يظن بعض الذين ينسبون انفسهم الى السلف الصالح زورا والسلف منهم براء ان كل ما لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم انه بدعة ولا يجوز فعله وهذا باطل لا شك فيه لما ياتي من الادلة الكثيرة وانكار كل مستحدث مفيد ونسبته الى البدعة من غير تفريق الى انواع البدعة التي اجمعت الامة على تنوعها كما ياتي بالادلة والعقل النير يقر بان هناك بدعة حسنة مثاب عليها وبدعة سيئة لا يثاب عليها بل محرمة يأثم بارتكابها ولا يميز الايات والاحاديث الا من آتاه الله العلم والحكمة وهذا ما حققه كبار العلماء امثال الامام العز بن عبد السلام والامام النووي والسيوطي وابن حجر وغيرهم كثير
والاحاديث اخي الحبيب يفسر بعضها بعضا كما ان الايات يفسر بعضها بعضا لذا هذه الاحاديث تحتاج الى تفسير صحيح بعقل ثاقب نير بالعلم لا بالجهل والتقول على النبي مالم يقله ومن الامثلة الكثيرة هي :
اولا : (( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار )) ينظر المستدرك على الصحيحين للامام الحاكم ج1 ص174 , وينظر المسند المستخرج على صحيح مسلم ج1 ص35 وينظر سنن الدارمي ج1 ص 57 فلا بد من تفسيرها بان المراد منه البدعة السيئة التي لا تدخل تحت أصل شرعي , وهذا التقيد وارد في غير هذا الحديث كحديث (( لا صلاة لجار المسجد الا في المسجد )) ينظر المستدرك للحاكم ج1 ص373 , ينظرسنن البيهقي الكبرى ج1 ص57 وينظر سنن الدارقطني ج1 ص419 فهذا الحديث على الرغم انه يفيد الحصر في نفي صلاة جار المسجد الا ان عموميات الاحاديث تفيد تقيده بان لا صلاة كاملة الاجر والثواب مع ورود الخلاف طبعا عند بعض العلماء في هذه المسالة فقط وكحديث (( لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) ينظر صحيح البخاري ج1 ص14 صحيح مسلم ج1 ص67 , فقال العلماء اي ايمانا كاملا وكحديث [[والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قيل من يارسول الله ؟ قال (( من لم يأمن جاره بوائقه)) ينظر صحيح البخاري ج1 ص 2240 و صحيح مسلم ج1 ص68
وكحديث (( لا يدخل الجنة قتات )) صحيح البخاري ج5 ص2250 , صحيح مسلم ج1 ص101
وحديث (( لا يدخل الجنة قاطع رحم وعاق لوالديه )) صحيح البخاري ج5 ص2231 , صحيح مسلم ج4 ص1981
وكحديث (( لا يدخل الجنة قتات )) صحيح البخاري ج5 ص2250 , صحيح مسلم ج1 ص101
وحديث (( لا يدخل الجنة قاطع رحم وعاق لوالديه )) صحيح البخاري ج5 ص2231 , صحيح مسلم ج4 ص1981
فالعلماء قالوا : اي انه لا يدخل دخولا اوليا انما يطهر بالنار ثم يخرج ويدخل الجنة في نهاية عذابه .
