بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 27 يوليو 2019

تعريف العقل

تعريف العقل
قال الفيروز آبادي: "العقل: ضد الحمق كالمعقول، والجمع: عُقول. عقل يعقل وعقَّل فهو عاقل، والجمع: عقلاء. وعقل الدواءُ البطن يعقله ويعقله: أمسكه. وعقل الشيء: فهمه. وله قلب عَقُول. وعقل البعير: شدَّ وظيفه إلى ذراعيه، كعقَّله واعتقله، والقتيل، ودالا ، وعنه: أدَّى دِيَّة جِنَاية، وإليه عَقْلاً وعُقولاً: لجأ.

وسُمِّي العقل عقلاً لأنه يعقل صاحبه عما لا يحسن. وهو القوة المتهيئة لقبول العلم. ويقال للعلم الذي يستفيد الانسان بتلك القوة العقل أيضاً؛ ولهذا قيل: العقل عقلان، فمطبوع ومسموع، ولا ينفع مسموع إذا لم يك مطبوع ، كما لا تنفع الشمس وضوء العين ممنوع.

وإلى الأول يشير ما روي في بعض الآثار: ما خلق الله خلقاً أكرم عليه من العقل. وكذا: أول ما خلق الله العقل.

وإلى الثاني يشير ما روي: ما كسب أحد شيئا أفضل من عقل يهديه إلى هدي،أو يرد لا عن ردي. وهذا العقل هو المعنيُّ بقوله تعالى: (وما يعقلها إلا العالمون) [العنكبوت: 43].

وكل موضع ذم الله فيه الكفار بعدم العقل فإشارة إلى الثاني، وكل موضع رفع التكليف عن العبد فاشارة إلى الأول"( ).

وقال الرازي في مختار الصحاح مادة (عقل): العقل: الحجر والنهيُّ. ورجل (عاقل)
و (عقول) وقد (عقل) من باب ضرب، و (معقولاً) أيضاً وهو مصدره وقال سيبويه: هو صفة. وقال: إن المصدر لا يأتي على وزن مفعول البتة. و (العقل) الدِّيَّة.
و (العَقول) بالفتح الدواء الذي يُمسك البطن. (والمعقِل) الملجأ وبه سمي الرجل.
و (معقِل) بن يسار من الصحابة -رضي الله عنهم- ينسب إليه نهر بالبصرة، والرُّطب (المعقلي) أيضاً. و (المعقلة) بضم القاف الدِّية وجمعها (معاقل). و (العقلية) كريمة الحي. وكريمة الابل. وعقيلة كل شيء أكرمه. والدُّرة عقيلة البحر. و (العقال) صدقة عام... و (عقل) القتيل أعطى ديته. وعقل له دم فلان اذا ترك القود للدية. وعقل عن فلان غَرمَ عنه جنايته،وذلك إذا لزمته دِيَة فأداهاعنه. فهذا هو الفرق بين عقله وعقل له وعقل عنه وباب الكل ضَرَب.... و (عقل) البعير من باب ضرب أي ثنى وظيفه مع ذراعه فشذَّهما في وسط الذراع.

وذلك الحبل هو (العقال) والجمع (عُقُل). و (عاقله) الرجل عصبته وهم القرابة منْ قبل الأب الذين يعطون دية من قتله خطأ. وقال أهل العراق: هم أصحاب الدواوين.والمرأة (تُعاقل) الرجل الى ثلث ديتها أي توازيه فاذا بلغ ثلث الدية صارت ديةٍ المرأة على النصف عن دية الرجل... و (تعقُل) تكلف العقل مثلُ تحلُّم وتكيَّس. و (تعاقل) أرى مننفسه ذلك وليس به"( ).

-وفي الاصطلاح: العقل: سرُّ روحاني تُدرك به النفس العلوم الضرورية والنظرية،ومحله القلب، ونور لا في الدماغ، وابتذاؤه لا من حين نفخ الروح في الجنين، وأول كماله البلوغ، ولذا كان التكليف بالبلوغ، هذا هو الصحيح الذي عليه مالك والشافعي-رضي الله عنهما-، وهو مراد من قال: "هولطيفة ربانية تدرك به النفس....إلخ"( )

وقيل: هو قوة للنفس معدلاً لاكتساب الآراء،أي الاعتقادات.

وقيل: هو من قبيل العلوم، قال القاضي: هو بعض العلوم الضرورية، وهو العلم بوجوب الواجبات، واستحالة المستحيلات وجواز الجائزات ومجاري العادات... ( )

قال الباجوري: "وأحسن ما قيل فيه أنه نور روحاني به تدرك النفس العلوم الضرورية والنظرية. وقال بعضهم: إن هناك لطيفة ربانية لا يعلمها إلا الله تعالى، فمن حيث تفكرها تسمى عقلاً،ومن حيث حياة الجسد فيها تسمى روحاً،ومن حيث شهوتها تسمى نفساً،فالثلاثة متحدة بالذات مختلفة بالاعتبار...وفي كلام الغزالي أنه جوهر فرد.واختلف في محله، والصحيح أن محله القلب وله نور متصل بالدماغ كما ذهب إليه الإمام الشافعي والامام مالك رضي الله عنهما وجمهور المتكلمين".( )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...