سئل الشيخ رحمه الله عمّن يروي حديث: (أنا جليس من ذكرني)
هل يلحقه ضرر في الاعتقاد لاستعماله لفظة جليس فأجاب رحمه الله:
هل يلحقه ضرر في الاعتقاد لاستعماله لفظة جليس فأجاب رحمه الله:
الذي يروي حديث (أنا جليس من ذكرني) جليس هنا على المجاز ليس على الحقيقة، لغة العرب المجاز فيها واسع. الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم أنت عضدي" أي انت معتمدي أي عليك اعتمادي في دفع الكفار أما في الأصل العضد هو جزء من اليد.
والحديث القدسي: "الكبرياء ردائي والعظمة إزاري" هذا على المجاز ليس على ظاهره معناه هما صفتان من صفات الله لا يصح للعباد أن يتصفوا بهما فمن تكبر وتعظم على الناس معناه أهلكته.
الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم انت عضدي وأنت نصيري وبك أقاتل"
القرآن يُحْوِجُ إلى معرفة لغة العرب والحديث كذلك والفقه كذلك لتحقيق الفهم. الشافعي كان يحفظ من شعر بعض قبائل العرب من الشعر الذي يُحتج به لإثبات اللغة الكثير. هؤلاء الأئمة ما كانوا يكتفون بشراء الكتب أو باستنساخها بالأجرة ثم يطالعون فيها. الذي لا يتلقى القرآن من أهل المعرفة بل يكتفي بالمصحف هذا يقال له مُصحفي لا يقال له قارئ، فرق عندهم بين القارئ الذي يصح أن يُقرئ غيرَه وبين الذي لا يصح. الذي يصح أن يُقرئ غيرَه يقال له فلان قارئ ومقرئ أما الذي لم يتلق من أهل المعرفة يقال له مُصحفي كذلك الحديث، الذي لا يأخذ الحديث من أفواه المحدثين يقال له صَحَفي لا يقال له محدث، مثل ناصر الدين الألباني وغيره، خلق كثير. أكثر من يدّعي الحديث اليوم صحفيون لا يقال لهم محدثون. هذا ناصر الدين كان يطالع في المكتبة الظاهرية في دمشق. ما تلقى من شيخ عارف لا القرآن ولا الحديث ولا الفقه. أكثر من يدعي الحديث اليوم على هذا.
كذلك الحديث: "أنت الصاحب في السفر والخليفة في المال والولد" أنت الصاحب في السفر مجاز، يُحمل على طريقة المجاز. "جدارًا يريد أن ينقض" هذا من المجاز البيّن لأن الجدار ليس له إرادة حقيقية إنما معنى "يريد" ءائِلٌ مشرفٌ على الانقضاض ليس معناه أن هذا الجدار له إدراك كما إذا قيل فلان يريد كذا.
الحديث القدسي: "من أتاني يمشي أتيته هرولة" هذا مجاز أيضًا. من اجتهد في العبادة الله يُجزل له أضعافا مضاعفة من الثواب. لو فتح الله أقفال قلوب المشبهة لفهموا أن الآيات التي يوهم ظاهرها الجسمية أن معانيَها غير ذلك مما يليق بالله تعالى لكن الله أقفل قلوبهم. آيات عديدة وأحاديث عديدة تدل على أن ذلك الظاهر غير مراد. إبراهيم عليه السلام قال: "إني ذاهبٌ إلى ربي سيهدين" وهو كان أراد التوجه إلى بر الشام وبلدُه كان العراق، هو كان في العراق، "ذاهب إلى ربي" هل معنى ذلك الله في الشام؟! لا، هم لا يقولون إن الله قصَدَه إبراهيمُ في الشام، هذه يؤلونها أما الآيات التي هم يتشبثون بها تأويلها عندهم ضلال. أما أهل الحق أمرُهم مبني على أساس صحيح. "الرحمن على العرش استوى" لا يحملونه على الظاهر، كذلك قول الله تعالى: "إني ذاهب إلى ربي سيهدين" لا يحملونه على ظاهره. الشام أرض مقدسة أما العراق ليس لها ذلك الفضل ولا سيما في تلك العصور هي كانت أرض الجبابرة الوثنيين، وأكثرُ الأنبياء كانوا في بلاد الشام.
وهذا الحديث: "من أتاني يمشي أتيته هرولة" يؤولونه [أي المشبهة]
لا يحملونه على الظاهر، أما عندما يذكر حديث الجارية لا يؤولونه، هذا على حسب هواهم، قلوبهم تحوم حول هذا لا تذهب إلى غيره ولا يعرفون هذا التنزيه: "ليس كمثله شيء".
لا يحملونه على الظاهر، أما عندما يذكر حديث الجارية لا يؤولونه، هذا على حسب هواهم، قلوبهم تحوم حول هذا لا تذهب إلى غيره ولا يعرفون هذا التنزيه: "ليس كمثله شيء".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق