بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 20 ديسمبر 2018

باب ما جاء في إهداء الثواب من الأحياء للأموات

باب ما جاء في إهداء الثواب من الأحياء للأموات
روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: من مات وعليه صيامٌ صامَ عنه وليّه ا.هـ.
وروى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن سعد بنَ عبادة رضي الله عنه توفيت أمهُ وهو غائب عنها فقال: يا رسول الله، إن أمي توفيت وأنا غائبٌ عنها أينفعها شيء إن تصدقْتُ به عنها؟ قال: نعم قال فإني أُشهدك أن حائطي المخراف صدقة عليها )أي البستان)
روى البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أنها قالت: {وارأساه} فقال رسول الله: ذاكِ لو كان وأنا حيٌ فأستغفر لك وأدعولك ا.هـ.
قال الحافظ ابن حجر العسقـلاني في شرح البخاري ما نصه: {ذاكِ بكسر الكاف إشارة إلى ما يستلزم المرض من الموت أي لو متِّ وأنا حي دعوتُ لكِ}.
قال النووي في الأذكار: {أجمع العلماء على أن الدعاء للأمواتِ ينفعهم ويصلهم ثوابه واحتجوا بقولــه تعالــى: (والذين جاءو من بعدهم يقولون ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) [سورة الحشر]}.
وفي الأحاديث المشهـورة كقولـه عليـه الصلاة والسلام: اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ولقوله: اللهم اغفر لحيِّنا وميتنا وغير ذلك. ا.هـ. كلام النووي. وفي حديث معقل بن يسار أن رسول الله قال: اقرءوا يـس على موتاكم رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد والحاكم وابن حبان.
وثبت عن عبد الله بن عمر أنه قرأ على قبر أول سورة البقرة وخاتمتها وقال الخرائطي في كتاب القبور: {سُنة في الأنصار إذا حملوا الميت أن يقرءوا معه سورة البقرة}.
روى الطبراني في المعجم الكبير عن عبد الرحمن ابن العلاء بن اللجلاج عن أبيه قال: {قال لي أبي يا بني إذا أنا مِت فألحدني فإذا وضعتني في لحدي فقل: ’’بسم الله وعلى ملة رسول الله ثم سُنَّ عليّ الثرى سَنَّا ثم اقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة وخاتمتها فإني سمعت رسول الله يقول ذلك} ذكره الحافظ اللهيثمي في مجمع الزوائد .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال سمعت النبي يقـول: إذا مات أحدكم فلا تحبسُوه وأسرعوا به إلى قبره وليقرأ عند رأسه بفاتحة الكتاب وعند رجليه بخاتمة البقرة في قبره ا.هـ أخرجه الطبراني بإسناد حسن.
وروى مسلم والبخـاري أن رسـول الله مر بقبرين فقال: يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشـي بالنميمـة ثم دعا بجـريدة )عرق نخل) فكسرها كِسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرة فقيل له: {يا رسـول الله لم فعلـتَ هــذا} قـال: لعله يخفف عنهما ما لم يَيْبَسا أو قال إلى أن يَيْبَسا.
قال النووي في شرح صحيح مسلم: {استحب العلماء قراءة القرآن عند القبر لهذا الحديث لأنه إذ كان يرجى التخفيف بتسبيح الجريد فتلاوة القرآن أولى وقراءة القرآن من إنسان أعظمُ وأنفعُ من تسبيح العود وقد نفع القرآنُ بعضَ من حصل له ضرر في حال الحياة فالميت كذلك}.
ومن هنا أخذ المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها قراءة الفاتحة في مجالس العزاء وعند ذِكر الميت رجاءَ أن يصل الثوابُ للميت والله لم يحرم الميت المؤمن من الانتفاع بصدقة أو قراءة ولدٍ أو أخٍ صالح وعلى وهذا حمل السيوطي قول الله تعالى: (والذين ءامنوا واتّبعتهم ذريتهم بإيمـــان) وقوله تعالى: (أبآؤكم وأبناؤكم لا تَدْرون أيهم أقربُ لكم نفعاً) [سورة النساء].
اللهم أوصل ثواب ما تُقُبل من أعمالنا في أعمارنا إلى روح والدينا ومن له حقٌ علينا من المسلمين والحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد.
والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...