بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 31 يوليو 2019

زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم تُسن للقاصدين بسفرهم زيارة قبره الشريف، وهي من القُرب العظيمة، ويُستحب أن تنوي بقلبك زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأن تنوي مع زيارته صلى الله عليه وسلم التقرُّب إلى الله تعالى بالمسافرة إلى مسجده والصلاة فيه، ولا تلتفت لمن يحرمون زيارة القبر الشريف لأنهم يضيقون على الناس ويُحرمون ما أحلّه النبي والعلماء من بعده، فلا يجوز العمل بكلامهم بل يجب نبذه والإعراض عنه، فهـؤلاء يخالفون إجماع أئمة الهدى، وإليك أخي المسلم الأدلة على جواز زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم 

من الحديث النبوي الشريف: 

روى الحاكم في المستدرك من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: » ليهبِطَنَّ عيسى ابن مريم حكَماً مُقسطاً، وليسلُكنَّ فجاً حاجاً أو مُعتمراً، وليأتينَّ قبري حتى يُسلم عليَّ، ولأردنَّ عليه «، صححه الحاكم ووافقه الذهبي، وروى الحافظ الطبراني في معجمه الكبير والدارقطني في أماليه وأبو بكر بن المقري في معجمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: » من جاءني زائراً لا يعمله حاجة إلا زيارتي كان حقاً علي أن أكون له شفيعاً يوم القيامة «، صححه الحافظ سعيد بن السكن 

الإجماع على مشروعية زيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام :

 إعلم أخي المسلم أن مشروعية زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم محل إجماع لم يخالف في ذلك إلا شِرذمة لا وزن لهم، أما علماء المذاهب الأربعة وغيرهم فلم يختلفوا في هذه المسألة والدليل على ذلك الإجماع الذي نقله القاضي عياض اليَحصبي المالكي عالم المغرب في زمانه حيث قال في كتابه " الشفا بتعريف حقوق المصطفى " ( ج 2/83): » وزيارة قبره صلى الله عليه وسلم سُنة من سُنن المسلمين مُجمعٌ عليها مُرغبٌ فيها «، وقد أجاز علماء من المذاهب الأربعة تخصيص قبر النبي صلى الله عليه وسلم بالزيارة، منهم: 

1ـ العلامة الهُمام الشيخ نظام الحنفي في " الفتاوى الهندية " (ج1/265)، 2ـ القاضي عياض اليحصبي المالكي في " الشفا " (ج2/83)، 3ـ الشيخ النووي الشافعي في كتابه " الأذكار " (ص183) وكتاب " المجموع " ( ج8 /272)، 4ـ الشيخ ابن قدامة المقدسي الحنبلي في " المغني" (ج3/588)، فكن أخي المسلم على يقين من جواز زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا تلتفت إلى من شذ التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أمر مستحب: ويستحب لك 

أخي المسلم أن تتوسّل بالرسول صلى الله عليه وسلم وتتشفّع به إلى الله فقد علّمه عليه الصلاة والسلام لرجل أعمى جاءه شاكياً إليه ذهاب بصره، فقد روى الطبراني في معجميه الكبير والصغير أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أتاه ضرير فشكى إليه ذهاب بصره فقال صلى الله عليه وسلم:» إن شئت صبرت وإن شئت دعوت لك، قال : يا رسول الله إنه شق عليّ ذهاب بصري وإنه ليس لي قائد، فقال له: ائت الميضأة فتوضأ وصلّ ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتُقضى لي « ففعل الرجل ما قال، قال راوي الحديث ( عثمان بن حنيف ) فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا المجلس حتى دخل الرجل وقد أبصر كأنه لم يكن به ضر قط «، قال الطبراني والحد يث صحيح، فالذي يدعو الله بجاه محمد فهذا القول جائز ليس شركاً، فلا تلتفت أخي المسلم لمن يرمون الناس بالشرك لأنـهم يدعون الله بجاه محمد 

أقسام الردة: أخي المسلم إن الإيمان شرط لقبول الأعمال الصالحة فلذلك يجب على كل مسلم حفظ إسلامه وصونه عما يُفسده ويُبطله ويقطعه وهو الردة والعياذ بالله تعالى، فمن صدر منه كفر لا يُقبل منه صلاة أو حج أو صيام أو غيرها من الأعمال الصالحة حتى يعود إلى الإسلام

والردة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: 1ـ الكفر الإعتقادي: ومحله القلب، ومن أمثلته الشك في الله أو في رسوله أو القرءان أو اليوم الآخر أو أن يعتقد بأن الله تعالى يشبه خلقه كالذي يعتقد أن الله كالهواء موجود في كل مكان، فالله تعالى لا يشبه خلقه كان موجوداً قبل أن يخلق المكان والزمان بلا مكان وبعد أن خلقهما ما زال موجوداً بلا مكان لأن الله تعالى لا يتبدّل ولا يتغير، قال تعالى: } ليسَ كَمِثلِهِ شَيء{ وقال الإمام أحمد بن حنبل:» مهما تصوّرت ببالك فالله بخلاف ذلك « رواه أبو الفضل التميمي، 

2- الكفر الفعلي : كالسجود لصنم أو إلقاء المصحف في القاذورات، 

3- الكفر القولي : والأقوال الكفرية كثيرة جداً لا تنحصر منها: سبُ الله ( قال الإمام القاضي عياض اليحصبي قي كتاب الشفا: " لا خلاف أن ساب الله من المسلمين كافر " ) أو نبي من الأنبياء أو الملائكة أودين الإسلام أو كتاب الله أو شعيرة من شعائر الدين، قاعدة: كل اعتقاد أو فعل أو قول يدل على استخفاف بالله أو كُتبه أو رُسله أو ملائكته أو شعائره ( كالأذان ) أو معالم دينه ( كالصلاة و الحج ) أو أحكامه أو وعده ( كالجنة ) . والله تعالى اعلم واحكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...