بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 20 أغسطس 2020

القرطبي : قال الله تعالى ءأمنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور

 الحمد لله رب العالمين

اللهم صلّ على سيدنا محمد



قال القرطبي في الجامع لاحكام القرءان قوله تعالى: {ءأمنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور}


قال ابن عباس ( أأمنتم عذاب من في السماء ان عصيتموه ) وقيل تقديره ( أأمنتم من في السماء ) قدرته وسلطانه وعرشه ومملكته وخص السماء وان عم ملكه تنبيها على ان الاله الذي تنفذ قدرته في السماء لا من يعظمونه في الارض وقيل هو اشارة الى الملائكة وقيل الى جبريل وهو الملك الموكل بالعذاب


قلت ويحتمل ان يكون المعنى : أأمنتم خالق من في السماء ان يخسف بكم الارض كما خسفها بقارون ، "


وقال المحققون أأمنتم من فوق السماء كقوله فسيحوا في الارض اي فوقها لا بالمماسة والتحيز لكن بالقهر والتدبير


وقيل معناه ءأمنتم من على السماء كقوله تعالى: ( ولاصلبنكم في جذوع النخل اي عليها ومعناه انه مدبرها ومالكها كما يقال فلان على العراق والحجاز اي واليها وأميرها ،


والاخبار في هذا الباب كثيره صحيحة منتشره مشيرة الى العلو لا يدفعها الا ملحد او جاهل معاند والمراد بها توقيره وتنزيهه عن السفل والتحت ووصفه بالعلو والعظمة لا بالاماكن والجهات والحدود لانها صفات الاجسام وانما ترفع الايدي بالدعاء الى السماء لان السماء مهبط الوحي ومنزل القطر ومحل القدس، ومعدن المطهرين من الملائكة، واليها ترفع اعمال العباد ، وفوقها عرشه وجنته كما جعل الله الكعبة قبلة للدعاء والصلاة لانه خلق الامكنة وهو غير محتاج اليها وكان في ازله قبل خلق المكان والزمان ولا مكان له ولا زمان وهو الان على ما عليه كان أ.هـ بحروفه


وفي كلام القرطبي تصريح بنفي العلو الحسي وجهة العلوعن الله تعالى والجزم بوصفه تعالى بعلو العظمة والمنزلة والرفعة لا بالاماكن والجهات والحدود .


وقال ايضا عند قوله تعالى : وهو الله في السموات وفي الارض 6/390 والقاعدة تنزيهه جل وعز عن الحركة والانتقال وشغل الامكنة


وقال في تفسير قوله تعالى : وهو القاهر فوق عباده " القهر والغلبة ومعنى فوق عباده فوقية الاستعلاء بالقهر والغلبة عليهم اي هم تحت تسخيره لا فوقية مكان كما تقول السلطان فوق رعيته اي بالمنزلة والرفعة . أ.هـ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...