بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 28 سبتمبر 2018

حديث الخلق كلهم عيال الله ليس صحيحا

حديث الخلق كلهم عيال الله ليس صحيحا
=======================

حديث " الخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيَالُ الله وأَحَبُّهُمْ إلى الله أَنْفَعُهُمْ لعِياله " ليس صحيحًا بل هو حديثٌ ساقطٌ شديدُ الضُّعف . وبعضُ النَّاسِ يفهمونه على اللُّغَةِ المَحَلِّيَّةِ فيقعونَ في الكفر . فإنهم يَفْهَمُونَ من كلمةِ[[عِيَال]]أبناء ، وليس المعنى كذلك ، فإنَّ معنى[[العِيَال]]في لغةِ العَرَبِ النَّاسُ الذينَ يُنْفِقُ الشَّخْصُ عليهم ، حتى ولو كانوا أعمامَه وأخوالَه ونساءَه وأصولَه لكونهِم محتاجينَ إليه فإنهم ، بحَسَبِ اللُّغَةِ ، عيالُه . ولا يوجد في اللُّغة[[عِيَالٌ]]بمعنى الأولاد أو الأطفال . وهذه العبارةُ من جملة ما أَخْرَجَهُ النَّاسُ عن معناهُ الأصليِّ في اللُّغَةِ إلى غيرِ معناهُ الأصليِّ . ولو صَحَّ هذا الحديثُ الذي مَرَّ ذكرُه لكانَ معناه[[فقراء الله]]كما قال المُناوِيُّ عند شرحِ هذا الحديث الذي أَوْرَدَهُ السُّيُوطِيُّ في (الجامع الصَّغير) . أنظر[(فَيْضَ القَدِير)/ج3/ص505]للمُنَاوِيِّ..
فمن ظَنَّ أنه يجوزُ أنْ يقال :[[إنَّ البَشَرَ أبناءُ الله]]أو[[أولادُ الله]]بالمعنى المجازيِّ أي إنَّ الله كافيهِم بالرِّزق فإنه كافرٌ غيرُ مسلم . وهو ما ذَكَرَهُ ابنُ عَطِيَّةَ في تفسيرِ قول الله تعالى في سورة المائدة (( وقالتِ اليهودُ والنصارى نحنُ أبناءُ الله وأَحِبَّاؤُه ، قل فلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بذنوبكُم ، بل أنتم بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ )) ..
*نقل القرطُبيُّ عن ابن عَطِيَّةَ في تفسيرِ سورة البقرة أنَّ الذي يدَّعي صِحَّةَ نسبةِ الْبُنُوَّة إلى الله تعالى بالمعنى المجازيِّ يَكْفُرُ ، لا فرقَ بينَ أنْ يقولَ نحنُ أبناء الله مجازًا أو حقيقةً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا يصح الصوم كله فرضه ونفله مقيّده ومطلقه إلا بنية

 قال شيخ المالكية أبو القاسم بن الجلاب في التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس رحمه الله، باب النية في الصوم، (فصل) النية (ولا يصح الصوم كله فر...