وليس مجرد التذلل عبادة لغير الله وإلا لكفر كل من يتذلل للملوك والعظماء، وقد ثبت أن معاذ بن جبل لما قدم من الشام سجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال الرسول:" ما هذا"؟ فقال: يا رسول الله إني رأيت أهل الشام يسجدون لبطارقتهم وأساقفتهم، وأنت أولى بذلك، فقال :" لو كنت ءامرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها"(3)، ولم يقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم كفرت، ولا قال له أشركت مع أن سجوده للنبي مظهر كبير من مظاهر التذلل. وعن عائشة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم كان في نفر من المهاجرين والأنصار فجاء بعير فسجد له فقال أصحابه : يا رسول الله سجد لك البهائم والشجر فنحن أحق أن نسجد لك فقال : " اعبدوا ربكم وأكرموا أخاكم " رواه أحمد (4) وإسناده جيد . فهؤلاء الذين يكفّرون الشخص لأنه قصد قبر الرسول أو غيره من الأولياء للتبرك فهم جهلوا معنى العبادة وخالفوا ما عليه المسلمون، لأن المسلمين سلفا وخلفا لم يزالوا يزورون قبر النبي ،وليس معنى الزيارة للتبرك أن الرسول يخلق لهم البركة، بل المعنى أنهم يرجون أن يخلق الله لهم البركة بزيارتهم لقبره.
(3) أخرجه البيهقي في سننه (7/291، 292) وأخرجه ابن ماجه في سننه : كتاب النكاح : باب حق الزوج على المرأة ، وقال الحافظ البوصيري في المصباح (1/324): رواه ابن حبان في صحيحه . وقال السندي: كأنه يريد أنه صحيح الإسناد.اهـ. وانظر الإحسان (6/186-187).
(4) مسند احمد (6/76)
(3) أخرجه البيهقي في سننه (7/291، 292) وأخرجه ابن ماجه في سننه : كتاب النكاح : باب حق الزوج على المرأة ، وقال الحافظ البوصيري في المصباح (1/324): رواه ابن حبان في صحيحه . وقال السندي: كأنه يريد أنه صحيح الإسناد.اهـ. وانظر الإحسان (6/186-187).
(4) مسند احمد (6/76)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق