بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 25 سبتمبر 2018

القُرءانُ يُتعبَّدُ بتلاوتِهِ فَكُلُّ حَرْفٍ يُتْلَى مِنَ القُرءانِ فيهِ ثَوابٌ
كمَا أَنَّ قراءةَ القُرءانِ وإِيصَالَ الثَّوابِ لأَمْوَاتِ المسلمينَ فيهِ نَفْعٌ عَظِيمٌ لَهُمْ،
فقَدْ قالَ عليهِ الصَّلاةُ والسلامُ: "مَنْ قَرَأَ يس ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ تَعَالَى غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، فَاقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ" رواهُ البَيهقِيُّ.
وروَى الإمامُ أَحْمَدُ في مُسندِه: "يس قَلْبُ الْقُرْءَانِ لا يَقْرَؤُهَا رَجُلٌ يُرِيدُ اللهَ والدَّارَ الآخِرَةَ إِلا غُفِرَ لَهُ، فَاقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ".
وقال النوويُّ في الأذكارِ ما نَصُّهُ: "وروينا في سنن البيهقيِّ بإسنادٍ حسَنٍ أَنَّ ابنَ عُمرَ استَحَبَّ أَنْ يُقْرَأَ علَى القَبْرِ بعدَ الدَّفنِ أولُ سُورةِ البَقَرَةِ وخاتِمَتُها".
فيتبيَّنَ لَنَا أَنَّ قِراءَةَ القرءانِ فيهَا نَفْعٌ عظيمٌ للأَمْوَاتِ وهيَ لا تَخْتَصُّ بقراءةِ سورةِ يس بل وَرَدَ أيضًا قراءَةُ سورةِ الفاتِحةِ والإخلاصِ وغيرِها.
نعم أيها الأحبةُ فالقُرءانُ الكريمُ برَكةٌ عظيمَةٌ وفيهِ فَضْلٌ عَمِيمٌ فلا يُلْتَفُتُ إلى كَلامِ الذِينَ حَرَّمُوا قراءَةَ القرءانِ الكَريمِ علَى الأَمواتِ بَلِ اعْتَبَرُوا ذَلِكَ شِرْكًا والعياذُ بِاللهِ تعالَى، فَهؤُلاءِ مَحْرُومُونَ مِنْ بَرَكاتِ القُرءَانِ وفَضْلِهِ،
فقَدْ قالَ القُرْطُبِيُّ: "واستَدَلَّ بعضُ علمائِنا على قراءَةِ القُرءانِ على القبرِ بِحَديثِ العَسيبِ الرَّطبِ الذي شَقَّهُ النبيُّ صلى اللهَُ عليه وسلم اثنينِ ثم غَرَسَ علَى قَبرٍ نِصْفًا وعلَى قَبْرٍ نِصْفًا وقالَ: "لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا" رواهُ الشَّيخَانِ"، قالَ: "ويُسْتَفَادُ مِنْ هَذَا غرْسُ الأَشْجَارِ وقراءَةُ القُرْءَانِ علَى القُبور، وإذا خُفِّفَ عَنهُمْ بالأَشْجارِ فكيفَ بقراءَةِ الرَّجلِ المؤمِنِ القُرءانَ".
وقال النوويُّ: "استَحَبَّ العلماءُ قراءَةَ القُرءانِ عندَ القَبْرِ واستَأْنَسُوا لذلكَ بحديثِ الجريدَتَيْنِ، وقالُوا إذَا وَصَلَ النَّفْعُ للمَيِّتِ بتسبيحِهِمَا حالَ رُطوبَتِهِمَا فانْتفَاعُ الميِّتِ بقراءَةِ القُرءانِ عندَ قبرِهِ أَولَى، فإِنَّ قراءَةَ القُرءانِ مِنْ إنسانٍ أَعْظَمُ وأَنْفَعُ مِنَ التَّسْبِيحِ مِنْ عُودٍ، وقَد نَفَعَ القُرءانُ بَعضَ مَنْ حَصَلَ لَهُ ضَرَرٌ في حَالِ حَياتِه فَالْمَيِّتُ كذلكَ"،فَكُلُّ هذَا يَدُلُّ علَى عَظِيمِ فَضْلِ قراءَةِ القُرءانِ علَى الأَمْوَاتِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...