دليل في ءاية كريمة على وجوب تأويل حديث القدم
=============================
قال تعالى {إنكم وما تعبدونَ من دون الله حصب جهنمَ أنتم لها واردون} (98) {لو كانَ هؤلاءِ ءالهةً ما وردُوها} (99) سورة الأنبياء
كيف نستطيع أن نستخرج من هاتين الآيتين الكريمتين دليلا على بطلان قول الوهابية بالأخذ بظاهر المتشابهات؟
ورد في الحديث :"{يُقَال ُلِجَهَنَّمَ هَلْ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ } فَيَضَعُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدَمَهُ عَلَيْهَا فَتَقُولُ قَطْ قَطْ" هذا في صحيح البخاري، ومعناه ءاخر فوج
لكن الوهابية يمنعون هذا التأويل ويقولون على ظاهره ..والعياذ بالله
فإن قالوا بهذا فقد أبطلوا الدلالة في الآية،الله قال {لو كان هؤلاء ءالهة ما وردوها}، الله نفى الألوهية عن الأصنام وأخبرنا بأن الأصنام سيردون النار، وعلى زعم الوهابية الله يُدخل رجله النار
فإن قالوا بهذا فقد أبطلوا الدلالة في الآية،الله قال {لو كان هؤلاء ءالهة ما وردوها}، الله نفى الألوهية عن الأصنام وأخبرنا بأن الأصنام سيردون النار، وعلى زعم الوهابية الله يُدخل رجله النار
فبتفسيرهم ينفون الألوهية عن الله ويكونون قد أبطلوا الدلالة في هذه الآية والعياذ بالله
يقول الإمام المتولي في كتابه الغنية ما نصه:
والدليل عليه -أي على تأويل الحديث- أن الله تعالى أخبر عن الأصنام أنهم يدخلون النار في قوله تعالى {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم}
ثم استدل على نفي منه الإلهية عنهم بدخولهم النار فقال
{لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها}،
{لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها}،
فمن زعم أن الباري له قدم يضعها في النار فقد أبطل هذه الدلالة وسوى بينه وبين الأصنام. اهـ
شَرحُ الحَديثٍ:
أَمّا الرِّجلُ ما وَرَدَ على أَنّهُ صِفَةٌ للهِ بَل وَرَدَ على معنًى ءاخَرَ وهو جُزءٌ مِن خَلقِهِ، يُقالُ في لُغَةِ العَرَبِ: رِجلٌ مِن جَرادٍ أَي فَوجٌ مِن جَرادٍ.
فَالحديثُ الّذي وَرَدَ فيهِ ذِكرُ الرِّجلِ مُضافًا إِلى اللهِ هو حديثُ أَنَّ اللهَ تَبارَك وتَعالى يَملأُ يَومَ القِيامَةِ جَهَنّمَ بِفَوجٍ مِن خَلقِهِ كانوا مِن أَهلِها في عِلمِ اللهِ تَعالى، لَيسَ أَهلُ النّارِ يَدخُلونَ النّارَ دَفعَةً واحِدَةً كُلُّهُم، لا، بَل يَدخُلُ فَوجٌ ثمّ بَعدَ ذلِكَ فَوجٌ ثمَّ بَعدَ ذَلِكَ فَوجٌ فَالفَوجُ الأَخيرُ هو الّذي
وَرَدَ في الحديثِ: "فَيَضَعُ رِجلَهُ فيها"، رِجلَهُ مَعناهُ الفوجُ الأَخيرَ مِن خَلقِهِ الّذينَ هُم حِصَّةُ جَهَنّمَ، عَن هذا عَبَّرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ في قَولِهِ: "يُقالُ لِجَهَنّمَ هَل امتَلأتِ فَتَقولُ هَل مِن مَزيدٍ، فَيَضَعُ الجبّارُ رِجلَهُ فيها فَينْزَوي بَعضُها إِلى بَعضٍ فَتَقولُ قَطٍ قَط" رَواهُ البُخارِيُّ،
أَي اكتَفَيتُ اكتَفَيتُ، مَعناهُ وَجَدتُ مِلئي، وَجَدتُ ما يَملأُني.
"رِجلَهُ" مَعناهُ الفوجُ الأَخيرُ الّذينَ يُقَدِّمُهم للنّارِ، تَقولُ العَرَبُ: رِجْلٌ مِن جَرادٍ أَي فَوجٌ مِن جَرادٍ، أَمّا مَن تَوَهّمَ مِن هذا الحديثِ أَنَّ للهِ رِجْلاً بمعنى عُضوٍ فَهو مُشَبِّهٌ للهِ بِخَلقِهِ لا يَنفَعُهُ انتِسابُهُ إِلى الإِسلامِ، لأَنَّ مَن لم يَعرِفِ اللهَ لا تَصِحُّ عِبادَتُهُ.
كَذَلِكَ رِوايةُ القَدَمِ:" فَيَضَعُ فيها قَدَمَهُ، "مَعناهُ الشَّىءُ الّذي يُقدِّمُهُ اللهُ لِجَهنَّمَ، كَذَلِكَ أَئِمّةُ اللّغَةِ قالوا: القَدَمُ ما يُقَدِمُهُ اللهُ تَعالى للنّارِ، لَيسَ بمعنى أَنَّ لَهُ عُضوًا فَيُقَدِّمُ هذا العُضوَ للنّارِ، تَنَزَّهَ رَبُّنا عَن أَن يَكونَ لَهُ عُضوٌ.
وَقولُ أَهلِ الحقِّ "للهِ عَينٌ لَيسَت كَأَعيُنِنا" مَعناهُ أَنها صِفَةٌ، عَينُ اللهِ صِفةٌ مِن صِفاتِهِ كَما يُقالُ عِلمُ اللهِ، قُدرَةُ اللهِ، لَيسَ بمعنى العُضوِ والجارِحةِ، مَن حمَلَهُ على مَعنى الجارِحَةِ فَقَد شَبَّهَ اللهُ بخَلقِهِ.
وَمِن تمويهِ هَؤلاءِ المُجَسِّمَةِ المُشبِّهَةِ أَنهم يَقولونَ لفظًا "لله أَعينٌ لا كَأَعيُنِنا، ويَدٌ لا كَأَيدينا، ووجهٌ لا كوَجهِنا" ويَعتَقِدونَ الجوارِحَ والأَعضاءَ في اللهِ، فَهؤلاءِ خالَفَ كَلامُهُم مُعتَقَدَهُم فَلا يَنفَعُهُم قولُهُم هذا فَلا يَكونونَ مُنَزِّهينَ للهِ بَل هُم مُشَبِّهونَ لَهُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق