اهـ. 

92.المحدث أبو عبد الله محمد بن درويش الحوت البيروتي الشافعي [ت1276هـ] قال في رسالته "الدرة الوضية في توحيد رب البرية" ما نصه: "وقد أوَّل الخلف الاستواء بالقهر والاستيلاء على العرش" اهـ.

93.الشيخ إبراهيم محمد البيجوري الشافعي [ت1277هـ] قال في شرح "جوهرة التوحيد" في تفسير ءاية الاستواء: والخلف يقولون: المراد به الاستيلاء والملك .اهـ 

94.الشيخ محمد علاء الدين بن محمد أمين عابدين الدمشقي الحنفي [ت1306هـ] في كتابه "الهدية العلائية" قال ما نصه: وقالوا "استوى" بمعنى استولى اهـ.

95.الشيخ إسماعيل بن موسى بن عثمان الحامدي المالكي [ت1316هـ] قال في شرحه على العقيدة الصغرى: وأما قوله تعالى في سورة طه: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } فمعناه والله أعلم أنه مستول بقهره وعظمته وسلطانه، وليس المعنى أنه جالس على العرش، لأن هذا من صفات الحوادث وهو محال في حقه تعالى، وبالجملة فكل ما خطر ببالك من صفات الحوادث فالله بخلاف ذلك. اهـ

96.الشيخ الفقيه المفسر المتكلم محمد نووي الشافعي الجاوي [ت1316هـ] في تفسيره. 

97.الشيخ حسين الجسر الطرابلسي[ت1327هـ] في كتابه الحصون الحميدية للمحافظة على العقائد الإسلامية.

98.شيخ الأزهر في مصر الأستاذ سليم البشري [ت1335هـ] قال في فتوى له نقلها الشيخ سلامة العزامي [ت1376هـ] في رسالته"فرقان القرءان": كقولهم (أي الخلف) إن الاستواء بمعنى الاستيلاء اهــ. 

99.الشيخ محمد بن محفوظ الترمسي الأندنوسي [ت1338هـ] قال في تفسير قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }: "فالظاهر من ذلك ليس مرادا اتفاقا، ثم السلف يفوضون علم حقيقته على التفصيل إلى الله، والخلف يؤولونه إلى أن المراد من الاستواء الاستيلاء والملك، على حد قول الشاعر: قد استوى بشر على العراق ** من غير سيف ودم مهراق" اهـ. 

100.الشيخ طاهر بن محمد الجزائري الدمشقي [ت1338هـ] كما في كتابه"الجواهر الكلامية" .

101.الشيخ محمد الحنيفي الحلبي [ت1342هـ] في كتابه المنهج السديد.

102.الشيخ خليل أحمد السهارنفوري [ت1346هـ] قال في كتاب الـمُهَنّد على الـمُفَنّد: قولنا في أمثال تلك الآيات: إنا نؤمن بـها، ولا يقال كيف، ونؤمن بأن الله سبحانه وتعالى متعال ومنزه عن صفات المخلوقين وعن سمات النقص والحدوث كما هو رأي قدمائنا وأما ما قال المتأخرون من أئمتنا في تلك الآيات ويؤولونها بتأويلات صحيحة سائغة في اللغة والشرع بأنه يمكن أن يكون المراد من الاستواء: الاستيلاء، ومن اليد: القدرة، إلى غير ذلك، تقريبا إلى أفهام القاصرين، فحق أيضا عندنا، وأما الجهة والمكان: فلا نـجوز إثباتـها له تعالى، ونقول إنه تعالى منزه ومتعال عنهما وعن جميع سمات الحدوث.اهـ

103.الشيخ عبد المجيد الشرنوبي المصري الأزهري المالكي [ت1348هـ] كما في شرحه على "تائية السلوك" وفي "تقريب المعاني". 

104.الشيخ محمود محمد الخطاب السبكي الأزهري [ت1352هـ] كما في كتابه"إتحاف الكائنات". 

105.الشيخ عثمان بن حسنين برّي الجعلي المالكي [انتهى المؤلف من شرحه سنة 1364هـ] قال في كتابه "سراج السلوك شرح أسهل المسالك" ما نصه: "وتؤول الاستواء على العرش بالقهر والغلبة بمعنى أن الله تعالى مالك للعرش وما حواه".اهـ

106.الشيخ محمد عبد العظيم الزُّرْقاني [ت1367هـ]، هو مدرس علوم القرءان وعلوم الحديث بخصص الدعوة والإرشاد بكلية أصول الدين سابقا في جامعة الأزهر بمصر، قال في كتابه"مناهل العرفان" طبق ما قرره مجلس الأزهر الأعلى في دراسة تخصص الكليات الأزهرية ما نصه: "وطائفة المتأخرين يعيِّنون فيقولون: إن المراد بالاستواء هنا هو الاستيلاء والقهر من غير معاناة ولا تكلف لأن اللغة تتسع لهذا المعنى".اهـ 

107.الشيخ محمد علي بن حسين المالكي المدرس بالحرم المكي [ت1367هـ] كما في تقريراته على شرح المحلى لجمع الجوامع بحاشية العطار.

108.الشيخ محمد زاهد بن الحسن الكوثري [ت1371هـ] وكيل المشيخة الإسلامية في الخلافة العثمانية سابقا، ووافق في "تكملة الرد على نونية ابن القيم" الحافظ الفقيه السبكي على تأويل الاستواء بالاستيلاء.

109.الشيخ سلامة القضاعي العزامي [ت1367هـ] كما في كتابه "البراهين الساطعة"، ورسالته "فرقان القرءان".

110.كتاب العقيدة الإسلامية: التوحيد في الكتاب والسنة. 

111.الشيخ إبراهيم الدسوقي وزير الأوقاف المصري الأسبق. 

112.الشيخ حسين بن عبد الرحيم مكي في كتابه "مذكرات التوحيد". 

113.وكذا في كتاب"مشروع زايد لتحفيظ القرءان الكريم" بدولة الإمارات العربية المتحدة .

114.الشيخ محمد حامد [ت1389ه]مدرس وخطيب جامع السلطان بحماه، قال في كتابه"ردود على أباطيل": "وإن استواء الله على عرشه يجري فيه المذهبان للسلف والخلف، فالسلف يفوضون معناه إلى الله تعالى مع التنزيه، والخلف يؤولونه بالاستيلاء على العرش وهو أعظم المكونات، فهو إذن مستولٍ على غيره بالأولى من غير استعصاء سابق لا من العرش ولا من غيره" اهـ. 

115.الشيخ أبو الفضل السنوري الأندنوسي في كتابه الدر الفريد في شرح جوهرة التوحيد.

116.الشيخ محمد الخضر الجكني الشنقيطي [ت1424هـ] قال في رسالته استحالة المعية بالذات:" الاستواء بمعنى الاستيلاء بالقهر والغلبة". ثم قال: وهذا التأويل وإن كان للمعتـزلة هو أحسن التأويلات عندي ويجب المصير إليه ولا علينا إذا وافقت المعتزلة الصواب فالمطلوب الحق مع أي أحد كان.اهـ

117.الشيخ عبد الكريم المدرس[ت1426هـ]، مفتي العراق، وإمام وخطيب جامع الأحمدي والمدرس في الحضرة الكيلانية ببغداد، في كتابه"الوسيلة". 

118.الشيخ العلامة المحدث عبد الله بن محمد الهرري المعروف بالحبشي [ت1429هـ]، قال في شرح العقيدة الطحاوية ما نصه: "يُفهم من الاستواء القهر والاستيلاء إذ هو أشرف معاني الاستواء، وهو مما يليق بالله تعالى، لأنه وصف نفسه بأنه قهار، فلا يجوز أن يتـرك ما هو لائق بالله تعالى إلى ما هو غير لائق بالله تعالى وهو الجلوس والاتصال والاستقرار" اهــ. 

وقال في كتابه الدليل القويم: فتبين أن تفسير استوى باستولى ليس فيه تجسيم لله ولا نسبة نقص لأن الاستيلاء بمعنى القهر. اهـ

119.الشيخ إبراهيم محمد إبراهيم حريبة في كتاب الرأي السديد في شرح جوهرة التوحيد.

120.الشيخ عبده غالب أحمد عيسى في كتابه كيفية الشهادتين.

121.الشيخ محمد عيد يعقوب في كتابه شرح متن التوحيد.

122.الشيخ أبو محمد حاكم بن مصدوقي بن سليمان اللاسمي في الذخائر المفيدة.

123.الشيخ محمد صالح بن عمر سماراني في ترجمة سبيل العبيد.

124.رسالة في بيان عقيدة المسلمين، بتقريظ جامعة الأزهر في مصر.

 125. قال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في كتابه التحرير و التنوير في تفسير قوله تعالى الرحمن على العرش استوى : التأويل الأول عند جمهور الأشاعرة و في مقدمتهم إمام الحرمين أن معنى الإستواء القهر و الغلبة و الإستيلاء ....فلا يصح إرادة المعنى الأصلي ( أي الظاهر ) لما هو معلوم لكل مؤمن من استحالة جلوس الرحمن على العرش ...


     وغيرهم كثير ولله الحمد


الثلاثاء، 25 أغسطس 2020

الصلاة بمسجد فيه قبر , ضريح

 بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


من بدع الوهابية تحريمهم الصلاة في مسجد فيه قبر واحتجوا بحديث البخاري لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد وفيه قول عائشة ولولا ذلك لابرزوا قبره


تعني قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فالجواب عن احتجاجهم بهذا الحديث ان الحديث محمول على من يقصد الصلاة الى القبر ( اي بترك القبلة ويتوجه في صلاته للقبر - وهذا لا يقوم به مسلم ولله الحمد ) لتعظيمه وهذا يتصور ان كان بارزا غير مستور والا فلا حرمه وذلك بان لا يقصد المصلي الصلاة اليه لتعظيمه او يكون مستورا فانه ان لم يكن بارزا لا يقصد الصلاة اليه


اما مجرد وجود قبر في مسجد لم يقصده المصلي بالصلاة اليه فلا ينطبق عليه الحديث المذكور ولذلك نصت الحنابلة على ان الصلاة في مقبرة مكروهة ولا تحرم

والوهابية يدعون انهم حنابلة وما اكثر ما يخالفون الامام احمد بن حنبل في الاصول والفروع


ويكفي في عدم حرمة الصلاة في مسجد فيه قبر قول عائشة ولولا ذلك لابرزوا ولم يخالف في ذلك احد من السلف او الخلف ولذلك يصلون في مسجد الرسول في الجهات الاربع غربي القبر وامامه وشرقيه وشماليه


فمن صلى شمالي القبر يكون متوجها الى القبر لكن الحرمة والكراهية انتفت لان القبر مستورا

فالوهابية في تحريمهم المطلق خالفوا اجماع المسلمين فيكونون ضللوا الامة


وقد قال القاضي عياض وغيره من قال قولا يؤدي الى تضليل الامة فهو مجمع على كفره فليعرفوا ما يؤدي اليه كلامهم


ومما يدل على عدم التحريم والكراهية اذا لم يكن بارزا ما ورد باسناد صحيح ان مسجد الخيف قـُـبـِـر فيه سبعون نبيا حتى ان قبر ادم على قول هنالك قرب المسجد وهو مسجد كان يُصلى فيه زمن الرسول عليه السلام الى وقتنا هذا ، وهذا الحديث اورده الحافظ في المطالب العالية وقال الحافظ البوصيري اسناده صحيح

واما حديث لا تصلوا الى القبور فليس فيه دلالة على التحريم بل هو محمول على اختلاف احوال القبر على التفصيل السابق

قال الشيخ البهوتي الحنبلي في شرح منتهى الايرادات ما نصه :

( وتكره ) الصلاة ( اليها) اي القبور لحديث ابي مرشد الغنوي مرفوعا ( لا تصلوا الى القبور ولا تجلسوا عليها . رواه الشيخان ( بلا حائل ) فاذا كان حائل لم تكره الصلاة ( ولو ) كان ( كمؤخرة رحل )


ثم ان الصلاة في المساجد التي يوجد بها قبور صلاة جائزة وصحيحة متى استوفت شروطها وأركانها المقررة شرعًا ، لأن الصلاة لله تعالى وليست لصاحب القبر أو الضريح ، ولا يمكن أبدًا القول ببطلان الصلاة أو حرمتها في المساجد التي تضم الأضرحة والقبور وإلا لوجب القول ببطلان صلاة المسلمين وحرمتها في المسجد النبوي الشريف ، لأنه يضم قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبر أبي بكر وقبر عمر رضي الله عنهما بل وقبر الشيخ أبي شجاع الأصفهاني الشافعي رحمه الله صاحب المتن المشهور في فقه الشافعية حيث دفن بالجوار النبوي الشريف في القرن السادس الهجري .

ولما مات الصحابي أبو بصير بنى أبو جندل على قبره مسجدًا "بِجُدَّةِ البحر" بحضور ثلاثمائة من الصحابة – كما رواه موسى بن عقبة في "مغازيه" عن الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن المِسْوَر بن مخرمة ومروان بن الحكم رضي الله عنهم ، وهذا إسناد صحيح كله أئمة ثقات – وأقر النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ذلك ولم يأمر بإخراج القبر من المسجد أو نبشه ، وعلى ذلك جرى عمل المسلمين جيلاً بعد جيل وخلفًا عن سلفٍ من غير نكير ، قال العلامة ابن حجر الهيتمي : " وهذا إجماع فعلي وهو حجة كما تقرر في الأصول " اهـ .

وأما حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : « لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ »


فالمساجد في اللغة : جمع مَسْجِد ، والمعنى في الحديث : السجود لها على وجه تعظيمها وعبادتها كما يسجد المشركون للأصنام والأوثان – كما فسرته الرواية الصحيحة الأخرى للحديث عند ابن سعد في "الطبقات الكبرى" عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا بلفظ : « اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِى وَثَنًا ؛ لَعَنَ اللَّهُ قَوْمًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ » فجملة « لَعَنَ اللَّهُ قَوْمًا.. » بيان لمعنى جَعْلِ القبر وثنًا

والمعنى : اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُسْجَدُ له ويُعْبَدُ كما سجد قوم لقبور أنبيائهم .

قال الإمام البيضاوي : " لما كانت اليهود والنصارى يسجدون لقبور أنبيائهم تعظيمًا لشأنهم ، ويجعلونها قبلة يتوجهون في الصلاة نحوها واتخذوها أوثانًا لعنهم اللهُ ومنع المسلمين من مثل ذلك ، فأما من اتخذ مسجدًا في جوار صالحٍ وقصد التبرُّك بالقرب منه لا التعظيم له ولا التوجه نحوه فلا يدخل في ذلك الوعيد " ا هـ .

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : « فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ قَبْرُ سَبْعِيْنَ نَبِيًّا » أخرجه البزار والطبراني في المعجم الكبير وقال الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد البزار : هو إسناد صحيح ، وقد ثبت في الآثار أن سيدنا إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر رضي الله عنها قد دفنا في الحجر في البيت الحرام وهذا هو الذي ذكره ثقات المؤرخين واعتمده علماء السير .


السبت، 22 أغسطس 2020

النور في بيان جواز التوسل بالأنبياء والصالحين وأهل القبور

 النور في بيان جواز التوسل بالأنبياء والصالحين

وأهل القبور

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أذل البدع وأهلها وأعز السنة ومن استأهلها فقيض لها في كل
زمان طائفه لا يضرها من خذلها مسلطه سيوف الأدله على من حرف الشريعة أو بدلها وأصلي وأسلم على محمد بن عبد الله النبي الأمي الذي علم ألامه التوحيد وأسس لنا قواعد الشريعة والإسلام وتركنا علي الواضحه وأتم لنا ديننا
والذي قرن الله اسمه باسمه وقال فيه قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين
وعلى إله وأصحابه الذي فازوا بصحبته ونالوا بركته أما بعد,

خرج علينا من القرون المتأخرة بعض الأقوال التي يضحك لها الصبيان من عدم جواز التوسل بالنبي الأمين صلى الله عليه وسلم والصالحين واتهموا أهل الإسلام المتوسلون بالشرك والزندقة وتبديل هذا الدين وتبعهم بعض الجهال فرددوا أقوالهم التي شذت عن الإجماع وجمهور المسلمين.
فكان لزاما علينا التوضيح والرد على الغلاة المتعصبين الذين أنكروا ما ثبت في الشرع المبين بالدليل المتين .

بعد أن بدلوا الحقائق البهية.وخالفوا السواد الأعظم من أمه النبي الامين وخالفوا صريح الكتاب وصحيح السنة وضربوا بأقوال جل علماء الأمه عرض الحائط بلا حياء ولا استحياء وحصروا الحق في أقوالهم الباطلة.

وصدق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم القائل عن ابن عمر-رضي الله عنه-:
"إن الله لا يجمع هذه الأمة على ضلالة أبداً، وإن يد الله مع الجماعة، فاتبعوا السواد الأعظم، فإن من شذ في النار)
رواه الترمذي (٢٠٩٣)، والحاكم (١/١٩٩-٢٠٠)، وأبو نعيم في الحلية (٣/٣٧)وابن مندة،من طريق الضياء عن ابن عمر

والسواد الأعظم من جل علماء المسلمين دونوا آرائهم الواضحه وطفحت كتبهم بما ينص على استحباب التوسل بالنبي صلوات الله عليه وتسليمه
وأهل الله من الأولياء والصالحين ولم ينكر نكير إلا في القرون المتأخرة وكأنهم يرمون أئمة المذاهب وجل العلماء طيلة هذه القرون السابقة بل ومن بعدها بالشرك والكفر والابتداع أعوذ بالله من هذا واستغفر الله من هذه الأقوال
فلا ينكر نكير توسل ألائمه الكمل
مثل الإمام النووي شارح صحيح مسلم والإمام ابن حجر العسقلاني شارح صحيح البخاري والإمام القرطبي وسلطان العلماء العز ابن عبد السلام وغيرهم الكثير كما سنري في صلب الأدله التي سنوردها مع بيان أقوالهم وهم ممن حفظوا لنا هذا الدين ونقلوه إلينا رضي الله عنهم وأرضاهم
وهذه المطوية التي التقطنا مادتها من جل كتب العلماء فصرفنا عنان الجهد لالتقاط ما هو مطلوب البيان في هذا المقام
وسنعرض في هذه المطوية الملتقطه من أقوال العلماء مع بعض الشروحات لما استعصى من الكلمات بعض الأدله في الاستعانة والتوسل والاستغاثة بالنبي وبالصالحين
وما دعانا الي صرف الجهد والتقاط اقوال جل علماء الامه هو رمي الجهلاء لسواد الامه الاسلامية بالشرك والالحاد والحقيقة أن لو كان هذا شركا أو منفذا للوقوع في الشرك كما يدعي من حرم التوسل والاستغاثة لكان أمرا عظيما لأنه بذلك يكون قد أتهم محمدا ابن عبد لله عليه الصلاة والسلام بِالتَّقْصِيرِ في أداء رسالته وترك اُمْتُهُ تتردى في مهاوي الضلال، وتكون الأمة ـ على مرّ الأزمنة السابقة ـ قد وقعت في الشرك، وهو أمر لا يجوز عقلاً ولا شرعاً، وكيف يستقيم ذلك مع قوله صلى الله عليه وسلم
: "تركتكم على الواضحة"!
واليوم أكملت لكم دينكم
عن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنّه لم يكن نبي قبلي إِلَّا كان حقاً عليه أن يدل اُمْتُهُ على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم)
صحيح مسلم: ٣/١٤٧٢ كتاب الإمارة

فإذا كان الأمر (التوسل والاستغاثة بهذه الدرجة من الخطورة على عقائد المسلمين لما أغفل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر ولكان نهى عنه بكل شدّة
بل نبينا صلى الله عليه وسلم هو من علمنا التبرك والتوسل كما سنري
بل إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد تبرّك بوضوء المسلمين، كما وردت بذلك الأخبار الصحيحة
:فعن ابن عمر, قال: قلت يا رسول الله, أتوضأ من جرّ جديد مخمّر أحبّ إليك, أم من المطاهر؟ قال: "لا, بل من المطاهر, إن دين الله يسّر الحنيفية السمحة". قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه, يرجو بركة أيدي المسلمين.
مجمع الزوائد: ١/٢١٤، وقال: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثّقون،
كنز العمال: ٧/١١٢، ح ١٨٢٣١

وليعلم أحبائنا المسلمون أننا سنورد فقط امثله من أنواعها وليس من باب الإحصاء فإن إحصائها لا يتيسر للباحث وفي ما سنورده الكفاية بإذن الله لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
وسنقسم هذه المطوية إلى خمسه فصول لتخدم المقام الذي نحن بصدده

الفصل الاول:- مصطلحات لغوية
الفصل الثاني:- ما أستند إليه المخالفون وتوضيح الإشكال
الفصل الثالث:- أدله التوسل بالأحياء والأموات من الكتاب والسنة وأقوال العلماء
الفصل الرابع:- الحياة البرزخية وحقيقتها
الفصل الخامس:- فصل في أسماء أشهر علماء ألامه الإسلامية المتوسلين


الفصل الأول
مصطلحات لغوية
الوسيله
الوسيلة في اللغة: المنزلة عند الملك , والوسيلة:-الدرجة , والوسيلة:-القربة , وسل فلان إلى الله وسيلة إذا عمل عملا تقرب به إلى الله , والواسل:- الراغب إلى الله
ويقال توسل إليه بوسيله إذا تقرب إليه بعمل ,وتوسل إليه بكذا أي تقرب إليه بحرمه آصرة تعطفه عليه
إذا الوسيلة:- الوصلة والقربى وجمعها الوسائل
( لسان العرب لابن منظور ج ١١ ص ٧٢٤ مادة< وسل>(
الدعاء
لخص أبو البقاء المعاني المتعددة للدعاء مستشهدا بآيات القرآن الكريم ، قال : " والدعاء : الرغبة إلى الله والعبادة نحو ( وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرّك ) ، والاستعانة نحو ( وَادْعُوا شُهَدَاءكُم ) ، والسؤال نحو ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) ، والقول نحو ( دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ ) ، والنداء نحو ( يَوْمَ يَدْعُوكُمْ ) ، التسمية نحو ( لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا (
أبو البقاء الكليات ص ٤٤٧
والدعاء شرعا:- أقصى نهاية الخضوع والتذلل بشرط نية التقرب فالعبادة لا تطلق إلا على العمل الدال علي الخضوع المتقرب به لمن يعظمه باعتقاده تأثير في النفع والضر وعلى هذا فشرط كونها عبادة نية التقرب للمعبود
الاستغاثة
الاستغاثة لغة : طلب الغوث والنصر .
وشرعا : لا تخرج في المعنى عن التعريف اللغوي
تكون طلب العون وتفريج الكروب
فلا تختلف الاستغاثة عن التوسل
قال تعالى { فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ .. }[القصص ١٥]

الفصل الثاني
ما أستند إليه المخالفون وتوضيح الإشكال
استند أصحاب هذا الرأي إلى آيات الكتاب الحكيم وبعض الأحاديث وسنعرضها جميعا بإذن الله تعالى ونرد الأدله علي قصور الفهم الذي أدى إلى الإشكال

اولا:- الإشكالات في فهم الآيات من الكتاب الحكيم.

١- قول الله تعالى : (لاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
سورة يونس ١٠٦ ، ١٠٧ .
٢- وقوله تعالى (إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )
العنكبوت : ١٧.
٣- وقوله تعالى ( ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون . وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين) سورة الأحقاف : ٥ ، ٦ .
٤- قال تعالى (( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ))
سورة الجن ، آية : ١٨
٥- قال تعالى ((مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى
[الزمر:٣]
6- قال تعالى: "إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ") لأعراف ١٩٤ ("

الرد على الإشكالات في هذه الايات:-

استدل أهل الإنكار بآيات نزلت في المشركين لا تنطبق على أهل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالصالحين ولا تقربهم لاختلاف الحال كليا وكما ذكر البخاري عن قول ابن عمر رضي الله عنه
في الخوارج يقول البخاري:
«وكان ابن عمر يراهم شرار الخلق، وقد قال: إنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين».
ومما استند إليه من حرم التوسل أنهم قالوا إن العبرة في الآيات هي عموم اللفظ وليس في خصوص السبب
وهذا قول حق أريد به باطل فلا أحد ينكر عموم اللفظ ولكن المستدعي للنظر والفهم أن هذه الآيات لا تشمل المسلمين لاختلاف حالهم عن حال الكفار جملا وتفصيلا فالدعاء في هذه الآيات بمعني العبادة لأصنامهم
والمتوسلون يدعون الله الواحد الأحد والكفار يدعون آلهتهم من دون الله فأحوال الكفار في من نزلت فيهم الآيات لا يرتبط بأي صلة تشير إلى أهل القبلة من المسلمين!!!!
فشتان بين يدعوا الله متوسلا بجاه نبيه وصالحيه وبين من يدعوا غير الله فكيف يعمم الحكم على أمه الإسلام؟؟
فرق كبير بين من يقول يا رب أعطني كذا بحق فلان..
وبين من يقول اعل هبل..خذلني آلات.!!
ولكنا نجد أهل الفتنة يشرقون ويغربون ويقولون هذا ما قاله الكفار ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } ونحو قوله تعالى } فلا تدعوا مع الله أحداً}
ولكنهم قد تناسوا أن هذه الآيات قد جعلت في أهل الكفر والإلحاد
وما من موحدا متوسلا يعبد نبي أو ولي.
فكل أيه تدل على المعنى الصريح الواضح ووضع الكفار
وهو العبادة للأوثان من دون الله والفرق بين دعاء المشركين لغير الله وبين استشفاع المؤمنين إلى ربهم واضح بيِّن لكل ذي لبٍّ قويم , فالمشركون كانوا يتخذون من يدعونه إلهاً من دون الله فيدعونهم استقلالا من دون الله
وسيتضح ذلك من أوجه عديدة
الوجه الأول:- فالمشركون جعلوا أصنامهم إلهه تعبد والمسلمون ما اعتقدوا في إله غير الله فليس لنا غير إله واحد الله جل جلاله ويظهر جليا الفرق بين المسلمين وبين عباد الأصنام وغيرهم في قول الله تعالى في الكفار
(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا) مريم : ٨١
-
الوجه الثاني:- الأنبياء جميعا عليهم الصلاة والسلام عند المسلمين هم أنبياء معصومون بشر لهم خواص خاصه من الله بها عليهم وأعطاهم ما لم يعطه لبشر وليسوا إلهه تعبد من دون الله

الوجه الثالث:- الأولياء هم أولياء محفوظون وصلوا إلى رتبه الولاية بالعمل الصالح وعبادة رب العباد وليسوا إلهه تعبد,والا كان الاولي انبياء الله تعالي عليه السلام

الوجه الرابع:- ورد في الآيات أن الكفار وجدوا ضالتهم في عباده هذه الأصنام فاستحقت العبادة بالنسبة لهم وعبدوها بالفعل كما في قوله تعالى
(وما نعبدهم إلا ليقربونا)
أما المسلمون فلا إله لهم غير الله تعالى ولا يستحق العبادة غيره سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم وما عبدوا غيره جل جلاله

الوجه الخامس:- أن المشركون عبدوا أصنامهم وأنبيائهم وصالحيهم ليقربوهم إلى الله والمسلمون عبدوا الله وحده ولم يعبدوا غيره وتوسلوا بالأنبياء والصالحين رجاء تحقيق مطالبهم من الواحد القهار
فدعاء المشركين دعاء ألوهية وتعبد، ودعاء المسلمين توسل واستشفاع فشتان بين الاثنين فكيف يعمم أهل الجهل القول علي المسلمين؟

الوجه السادس:- الكفار اتخذوا أصنامهم وأنبيائهم وصالحيهم إله من دون الله والإله هو المستحق للعبادة فكانت عبادتهم لهم على اعتبار الألوهية وليس على اعتبار التوسل والاستشفاع والتبرك فكانوا يسجدون لها تعظيما وإجلال وخضوعا لها واعتقدوا أنها تنفع وتضر استقلالا
وما قالوا نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله إلا بعد أقامه الحجة عليهم وهذا من تلبيس الشيطان عليهم ومن جحدهم بآيات الله والمسلمون اتخذوا الله إله واحدا لا شريك له وعرفوا قدر الأنبياء والصالحين وان النفع والضر بيد الله تعالى وان القدرة المطلقة من صفات الألوهية ويعطي الله ما يشاء لمن يشاء ولا حد لقدرته المطلقه
وقوله تعالى في الآية الكريميه (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى
فإنما كانت لإظهار أن علل عباد الأوثان والأصنام التي عللوا بها عباده الأصنام إنما هي عله فاسدة وجاءت الآية من باب التنبيه علي ضلالتهم وهذا ما ذكر في أكثر من أيه في الكتاب الحكيم من اعتقادهم أن أصنامهم تضر وتنفع استقلالا وأنهم خضعوا لها وعبدوها من دون الله تعالى.فلما أقيمت عليهم الحجة بأنها لا تنفع ولا تضر قالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى.وهذا من جحدهم بآيات الله تعالى.ومن كذبهم الذي أظهره الله في أكثر من موضع في الكتاب الحكيم.
وهذا ما لا ينطبق على أهل الإسلام بالضرورة..
وهذا واضح وصريح في جميع الآيات من أن الكفار قد عبدوا أصنامهم وأنبيائهم وجعلوهم إلهه تنفع وتضر وترزق فأضافوا إليهم صفات الألوهية ونسبوا إليهم القدرة استقلالا
فالآية جاءت لإظهار العلة وبيان جحدهم وبيان كذب دعواهم
وهذا يظهر جليا في آيات الكتاب الحكيم لمن ألقى المسع وهو شهيد
فالكفار كذبوا وجود الله تعالى وعبدوا أصنامهم

قالي تعالي
(وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفوراً)
الفرقان ٦٠
(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا) مريم : ٨١
(إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوء) هود : ٥٤
(إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) العنكبوت : ١٧
فهذه الآيات تدل وتصرح بعبادتهم الأوثان من دون الله تعالى فكيف تنطبق هذه الآيات على المتوسل وهو من عبد الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد!!
(لَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ * وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقامٍ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْض لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِي اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِي اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ)
الزمر : ٣٦ ٣٨
الأية هنا تصرح بأن المشركين يخوفون الرسول صلى الله عليه وسلم بآلهتهم
قال البغوي في تفسير الآية : " ... وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ... " وذلك أنهم خوفوا النبي صلى الله عليه وسلم معرة معاداة الأوثان
وقالوا : لتكفن عن شتم آلهتنا أو ليصيبنك منهم خبل أو جنون
تفسير البغوي ج ٤ ص ٦٩
(وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ) يونس 18
(أَفَرَأَيْتُمُ اَللَّات وَالْعُزَّى * وَمَناةَ الثَّالِثَةَ اَلْأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ اَلْأُنْثَى * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى * إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ ) النجم : ١٩ ٢٣
" وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْض كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ "
البقرة : ١١٦
فكلامهم صريح بنسبة الضرر والنفع إلى أصنامهم استقلالا التي عبدوها من دون الله فكيف تنطبق هذه الآيات على المسلمين وهم يعبدون الله الواحد الأحد؟؟
فإن جميع هذه الآيات تدل وبصراحة على أن شرك المشركين كان في دعاء الآلهة التي عبدوها من دون الله ، وهل هناك حاجة لأدلة أصرح من هذه الآيات؟
(( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً ))
هذا توبيخ للمشركين في دعواهم مع الله غيره في المسجد الحرام هو لله اصطفاه لهم , واختصهم به , ووضعه مسكنا لهم .
وأحياه بعد الممات على يد أبيهم , وعمره من الخراب بسلفهم , وحين بلغت الحالة إليهم كفروا هذه النعمة , وأشركوا بالله غيره وما كان المتوسل يشرك احدا ايا كان في العباده مع الله كما بينا سابقا. فالمشركون كانوا
يعبدون لآوثان من دون الله والفرق بين دعاء المشركين لغير الله وبين استشفاع المؤمنين إلى ربهم واضح بيِّن لكل ذي لبٍّ قويم , فالمشركون كانوا يتخذون من يدعونه إلهاً من دون الله فيدعونهم استقلالا من دون الله اما التوسل فهو عبد الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد!!


٦- وقوله تعالى : ( أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ؟ أإله مع الله ؟ ) سورة النمل : ٦٢
٧- وقوله تعالى (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)
(٦٠)غافر
٨- قال تعالى ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ اَلدَّاعّ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
(١٨٦) البقرة
الرد علي الإشكالات في هذه الايات:-
فهذه الآيات لا تنكر الاستغاثة والتوسل فمن استعان بمخلوق أو سأله أو طلب منه معتقدا أنه ينفع ويضر بنفسه استقلالا دون الله فقد أشرك..وهذا لا خلاف عليه
فهذه الآيات شاملة لدعاء الشخص نفسه ولدعاء المستغاث به وكل من الاستغاثة والتوسل ليس فيهما دعاء غير الله بما اختص به وحتى حين يطلب المستغيث أو المتوسل قضاء الحاجة من المستغاث به مباشرة لا يريد الموحد بالله منه إلا أن يسعى في قضاء حاجته بالطرق المقدوره له عند من بيده الأمر وحده الله جل جلاله فهو في حقيقته استشفاع لطلب السعي والتسبب العادي في إجابة الدعاء وقضاء الحاجة.

أما التوسل فهو مشروع ولا أحد يظن كما بينا مسبقا أن التوسل والاستغاثة بالأنبياء والصالحين ليس إلا تشفعا بهم لله عز وجل فالله هو المتصف بالقدرة المطلقة ويعطي ما يشاء لمن يشاء من عبادة فيعطي لهم بعض القدرة المقيدة وهل هذا على الله بكثير..؟
والأنبياء والأولياء ما هم إلا سببا في الضر والنفع بإذن الله تعالى والفاعل هو الله جل جلاله كما بينا وسنبين في معرض المطوية.
والاستغاثة والتوسل إذا أطلقت على المخلوق فهي من قبيل الاشتراك اللفظي والمجاز وكل المؤمنين يعلمون أن المغيث هو الله وما النبي أو الولي إلا من قبيل التسبب.

9- قال تعالى: "إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين".
هذه الآية واردة فيمن يعبدُ غير الله تعالى، ولا يجوز الاستدلال بها للرد على المتوسلين إلى الله بخلقه، ثم إن المراد بالآية هو الأصنام لا الموتى من الأنبياء والأولياء والصالحين.

ثانيا- بيان الإشكال في الأحاديث النبوية الشريفة
٩- فعن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(أن الدعاء هو العبادة)

فنقول لهم إن التوسل لا يسمي عباده قطعا ولا يقال فيه عباده بل هو وسيلة إلى العبادة ومعلوم لذوي الألباب أن وسيلة الشيء غيره بالضرورة
فإن التوسل ليس فيه تقرب للمتوسل به ولا تعظيمه وإيصاله إلى مرتبه الألوهية بأنه ينفع ويضر بل المتوسل به هو وسيلة رجاء تحقيق مطالبه من الله تعالى فالله وحده النافع الضار ومن المعلوم أن الناس منذ القرون السابقة للإسلام إلى الآن لا تخلو من التعظيم للأمراء والولاة والسلاطين وكبرائهم وهذا أمر دنيوي ليس من باب العبادة ولا يقصد به عبادتهم أو تعظيمهم تعظيم الألوهية لأن هذا التعظيم في أمر دنيوي لم يبلغ نهايته والتعظيم الناشئ عنه لم يبلغ غايته.في التذلل والعبادة.
ولأنه هذا التعظيم لم يصل إلى التعظيم الإلهي والاعتقاد بالنفع والضر استقلالا ولا يشمل غاية الخضوع والتذلل ومثل هذا لا يمكن أن يكون عبادة..ويظهر هذا بوضوح لذوي الألباب ومدى الاختلاف بين الوسيلة والعبادة من تعريف الوسيلة والتوسل والعبادة..

ويظهر من معنى العبادة أن الكفار ممن عبدوا الأصنام والأنبياء والصالحين إنما وصلوا إلى تعظيمها والخضوع التام لها والتذلل لهذه الأوثان فاعتقدوا أنها تجلب النفع وتدفع الضر فكانت بمثابة الآلهة لهم فعبدوها استقلالا من دون الله العزيز.
أي أن كل دعاء ليس عباده فهو كما يكون بمعني العبادة
مثل في قوله تعالى
(ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك) يونس ١٠٦
وبمعني السؤال كقوله تعالى
(وأدعو شهداءكم)البقرة ٢٣
وبمعني القول إلخ كما ذكرنا في تعريف العبادة.
فيكون بناء على ما سبق
أن المقصود بالدعاء هو دعاء الله تعالى لا مطلق الدعاء أي أن سؤال الله تعالى هو أعظم العبادة فإذا كان الطلب من الله سمى سؤالا ودعاء ولا يقال للطلب من غير الله تعالى دعاء وبناء على ذلك فالأحرى ألا يقال لذلك الطلب دعاء بمعني العبادة لأنه لا يجوز أن يطلق على الطلب من غير الله تعالى دعاء!!!
فمن قال يا سيد أعطني درهما!!!!
وطلب من العبد أيكون هذا من الدعاء ويحكم عليه بالشرك؟
ما لكم كيف تحكمون
كما أن النداء في حد ذاته ليس دعاء سواء للحي أو الميت
جاء في مصنف الإمام عبد الرزاق (٣ / ٥٧٦ / حديث ٦٧٢٤ بتحقيق المحدث الأعظمي) بسند صحيح عن نافع قال : كان ابن عمر إذا قدم من سفر أتى قبر النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبا بكر ، السلام عليك يا أبتاه . اهــ .
ولم يكن هذا من ابن عمر عبادة مع أنه نداء باتفاق العقلاء :....
فهل يقال إن النداء هنا عبادة وكفر وشرك؟

١٠- وقوله صلى الله عليه وسلم لابن عباس إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله

فهذا الحديث المقصود به النهي عن الغفلة عن أن ما كان من الخير على يد الأسباب فهو من الله
وعليه فالمقصود أنه إذا أراد الاستعانة بأحد المخلوقات
(وهذا لا يخفي على عاقل لابد منها وشيء ضروري في الحياة الدنيا)
فاجعل كل اعتمادك عل الله تعالى ولا تحجبنك الأسباب عن رؤية المسبب ذو الجلال والإكرام..
وقد فسر ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله عقب هذه الجملة
(وأعلم على أن آلامه لو اجتمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك.(

فاثبت الرسول نفعا وضرا للعباد بما كتبه الله وإنما كانوا سببا والمسبب هو جل جلاله. ولا يملك أحدا لنفسه فضلا عنه غيره نفعا ولا ضرا فالنفع والضر محدود ومقيد بان المسبب هو الله تعالى ونسبته إلى الخلق على سبيل التسبب والتكسب لا على سبيل الخلق والإيجاد والقوة والقدرة فنسبه هذه الأفعال للعباد إنما هي من تعبيرات المجاز إي هي في الحقيقة مجازيه ليست حقيقية.
وما شابه ذلك من الأحاديث أيضا له نفس المعني
فإنها إرشاد إلى عدم الغفلة عن الفاعل المختار وليس مرادًا ألا يطلبها العبد إلا من الله لأن طلبها من العباد لتحصيل أفعال الله هو من اتخاذ الأسباب المشروعة وترتيب الأسباب على مسبباتها فدعاء الله مجردا من الوسائل ودعاؤه مقرونا بها كلاهما مشروع وهي من الله في كل الأحوال خلق الفعل في العبد ومن العباد التسبب فيها.
فالمثبت في الاستغاثة والإعانة والاستعانة لله تعالى هو الخلق والإيجاد
والمثبت للعبد هو التسبب في ذلك بالدعاء والشفاعة أو غيرهما لدى من بيده الأمر كله. الله الواحد الأحد.
والحديث ليس فيه أصلا بمعني لا تسأل غير الله ولا تستعن بغير الله وإنما هو كقوله: صلى الله عليه وآله وسلم : «لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي»
أخرجه أبو داود (٤٨٣٢) والترمذي وقال حديث حسن (٢٣٩٥) وأحمد (٣/٣٨) والدارمي (١٩٨٥) والبغوي (٣٤٨٤) والحاكم (٤/١٢٨) وصححه ووافقه الذهبي وحسنه ابن حبان (٥٥٤) والطيالسي (٢٢١٣) وأخرجه أيضا أبو يعلى (١٣١٥).

فهل في هذا الحديث أن مصاحبة غير المسلم حرام؟!
وهل يفهم منه أن إطعام غير التقي حرام؟! وقد رخص الله في كتابه بإطعام الأسير الكافر بل مدح ذلك بقوله:
(ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا(
( سورة الإنسان الآية (٨).

١١- الحديث الضعيف الذي أورده الإمام أحمد 5\317 وابن سعد في الطبقات
الجزء الأخير من الحديث (قوموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نستغيث به من هذا المنافق:فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم << أنه لا يقام لي إنما يقام لله عز وجل>>
الإمام أحمد 5\317 وابن سعد في الطبقات
وفي رواية أخرى( لا توجد في نسخ الطبراني ولا يوجد اي دليل يفيد وجودها ) << أنه لا يستغاث بي إنما يستغاث بالله عز وجل>>

فهذا الحديث ضعيف منكر لا يصلح للاستدلال به فيه راو لم يسم وقال فيه ابن كثير في تفسيره ٣\١٧٤ وهذا الحديث غريب جدا وفيه عله..
وهل يصلح حديث مضطرب ضعيف جدا واصلا منكر للاستدلال به في قضية كفر وايمان وشرك وتوحيد..

وإذا سلمنا بصحة الحديث-ونحن لا نسلم به- حتى على الرغم من ثبوت العكس وأنه مضطرب لا يصلح للاستدلال
فالمعنى أيضا كما ذكر أهل العلم كأنما الرسول يقول لهم إذا استغثتم بي فإنما تستغيثون بالله على الحقيقة

كمثل قوله تعالى(فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى) الأنفال ١٧
وقوله تعالى (أنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ)
الفتح:10
ولا يكون معناه منع الاستغاثة لأنه يضاد آيات صريحة و أحاديث كثيره صحيحه
وقد نصت بعض الآيات في الكتاب الحكيم على ذلك ودعت المسلمين للذهاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم للاستغفار لهم والتوسل به وهذا من الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم وهذا ما يثبت أن الحديث مضطرب معلول ضعيف لا يصح الاستنا عليه.
يقول الله تعالى (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا } سورة النساء الآية ٦٤
فاستمداد الإنسان بالإنسان الآخر أمر واقع في الحياة البشرية وجائز عند جميع الأمم
وهنا استغاثه الذي من شيعته بسيدنا موسى عليه السلام ؟
{ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ .. }[القصص ١٥]
والاستغاثة والطلب من العباد ذكرت في أكثر من موضع في الكتاب الحكيم
مما يظهر أن المعني للحديث لو سلمنا بصحته ليس على ظاهرة كما يدعي البعض
قوله تعالى (فأعينوني بقوة) ونحو (واستعينوا بالصبر والصلاة)
مثل بني إسرائيل طلبوا من موسى الماء والمطر وهم في التيه ليخلصهم من الظمأ إذ يقول سبحانه (وَأَوْحَيْنَا إِلى مُوسَى إِذْ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِعَصَاكَ الْحَجَرَ) لأعراف: ١٦٠
قد طلب سليمان من حضّار مجلسه إحضار عرش المرأة التي كانت تملك قومها ولم يطلب ذلك من الله إنما طلبه بإذن الله تعالى من أحد الحاضرين والجدير بالذكر هنا أن هذه الآية تدل أيضا على كرامات الأولياء في إحضار العرش!!
كما يحكي سبحانه (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ)
فطلب الاستسقاء وإحضار العرش من أشخاص وهي من الأمور الخارقة التي لا يقدر عليها العباد إلا بإذن رب العباد.
لو كان طلب الخوارق من غيره سبحانه شركاً كيف طلب بنو إسرائيل من
نبيّهم موسى عليه السلام ذلك الأمر؟ أو كيف طلب سليمان من أصحابه إحضار ذلك العرش من مكان بعيد؟.؟
وغيرها الكثير من آيات الكتاب الحكيم
والحديث الصحيح
( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)
وقال صلى الله عليه وسلم( أن لله خلقا خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله)
روى الطبري بإسناد رجاله ثقات كما قال الحافظ الهيثمي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله ملائكة في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصاب أحدكم عرجه بأرض فلاة فليناد: أعينوا عباد الله".
في هذا الحديث جواز استغاثة المخلوق والاستعانة به فيما يقدر عليه العباد فهذا دليل جواز استعانة العباد بعضهم ببعض بل والحث على ذلك وإكرام المعين لغيره بمعونة الله الكبرى فالاستغاثة المطلقة والإعانة المطلقة فهما مختصان بالله تعالى
وغيرها الكثير فيما سنوضحه فيما بعد
فلا ينكر هذا الحديث أن صح التوسل والاستغاثة لان من قال اللهم أسالك بجاه نبيك أو بمنزله نبيك أن تشفني
فهو سال الله متوسلا بجاه نبيه عليه الصلاة والسلام
فطلب الشيء الخارق من النبي والأولياء مع الاعتقاد أن الله من يتصف بالإعانة المطلقة والقدرة المطلقة جائز شرعا كما أسلفنا وقلنا وكما ورد في الكتاب الحكيم
والطلب في حقيقته من الله جل جلاله
ولتوضيح مدى ضعف الحديث الذي لا يصح للزياده والايضاح علي الرغم من تختلاف المعني الذي ذهب اليه اهل النكار
من علل الحديث
اضطراب معناه ففي رواية أنه لا يقام لي..وفي الأخرى- الغير موجوده والتي ساقها ذكرها الحافظ نور الدين الهيثمي وعزاها للطبراني بهذا اللفظ الغريب!-
ولم يسوق لها اسناداً يذكر !!أنه لا يستغاث بي
أ - انفرد به ابن لهيعه وهو معلول
قال الحافظ في تهذيب التهذيب ٥\٣٧٧
(وقال البخاري: تركه يحيي بن سعيد وقال ابن مهدي: لا أحمل عنه شيء, وقال ابن خزيمة في صحيحه: وابن لهيعه لست ممن يخرج حديثه في هذا الكتاب إذا انفرد وإنما أخرجته لان معه جابر بن إسماعيل)
وقال فيه الكثير من العلماء(ابن المديني: قال لي بشر بن السري لو رايت ابن لهيعه لم تحمل عنه, قال ابن معين كان ضعيفا لا يحتج بحديثه,كان من شاء يقول له حدثنا,قال الخطيب:فمن ثم كثرت المناكير في روايته لتساهله, وقد ضعفه الكثير من العلماء بل اجتمع العلماء على تضعيف حديثه وتركه وقال فيه الإمام أحمد بن صالح: ابن لهيعه ثقة وما روي عنه من الأحاديث فيها تخليط يطرح ذلك التخليط, وقال مسعود عن الحاكم: لم يقصد الكذب وإنما حدث من حفظه بعد احتراق كتبه فأخطأ....وقد ترك المختلط من أحاديثه الكثير من العلماء وضعفه الكثير مثل الجوزجاني,ابن أبي حاتم ,محمد بن سعد,مسلم,الحاكم أبو أحمد,ابن حبان,أبو جعفر الطبري,ابن كثير,وغيرهم الكثير)

وبهذا تبطل حجج من حرم التوسل بهذه الآيات والأحاديث وتسقط استدلالاتهم التي في غير موضعها فهي جهالات صادره من أناس ادعوا الكملات فجعلوا ذات نبينا صلى الله عليه وسلم كما آلات والعياذ بالله..

الفصل الثالث
أدله التوسل بالأحياء والأموات من الكتاب والسنة وأقوال العلماء

قبلَ الخوض في الأدله نذكر بعض أقوال أشد من الفاظ التوسل والاستغاثة التي ينكرها البعض جهلا وتجاهلا وهذه الأقوال في حد ذاتها توسل واستغاثه بالنبي صلى الله عليه وسلم وهي تدخل في صلب الادله وهي فيض من غيض وإن كان يتسع المقام لذكرنا المئات من هذه الأحاديث

اولا- أقوال أشد من الفاظ التوسل والاستغاثة.

1- أعوذ برسول الله
اخرج الإمام مسلم عن أبن مسعود( أنه كان يضرب غلاما فجعل يقول"أعوذ بالله قال:فجعل يضربه فقال:أعوذ برسول الله: فتركه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم<والله,لله أقدر عليك منك عليه قال فاعتقه> أخرجه الإمام مسلم ٣\1281 حديث ابن مسعود أعوذ برسول الله منك

٢- أخرج قصة عاد الثانية أحمد بإسناد حسن عن الحارث بن حسان البكري قال: »خرجت أنا والعلاء بن الحضرمي إلى رسول الله . الحديث وفيه- فقلت: أعوذ بالله وبرسوله أن أكون كوافد عاد، قال وما وافد عاد؟ وهو أعلم بالحديث ولكنه يستطعمه )
ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري وقال الإسناد حسن الفتح (٨/٥٧٩
مسند أحمد ح (١٥٩٩٦) (٣/٤٨٢).

عن عاشه رضي الله عنها قالت
( بعثت صفية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام,قد صنعته له وهو عندي فلما رأيت الجارية أخذتني رعدة حتى استقبلتني فضربت القصعة فرميت بها قالت:- فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفت الغضب في وجهه فقلت:أعوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلعنني اليوم) لخرجه الإمام أحمد 6\277 وقال الهيثمي في المجمع ٤\٣٢١ رواه أحمد ورجاله ثقات

وفي الأحاديث السابقة وردت الاستعاذة بالنبي صلى الله عليه وسلم
فهل يقال إن هذا القول كفر وشرك وهل الصحابه كانوا لا يعلمون مدلول الألفاظ
التي تنطقها ألسنتهم؟؟؟

فهنا يظهر جليا أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن القائلين يعلمون الفرق بين الألفاظ إذا أطلقت في حق المولى سبحانه وتعالى وإذا أطلقت في حق المخلوقات فهي من الله ابتداء واستقلالا ونفعا وضرا ومن العبيد والخلق تسببًا.

٢- الشكاوى المختلفة للنبي صلى الله عليه وسلم
وعن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أنه شكا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم النسيان لما يسمعه من حديثه الشريف وهو يريد أن يزول عنه ذلك فقال رضي الله عنه : يا رسول الله : إني أسمع منك حديثا كثيرا فأنساه فأحب أن لا أنسى فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أبسط ردائك فبسطه فغرف يديه فيه ثم قال: ضمه فضمه قال أبو هريرة فما نسيت حديثا بعد وفي رواية فما نسيت شيئا قط»
أخرجه البخاري (٣٦٤٨) والترمذي (٣٨٣٥).

وعدم النسيان من الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله وحده ورغم هذا لم ينكر عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأجابه إلى مطلبه فهذا توسل منه رضي الله عنه بذات سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومكانته عند الله لا بدعائه فحسب لأنه لم يرد أنه دعا له وإنما اغترف له من الهواء وألقاه في ثوبه وأمره بضمه إلى صدره وهذا دليل منه رضي الله عنه على جواز سؤال مثل هذه الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله من غير الله تعالى، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل له لا تسألني وسل من هو أقرب إليك مني بل أجابه إلى مطلبه وقضيت حاجته باللحظة التي ضم فيها الرداء إلى صدره

٣- المفزع إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
عن عمرو ابن العاص قال" كان فزع بالمدينة فأتيت على سالم مولي أبي حذيفة وهو محتب بحمائل سيفه,فأخذت سيفا فاحتبيت بحمائله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم<< يا أيها الناس ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله-ثم قال- ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان")
أخرجه ابن أبي شيبه ٧\٤٠٠
والطحاوي في شرح معاني الآثار 3\312

4- ما وصف حسان به رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:
يا ركن معتمد وعصمة لائذ وملاذ منتجع وجـار مجاور

فوصفه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه ركن المعتمدين وعصمة اللائذين وملاذ القاصدين وجار المستجيرين لم يكن يقصد به أنه عليه الصلاة والسلام يشارك الباري في تلك الصفات بل هي لله بالأصالة وعلي الحقيقة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سبب فيها من باب الإسناد المجازي

٥- ليس لنا إلا إليك يا رسول الله فرارنا

عن انس بن مالك قال:- أتي أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أتيناك ومالنا صبي يغط ولا بعير يئط.
أَتَيْنَاكَ وَالعَذْرَاءُ يُدمى لبَابُهَا
وأَلقَى بِكَفَّيهِ الفَتَى لاسْتِكَانَةٍ
ولا شَيْءَ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ عِنْدَنَا
ولَيْسَ لَنَا إِلا إِلَيْكَ فِرَارُنَا
وَقَدْ شُغِلَتْ أُمُّ الصَّبِيِّ عَنِ الطِّفلِ
مِنَ الْجُوعِ ضعْفاً مَا يَمُرُّ وَلا يحلِي
سِوَى الْحَنْظَلِ اَلْعَامِي وَالعَلْهَزِ الفَسْلِ
وَأَيْنَ فِرَارُ النَّاسِ إِلا إِلى اَلرُّسُل

فقام صلى الله عليه وسلم يجر رداءه حتى صعد المنبر فرفع يديه إلى السماء ثم قال: اللهم اسقنا غيثا مريعا غدقا طبقا نافعا غير ضار عاجلا غير رائت تملأ به الضرع فضحك ? حتى بدت نواجذه ثم قال: لله در أبي طالب لو كان حيا لقرت عيناه، مَن ينشدنا قوله؟ فقال على يا رسول الله كأنك تريد قوله:
وأَبيَضُ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بِوَجْهِهِ
تُطِيفُ بِهِ اَلْهُلَّاك مِنْ آلِ هَاشِمٍ
ثَمَّال اليَتَامَى عِصمَةٌ لِلأَرَامِلِ
فَهُم عِنْدَهُ فِي نِعْمَةٍ وَفَوَاضِلِ.

وهنا استغاثة بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم والوجه تارة يأتي بمعنى الذات ومرة بمعنى الجاه.
(أخرجه البيهقي في الدلائل
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني إسناده ضعيف لكنه يصلح للمتابعة ج ٢ ص ٤٩٥
وذكره ابن هشام في زوائده في السيرة تعليقا عمن يثق به
وذكره محمد خليل الخطيب في الوسيلة ص ٧٣

6- تعظيم النبي لعمه
عن هشام بن عروة قال" أخبرني أبي أن عائشة قالت له: يا ابن أختي لقد رايت من تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه أمرا عجيبا" أخرجه الإمام أحمد 6\118
وأبو يعلي ٨\٣٥٣
إذا ليس كل تعظيم عبادة كما يقول المتنطعون ؟

وينبغي أن يفطن المرء إلى هذه الألفاظ وأن ليس بها شرك كما يدعي البعض
وكما ذكر الدكتور عمر عبد الله كامل في مجموعته مفاهيم يجب أن تصحح
(وينبغي أن يتفطن إلى أن ما يطلق على الخالق والمخلوق من الصفات كالرأفة والرحمة والوجود والعلم والهداية والشفاعة في قوله تعالى:
( قل لله الشفاعة جميعا)
مع قوله صلى الله عليه وسلم : »أعطيت الشفاعة«
لا يشتبه على الواعي.
إذ إن مدلولات الألفاظ حين تطلق على الخالق تختلف عن مدلولاتها إذا أطلقت على الخلق من حيث الكمال والكيفية والخلق والتسبب اختلافًا كليًا.
فتطلق على الإله بما يناسب مقام الحق. وإذا وصف المخلوق بشيء منها فيكون متصفًا بما يناسب البشرية محدودة ومخلوقة ومكتسبة بإذن الله وفضله وإرادته لا بقوة المخلوق أو تدبيره أو أمره وإنما منّ الله بها على المخلوق قوة وضعفا على ما شاء الله وأراد فلا يرفع المخلوق وصفه بها

أولا:- ليس المقصود بهذه الألفاظ المقارنة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ربه بل هي مقارنة بين الخلق بمعنى أنه ليس في الخلق من هو أولى من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يلاذ به ويلجأ إليه ويفزع إليه عند الشدائد ليقوم بالتوسل عند ربه في كشفها مثل ما يكون عليه الحال في يوم الهول العظيم حيث لا يجد الأنبياء والخلائق ملجأ إلا في رسول الله صلى الله عليه وسلم يشفع لهم في كشف كربهم حيث يقول: «أنا لها» ويشفع.
ثانيًا: ليس في المسلمين إطلاقا من يعتقد لأحد فعلا أو تركًا أو رزقًا أو نصرًا أو أحياءً أو إماتةً فحسن الظن بهم- وهو ما أُمرنا به- حمل مثل تلك الألفاظ على المجاز كله لله خلقا وإيجادا أصالة وما نسبتها إلى المخلوق ممن أكرمه الله بحصولها علي يده إلا لأنه هو المتسبب فيها بدعائه لربه وشفاعته عنده.
فليس معنى طلب شيء من المستغاث به عند المسلم إلا الطلب منه بأن يسأل الله تعالى ويشفع عنده بقضاء الحاجة.
وحمل هذه الألفاظ على حقائقها دون اعتبار لقرينة توحيده هو ظلم كبير وخطأ فاحش.)
انتهى
ثانيا:- أدله التوسل والاستغاثة من صريح الكتاب وصحيح السنة
ذكرنا الاقوال السابقه وهي من الادله المعتمده ايضا في التوسل والاستغاثه ونزيدكم من صريح الكتاب وصحيح السنة

(توضيح لابد منه)

اعلم أن جميع المسلمين على علم يقيني بأن الله تعالى هو السيد المطلق للخلائق أجمعين وكلهم عبيدة وهم درجات في العبودية
اعلم أخي المسلم أن التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم والصالحين ما هي إلا لكونهم أحباب الله تعالى ومن عبادة المقربين إليه سبحانه وتعالي لا لأجل تعظيمهم تعظيم الربوبيه فالفرق واضح بين سؤال الله بأحد خلقه وبين سؤال غير الله فالمتوسل لا يعتقد إلا أن الفاعل الحقيقي هو الله تعالى وأنه هو المعطي المانع ما شاء فالله هو المعين والمغيث والمجيب الحقيقي .
فالتوسل بالأنبياء والصالحين المقصود بهم أنهم أسباب ووسائل لنيل المقصود وان الله تعالى هو الفاعل كرمه لهم لا أنهم هم الفاعلون..
كما في قوله تعالى (فيه شفاء للناس) النحل 69
فالعسل بنفسه لا يشفي بل الشافي هو الله تعالى والعسل سبب جعل الله فيه بقدرته الشفاء
وطلب بني إسرائيل من سيدنا موسى عليه السلام أن يستسقي لهم
والفاعل الحقيقي هو الله
ولتعلم أخي أن التوسل مستحب وهو أحد طرق الدعاء وباب من أبواب التوجه لله تعالى فالمقصود الأصلي الحقيقي هو الله والمتوسل به إنما وسيلة ومن اعتقد غير ذلك فقد أشرك..وإن التوسل ليس أمرا إجباريا وليست الإجابة متوقفة عليه بل هو من طرق الدعاء لالتماس الإجابة تقبل الله دعائنا ودعاء المسلمين جميعا.

وما ظهر في القرون المتأخرة من تحريم التوسل لا أساس له من الصحة ويخالف الشرع والدين لان من أنكر التوسل قد أجاز التوسل بالأعمال الصالحه وما التوسل بالأنبياء والصالحين إلا توسل بأعمالهم التي كانت سببا في قربتهم لله الواحد الأحد..فمن توسل بالنبي وسال الله بجاه نبيه وبحبه له فقد نبع هذا من حبه وإيمانه بنبيه ولعلمه أن الله يحب نبيه وإيمانا أن نبيه هو من علم ألامه التوحيد وكان الواسطة بين الله وعبيده في تعليمهم هذا الدين ونقل شرائعه.
فمن توسل بولي إنما توسل به لمكانته عند الله وحب الله له وصلاح أعماله ولولا محبة الله للصالحين وإيمانهم ما توسل بهم أحد
..والأنبياء عليهم الصلاة والسلام والأولياء هم من جمله عبيد الله تعالى وهم درجات كما لا يخفي علي احد من المسلمين و لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم من دون الله تعالى ضرا أو نفعا..فلا أحدا من أمة الإسلام بتوسله عظم الأنبياء والأولياء تعظيم الألوهية لأنهم يقرون ويعلمون أنهم من جمله عبيد الله تعالى وأنما توسل بهم بقدرهم ومنزلتهم عند الله تعالى.ولا يخفي قدر النبي صلى الله عليه وسلم المقدم على قدر جميع الأنبياء عليهم السلام المقدمون على قدر البيت والصحابه المقدمون على الأولياء الخ ..
إذا فالتوسل بالذات إنما هو توسل بأعمال الصالحين وإيمانهم وحب الله لهم وقربهم منه
والتوسل وطرقه هذه كلها قربات هي من صلب التوحيد ولا تمت إلى الشرك بصلة إلا إذا قصد المتقرب عبادة الرسول أو القبر أو صاحب القبر ، وهذا ما لم يقع فيه مسلم شهد الشهادتين بل الأصل أن القدرة المطلقة هي من خصائص الذات الإلهيه
وهذا لا يخفي على العوام فضلا عن الخواص
واعلم أخي إن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائز في كل حال قبل خلقه وبعد خلقه في مدة حياته في الدنيا وبعد موته في مدة البرزخ وبعد البعث في عرصات القيامة والجنة كما سنبين من صريح الكتاب وصحيح السنة

وقد يقع البعض في القول مجازا مثل أن يقول يا محمد اشفني.أو يا حسين أغثني
فاعلم حياك الله أن من له أدنى اطلاع على اللغة يعلم أن هذا القول مجازا وأن ما تخفيه الصدور اعلم به من لا تخفي عليه خافيه في الأرض ولا السماء والأمر أن أصحاب هذا القول هم في قريرة أنفسهم يعلمون حق العلم أنه وحده سبحانه وتعالى هو النافع والضار ولا يقع في ملكه إلا ما يريد وذلك طمعا في الإجابة لما للنبي صلى الله عليه وآله وسلم من منزلة عند الله وهذا ضرب من أضرب المجاز ولا يستطيع أحد ممن له أدنى مسكة في علم الشريعة واللغة العربية أن ينكر وجود المجاز في القرآن الكريم والسنة الشريفة..
فما قصد الاستغاثة أو التوسل استقلالا إنما قوله هذا مجازا وتصريحه به لا يخل بعقيدته بل نقول إن الأمر لا يستوجب تلك الحرب على القائل بل يكفي التوجيه لإيضاح الإيهام في الفاظة وتوجيهه وتعليمة أدب التوسل الصحيح وليس تكفيره
ولو قام أحدنا بسؤال احد المسلمين في قوله يا حسين اشفني هل الحسين رضي الله عنه يشفي أم الله؟
لنهرك قائلا الله الشافي المعافي والله يحب الحسين فيشفيني بقدره ومنزلته عنده.
وما قصد طلب الشفاء من الحسين استقلالا فانظر حياك الله هذه امثله واقعية محسوسة وملموسة فكيف نحكم على القائل بالكفر والشرك وهو مؤمنا موحدا بالله الواحد الأحد؟
وهي من الممكن أن نحملها على المجاز كما قلنا مثل القول هذا الطعام أشبعني وهذا الماء رواني وهذا الدكتور عالجني وهذا الدواء شفاني.
فهذا كله مجازا والفاعل الحقيقي هو الله تعالى المشبع والراوي والشافي والمعالج حقيقيا هو الله تعالى..وكل هذه أسباب ولهذا يجب أحمال الكلمات على الوجه الصحيح
وعدم الإسراع في التكفير بل وجب التنبيه والنصح وتعليمه ادب التوسل فعلا وقولا ليكون القول خاليا من أوجه الطعن من الجاهلين..

بعض من المجاز في القرآن الكريم والسنة الشريفة
١- فقد أسند الله تعالى إلى سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص مجازا فقال جل جلاله حكاية عنه (وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله)
فما دام قد وجه الإذن الإلهي لعبد محبوب عنده فلا حر إذا في قول الإنسان يا عيسى أحي ميتي واشف مريضي لأن الله تعالى أجاز ذلك بإلهام سيدنا عيسى هذا الكلام وإثباته قرآنا يتلى إلى يوم القيامة مع العلم أن إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتي أمور لا يقدر عليها حقيقة إلا الله وحده ورغم هذا رضي من عبده عيسى عليه السلام قوله وأقره عليه.

٢ ومثل هذا قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
(لخادمه ربيعة بن كعب الأسلمي سلني فقال أسألك مرافقتك في الجنة فقال أو غير ذلك فقال هو ذاك قال أعني على نفسك بكثرة السجود)
وسؤال الجنة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استغاثة وطلب لما لا يقدر عليه إلا الله ولم ينكر عليه الصلاة والسلام سؤاله ولم يقل له لا تسأل غير الله .
٣- ومن المجاز قوله تعالى حكاية عن جبريل عليه السلام (لأهب لك غلاما زكيا)
فإسناد الوهب إليه مجاز والواهب حقيقة هو الله تعالى وحده

٤ ومنها قوله تعالى (وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر)
والنصر حقيقة على الله تعالى وحده
٥ –(فأعينوني بقوة)
والمعين الحقيقي هو الله.
٦ ومنها قوله جل وعلا (إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا(
مسندا التثبيت إلى الملائكة مجازا
والأمثله كثيره في هذا الباب فقد طلب الكثير من الصحابه رفقه الرسول في الجنة وأجابهم بالإثبات وغيرها الكثير.

أ:- أدله الكتاب الحكيم


١- قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ)المائدة 35
الوسيلة كما أسلفنا هي ما يتقرب به وهنا ما يتقرب به إلى الله
ولفظ الوسيلة عام في الأية فهو شامل للتوسل بالذوات الفاضلة من الأنبياء والصالحين في الحياة وبعد الممات وبالأعمال الصالحه إلخ إلخ
أي الأية تدعوا المؤمنين أن يتقربوا إلى الله بشتى أنواع القربات والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم من القربات بلا شكم كما سيوضح من الأحاديث القادمة وليس هناك ما يخصص وسيلة عن وسيلة فالأمر عامل وهو شامل لجمع أنواع التوسل الغير محتوي على مخالف شرعي.. والوسائل والوسيلة هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود

٢- (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَسُول إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا)
النساء ٦٤
والآية صريحة في طلب ذهاب المؤمنين إلى النبي صلى الله عليه وسلم واستغفار الله عند ذاته الشريفة وأن ذلك أرجي في قبول استغفارهم فهذه الآية عامة تشمل حالة الحياة وحالة الوفاة وغير مخصصه ولا يوجد التخصيص عقلا أو نقلا لان الأنبياء في قبورهم أحياء والنبي صلى الله عليه وسلم يرد علينا السلام وتعرض عليه أعمالنا كما سنوضح في فصل حياه البرزخ

فائدة ودرر من أقوال شيخنا العلامة المحدث الغماري رحمه الله
(وتخصيصها بأحدهما يحتاج إلى دليل وهو مفقود هنا.
فإن قيل: من أين أتى العموم للآية حتى يكون تخصيصها بحالة الحياة يحتاج إلى دليل؟
قلنا: من وقوع الفعل في سياق الشرط، والقاعدة المقررة في الأصول أن الفعل إذا وقع في سياق الشرط كان عَامًّا؛ لأن الفعل في معنى النكرة لتضمنه مصدراً منكراً، والنكرة الواقعة في سياق النفي أو الشرط تكون للعموم وضعاً.
فإن قيل: طلب الدعاء والشفاعة من الحي معقولٌ، أما من الميت فلا، لأنه قد انقطع عن هذه الدنيا فلا يدري ما يقع فيها!!
قلنا: ليس كذلك، بل ثبت التواتر والإجماع أن الأنبياء أحياء في قبورهم، وثبت أن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم يستغفر لسيئات أعمالنا، كما في حديث عرض الأعمال، بل ثبت لمطلق موتى المؤمنين أنهم يشعرون بمن يسلِّم عليهم ويردون عليه السلام ويستأنسون به ما دام جالساً عندهم إذا كانوا يعرفونه في الدنيا، فكيف يمتنع الدعاء منهم في هذه الحالة بل هو ممكن عقلاً وشرعاً ؟) انتهى
كما سنبين حياه الأنبياء في قبورهم في الفصل القادم إن شاء الله تعالى

وللرد على شبهه أثارها الجهال
قال البعض إن إذ تستخدم للماضي في لغة العرب وإذا للمستقبل وهذا إن دل إنما يدل على جهل القائل بهذه العبارة وقلة اطلاعه وضيق أفقه وان بضاعته في العلم مزجاه. لأنها تستخدم في المستقبل أيضا وهذا ما نص عليه اللغويون وسنبين الآتي.
قال الأزهري في تهذيب اللغة (١٥/٤٧) ما نصّه :
(العرب تضع " إذ " للمستقبل و " إذا " للماضي ، قال الله عزّ وجل { ولو ترى إذ فزعوا ) انتهى
ومن استعمال إذ للمستقبل قوله تعالى ) ولو ترى إذ وقفوا على النار ((ولو ترى إذ وقفوا على ربهم )(ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت ( (ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم )
ولها معان أخرى ذكرها ابن هشام في مغني اللبيب ( ١ / ٨٠ _ ٨٣ )

أقوال ائمه التفسير في هذه الأية وعدم تخصيصها بحياة النبي صلى الله عليه وسلم.

1- قال الشوكاني:-
(ووجه الاستدلال بها أنه صلى الله عليه وسلم حي في قبره بعد موته كما في حديث : الأنبياء أحياء في قبورهم , وقد صححه البيهقي وألف في ذلك جزءا ) اه نيل الأوطار ٣/١٠٥
وفي معجم الطبراني ٩/٢٢٠ : ( عن عبد الله بن مسعود قال: إن في النساء لخمس آيات ما يسرني بهن الدنيا وما فيها , وقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها وذكر منها : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما }) اه قال الهيثمي ٧/٧١ : (رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) اه ففرح ابن مسعود بهذه الآية ظاهر في أنه عامة
منها قوله تعالى : ( ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ... ) الآية
قال الشوكاني : ( والهجرة إليه صلى الله عليه وسلم في حياته الوصول إلى حضرته وكذلك الوصول بعد موته ) اه نيل الأوطار ٣/١٠٥

2- القرطبي في تفسيره (٥/٢٦٥،٢٦٦)

" روى أبو صادق عن على قال : قدم علينا أعرابي بعدما دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحثا على رأسه من ترابه فقال : قلت يا رسول الله فسمعنا قولك ووعيت عن الله فوعينا عنك وكان فيما أنزل الله عليك { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم } الآية وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي فنودي من القبر أنه قد غفر لك " آه

3- والثعــالــبي (١/٣٨٦)
" وعن العتبى قال كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت الله تعالى يقول ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما وقد جئتك مستعفيا من ذنوبي مستغفرا إلى ربي ثم أنشأ يقول
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم
قال ثم انصرف فحملتني عيناي فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله تعالى قد غفر له انتهى من حلية النووي وسنن الصالحين للباجي وفيه مستغفرا من ذنوبي مستشفعا بك إلى ربي "آه

4- وابن كثير (١/٥٢٠-٥٢١)
" وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبى قال : كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول { ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم
جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم

ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له " آه

5- والنسفي (١/٢٣٠،٢٣١)
" وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبى قال : كنت جالسا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول { ولو إنهم إذ
ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } وقد جئتك مستغفرا لذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :
( يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم )
( نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم )
ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال يا عتبي الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له " آه

6- والسيوطي في الدر المنثور (١/٥٧٠-٢٣)
" وأخرج البيهقي عن أبي حرب الهلالي قال : حج أعرابي إلى باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ راحلته فعقلها ثم دخل المسجد حتى أتى القبر ووقف بحذاء وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله جئتك مثقلا بالذنوب والخطايا مستشفعا بك على ربك لأنه قال في محكم تنزيله ولو إنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما

7- قال العدوي الحمزاوي في كنز المطالب ( ص ٢١٦ ) :
ومن أحسن ما يقول بعد تجديد التوبة في ذلك الموقف الشريف، وتلاوة ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا اللّه واستغفر لهم الرسول ) الآية: نحن وفدك يا رسول اللّه وزوارك، جئناك لقضاء حقك وللتبرك بزيارتك والاستشفاع بك مما أثقل ظهورنا وأظلم قلوب

٣- قال الله تعالى في قصة موسى ) فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ (
فالاستغاثة بما يقدر عليه العباد لا عليها غبار ولا يختلف عليها أحد فهذا يدل على أن الاستغاثة بغير الله ليست شرك إذ إن المسبب الحقيقي هو الله تعالى.. لم يكن في استغاثة الرجل لموسى عليه السّلام بأس طالما كان يستغيث به وهو يعلم بأنّ قوة موسى عليه السّلام مستمده من الله تعالى وبإذن الله تعالى

4- قال تعالى : ( وقال لهم نبيهم إن ايه ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينه من ربكم وبقية مما ترك ال موسى وال هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لايه لكم أن كنتم مؤمنين ( سوره البقرة
قال الحافظ ابن كثير في التاريخ : قال ابن جرير عن هذا التابوت : وكانوا إذا قاتلوا أحد من الأعداء يكون
معهم تابوت الميثاق الذي كان في قبة الزمان كما تقدم ذكره , فكانوا ينصرون ببركته وبما جعل الله فيه من السكينة والبقية مما ترك ال موسى وال هارون فلما كان في بعض حروبهم مع أهل غزه وعسقلان غلبوهم
وقهروهم علي أخده فانتزعوه من أيديهم .
قال ابن كثير : (وقد كانو ينصرون علي أعدائهم بسببه , وكان فيه طست من ذهب كان يغسل فيه صدور
الأنبياء . ( البداية ج ٢
وقال ابن كثير في التفسير : كان فيه عصا موسى وهارون ولوحان من التوراة وثياب هارون ,
ومنهم من قال : العصا والنعلان . تفسير ابن كثير ج ١

وقال القرطبي : (والتابوت كان من شأنه فيما ذكر أنه انزله الله علي آدم عليه السلام فكان عنده إلى أن
وصل إلى يعقوب عليه السلام فكان في بني اسرئيل يغلبون به من قاتلهم حتى عصوا فغلبوا على التابوت
غلبهم عليه العمالقه وسلبوا التابوت منهم (. تفسير القرطبي ج ٣

وهذا في الحقيقه ليس إلا توسلا باثار اولئك الأنبياء . وتوسلا ببركه التابوت.

ولكل من ذكر ان ذات النبي عليه الصلاه والسلام والصالحين لا تجلب نفعا

٥- (ما كان الله ليعذبهم وانت فيهم ) (الآية، جزء ٩، س انفال)
فهذه الايه تدل علي ان حلول ذات النبي عليه الصلاه والسلام مانعه من نزول العذاب علي الكفار ولا يمكن القول ان النبي صلي الله عليه وسلم نفعهم بدعائه ولا بشفاعته لان هذه الاشياء لا تكون للكفار..فكانت ذات النبي صلي الله عليه وسلم نافعه حتي للكفار في وجودة في وسطهم وتشعر هذه الآية بأن الرسول عليه الصلاة والسلام إذا انفصل عنهم وتركهم فحينئذ ينزل عليهم العذاب فوجود النبي بذاته بينهم صلي الله عليه وسلم حال دون عذابهم...!!
فهذا الوجه سر بلاغته أن فيه دلالة على أن بركة النبي صلي الله عليه وسلم وبركه المؤمن متعدية, حتى إنها لتطال من يستحق نزول العذاب, فوجود الصالحين يكون مانعاً من نزول العذاب بالكفار
فكيف لا تكون ذات افضل الخلق اجمعين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم غير نافعه للمسلمين؟؟
فنفع بذاته وهذا ما يؤدي الي ان التوسل بذاته الشريفه نافع للمسلمين باذن الله تعالي !!!

٦- {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض}
اخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض
قال: يدفع الله بمن يصلي عمن لا يصلي، وبمن يحج عمن لا يحج، وبمن يزكي عمن لا يزكي.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض...} الآية. قال: يبتلي الله المؤمن بالكافر، ويعافي الكافر بالمؤمن.
وأخرج ابن جرير عن الربيع {لفسدت الأرض} يقول: لهلك من في الأرض.
وأخرج ابن جرير عن أبي مسلم. سمعت عليا يقول: لولا بقية من المسلمين فيكم لهلكتم.
فهذا الوجه فيه دلالة علي أن بركة المؤمن متعدية، حتى إنها لتطال من يستحق نزول العذاب، فوجود الصالحين يكون مانعاً من نزول العذاب بالكفار
فهنا نفع المؤمنون بذاتهم بعضهم البعض وبأعمالهم وبدعائهم بل ونفعوا الكفار..!
٨- وقال تعالى: (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون علي الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله علي الكافرين) سورة البقرة الآية ٨٩
]
روى أبو نعيم في دلائل النبوة من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت يهود بني قريظة والنضير من قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم يستفتحون الله يدعون علي الذين كفروا يقولون: اللهم إنا نستنصرك بحق النبي الأمي إلا نصرتنا فينصرون فلما جاءهم ما عرفوا يريد محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ولم يشكوا فيه كفروا به ولهذا الأثر طرق كثيرة.
تفسير القرطبي
قوله تعالى: ولما جاءهم-يعني اليهود- -كتاب- يعني القرآن- من عند الله مصدق-نعت لكتاب ويجوز في غير القران نصبه على الحال وكذلك هو في مصحف أبي النصب فيما يروي لما معهم- يعني التوراة والإنجيل يخبرهم بما فيها- وكانوا من قبل يستفتحون- أي يستنصرون
والاستفتاح: الاستنصار استفتحت استنصرت وفي الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم (يستفتح بصعاليك المهاجرين ) أي يستنصر بدعائهم وصلاتهم ومنه
فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده والنصر فتح شيء مغلق فهو يرجع إلى قولهم فتحت الباب.
وروي النسائي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(إنما نصر الله هذه ألامه بضعفائها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم)
وروي النسائي أيضا عن أبي الدرداء قال سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( أبغوني الضعيف فإنكم إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم)
قال ابن عباس ( كانت يهود خيبرتقاتل غطفان فلما التقوا هزمت يهود فدعت يهود بهذا الدعاء: وقالوا- انا نسألك بحق النبي الامي الذي وعدتنا أن تخرجه لنا اخر الزمان أن تنصرنا عليهم قال فكانوا اذا التقوا دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان, فلما بعث النبي صلي الله عليه وسلم كفروا فانزل الله تعالي( وكتنوا من قبل يستفتحون علي الذين كفروا) اي بك يا محمد الي قوله (فلعنه الله علي الكافرين)

وفي تفسير النيسابوري

ما نصه: قوله يستفتحون على الذين كفروا وذلك أن اليهود قبل مبعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونزول القرآن يسألون به الفتح والنصرة على المشركين إذا قاتلوهم يقولون: اللهم انصرنا بالني المبعوث في آخر الزمان الذي نجد نعته وصفته في التوراة وكانوا يقولون لأعدائهم من المشركين : قد أظل زمان نبي يخرج بتصديق ما قلنا فنقتلكم معه قتل عاد وإرم.
وقال في تفسير الكشاف وفي تفسير الخازن ما نصه: وكانوا يعني اليهود من قبل أي من قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم يستفتحون أي يستنصرون به على الذين كفروا يعني مشركي العرب وذلك أنهم كانوا إذا حزبهم أمر ودهمهم عدو يقولون: اللهم انصرنا بالنبي المبعوث في آخر الزمان الذي نجد صفته في التوراة فكانوا ينصرون وكانوا يقولون لأعدائهم من المشركين قد أظل زمان بني يخرج بتصديق ما قلنا فنقتلكم معه قتل عاد وإرم فلما جاءهم ما عرفوا أي الذي عرفوه يعني محمدا صلى الله عليه وآله وسلم عرفوا نعته وصفته وأنه من غير بني إسرائيل كفروا به أي جحدوا وأنكروا بغيا وحسدا ونحوه في تفسير البغوي والنسفي.
وفي روح المعاني للآلوسي: وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا نزلت في بني قريظة والنضير كانوا يستفتحون على الأوس والخزرج برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل مبعثه قاله ابن عباس وقتادة والمعنى يطلبون من الله تعالى أن ينصرهم به على المشركين كما روى السدي أنهم كانوا إذا اشتد الحرب بينهم وبين المشركين أخرجوا التوراة ووضعوا أيديهم على موضع ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا:اللهم إنا نسألك بحق نبيك الذي وعدتنا أن تبعثه في آخر الزمان أن تنصرنا اليوم على عدونا فينصرون فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به كنى عن الكتاب المتقدم بما عرفوا لأن معرفة من أنزل عليه معرفة له ووجه الدلالة من هذه الآية ظاهر فإن الله سبحانه أقر استفتاح اليهود بالرسول ولم ينكره عليهم وإنما ذمهم على الكفر والجحود بعد إذ شاهدوا بركة الاستفتاح بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم .

2:- ادله السنه

توضيح لابد منه

ولتعلم اخي ان التبرك ليس هو الا توسلا الي الله سبحانه وتعالي بهذا المتبرك
فالتبرك توسل سواء كان ذلك اثرا او مكانا او شخص. لان المتبرك يقصد التوسل بهذه البقعه لما يحل فيها من خير وبركه ورحمات وتحضرها الملائكه وتغشاها السكينه او الشخص بفضله وقربه من الله وصلاحه واعماله الصالحه او الاثر لما فيها من الفضل لانها مشرفه بشرف الذات التي تخصها..
فكلها اسباب لتقبل الدعاء ونيل الرحمات من الله عز وجل بالتوسل ببركه هذه الاشياء
فهي توسل ببركه الشئ وقدره..والله هو القادر المعطي يعطي ما يشاء لمن يشاء ولا مقيد لقدرته..فيعطي النفع والضر المقيد لمن يشاء من عباده باذنه والقدره المطلقه له سبحانه عز وجل..
فلا اختلاف بينها

1- روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم
قال:إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم، ثم بموسي، ثم بمحمد، فيشفع ليقضى بين الخلق . )
وهذا يؤيد ما جاء في الآية الكريمة وأن الاستغاثة بالمخلوقات ليست عبادة وإلا لما جرأ أحد على الاستغاثة بغير الله في ذلك المحشر العظيم وبمحضر من الأنبياء بل ومن رب العزة. فيتسغيثوت بالانبياء جميعهم.
فهل يقال ان الشرك مباح في يوم المحشر اذا كان شركا كما يقول المتعنتون؟
صحيح البخاري ج ١٤٧٥ (٢/٥٣٦).

2- (حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِى جَعْفَرٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ رَجُلاً ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِى. قَالَ « إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قَالَ فَادْعُهُ. قَالَ فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ « اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِىِّ الرَّحْمَةِ إِنِّى تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّى فِى حَاجَتِى هَذِهِ لِتُقْضَى لِى اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِىَّ)
أخرجه احمد في مسنده ج٤ ص١٣٨ ,والترمذي في سننه ج٥ ص ٥٦٩ وقال هذا حديث حسن صحيح,والنسائي في الكبري ج٦ ص ١٩٦, وفي عمل اليوم والليله ج١ ص ٤١٧,وابن ماجه في سننه ج١ ص ٤٤١ , والحاكم في المستدرك في موضعين ج١ ص ٤٥٨,و ج١ ص ٧٠٧ , والطبراني في الصغير ج١ ص ٣٠٦, والاوسط ج٢ ص ١٠٥, والكبير ج٩ ص ٣٠..
حتي لم يضعفه من اشتهر بالمنهج المتشدد مثل الالباني قال عنه انه صحيح في التعليق علي صحيح ابن خزيمه ١٢١٩

وفي هذا الحديث الرسول صلي الله عليه وسلم علم الرجل الضرير دعاء وهو من الدعاء المأثور كما ان الرسول صلي الله عليه وسلم علمه الدعاء ولم يدعي له!!! فلم يكن التوسل بدعاء النبي كما واضح من الحديث بل امره ان يتوضا ويدعو وويسال الله بجاه النبي الشريف صلي الله عليه وسلم وامره بذلك في مقام البيان والتشريع
ولا خلاف بين اهل العلم ان الدعاء الماثور عن النبي والذي علمه لاصحابه بالصيغ المختلفه هو من افضل الدعاء سواء في حال وجود االرسول صلي الله عليه وسلم او بعد انتقاله صلي الله عليه وسلم وهذا الدعاء وصيغته منها فلا حجه لاهل البدع بانكاره بتضعيف ما ورد من اثر ايام سيدنا عثمان رضي الله عنه فهذا الدعاء من الماثور ..

" قاعده نفسيه من كلام العلامه الشيخ علي جمعه في كتابه البيان لما يشغل الاذهان يقول مولانا:-
(هذه الصيغه من الادعيه حيث علمها الرسول صلي الله عليه وسلم لاحد اصحابه واظهر الله معجزة نبيه صلي الله عليه وسلم
حيث استجاب لدعاء الضرير في نفس المجلس وفي الحقيقه فنحن لا نحتاج الي ذكر قصه الحديث التي حدثت في زمن سيدنا معاويه ابن ابي سفيان حتي نستدل علي جواز الدعاء بهذه الصيغه بعد انتقال النبي صلي الله عليه وسلم فأذا علم رسول الله صلي الله عليه وسلم
احدا من اصحابه صيغه دعاء ونقلت الينا بالسند الصحيح فدل ذلك علي استحباب الدعاء بها في كل الاوقات حتي يرث الله الارض ومن عليها وليس هناك مخصص لذلك الدعاء لهذا الصحابي وحده!!!! ولا مقيد لذلك بحياته صلي الله عليه وسلم
فالاصل في الاحكام والتشريعات انها مطلقه وعامه الا أن يثبت المخصص او المقيد لها)

ومن الحديث ولفظه وهو صحيح أن النبي لم يدعو للصحابي الضرير بل الصحابي الضرير قد توسل بالنبي في دعاءه فقال اللَّهُمَّ إِنَى أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نبي الرَّحْمَةِ..
وكل دعاء مأثور هو دعاء للامه المحمديه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولا سبيل لتقيده وتخصيصه في هذا الحديث..!!
وهذا يدل على جواز التوسل بالنبي في حياته وبعد انتقاله..!!

3- ذكرنا حديث الصحابي الضرير وأنه من صيغ الدعاء المستحبة إلى يوم الدين وأنه من الدعاء المأثور عن النبي ولا تخصيص له ولا تقيد بحياة النبي صلى الله عليه وسلم وسنذكر الحديث الذي يشد عضد هذا ويغلق الباب على أهل البدع على الرغم من عدم وجود تقيد بحياة النبي صلى الله عليه وسلم

وقصه الحديث: إن رجلا كان يختلف إلى عثمان ابن عفان رضي الله عنه في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر إلى حاجته فلقي عثمان بن حنيف فشكا إليه ذلك, فقال عثمان بن حنيف ائت الميضأة فتوضأ، ثمّ ائت المسـجد فصل فيه ركعتين ثمّ قل: اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّنا محمّـد صلّى الله عليه وعلي آله وسلّم نبيّ الرّحمة، يا محمّـد إني أتوجّه بك إلى ربي عزّ وجلّ ليقضي لي حاجتي، وتذكر حاجتـك، ورحْ إليّ حتّى أروح معك. فانطلق الرّجل فصنع ما قال عثمان له ثمّ أتى باب عثمان بن عفّان فجـاء البـواب حتى أخذ بيده فأدخله علي عثمـان بن عفّان فأجلسه معه علي الطّنفسة، وقال: ما حـاجتك؟ فذكر حاجته فقضاها له، ثمّ قـال له: ما ذكرت حاجتك حتّى كانت هذه السّاعة. وقال له: ما كان لك من حاجة فائتنا، ثمّ إنّ الرّجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له: جزاك الله خيرًا، ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت حتى كلّمته فيّ، فقال عثمان ابن حنيف: والله ما كلّمته ولكن شهدت رسـول الله صلّى الله عليه وعلي آله وسلّم وأتاه ضرير فشكا عليه ذهاب بصره فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وعلي آله وسلّم: ((أو تصبر؟)) فقال: يا رسول الله إنّه ليس لي قائد وقد شقّ عليّ. فقال له النبيّ صلّى الله عليه وعلي آله وسلّم: ((أيت الميضأة فتوضأ، ثمّ صل ركعتين، ثمّ ادع بهذه الدّعـوات)). قال عثمـان بن حنيف: فوالله ما تفرّقنا وطال بنا الحديث حتّى دخل علينا الرّجل كأنّه لم يكن به ضرر قط..
رواه الطبراني في الصغير ج ١ ص ٣٠٦..والبيهقي في دلائل النبوة,والمنذري في الترغيب والترهيب ج ١ ص ٢٧٣
وذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد ج ٢ ص ٣٧٩,وقد ذكرها المياركفوري في تحفه الاحوذي ج١٠ ص ٢٤
وصححه العلامه المحدث الغماري في ارغام المبتدع الغبي ص ٦












لا يصح الصوم كله فرضه ونفله مقيّده ومطلقه إلا بنية

 قال شيخ المالكية أبو القاسم بن الجلاب في التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس رحمه الله، باب النية في الصوم، (فصل) النية (ولا يصح الصوم كله فر...