بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 21 سبتمبر 2018

لا أصل لما يقال في معنى الآية: لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ. المائدة 89،

لا أصل لما يقال في معنى الآية: لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ. المائدة 89،

أن المعنى أن الشـخص إن سب الله أو دين الإسلام أو تلفظ بأي كفر صريح أنه لغو والله لا يؤاخذه على هذا اللغو،

فهذا الكلام لا أصل له البتة بل يصادم الشرع،

وفيه تكذيب لله والرسول ولإجماع الأمة،

فالله تعالى يقول:.. قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ. لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ .. التوبـة 65-66،

والرسـول صلّى الله عليه وسـلّم يقول في الحديث الذي رواه البخـاري والترمـذي: إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها

(وفي رواية: لا يلقي لها بالاً)،

(وفي رواية: لا يرى بها بأسًا)، يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب،

(وفي رواية: سبعين خريفـًا)،

قال ابن حجر العسقلاني في شرح هذا الحديث: وفيه دليل على أن الشخص قد يخرج من الإسلام من حيث لا يشعر.

وهؤلاء الذين يفسرون الآية بالتفسير الفاسد ضلوا وأضلوا، لأنهم حرفوا القرءان وحرفوا التفسير.

أما تحريفهم للقرءان فالآية نصها في القرءان: في أَيْمانِكم. بفتح الهمز، وهي جمع يمين ولم يقل: في إيمانكم. وهو المُعتَقَد كما توهموا.

وأما تحريفهم للمعنى فإنهم قد شذوا عن إجماع الأمة لأنها أجمعت على تفسير السيدة عائشة رضي الله عنها في تفسيرها للآية حيث فسرتها بقولها:وذلك بأن يقول الشخص: لا والله وبلى والله. من غير إرادة اليمين أي كأنه سبق لسان.
حالة الإكراه :
=======
فمن نطق بالكفر بلسانه مكرهاً بالقتل ونحوه وقلبه مطمئن بالإيمان فلا يكفر قال تعالى "( ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ) الآية ( سورة النحل) .
ليعلم أن النية إذا خالفت الشرع فهي باطلة وكذلك العمل ، فيجب تطبيق الأمرين على ما يوافق الشرع ،
فليس الأمر الذي كلف به العباد النية فقط ولا العمل فقط بل كلفنا بأمرين تحسين النية وتحسين العمل فلا يجوز أن نهمل واحداً من الأمرين ، والعجب أن بعض الناس يوردون هذا الحديث : ( إنما الأعمال بالنيات ) في غير محله فيضلون ويضلون غيرهم ، فإنهم يوردونه لدفع تكفير من يتكلم بالكفر عمداً على وجه المزاح أو في حال الغضب . ومن فرط الجهل المؤدي إلى الكفر احتجاج بعض هؤلاء بقول الله تعالى " ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ) ( سورة البقرة ) فظنوا أن هذه الآية معناها أن الإنسان لا يكفر إذا لم يقصد بكلام الكفر الكفرَ ، ومعنى هذه الآية أن من حلف بلا إرادة كقول لا والله وبلى والله بدون إرادة لا يكتب عليه ذلك ، وفرق بين الأيمان التي هي جمع يمين وهو القسم وبين التلفظ بكلام الكفر ، فلا مناسبة بين هذه الآية وبين مسألة من تلفظ بالكفر وهو لا يقصد الكفر .
وهؤلاء لم يعرفوا معنى الحديث ، وإنما معناه أن الأعمال التي أمر الله تبارك وتعالى عباده بها لا تكون معتبرة إلا بالنية كالصلاة والصيام والزكاة والطهارة عن الحدثين والحج والجهاد ، كل هذا لا يكون مقبولاً عند الله إلا بالنية ، ليس معناه كما يقول سيد سابق الذي فتح للناس باباَ من الكفر واسعاً وورط به خلقاً كثيراً ، فإنه يقول : الألفاظ الكفرية لا تؤثر إلا أن تكون شارحاً صدرك بها وناوياً معناها ومعتقداً ، فإنه جعل بقوله هذا كل العباد في حكم المكره ، والله تعالى استثنى المكره في كتابه بحكم خاص ، قال تعالى " ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من اكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ) ( سورة النحل ) فقد جعل للمكرَه حكماً خاصاً لا يتجاوزه إلى غيره وهو أن المكره بالقتل إذا نطق بكلمة الكفر تحت الإكراه وقلبه مطمئن بالإيمان عند نطقه بما أُكره عليه من القول الكفري ليس عليه غضب من الله ولا يعذب ، هذا معنى الآية . ولكن المكره إذا ثبت فلم يجب الكفار لما أرادوا منه فقتلوه يكون قد فاز بالشهادة .
وأما غير المكرَه فإنه لا يشترط للحكم عليه بالكفر انشراح الصدر ولا معرفة الحكم لحديث : ( إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأساً يهوي بها في النار سبعين خريفاً ) رواه الترمذي وحسنه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...