بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 9 ديسمبر 2022

الرد على استدلال دمشقية بأثري مجاهد وأبي العالية في تفسير الاستواء.

 

#الزواجر_الصلاحية_لردع_دمشقية

#الجواب_عن_أسئلة_دمشقية

#جواب_السؤال_الثاني_والثالث_عن_أثري_الاستواء

والسؤال الثاني الذي وجهه دمشقية إليّ هو: ما جوابك عن تفسير مجاهد وأبي العالية للاستواء في البخاري: استوى أي علا وارتفع؟

والسؤال الثالث: وأين ما تدفع به إسكاتي لعبد الفتاح أبي غدة وإفحامه ولماذا لم تجب عن روايتيهما؟

فأقول وبالله التوفيق: يزعم دمشقية – تقليدا منه لابن تيمية طبعا - أن السلف فسروا آيات الصفات وأحاديثها المتشابهة وحملوها على ظاهرها، متجاهلا الروايات الصحيحة التي صرح فيها كثير من السلف أنفسهم بأنهم لا يفسرونها كما بسطته في سلسلة طويلة في ذلك[1].

ويستدل دمشقية على دعواه بأثرين مشهورين عن مجاهد وأبي العالية في تفسير الاستواء، ودمشقية يقوم بهذين الأثرين ويقعد، ويكررهما دائما وأبدا، وقد ملأ الدنيا بهما صراخا، وزعم وأنه ناظر بهما الشيخَ عبد الفتاح أبو غدة فألجمه وأفحمه!!

وكأن دمشقية عثر على أثرين لا يعرفهما أحد سواه!!! وكأنه وجدهما في جزء حديثي لا يعرفه أحد كجزء ابن عمشليق أو جزء الجركاني أو جزء الحافظ ابن ديزيل أو جزء ابن الغطريف أو " فوائد ابن الباغبان " أو "فوائد ابن حمكان" أو "مشيخة الآبنوسي" أو "المهروانيات " أو نحو ذلك!! وكأنه فاجأ الشيخَ عبد الفتاح بأثرين هما أصلا في أشهر وأصح كتاب من كتب السنة وهو صحيح البخاري!!!! وكأن الشيخ عبد الفتاح حديث عهد بالإسلام وبالعلم ...!! علما أن الشروح التي قرأها الشيخ عبد الفتاح لصحيح البخاري قد لا يعلم دمشقية أسماءها أصلا ...!! حقا هذا مما تضحك منه الثكلى!!! وسنأتيكم بكلام شرّاح البخاري المطول على أثري مجاهد وأبي العالية إن شاء الله لتعلموا وزن استدلال دمشقية الذي يتبجح بهذين الأثرين ويستدل بهما في مناظرته المزعومة مع أبي غدة وأنه ألجمه بهما، ومن ذلك قول دمشقية في مناظرته مع الأزهري: "أكتب هذا وأنا أعلم تماما دعوة الإخوان إلى مذهب التفويض والافتراء على السلف بنسبته إليهم. ليس بعد دراسة هذه العقيدة وإنما لأن أكثر قادة التنظيم جروا على سنة التفويض بدءا بحسن البنا رحمه الله مرورا بأبي غدة الكوثري الذي ناظرتُه قبل موته وأتيته بهاتين الروايتين وألجم تماما ولم يستطع أن يرد بكلمة واحدة"[2].

قال وليد – ألهمه الله رشده - : وقد كنت منذ سنوات كتبت عدة منشورات ردا على مناظرته المزعومة مع شيخ شيوخنا عبد الفتاح أبو غدة، عنونت أول منشور – وسأسميه منشور تتمة المناظرة عن الشيخ عبد الفتاح رحمه الله - منها بقولي: "أنا أجيبك يا شيخ دمشقية عن كل هذه الروايات التي زعمتَ أنك ألجمتَ ببعضها شيخَ شيوخِنا العلامةَ عبدَ الفتاح أبو غدة رحمه الله... وأبيّنَ لك ولأتباعك الذين اغتروا بها أنها لا حجة في شيء منها قط بل أكشف تدليسك فيها أيضا"[3].

وكنت وضعت رابط منشور تتمة المناظرة هذا من جملة الروابط التي وضعتها وعلقت بها على تغريدة لدمشقية التي زعم أنه سيرد فيها على الشيخ الددو لعدِّه الأشاعرة من أهل السنة[4]، وتلك الروابط تحتوي على ردودي على دمشقية في مسائل متنوعة، فالظاهر أن دمشقية فتح تلك الروابط أو بعضها على الأقل، فلم ينبرِ للرد علي شيء منها إلا على رابط تتمة المناظرة الذي حُذف منه الجزء أو المنشور الذي أجبت فيها عن أثري مجاهد وأبي العالية في تفسير الاستواء، وإنما حُذف هذا المنشور بفعل تبليغات الوهابية عنه على الأغلب!!!

أي أنه حين ضغط دمشقية على رابط المنشور المحذوف ولم يظهر له محتوى فيه لأنه محذوف أصلا كما قلنا، ظن دمشقية أن ذلك لعبة مني أو تهربا مني لئلا أجيب عن الأثرين، وهذه الثغرة هي في الواقع ما جرأه وورطه في أن يرفع الفيديو الأول له في رده[5]علي ويبدأه بالحديث عن هذا المنشور الذي لم ير تتمته لأنه حُذف أصلا كما قلنا، فطالبني بأن أكمل المناظرة عنه وأجيب عن الأثرين ثم راح يخوض في مسائل أخرى ليس لها علاقة بالأثرين للتشويش والتهريج كعادته، ثم وضع ما سماه "أسئلة في الصميم لوليد بن الصلاح" منها سؤاله الثاني والثالث أعلاه المتعلق بالأثرين.

فعلقت على قناته وأجبته جوابا مختصرا عن الأثرين وعن غيرهما، ووضعت له بعض الراوبط في ذلك، فتجاهل كل ذلك، ثم رفع الفيديو الثاني[6]والثالث[7]ردا علي، وأعاد استدلاله بالأثرين وزعم أني لم أكمل المناظرة، وأنه قد خرس لساني عن الجواب عن الأثرين كما خرس لسان أبي غدة!!!

ولكنه رجع وأقر في نفس الفيديو الثالث بأني أجبته عن ذلك ولكن قرمط جوابي وحرفه، فرددت عليه بثلاث تسجيلات ونشرتها على قناتي على اليوتيوب، وأجبت عن الأثرين وركزت على تناقضه الرهيب في سندَي الأثرين حتى جعلت استدلاله هذا فضيحة علمية، وتحديته إن كان رجلا أن ينشر تسجيلا يرد علي تناقضه هذا الذي كشفته[8]. ووعدته في آخر تسجيل لي أن أنشر ردا علميا مكتوبا على الأثرين في عدة منشورات.

وسيكون ردي المكتوب على الأثرين في مطلبين:

المطلب الأول: الكلام على أثر مجاهد، وذلك في مرصدين:

الأول: الكلام عليه رواية

الثاني: الكلام عليه دراية

المطلب الثاني: الكلام على أبي العالية، وهو أيضا في مرصدين :

الأول: الكلام عليه رواية

الثاني: الكلام عليه دراية

أي لدينا أربعة مراصد وكل منها سأنشره في منشور مستقل بإذن الله، وقد فرغت من كتابة ردي على الأثرين رواية في حوالي ثلاثين صحيحة، 15 ص لأثر مجاهد، ومثلها لأثر أبي العالية، طبعا هذا كتبته مؤخرا على مدى أيام عديدة، بعد أن أعدت النظر فيما كتبته سابقا في المنشور المحذوف وأضفت عليه بعض الزيادات وركزت على آخرهما على تناقض دمشقية في حكمه على سندي الأثري حيث تارة يصححها وأخرى يضعفها حسب هواه .. وبعد قليل أنشر المرصد الأول وهو الكلام على أثر مجاهد رواية، ثم أنشر لاحقا الكلام على أثر أبي العالية رواية، ثم يأتي الكلام عليهما دراية في مرصدين أيضا بحول الله.


الخميس، 11 أغسطس 2022

المُلِحةُ في إعتقاد أهل الحق

الملحة في إعتقاد اهل الحق، كذا سماها ابن السبكي في طبقات الشافعية الكبرى 8/239 وذكرها الداودي في طبقات المفسرين 1/314 بأسم الملحة في تصحيح العقيدة وسماها حاجي خليفة في كشف الظنون 1817 ملحة الإعتقاد وفي موضع آخر 1158 عقيدة الشيخ عز الدين وسماها البغدادي في هدية العارفين 1 / 580 العقائد.

وسبب تصنيف الرسالة أن الملك الأشرف موسى بن الملك العادل، لما اتصل به ما عليه الشيخ عز الدين من القيام لله والعلم والدين أحبه وصار يلهج بذكره ويتعرض إلى الاجتماع به. وكان للشيخ أعداء من حشوية الحنابلة القائلين بالحرف والصوت، وكان الملك الأشرف قد صحب جماعة منهم في صغره، وكانوا يقولون له: هذا اعتقاد السلف واعتقاد الإمام أحمد بن حنبل وفضلاء أصحابه، وحاشاهم عن ذلك، وقرروا ذلك عند السلطان، فقالت له طائفة منهم: ابن عبد السلام أشعري المذهب غير معتقد للحرف والصوت، بل يخطئ من يعتقد الحرف والصوت ويسبه ويذمه ويقدح في دينه أتم القدح، ومن جملة اعتقاده أنه يقول بقول الأشعري، أن الخبز لا يشبع والماء لا يروي والنار لا تحرق. فاستهول ذلك السلطان، واستعظمه، واتهمهم ولم يصدقهم، ونسبهم إلى التعصب عليه. فكتبوا فتوى في مسألة الكلام وأحضروها إليه، وكان قد اتصل به ما ألقوه إلى الملك في ذلك، فقال إن هذه الفتيا كتبت امتحاناً لي، والله لأكتبن فيها ما هو الحق.

الملحة في إعتقاد أهل الحق 

قال الشيخ الإمام سلطان العلماء المعز لدين الله عز الدين أبو محمد عبد العزيز بن عبد السلام السلمي رحمه الله تعالى "الحمد لله ذي العزة والجلال والقدرة والكمال والإنعام والإفضال الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد, وليس بجسم مصور ولا جوهر محدود ولا مقدر ولا يشبه شيئا ولا يشبهه شىء ولا تحيط به الجهات ولا تكتنفه الأرضون ولا السماوات، كان قبل أن كون المكان ودبر الزمان وهو الآن على ما عليه كان، خلق الخلق واعمالهم وقدر ارزاقهم وآجالهم، فكل نعمة منه فهي فضل وكل نقمة منه فهي عدل {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون}، استوى على العرش المجيد على الوجه الذي قاله وبالمعنى الذي أراده، استواء منزها عن المماسة والإستقرار والتمكن والحلول والإنتقال، فتعالى الله الكبير المتعال عما يقول أهل الغي والضلال، بل لا يحمله العرش، بل العرش وحملته محمولون بلطف قدرته ومقهورون في قبضته، احاط بكل شىء علما وأحصى كل شىء عددا، مطلع على هواجس الضمائر وحركات الخواطر. حي مريد سميع بصير عليم قدير متكلم بكلام أزلي، ليس بحرف ولا صوت ولايتصور في كلامه أن ينقلب مداداً في الألواح والأوراق شكلاً ترمقه العيون والأحداق، كما زعم أهل الحشو والنفاق، بل الكتابة من أفعال العباد، ولايتصور في أفعالهم أن تكون قديمة، ويجب احترامها لدلالتها على كلامه كما يجب احترام أسمائه لدلالتها على ذاته، وحق لما دل عليه وانتسب إليه أن تعتقد عظمته وترعى حرمته، وكذلك يجب احترام الكعبة والأنبياء والعُباد والعلماء صلوات الله عليهم.

أمُـرُ على الديار ديار ليلى أُقبـِلُ ذا الجدارَ وذا الجدارا

وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا

ولمثل ذلك نقبل الحجر الأسود، ويحرم على المحدث مس المصحف

، أسطره وحواشيه التي لا كتابة فيها وجلده وخريطته التي هو فيها. فويل لمن زعم أن كلام الله القديم شيء من ألفاظ العباد، أو رسم من أشكال المداد. واعتقاد الأشعري رحمه الله يشتمل على ما دلت عليه أسماء الله التسعة والتسعون والتي سمى بها نفسه في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واسماؤه مندرجة في أربع كلمات  ، هن الباقيات الصالحات: 

الكلمة الأولى: قول "سبحان الله " ومعناها في كلام العرب التنزيه والسلب وهي مشتملة على سلب العيب والنقص عن ذات الله وصفاته

، فما كان من أسمائه سلبا فهو مندرج تحت هذه الكلمة، كالقدوس وهو الطاهر من كل عيب, والسلام وهو الذي سَلِم من كل آفةٍ.

الكلمة الثانية: قول "الحمد لله" وهي مشتملةٌ على إثبات ضروب الكمال لذاته وصفاته، فما كان من أسمائه متضمناً للإثبات، كالعليم والقدير والسميع والبصير، فهو مندرج تحت الكلمة الثانية. فقد نفينا بقولنا "سبحان الله" كل عيبٍ عَقَلْناه وكل نقص فَهِمناه، وأثبتنا بـ "الحمد لله" كل كمالٍ عرفناه وكل جلالٍ ادركناه، ووراء ما نفيناه وأثبتناه شأن عظيم قد غاب عنا وجهلناه، فنحققه من جهة الإجمال بقولنا: "الله أكبر" وهي الكلمة الثالثة، بمعني أنه أجلُّ مما نفيناه وأثبتناه، وذلك معنى قوله صلى الله عليه وسلم "لا أُحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك"، فما كان من أسمائه متضمناً لمدح فوق ما عرفناه وأدركناه، كالأعلى والمتعالي، فهو مندرج تحت قولنا "الله أكبر" فإذا كان في الوجود مَن هذا شأنه نفينا أن يكون في الوجود من يُشاكِلهُ أو يُناظِرهُ، فحققنا ذلك بقولنا "لا إله إلا الله" وهي الكلمة الرابعة، فإن الألوهية ترجع إلى استحقاق العبودية، ولا يستحق العبودية إلا من أتَّصفَ بجميع ما ذكرناه، فما كان من أسمائه متضمنا للجميع على الإجمال، كالواحد والأحد وذي الجلال والإكرام، فهو مندرج تحت قولنا " لا إله إلا الله" وإنما استحق العبودية لما وجب له من اوصاف الجلال ونعوت الكمال الذي لا يصفه الواصفون ولا يَعُدُه العادُّون، فسبحان من عظُم شأنُه وعز سلطانه {يسأله من في السماوات والأرض} لإفتقارهم إليه، {كل يوم هو في شأن}لإقتداره عليه، له الخلق والأمر والسلطان والقهر، فالخلائق مقهورون في قبضته {والسماوات مطويات بيمينه}{يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون}

فسبحان الأزلي الذات والصفات، ومحيي الأموات وجامع الرفات، العالم بما كان وما هو آت. فهذا إجمالٌ من إعتقاد الأشعري رحمه الله تعالى، وإعتقاد السلف واهل الطريقة والحقيقة، نسبته الى التفصيل الواضح كنسبة القطرة إلى البحر الطافح. 

والحشوية المشبهة، الذين يشبهون الله بخلقه ضربان: أحدهما لا يتحاشى من إظهار الحشو  {يحسبون أنهم على شىء ألا إنهم هم الكاذبون}، والآخر يتستر بمذهب السلف لسُحتٍ يأكله أو حطام يأخذه:أظهروا للناس نُسكاً وعلى المنقوش داروا

{يريدون أن يَأمَنُوُكُمْ ويَأْمَنُوُا قَومَهُم}، ومذهب السلف إنما هو التوحيد والتنزيه، دون التجسيم والتشبيه، وكذلك جميع المبتدعة يزعمون أنهم على مذهب السلف، فهم كما قال القائل:وَكلٌّ يدعُون وِصالَ ليلى وليلى لا تُقِرُّ لهم بِذاكا

وكيف يُدَّعى على السلف أنهم يعتقدون التجسيم والتشبيه أو يسكتون عند ظهور البدع، ويخالفون قوله تعالى {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون} وقوله جل قوله {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه} وقوله تعالى ذكره {لتبين للناس ما نزل إليهم}. والعلماء ورثة الأنبياء، فيجب عليهم من البيان ما يجب على الأنبياء. وقال تعالى {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}


، ومن أنكر المنكرات التجسيم والتشبيه، ومن أفضل المعروف التوحيد والتنزيه، وإنما سكت السلف قبل ظهور البدع، فورب السماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع، لقد تشمر السلف للبدع لما ظهرت، فقمعوها أتم القمع، وردعوا أهلها أشد الردع، فردوا على القدرية والجهمية والجبرية وغيرهم من أهل البدع، فجاهدوا في الله حق جهاده.

والجهاد ضربان: ضرب بالجدل والبيان، وضرب بالسيف والسنان، فليت شعري، فما الفرق بين مجادلة الحشوية وغيرهم من أهل البدع ! ولولا خُبثٌ في الضمائر وسوء إعتقاد في السرائر 

{يَسْتخفُونَ من الناس ولا يَسْتَخفُونَ من الله وهو معهم إذ يُبَيِّتُون ما لا يرضى من القول}، وإذا سُئل أحدهم عن مسألةٍ من مسائل الحشو أمر بالسكوت عن ذلك، وإذا سُئل عن غير الحشو من البدع أجاب فيه بالحق، ولولا ما انطوى عليه باطنه من التجسيم والتشبيه لأجاب في مسائل الحشو بالتوحيد والتنزيه، ولم تزل هذه الطائفة المبتدعة قد ضُرِبَت عليهم الذلة أينما ثُقِفُوا{كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين}

، لا تلوح لهم فرصة إلا طاروا إليها، ولا فتنة إلا أكبوا عليها، وأحمد بن حنبل وفضلاء الحنابلة أصحابه وسائر علماء السلف بُراءٌ الى الله مما نسبوه إليهم، وإختلفوا عليهم، وكيف يظن بأحمد بن حنبل وغيره من العلماء أن يعتقدوا، أن وصف الله القديم بذاته هو عين لفظ اللافظين، ومداد الكاتبين مع أن وصف الله قديم وهذه الألفاظ والأشكال حادثة بضرورة العقل وصريح النقل وقد اخبر الله تعالى عن حدوثها في ثلاث مواضع من كتابه العزيز:الموضع الأول: قوله تعالى {ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث}

، جعل الآتي محدثاً، فمن زعم أنه قديم فقد رد على الله سبحانه وتعالى، وإنما هذا المحدث دليل على القديم، كما أنا إذا كتبنا اسم الله عز وجل في ورقة لم يكن الرب القديم حل في تلك الورقة، فكذلك الوصف القديم إذا كتب في شيء لم يَحُلَّ الوصف المكتوب حيث حلت الكتابة.

الموضع الثاني: قوله تعالى {فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم}، وقول الرسول صفة للرسول، ووصف الحادث حادث يدل على الكلام القديم، فمن زعم أن قول الرسول قديم فقد رد على رب العالمين.

الموضع الثالث: قوله تعالى  {فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس إنه لقول رسول كريم}.

والعجب ممن يقول: القرآن مركب من حرف وصوت، ثم يزعم أنه في المصحف، وليس في المصحف إلا حرف مجرد لا صوت معه؛ إذ ليس فيه حرف متكون من صوت، فإن الحرف اللفظي ليس هو الشكل الكتابي، ولذلك يدرك الحرف اللفظي بالآذان ولا يشاهد بالعيان، ويشاهد الشكل الكتابي بالعيان ولا يسمع بالآذان، ومن توقف في ذلك فلا يعد من العقلاء فضلا عن العلماء، فلا أكثر الله في المسلمين من أهل البدع والأهواء، والإضلال والإغواء.

ومن قال بأن الوصف القديم حال في المصحف، لزمه إذا احترق المصحف أن يقول إن وصف الله القديم احترق، سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً، ومن شأن القديم أن لا يلحقه تغير ولا عدم، فإن ذلك مناف للقدم.فإن قالوا أن القرآن مكتوب في المصحف غير حال فيه، كما يقوله الأشعري رحمه الله، فلم يلعنون الأشعري، وإن قالوا بخلاف ذلك، فانظر{كيف يفترون على الله الكذب، وكفى به إثماً مبيناً}

وأما قوله تعالى {إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون} فلا خلاف بين أئمة العربية أنه لا بد من كلمة محذوفة يتعلق بها قوله {في كتاب مكنون}، ويجب القطع بأن ذلك المحذوف تقديره "مكتوب في كتاب مكنون"، لما ذكرناه، وما دل عليه العقل الشاهد بالوحدانية وبصحة الرسالة، وهو مَناطُ التكليف بإجماع المسلمين.

وإنما لم يستدل بالعقل على القدم وكفى به شاهداً،لأنهم لا يسمعون شهادته، مع أن الشرع قد عدَّل العقلَ وقبل شهادته، واستدل به في مواضع من كتابه الكريم، كالاستدلال بالإنشاء على الإعادة، وكقوله تعالى {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتها}، وقوله تعالى {وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض}، وقوله تعالى {أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء}.

فيا خيبة من رد شاهداً قبله الله تعالى، وأسقط دليلاً نصبه الله تعالى، فَهُم يرجعون إلى المنقول، فلذلك استدللنا بالمنقول وتركنا المعقول، كميناً إن احتجنا إليه أبرزناه، وإن لم نحتج إليه أخرناه.

وقد جاء في الحديث المشهور "من قرأ القرآن وأعربه كان له بكل حرف عشر حسنات، ومن قرأه ولم يعربه فله بكل حرف منه حسنة"، والقديم لا يكون معيباً باللحن وكاملاً بالإعراب، وقد قال تعالى {وما تجزون إلا ما كنتم تعملون}، فإذا أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم بأنا نُجزى على قراءة القرآن دل على أنه من أعمالنا، وليست أعمالنا بقديمة، وإنما أتي القوم من قبل جهلهم بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولسان العرب وسخافة العقل وبلادة الذهن، فإن لفظ القرآن يطلق في الشرع واللسان على الوصف القديم، ويطلق على القراءة الحادثة، قال الله تعالى {إن علينا جمعه وقرآنه}، أراد بقرآنه قراءته، إذ ليس للقرآن قرآنٌ آخر، {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}، أي قراءته. فالقراءة غير المقروء، والقراءة حادثة والمقروء قديم، كما انا إذا ذكرنا الله عز وجل كان الذكر حادثا والمذكور قديم، فهذه نبذة من مذهب الاشعري رحمه الله.

والكلام في مثل هذا يطول، ولولا ما وجب على العلماء من إعزاز الدين وإخمال المبتدعين، وما طَوَّلَت به الحشوية ألسنتهم في هذا الزمان، من الطعن في أعراض الوحدين، والإزراء على كلام المنزهين، لما أطلتُ النفس في مثل هذا مع إتضاحه، ولكن قد أمرنا الله بالجهاد في نصرة دينه، إلا أن سلاح العالم علمه ولسانه، كما أن سلاح الملك سيفه وسنانه، فكما لا يجوز للملوك إغماد أسلحتهم عن الملحدين والمشركين، لا يجوز للعلماء إغماد ألسنتهم عن الزائغين والمبتدعين، فمن ناضل عن الله وأظهر دين الله كان جديرا أن يحرسه الله بعينه التي لا تنام، ويعزه بعزه الذي لا يضام، ويحوطه بركنه الذي لا يرام، ويحفظه من جميع الأنام 

{ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض}

، وما زال المنزهون والموحدون يفتون بذلك على رؤوس الأشهاد في المحافل والمشاهد، ويجهرون به في المدارس والمساجد، وبدعة الحشوية كامنة خفية لا يتمكنون من المجاهرة بها، بل يدسونها الى جهلة العوام، وقد جهروا بها في هذا الأوان، فنسأل الله تعالى أن يعجل بإخمالها كعادته، ويقضي بإذلالها على ما سبق من سنته، وعلى طريقة المنزهين والموحدين درج الخلف والسلف، رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

والعجب أنهم يذمون الأشعري رحمه الله بقوله إن الخبز لا يشبع، والماء لا يروي، والنار لا تحرق، وهذا كلام أنزل الله تعالى معناه في كتابه الكريم، فإن الشبع والري والاحراق حوادث تفرد الرب سبحانه وتعالى بخلقها، فلم يَخلُقِ الخُبزُ الشبع، ولم يَخلُقِ الماءُ الري، ولم تخلق النار الاحراق، وإن كانت أسباباً في ذلك، فالخالق تعالى هو المسبب، كما قال تعالى

{وما رميت إذ رميت، ولكن الله رمى}، نفى أن يكون رسوله صلى الله عليه وسلم خالقاً للرمي، وإن كان سبباً فيه، وقد قال تعالى {وأنه هو أضحك وأبكى}،{وأنه هو أمات وأحيا} فاقتطع الإضحاك والإبكاء والإماتة والإحياء عن أسبابها، وأضافها إليه، فكذلك اقتطع الأشعري رحمه الله الشبع والري والاحراق عن أسبابها وأضافها إلى خالقها؛ لقوله تعالى {الله خالق كل شيء}، ولقوله تعالى {هل من خالق غير الله}،{بل كذبوا بما لم يحيطوا بعمله ولما يأتهم تأويله} {أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علماً أماذا كنتم تعملون}

وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً وآفته من الفهمِ السقيمَ فسبحان من رضي عن قومٍ فأدناهم

، وسخط على آخرين فأقصاهم {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون}، والمخاطرة بالنفوس مشروعة في إعزاز الدين، ولذلك يجوز للبطل من المسلمين أن ينغمس في صفوف المشركين، وكذلك المخاطرة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصرة قواعد الدين بالحجج والبراهين مشروعة.

وعلى الجملة ، فمن آثر الله على نفسه آثره الله، ومن طلب رضا اللهِ بما يُسخَطُ الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن طلب رضا الناس بما يُسخِطُ الله سَخِط الله ُ عليه وأسخط عليه الناس، وفي رضا الله كفاية عن رضا كل أحد:

فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأنام غضاب وقد قال عليه الصلاة والسلام "احفظ الله يحفظك

، احفظ الله تجده أمامك" وقال بعض الأكابر "من أراد أن ينظر منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده". اللهم فأنصر الحق، وأظهر الصواب، وأبرم لهذه الأمة أمراً رشدا، يَعِزُ فيه وليك، ويَذِلُ فيه عدوك، ويُعملُ فيه بطاعتك، وينهى فيه عن معصيتك. 

والحمد لله الذي اليه استنادي وعليه اعتمادي

، وهو حسبي ونعم الوكيل، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


، آمين آمين." 

إنتهى 


الأربعاء، 10 أغسطس 2022

تأويل السلف الصالح لآيات الصفات

 الحمد لله الواحدُ الأحدُ الفردُ الصمدُ الذي لم يتَّخِذ صاحبةً ولا ولدا، 

جلَّ ربي لا يُشبه شيئا ولا يشبِهُهُ شىءٌ ولا يَحُلّ في شىءٍ ولا ينحلُّ منه شىءٌ، 

جلَّ ربي تنـزَّه عنِ الأينِ والكيفِ والشكلِ والصورةِ والحدِّ والجهةِ والمكان، 

ليس كمثلِهِ شىءٌ وهو السميعُ البصير.




نسمع كثيرا من الوهابية يقولون ساق ليست كساقنا وملل ليس كمللنا ويد ليست كأيدينا ويقصد الجارحة فيقول للفيل يد وللقطة يد فهل يد الفيل كيد القطة والعياذ بالله من المشبهة المجسمة. وقد قال أحد المجسمة في عصرنا فسبحان رب العرش الذي جلس على العرش والعياذ بالله فنقول لهذا التافه تقول سبحان أي تنزه ثم تقول جلس!! فهذا يدل على غبائك وحمقك.



وللرد على هؤلاء المجسمة سوف نسرد بعض الأقوال التي تدل على أنه لا بد من التأويل كما اول بعض السلف الصالح او تفويض المعنى لله تعالى كما فعل السلف الصالح مع إعتقاد ان الله تعالى لا يشبه شيئا من خلقه وتنزيهه تعالى عن المكان. سنبدا أولا بإثبات جواز التاويل فنقول لهؤلاء المجسمة ماذا تقولون في قوله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} وقوله تعالى حكاية عن سيدنا عيسى {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} هنا لو قال الوهابية أن لله نفسا لجعلوا الله يموت والعياذ بالله ولا بد لهم من تأويلها. أما الآية الآية الكريمة {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ} فقال المفسرون أي تعلم ما في غيبي ولا أعلم ما في غيبك وقيل المعنى تعلم ما لا أعلم ولا أعلم ما تعلم. وليس المعنى أن الله له نفس بمعنى الروح بل الله هو خالق الروح وخالق الجسد، الله ليس روحًا ولا جسدًا ولا هو روحٌ فقط ولا هو جسدٌ فقط ولا هو جسدٌ بلا روح.


ثم نقول لهم ماذا تقولون في قوله تعالى {نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ} وقوله تعالى {إِنَّا نَسِينَاكُمْ} فهل تدعون أنه نسيان لا كنسياننا والله تعالى يقول {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} فهل تأولون أم ماذا يا وهابية؟؟؟؟؟ وجاء في صحيح مسلم عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يقول "يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ...". فهل يا مجسمة يجوز لنا أن نقول نثبت لله صفة المرض ولكن ليس كمرضنا ؟؟؟ وهل يجوز أن نعتقد أن العبد إذا مرض مرض الله تعالى أيضا وكان عند المريض على ظاهره وحقيقته ؟؟؟؟ تقدس ربي وتنزه، وأما هذا الحديث فمعناه كما قال الامام الحافظ النووي في شرح صحيح مسلم "قال العلماء إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى والمراد العبد، تشريفا للعبد وتقريبا له، قالوا: ومعنى وجدتني عنده أي وجدت ثوابي وكرامتي".


وعلى هذه القاعدة الواضحة للتأويل سار عليها الصحابة والتابعون وأتباعهم وأئمة الاجتهاد والحفاظ المحدثون وسوف ننقل لكم بعض تأويلاتهم حتى يزداد القلب طمأنينة وانشراحا فنقول ممن أول سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله "اللهم علّمه الكتاب" فقد نقلت عنه تأويلات كثيرة فيما يتعلق بمسألة الصفات بأسانيد صحيحة نذكر بعضها مع ذكر تأويلات بعض أئمة أهل السنة الأعلام.


1- أول ابن عباس قوله تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} فقال "يكشف عن شدة" فأول الساق بالشدة. ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13 / 428) والحافظ ابن جرير الطبري في تفسيره (29 / 38) حيث قال في صدر كلامه على هذه الآية "قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل يبدو عن أمر شديد". ومنه يتضح أن التأويل كان عند  علماء الصحابة والتابعين وهم سلفنا الصالح.


2- أول ابن عباس رضي الله عنه أيضا قوله تعالى {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} قال "بقوة" كما في تفسير الحافظ ابن جرير الطبري (7 / 27).


3-أول ابن عباس النسيان الوارد في قوله تعالى {فَاليَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا} بالترك ، كما في تفسير الحافظ الطبري مجلد 5 / جزء 8 / ص 201. حيث قال ابن جرير "أي ففي هذا اليوم، وذلك يوم القيامة ننساهم، يقول نتركهم في العذاب".


4- أول ابن عباس رضي الله عنهما للكرسي بالعلم فقد جاء في تفسير الطبري (3 / 7) عند تفسيره لآية الكرسي ما نصّه "اختلف أهل التأويل في معنى الكرسي الذي أخبر الله تعالى ذكره في هذه الآية أنه وسع السموات والأرض


5- أول ابن عباس رضي الله عنهما للفظ المجيء فقد جاء في تفسير النسفي رحمه الله تعالى (4 / 378) عند قوله تعالى {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} ما نصّه "هذا تمثيل لظهور آيات اقتداره وتبيين آثار قهره وسلطانه، فإن واحداً من الملوك إذا حضر بنفسه ظهر بحضوره من آثار الهيبة ما لا يظهر بحضور عساكره وخواصّه، وعن ابن عباس: أمره وقضاؤه"


6- أول ابن عباس رضي الله عنهما للفظ الأعين في قوله تعالى {وَاصْنَعِ الفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا} قال رضي الله عنه "بمرأى منا" تفسير البغوي 2 / 322. وقال تعالى {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} قال رضي الله عنه "نرى ما يعمل بك" تفسير الخازن 4 / 190


7- أول ابن عباس رضي الله عنهما للفظ الأيد في قوله تعالى قال تعالى {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} قال رضي الله عنه "بقوّة وقدرة" القرطبي17 / 52


8- أول ابن عباس رضي الله عنه لقوله تعالى {اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} فقد جاء في تفسير الطبري (18/135) ما نصّه "عن ابن عباس قوله {اللهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ} يقول: الله سبحانه هادي أهل السموات والأرض"


9- أول ابن عباس رضي الله عنهما للفظ الوجه في قوله تعالى {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ} قال رضي الله عنه "الوجه عبارة عنه". وقال القرطبي في تفسيره" 17 / 165 أي ويبقى الله فالوجه عبارة عن وجوده وذاته سبحانه.. وهذا الذي ارتضاه المحققون من علمائنا ابن فورك وأبو المعالي وغيرهم.. وقال أبو المعالي: وأما الوجه المراد به عند معظم أئمتنا وجود الباريء تعالى.


10- أول ابن عباس رضي الله عنهما للفظ الجنب في قوله تعالى {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ} قال رضي الله عنه "تركت من طاعة الله وأمرالله وثوابه" روح المعاني الآية 56 من الزمر


11- روى الحافظ البيهقي في كتابه مناقب الامام أحمد وهو كتاب مخطوط ومنه نقل ابن كثير في البداية والنهاية (10 / 327)فقال "روى البيهقي عن الحاكم عن أبي عمرو بن السماك عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأول قول الله تعالى {وَجَاءَ رَبُّكَ} أنه : جاء ثوابه. ثم قال البيهقي : وهذا إسناد لا غبار عليه".


12- روى الخلال بسنده عن حنبل عن عمه الامام أحمد بن حنبل أنه سمعه يقول "احتجوا علي يوم المناظرة، فقالوا : تجئ يوم القيامة سورة البقرة . . . ." الحديث، قال : فقلت لهم "إنما هو الثواب". فتأمل في هذا التأويل الصريح.


13- ونقل الحافظ ابن الجوزي عن القاضي أبي يعلى عن الإمام أحمد في قوله تعالى {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الغَمَامِ} أنه قال "المراد به قدرته وأمره". قال "وقد بيّنه في قوله تعالى {أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ} ومثل هذا في القرآن {وَجَاءَ رَبُّكَ} قال: إنما هو قدرته". (دفع شبه التشبيه ص/ 141


14- تأويل الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه لحديث النزول فقد سئل الإمام مالك رحمه الله عن نزول الرب عزّ وجلّ، فقال"ينزل أمره تعالى كل سَحَر، فأما هو عزّ وجلّ فإنه دائم لا يزول ولا ينتقل سبحانه لا إله إلى هو" اهـ التمهيد 7 / 143، سير أعلام النبلاء8 / 105 ، الرسالة الوافية لأبي عمرو الداني ص/136، شرح النووي على صحيح مسلم 6 / 37، الإنصاف لابن السيد البطليوسي ص / 82


15- تأويل الإمام الشافعي رضي الله عنه للفظ الوجه فقد حكى المزني عن الشافعي في قوله تعالى {فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} قال "يعني والله أعلم فثم الوجه الذي وجّهكم الله إليه". الأسماء والصفات للبيهقي ص / 309


16- أوّل سفيان الثوري الاستواء على العرش، بقصد أمره، والاستواء إلى السماء، بالقصد إليها. مرقاة المفاتيح 2 / 137


17- تأويل سفيان الثوري وابن جرير الطبري للاستواء فقد قال الإمام الطبري (1 / 192) في تفسير قوله تعالى {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} بعد أن ذكر معاني الاستواء في اللغة، ما نصّه "علا عليهن وارتفع، فدبرهن بقدرته....علا عليها علو ملك وسلطان، لا علو انتقال وزوال"


18- تأويل الضحاك وقتادة وسعيد بن جبير للفظ الساق فقد جاء في تفسير الطبري 29 / 38 – 39 عند قوله تعالى {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} قال الضحاك "هو أمر شديد"، وقال قتادة "أمر فظيع وشدّة الأمر"، وقال سعيد "شدة الأمر". وقال الإمام الطبري قبل هذا بأسطر "قال جماعة من الصحابة والتابعين من أهل التأويل: يبدو عن أمر شديد" اهـ.


19- تأويل مجاهد والضحاك وأبي عبيدة للفظ الوجه في قوله تعالى {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ} قال مجاهد رحمه الله "قبلة الله". الطبري 1 / 402، الأسماء والصفات للبيهقي ص/309


20- وقال الضحاك وأبو عبيدة في قوله تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ} أي إلا هو. دفع شبه التشبيه ص / 113


21- تأويل الإمام الطبري للفظ العين فقد قال رحمه الله في تفسير 16 / 132 قوله تعالى {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} بمرأى مني ومحبة وإرادة.


22- تأويل الحسن البصري رضي الله عنه لقوله تعالى {وَجَاءَ رَبُّكَ} جاء أمره وقضاؤه. تفسير البغوي 4 / 454. ونقل الإمام القرطبي في تفسيره القرطبي 20 / 55 نحو هذا عن الحسن البصري، وقال هناك نقلاً عن بعض الأئمة ما نصّه "جعل مجيء الآيات مجيئاً له تفخيماً لشأن تلك الآيات، ومنه قوله تعالى في الحديث "يا ابن آدم مرضت فلم تعدني.. واستسقيتك فلم تسقني.. واستطعمتك فلم تطعمني ".. والله جلّ ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان، وأنّى له التحول والانتقال ولا مكان له ولا أوان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان، لأن في جريان الوقت على الشيء فوْتَ الأوقات، ومن فاته شيء فهو عاجز" اهـ.


23- تأويل الإمام البخاري رضي الله عنه للضحك فقد قال الإمام البيهقي رحمه الله تعالى في كتاب الأسمـاء والصفـات ص / 470 باب ما جاء في الضحك.. "عن أبي هريرة أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: " يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة..." قال: قال البخاري معنى الضحك الرحمة. قال أبو سليمان – يعني الخطابي - قول أبي عبد الله قريب، وتأويله على معنى الرضى لفعلهما أقرب وأشبه، ومعلوم أن الضحك من ذوي التمييز يدلُّ على الرضى، والبشر والاستهلال منهم دليل قبول الوسيلة، ومقدّمة إنجاح الطَّلِبة، والكرام يوصفون عند المسألة بالبشر وحسن اللقاء، فيكون المعنى في قوله " يضحك الله إلى رجلين " أي يُجزل العطاء لهما لأنه موجَب الضحك ومقتضاه" اهـ. قال الحافظ ابن حجر فتح الباري 6 / 486 مؤكداً مؤيداً لما ذهب إليه أبو سليمان الخطابي والأعلام المنزهون العارفون بالله تعالى "قلت ويدلّ على أن المراد بالضحك الإقبال بالرضا تعديته بـ "إلى"، تقول: ضحك فلان إلى فلان. إذا توجّه إليه طلْق الوجه مظهراً للرضا به"


24- تأويل الإمام البخاري للفظ الوجه فقد قال الإمام البخاري رحمه الله في تفسير قوله تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ} إلا ملكه، ويقال: إلا ما أريد به وجـه الله. الصحيح كتاب التفسير سـورة القصص، فتح البـاري8 364 / 

وقد نقلُ إجماع الأمة على منهج التأويل حيث قال الحافظ أبو الحسن علي بن القطان الفاسي رحمه الله تعالى الإقناع في مسائل الإجماع 1 / 32 – 33 "وأجمعوا أنه تعالى يجيء يوم القيامة والملك صفاً صفاً لعرض الأمم وحسابها وعقابها وثوابها، فيغفر لمن يشاء من المؤمنين ويعذب منهم من يشاء، كما قال تعالى، وليس مجيئه بحركة ولا انتقال. وأجمعوا أنه تعالى يرضى عن الطائعين له، وأن رضاه عنهم إرادته نعيمهم. وأجمعوا أنه يحب التوابين ويسخط على الكافريـن ويغضب عليهم، وأن غضبه إرادته لعذابهم، وأنه لا يقوم لغضبه شيء" اهـ.


والله أعلم وأحكم


الاثنين، 25 يوليو 2022

معنى الاية "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر

قال الله تبارك وتعالى{إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر} العنكبوت 45

فهذه الآية الكريمة كثير من الناس لا يفهمون معناها كما ينبغي وتوهم منها بعض الناس أن الذي يأتي معصية من المعاصي او يأتي معاصي كثيرة ويصلي مع ذلك ان صلاته غير نافعة. فهذا فهم غلط ومعنى الآية الصحيح أن الذي يصلي الصلاة كما امر الله بشروطها واركانها وآدابها تنهاه عن المعاصي والمنكرات وليس كذلك كل مصل ، إنما يكون كذلك اقل المصلين اما اكثر المصلين فانهم لا يستكملون هذه الشروط ومع ذلك فإنهم ينتفعون بها فانهم لا بد ان تمنعهم عن بعض المعاصي ولو كانت المعاصي التي تنهاهم عنها اقل لكنه لا بد ان تنهاهم عن بعض المعاصي، فلا يقال الذي يصلي الصلوات الخمس ثم يقترف الذنوب خير له ان لا يصلي فهذا الكلام يرضي الشيطان ولا يرضي الرحمن فإن الصلوات الخمس من اداها فقد ادى اعظم الفروض بعد الإيمان بالله ورسوله إذ لا شىء من الفروض بعد الإيمان بالله ورسوله أعظم عند الله من الصلوات الخمس وعظم موقعها من الدين ان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل سأله" أى العمل أفضل قال صلى الله عليه وسلم: الصلاة قال الرجل ثم ماذا قال الصلاة قال ثم ماذا قال الصلاة قال ثم ماذا قال الجهاد في سبيل الله"

هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الصلوات الخمس على الجهاد الذي فيه المخاطرة بالنفس والنفس أعز على الانسان من المال وسائر امور الدنيا ومع ذلك كرر رسول الله صلى الله عليه و سلم الجواب بأن الصلاة هي افضل العمل ثلاث مرات ثم أجاب في الرابعة بالجهاد في سبيل الله وصح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ما رواه أنسٌ رضي الله عنه وابو هريرة رضي الله عنه كلاهما قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل يصلي بالليل فإذا أصبح سرق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" ستنهاه صلاته ".

فلو كانت الصلاة لا تنفع صاحبها إذا لم يبتعد من المعاصي كان قال أخبروه بأن صلاته لا تنفعه فأحيانا ً يحتج هؤلاء لتعيير المصلي الذي يرتكب بعض الكبائر من الذنوب بحديث لا صحة له أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد بصلاته من الله إلا بعدا ً" فليس هذا الحديث من كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا يجوز لأحد أن يقول لمن يصلي ويرتكب الكبائر أي فائدة في صلاتك فلا تصل ما دمت على هذه الحال لا يجوز هذا الكلام ومن قال ذلك لأحد فترّكه الصلاة كان آثما إثما كبيرا ً وكان عونا ً للشيطان وإنما اللائق في حقه أن يقول له يا هذا اتق الله اترك هذه المعاصي من غير أن يزهّده في الصلاة يحثه على تجنّب المعاصي.

 فينبغي حفظ هذا الحديث الصحيح للرّد على هؤلاء وهو أنه قيل يا رسول الله" إن فلانا ً يصلي بالليل فإذا أصبح سرق فقال ستنهاه صلاته" وفي لفظ في هذا الحديث "سينهاه ما يقول" أي أنّ القرءان الذي يقرؤه في صلاته في الليل سينهاه فيما بعد عن هذا العمل الشنيع وهو السرقة.

وروى هذا الحديث ابنُ حبانَ وإنما يقالُ لا تنفَعُكَ صلاتك لشخص يكْفُرُ ولو كان يصلي كالشخص الذي يسب الله هذا يقال له صلاتك لا تنفعك لأنّك تسب الله حتى ترجع عن كفرك فتتشهد يقال له هذا حتى يفهم انَّ الذي يكفر لا يقبل منه جميع الطاعات حتى يتخلى عن الكفر الذي وقع فيه، وتشهُدُهُ أثناء وضوئِه كالعادة لا يدخله في الإسلام حتى يعرف و يعتقد أنَّ سبَّ اللهِ كفر ويكْرَهَ لنفسِهِ الكونَ علىالكفر،وكلُّ حسنة يعملها مخلصا ً بعد الخروج من الكفر أقل مضاعفةٍ يضاعفها الله له بعشرة أمثالها إلى مائة ألفٍ وإلى أكثر من ذلك.

 أما الذي تعود أنْ يسُب الله إذا غضب غضبة ً فلا شأن له عند الله و مهما فعل فليس له عند الله ذرة من الثواب، الشأن في الثبات على الإسلام وتجنب الكفر، وهذا الذي يجد كل حسنة يعملها مهما قلت ولو تصدق بنصف تمرة على فقير لله تعالى أو أطعمها طفلا ً فإنّ الله قد يعتقه بهذه الصدقة الخفيفة من عذابه من ناره ولو كانت هذه الحسنة في اعين الناس قليلة. الرسول عليه الصلاة والسلام ذكر أن رجلا ً وجد أذىً في طريق المسلمين هذا قبل سيدنا محمد وجد شيئا ً يُؤْذي المارة فأزاحه وكان هو من أهل الكبائر هذا العمل القليل الله جازاه له فغفرله أعتقه من النار. الشأن في الثبات على الإيمان وتجنب الكفر وليس الشأن في كثرة الأعمال من غير إيمان ولو كان الشخص يبر أمهُ ويقبل لها يدها ورجلها الشأن في تجنّب الكفر بأنواعه.

ومن تجنّب هذه الكفريّات فأي حسنة يعملها يؤجر عليها إن استوفت شروط القبول وإن كانت حسنة قليلة كتشميت عاطس، المسلم إذا عطس وقال الحمد لله فقال له الذي سمع رحمك الله فقد كسب أجرا ً بهذه الكلمة الخفيفة وذاك العاطس كسب أجرا ً بحمده لله بقوله الحمد لله، الذي سمعه فشمته فقال رحمك الله او قال يرحمك الله فله عند الله تبارك وتعالى حسنة قد يعتقه الله بها من عذابه يوم القيامة. كان الإمام ابو داود رحمه الله تعالى ذات يوم في سفينة فسمع رجلا ً على الشاطئ عطس فحمد الله فاستأجر زورقا ً بدرهم فركب الزورق فوصل إليه فقال له رحمك الله ثم رُئي في المنام قائل يقول إن أبا داود اشترى نفسه من الله بدرهم معناه ثبتت له الجنة والنجاة من النار بهذا الدرهم لأنه عظم الحسنة ما احتقرها ما قال هذه ما لي ولها إن فاتتنى فأنا عندي من الحسنات الشىء الكثير أنا أزكي وأصلي وأحج وأحدث بحديث رسول الله، لا ما احتقرها بل عظمها، حسن ظنه بالله قال لعل هذا الإنسان الذي أقول له رحمك الله ثم هو يرد لي بالدعاء، فيقول يهديكم الله ويصلح بالكم او يغفر الله لنا و لكم قد يكون هذا من اولياء الله الصالحين فتنفعني هذه الدعوة منه فذهب إليه بهذا الدرهم فكسب هذا الأجر العظيم عند الله.

كل هذا الفضل يرجع إلى الإسلام لولا ان عقيدته صحيحة لولا أنه يتجنب الكفر ما نال هذه الدرجة بهذا الدرهم الواحد.الشأن في الثبات على الإسلام وتجنب الكفر ليس الشأن بأن يكثر الإنسان النفع والخدمة للناس وبر الوالدين وأداء الصلاة والزكاة والصدقات الواسعة من غير إيمان، لا بل الشأن في المحافظة على الإسلام. ولا يجوز أن يقول أحد لامرأة تخرج حاسرة لا تقبل صلاتك فهؤلاء شياطين الإنس ولو علموا ما لحقهم من الذنب لبكوا على أنفسهم، هل هذه المرأة الحاسرة المصلية أعظم ذنبا ًمن الذي كان يسرق في النهار ثم في الليل يصلي النفل زيادة على الفرض، ولما ذُكر أمره لرسول الله ما قال لا تنفعه صلاته وإنما قال ستنهاه صلاته.


كشف تدليس الوهابية في مقوله الإمام الشافعي أن الله تعالى على عرشه في سمائه

تقول الوهابية

قال الإمام الشافعي رحمه الله(204ه) (القول في السُّنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يَقرُب من خلقه كيف شاء وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء».

نقول:-

لا يخفى على كل عاقل منصف مطلع على كتب المجسِّمة تجرؤهم في الكذب على الله ورسوله. فالوهابية الحشوية يأخذون في العقيدة بأقوال الوضاعين والكذابين هذا غير الضعيف ونقول لهم فهل يؤخذ في العقيدة يا الوهابية بأقوال الوضاعين الكذابين وتنتقدون غيركم لأنه يأخذ بالضعيف المباح الأخذ به في فضائل الأعمال ؟؟

فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. ولنرى هذا الآثر

نقول:- ما قاله الوهابية هو كذب محض وهو مدسوس على الإمام الشافعي رحمه الله تعالى لأنه من رواية وضّاع كذّاب

فهذا القول مذكور في ( مختصر العلو ) ص176 ، وكذلك عند ابن القيم في إجتماع الجيوش وجاء فيه ((روى أبو الحسن الهكاري ، والحافظ أبو محمد المقدسي بإسنادهم إلى أبي ثور وأبي شعيب كلاهما عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي ناصر الحديث رحمه الله قال: القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما الاقرار بالشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء وأن الله ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء . وذكر سائر الاعتقاد ” اه‍ــ

فلنرى رجال هذا السند ، أبي الحسن الهكاري : أحد الكذابين الوضاعين 

قال عنه الحافظ الذهبي في ( ميزان الاعتدال ) ج3 ص112 في ترجمته  : ( قال أبو القاسم بن عساكر : لم يكن موثوقاً به ، وقال ابن النجار : متهم بوضع الحديث وتركيب الأسانيد ) اهـ . قال الحافظ ابن حجر في ترجمته في ( لسان الميزان ) 4/159 من الطبعة الهندية ) : ( وكان الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات ، وفي حديثه أشياء موضوعة ورأيت بخط بعض أصحاب الحديث أنه كان يضع الحديث بأصبهان

 ، وقال ابراهيم بن محمد بن سبط ابن العجمي ابو الوفا الحلبي الطرابلسي في كتابه “الكشف الحثيث عمن رمى بوضع الحديث الجزء الاول صفحة 184 “علي بن أحمد أبو الحسن الهكاري قال بن النجار متهم بوضع الحديث وتركيب الأسانيد قاله الذهبي في ترجمة عبد السلام بن محمد” وهو كذاب وضاع كما ترى فهل يؤخذ بقوله نترك الحكم لكل لبيب.

أبا شعيب : زعموا أنه روى تلك العقيدة عن الشافعي فلنرى وسنجد أنه وُلِدَ بعد وفاة الشافعي بسنتين كما في تاريخ بغداد ( 9/436)

أما جزء الاعتقاد المنسوب للشافعي – من رواية أبي طالب العُشاري – والذي جاء في الطبقات لابن أبي يعلى ج1 ص283، اجتماع الجيوش الإسلامية للمجسم ابن القيم ص165 فهذا جزء لا يصح سنده إلى الإمام الشافعي ومن الناس الذين نشروا هذه العقيدة الباطلة وروجوا لها مع انها لا تصح نسبها للامام الشافعى رضى الله عنه عبد العزيز بن فيصل الراجحى والذى ذكرها فى كتاب بعنوان (هدى السارى ) الى اسانيد الشيخ اسماعيل الانصارى. ولا نعلم أين عقول القوم بل في سندها ايضا ابو العز احمد بن عبيد الله ابن كادش وهو كذاب وضاع.. سند هذه العقيدة الباطلة ابن كادش فهو أبو العز بن كادش أحمد بن عبيد الله المتوفى سنة 526هـ من أصحاب العشارى اعترف بالوضع قال الذهبي في الميزان (ج1/118) قال ابن النجار : كان ضعيفا في الرواية ، مخلطا كذابا ، لا يحتج به ، وللأئمة فيه مقال . قال السمعاني : كان ابن ناصر يسيء القول فيه . وقال عبد الوهاب الأنماطي : كان مخلطا . ثم قال السمعاني : سمعت ابن ناصر يقول : سمعت إبراهيم بن سليمان يقول : سمعت أبا العز ابن كادش يقول : وضعت حديثا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقر عندي بذلك . قال عمر بن علي القرشي : سمعت أبا القاسم علي بن الحسن الحافظ يقول : قال لي ابن كادش : وضع فلان حديثا في حق علي ، ووضعت أنا في حق أبي بكر حديثا ، بالله أليس فعلت جيدا ؟ قلت (اي الذهبي): هذا يدل على جهله ، يفتخر بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكذلك قال الحافظ في لسان الميزان 1 ص 218.

أما العشارى فهو أبو طالب محمد بن علي العشارى المتوفى سنة 452 هـ قد راجت عليه العقيدة المنسوبة إلى الشافعي كذبا بإعتراف الذهبي نفسه ونقله الحافظ ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان. فقال الذهبي الميزان (ج3/656) محمد بن علي بن الفتح أبو طالب العشاري شيخ صدوق معروف لكن ادخلوا عليه أشياء فحدث بها بسلامة باطن منها حديث موضوع في فضل ليلة عاشوراء ومنها عقيدة للشافعي… ثم قال الذهبى بعد ذلك العتب على محدثى بغداد كيف ترك العشارى يروى هذه الأباطيل وذلك بعد ما ذكر بعض روايته الباطلة ونهي الترجمة بقولة قلت( اي الذهبي) ليس بحجة . وكذلك الحافظ في لسان الميزان 5/301 نقلاً عن الذهبي ، فليحذر تمويهات المجسمة فإن هذا دأبهم ذكر ما يوافق هواهم وإن كان كذبا وباطلا وماذا بقي لهم يستدلون بأقوال كذابين ووضاعين وعقيدة مدسوسة على الإمام الشافعي فتنبه لهذا أخي فديدن القوم الكذب والتحريف…

فأنظر لهذا الإمام الذي افترى عليه الوهابية وأقواله في تنزيه الله قال إمامنا الشافعي رضي الله عنه لما سئل عن الاستواء : (( ءامنت بلا تشبيه وصدقت بلا تمثيل واتهمت نفسي في الإدراك وأمسكت عن الخوض فيه كل الإمساك ))اهـ

ذكره الإمام أحمد الرفاعي في (( البرهان المؤيد)) (ص 24) والإمام تقي الدين الحصني في ((دفع شبه من شبه وتمرد )) (ص 18) وغيرهما كثير ،

وقال أيضا : (( ءامنت بما جاء عن الله على مراد الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله )). الإمام الحصني في (( دفع شبه من شبه وتمرد)) (ص 56) والشيخ سلامة العزامي وغيرهم ، ومعناه لا على ما قد تذهب إليه الأوهام والظنون من المعاني الحسية والجسمية التي لا تجوز في حق الله تعالى.