فحديث البدعة حاله كحالة هذه الاحاديث الشريفة تقيده عموميات الاحاديث وافعال الصحابة الكرام تفيد ان المقصود به هي البدعة السيئة التي لا تندرج تحت اصل كلي شرعي من كتاب او سنة وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم (( من سن في الاسلام سنة حسنة كان له أجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة )) صحيح مسلم ج4 ص2059
فحديث البدعة حاله كحالة هذه الاحاديث الشريفة تقيده عموميات الاحاديث وافعال الصحابة الكرام تفيد ان المقصود به هي البدعة السيئة التي لا تندرج تحت اصل كلي شرعي من كتاب او سنة وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم (( من سن في الاسلام سنة حسنة كان له أجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة )) صحيح مسلم ج4 ص2059
وكقوله صلى الله عليه وسلم (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي)) فتح الباري شرح صحيح البخاري ج10 ص339
وينتقد بعض الناس تقسم البدعة الى بدعة شرعية ولغوية وينكر اشد الانكار على من يقول هذا الكلام بل منهم من يقول كيف نقول هذا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (( كل بدعة ضلالة )) وهذا اللفظ صريح وعام بالبدعة بانها ضلالة وانت تزيد على النبي صاحب الشريعة مالم يقله وتراه يقول كذلك هل بعد كلام صاحب الشريعة من كلام او رأي ويبدع كل مجتهد اذا ما قال البدعة بعضها ضلالة وبعضها غير ذلك وبهذا يغتر من لا علم له بل ويصبح كصاحبه من المنكرين على العلماء الفحول اذا ما تكلموا وقسموا البدعة الى حسنة وغيرها ثم ما يلبث صاحبنا بالتردد بما اعتنقه من عقيدة زائغة بعيدة كل البعد عن روح الشريعة لانه سوف يصاب بالذهول اذا ما قيل له اذن عليك الا تركب السيارة لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يركبها ولا تركب الطائرة ولا القطار ولا تكتب بالقلم ولا تسكن البيت المصنوع من الحجارة والبلوك ولا تقرأ هذا القرآن الذي بين ايدينا لان النبي لم يامر بكتابته في مصحف والصحابة حاشاهم قد اخطوا لانها بدعة فسرعان ما سيقول لك اخي ان هذه بدعة دنيوية وليست شرعية فاقول لك اخي الحبيب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال( كل بدعة ضلالة ) فلما تخص منها وهي عامة ولماذا تقيد وهي مطلقة ولماذا تجيز لنفسك مالا تجيزة لغيرك ؟؟؟؟
فلذلك لا بد ان نوضح هنا مسألة في غاية الاهمية وبها ينجلي الامر ويزول اللبس باذن الله تعالى
وهي ان المتكلم هو الشارع الحكيم , فلسانه هو لسان الشارع اذن فلا بد من عرض كل الكلام على ميزان الشرع الذي جاء به واذا علمنا ذلك علمنا ان البدعة هي في الاصل هي : كل ما احدث واخترع على غير مثال سابق فلا يغيب عن الاذهان ان الزيادة المذمومه هنا هي الزيادة في امر الدين لتصير في امر الدين والزيادة في الشرع لتاخذ صبغة الشريعة فتصير شريعة متبعة منسوبة لصاحب الشريعة وهذا ما حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله ( من احدث في امرنا هذا ماليس منه فهو رد ) متفق عليه فالحد الفاصل في الموضوع هو ( في امرنا هذا ) حيث فسر علماء الاصول بقولهم من احدث في امرنا ماليس منه اما اذا احدث ما هو منه ولم يعارض الكتاب والسنه فهو مقبول لان هذا التفسير لابد منه لتخريج ما احدثه السادة من صحابة رسول الله رضي الله تعالى عنهم اجمعين
وهي ان المتكلم هو الشارع الحكيم , فلسانه هو لسان الشارع اذن فلا بد من عرض كل الكلام على ميزان الشرع الذي جاء به واذا علمنا ذلك علمنا ان البدعة هي في الاصل هي : كل ما احدث واخترع على غير مثال سابق فلا يغيب عن الاذهان ان الزيادة المذمومه هنا هي الزيادة في امر الدين لتصير في امر الدين والزيادة في الشرع لتاخذ صبغة الشريعة فتصير شريعة متبعة منسوبة لصاحب الشريعة وهذا ما حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله ( من احدث في امرنا هذا ماليس منه فهو رد ) متفق عليه فالحد الفاصل في الموضوع هو ( في امرنا هذا ) حيث فسر علماء الاصول بقولهم من احدث في امرنا ماليس منه اما اذا احدث ما هو منه ولم يعارض الكتاب والسنه فهو مقبول لان هذا التفسير لابد منه لتخريج ما احدثه السادة من صحابة رسول الله رضي الله تعالى عنهم اجمعين
والامثلة على ذلك كثيرة ومن ضمنها سيدنا الصديق رضي الله عنه جمع القرآن ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم
وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه جمع الناس على التراويح وصلى بهم عشرين ركعة ولم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم بل انه بعد ان رأى الصحابة يصلون التراويح قال قولته المشهورة (( نعمت البدعة هي )) ينظر السنن الكبرى للبيهقي ج1 ص481
وسيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه قام بانشاء العسس وهم الشرطة ولم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم
وسيدنا ابو هريرة رضي الله عنه كان يستغفر الله تعالى اثنتي عشر الفا بواسطة النوى ولم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم
والسيدة عائشة كانت تسبح بالخيط بواسطة العقد ثلاث الالاف مرة ولم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم
فكل هذه الاحاديث وهذا الفهم من سادتنا الصحابة اليس هو بدعة؟؟
نعم هي بدعة ولكن البدعة الحسنة التي يثاب على فعلها اذا نوى بها التقرب بها الى الله مستندا الى الاصل الشرعي العام الذي يعمها وغيره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق