بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 27 يوليو 2019

الدليل الشرعي من الكتاب والسنة على أن محل العقل والتحكم في تصرفات الإنسان هو القلب،

الدليل الشرعي من الكتاب والسنة على أن محل العقل والتحكم في تصرفات الإنسان هو القلب،
قال الله تعالى: (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)
فتأمل قوله سبحانه قلوب يعقلون بها، حيث جعل القلوب آلة العقل ثم أكد أن المراد به القلب الحقيقي الموجود في الصدور بقوله: 
(ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)
فدل هذا على أن القلب هو الذي يبصر المعاني ويميز بينها ويعقلها .
وقال النبي : ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)) فجعل مدار تصرف الجسد كله على القلب.
وقال النووي في شرحه لحديث ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب))
قال ((واحتج بهذا الحديث على أن العقل في القلب لا في الرأس وفيه خلاف مشهور مذهب أصحابنا وجماهير المتكلمين أنه في القلب
وبهذا الحديث فإنه جعل صلاح الجسد وفساده تابعاً للقلب
مع أن الدماغ من جملة الجسد فيكون صلاحه وفساده تابعاً للقلب فعلم أنه ليس محلاً للعقل. واحتج القائلون بأنه في الدماغ بأنه إذا فسد الدماغ فسد العقل ويكون من فساد الدماغ الصرع في زعمهم. ولا حجة لهم في ذلك... لأن الله سبحانه وتعالى أجرى العادة بفساد العقل عند فساد الدماغ مع أن العقلليس فيه ولا امتناع من ذلك.
قال تعالى : (لهم قلوب لا يفقهون بها)
وقال الله تعالى : (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب)
وأراد به العقل فدل على أن القلب محله . لأن العرب تسمي الشيء باسم الشيء إذا كان مجاوراً له أو كان بسبب منه.
واحتج أبو الحسن التميمي بقوله تعالى : (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها)
واحتج أيضاً بما روي عن النبي في حديث المدائني أن النبي قال : ((والكبد رحمة والقلب ملك والقلب مسكن العقل)).
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا دخل عليه ابن عباس قال : (جاءكم الفتى الكهول له لسان قؤول وقلب عقول)
فنسب العقل إلى القلب .
وقيل لابن عباس بماذا نلت العلم؟ قال : بلسان سؤول وقلب عقول.
وروى عياض بن خليفة عن علي رضي الله عنه أنه سمعه يوم صفين يقول: (إن العقل في القلب والرحمة في الكبد والرأفة في الطحال وإن النفس في الرئة) .
وقال القاضي أبو يعلى ((محل العقل القلب ذكره أبو الحسن التميمي في كتاب العقل فقال : الذي نقول به أن العقل في القلب يعلو نوره إلى الدماغ فيفيض منه إلى الحواس ما جرى في العقل
قال الله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}
و قوله سبحانه: {هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}
باعتبار أن الآية الأولى تدل على أن القلوب هي التي تعقل، وأن الآية الثانية خصت أولي الألباب بالذكرى.
فلا تنافي بين الآيتين؛ لأن العقل مصدره القلب وله اتصال بالدماغ
فقوله تعالى: "قلُوبٌ يَعقِلُونَ بها "سورة الحج
فاستدل بهذا على أنّ العقلَ في القَلبِ لا في الرّأس
( صحيفة 156 من الإكليل في استنباط التنزيل للسيوطي رحمه الله تعالى )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...