ولما سئل عن صفات الله تعالى قال : (( حرام على العقول أن تمثل الله تعالى وعلى الأوهام أن تحد وعلى الظنون أن تقطع وعلى النفوس أن تفكر وعلى الضمائر أن تعمق وعلى الخواطر أن تحيط إلا ما وصف به نفسه – أي الله – على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم )). اه ـذكره الشيخ ابن جهبل في رسالته(انظر طبقات الشافعية الكبرى ج 9/40 ) في نفي الجهة عن الله التي رد فيها على المجسم ابن تيمية.


وقال الإمام المجتهد محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه ما نصه: “إنه تعالى كان ولا مكان فخلق المكان وهو على صفة الأزلية كما كان قبل خلقه المكانَ لا يجوز عليه التغييرُ في ذاته ولا التبديل في صفاته” اهـ . 

كما نقله عنه الزبيدي فـي كتابه (إتحاف السادة المتقين ج 2/24)

وقال الشافعي رضي الله عنه أيضا جامعا جميع ما قيل في التوحيد

 : (( من انتهض لمعرفة مدبره فانتهى إلى موجود ينتهي إليه فكره فهو مشبه وإن اطمأن إلى العدم الصرف فهو معطل وإن اطمأن لموجود واعترف بالعجز عن إدراكه فهو موحد)) (انظر شرح الفقه الأكبر ص 152 ).

قلنا : ما أدقها من عبارة وما أوسع معناها شفى فيها صدور قوم مؤمنين فرضي الله عنه وجزاه عنا وعن الإسلام خيرا وقد أخذها من قوله تعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ } [سورة الشورى] ، ومن قوله عز وجل : { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ } [سورة النحل] . ومن قوله تعالى :{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } [سورة مريم] ،ومن قوله تعالى : {أَفِي اللّهِ شَكٌّ} [سورة إبراهيم]

. وكل هذا يدل على أن الإمام الشافعي رضي الله عنه على تنـزيه الله عما يخطر في الأذهان من معاني الجسمية وصفاتها كالجلوس والتحيز في جهة وفي مكان والحركة والسكون ونحو ذلك


كشف تدليس الوهابية في مقولة الإمام أبي حنيفة النعمان الله في السماء

الحمد لله الذي أظهر دينه فحاطه من تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين و سخر لدينه رجالا قام بهم وبه قاموا على الوجه القويم..فكانوا سيوفا مسلطه علي أهل البدع والأهواء ومن بدل هذا الدين واصلي واسلم على محمد ابن عبد الله النبي الأمين الذي علم الأمة التوحيد والذي قرن الله اسمه باسمه وقال فيه قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين واصلي واسلم على آل بيته الأطهار وصحابته الأبرار

يستند الوهابية في تدليسهم إلى هذا القول

ما جاء في (( شرح الفقه الأكبر )) (ص 197-198) لملا علي القاري :

(( وما روي عن أبي مطيع البلخي أنه سأل أبا حنيفة رحمه الله عمن قال لا أعرف ربي في السماء هو أم في الأرض ، فقال: قد كفر لأن الله تعالى يقول : {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه ] ، وعرشه فوق سبع سمواته ، قلت : فإن قال إنه على العرش ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض !، قال : هو كافر لأنه أنكر كونه في السماء فمن أنكر كونه في السماء فقد كفر لأن الله تعالى في أعلى عليين وهو يدعى من أعلى لا من أسفل )) اهـ.


الجــــــواب :

أن هذا الكلام كذب باطل مصنوع على أبي حنيفة كما انه ليس في متن الفقه الأكبر بل من المسائل التي الحقها الشارح بشرح الكتاب.

وذلك لأن الراوي لهذا الكلام هو أبو مطيع البلخي وهو كذاب ، قال ابن معين : ليس بشيء ، وقال مرة ضعيف ، وقال أحمد : لا ينبغي أن يروى عنه شيء ، وقال البخاري : ضعيف صاحب رأي ، وقال النسائي : ضعيف ، وقال أبو حاتم : كان مرجئا كذابا ، وقد جزم الذهبي بأنه وضع حديثا كما في ترجمة عثمان بن عبدالله الأموي ،

قال ابن أبي العز شارح الطحاوية ج2 ص480 نقلاً عن ابن كثير :

وأما أبو مطيع فهو الحكم بن عبد الله بن مسلمة البلخي ، ضعفه أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين وعمرو بن علي الفلاس والبخاري وأبو داود وأبو حاتم الرازي وأبو حاتم محمد بن حبان البستي وابن عدي والدار قطني وغيرهم اهـ .

قال الشيخ مصطفى أبو السيف الحمامي في كتابه (( غوث العباد ببيان الرشاد )) ( ص 341-342):

(( ومن هذا الكلام يعلم أمور منها :

الأمر الأول: أن تلك المقالة ليست في (( الفقه الأكبر)) ، وإنما نقلها عن أبي حنيفة رحمة الله عليه ناقل فيكون إسنادها إلى الفقه الأكبر كذبا يراد به ترويج البدعة.

الأمر الثاني: أن هذا الناقل مطعون فيه بأنه وضاع لا يحل الاعتماد عليه في نقل يبنى عليه حكم فرعي فضلا عن أصلي فالاعتماد عليه وحاله ماذكر خيانة يريد الرجل بها أن يروج بدعته .

الأمر الثالث : أن هذا الناقل صرح به إمام ثقة هو ابن عبد السلام بما يكذبه عن أبي حنيفة رحمة الله عليه بالنقل الذي نقله عن هذا الإمام الأعظم رضي الله عنه، فاعتماد الكذاب وإغفال الثقة خيانة يراد به تأييد بدعته وهي جرائم تكفي واحدة منها فقط لأن تسقط الرجل من عداد العدول العاديين لا أقول من عداد العلماء أو أكابر العلماء أو الأئمة المجتهدين ، ويعظم الأمر إذا علمنا أن الخيانات الثلاث في نقل واحد وهو مما يرغم الناظر في كلام هذا الرجل على أن لا يثق بنقل واحد ينقله فإنه لا فرق بين نقل ونقل ، فإذا ثبت خيانته في هذا جاز أن تثبت في غيره وغيره )) انتهى كلام الحمامي .

وعلى تقدير صحة هذا الكلام فقد أجاب عنه الإمام ابن عبد السلام في حل الرموز كما نقله علي القاري في شرح الفقه الأكبر ص271 قال :

(من قال لا أعرف الله تعالى في السماء أم في الأرض كفر ، لأن هذا القول يوهم أن للحق مكانا ومن توهم أن للحق مكانا فهو مشبه .

ا هـ

قال القاري : ولا شك أن ابن عبد السلام من أجل العلماء وأوثقهم فيجب الاعتماد عل نقله لا على ما نقله الشارح – يعني شارح الطحاوية- مع أن أبا مطيع رجل وضّاع عند أهل الحديث كما صرح به غير واحد . )ا هـ كلام القاري .

فيستفاد من القول السابق أن الإمام العز ابن عبدالسلام يقول إنما كفر الإمام قائل هاتين العبارتين لأنه جعل الله مختصا بجهة وحيز وكل ما هو مختص بالجهة والتحيز فإنه محتاج محدث بالضرورة أي بلا شك، وليس مراده كما زعم المشبهة إثبات أن السماء والعرش مكان لله تعالى بدليل كلام الإمام أبي حنيفة الكثير في نفي الجهة والمكان.

هذا مع أن أبا مطيع رجل وضّاع عند أهل الحديث وكذلك قال الإمام القاري

الإمام أبا حنيفة قد صرح بنفي الاستقرار على العرش كما في كتابه الوصية كما في شرح الفقه الأكبر ص61 حيث قال :

( نقر بأن الله على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة إليه ، واستقراره عليه وهو الحافظ للعرش وغير العرش فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوق ولو صار محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله تعالى فهو منزه عن ذلك علوا كبيرا .) اهـ


وأما ما قاله المجسم ابن القيم في نونيته :

كذلك قال النعمان وبعده يعقوب والألفاظ للنعمان

من لم يقر بعرشه سبحانه فوق السماء وفوق كل مكان

ويقر أن الله فوق العرش لا يخفى عليه هواجس الأذهان

فهو الذي لا شك في تكفيره لله درك من إمام زمان

هو الذي في الفقه الأكبر عندهم وله شروح عدة لبيان

نقول : هذا كذب على الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه .

وهذا الفقه الأكبر بين أيدينا فليراجعه من شاء فلا يوجد هذا الكلام ولا يوجد كلام يعقوب وهو الإمام أبو يوسف صاحب الإمام أبي حنيفة رضي الله عنهما

قال الشيخ مصطفى الحمامي – من علماء الأزهر – (ص 342) :

(( لا شك أنه كذب يروج به هذا الرجل بدعته )) ا هـ

وكذا قال الكوثري في (( تكملته ))(ص 108) .

وما وجدناه في الفقه الكبر ينسف هذا الكلام(( الفقه الأكبر)) (ص 30 – 31) فيه :

(( والله واحد لا من طريق العدد ولكن من طريق أنه لا شريك له لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد لا يشبه شيئا من الأشياء من خلقه ولا يشبهه شئ من خلقه ))

وفيه أيضا (ص 136-137):(( ويراه المؤمنون وهم في الجنة بأعين رؤوسهم بلا تشبيه ولا كيفية ولا كمية ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة )) ،

وفي ” الوصية” للإمام (انظر شرح الفقه الأكبر ص 138) :(( لقاء الله تعالى لأهل الجنة حق بلا كيفية ولا تشبيه ولا جهة )) ،

وفي (( الوصية )) (انظر شرح الفقه الأكبر ص 70) :((نقر بأن الله على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة إليه واستقرار عليه وهو الحافظ للعرش وغير العرش من غير احتياج ، فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوق ولو كان محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله تعالى ! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا” اهـ.

وفي (( الفقه الأبسط ))(ص 57) :” كان الله ولا مكان كان قبل أن يخلق الخلق كان ولم يكن أين ولا خلق ولا شئ وهو خالق كل شئ”اهـ

فبهذا ينتسف ما قاله المجســـــم ابن القيم

وكذلك ما تنسبه الوهابية إلى أبي حنيفة أنه قال : (( الله في السماء ))

فغير ثابت ففي سنده أبو محمد بن حيان ونعيم بن حماد (انظر تهذيب التهذيب ج10/409)) ونوح بن أبي مريم أبو عصمة (انظر تهذيب التهذيب ج10/433)، فالأول ضعفه بلديُّه الحافظ العسال .

ونعيم بن حماد مجسم.

وكذا زوج أمه نوح ربيب مقاتل بن سليمان شيخ المجسمة .

فنوح أفسده زوج أمه ونعيم أفسده زوج أمه ، وقد ذكره كثير من أئمة أصول الدين في عداد المجسمة ، فأين التعويل على رواية مجسم فيما يحتج به لمذهبه ؟!،

قال الحافظ ابن الجوزي في (( دفع شبه التشبيه)) (الباز الأشهب ص 69-70) عن نعيم بن حماد :

” قال ابن عدي (الكامل في الضعفاء ج 7/16 ) : كان يضع الأحاديث وسئل عنه الإمام أحمد فأعرض بوجهه عنه وقال : حديث منكر مجهول ” ا هـ.

فإن قالت الوهابية : ذكره الذهبي نقلا عن البيهقي في (( الأسماء والصفات)).

قلنا : رواه البيهقي في (( الأسماء والصفات )) (ص 429) وقال :

(( إن صحت الحكاية ))، فهذا يدل على أن الذهبي غفل هذا القيد المهم الذي أشار اليه الإمام البيهقي وهو قوله إن صحت الحكاية وهي إشارة قوية إلي ما في الرواية من وجوه الخلل


قال الشيخ الكوثري في تكملته (ص 180) :((وقد أشار البيهقي بقوله : (( إن صحت الحكاية)) إلى ما في الرواية من وجوه الخلل )) ا هـ.


على أن الإمام البيهقي ذكر في (( الأسماء والصفات )) في كثير من المواضع أن الله منـزه عن المكان والحد ومن ذلك قوله (ص 400) :(( واستدل بعض أصحابنا في نفي المكان عنه – تعالى – بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( أنت الظاهر فليس فوقك شئ وأنت الباطن فليس دونك شئ )) (رواه مسلم) وإذا لم يكن فوقه شئ ولا دونه شئ لم يكن في مكان )) ا هـ.


وقوله (ص 415) :(( وما تفرد به الكلبي وأمثاله يوجب الحد والحد يوجب الحدث لحاجة الحد إلى حاد خصه به والبارئ قديم لم يزل ))ا هـ.


وقوله (ص 448-449) :((وانّ الله تعالى لا مكان له )) ، ثم قال : (( فإن الحركة والسكون والاستقرار من صفات الأجسام والله تعالى أحد صمد ليس كمثله شئ )) اهـ.


فوضح بعد هذا البيان الشافي أن دعوى إثبات المكان لله تعالى أخذا من كلام أبي حنيفة رضي الله عنه افتراء عليه وتقويل له بما لم يقل .


الجمعة، 15 يوليو 2022

اجابة على من يسأل من هم الوهابية؟

 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم وبعد،

بدلا من تلك الرسائل غير المحررة ارسلوا هذا الملف الى كل من يهمكم امره لمعرفة حقيقة تلك الفرقة بالأدلة والبراهين فالله يقول قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين فمن اراد الحق فهذا بحث موثق قام به بعض المدافعين عن اهل السنة والجماعة, فانشروه لعل الله يثيبكم .

بسم الله الرحمن الرحيم هذه المحاضرة هي اجابة على من يسأل من هم الوهابية؟

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه واخوانه من النبيين والمرسلين وسلم

دين الإسلام هو الدين الصحيح. قال الله تعالى: إن الدين عـند الله الإسلام,

كل دين ءاخر هو دين باطل. قال الله تعالى: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين

هل تعلم أن الكثير من الناس يدعون الإسلام والإسلام برئ منهم؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أناس من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا تعرف منهم وتنكر دعاة على ابواب جهنم من استجاب لهم قذفوه فيها؟

هل تعلم بأن نهج الحركة والفرقة الوهابية قائم على عدة اشخاص شذوا عن اجماع الأمة وحذر منهم علماء الأمة؟ هل تعلم انه بعد خروج ابن عبد الوهاب بعد وظهور حركة الوهابية من نجد فسر العلماء المعاصرون له والذين جاءوا من بعده الحديث: قرن الشيطان يخرج من نجد فسروه بمحمد بن عبد الوهاب

هل تعلم أن الوهابية عندهم اموال كثيرة جدا يطبعون بها ضلالاتهم ويوزعونها على الناس بالمجان ليضلوا الكثير من المسلمين؟ هل تعلم بأن الوهابية عندهم إعلام كبير في هذه الأيام, ينشرون فيه مفاسدهم ويكررونها لدرجة ان الكثير من الناس قد يصدقون الباطل لمجرد انه يعاد ويكرر؟

هل تعلم بأنه بالرغم من كل اموال الوهابية ومن كل إعلام الوهابية فإن الوهابية لا تزال شرذمة قليلة لا تكاد تصل الى ثلاثة او اربعة ملايين واما اهل السنة والجماعة بالرغم من فقرهم فهم حوالي مليار ومائتي مليون اعني: من البشر الأحياء الآن

هل تعلم بأن الوهابية تحارب أهل السنة والجماعة وتدعي الإنتساب الى اهل السنة والجماعة مع أن اهل السنة والجماعة بريئون من الوهابية وقد ألف اكثر من مائة كتاب في الرد عليهم وفي تبيين انهم مشبهة مجسمة يكفرون المسلمين

هل تعلم أن الحافظ الزبيدي يقول في شرح احياء علوم الدين: إذا اطلق اهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتريدية وكذلك قال السبكي وسلطان العلماء بن عبد السلام وغيرهم

هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها؟ هل تعلم أن المجددين من بعد عصور السلف الى يومنا هذا كلَْهم اشاعرة

هل تعلم أن الوهابية يقولون عن الأشاعرة أنهم لا يستحقون أن يلقبوا بأهل السنة والجماعة, ذكر هذا الكلام الخبيث صالح بن فوزان في كتابه المسمى من مشاهير المجددين في الإسلام ولم يؤلف مؤلف هذا الكتاب هذا الكتاب الا ليضع اسم الحراني والنجدي بين المجددين بزعمه

هل تعلم أن الوهابية المجسمة يقولون كذبا أن كثيرا من أهل السنة كفروا الأشاعرة؟ ما ابشع هذا التخرص فالأشاعرة والماتريدية هم اهل السنة والجماعة, من شاء ان يتأكد انهم يقولون ذلك الكلام الخبيث فلينظر في الكتاب المسمى فتح المجيد لحفيد قرن الشيطان

هل تعلم بأن الوهابية يضللون الحافظ النووي شارح صحيح مسلم ويضللون الحافظ ابن حجر العسقلاني شارح صحيح البخاري ويقول ابن عثيمين بأنهما ليسا من اهل السنة والجماعة في باب الإسماء والصفات, هل يعني بزعمه انهما كانا ماهرين في معرفة باب الإستنجاء واما في معرفة الرب عز وجل فلا يعرفانه؟ تضليل الوهابية لهذين الحافظين موجود في الكتاب المسمى لقاء الباب المفتوح

هل تعلم بأن الوهابية يضللون السلطان المجاهد صلاح الدين الأيوبي الذي حرر بيت المقدس من ايدي اعداء الدين, تضليل الوهابية للسلطان صلاح الدين والحافظ النووي والحافظ ابن حجر بالتصريح لا بالتعريض موجود عندنا بصوت داع على ابواب جهنم ينتسب الى الوهابية

هل تعلم بأن الوهابية يضللون محمدا الفاتح الذي مدحه النبي صلى الله عليه وسلم ومدح جيشه بقوله لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش, النبي صلى الله عليه وسلم مدحه ومدح جيشه وبشرنا بفتح القسطنطينية وأما الوهابية فيدعون أنها لم تفتح بعد ويضللون محمدا الفاتح وجيشه ويقولون إن صح الحديث فمعناه مدح لهم على فعلهم لا على حالهم والتسجيل موجود عندنا

هل تعلم أن الوهابية يكفرون اهل مصر واهل الشام واهل الحجاز واليمن, لمجرد انهم يزورون قبور اولياء وصالحين, ومما لا شك فيه ان المسلم لا يعبد الا الله ولكن من سوء ظن الوهابية بالمسلمين فقد اعتبرت الوهابية المسلم الذي يزور قبر ولي عابدا للولي والعياذ بالله, انظر تعليق ابن باز على الكتاب المسمى فتح المجيد

هل تعلم أن الوهابية يشمئزون من سماع كلمة وهابية ويتبرءون من كلمة وهابية ويدعون أن اول من اطلقها عليهم اعداء الدين, فهل يعتبرون سليمان بن عبد الوهاب من اعداء الدين وقد الف الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية, وكذلك الفقيه الحنفي ابن عابدين سماهم وهابية وكذلك مفتي مكة ابن زيني دحلان في فصل أسماه فتنة الوهابية

هل تعلم بأن الوهابية يسمون انفسهم في بعض البلدان سلفية لكي يتهربوا من اسم وهابية وأيضا ليوهموا الناس انهم يتبعون السلف؟ وبالمناسبة فإن تسميتهم بالسلفية حرام لأن في ذلك إيهاما انهم يتبعون السلف

هل تعلم من هم سلف الوهابية؟ هم المجسمة الذين كانوا في وقت السلف والمجسمة الذين جاءوا بعد عصور السلف؟ هل تعلم بأن الوهابية تحمل لواء التشبيه والتجسيم في هذا العصر؟

هل تعلم ان الوهابية يدعون ان الله جسم ويدعون ان له شكلا وصورة ومكانا وحيزا ويصفونه بكل ما يخطر على بالهم مع ان معتقد المسلمين هو: مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك, لا تبلغه الأوهام ولا تدركه الأفهام ولا يشبه الأنام, لا يلحقه وهم ولا يكتنفه عقل ولا يتخصص بالذهن ولا يتمثل في النفس ولا يتصور في الوهم لا تلحقه الأوهام والأفكار ليس كمثله شيء وهو السميع البصير

هل تعلم أن الوهابية يشبهون الله بخلقه ويصفونه بصفات البشر ويدعون انه يجلس على الكرسي والعياذ بالله من الكفر, هذا موجود في كتاب حفيد ابن عبد الوهاب المسمى فتح المجيد

هل تعلم أن الوهابية يعتقدون ان الله يشبه الإنسان لكنه له بزعمهم حجم اكبر من حجم الإنسان, تعالى الله عما يقوله الكافرون علوا كبيرا فالله ليس حجما وليس جسما ولا يشبه الإنسان ولا يشبه شيئا من خلقه, وكفرهم هذا موجود في الكتاب المسمى عقيدة اهل الإيمان, واثنى على الكتاب المجسم ابن باز

هل تعلم ان الوهابية ينسبون الى الله الفم والعياذ بالله تعالى وهذا كفر صريح لا يشك فيه مسلم, وكفرهم هذا موجود في الكتاب المسمى الأسماء والصفات للحراني الشاذ

هل تعلم ان الوهابية ينسبون اللسان الى الله والعياذ بالله تعالى, وهذا الكفر موجود في كتاب ابي يعلى المجسم المسمى طبقات الحنابلة وقد طبعته الوهابية راضية بما فيه, واما العثيمين فقد تردد في ذلك في اللقاء الشهري الرقم ثلاثة وقال: لا نثبت اللسان ولا ننفيه وهذا ايضا كفر فالله يجب تنزيهه عن الجوارح والأعضاء لا نرتاب في ذلك

هل تعلم أن الوهابية ينسبون لله القدمين وهذا كفر, يقولون والكرسي موضع قدميه والعياذ بالله من كفرهم, هذا الكفر موجود في الكتاب المسمى تفسير ءاية الكرسي, اليهود حرفوا التوراة والنصارى حرفوا الإنجيل واما الوهابية فإنهم يحرفون معاني كتاب الله والعياذ بالله تعالى!

هل تعلم ان الوهابي ابن باز يقول بأن نفي الجسمية والجوارح والأعضاء عن الله هو من الكلام المذموم؟ نعوذ بالله من شره فالله منزه عن الجسمية والجوارح والأعضاء ليس كمثله شيء. كلام ذاك الوهابي الكفري موجود في الكتاب المسمى تنبيهات في الرد على من تأول الصفات, والوهابية حين يقولون الصفات فإنهم يعتقدون الجسمية والجوارح ويقولون من يتأول الصفات جهمي اي على زعمهم من ينزه الله عن الجسمية يعتبرونه جهميا

هل تعلم ان الوهابية يكفرون من يفسر استوى ب استولى مع ان استولى ليس شرطا ان تكون بعد سبق مغالبة فالله قال: كتب الله لأغلبن أنا ورسلي فهل يدعون ان الله كان مهزوما وسيغلب لاحقا, وقال: والله غالب على أمره, الحافظ السبكي قال: المقدم على تفسير الإستواء بالإستيلاء لم يرتكب محظورا, كلام الوهابية موجود في الكتاب المسمى حلقات ممنوعة

هل تعلم أن الوهابي المجسم ابن باز يعتقد بأن الله جسم وأنه فوق العرش فوقية ذات والعياذ بالله من التشبيه والتجسيم والكفر, كلام المجسم ابن باز موجود في مجلة الحج سنة تسعة واربعين من عام الف واربعمائة وخمسة عشر

هل تعلم انه من تخبط الوهابية المجسمة فإنهم لما اعتقدوا ان الله جسم صاروا يبحثون له عن مكان فانقسموا الى عدة فرق فقال بعض الوهابية هو في السماء تمسكا بظاهر رواية من روايات حديث الجارية وقال بعض الوهابية بل يجلس على العرش كما في كتاب الحراني مجموع الفتاوى والوهابية تطبعه وتنشره راضية بما فيه

وقال بعض الوهابية استقر على العرش كما في الكتاب المسمى نظرات وتعقيبات وقال بعضهم لا بل هو فوق العرش ليس على العرش وهذا قول للألباني فقد قال هو فوق العرش بلا مكان وكلام الألباني مسجل وموجود عندنا, وقال بعض الوهابية هو على الكرسي كما ذكر حفيد قرن الشيطان في الكتاب المسمى فتح المجيد

وقال بعض الوهابية انه يسكن الجنة كما في الكتاب المسمى معارج القبول لحافظ حكمي, هذه نبذة عن تخبط المجسمة التائهين واما المسلمون فقد اجمعوا على أنه لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان كما ذكر الإمام ابو منصور البغدادي شيخ الحافظ البيهقي في كتابه الفرق بين الفرق وكما ذكر تلميذه الحافظ البيهقي في كتابه الأسماء والصفات وكما ذكر تلميذ الحافظ البيهقي امام الحرمين الجويني في كتابه الإرشاد

هل تعلم ان الوهابية يزعمون بأن القرب الى الله قرب حسي وان من يكون اقرب الى السماء يكون اقرب الى الله, وهذا يعني بزعمهم ان المسافرين بالطائرة او بالصاروخ من الكفار اقرب الى الله من المسلمين الساجدين لله في مساجدهم وبيوتهم, وهذا موجود في كتاب الدارمي المجسم الذي يكثر الحراني الاستدلال به, والكتاب هو رد الدارمي على بشر المريسي

وماذا يفعلون بقوله تعالى كلا لا تطعه واسجد واقترب, وقوله صلى الله عليه وسلم اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وقوله صلى الله عليه وسلم اقرب ما تكون المرأة من الله وهي في قعر بيتها؟

هل تعلم ان الوهابية الماكرين المخادعين ينسبون الى الله المكر والخداع وكل هذا موجود في كتاب العثيمين المجسم المسمى فتاوى العقيدة, ومن العجيب ان هذا المجسم لا يفرق بين مجازاة الماكرين والخادعين على مكرهم وخداعهم وبين وصف الله تعالى بهذه الصفات فقد قال المجسم: واما الخداع فهو كالمكر يوصف الله به حين يكون مدحا

هل تعلم بأن المجسم العثيمين ينسب الى الله الملل فيقول في كتابه فتاوى العقيدة: أن الله له ملل واما ملل الله فإنه ملل يليق به عز وجل, رجل مجسم لم يعرف الله ويتصدر للتكلم في الدين فما احمق من يستمع اليه راضيا بما يقول

هل تعلم أن الوهابية يدعون ان نوع العالم ازلي والعياذ بالله تعالى وهذا الكلام شرك بالله تعالى اذ انهم جعلوا نوع العالم لا بداية له يعني بزعمهم لم يخلقه الله, والله يقول: قل الله خالق كل شيء, وكفر الوهابية هذا موجود في سبعة كتب من كتب ابن تيمية وتطبعها الوهابية, وموجود ايضا في تحريف ابن ابي العز للعقيدة الطحاوية واثنى على التحريف ابن باز

هل تعلم أن فرقة من الوهابية تنكر نبوة ورسالة ءادم عليه السلام, مع ان امر رسالته ونبوته مجمع عليه لم يخالف فيه مسلم كما قال الإمام عبد القاهر ابو منصور البغدادي, كفر الوهابية هذا مذكور في الكتاب المسمى الإيمان بالأنبياء جملة, وبالرغم من اسم الكتاب كذبوا بنبوة ءادم والعياذ بالله

هل تعلم أن فرقة أخرى من الوهابية تعترف بنبوة ءادم عليه السلام لكنها تعتبر حواء عليها السلام مشركة يقولون: الصحيح ان الشرك انما وقع من حواء فقط دون ءادم عليه السلام, وهذا الكلام موجود في الكتاب المسمى الدين الخالص, فمؤلف هذا الكتاب يثبت نبوة ءادم على خلاف الكتاب المسمى الإيمان بالأنبياء جملة ولكنه اهلك نفسه وكفر حواء عليها السلام

هل تعلم أن الوهابية تعلم اتباعها أن النار تفنى وينتهي عذاب الكفار فيها مكذبين لأربعين ءاية في كتاب الله تدل على بقاء النار وخلود الكفار فيها, هذا الكفر موجود في الكتاب المسمى القول المختارلبيان فناء النار لعبد الكريم صالح الحميد كتبه ليرد فيه على الألباني الذي اعترض على الحراني وابن القيم قولهما بفناء النار

كتاب الألباني الذي رد فيه على ابن تيمية وابن قيم الجوزية اسمه رفع الأستار, وفي تحريف العقيدة الطحاوية المسمى شرح العقيدة الطحاوية يدعي المجسم ابن ابي العز فناء النار واثنى على كتابه المجسم ابن باز


الأربعاء، 13 يوليو 2022

العقيدة

 العقيدة

قال الله تعالى "قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين" سورة يوسف.

قال تعالى "ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنّة ولا يظلمون نقيرا"

حديث: "يقال لآدم أخرج بعث النار من ذريتك فيقول كم بعث النار من ذريتي فيقال له (أي الملائكة تقول له ) من كلّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعون" رواه الترمذي (و هذا عن الإنس من غير قوم يأجوج و مأجوج ذلك لأن قوم يأجوج ومأجوج الذين هم من ذرية آدم فإن كلهم في النار).

حديث العهد الذي أخذه الله على عباده عندما أخرجهم من صلب رسوله آدم            و استنطقهم معنى "استنطقهم" يعني أرسل ملكا وخلقت الأرواح على شكل الذرّ فيقول الملك "يقول ربّكم ألست بربّكم" فقالوا "بلى". هذا حصل من كلّ الأرواح والسبب أننا لا نذكر العهد لأنّ الزمن طال والحديث الذي فيه يولد المرء على الفطرة (البخاري) يعني أن المولود يكون عنده استعداد أن يتقبل الإسلام إذا علّم الاسلام, و كذلك يكون عنده استعداد لقبول غيره على حسب ما يعلّمه أهله كما قال الرسول أبواه إما يهودانه أو ينصرانه أو يسلمانه.

 أكثر النّاس إلى جهنم لا يقبلون الحق

 الآية "و ما أكثر النّاس و لو حرصت بمؤمنين "(سورة يوسف)

 

حديث:" ثنتان و سبعون في النار و واحدة في الجنّة و هي الجماعة" ( أخرجه     أبو داوود في سننه , كتاب السنة , شرح السنة (مقالات 279)

الجماعة أي السواد الأعظم أهل السنّة والجماعة لقبوا بالجماعة لأنهم جمهور هذه الأمّة في الاعتقاد الحق.

في تعريف علم التوحيد: إنه علم يتكلم فيه عن أسماء الله تعالى وصفاته وأفعاله وأحوال المخلوقين من الملائكة والأنبياء والأولياء والأئمة والمبدأ والمعاد على قانون الإسلام لا على أصول الفلاسفة.

علم التوحيد سمي بعلم الكلام نسبة لرد أهل التوحيد على المعتزلة في مسألة الكلام. وموضوع علم التوحيد  هو النظر في الخلق لمعرفة الخالق, وهو إثبات ذات لا يشبه الذوات ولا معطل عن الصّفات.

ابو حنيفة قال : أصل التوحيد و ما يصح الإعتقاد عليه و ما يتعلق منها بالاعتقادات هو الفقه الأكبر ( الدليل ص/ 1)

الآية "فاعلم أنه لا إله إلا الله و استغفر لذنبك " الله تعالى قدّم المعرفة به على الإستغفار ذلك لأنه لا تقبل اي عبادة بدون معرفة الله تعالى على ما يليق به

حديث:"عن جندب بن عبد الله موقوفا كنا فتيان حزاورة و كنا نأتي النبي فتعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرءان فازددنا به إيمانا".

أبو حنيفة قال في الفقه الأبسط : اعلم أن الفقه في الدين أفضل من الفقه في الأحكام   و الفقه معرفة النفس ما لها و ما عليها .

الشافعي قال عن علم التوحيد :أحكمنا هذا قبل ذاك أي أحكمنا علم التوحيد قبل علم الأحكام

الإمام أبو الحسن الأشعري قال: أول ما يجب على العبد العلم بالله و رسوله     و دينه.

الأشعري قال "الاستدلال على أمور الدين فرض على الأعيان" يعني الاستدلال على وجود الله الاستدلال الإجمالي.

الشافعي صنّف كتاب "القياس" رد فيه على من قال بقدم العالم من الملحدين وكتاب الرد على البراهمة و غير ذلك , و قد صنف  أبو حنيفة  "كتاب الفقه الأكبر" و "الفقه الابسط" و كتاب "العالم و المتعلم " و كتاب " الوصية " و "رسالة في الرد على عثمان البتي " رد فيها على المخالفين , و كذلك مالك سئل عن مسائل هذا العلم ( أي علم التوحيد ) فأجاب عنها بالطريق القويم و كذلك الإمام أحمد

الأشعريّ  قال: الألوهية قدرة اختراع الأعيان وقدرة اختراع المحدثات

التكوين: إخراج المعدوم  إلى الوجود

سيبويه رؤي في المنام فسئل :ماذا فعل بك ربّك ؟ قال : غفر لي لأني قلت عن الله أعرف المعارف

الآية "الحمد لله ربّ العالمين" من معانيها أنّ كلّ ما سوى الله هو علامة على وجود الله.

البريّة أي كل  ما خلق الله و قيل البشرية .

الأمور التي يجب الإيمان بها في الدين قسمان؛ قسم يعرف بالعقل كتوحيد الله وقسم يعرف بالنقل كأمور الصلاة ولا يعذر من أنكر التوحيد والقطعيات (كنحو تنزيه الله عن الحد و المكان و التغير) ولو كان حديث عهد بالإسلام. والإيمان بالله يعني معرفته كما يجب.

يكفي للايمان أن يقول الشخص في قلبه لو لم يكن الله موجودا قائما بنفسه لما استطاع أن يخلق هذا العالم وكذلك بقية الصفات الواجبة له سبحانه لو لم يكن متصفا بها لما استطاع أن يخلق هذا العالم والعالم مشاهد فلا بدّ له من خالق وأنّ الله لا يحتاج للعالم.

الاستدلال على وجود الله سهل: مقدمتان ونتيجة، المقدمة الأولى: إنّ هذا العالم متغير, والمقدمة الثانية: إنّ المتغير يحتاج لمن يغيره. النتيجة: العالم لا بد له من خالق يغيره من حال إلى حال

المالكي أحمد بن ميارة قال في كتابه الدرّ الثمين والمورد المعين (فإن الحمار إذا أحسّ بصوت الخشبة فزع, لأنه تقرر في فطرته أن حصول صوت الخشبة بدون الخشبة محال).

الآية "هو الأول" (هو) ضمير (والضمائر كلها معرفة) جاءت في محل مبتدأ.... (الأول) معرفة في محل خبر.... لما يأتي المبتدأ والخبر كلاهما معرفة فهذا يفيد الحصر.

حديث "اللهم أنت الأول" (رواه مسلم)

بدر الدين الزركشي قال في تشنيف المسامع: هذا العالم علويه وسفليه وجواهره وأعراضه مخلوق بمادته وصورته كان عدما وصار موجودا بجملته وهذا إجماع أهل الملل.

الجنس لا يكون إلا في الفرد فإذا قلنا أنّ الإنسانية لم تكن شيئا في الأزل يعني      لا الجنس ولا الأفراد .

الأعيان ما له قيام بذاته, والقيام بذاته معناه التحيّز بنفسه, أي ليس تحيّزه تابعا لتحيّز شىء آخر فالشخص هو من الأعيان و الأعيان هي الأجرام أي الأجسام   و نحوها.

أبو حنيفة قال"و التغير و الاختلاف من صفات المخلوقين"

المخلوق لا يخلق شيئا و الدليل على أنه مخلوق أنه  يتغير و التعاقب دليل الحدوث

ما جاز عليه العدم استحال عليه القدم لأن ما جاز عليه العدم فهو من حيث ذاته يجوز عليه الوجود ويجوز عليه العدم. من حيث ذاته لا يترجح وجوده على عدمه ولا عدمه على وجوده فإذا وجد فلا بد ممّن رجّح وجوده على عدمه.

كل متغيّر حادث, وكلّ حادث لا بدّ له من محدث, إن الشىء الذي وجد بعد إن لم يكن موجودا لا يجوز أن يكون موجودا بدون  محدث, ولا يجوز أن يكون أوجد نفسه لأنّه لم يكن موجودا أصلا فكيف أوجد نفسه!

إذا قال شخص: خلق زيد نفسه فقد جعل زيدا قبل نفسه بإعتبار و متأخرا عن نفسه باعتبار. فباعتبار خالقيته جعله متقدما. و باعتبار مخلوقيته جعله متأخرا. وذلك محال عقلا.

أبيّ بن كعب  (كنيته أبو المنذر) روى عن رسول الله أنه قال: لافكرة في الربّ       (  ذكره أبو القاسم الأنصاري شارح كتاب الإرشاد لإمام الحرمين)

عبد الله بن عباس قال "تفكروا في كل شىء و لا تفكروا في ذات الله ( الأسماء    و الصفات ص420) كتاب فضائح 45

روى أبو القاسم الانصاري عن أبيّ بن كعب تفسير الاية ﴿وأنّ الى ربك المنتهى﴾. قال: "إليه ينتهي فكر من تفكر".

الله تعالى شىء لا يتصور في القلب

الآية " قل أي شىء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني و بينكم"

ليس من شرط الوجود أن يمكننا تصوره ففي المخلوقات ما لا يمكن تصوره وهو الوقت الذي لم يكن فيه نور ولا ظلام.

التصور بالوهم هو قياس ما لم تر على ما رأيت من المحسوس و الملموس.

الوهم هو إعطاء الغائب حكم الشاهد (كمن يحاول أن ينام في غرفة مات شخص فيها فقد يتوهم أنه يتحرك الآن أمامه مع أنّ الميت قد ووري التراب) و الحكم على غير المحسوس بما حكم به على المحسوس (كتوهم أنّ الشمس ملاصقة للبحر عند الغروب)

أوهام الخلق لا تصل إلا إلى ما ألفته, وهو ما فيه صفة من صفات الحادثات.

ابو القاسم الأنصاري قال: إن التوصل الى درك المعلومات يكون بالعقل لا بالأوهام, فالجوهر الفرد لا يتصور بالوهم وكذلك الروح وكذلك تصور السماء والارض مع بعضهما, فكيف يطلب بالأوهام معرفة الباريء عزّ و جلّ

الشيخ عبد الفتاح الزعبي  شيخ  منطقة عكار شمال لبنان (المتوفى سنة 1354) يقول في كتابه المواعظ الحميدية ص 85 ما نصه و تفكروا في ءالائه و لا تفكروا في ذاته العلي   و اعلموا أن خطرات الأفكار في ذلك وهمية و كيف يحيط العقل بمن تقدس عن الكمية     و الكيفية و الأينية, فنزهوا ربكم و قدسوه عن الخواطر الفكرية( الأنوار السنية ص4)

الآيه" ليس كمثله شىء" هي أصرح آية في تنزيه الله عن مشابهة المخلوقات

الآية "ليس كمثله شىء" (ليس)أداة نفي... (الكاف) لتأكيد النفيّ.(شىء) نكرة  النكرة إذا جاءت في سياق النفي تفيد العموم و الشمول.

الاية "ليس كمثله شىء" أي لا يشبه شيئا مما نعلم و مما لا نعلم

الآية "وكل شىء عنده بمقدار " ( سورة الرعد -8) هي ثاني أصرح آية  في التنزيه

أهل الحق يقولون: لا مشابهة بين الله وبين خلقه لا من كلّ الوجوه ولا من بعض الوجوه

 عظمة الله  وصفه بأنه لا يشبه شيئاً من خلقه.

"سبحان الله " أي أنزّه الله عن صفات الخلق بأي وجه من الوجوه

حقيقة الإنسان يعني جسم الإنسان أي ذاته أي عينه.

حقيقة النمر حيوان مفترس ونقول ذات الله حقيقة الله الذي لا يشبه الحقائق

ذات الله حقيقة الله الذي لا يشبه الحقائق.

الله تعالى لا يشبه شيئا لا في ذاته و لا في صفاته

قال الشيخ أبو مدين شيخ أهل المغرب المتوفى سنة تسعين و خمسمائة في عقيدته اللهمّ إنا نوحدك ولا نحدّك ونؤمن بك ولا نكيّفك ونعبدك ولا نشبهك ونعتقد أنّ من شبّهك بخلقك لم يعرف الخالق من المخلوق

- رأى شخص نفسه في الرؤيا يحضر درسا شرعيا من دروس جمعية المشاريع فسمع مناديا يقول "كلّ ما تراه لا يشبه الله".

الخطيب البغدادي روى عن الإمام ذي النون المصري وأبو الفضل التميمي روى في كتابه "الإمام المبجّل أحمد بن حنبل" قول الإمام أحمد "مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك رواه عنه البيهقي في كتاب اعتقاد الامام المبجل أحمد بن حنبل (و هو مخطوط)  (فضائح ص 45 )وكذلك قاله ثوبان بن إبراهيم.

الشافعي  قال :آمنت بلا تشبيه, و صدقت بلا تمثيل.

 الشافعي قال من انتهض لمعرفة مدبره فانتهى إلى موجود ينتهي إليه فكره فهو مشبّه و من اطمأن الى العدم الصرف فهو معطّل و من اطمأن إلى موجود         و اعترف بالعجز عن إدراكه فهو موحد

أبو بكر الصديق قال:

العجز عن درك الإدراك إدراك      والبحث عن ذاته كفر وإشراك

(رواه بدر الدين الزركشي).  

حديث موقوف عن ابن عباس أنه قال تفكروا في كل شىء و لا تفكروا في ذات الله ( الأسماء و الصفات ص/ 420) ( فضائح 45)

قال القونوي قال نعيم بن حماد: "من شبّه الله بشىء من خلقه فقد كفر".

الأجسام تحصل من جوهرين فأكثر فتصير قابلة للإنقسام.

الجوهر الفرد سمي جوهرا لأنه أصل الأجسام, والجوهر الفرد هو الجزء الذي  لا يتجزأ و الذي تناهى في القلّة, و الذي لا نراه بالعين المجردة و هو الجزء الذي  لا ينقسم

الجوهر الفرد يقال له العين, وهو ما يقوم بنفسه ويعنون بما يقوم بنفسه أنه يصحّ وجوده في محلّ يقوم به سواء كان مركبا كالإنسان او غير مركب كالجوهر الفرد بخلاف العرض فإنّه يستحيل وجوده لا في محل؛ إذ عرف ببديهة العقل استحالة وجود حركة غير قائمة بمتحرك

الأعيان إما مركبة من جزئين أو أكثر, و يسمى المركب جسما. وأما غير المركب فهو الجوهر. فالريشة مثلا من الأعيان.

الأعراض هي الصفات التي تقوم في الأجسام و مفردها عرض

العرض في اللغة  هو إسم لما لا دوام له, و لهذا يسمى السحاب عارضا.

الأعراض هو إسم للصّفات القائمة بالجواهر والأجسام الزائدة على ذواتها كالألوان, والطعوم والروائح والأصوات والإرادات, وهي قريبة من نيف وثلاثين نوعا.

العرض لا يتحيز بذاته أي لا يشغل فراغا بمفرده ,العلّة من الأعراض والعلة يعني السبب أو المرض.

العرض ما كانت ذاته لا تشغل فراغا, وليس له قيام بنفسه وإنما يكون وجوده تابعا لوجود الجوهر أو الجسم

 عندما نقول تفاحة حمراء فالتفاحة هي الجسم و الحمرة هي العرض الذي قام فيها فإن كان طعمها حامض فالحموضة كذلك هي من الأعراض التي قامت في التفاحة

العرض يحتاج إلى الجسم ,والله لا يحتاج إلى شىء

الألوان من الأعراض وقال بعضهم: أصول الألوان؛ الحمرة والخضرة والصفرة, وما عدا ذلك فبالتركيب.

الطعوم من الأعراض وأنواعها تسعة؛ المرارة والحرافة والملوحة والعفوصة والحموضة والقبض والحلاوة والدسومة والتفاهة و هي عبارة عن طعم بين الحلاوة و الدسومة.

 الشيخ عبد الغني النابلسي قال في رسالته المسماة مقتضى الشهادتين

معرفة الإله عليك تفترض               بأنه لا جوهر و لا عرض

 نعيم بن حماد شيخ البخاري قال:من شبه الله بخلقه كفر, و إجماع الأمة المحمدية على ذلك  (نقل ذلك السبكي ) فضائح الوهابية ص 35

الإمام علي قال :  من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود          (رواه أبو نعيم في الحلية 1/73) فضائح 32

الشيخ العبدري قال"لا تفاجئوا الجديد بلفظ "الله موجود بلا مكان"( معناه اعرضوا عليه الدليل العقلي حتى يتوصل بفهمه إلى أن الله تعالى موجود بلا مكان )

طريقة سهلة لتعليم الجديد تنزيه الله عن المكان

  يقال :كل ما سوى الله مخلوق و المخلوقات نوعان؛ أجسام وصفاتها  والأجسام نوعان

الأجسام الكثيفة تقبض باليد و تملأ فراغا كالجمادات صغيرة كالذرة  و كبيرة كالعرش و السموات فإنها تملأ فراغا و موجودة في جهة          و النوع الثاني  من الأجسام هو الجسم اللطيف و هو ما لا يقبض باليد   و يملأ فراغا كضوء الشمعة فإنه يملء فراغا صغيرا محصورا في مكان محدد بينما ضؤ الشمس يملأ فراغا كبيرا منتشرا إذا كل من الأجسام كثيفها    و لطيفها يحتاج للمكان 

المكان هو الفراغ الذي يملؤه الحجم و هذه الأجسام الكثيفة و اللطيفة  تتغير من حال إلى حال فإذا يوجد تشابه بين كل الأجسام فيما بينها فكلها يحتاج للمكان و كلها يتغير و لكن ليس لأحد منها صفة تفضّله على غيره من الأجسام بحيث يكون قد خلقه أي أبرزه من العدم إلى الوجود فلا ضوء الشمعة خلق العرش و لا العرش خلق السموات , لأن صفة الخلق لا يتصف بها من جاز عليه العدم و التغير , و هكذا كل الأجسام لا يخلق بعضها بعضا , ففي الحقيقة لا يوجد جسم يخلق فوجب عقلا أن يكون الخالق ليس جسما و أنه لا يحتاج للمكان.

سؤال:كيف نفسر للجديد أن المتشابهات لا يخلق بعضها بعضا؟

الجواب: يقال هذا متغير وهذا متغير و كل متغير ليس بأولى من غيره من المتغيرات بأن يكون خالقا له فإذا كل شىء له مثل يكون مخلوقا

 أبو حنيفة قال"و التغير و الاختلاف من صفات المخلوقين"

المخلوق لا يخلق شيئا و الدليل على أنه مخلوق أنه  يتغير و التعاقب دليل الحدوث

فمن كان معدوما ثم صار موجودا فقد تغير من حالة العدم إلى حالة الوجود

 لا يصحّ في العقل أن يخلق الشىء مثله أي مشابهه لأن أحد المثلين ليس بأولى    بأن يخلق مثله من الآخر فالأب والابن لا يصح أن يخلق أحدهما الآخر لأنّ كلا منهما كان معدوما ثمّ وجد.

إن ما جرى و يجري على أي من الأجسام من التغير و الاحتياج للغير            و الوجود بعد العدم يجري على غيره من الأجسام , و من يتصف بالتغير و الاحتياج للغير, والوجود بعد العدم يشبهنا, و من يشبهنا يجوز عليه ما يجوز علينا من الموت و الفناء و من جاز عليه الموت و الفناء لا يكون خالقا , فلا الصنم خلق ضوء الشمعة و لا ضوء الشمعة خلق العرش لأن صفة الخلق لا يتصف بها من جاز عليه العدم و الوجود بعد العدم, والتغير والاحتياج للغير و هكذا كلّ الأجسام لا يخلق بعضها بعضا ففي الحقيقة لا يوجد جسم يخلق .

الإمام علي قال:لايقال أين لمن أيّن الأين" ( كتاب الرسالة القشيرية لأبي القاسم القشيري).

 أبو حنيفة قال في الفقه الأبسط:كان قبل المكان,كان و لم يكن أين ولا خلق وهو خالق كلّ شىء.

أبو منصور البغدادي روى حديث عليّ موقوفا " إنّ الله خلق العرش إظهارا لقدرته ولم يتخذه مكانا لذاته"

 الإمام عبد القاهر أبو منصور البغدادي في كتابه "الفرق بين الفرق" نقل قول الإمام عليّ: " كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان". قال العبدريّ هذا الحديث من أصحّ الصحيح.

 حديث "كان الله و لم يكن شىء غيره " (رواه البخاري و الحاكم و ابن الجارود من حديث عمران بن الحصين ) و رواية البيهقي كان الله قبل كلّ شىء في كتابه الأسماء و الصفات) "كان" الأولى تفيد الأزلية أي كان الله فيما لا ابتداء له " و لم يكن شىء غيره" أي لا العالم ولا جنس العالم.قال ابن الجوزي لا يجوز ترجيح رواية "قبله" ذلك لأن ابن تيمية المجسم قال لم يكن شىء قبله و لكن كان شىء معه فنسب بذلك الأزلية لغير الله و هذا كفر

حديث علي موقوفا "سيرجع قوم من هذه الأمة عند اقتراب الساعة كفارا قالوا يا أمير المؤمنين كفرهم بماذا ابالإحداث أم بالإنكار فقال رضي الله عنه: بل بالإنكار ينكرون خالقهم فيصفونه بالجسم والأعضاء." (رواه ابن المعلم القرشي في كتابه رجم المعتدي ونجم المهتدي).

حديث علي موقوفا : من زعم أن الهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود ( رواه أبو نعيم في الحلية (1/73) ( فضائح الوهابية)

الإمام أبو الفضل التميمي رئيس الحنابلة ببغداد و ابن رئيسها نقل عن أحمد  قال في كتاب اعتقاد الإمام أحمد (ص/7-8) ( و أنكر أحمد على من يقول بالجسم  وقال إن الأسماء مأخوذة من اللغة والشرع وأهل اللغة وضعوا هذا الاسم (الجسم) لذي طول      و عرض وسمك وتركيب و صورة  وتأليف والله تعالى خارج عن ذلك كله فلم يجز أن يسمى جسما لخروجه عن معنى الجسمية و لم يجىء في الشرع فبطل), و نقله البيهقي في "مناقب أحمد و غيره " (مقالات 93)

الإمام احمد بن حنبل قال : من قال الله جسم لا كالإجسام كفر (رواه عن أحمد أبو محمد البغدادي صاحب الخصال من الحنابلة كما رواه عن أبي محمد الحافظ الفقيه الزركشي في كتابه  "تشنيف المسامع " المجلد 4 (ص/684) ( ص/14) و كذلك نقله غيره . وقال أحمد عن الجسم (و لم يجئ في الشرع فبطل).

 الحافظ الفقيه اللغوي مرتضى الزبيدي قال: "من جعل الله مقدرا بمقدار كفر".

أبو منصور البغدادي نقل الإجماع على نفي الحد عن الله فقال في كتابه الفرق بين الفرق (ص332) و نصه :"و قالوا _أي اهل السنة و الجماعة _ بنفي النهاية و الحد عن صانع العالم) مقالات 130

اتفق السلف و الخلف على أن من اعتقد أن الله في جهة فهو كافر كما صرح به العراقي و به قال أبو حنيفة و مالك و الشافعي و أبو الحسن الأشعري و الباقلاني كما ذكر ذلك ملا علي القاري في شرح المشكاة 3/300 ( موافقة 10 )

امام الحرمين أبو المعالي عبد الملك نقل في كتابه الإرشاد ص/58  الإجماع على تنزيه الله تعالى عن المكان فقال :" مذهب أهل الحق قاطبة أن الله سبحانه و تعالى يتعالى عن التحيز و التخصص بالجهات ( موافقة ص/ 9 )

أبو حنيفة قال عن الله " و لا حد له و لا ضد له " الفقه الأكبر مقالات 130

علي زين العابدين  قال عن الله "أنت الذي لا تحد " مقالات 130

الشيخ محمد الخضر حسين التونسي (المتوفى سنة 1378 ه),شيخ الأزهر سابقا,كان يدير مجلة الهداية الاسلامية  جاء في المجلة (ج12 م 4) ما نصه :إن الجسمية تستدعي المحل و المكان , و قد ثبت أن ذلك محال على الله (الأنوار السنية ص 11)

الكمال بن الهمام الحنفي في شرح فتح القدير المجلد الأول في كتاب "الصلاة" في باب صفة الأئمة, يقول : من قال : إن الله جسم لا كالأجسام كفر, و هو الأولى به التكفير,     و لا تصّح به القدوة. ( كتاب فضائح الوهابية 36)

الحافظ بدر الدين الزركشي روى في كتابه "تشنيف المسامع" في المجلد الرابع, عن أحمد بن حنبل أنّه قال :من قال إنّ الله جسم لا كالأجسام كفر.

ابن بلبان محمد بدر الدين الحنبلي الدمشقي في كتابه مختصر الإفادات قال : من قال إن الله جسم لا كالأجسام كفر و لو قال لا كالأجسام .

- الذي يقول عن الله جسم لا كالأجسام كالذي يقول جاهل لا كالجهلاء وكلاهما كفر,فكما أن صفة الجهل نقص في حق الله كذلك الجسمية هي نقص في حق الله سبحانه

الحافظ السيوطي قال: المجسّم كافر قطعا أي بلا خلاف, بلا توقف, بلا تردد, و بلا شك.

الشافعيّ قال: المجسّم كافر, كما نقل عنه السيوطي في الأشباه والنظائر ص 488 مقالات 488)". فضائح

الأشعري قال في كتابه النوادر "من اعتقد أن الله جسم فهو غير عارف بربه و أنه كافر به (موافقة ص/ 10 )

في كتاب المنهاج القويم شرح شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي على المقدمة الحضرمية ص/224 يقول: واعلم أن القرافيّ (مالكي المذهب) وغيره حكوا عن الشافعيّ ومالك وأحمد وأبي حنيفة رضي الله عنهم القول بكفر القائلين بالجهة والتجسيم وهم حقيقون بذلك. (موافقة ص/9)

ابن الجوزي الحنبيلي قال : و انما تضرب الأمثال لمن له أمثال , كيف يقال له كيف    و الكيف في حقه محال , أنى تتخيله الأوهام و كيف تحده العقول " و يقول :" ما عرفه من كيفه , و لا وحده من مثله , و لا عبده من شبهه , المشبه أعشى و المعطل أعمى "   ( موافقة ص/9)

السيد أحمد الرفاعي قال :" غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف و لا مكان " ذكره في البرهان المؤيد ( موافقة ص/10)

الشيخ عبد الغني النابلسي قال :" من اعتقد أن الله ملا السموات و الأرض أو أنه جسم قاعد فوق العرش فهو كافر و إن زعم أنه مسلم ( الفتح القدير ص/ 124) موافقة 10 )

كل الأئمة يقولون  من قال " لله حجم " كفر

الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني, ( المتوفى سنة 1367ه) قال في كتابه مناهل العرفان في علوم القرءان, الذي قرره مجلس الأزهر الأعلى في دراسة تخصص الكليات الأزهرية ما نصه: أما نحن  معاشر المسلمين  فالعمدة عندنا في أمور العقائد هي الأدلة القطعية  التي توافرت على أنه تعالى ليس جسما, و لا متحيزا , و لا متجزئا, و لا متركبا, و لا محتاجا لأحد, و لا إلى مكان, و لا إلى زمان, و لا نحو ذلك . و قد جاء القرءان بهذا في محكماته (الأنوار السنية ص10).

الجلوس لا يكون إلا من جسم مركب من نصفين جسم أعلى و جسم أسفل         و من كان هكذا يشبهنا و من يشبهنا يجوز عليه ما يجوز علينا من الخرف و الموت       و الفناء و من جاز عليه الموت و الخرف و الفناء لا يكون خالقا

 الشافعي قال من اعتقد أن الله جالس على العرش فهو كافر

الإمام علي بن الحسين زين العابدين قال عن الله "سبحانك لا تحس و لا تمس و لا تجس (اتحاف السادة المتقين لمرتضى الزبيدي 4/ 380) (مقالات 163)

القشيري روى في الرسالة القشيرية قول جعفر"من زعم أن الله في شىء أو من شىء أو على شىء فقد أشرك".

الإمام علي زين العابدين وهو أفضل أهل البيت في زمانه قال: سبحانك أنت الله لا يحويك مكان (جاء هذا النص عنه في شرح الإحياء بالإسناد المتصل)

الشيخ عبد المجيد المغربي (المتوفى سنة 1352 ه) تولى منصب أمين الفتوى في طرابلس قال في رسالته "المنهاج في المعراج " ص 24 ما نصه: إن الله تعالى لا يحويه مكان, و لا تحصره جهة لا فوق, و لا تحت. كان الله تعالى في الأزل و لم يكن شىء من الكائنات و الأمكنة و الجهات على الإطلاق( الأنوار السنية ص/4).

الشيخ مصطفى وهيب البارودي  الطرابلسي (المتوفى سنة 1373 هجرية ) قال في كتابه الفوز الأبدي في الهدى المحمدي ص73 ما نصه : إن الله تعالى منزه الذات عن الاختصاص بالأمكنة و الجهات. و هذا أصل من أصول العقائد الإيمانية لأنه لو احتاج إلى المكان لكان حادثا و قد قام الدليل على وجوب القدم- له – و استحالة العدم – عليه – و لأن هذه الجهات هو الذي خلقها     و أحدثها( الأنوار السنية ص/5).

الشيخ سليم البشري ( المتوفى سنة 1335 ه) شيخ الجامع الأزهر قال ما نصه اعلم أيدك الله بتوفيقه و سلك بنا و بك سواء طريقه – أن مذهب الفرقة الناجية و ما عليه أجمع السنيون أن الله منزه عن مشابهة الحوادث ,مخالف لها في جميع سمات الحدوث و من ذلك تنزهه عن الجهة و المكان كما دلت على ذلك البراهين القطعية( الأنوار السنية ص/10)

الشيخ ابن عراق الكناني نزيل بيروت (المتوفى سنة 923 ه) قال في كتابه تاريخ النور السافر ما نصه :كان الله و لا مكان و هو الآن على ما عليه كان, جل عن التشبيه         و التكييف و التغير و التأليف و التصوير ( الأنوار السنية ص/4)

الوقت هو تعاقب زمن آت على زمن مضى.

- جاء يهودي إلى علي رضي الله عنه فقال له: متى كان الله؛ فقال علي: لا يقال متى كان إنما يقال متى كان عمّا لم يكن ثمّ كان, أمّا الله تعالى هو قبل القبل وبعد البعد.

الكيف هو كلّ ما كان من صفات الأجسام كالطول و العرض و الهيئة و الصورة

السيد أحمد الرفاعي الكبير قال: غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان.

العقيدة الطحاوية مرّ عليها ما يزيد على1100  سنة  ولم ينكر عليها أحد من العلماء و في كلّ 100 عام كان يوجد عالم يفسرها، وليحذّر من تفسير ابن أبي العز الحنفي لها لأنه خالف فيها ما أجمع عليه من كان قبله.

 الشيخ العبدري قال:تعليم قول الطحاوي (تعالى – عن الله عن الحدود         و الغايات و الأركان و الأعضاء و الأدوات و لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات) لمن يحتاجه ثوابه أفضل من مئة الف حجّة نافلة.

 المحدود عند العلماء ما له حجم صغيراً كان أم كبيراً وعند العوام ما كان قليلاً.

الحدود :الحجم ,الكمية , المقدار . و"الغايات " أي النهايات و غاية الشىء منتهاه أما الأركان فهي الاطراف يقال أركان المسجد والأعضاء هي الجوارح الكبيرة و الأدوات هي الأدوات الصغيرة كاللسان

الجنيد قال"التوحيد هو إفراد القديم عن المحدث" أي نثبت لله الصفات الواجبة له    و ننزّه الله عن صفات المخلوقين.

صفات الله أزلية أبدية لا تشبه صفات المخلوقات في الأرض و لا تشبه صفات المخلوقات في السموات و لا غير ذلك من المخلوقات. قيل

صفات الله ليست حادثة بذات الله لأن الله يستحيل عليه الحدوث و لا يقال بانها حالة بذات الله

صفات الله أي المعاني القائمة بذات الله كالقدرة و الإرادة.

نقول قائمة بذات الله أي ثابتة له و لا نقول قائمة في ذات الله لان هذا اللفظ موهم

معنى الصفة لله أي المعنى القائم بذات الله. معنى القائم في ذات الله أي الثابت لله

معنى القائمة بذات الله أي الثابتة له و ليس المعنى أنّها حالّة في ذات الله.

المعاني القائمة بذات الله الثابتة له أي التي يستحيل أن لا يوصف بها, فكل الصفات الواجبة هكذا.

صفات الله لا هي هو ولا هي غيره, أي ليست غيرا منفكا عن الذات بحيث يصحّ وجودها بدون الذات

الأسماء الحسنى أي الدالة على الكمال أي الصفات الدالة على الكمال

الصفات الثلاث عشره هي :

الوحدانية,الوجود,القدم,البقاء,السمع,البصر,الكلام,القدرة,الارادة

 الحياة,المخالفة للحوادث,القيام بالنفس و العلم

- أما من لم يخطر بباله أنّ لله ثلاث عشرة صفة لجهله ولم ينف ولم يشك في واحدة منها وما مرّت على باله بالمرّة لكنه اعتقد معنى الشهادتين فهو مسلم

إذا شخص طلب منك أن تعرض عليه الإسلام و قلت له إن الإسلام أن تؤمن بالله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و علمته أن ما كان عليه من الكفر هو كفر و لم تعرض عليه الصفات الثلاث عشر و لم ينكر و لم يعترض و لم ينفها و تشهد للدخول في الإسلام  فقد أسلم. من نزه الله عن صفات المخلوقين و صدق بمحمد و تشهد نقول عنه أسلم, و يجب عليه  تعلم دليلا عقليا واحدا فإن لم يفعل فهو عاص أما المعتزلة فقد قالوا لا يصح اسلام العبد بدون الدليل العقلي و هذا من جملة ضلالتهم

 الصفات الثلاث عشر كلها صفات ذات.

 صفات الذات يوصف الله بها ولا يوصف بمقابلها كالحياة فإنه لا يصح أن يوصف بمقابلها و هو الموت و كذلك صفة السمع و البصر و غيرها من صفات الذات يوصف الله بها و لا يوصف بمقابلها

صفات الفعل هي الصفات التي يوصف الله بها و يوصف بمقابلها كصفة الإحياء فإنه يصحّ أن يوصف بالإماتة و بالإحياء قال تعالى " هو يحي و يميت" (يونس/56)

 البخاري قال في باب ما جاء في تخليق السموات و الأرض و غيرها من الخلائق: و هو فعل الرب تبارك و تعالى و أمره. فالرب بصفاته و فعله و أمره و هو الخالق هو المكون غير مخلوق . و ما كان بفعله و أمره و تخليقه و تكوينه فهو مفعول مخلوق مكون ( الدليل 76)

اسم الجلالة المفرد الله فيه كل معاني (صفات) التعظيم و الإجلال و التقديس    و التنزيه

الله تعالى خلق هذا العالم بقدرة واحدة و علم واحد و مشيئة واحدة و بحكم واحد

أبو حنيفة قال "و التغير و الإختلاف من صفات المخلوقين"

لا يقال إنّ الله حدث له صفة التخليق عند وجود المخلوق.

إحياء الله للعباد أزليّ و العباد مخلوقون.

عندما نقول "قهر العرش" ليس معناه أن الله حدث له صفة القهر , بل المعنى انه خلق العرش و هو قاهر له.

قال أهل الحق إن خلق الله للعرش اي إحداث الله للعرش لم يغير في صفاته شيئا

لا يقال إنّ الله حدث له صفة السمع, فإذا تكلم شخص فإننا نقول بأن الله سمعه ولا نقول بأن الله حدث له صفة السمع عندما تكلم ذاك الشخص. بل نقول أنّ صفة السمع لله هي صفة أزلية أبدية.

الله تعالى يسمع المسموعات كلها بسمعه الأزلي

أبو حنيفة قال في كتاب الوصية: وصفاته قديمة ومن قال أنها محدثة أو شك أو توقف  فهو كافر, والتوقف هو أن يقول لا أقول حادثة أو غير حادثة

اسحاق بن راهويه  قال من وصف الله فشبّه صفاته بصفات أحد من خلق الله فهو كافر بالله العظيم

عند أهل السنّة توحيد الله في الأفعال هو أن يعتقد المرء أن الله تعالى يفعل فعلا بقدرته الأزلية بتكوينه الأزلي بلا مباشرة و لا مماسة- والله يفعل بمعنى يخرج من العدم الى الوجود ولا فاعل على هذا الوجه الا الله.

الأشعري قال: لا فاعل على الحقيقة إلا الله

أبو حنيفة قال: فعل الله أزلي و المخلوق حادث

ابن الجوزي قال "من نفى قدرة الله على كل شيء فهو كافر"

الله أقدر من كل قادرٍ وهو العزيز الذي لا يُغلب.   

الآية "كلّ يوم هو في شأن" قال الرسول؛ يغفر ذنبا ويفرّج كربا ويرفع قوما ويضع آخرين.

المؤمن من أسماء الله أي واهب الأمن لمن يشاء.

حياة الله لا انقطاع لها.

الديمومية يعني البقاء إلى ما لا نهاية.

بقاء الله ذاتي  أي ليس غيره أعطاه ذلك

بقاء أهل الجنة ليس ذاتياً بل لأن الله أعطاهم البقاء.

الحركة هي انتقال الجرم من مكان إلى مكان.

السكون  هو ثبوت الجسم في مكان.

البيهقي قال في الأسماء و الصفات (ص/454) " و الله تعالى لا يوصف بالحركة لأن الحركة و السكون يتعاقبان في محل واحد، و إنما يجوز أن يوصف بالحركة من يجوز أن يوصف بالسكون، و كلاهما من أعراض الحدث و أوصاف المخلوقين، و الله تعالى متعال عنهما ليس كمثله شىء " انتهى ( المقالات ص/190)

حجة الإسلام الاسفراييني قال في التبصير في الدين ( ص/97-98) ما نصّه " هو أن تعلم أنّ الحوادث لا بجوز حلولها في ذاته و صفاته لأن ما كان محلا للحوادث لم يخل منها  و إذا لم يخل منها كان محدثا مثلها ، و لهذا قال الخليل عليه الصلاة  و السلام " لا أحب الآفلين" (سورة الأنعام / 76 ) بيّن أن من حلّ به من المعاني ( أي من الصفات) ما يغيره من حال إلى حال كان محدثا لا يصّح أن يكون إلها "(مقالات ص/90) انتهى

اسحاق بن راهويه  قال من وصف الله فشبّه صفاته بصفات أحد من خلق الله فهو كافر بالله العظيم

فائدة : الأصل الذي يبنى عليه إثبات قدم صفات الله تعالى هو الإجماع القطعي , قال السبكي في شرح عقيدة ابن الحاجب :"إعلم أن حكم الجواهر و الأعراض كلها الحدوث فإذا العالم كله حادث و على هذا إجماع المسلمين بل  كل الملل و من خالف في هذا فهو كافر لمخالفة الإجماع القطعي  " انظر إتحاف السادة المتقين ( 2/ 94) (مقالات 195)

قال الله تعالى  "ما  تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم و آباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن و ما تهوى الأنفس و لقد جاءهم من ربهم الهدى "

قال تعالى " و ذروا الذين يلحدون في أسمائه" "يلحدون" أي يبدلون .الله تعالى  أمرنا أن نذر الذين يبدلون في أسمائه

باب مجاز التشبيه في حق أسماء الله مغلق.

 قال الباقلاني: ما أطلق الله على نفسه أطلقناه وما لا فلا و كذلك قال الأشعري.

أسماء الله توقيفية أي يسمى الله بما ورد في الشرع تسميته به.

 الحافظ الفقيه البغدادي قال في كتابه الفقيه و المتفقه : لا تثبت الصفة لله بقول صحابي      أو تابعي إلا بما صحّ من الأحاديث النبوية المرفوعة المتفق على توثيق رواتها ،فلا يحتج بالضعيف و لا بالمختلف في توثيق رواته حتى لو ورد إسناد فيه مختلف فيه و جاء حديث آخر يعضده فلا يحتج به " و قال فيه أيضا ص/132) و إذا روى الثقة المأمون خبرا متصل الإسناد ردّ بأمور: أحدها :أن يخالف موجبات العقول فيعلم بطلانه لأنّ الشرع إنما يرد بمجوزات العقول أمّا بخلاف العقول فلا , و الثاني : أن يخالف نص الكتاب     أو السنّة المتواترة فيعلم أنه لا أصل له أو منسوخ ،والثالث: أن يخالف الإجماع فيستدل على أنه منسوخ أو لا أصل له ،لأنه لا يجوز أن يكون صحيحا غير منسوخ و تجمع الأمة على خلافه "انتهى. (مقالات 211)

يشترط في الحديث الذي يكون في العقيدة والذي يؤخذ لإثبات صفة لله أن يكون صحيحا وأن يكون اتفق على توثيق جميع رواته أي أن يكون هذا الحديث ليس مطعونا فيه فإذا كان الحديث مطعونا فيه فلا يستدل به لإثبات صفة لله

الزبيدي استدل على اطلاق القديم على الله من الحديث الذي فيه أن الرسول لما كان يدخل المسجد يقول: أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم" والحديث اسناده حسن فإذا جاز إطلاق القديم على صفة من صفات الله جاز إطلاقه على الذات المقدس

ورد في الحديث "السيد" هو الله والمعنى: السيد الذي سيادته مطلقة هو الله

الشيخ الحبشي قال : إطلاق كلمة الذات الإلهية على الله هي مشاكلة اللفظ وليس معناها التأنيث و لا تنبغي و الذي ينبغي أن يقال :ذات الله

الآية "قل أي شىء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم"

 توافق اللفظ لا يفيد توافق المعنى. الشيء إذا أطلق على الله فعلى معنى أنه موجود و يطلق  على المخلوق شيء على معنى أنه ليس عدما

اللغوي الفيومي صاحب المصباح قال: الموجود خلاف المعدوم و هذا رد على الوهابية الذين يقولون أنه لا يجوز إطلاق لفظ "موجود" على الله

أبو حنيفة قال : و هو شىء لا كالأشياء أي موجود لا كالموجودات (كتاب الفقه الأكبر)

 قال أحد العلماء "و سم الله شىء لا كالأشياء "

يقال عن الماء أصل للمخلوقات ولا يسمى الله أصلاً

السبب هو شىء حادث يتوصل به إلى شىء آخر مخلوق , فالدواء سبب للشفاء في الغالب إذا حصل هذا يتوصل به إلى شىء مخلوق آخر و هو الشفاء , فالدواء و الشفاء بخلق الله. فلا يسمى الله سببا .

العلة هي ما يوجد بوجوده شىء آخر و إذا عدم يعدم شىء آخر كالخاتم بالإصبع ,إذا حركت الإصبع يتحرك الخاتم فيقال إن حركة الإصبع هي علة لحركة الخاتم

الإمام ركن الإسلام عليّ السغديّ الحنفي قال بتكفير "من سمّى الله سببا أو علّة"

 النسفيّ قال في تفسيره: ومن الإلحاد تسمية الله بالجسم والجوهر والعقل والعلّة".

روى البيهقي عن ابن عباس أن اليهود جاؤوا الى الرسول و قالوا له "صف لنا ربّك الذي تعبده فنزل الوحي على رسول الله بقوله تعالى "قل هو الله احد  الله الصمدلم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد" فقال الرسول هذه صفة ربي عزّ و جلّ

قال تعالى يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم و لا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح ابن مريم رسول الله و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه فآمنوا بالله و رسله و لا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات و ما في الأرض و كفى بالله وكيلا" . (النّساء /171)

حديث: والذي نفس محمد بيده ما يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النّار ( رواه الطبراني).

حديث قدسي شتمني ابن آدم ولم يكن له ذلك و أما شتمه إياي فقوله اتخذ الله ولدا.(رواه البخاري).

الوحدانية يعني الانفراد, وعندما نقول الله واحد أي أنّ الله منفرد بهذا الوصف.

الوحدة تطلق في حق الإله من ثلاثة أوجه.

أحدها بمعنى نفيّ الكثرة المصححة للقسمة عن ذاته وهي تفسير الأحد الصمد.

الثاني بمعنى نفيّ النظير عنه في ذاته وصفاته كما يقال للشمس واحدة بمعنى أنه لا نظير لها في الوجود. ووجود نظير الربّ محال.

الثالث بمعنى أنه منفرد بالخلق والإيجاد والتدبير فلا مساهم له في اختراع المصنوعات وتدبير المخترعات.

ومنهم من زاد معنى آخر وهو أنه لا يشبه شيئا .

الحكم العقلي ثلاثة أقسام: وجوب, و استحالة, وجواز.

الواجب العقلي ما لايتصور في العقل عدمه. و المستحيل العقلي ما لا يتصور في العقل وجوده. و الجائز العقلي ما يتصور في العقل وجوده تارة و عدمه تارة اخرى.

 دلالة التمانع مأخوذة من قوله تعالى  " لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا " ( الأنبياء )

دليل على الوحدانية (دلالة التمانع): وهو أنه لا بد للصانع من أن يكون حيا قادرا عالما مريدا مختارا فإذا ثبت وصف الصانع بما ذكرناه قلنا لو كان للعالم صانعان وجب أن يكون كل واحد منهما حيا قادرا عالما مريدا مختارا والمختاران يجوز اختلافهما في الاختيار لأنّ كل واحد منهما غير مجبر على موافقة الآخر في إختياره ,فإذا صحّ هذا فلو أراد أحدهما خلاف مراد الآخر في شىء لم يخل من أن يتم مرادهما أو لا يتم مرادهما أو يتم مراد أحدهما و لا يتم مراد الآخر ,و محال تمام مراديهما لتضادهما, و إن لم يتم مرادهما فهما عاجزان, فإن تمّ مراد أحدهما و لم يتمّ مراد الآخر فإن الذي لم يتم مراده عاجز و لا يكون العاجز إلها و لا قديما و هذه الدلالة معروفة عند الموحدين تسمى دلالة التمانع الدليل القويم ص/31-32.

ابن عطية قال في المحرر الوجيز : تسمية الله بالأب لا يقبل له تأويل و لو كان بالمجاز بأن قصد الحنان و نحو ذلك

أبو حنيفة  قال في الفقه الأكبر و الله و احد لا من طريق العدد و لكن من طريق أنه لا شريك له لا جسم و لا عرض و لا حد ولا ضد و لا ند و لا مثل و هو شىء لا كالأشياء أي موجود لا كالموجودات


الأربعاء، 11 مايو 2022

حكم قول صدق الله العظيم

 حكم قول صدق الله العظيم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الموجود أزلا وأبدا بلا مكان المنزه عن الحدود والجسم والشكل مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه الاتقياء
ادلة على جواز قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرءان
قال تعالى : { قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا} [ءال عمران :95 ]، وقال { ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله } [الأحزاب : 22 ]
وقال :{ ومن أصدق من الله قيلا} [ النساء: من الآية122 ، وقال:{ ومن أصدق من الله حديثا} [ النساء: من الآية87 ]
ففي الجامع لأحكام القرءان، - للقرطبي ، الجزء 1 ، باب ما يلزم قارئ القرآن وحامله من تعظيم القرءان وحرمته:
قال الترمذي الحكيم أبو عبد الله في نوادر الأصول: " فمن حرمة القرءان ألا يمسه إلا طاهرا.....ومن حرمته إذا انتهت قراءته أن يصدق ربه، ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم، ويشهد على ذلك أنه حق، فيقول: صدقت ربنا وبلغت رسلك، ونحن على ذلك من الشاهدين اللهم اجعلنا من شهداء الحق، القائمين بالقسط ثم يدعو بدعوات. اهـ
أما الحكيم الترمذي الحافظ فقد ترجمه ابن الدمياطي صاحب المستفاد من ذيل تاريخ بغداد بما نصه: أبو عبد الله الترمذي المعروف بالحكيم كان إماما من أئمة المسلمين، له المصنفات الكبار في أصول الدين ومعاني الأحاديث، وله كتاب (نوادر الأصول).انتهى
وفي الجامع لأحكام القرءان، - للقرطبي ، الجزء 16 سورة الأحقاف >> الآية: 35 {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون}:
وقال ابن عباس: إذا عسر على المرأة ولدها تكتب هاتين الآيتين والكلمتين في صحيفة ثم تغسل وتسقى منها، وهي: بسم الله الرحمن الرحيم "لا إله إلا الله العظيم الحليم الكريم، سبحان الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم" كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها" [النازعات: 46. "كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون" صدق الله العظيم. اهـ
وفي روح البيان - لإسماعيل البروسوي:
وفي قوت القلوب للشيخ أبي طالب المكي قدس سره وليجعل العبد مفتاح درسه أن يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون وليقرأ قل أعوذ برب الناس وسورة الحمد وليقل عند فراغه من كل سورة صدق الله تعالى وبلغ رسوله اللهم أنفعنا وبارك لنا فيه الحمد،
وفي أسئلة عبد الله بن سلام أخبرني يا محمد ما ابتداء القرءان وما ختمه قال ابتداؤه بسم الله الرحمن الرحيم، وختمه صدق الله العظيم قال صدقت
وفي خريدة العجائب يعني ينبغي أن يقول القارىء ذلك عند الختم وإلا فختم القرءان سورة الناس وفي الابتداء بالباء والاختتام بالسين إشارة إلى لفظ بس".اهـ
وقال الغزالي في الإحياء وهو يعدد ءاداب تلاوة القرءان في الجزء الأول: (الثامن: أن يقول في مبتدإ قراءته أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون وليقرأ قل أعوذ برب الناس وسورة الحمد لله وليقل عند فراغه من القراءة : صدق الله تعالى وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم انفعنا به وبارك لنا فيه الحمد لله رب العالمين وأستغفر الله الحي القيوم ) اهـ.
وقال الإمام الحافظ شمس الدين بن الجزري في كتابه المشهور "النشر في القراءات العشر": ورأينا بعض الشيوخ يبتدئون الدعاء عقيب الختم بقولهم: صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم، وهذا تنـزيل من رب العالمين، ربنا ءامنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين. وبعضهم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلى ءاخره أو بما في نحو ذلك من التنـزيه وبعضهم بالحمد لله رب العالمين لقوله صلى الله عليه وسلم "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم" ورواه أبو داود وابن حبان في صحيحه ولا حرج في ذلك، فكل ما كان في معنى التنـزيه فهو ثناء.انتهى
وقال العلامة شيخ المقرئين ومراجع المصاحف في المقارئ المصرية علي بن محمد الضباع رحمه الله في فتح العلي المنان في ءاداب حملة القرءان ما نصه: (ويستحب للقارىء إذا انتهت قراءته أن يصدق ربه ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم ويشهد على ذلك أنه حق فيقول: صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم، ونحن على ذلك من الشاهدين).
نشوار المحاضرة للقاضي التنوخي:
عن أبي السائب القاضي، فقال: روينا عن ابن عباس في قوله تعالى: "بسم الله الرحمن الرحيم" فاصفح الصفح الجميل "صدق الله العظيم" قال: عفو بلا تقريع"اهـ
وفي البداية والنهاية، لإسماعيل بن كثير الدمشقي. المجلد الثالث عشر >> ثم دخلت سنة أربع وعشرين وستمائة >> من الأعيان:
فمن ترك الشرع المحكم المنـزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء، وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى (الياسا) وقدمها عليه ؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين. قال الله تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون}. [المائدة: 50
وقال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} صدق الله العظيم، [النساء: 65 . اهـ
حكم قول المصلي صدق الله العظيم
عند الشافعية
وفي أسنى المطالب شرح روض الطالب : ( وسئل ابن العراقي عن مصل قال بعد قراءة إمامه صدق الله العظيم هل يجوز له ذلك ولا تبطل صلاته ؟ فأجاب: بأن ذلك جائز ولا تبطل به الصلاة لأنه ذكر ليس فيه خطاب ءادمي ) اهـ.
حاشيتا القليوبي وعميرة
(ولا تبطل بالذكر) وإن لم يقصده حيث خلا عن صارف أو قصده، ولو مع الصارف كما مر في القرءان، ومنه سبحان الله في التنبيه كما يأتي، وتكبيرات الانتقالات من مبلغ أو إمام جهرا. قال شيخنا، ولا بد من قصد الذكر في كل تكبيرة، واكتفى العلامة الخطيب بقصد ذلك، في جميع الصلاة عند أول تكبيرة، ومنه استعنت بالله أو توكلت على الله عند سماع ءايتها، ومنه عند شيخنا الرملي، وشيخنا الزيادي كل ما لفظه الخبر نحو صدق الله العظيم ، أو ءامنت بالله عند سماع القراءة، بل قال شيخنا الزيادي لا يضر الإطلاق في هذا، كما في نحو سجدت لله في طاعة الله" اهـ ومثل ذلك في شرح البهجة .
نهاية المحتاج على شرح المنهاج
فرع لو قال صدق الله العظيم عند قراءة شيء من القرءان قال م ر ينبغي أن لا يضر، وكذا لو قال ءامنت بالله عند قراءة ما يناسبه .ا هـ سم على منهج."اهـ ومثل ذلك في حاشية الجمل على شرح المنهج وحاشية الشبراملسي على النهاية وتحفة الحبيب على شرح الخطيب وحاشية البيجرمي على الخطيب.
عند الحنفية
كنـز الدقائق
ولو قرأ الإمام ءاية الرحمة أو العذاب فقال المقتدي صدق الله لا تفسد وقد أساء"اهـ
الفتاوى الهندية
ولو قرأ الإمام ءاية الترغيب أو الترهيب فقال المقتدي صدق الله وبلغت رسله فقد أساء ولا تفسد صلاته كذا في فتاوى قاضي خان "اهـ
المحيط البرهاني
الرجل إذا كان خلف الإمام، ففرغ الإمام من السورة لا يكره له أن يقول صدق الله، وبلغت رسله، ولكن الأفضل أن لا يقول ذلك. ذكره شيخ الإسلام في «شرحه»." اهـ
الدر المختار شرح تنوير الأبصار
فروع، سمع اسم اللـه تعالى فقال جل جلالـه، أو النبي فصلى عليه، أو قراءة الإمام فقال: صدق اللـه ورسولـه، تفسد إن قصد جوابه"اهـ
حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح
قولـه: (ويفسدها كل شيء من القرءان قصد به الجواب) إنما قيد بالقرءان ليعلم الحكم في غيره بالأولى، فلو ذكر الشهادتين عند ذكر المؤذن لـهما، أو سمع ذكر اللـه، فقال جل جلالـه، أو ذكر النبي فصلى عليه، أو قال عند ختم الإمام القراءة صدق اللـه العظيم، أو صدق رسولـه، أو سمع الشيطان فلعنه أو ناداه رجل بأن يجهر بالتكبير ففعل فسدت"اهـ
البحر الرائق شرح كنـز الدقائق
وفي القنية: مسجد كبير يجهر المؤذن فيه بالتكبيرات فدخل فيه رجل نادى المؤذن أن يجهر بالتكبير فرفع الإمام للحال وجهر المؤذن بالتكبير، فإن قصد جوابه فسدت صلاته، وكذا لو قال عند ختم الإمام قراءته صدق الله وصدق الرسول، وكذا إذا ذكر في تشهده الشهادتين عند ذكر المؤذن الشهادتين تفسد إن قصد الإجابة اهـ.
في الخانية والظهيرية:( ولو قرأ الإمام ءاية الترغيب أو الترهيب فقال المقتدي صدق الله وبلغت رسله فقد أساء ولا تفسد صلاته ا.هـ، وهو مشكل لأنه جواب لإمامه ولهذا قال في المبتغى بالمعجمة: ولو سمع المصلي من مصل آخر ولا الضالين فقال آمين لا تفسد وقيل تفسد وعليه المتأخرون وكذا بقوله عند ختم الإمام قراءته صدق الله وصدق الرسول ) اهـ.
وفي مبسوط محمد بن الحسن الشيباني
(قلت: أرأيت الرجل يكون خلف الإمام فيفرغ الإمام من السورة أتكره للرجل أن يقول صدق الله وبلغت رسله ؟ قال أحب إلي أن ينصت ويستمع. قلت فإن فعل هل يقطع ذلك صلاته ؟ قال لا صلاته تامة ولكن أفضل ذلك أن ينصت ) اهـ
وفي كتاب الفقه على المذاهب الأربعة
الحنفية - قالوا: إذا تكلم المصلي بتسبيح أو تهليل، أو أثنى على الله تعالى عند ذكره كأن قال: جل جلاله؛ أو صلى على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره، أو قال: صدق الله العظيم، عند فراغ القارئ من القراءة، أو قال مثل قول المؤذن، ونحو ذلك، فإن قصد به بالجواب عن أمر من الأمور بطلت صلاته؛ أما إذا قصد مجرد الثناء والذكر أو التلاوة، فإن صلاته لا تبطل"اهـ
الشافعية - قالوا: إذا قال: صدق الله العظيم عند سماع ءاية أو قال: لا حول ولا قوة إلا بالله عند سماع خبر سوء، فإن صلاته لا تبطل به مطلقا، إذ ليس فيه سوى الثناء على الله تعالى ولكنه يقطع موالاة القراءة فيستأنفها."اهـ
فائدتان جليلتان:
1- فقد ورد في الحديث المرفوع ما يؤيد قول "صدق الله العظيم" فقد روى البيهقي في شعب الإيمان وضعفه: (من قرأ القرءان وحمد الرب وصلى على النبي واستغفر ربه فقد طلب الخير من مكانه). الحديث ضعيف لضعف راويه أبان بن أبي عياش، أبان هذا كان رجلا صالحا لكن ابتلي بسوء الحفظ، وأغلب العلماء على ترك الرواية عنه لأجل سوء حفظه ولم يكن يتعمد الكذب كما قال ابن أبي حاتم عن أبيه في الجرح والتعديل وغيره، إلا أن أبا داود قد روى له في المتابعات أي مقرونا برواية غيره مستشهدا بها، وهذا يدل على ما قلنا إنه متى وردت رواية تشهد لروايته فروايته مقبولة لزوال خشية عدم الضبط، هذا مقرر في كتب علوم الحديث، وهذا ما يدل عليه تصرف الإمام الحافظ شمس الدين بن الجزري فقد رواه في كتابه المشهور "النشر في القراءات العشر" وقال: (والحديث له شواهد وسيأتي ءاخر الفصل في حديث علي ابن الحسين رضي الله عنهما ما يشهد له).انتهى، فالحديث له شواهد عدة لا شاهد واحد وهذا يجعله أقوى احتجاجا.
فعبارة الإمام ابن الجزري صناعة تدل على حسن الحديث أي أنه حسن لغيره باعتبار الشواهد وهذا صنيع الإمام أبي داود صاحب السنن مع أبان.
أما الشاهد الذي عناه الإمام ابن الجزري فهو أيضا ما رواه البيهقي في شعب الإيمان وفيه: (الله أحكم وأكرم وأجل وأعظم مما يشركون والحمد لله بل أكثرهم لا يعملون، صدق الله وبلغت رسله وأنا على ذلكم من الشاهدين)
قال الإمام البيهقي: إسناده ضعيف، وقال: وقد يتساهل أهل الحديث في قبول ما ورد من الدعوات وفضائل الأعمال ما لم يكن في رواته من يعرف بوضع الحديث والكذب في الرواية.انتهى
قلنا: وهذه القاعدة عليها عمل أئمة الإسلام ومن الأجلاء الذين نصوا على هذه القاعدة الإمام أحمد بن حنبل قال: إذا روينا في الحلال والحرام تشددنا وإذا روينا في غيره تساهلنا.اهـ
2- استعمال النبي عليه الصلاة والسلام لهذه الكلمة على أنها ذكر وتصديق وثناء في وقائع مختلفة وأحوال شتى دليل على الجواز، فعن بريدة قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا فجاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنـزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه ثم قال: "صدق الله ورسوله" (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي فرفعتهما) رواه أصحاب السنن وابن حبان وقال الترمذي حسن.
وما رواه النسائي عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (من صام ثلاثة أيام من الشهر فليصم الدهر كله ثم قال: "صدق الله ورسوله" في كتابه (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها).
وقول سيدنا عبد الله بن مسعود:
روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي عقرب قال غدوت إلى ابن مسعود ذات غداة في رمضان فوجدته فوق بيت جالسا فسمعنا صوته وهو يقول: (صدق الله وبلغ رسوله) فقلنا سمعناك تقول صدق الله وبلغ رسوله فقال: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ليلة القدر في النصف من السبع الأواخر من رمضان تطلع الشمس غداتئذ صافية ليس لها شعاع فنظرت إليها فوجدتها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم) ورواه البزار في مسنده بنحوه.
وقول سيدنا علي عليه السلام في خبر الخارجين الذين يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، بعدما ناشدهم الله أنه حذرهم منه فقالوا نعم، فقال: "صدق الله ورسوله"
وفي سنن النسائي أيضا عن مسروق قال سمعت علي بن أبي طالب يقول في شيء "صدق الله ورسوله"، قلت: هذا شىء سمعته؟ قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (الحرب خدعة).
وقد وردت عن سيدنا أبي هريرة وعن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهم كما في طرح التثريب للحافظ العراقي أن ابن عباس سأل يهوديا قال: فأين موتك يا يهودي؟ قال: لا أدري، فقال ابن عباس: "صدق الله" (وما تدري نفس بأي أرض تموت).
فالمستفاد من هذا كما تقدم استعمال هذه العبارة تصديقا وثناء على الله ورسوله في أحوال مختلفة هي موضع التصديق والثناء.

لا يصح الصوم كله فرضه ونفله مقيّده ومطلقه إلا بنية

 قال شيخ المالكية أبو القاسم بن الجلاب في التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس رحمه الله، باب النية في الصوم، (فصل) النية (ولا يصح الصوم كله فر...