ابن تيميَة يزعم أن الله محدود في السماء (06/01)
.
ابن تيميَة يعتقد أن الله متحيز في جهةٍ فوق العالم ويقول في كتابه (بيان تلبيس الجهمية) ما نصه :[[والبارئ ، سبحانه وتعالى ، فوق العالم فوقية حقيقية وليست فوقية الرتبة]]ا.هـ.. أنظر كتابه[(بيان تلبيس الجهمية)/ج1/ص111]..ا
.
ويقول ابن تيميَة :[[فلولا أن موسى أخبر فرعون أن ربه فوق العالم لَمَا قال فرعون فأطّلع إلى إله موسى]]..ا
ذكر ذلك في رسالته المسماة[(الفرقان بين أولياء الرحمٰن وأولياء الشيطان)/ص134]..ا
.
لقد كذب ابن تيميَة على نبي الله موسى . موسى لا يزعم أن الله متحيز في جهة فوق . أجمع العقلاء وأهل الحق على أن الأنبياء ما دعوا إلى عبادة متحيز في مكان أو جهة . قالوا وإنما دعوا إلى عبادة موجود لا يشبه الموجودات منزه عن التحيز في الأماكن والجهات ..ا
.
قال إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك الجويني ، المتوفى سنة ثمانية وسبعين وأربعمائة للهجرة ، في كتابه[(الإرشاد)/ص58]ما نصه :[[مذهب أهل الحق قاطبة أن الله يتعالى عن التحيز والتخصص بالجهات]]ا.هـ..ا
.
إضرب ، أخي المسلم ، بكلام ابن تيميَة عرض الحائط وتمسك بمذهب أهل الحق الذي نقله لنا إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك الجويني ، واعلم أن جهة فوق مسكن الملائكة . هذا العرش أحاط به ملائكة لا يحصي عددهم إلا الله تعالى . وهم أكثر من ملائكة الأرض والسماوات السبع . العرش جعله الله للملائكة كعبة يطوفون به كما نحن نطوف بالكعبة التي في مكة . العرش ليس مركزا لله تعالى كما أن الكعبة ليست مركزا لله . العرش حجم خلقه الله تعالى ليكون كعبة للملائكة الذين حوله ليطوفوا به . يقول الله تعالى في سورة الزمر ((وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم)) ..ا
.
ويقول ابن تيميَة :[[يستلزم أن يكون الرب يشار إليه برفع الأيدي في الدعاء وتعرج الملائكة والروح إليه ويعرج محمد ، صلى الله عليه وسلم ، إليه]] ..ا
قال ذلك في كتابه المسمى[(منهاج السنة النبوية)/ص250]..ا
يبدو أن ابن تيميَة خفي عليه أن المسلمين يرفعون أيديهم إلى السماء في الدعاء لأنها مسكن الملائكة وقبلة الدعاء وليس لأن الله يسكن فيها ..ا
.
قال الإمام النووي في (شرح صحيح مسلم) ما نصه :[[إذا دعا الداعي ربه استقبل السماء كما إذا صلى المصلي استقبل الكعبة . وليس ذلك لأن الله منحصر في السماء كما أنه ليس منحصرا في جهة الكعبة لأن السماء قبلة الداعين كما أن الكعبة قبلة المصلين]]ا.هـ..ا
.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :[[ما السماوات السبع مع الكرسي ـ أي في جنب الكرسي ـ إلا كحلْقة ملقاة بأرض فَلاة ، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفَلاة على الحلْقة]] .. روى هذا الحديث الإمام ابن حبان في (صحيحه) وصححه ..ا
فكيف يكون الله في ما يشبه الحلْقة الملقاة في صحراء واسعة !!..ا
الكرسي الذي ذكره الله في ءاية الكرسي التي في سورة البقرة هو جرم كبير جدا خلقه الله لحكمة يعلمها هو .. الكرسي جسم موجود فوق السماوات السبع وخارج الجنة .. والجنة التي يدخلها المؤمنون يوم القيامة موجودة فوق السماوات السبع .. والكرسي خارج الجنة لكن هو تحت العرش الذي هو سقف الجنة .. الجنة لها سقف ، وسقفها عرش الرحمٰن .. سقف الجنة يقال له عرش الرحمٰن ، أي عرش الله .. وهذا شيء ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. والله لا يسكن الكرسي ولا يسكن العرش ولا يسكن السماوات التي تبدو أمام الكرسي كحلْقة ملقاة في صحراء واسعة ..ا
يقول الله تعالى في سورة البقرة ((وسع كرسيه السمٰوات والأرض)) ..ا
ولا يسكن ربنا الكرسي الذي يبدو هو الآخَر ، أمام العرش ، كحلْقة في صحراء واسعة ..ا
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :[[ما السماوات السبع مع الكرسي ـ أي في جنب الكرسي ـ إلا كحلْقة ملقاة بأرض فَلاة ، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفَلاة على الحلْقة]] .. روى هذا الحديث الإمام ابن حبان في (صحيحه) وصححه ..ا
الله تعالى لو كان حجما لكان له أمثال .. والله لا مثل له .. جهة فوق مسكن الملائكة .. هذا العرش أحاط به ملائكة لا يحصي عددهم إلا الله تعالى ، وهم أكثر من ملائكة الأرض والسماوات السبع .. العرش جعله الله للملائكة كعبة يطوفون به كما نحن نطوف بالكعبة التي في مكة .. العرش ليس مركزا لله تعالى ، كما أن الكعبة ليست مركزا لله .. العرش حجم خلقه الله تعالى ليكون كعبة للملائكة الذين حوله ليطوفوا به .. يقول الله تعالى في سورة الزمر ((وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم)) ..ا
.
إن ادعاء أن الله متصل بالعالم كفر صريح ، وادعاء أن الله منفصل عن العالم بالمسافة كفر صريح أيضا ..ا
وذلك لأن الاتصال لا يتصور إلا من حجمين متلاصقين والانفصال لا يتصور إلا من حجمين منفصلين بينهما مسافة بعيدة أو قريبة . والله ليس شيئًا محدودا ، أي ليس شيئًا له حجم .. ومن وصف الله بصفة من صفات البشر فقد خرج من الإسلام ..ا
.
هؤلاء الحلوليون الذين يزعمون أن الله يسكن السماء أو الكرسي أو العرش ، يدعون الإسلام مع أنهم يكفّرون الدروز والنصارى ولا يرون أنفسهم كافرين مثلهم ..ا
.
ولكن أحمد بن تيميَة الحراني يصر على معتقده الكفري فيقول في كتابه (الموافقة) ما نصه :[[وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين على أن الله في السماء وحدوه بذلك]]ا.هـ.. أنظر كتابه[(موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول)/ج2/ص29/ص30]..ا
.
ويقول في كتابه (الموافقة) أيضا ما نصه :[[فهذا كله وما أشبهه شواهد ودلائل على الحد ، ومن لم يعترف به فقد كفر بتنزيل الله وجحد ءايات الله]]ا.هـ.. أنظر كتابه[(موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول)/ج2/ص29]، وكتابه[(بيان تلبيس الجهمية)/ج1/ص427]..ا
وهذا تكفير من ابن تيميَة لأهل السنة والجماعة الذين ينفون الحد ، أي الحجم ، عن الله عز وجل ..ا
.
ويقول في كتابه (بيان تلبيس الجهمية) ما نصه :[[فقد دل الكتاب والسنة على معنى ذلك ، كما تقدم احتجاج الإمام أحمد لذلك بما في القرءان مما يدل على أن الله تعالى له حد يتميز به عن المخلوقات]]ا.هـ.. أنظر كتابه[(بيان تلبيس الجهمية)/ج1/ص445]..ا
.
وقال فيه أيضا ما نصه :[[وذلك لا ينافي ما تقدم من إثبات أنه في نفسه له حد يعلمه هو ولا يعلمه غيره]]ا.هـ.. أنظر كتابه[(بيان تلبيس الجهمية)/ج1/ص433]..ا
.
ويقول في كتابه (الموافقة) ما نصه :[[وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين على أن الله في السماء وحدوه بذلك]]ا.هـ.. أنظر كتابه[(موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول)/ج2/ص29/ص30]..ا
.
والعجب من ابن تيميَة في قوله المذكور الموهِم أن المسلمين والكافرين اتفقوا وأجمعوا على أن الله محدود ، أي له حجم ، وقد نقل أبو الفضل التميمي رئيس الحنابلة عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال :[[والله تعالى لا يلحقه تغير ولا تبدل ولا تلحقه الحدود قبل خلق العرش ولا بعد خلق العرش]] ..ا
.
كما نقل عنه ، أي عن ابن حنبل ، أنه كان يقول :[[إن الأمكنة كلها محدودة والله ليس بمحدود]] ، أي ليس له كمية ، أي ليس له مقدار من الحجم .. أنظر[(اعتقاد الإمام أحمد)/ص6]لأبي الفضل التميمي الحنبلي//وهو كتاب مخطوط//الظاهرية 345 حديث//..ا
.
يزعم ابن تيميَة أنه على عقيدة السلف الصالح ، وهذا الإمام الأكبر حجة الإسلام أبو جعفر الطحاوي السلفي ، المتوفى سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة للهجرة ، يقول في كتابه (العقيدة الطحاوية) التي ذكر في مقدمتها أنها عقيدة أهل السنة والجماعة قاطبة يقول :[[تعالى ـ يعني الله ـ عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات ، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات]] ..ا
.
وقال حجة الإسلام سيدنا علي بن أبي طالب :[[من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود]] .. رواه عنه الإمام أبو نعيم في (الحلية) ..ا
أنظر[(حلية الأولياء)/ترجمة علي بن أبي طالب/ج1/ص73]للحافظ أبي نعيم ، رواه عن النعمان بن سعد عن علي بن أبي طالب ..ا
والمحدود ، عند علماء الأصول ، ما له حجم .. كل ما له حجم يقال له ، عند علماء الأصول ، محدود ، سواء أكان صغيرا أم كبيرا ..ا
ومفهوم كلام الإمام علي تكفير كل من يزعم أن لذات الله كمية صغيرة أو كمية كبيرة .. الشيء الذي له حد ، أي كمية ، يستحيل في العقل أن يكون إلها لأنه محتاج إلى من جعله على هذا المقدار من الحجم والمحتاج لا يكون إلها .. المحتاج لا يستحق أن يعبَد .. ثم إنه يستحيل في العقل أن يخلق الشيء نفسه . لذلك كفّر الإمام علي كل من يزعم أن الله محدود ، أي ذو كمية ، فقال فيه إنه جاهل بربه غير عارف به ..ا
.
وذكر المحدث الحافظ محمد مرتضى الحسيني الزبيدي في كتابه (شرح إحياء علوم الدين) بإسناد متصل منه إلى الإمام زين العابدين علي بن الحسين أنه قال في رسالته المشهورة بـ (الصحيفة السجادية) :[[أنت الله الذي لا تُحَدُّ فتكونَ محدودا]] ، أي فمن المستحيل أن تكون محدودا ، أي فمن المستحيل أن يكون لذاتك كمية . هذه الفاء هي فاء السببية ، والفعل [[تكونَ]] منصوب بـ [[أنْ]] مضمرة بعد فاء السببية ..ا
كما نقل الزبيدي نفسه عن زين العابدين أيضا أنه قال في الصحيفة نفسها :[[أنت الله الذي لا يحويك مكان]] .. وهذا كلام صحيح ، وذلك لأن الله تعالى لو كان في مكان لكان محدودا تحويه الجهات الست . وقد قام الدليل العقلي على أن الله تعالى لا تحيط به الجهات الست ..ا
أنظر[(إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين)/ج4/ص380]للإمام الحافظ مرتضى الزبيدي ..ا
توفي الإمام علي بن الحسين زين العابدين سنة 94 للهجرة ..ا
.
والإمام أحمد الرفاعي يقول :[[غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان]] ..ا
والإمام الرفاعي هو أحمدُ بنُ علي بنِ أحمدَ بنِ يحيى بنِ حازم بنِ علي بنِ رفاعة المتوفى سنة خمسمائة وثمانية وسبعين للهجرة ..ا
قال كلمة التنزيه هذه في كتابه[(حكم الشيخ أحمد الرفاعي الكبير)/ص35/ص36]..ا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق