الإيمانُ بالملائكة
قولهُ صلى اللهُ عليهِ وسلم في حديثِ جبريلَ الطويل :الإيمان أن تؤمنَ باللهِ وملائكتهِ ..الحديثَ , الملائكةُ هم عبادٌ لله مكرمونَ خلقهم من نور ذووُ أجنحه لايقعونَ في المعاصي وهم مكلفونَ ولهُم اختيارٌ تحتْ مشيئةِ الله ولا يختارونَ إلا الطاعه قال تعالى:{ لايعصُونَ اللهَ ما أمرهُم ويفعَلونَ ما يؤمرونَ}
ولايعلمُ عددهُم إلا الله قال تعالى:{ومايعلمُ جنودَ ربِك إلا هو} ولهُم وظائفُ بعضهم يحملونَ العرش وبعضهُم يسجلونَ الحسنات وبعضهُم يسجلونَ السيئات وبعضهُم يحفظون العبد من أن يتلاعب بهم الجن يُقالُ لهم الحفظه وأفضلهم جبريل عليه السلام فهو رئيسهم وهو رسول الملائكة والملائكة ليسوا ذكوراً ولا إناثاً لا يأكلونَ ولا يشربونَ ولا ينامونَ ولا يتعبونَ من طاعةِ الله ولا يتناكحونَ إنما يخلقهمُ اللهُ خلقاً ويأتي في الفضلِ بعد جبريلَ ميكائيلُ وهو الملكُ المُوكلُ بالمطرِ والزرعِ وبَعدهُ إسرافيلُ وهو الملك الموكلُ بالنفخِ في الصورِ يومَ القيامة وبعدهُ عَزرائيلُ وهو ملكُ الموت وقد وردَ في حديثٍ رواه الطبراني في الطِوالاتِ أن اسم ملكِ الموتِ عزرائيلُ كما ورد في حديثِ الصور الذي رواهُ البيهقي وذلكَ خِلافاً للجُهالِ الذين ينكرونَ ذلك وقد ذكر ابن فَرحُون المالكي في تبصرةِ الحُكام أن من سب ملك الموت عزرائيلَ كفر وهذا متفقٌ عليهِ بين العُلماء.وبعد عزرائيلَ في الفضلِ حملةُ العرشِ وكلُ الملائكةِ أولياءُ الله وهُم يتشكلونَ بأشكالِ الرِجالِ جميلي الصورةِ أحياناً دونَ أن تكونَ لهم ءالة الذكورة ولا يتشكلونَ بأشكالِ النِساء بالمرةِ ولا بالأشكالِ القبيحةِ كالقردةِ والكلابِ والخنازيرِ.
وبعضُ الملائكةِ ينزلونَ عند الفجرِ يحضرونَ قراءةَ القرءان في صلاةِ الفجر قال تعالى:{وقرءان الفجرِ إن قرءان الفجرِ كانَ مشهودا}أي تشهدهُ ملائكةُ الليلِ والنهار. والملائكةُ هم المقصدونَ بحديثِ :[ ينزلُ ربنا كل ليلة إلى السماءِ الدنيا فيقولُ هل من مستغفرٍ فاغفرَ له .. الحديثَ] معناهُ ينزلُ ملكُ ربنا بأمر الله ويقولُ مبلغاً عنِ الله إن ربكم يقول: هل من مستغفرٍ فاغفر له .. الحديث فقد ثبت فيما رواهُ الحافظُ الَنسائي في كتاب عمل اليوم والليلة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يمهلُ حتى إذا مضى شطرُ الليل الأولُ أمر منادياً فينادي إن ربكم يقول : هل من مستغفرٍ فاغفر له هل من سائلٍ فأعطيه هل من داعٍ فأستجيب له حتى ينفجرَ الفجرُ.
وخيرُ مايفسرُ به الحديثُ الواردُ الحديث قال الحافظُ العراقيُّ في ألفيتهِ: وخيرُ مافسرتَهُ بالواردِ..
وكذلك ماكان نحو ذلك فالمقصودُ بهِ الملائكه كما في قولهِ تعالى :{ءأمنتم من في السماءِ أن يخسفَ بكم الأرض} وكذلك قولهُ صلى الله عليه السلام : الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء فالمقصودُ به الملائكة بدليل الحديث الذي رواه الحافظ ابن حجر في أماليه وحسنهُ قال صلى الله عليه وسلم:[ الراحمونَ يرحمهم الرحيم ارحموا أهل الأرضِ يرحمكم أهل السماء]فظاهرٌ أن معناهُ الملائكة لأن الله لايسمى أهل السماء ومعنى رحمةِ الملائكة للمؤمنين من أهل الأرض أنهم يستغفرونَ لهم
والله أعلم وأحكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق