الإسلام دين عيسى وجميع الأنبياء
الحمد لله مرسل الأنبياء بدين الإسلام والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير الأنام قال الله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (52) سورة آل عمران
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل ما قلت أنا والنبييون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له".
لقد أرسل الله سبحانه وتعالى عبده المجتبى الطاهر المبارك عيسى ابن مريم عليه السلام ليدعو قومه إلى عبادة الله وحده واعتقاد أنه لا إله إلا الله المنزه عن الشريك والزوجة والولد
ولم يقل سيدنا عيسى إنه ابن الله أو إنه إله بل كانت أول كلمة نطق بها وهو في المهد "إني عبد الله".
وكذلك كانت أمه البتول* (*المنقطعة لعبادة ربها، المتفرغة
وكذلك كانت أمه البتول* (*المنقطعة لعبادة ربها، المتفرغة
) مريم عليها السلام مؤمنة صالحة تعبد الله ولا تشرك به شيئا.
قال الله تعالى: {وإذ قالت الملائكة يا مريم إنّ الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين. يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين}(ءال عمران) 42-43.
والذين ءامنوا بعيسى ابن مريم وصدقوه واتبعوه كانوا مؤمنين مسلمين دينهم الإسلام الذي هو دين الأنبياء جميعهم.
قال الإمام النسفي في تفسيره في شرح ءاية {فلما أحس عيسى منهم الكفر} "قال الحواريون} حواري الرجل صفوته وخاصته {نحن أنصار الله} أعوان دينه {ءامنا بالله واشهد} يا عيسى {بأنا مسلمون}
إنما طلبوا شهادته بإسلامهم تأكيدا على إيمانهم لأن الرسل يشهدون يوم القيامة لقومهم وعليهم، وفيه دليل على أنّ الإيمان والإسلام واحد.
إنما طلبوا شهادته بإسلامهم تأكيدا على إيمانهم لأن الرسل يشهدون يوم القيامة لقومهم وعليهم، وفيه دليل على أنّ الإيمان والإسلام واحد.
فإذا كان أتباع عيسى ابن مريم مسلمين فمن باب الأولى أن يكون هو مسلما لأنه هو الذي علمهم الإسلام والإيمان ودعاهم إلى عباده الله الواحد الملك الديان.
قال الله تعالى: {وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنّة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار}(المائدة) 72.
لقد قام سيدنا عيسى ابن مريم بالدعوة إلى الإسلام وظهرت على يديه معجزات كثيرة وشاع خبره وحسده اليهود وصاروا يدبرون له المكائد وحاولوا قتله ولكن الله حفظه ونجاه منهم.
قال تعالى: {وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم وإنّ الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظنّ وما قتلوه يقينا. بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما}(النساء) 157-158.
وأخرج ابن أبي حاتم النسائي عن ابن عباس قال: كان عيسى مع اثني عشر من أصحابه في بيت فقال: "إنّ منكم من يكفر بي بعد أن ءامن.
ثم قال: أيكم يلقى عليه شبهي ويقتل مكاني فيكون رفيقي في الجنّة.
فقام شاب أحدثهم سنا فقال: أنا. قال: اجلس. ثم عاد فعاد فقال: اجلس. ثم عاد فعاد الثالثة فقال: أنت هو.
فألقى عليه شبهه فأخذ الشاب فصلب بعد أن رفع عيسى من روزنة في البيت. وهذا إسناده صحيح بخلاف ما قيل بأن المقتول كبير اليهود.
فألقى عليه شبهه فأخذ الشاب فصلب بعد أن رفع عيسى من روزنة في البيت. وهذا إسناده صحيح بخلاف ما قيل بأن المقتول كبير اليهود.
ولقد أنزل الله على عيسى عليه السلام كتابا سماويا هو الإنجيل فيه أحكام الشريعة التي نزلت على عيسى كان فيه تحريم أكل الربا وتحريم أكل لحم الخنزير والنهي عن الإشراك والأمر بالصلاة كصلاتنا اليوم بركوع وسجود والأمر بالصيام كصيامنا اليوم والطهارة
قال تعالى: {وقفّينا على ءاثارهم بعيسى ابن مريم مصدّقا لما بين يديه من التوراة وءاتيناه الإنجيل فيه هدى ونور لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين}(المائدة) 46.
وبعد رفع عيسى عليه السلام بمائتي سنة حرف دينه القويم وحرفت معاني الإنجيل ثم عمدوا إلى تحريف ألفاظه فحذفوا منه أغلب الألفاظ.وصار يأتي الواحد ويكتب إنجيلا ويقول هذا الإنجيل الأصلي حتى كثر عددها فجمعهم الملك قسطنطين وطلب منهم أن يجمعوا أمرهم فاتفقوا على أربعة وأحرقوا البقية. وظلوا على كفرهم وضلالهم وانقسموا إلى نحو سبعين.
قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (30) سورة التوبة}
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} (18) سورة المائدة
وقال تعالى: {قل يا أهل الكتاب لستم على شىء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم}(المائدة)
إنّ هذه الآيات ومثلها تدل على أن الله منزه عن اتخاذ الولد وأن عيسى عليه السلام علمهم عبادة الله وتوحيده وعدم الإشراك به شيئا.
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} (18) سورة المائدة
وقال تعالى: {قل يا أهل الكتاب لستم على شىء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم}(المائدة)
إنّ هذه الآيات ومثلها تدل على أن الله منزه عن اتخاذ الولد وأن عيسى عليه السلام علمهم عبادة الله وتوحيده وعدم الإشراك به شيئا.
ويظن كثير من النّاس أنّ عيسى عليه السلام هو علم هؤلاء النصارى الموجودين اليوم دينهم هذا وذلك باطل لأن المسيح كغيره من الأنبياء دعا إلى عبادة الله وحده وتصديق الأنبياء كلهم
وكذلك موسى عليه السلام جاء بني إسرائيل بعبادة الله وحده وتصديق الأنبياء كلهم
فافترت اليهود عليه أنه أوصاهم بأن لا يقبلوا شريعة غير شريعته وأنّ شريعته باقية إلى يوم القيامة.
فالجاهل الذي يظن أن المسيح نصراني غير مسلم وكذا الذي يظن أن موسى يهودي غير مسلم فهو كافر ولو زعم أنه مسلم.
وكذلك موسى عليه السلام جاء بني إسرائيل بعبادة الله وحده وتصديق الأنبياء كلهم
فافترت اليهود عليه أنه أوصاهم بأن لا يقبلوا شريعة غير شريعته وأنّ شريعته باقية إلى يوم القيامة.
فالجاهل الذي يظن أن المسيح نصراني غير مسلم وكذا الذي يظن أن موسى يهودي غير مسلم فهو كافر ولو زعم أنه مسلم.
وسيدنا عيسى عليه السلام ما زال حيا لم يمت بعد وهو يعيش في السماء يعبد الله وسينزل إلى الأرض ويحكم بشريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
فقد أخرج البخاري ومسلم والحاكم والبيهقي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة خيرا من الدنيا وما فيها"
ولفظ البيهقي في كتاب الأسماء والصفات "ينزل عيسى ابن مريم من السماء" وعند أبي داود والإمام أحمد بإسناد صحيح "ويدعو الناس إلى الإسلام ويضع الجزية" أي أنّ الله تعالى جعل إقرار الكفّار بالجزية ملغيا بنزول المسيح فلا يقبل منهم إلا الإسلام وإلا يقتلون.
وهنا لا بد من التحذير والتنبيه مما يفعله بعض الناس من التشبه بالكفار سواء في أعيادهم أو غيرها لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من تشبه بقوم فهو منهم" - رواه أبو داود -، والتشبه إما أن يكون كفرا أو معصية دون الكفر فمن تشبه بهم بأعمالهم وأقوالهم الكفرية فهو مثلهم كافر ومن تشبه ببعض أعمالهم التي هي ليست كفرا لا يكفر لكنه لا يسلم من المعصية.
وإنه لأمر مؤسف مخز أن يغرق بعض المسلمين بالآثام والمعاصي باحتفالهم بأعياد الكفار بوضع ما يسمى شجرة الميلاد أو البربارة أو الزينة ونحو ذلك مما هو تشبه بالكفار فينبغي ترك ذلك والتوبة إلى الله وشغل أوقاتنا بطاعة الله ومرضاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق