بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018

نظريات عصرية في ميزان الشرع


نظريات عصرية في ميزان الشرع
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مكوِّن الأكوان ، الموجود بلا مكان ، المنزه عن الأين والكيف والزمان والصلاة والسلام على سيد ولد عدنان،،
اللهم لا سهلا إلا ما جعلته سهلا ، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً
وبعد،،
قال الله تعالى : إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ . سورة البقرة الآية 164
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك. رواه أحمد في مسنده.
مقدمة : 
إخواني ، 
ينبغي المعرفة يقيناً بان الدين لا يتعارض مع العلم ، 
وإذا بان لإنسانٍ أنه يوجد تعارض بين الدين وبين هذه النظريات المنقولة عن الكفار ، 
فينبغي ضرب هذه النظريات بعرض الحائط ، والتسليم بقول النصوص الشرعية الثابتة،
فلا ينبغي أن نسمي هذه النظريات ( علم ) ، وهي بذلك تسمى جهلاً.
وسوف نثبت أن هذه النظريات المبنية على الوهم والمظنّة ، هي قابلة للنقد ، وعادة ما يقوم الطبيعيون أنفسهم بنقد هذه النظريات إذا ظهر لهم ما يغلب على ظنهم أنها نظرية افتراضية أقوى من التي سبقتها. 
فالعلم ، هو ما عُلِمَ بالفعل وثبت بطرق الإثبات ، ولم يعد سبيل إلى نقضه . 
وطرق الإثبات عديدة :
أقواها ما وصلنا بطريق النقل ، مثل ما هو مذكور في القرآن الكريم ، أو ما وصل إلينا بالسند المتصل من النبي والصحابة والتابعين والعلماء المحقّقين ، مما تم توثيقه ، وأجمع العلماء على صحته. 
فهل نترك العلم الصافي الذي وصلنا عبر علمائنا الثقات ، ونتبع ما جاءنا به الكفار من نظريات باطلة ؟ ،
هذه النظريات التي بحاولون فيها، على زعمهم، تفسير ما غمض عليهم من الأسرار ، وما هذا إلا لأنهم ملحدون لا يؤمنون بوجود الله ، ويظنون أن الكون وُجِد صدفة ، أوجدته الطبيعة ، عبر ما يسمى بنظرية الإنفجار الكبير ،،
ويزعمون أن الإنسان تطوّر من القرد حتى وصل إلى شكله الحالي ، عبر نظرية أسموها : النشوء والترقي.
لأنهم لا يصدقون بأنه يوجد خالق ، أوجد الإنسان من العدم ، في أحسن تقويم.
ويزعمون أن الأرض في حركة دوران دائمة ، حول محورها ، وحول الشمس، وأن الشمس والكواكب والأرض في حركة دوران حول المجرة ، لأنهم يرون الشمس ثابتة ، وهم يريدون تفسير سبب تعاقب الليل والنهار ، تغيّر الفصول ، وهم إن قلتَ لهم : أن الظلمات والنور هما مخلوقان بعد أن لم يكونا ، لا يتصوره عقلهم ، ويتوهون.
وتجدهم يضعون نظرية لتفسير كل شيء ، كما فعلوا بنظرية الجاذبية ، ونظرية تكوّن المطر والسحاب والرعد والبرق والليل والنهار ، والظل ، وما يسمى بالضغط الجوي، وغيرها من الآيات. ونظرياتهم باطلة مخالفة للدين،،،
ولما كان للأسف، معظم الطبيعيين في بلداننا، قد تبعوا هؤلاء الكفار في نظرياتهم وحذوا حذوهم ، لا بل تقوم معظم المدارس في بلادنا بتدريس هذه النظريات الباطلة على أنها حقائق علمية ،،
كان لا بد من بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في ما ذكرناه أعلاه ، مع ذكر الدليل الشرعي، غير آبهين باعتراض المعترضين الذين سيطر عليهم الجهل ، وأخذوا كلام الطبيعيين الكفار محل ثقة ، وضربوا بعرض الحائط النصوص الشرعية، وأقوال العلماء الثقات.
اللهم أرنا الحق حقاً ، وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

فمن العجيب أننا نرى النظريات هذه تُدرس في معظم المدارس والمعاهد على أنها حقائق علمية مُسلم بها .

فينشأ الكثير من التلاميذ على عدم الوعي وعدم التمييز بين الحقيقة والخيال فنرى كثيرا منهم يدافعون عن النظرية الفاسدة وكأنه يُدافع عن حقيقة من الحقائق

فقد دُست النظريات السخيفة التي أطلقها بعض الغربيين أدعياء العلم والمعرفة في كتب العلوم الكونية الحديثة، التي تدرسها المدارس العصرية وكأنها حقائق علمية صرفة، في محاولة مكشوفة لإلقاء بذور الشك في نفوس الناشئة وإفساد عقائدهم الإسلامية





تنقسم العلوم التي تدرس للتلاميذ في المدارس والجامعات إلى قسمين :

1_ حقائق علمية.
2-نظريات 

أما الحقائق العلمية , فهي كما يدل اسمها , حقائق مُتأكد منها وليست مجرد افتراضات أو تخمينات 

فمثلا : إذا رأى شخص قرودا تمشي على رجلن فهذه حقيقة علمية .


أما النظرية : فهي شيء غير متأكد منه 

فمثلا إذا قال هذا الشخص الذي شاهد قردا يمشي على رجلين إن أصل الإنسان قرد

فقوله هذا ليس حقيقيا إنما هو تخيله في مخيلته زاعما تفسير الحقيقة .

فهو لم ير في حياته قردا واحدا يتطور ويتحول إلى إنسان

فيكون قوله تخمينا وافتراضا من قِبله ولا غير , ولا يكون حقيقة علمية

الفرق بين العلم والنظريات مفصلاً : 

العلم هو ما عُلِمَ بالفعل وثبت بطرق الإثبات. 
فالأمور التي نسميها علماً ، وثبتت بطريق الإثبات ، لا تتعارض مع الدين.
أما الأمور التي نسميها نظريات ، فإنها قد لا تكون علماً ثابتاً ، وإنما مجرد وجهات نظر.

الحقيقة والعلم:

لكي نقول إن هذا الأمر حقيقة علمية، لابد وان تكون قد استندنا في ذلك إلى العلم . والطرق التي يتوصل بها الى العلم (الذي هو معرفة المعلوم على ما هو عليه ) ثلاثة:

الأول: بالحواس السليمة،
الثاني : بالخبر المتواتر. وهذان يسميان العلم الضروري،
الثالث : بالنظر والاستدلال. وهذا يسمى العلم المكتسب .

فالعلم بواسطة الحواس السليمة هو علم ضروري أي لا يحتاج الى تفكير واستدلال لأنه لزم المخلوق على وجه لا يمكن له دفعه بشك أو شبهة فهو علم بالإدراك . 

وكذلك ما كان بالخبر المتواتر أي نقله جمع كبير من الناس عن جمع كبير من الناس لا يجتمعون على الكذب من جراء مشاهدة أو نظر ( أي يكون مستند على الحس السليم إما بالرؤيا أو السماع : ولا يعارضه قاطع ) ليس من شخص واحد ، كالعلم بالملوك الخالية في الأزمنة الماضية والبلدان النائية : فهو أيضا يسمى علماً ضرورياً .

أما الطريق الثالث الذي يتوصل به الى العلم فهو طريق النظر و الاستدلال أي الذي يأتي في طريق الدليل ، والدليل هو ما يمكن التوصل بصحيح النظر فيه الى العلم بمطلوب خبري : كإثبات وجود الله تعالى ، وصدق الأنبياء .

إذن ، فلو تعارضت وجهة نظر، أو نظرية وضعها باحثٌ، مع الدين ، فنصدق الدين ، ونضرب بعرض الحائط هذه النظرية أو الرأي أو التجربة أو المشاهدة، لأن كل ذلك قد يكون فيه كذب أو انخداع، ولا نسميه علماً ، لأنه يتعارض مع الدين . 

فلو ورد في النقل أن الأرض ثابتة لا تدور ، فلا تعارض مع العلم ، لأنه لم يثبت بأي طريق من طرق الإثبات أنها تدور ، بل إن الحواس ترى الشمس هي التي تدور. ولم ير أحد الأرض وهي تدور فيخبرنا الخبر... وهكذا .... 

أنظروا إلى قول أحد الطبيعيين واسمه ( ميريت ستانلي كونجدن ) ، قال:

إن العلوم حقائق مختبرة ، ولكنها مع ذلك تتأثر بالخيال الإنساني ، وبأوهام الإنسان ، ومدى بعده عن الدقة في الملاحظة ، وعدم الدقة في أوصافه واستنتاجاته ، ونتائج العلوم مقبولة داخل هذه الحدود.... وهي تبدأ بالإحتمالات وتنتهي بالإحتمالات كذلك، وليس باليقين. ونتائج العلوم بذلك تقريبية وعرضية للأخطاء المحتملة في القياس والمقارنات، ونتائجها إجتهادية ، وقابلة للتعديل بالإضافة والحذف وليست نهائية. وإننا لنرى أن الإختصاصي عندما يصل إلى قانون أو نظرية ، يقول : إن هذا هو ما وصلنا إليه حتى الآن ، ويترك الباب مفتوحاً لما يستجد من التعديلات. اهـ

فهل نأخذ بأقوال أصحاب هذه النظريات ، ونترك النقل المعتمد في ديننا ؟

لا...
وانظر إلى قول الدكتور بول كلارنس ابرسولد بأن الحواس والتجارب والوسائل التي يتبعونها في معاملهم ، لا توصلهم إلى الحقيقة ، قال :

وقد أدرك رجال العلوم ( أي الدنيوية ) أن وسائلهم، وإن كانت تستطيع أن تبين لنا بشيئ من التفصيل كيف تحدث الأشياء ، فإنها لا تزال عاجزة عن أن تبين لنا لماذا تحدث الأشياء. ... اهـ 

فهذان اعترافان من قطبين من أقطاب الطبيعيين والتجريبيين ، يشهدان بأن وسائلهم لا توصل إلى الحقيقة.

ومعظم من يشتغل بهذه النظريات ، لا يعتمد على وجود الخالق والمسبب لهذا الكون. فهم يبحثون عن أسباب في الطبيعة ، وما ذلك إلا لإلحادهم وكفرهم بالخالق ..

أنظروا إلى ما وصل إليه أحدهم ، واسمه برتراند راسل ، قال :

ليس وراء نشأة الإنسان غاية أو تدبير. إن نشأته وحياته .. ليست إلا نتيجة لاجتماع ذرات جسمه عن طريق المصادفة... اهـ

وهذا برتراند راسل ، صاحب هذه النظرية الملحدة الباطلة يقوم بتعليم نظرياته معظم الجامعات في بلادنا
ويقول المسمى إيرفنج وليام : 

إن العلوم مهتمة بتحسين نظرياتها ، وهي تحاول أن تكشف عن كنه الحقيقة ، ولكنها ، كلما اقتربت من هذين الهدفين زاد بعدها عنهما. إن فكرتنا عن هذا الكون قائمة على أساس حواسنا القاصرة ، وعلى استخدام ما لدينا من الأدوات الغير دقيقة نسبياً. اهـ

أنظروا إلى هذا الإعتراف. فهل نأخذ النظريات كحقائق مسلَّم بها ، ونترك ما جاء به ديننا ؟
إذن ،،،

نتوصل للتالي:
إن أعداء الدين لم يوفروا يوماً جهداً أو وسيلة لمحاربة الإسلام بالتشويش والدس على المسلمين لتغيير عقائدهم. وكان من جملة هذه الوسائل وسيلة دس النظريات السخيفة التي أطلقها بعض الغربيين أدعياء العلم والمعرفة في كتب العلوم الكونية الحديثة، التي تدرسها المدارس العصرية وكأنها حقائق علمية صرفة، في محاولة مكشوفة لإلقاء بذور الشك في نفوس الناشئة وإفساد عقائدهم الإسلامية.
ولقد أكد الكاتب الفرنسي ايتين لامي في مقالته التي سماها " الخطة المثلى لهدم الإسلام" المنشورة في المجلة المسماة (العالمين) الفرنسية سنة 1893 ر، هذه المؤامرة، حيث قال ما ترجمته :

إن مقاومة الإسلام بالقوة لا تزيده إلا انتشاراً، فالواسطة الفعالة لهدمه وتقويض بنيانه في تربية بنيه في المدارس الإرسالية وإلقاء بذور الشك في نفوسهم منذ عهد النشأة فتفسد عقائدهم الإسلامية من حيث لا يشعرون وأمثال هؤلاء يكونون بلا ريب اضر على الإسلام مما إذا اعتنقوا غير دين الإسلام. اهـ

ولقد تمكن أعداء الدين من ترويج أباطيلهم ليس في الإرساليات فحسب بل وفي اغلب المدارس العصرية ، وتكريسها في المناهج التربوية مما أدى إلى اعتناق الكثيرين لأفكارهم البغيضة وكأنها حقائق ثابتة كنظرية اليهودي (دراوين ) المسماة (النشوء والارتقاء) التي يدعي فيها أن أصل الإنسان قرد وباتت مكرسة في منهج التاريخ في كثير من المدارس، وهذا مشاهدٌ ، مما يتناقض كل التناقض مع منطق العلم ومبادئ الدين .
تعريف النظرية:

جاء تحت عنوان النظرية في الموسوعة البريطانية: قالوا ما يلي:

إن النظرية لها عدة معانِ في مفهوم العامة والعلم. فهي قد تكون فكرة متعارضة مع الواقع كتصور لا ينفّذ، ويمكن استخدامها كدعم لأي فرضية ثابتة كانت أم غير ثابتة. وفي أقوى حالات استعمالها فهي تدل على التقرير النظامي لبعض الحقول العلمية مشتقة من مجموعة آراء عمومية. ويمكن أن تكون هناك نظريات متنافسة في بعض الحقول باختلاف في القواعد أو الطرح التوكيدي لبعض القواعد. والخلاصة عندهم: إنها مجرد فرضيات يبنون عليها تجاربهم وليست يقين بالمرة تحتمل الصواب والخطاء وقد يبنون على تجارب خاطئة وينشرون هذا البناء الخاطئ على انه صواب. وجاء في تعريف النظرية: النظرية هي مجموعة قوانين ، و القانون يتألف من مجموعة فرضيات ، والفرضية هي جملة غير أكيدة ، غير حقيقية علمية ، ما بين متغايرين فأكثر تنتظر دعماً وليس برهان. اهـ

فيستخلص من ما مضى إن النظرية إنما تقوم أساسا على الافتراض وليس الحقيقة، 

أي قائمة إما على الظن أو الوهم أو التخمين أو الرأي بخلاف الحقيقة التي لا تقوم إلا على اليقين لان مسندها العلم .

ثم لنوضح ماهية النظرية عند المعاصرين:
اعلم أن الكيميائيين والفيزيائيين والبيولوجيين ونحوهم يقسمون العلم الى:

حقائق علمية (لا شك فيها)

وإلى نظريات.

والنظرية عندهم مجموعة قوانين والقوانين مجموعة فرضيات والفرضية شىء غير أكيد. ولننظر إلى بعض التعاريف.

ففي قاموس بينغوين للعلوم: 
الطبعة الخامسة تأليف اي.بي.يافاروف، د.ر.شابمان والان اسحاق، يقولان في تعريف الفرضية (نواة النظرية كما أسلفنا):

بما معناه: هي اقتراح وضع مسبقًا لحقائق مشاهدة ..

لاحظ، لم يقل حقيقة بل اقتراح

ثم ستيفين هوكنز يقول في كتابه المسمى تاريخ مختصر للوقت :

بما معناه: ينبغي ان تكون واضح الرؤية عن ماهية النظرية العلمية. يضيف: سوف آخذ نظرة الناس البسطاء (هنا المقصود إرادة التبسيط) فالنظرية هي نموذج عن العالم او عن جزء فيه محدد ومجموعة قواعد تربط الكميات في هذا النموذج الى الملاحظات التي نعملها. وهي (أي النظرية) توجد في مخيلتنا ولا حقيقة أخرى لها (مهما يعني ذلك). انتهى كلام ستيفين.
إذن ، واضح : النظريات عندهم ليست حقائق.

ملاحظة يعتبرون ستيفين هوكينغز كألمع فيزيائي جاء بعد آينشتاين.
ويتكلم أطلس كاكستون عن هشاشة النظرية فيقول:

بما معناه : ان أي نظرية فيزيائية هي مؤقتة، بحيث انها فقط افتراضية، وإنك لا تستطيع اثباتها بغض النظر عن عدد مرات موافقة الاختبارات لنظرية ما فإنك لن تكون متأكدًا انه بالمرة المقبلة من عدم معارضة النتائج لها، وبالمقابل فإنك تستطيع أن تنكر نظرية ما، (المقصد نسفها أو الغاءها) بمجرد ملاحظة واحدة لا تتوافق مع تخمينات هذه النظرية.

سبحان الله هذا جزء صغير يبين لنا أن الطبيعيين لا يعتقدون بحقيقة وديمومية النظريات التي يقترحونها.

وترى بعض المتفذلكين يفسرون القرآن على هواهم ليؤيدوا بعض النظريات الهالكة. 

من شأن المنصف التحقق من الأمور والمطالبة بالدليل والبرهان والإثبات فلا يأخذ عمّن فُقِد عنده التحقق والدليل جُزافًا ولا يصدق كل من يأتيه من أمثالهم حتى يعرف أنه ليس مخالفًا للحق بل موافقًا له،

وقد برز في زماننا هذا بعض المتنطعين ممن لا دليل عندهم ولا تحقق، يخبطون خبط عشواء، ويخلطون الأمور بعضها ببعض، فيُخرجون الصحيح والفاسد والحقيقي والظنّي بلباس الحقائق العلمية الثابتة التي لا شك فيها، ويلبسون على الناس وعلى أنفسهم، إذ يتمسكون بنظريات واهية لم تُبن على دليل، ويتداولونها على أنها حقائق لا شك فيها، جاهلين ومكابرين أنّ واضعي هذه النظريات أقروا بضعفها، وهم أنفسهم عرضوا للتناقض الذي فيها، فضلاً عن أن كثيرًا منهم دعا بعد ذلك لنبذها بل ووضعوا بدائل عنها، والمتنطعون مازالوا يعملون على نشرها، وأحيانًا يفسرون بعض الآيات القرآنية على أساسها من شدة جهلهم،

هنا، لا بد من الإشارة إلى أمر وهو أن إخراج نظرية ما للجمهور يحتاج لعناية، وخاصة أن أغلب المتعاطين بالنظريات يتلقفونها على أنها حقائق علمية ثابتة لا شك فيها،

يقول بروفسور وليم ت. كيتون وبرفسور كارول هاردي مكفادن من جامعة كورنيل:

من الضروري أن يُعلم أن العلماء لا يستعملون لفظ نظرية كما يستعملها العامة، بالنسبة لكثير من الناس لفظ "نظرية" هي عبارة مؤقتة تستعمل كحقيقة علمية ثابتة لا شك فيها، أما بالنسبة للعالم .. فهي عبارة يرى فيها صاحبها احتمال أن تكون صحيحة.. أما السبب في كون كثير من العوام يتلقّفون هذه النظريات بالشكل الموصوف هو أنّ مُوجّهيهم التربويين لم يُرسخوا فيهم أمر التمييز بين ما هو حقيقة علمية ثابتة لا شك فيها، وبين ما هو تحليل شخصي قد يُسمى رأياً علميًا أو فرضية أو نظرية علمية أو حتى أحيانًا حقيقة علمية، فكل هذه التسميات عندهم لا تعني أنها حقائق علمية ثابتة لا شك فيها،
يضيف كيتون ومكفادن في نفس الموضع:

ولكن، لا يوجد نظرية في العلم تم إثباتها نهائيًا وتمامًا، والعالم أي عالِمٍ ينبغي أن يكون جاهزًا في أي لحظة ليغيّر أو حتى ليترك الآراء التي هو أكثر تمسكًا بها إذا ثبت أنها مناقضة للحقائق التي نراها أو برزت بعد وضع النظرية، وعليهم أن يعلموا أن نظرياتهم وحتى قوانينهم العلمية تقوم على ما شاهدوه، وليس ما شاهدوه ونشاهده قائمًا على تلك النظريات والقوانين.
فالمشاهدة والملاحظة عنصر رئيس لقيام نظرية أو قانون علمي وكُتُب العلوم الحديثة غنية بالإشارة الى ذلك. 

ويقول إميل جبر ضومط في كتابه "مرشد المعلمين في أصول تدريس العلوم" (منشورات دائرة التربية في الجامعة الأمريكية في بيروت) الجزء الأول:

وقد لاحظنا في كثير من كتب تدريس العلوم أنها تبدأ دراسة موضوعٍ ما بسرد النظريات المتعلقة به قبل عرض المعلومات الاختبارية، وتَعرض على الطالب نصّ النظرية كأنه وصف لحقيقة واقعة أو لموضوع عياني. ونحن نخطىء هذا التدريس كما في تدريس نظرية الذرة – أي تركيب المادة من جزئيات وذرات – قبل عرض المعلومات الاختبارية التي بُنيت عليها النظرية. وكذلك نظرية دوران الأرض على محورها ودورانها حول الشمس تُلقن لطلاب التعليم الابتدائي من دون المشاهدات التي يجب أن يبدأ بها درس الموضوع. ...... ثم يضيف: "أما النظريات العلمية" فهي افتراضات غير قابلة الاثبات النهائي كافتراض منشأ الكون ومصيره مثلا أو كالافتراض عن تركيب الذرة الداخلي الذي يظل قابلا للتحوير والتغيير وحتى للنبذ النهائي لأنه غير ممكن تحقيق صحته نهائيًا بالاختبار والتجربة ... اهـ
كما يعترف ستيفين هوكنز أستاذ الرياضيات في جامعة كيمبردج الذي يعتبرونه كألمع فيزيائي جاء بعد آينشتاين.

في كتابه المسمي ((الثقوب السوداء والأكوان المولودة ومقالات أخرى )) في ص 36 :

(( إنّ نظريات أنيقة وجميلة رُفضت لأنها لم تتوافق مع الملاحظات العلمية , إلا أنني لا أعرف نظرية واحدة مشهورة تطورت على أساس من التجارب العلمية ))

ثم يتكلم عن الطريقة التي ينبغي اتباعها في تنقيح النظريات , فيقول :

النظرية دائما تأتي أولا بغية الحصول على شكل وصورة رياضية أنيقة ثم تأتي 

التوقعات التي تطرحها النظرية والتي يمكن التأكد منها عبر الملاحظات العلمية , إذا توافقت الملاحظات مع 

التوقعات النظرية فإن هذا لا يثبت النظرية 

لكن النظرية تبقى لمزيد من الفحص على هذا المنوال , أما إذا لم تتوافق الملاحظات مع التوقعات النظرية , فإن النظرية ينبغي أن تترك ))




فمن العجيب أننا نرى النظريات هذه تُدرس في معظم المدارس والمعاهد على أنها حقائق علمية مُسلم بها .

فينشأ الكثير من التلاميذ على عدم الوعي وعدم التمييز بين الحقيقة والخيال فنرى كثيرا منهم يدافعون عن النظرية الفاسدة وكأنه يُدافع عن حقيقة من الحقائق

أحد علماء الفيزياء واسمه ستيفنز هوكنكز والذي يعتبره علماء الغرب أعظم فيزيائي ظهر بعد آينشتاين يقول في كتابٍ له أسماء 



"Brief History of Time" 

في الصفحات العشرة الأوائل ينبغي أن ننتبه إلى تعريف النظرية العلمية

فالنظرية العلمية هي مجرد فكرة موجودة في عقولنا وليس لها أي حقيقة أخرى

كما استنتج في آخر هذا الكتاب أن النظريات ومنها نظريته "Superstrings Theory" وغيرها من النظريات كنظرية الجاذبية .... مثل النظرية التي تقول أن هذه الأرض على سطح سلحفاة والسلحفاة على سطح سلحفاة إلى ما لا نهاية. يعني هذا الرجل المُعتبر عند أعظم الفيزيائيين الموجودين يقول عن النظريات أنها لا حقيقة لها
فثبت أن هذه النظريات لا نأخذ بها كحقائق مسلّمٌ بها ، وخصوصاً إذا تعارضت مع الدين ، ولا نحاول تفسير الآيات على هوانا في حال التعارض ، لنحوّل النص عن معناه الحقيقي، ليتماشى مع النظريات الباطلة.
إثبات أن الأرض ثابتة ، وأن الشمس هي التي تجري


ومن هذه النظريات التي جعلها أعداء الأمة ثابتة في علم الجغرافيا والفلك نظرية ((غاليلو)) في القرن السابع عشر الرومي القائلة بدوران الأرض حول نفسها وثبوت الشمس بالرغم من ظهور نظريات أخرى تنقضها في عصرنا الحاضر وقبله،



لكن الإصرار على اعتماد نظرية غاليلو في كتب أبنائنا دون ذكر خلافها التي نقضتها هو البعد الذي بينته البعثة الإرسالية الى الشرق المسماة جناح الربيع حين قالت ((إن الموضوعات العلمية والعلمانية التي تعلم في المدارس من كتب غربية ينبغي أن تحمل معها الآراء التي تطعن بمبادئ الإسلام))





فنظرية غاليلو وتكريسها في النهج التربوي لم يكن الهدف من ورائها إلا مخالفة ما جاء في القران والحديث وما أجمعت عليه الأمة من ثبوت الأرض وجريان الشمس (كما سيرد لاحقاً) والتشويش على المسلمين


وهذا ما ظهرت نتائجه حيث إن بعض المثقفين الذين لم يتسلحوا بسلاح العلم الشرعي حينما تعلموا مثل هذه النظريات اعتنقوها وراحوا يستخدمونها في تفسير الآيات القرآنية أي على وجه مطابق لتلك الأفكار الواهمة الواهية التي سقطت بنظريات جديدة أخرى.

من هنا كان لزاماً علينا تبيان الحقيقة بدءاً بتعريف الفرق بين النظريات والحقيقة العلمية ومن ثم بدحض نظرية غاليلو وفق ما جاء في القران الكريم والسنة النبوية المطهرة واجماع الآمة
بيان ثبوت الأرض



لعل من أكبر الأمور عجباً أن يستطيع الكفار إقناع الملايين من المضلَّلين على مدار قرن من الزمان ، بأن هذه الشمس التي يرونها بأعينهم والتي تدور حولهم ، بأنها مركز عالمهم ، وأن الأرض التي يقفون عليها ويعيشون فيها ، هي التي تدور بهم وبمدنهم وقراهم حول الشمس.

هل كان جاليليو الملحد، الذي لا يؤمن بوجود الله، أعلم بالكون من سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
كلا ،

ستثبتُ ذلك إن شاء الله،،

كان قبل جاليليو ، رجل يدعى كوبرنيقوس في فترة ( 1473-1543 ر).
هذا ، عمل كتاباً أسماه " حركات الأجرام السماوية " قال فيه : ( واحذروا ، كلامه كفر ) 

في هذا المعبد الكبير ، من ذا الذي يستطيع أن يضع تلك الشعلة المضيئة ( يقصد الشمس ) في مكان آخر سوى المركز.. ثم قال : فهذه الشمس هي نور العالم ، بل هي روحه ، بل هي التي تتحكّم فيه ، وهي جالسة على عرشها القدسي ، ترشد أسرة الكواكب إلى طريقها. اهـ

أنظروا إلى هذا الكلام الكفري ، وهو الدافع والسبب الذي حدا بكوبرنيقوس ليطلع علينا بنظريته هذه : أي أن الشمس هي مركز الكون ، وأن كل النجوم والأرض تدور حولها.

فلقد بان لنا أن كوبرنيقوس يقول بألوهية الشمس، وعرفنا الغرض من جعلها هي المركز ، وكل شيئ يدور حولها.

وقبل كوبرنيقوس ، كان الفيلسوف الإغريقي فيثاغورث، قد طلع بنفس الفكرة من أن الأرض تدور ، وكانت مقولته لم تحظ بأي اهتمام. فجاء كوبرنيقوس ووجد كلام فيثاغورث على الورق ، فقام بمناصرته لأنه يتوافق مع فكرته عن ألوهية الشمس.

وبنى كوبرنيقوس نظريته على التالي:
لا توجد مراكز لجميع الدوائر والكرات السماوية.
مركز الأرض ليس مركز الكون ، بل هو مركز ثقل لها فقط.
إن الشمس هي مركز الكون وجميع الكرات تدور حولها. ( على زعمه )
بعد الأرض عن الشمس يعتبر ضئيلاً بالنسبة لإرتفاع كرة النجوم الثوابت.
للأرض حركة دورانية حول نفسها كل يوم ، وما يشاهد من حركات النجوم نتيجة لحركة الأرض.
للأرض حركة أخرى سنوية حول الشمس.
للأرض حركة ترنّحية ( مثل حركة النحلة التي يلعب بها الأطفال ) فإنها تترنح عند دورانها.
تدور الأرض في دائرة ، ليست الشمس في مركزها. بل مركزها نقطة أخرى ، هذه الأخيرة تدور حول الشمس.

هذا جاليليو ، بنى هذه النظرية على تلك المقولات ، وهي بطبيعة الحال تتعارض مع وسائل الإثبات التي ذكرناها آنفاً،، 

فإذا ما بدأنا بتشريح نظرية جاليليو، القائلة بدوران الأرض، لوجدنا أنها لا تستند على الإدراك بالحواس السليمة ولا هي بخبر متواتر جاءتنا من جراء مشاهدة أو نظر جمع كبير من الناس ولا من طريق النظر و الاستدلال القائم على الدليل الذي يقوم على العلم بمطلوب خبري وليس على الشبهة. فأين إذاً مستند مقولة جاليليو بدوران الأرض وثبوت الشمس من العلم؟

لا مستند ،،، مجرد تخرصات .

ولقد قوبلت نظرية كوبرنيقوس بإنتقادات شديدة من معاصريه منها:

إن الحركة السريعة التي أثبتها للأرض حول نفسها وحركتها حول الشمس كفيلة بأن تقذف جميع الأجسام الموجودة عليها إلى الخارج. فلا يبقى على الأرض شيء.
كما اعترضوا على نظريته بأننا إذا أطلقنا قذيفة عامودية فوق الأرض فإنها بعد مدة ستسقط في مكانها ، ولو كانت الأرض تتحرك وتدور فلن تسقط القذيفة في مكانها.

ويقال : أن كوبرنيقوس لم ينشر نظريته حتى توفي ، بسبب عدم قناعته الكاملة بالنظرية ، ولنقص الأدلة لديه على صدقها. فقام رثيكوس أحد تلامذته بنشر الكتاب بعد ثلاثة عشر عاماً من تأليفه. وذكر في مقدمته أنه يعرض النظرية ليست على أساس ثبت علمي بل كإفتراض قابل للعكس.

أنظروا كلام تلميذ كوبرنيقوس. ونحن في مدارسنا يقومون بتدريس هذه النظرية على أنها ثوابت علمية.
وإذا أنكرت عليهم ، يقولون لك : وين بعدك ؟ الأميركان طلعوا على القمر، وأنت ما زلت تنكر دوران الأرض.

سبحان مثبّت العقول.
ثم جاء جاليليو جاليليه المولود سنة 1564 في مدينة بيزا الشهير ببرجها المائل في إيطاليا.

هذا جاليليو قرأ كتابات كوبرنيقوس واقتنع بها ، وراح يناصرها في محاضراته وكتاباته.
وفي عام 1632 ر أنهى جاليليو كتابه المسمى " الحوار "
وهو في هذا الكتاب تبع كوبرنيقوس في مقولاته ، ولم يأتِ بشيء جديد. بل وعمل على الرد على المعترضين على كوبرنيقوس.
هذا ، فضلاً عن احتواء الكتاب لآراء تنطوي على إلحاد وتكذيب لأمور الغيب من الجنة والنار والعرش والملائكة وغيرها.

سبحان الله ، انظروا عن من نأخذ قصة دوران الأرض. عن ملحد. ونتجاهل الكثير من الأدلة التي بحوزتنا عن ثبوتها.
في سنة 1633 ر حُكِمَ على جاليليو بالحكم الذي جاء في حيثياته :
بما أنه قد صدر منذ فترة وجيزة كتاب ، طُبِعَ في السنة الماضية في فلورنسا ، ويُبَيِّنْ عنوانه أنك مؤلفه ، وبما أنه قد قيل للمجلس (...) أنه كنتيجة لنشر الكتاب المذكور ، قد شاع الرأي الخطأ القائل بحركة الأرض وسكون الشمس يوماً بعد يوم،، فقد تم فحص الكتاب المذكور بكل عناية ، وقد وُجِدَ أن الكتاب يحتوي على إنتهاكٍ سافر للأمر المذكور أعلاه،،،

وبعد أن تحددت لك فترة زمنية متوازية للدفاع عن نفسك ، تقدمت بشهادة مكتوبة كي تعتذر عن خطئك هذا ، ،،،
فإننا نقول نحن المجتمعين كهيئة المحكمة ، ونعلن ونحكم ونقر بأنك يا جاليليو .. قد حملت هذا المجلس على الشك فيك بشدة بتهمة الزندقة.،،،
وأنك بناء عليه قد وقعت تحت جميع العقوبات وأنواع الحظر،،،إلخ.

على إثر هذا الحكم قام جاليليو بالكلام فقال :

أنا جاليليو جاليليه من فلورنسا ، البالغ من العمر سبعين عاماً ، المُساءَل شخصياُ أمام المحكمة ، أنني يتحتّم علي الكف تماماً عن الرأي الخاطئ القائل: ( بأن الشمس هي مركز الكون ، وهي ليست متحركة وأن الأرض ليست المركز ، وهي متحركة.) وليس من المسموح إلي اعتبار هذه التعاليم الخاطئة بأنها حقّة ، أو الدفاع عنها أو تدريسها بأي طريقة ، سواء شفهية أو تحريراً...
أنا المدعو جاليليو جاليليه تبتُ وأقسمتُ ووعدتُ وألزمت نفسي كما هو مذكور أمامي ، وللتصديق فقد قطعتُ هذه الشهادة التي قرأتها كلمة كلمة على نفسي ووقعتها بيدي. روما في دير المينرفا 22 من يونيو 1633. اهـ 

ويقول إميل شتراوس في مقدمته لكتاب جاليليو :
ومع أنه عومل برفق على عكس ما أراد خصومه ، إلا أن العقبات وُضِعت في طريق نشاطه المستقبلي. اهـ

ولعل هذا يوضح أن جاليليو لم يتراجع خوفاً أو تقية ، بل توبة ، رغم أن أتباعه ومن تبعهم من الكفار ، ومن الطبيعيين الجهال في بلادنا لم يتوبوا.

أنظروا ، جاليليو أعلن تبرؤه من هذه النظرية ، ويوجد من لا يزال يدافع عنها ،،،
سبحان مثبت العقول.
إذن ، نحن أثبتنا أن فيثاغورس وكوبرنيقوس وجاليليو كانوا على خطأ وتراجعوا عن هذه النظريات ، وكانوا ملحدين.
وجاء من بعدهم كثير ،،،


هل نأخذ معلوماتنا عن الكون عنهم ؟

لا ،،،

نحن نأخذ علمنا بما ثبت لدينا ، 
عن كتابنا وسنة نبينا وإجماع علمائنا، بالإضافة إلى الأدلة العقلية الكثيرة التي تشير إلى ثبوت الأرض.
بيان تهافت مدّعي العلم في بلادنا على تحوير معاني آيات القرآن للتوافق مع النظريات الغربية:
في بادئ الأمر ، لم تدخل أفكار كوبرنيقوس وجاليليو إلى بلادنا إلا عن طريق المستشرقين ، والإستعمار الأوروبي ، عدا عن تطوع بعض المستغربين من بلادنا الذين فُتنوا بالغرب ولا يزالون، بإيصال هذه النظريات الباطلة، وأصبح كل ما يقوله الغرب عندهم هو الكلام الثقة، ومن يعارض نظريات الغرب، بنظرهم متخلفين عن الركب الحضاري .

ولم تجد هذه النظريات صدى في بلاد الإسلام في أول الأمر ، لرفض المسلمين لها واعتبارها مخالفة صريحة وواضحة لقوله تعالى : " والشمس تجري " فكيف تكون مركز الكون ؟ وكيف تدور الأرض حول نفسها وحول الشمس ، والله تعالى يقول : " أمّن جعل الأرض قراراً ".

كان المستشرقون يعلمون أن القرآن ينص على ثبات الأرض وجريان الشمس ،، وتنفيذاً لمخططاتهم ، أرادوا شغل المسلمين بأي قضية يختلفون فيها ويفترقون، فلم يجدوا أخبث من نظرية كوبرنيقوس وجاليليو ،،

فبدأوا يحيون هذه النظرية بعد أفولها، بين المستغربين من بلادنا.
وهنا بدأ الصراع ...

المستغربون يتهمون المسلمين بالجمود والتحجّر والرجعية والتخلّف.
والمسلمون يتهمون المستغربين بالابتداع والولاء للغرب.

وكان لا بد، حسب تخطيطهم من طريقة للإختراق ،،

ما هي ؟

فكانت الفكرة ( الإكتشاف على زعمهم ) الجديدة التي جاؤوا بها :
إن الشمس تتحرك....

قالوا : ثبت علمياً أن الشمس ليست ثابتة كما كان يقول كوبرنيقوس وجاليليو ، بل إنها تجري.
ولكن ... إنها لا تجري حول الأرض. إنها تجري حول المجرة .. ! 

مجرة درب التبانة.

فكانت المفاجأة كبيرة لبعض الجهال ، واعتبروا أن هذا نصراً كبيراً.

كيف لا ؟ 
ومذكور في القرآن : " والشمس تجري ".

أنظروا سذاجة بعض العقول، وكيف الكفار يستدرجوننا لما يريدون.

أنظروا كيف جعلوهم يضربون أخماساً بأسداس ، ويغيروا الكلام ، من أن الشمس تدور حول الأرض ، إلى أنها تدور حول الكون. واعتبر الجهال المتعالمين أن النص المذكور في القرآن ممكن حمله على هذا المعنى.

سبحان مثبّت العقول.
أرأيتم أول خطوة ، ليجبروا بعض المغفلين على التحوير في معاني الآيات ؟

ولكي يُثبِت بعض المغفلين أن الإسلام ليس ضد العلم ، فقد عكفوا على إثبات صحة كل ما قاله التجريبيون ، بآيات من القرآن الكريم.

فقد كان التجريبيون يطلعون علينا بالنظريات ، وبالتوازي يقوم بعض المغرّرين بالتأييد لهذه النظريات عبر اكتشاف المعاني الغامضة ( على زعمهم ) للآيات القرآنية.

وما أكثر الكتب التي أُلِّفت بإسم الإعجاز العلمي في القرآن،،،

سبحان الله، وهل كان ترجمان القرآن ابن عباس ، غامضاً عليه هذه المعاني، فجاءوا هم واكتشفوها؟

لا حول ولا قوة إلا بالله.


فأصبحت المناهج في المدارس المسماة إسلامية زاخرة بهذه النظريات المسماة علمية ، وأهملوا النصوص القرآنية والعقائد الحقة.
فأصبحوا يعلّمون أولادنا أن التجريبيون أثبتوا أن الأرض خلقت ببلايين السنين ، على زعمهم. 
وأن طريقة تكونها هي اصطدام نجم مع الشمس. 
وأن أصل الإنسان قرد ، 
وأن كل الأجرام يحكمها قانون نيوتن للجاذبية. وأن السماء تتمدد وأن الأرض التي أقرها الله وأرساها تتحرك ، وأن الشمس التي كانت تجري لمستقر لها ، أصبحت تجري حول المجرة. 

والأمثلة كثير ،،
فعندما رأى التجريبيون الآيات التالية في القرآن :
" والأرض مددناها " و " والله جعل لكم الأرض بساطاً " و " وإلى الأرض كيف سطحت " ،، 
فطلعوا على الناس بأنهم اكتشفوا أن الأرض ليست مسطحة ولا مبسوطة ولا ممدودة ، ولكنها كروية.
فقام الجهال في بلادنا بالبحث في الآيات ، وقالوا : يوجد آية :
" يكوّر الليل على النهار ويكوّر النهار على الليل ".

وبعد عدة سنوات أعلن التجريبيون أنهم اكتشفوا أن الأرض ليست كروية وإنما هي بيضاوية.
وهنا عكف الجهال على دراسة الآيات ، وطلعوا علينا بتحوير آية عن معناها كما فسرها المفسرون المعتبرون، وهي:
" والأرض بعد ذلك دحاها " فقد اكتشفوا أنه عند بعض العرب : الدحية ، بمعنى البيضة .
والمفسرون المعتبرون فسروا هذه الآية بغير ما جاء به هؤلاء.

ثم عاد التجريبيون فقالوا أنهم اكتشفوا أن الأرض ليست بيضاوية ، ولكنها مشطوفة القطبين ، أي قطرها الإستوائي يزيد عن قطرها القطبي بعدة كيلومترات.

وهنا ، حيال هذا المأزق الذي وقع فيه الجهال عندنا ، قاموا بدراسة الآيات ، ووجدوا الآية :
" أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ. "

وبنفس المقدمة التي دئماً يستعملونها ، قالوا : إن القرآن قد سبق الكشوف العلمية بألف وأربعمائة عام عندما قرّر بأن الأرض مشطوفة القطبين.

سبحان الله ، أين تفسير المفسرين المعتبرين ؟
وحديثاً زعم التجريبيون أنهم اكتشفوا بأن الأرض كمثرية الشكل. أي كالإجاصة.

أنظر التناقد عندهم. حتى الصور التي تعرضها وكالة الناسا للأرض بزعمهم ، لا تبان الأرض فيها كالإجاصة..
ولا ندري بما سيطلع هؤلاء الجهال بتحوير للآيات لتتوافق ونظريات الغرب.

وأنظروا ، هؤلاء التجريبيون ما زالوا يغيرون نظرية تلو الأخرى ،
هم لا يعرفون شكل الأرض حتى الآن ، بل لا يعرفون كثير من مجاهلها.
فكيف نصدقهم بأن الأرض تدور ؟

سبحان الله
الدليل على ثبوت الأرض:

أولاً نحن نسأل : ما الدليل على دوران الأرض؟

نحن أثبتنا أن أصحاب هذه النظرية الباطلة ، إما تراجعوا عنها أو ما كانوا مقتنعين بها. وهم لم يُظهروا أي دليل بطرق الإثبات التي ذكرناها.

هل يعلم الطبيعيين المعاصرين في بلادنا أنهم خالفوا آيات الله وتبعوا نظريات جاليليو وغيره الذين ما جاؤوا بدليل ؟ 

كان دليلهم الوحيد ، أن المد والجزر سببه حركة الأرض. وهذا أبطله تجريبيي الغرب أنفسهم.

نسأل تجريبيي الغرب وأتباعهم من بلادنا : ما هو دليلكم أن الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس ؟

أعطونا دليل واحد ملموس لنناقشه ونرد عليه. ألم تقولوا بزعمكم : "لقد أثبت العلم". فما هو دليل الإثبات؟

أما علماء الإسلام فلديهم الدليل ، من القرآن الذي ينص على ثبات الأرض ودوران الشمس حولها.
فإن رد علينا أدعياء العلم في بلادنا ، وهم من الذين يحوّرون معاني الآيات ليلحقوا بالركب الحضاري على زعمهم ، بهذا الجزء من الآية :

وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ .. سورة النمل ، الآية 88.

وهم بزعمهم أنها دليل على أن الأرض تتحرك. إذ تحرّك الجبال يعني تحرك الأرض. ( أي بزعمهم )

سبحان الله.

هذا الإجتزاء من الآية وإيرادها دون سياقها، ليس أمانة علمية، وهو يؤدي إلى استنتاجات باطلة.

فهم مثل الذين يقرؤون : "ويل للمصلين" ويتوقفون. 

هذه الآية وردت في وصف مشهد من مشاهد يوم القيامة ، وسياقها يدل على ذلك :
قال الله تعالى :
وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ . -87 - وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ . -88 - مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ . -89-.


قال القرطبي في تفسير هذه الآية:
قوله تعالى: "وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب" قال ابن عباس: أي قائمة وهي تسير سيرا حثيثا. قال القتبي: وذلك أن الجبال تُجمع وتُسير، فهي في رؤية العين كالقائمة وهي تسير؛ وكذلك كل شي عظيم وجمع كثير يقصر عنه النظر، لكثرته وبعد ما بين أطرافه، وهو في حسبان الناظر كالواقف وهو يسير قال النابغة وفي وصف جيش: 
بأرعن مثل الطود تحسب أنهم وقوف لحاج والركاب تهملج
قال القشيري: وهذا يوم القيامة؛ أي هي لكثرتها كأنها جامدة أي واقفة في مرأى العين وإن كانت في أنفسها تسير سير السحاب، والسحاب المتراكم يظن أنها واقفة وهي تسير أي تمر مر السحاب حتى لا يبقى منها شيء، فقال الله تعالى: "وسيرت الجبال فكانت سرابا" [النبأ: 20] ويقال: إن الله تعالى وصف الجبال بصفات مختلفة ترجع كلها إلي تفريغ الأرض منها، وإبراز ما كانت تواريه، فأول الصفات الاندكاك وذلك قبل الزلزلة؛ ثم تصير كالعهن المنفوش؛ وذلك إذا صارت السماء كالمهل، وقد جمع الله بينهما فقال: "يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن" [المعارج: 9]. والحالة الثالثة أن تصير كالهباء وذلك أن تتقطع بعد أن كانت كالعهن. والحالة الرابعة أن تنسف لأنها مع الأحوال المتقدمة قارة في مواضعها والأرض تحتها غير بارزة فتنسف عنها لتبرز، فإذا نسفت فبإرسال الرياح عليها. والحالة الخامسة أن الرياح ترفعها على وجه الأرض فتظهرها شعاعا في الهواء كأنها غبار، فمن نظر إليها من بعد حسبها لتكاثفها أجسادا جامدة، وهي بالحقيقة مارة إلا أن مرورها من وراء الرياح كأنها مندكة متفتتة. والحالة السادسة أن تكون سرابا فمن نظر إلى مواضعها لم يجد فيها شيئا منها كالسراب قال مقاتل: تقع على الأرض فتسوى بها. اهـ كلام القرطبي.

ولقد اتفقت كل التفاسير للعلماء المعتبرين ، وأجمع المحدثون والفقهاء أن هذه الآية تُخبر عن يوم القيامة.

أما بعض أهل عصرنا ، فحوّروها عن معناها ، ليتماشى القرآن على زعمهم مع نظريات الغرب.

فبان بذلك أن الإحتجاج بهذه الآية على جريان الأرض ، في غير محله


نبدأ بسرد أدلة المسلمين على ثبوت الأرض: 

أولاً: 
من القرآن الكريم:
الدليل الأول: الجبال، هي دليل لثبات الأرض:

الله تعالى أخبرنا في القرآن الكريم أنه ثبّت الأرض بالجبال في إثنتي عشرة آية.

قال الله تعالى :
وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ ... الرعد – 3
وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ .. الحجر – 19
وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ ... ق – 7
وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ ... النحل – 15
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ ... لقمان – 10
وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ ... الأنبياء – 31
أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ ... النمل – 61
وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا ... فصلت – 10
وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ ... المرسلات – 27
وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا .. النازعات – 32
أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا - وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا – النبأ – 6- 7
وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ - وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ... الغاشية – 18 – 19

فهذه اثنتي عشرة آية في أن الله ثبّت الأرض بالجبال...

فلو كانت الأرض تتحرك هذه الحركات التي ذكرها كوبرنيقوس ومن لفّ لفه، فما فائدة الجبال؟ وأي شيء تثبِّته الجبال؟
فإن أهل الفلك لم ينسبوا للأرض حركة واحدة، بل ست حركات:

حركة حول نفسها بسرعة 1044 ميل/ الساعة.
حركة دائرية حول الشمس بسرعة 67 ألف ميل/ الساعة.
حركة دائرية مع الشمس حول المجرة بسرعة 497 ألف ميل/ الساعة.
حركة نحو نجم النسر بسرعة 43 ألف ميل / الساعة.
حركة لتمدد الكون (مع الشمس) بسرعة 50 مليون ميل/ الساعة.
حركة ترنحية مع نفسها أشبه بحركة ترنح نحلة لعب الأطفال التي تميل وهي تدور ذات اليمين وذات الشمال.

سبحان الله
كيف نجمع بين هذين القولين: إخباره تعالى بأنه ثبّت الأرض بالجبال بإثنتي عشرة آية، وقول كوبرنيقوس وأتباعه أن لها أكثر من ست حركات؟

لا يمكن الجمع بينها.

فمن نصدق؟ الله؟ أم كوبرنيقوس.

إن كثيرا من أهل الأرض في هذا القرن يصدقون كوبرنيقوس الذي لا يؤمن بالله، ويؤمن بألوهية الشمس.
ولكن نحن نؤمن بما جاء في كتاب الله، ونقول بأن الأرض ثابتة .
وينبغي الإشارة إلى أن الأرض لم تثبّت بالجبال فور خلقها. 
بل بعد خلقها جعلت تميد أي تضطرب، فثبّتها الله بالجبال.

فقد روى الإمام أحمد بن حنبل عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

لما خلق الله الأرض، جعلت تميد (تتحرك وتتمايل) فخُلِقت الجبال، فألقاها عليها فاستقرت...
إلى آخر الحديث.

الدليل الثاني: نفي الحركة والفعل للأرض:

نلاحظ في القرآن الكريم أنه عندما تُذكر الشمس ويذكر معها القمر يكون كلاهما متحركان، وتذكر الأرض مع السماوات وكلاهما ثابتتان.

مثال على ذلك :

قال الله تعالى :

لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ .. يس -40
وقال تعالى :
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ .... الأنبياء – 33

الشمس والقمر كلٌ في فلك يسبحون. أي متحركان...

وقال تعالى :

اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ... الطلاق – 12
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ .. التغابن – 3
وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ .. الشورى – 29
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ... الزمر – 5
وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ... العنكبوت – 61
إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ..... الأعراف 
54

نلاحظ أن الشمس والقمر متحركان، والأرض والسماوات، لم تذكر فيهما حركة.

أما هذه الآية :

ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ
سورة فصلت – 11


فالإمام القرطبي أجاد وكفانا المؤونة، حين قام بتفسيرها كالتالي:

قال القرطبي :

قوله تعالى "فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها"

أي جيئا بما خلقت فيكما من المنافع والمصالح وأخرجاها لخلقي. 

قال ابن عباس: قال الله تعالى للسماء: أطلعي شمسك وقمرك وكواكبك، واجري رياحك وسحابك، وقال للأرض: شقي أنهارك واخرجي شجرك وثمارك طائعتين أو كارهتين.

"قالتا أتينا طائعين"

في الكلام حذف أي أتينا أمرك "طائعين". وقيل: معنى هذا الأمر التسخير؛ أي كونا فكانتا .. وفيه وجهان: أحدهما أنه ظهور الطاعة منهما حيث انقادا وأجابا فقام مقام قولهما،

وقال أكثر أهل العلم: بل خلق الله فيهما الكلام فتكلمتا كما أراد تعالى.

وقرأ ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة "آتيا" بالمد والفتح. 
وكذلك قوله: "آتينا طائعين" على معنى أعطيا الطاعة من أنفسكما "قالتا" أعطينا "طائعين" فحذف المفعولين جميعا. ويجوز وهو أحسن أن يكون "آتينا" فاعلنا فحذف مفعول واحد. ومن قرأ "آتينا" فالمعنى جئنا بما فينا؛ على ما تقدم بيانه في غير ما موضع والحمد لله. اه كلام القرطبي

هذا، رد على من يحتج بهذه الآية على حركة الأرض.
الدليل الثالث: نفي السجود للسماوات والأرض:

أما السجود فقد أثبته الله تعالى لجميع الكائنات في السماوات والأرض ولم يثبته للأرض والسماوات..

قال الله تعالى: 

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء. ... الحج – 18
فكل هذه الكائنات تسجد لله باستثناء السماوات والأرض. وقد كان الله قادراً أن يُسجِدها. ولكنه تعالى منعها ذلك ليثبتهما لمن عليها.

سبحان الله، أيثبّتها الله لنا، ونحرّكها نحن؟
الدليل الرابع: الأرض قراراً :
يقول الله تعالى:

اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاء بِنَاء ... غافر – 64
أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ ... النمل 
61

فالآية الأولى:"جعل لكم الأرض قراراً" إن احتج المعارضون بأن الأرض قرار لنا ولكن ليست للكون.
حيث أن كلمة (لكم) تفيد التخصيص.

فالرد عليه بالآية الثانية:"أمّن جعل الأرض قراراً" أي ليست قارة لنا فقط. وبهذا تنتفي حجتهم.

ويلاحظ أن الآية الثانية جاءت بصيغة السؤال. أي من الذي جعل الأرض ثابتة مستقرة لا تتحرك؟

فهل يكون الجواب أن نقول: إنها ليست ثابتة ولا مستقرة؟

لا 
يقول ابن كثير : 

"جعل الأرض قراراً " أي قارة، ساكنة ثابتة لا تميد ولا تتحرك بأهلها، ولا ترجف بهم فإنها لو كانت كذلك لما طاب عليها عيش ولا حياة. اهـ

ولتثبيت المعنى، من أن القرار هو الثبات، أنظروا قول الله تعالى :

.... 
لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ... الحج – 5

فقد جاء ذلك بعد قوله تعالى عن المضغة: 

مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ... 

فالمخلّقة تثبت وتستقر في الرحم، وغيرها تنزل منه ولا تستقر فيه.

وقال تعالى :
وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ... الأعراف – 143

هكذا، القرار لا يعني في القرآن إلا الثبات.
الدليل الخامس : الأرض موضوعة :

قال الله تعالى :

وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ... الرحمن – 10

في تفسير 
ابن كثير :

وقوله تعالى ( والأرض وضعها للأنام ) أي كما رفع السماء وضع الأرض ومهدها وأرساها بالجبال الراسيات الشامخات لتستقر لما على وجهها من الأنام وهم الخلائق المختلفة أنواعهم وأشكالهم وألوانهم وألسنتهم في سائر أقطارها وأرجاءها قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن زيد الأنام الخلق ... اهـ

إذن ، الأرض موضوعة : أي مستقرة وثابتة في المكان التي هي فيه، ليستقر عليها الخلق.

مثال ذلك قول الله تعالى :

حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ... محمد – 4

أي حتى تسكن الحرب ويستقر وضعها لكلا المتحاربين.

فإذا تحركت الحرب واستعرت من جديد ، فلا تعتبر أنها كانت واضعة أوزارها، بل مجرد استراحة للمتحاربين.
ومثلها ، 
إذا تحركت الأرض ودارت فلا تعتبر موضوعة.
الدليل السادس : الأرض قائمة :

قال الله تعالى :

وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ... الروم – 25

قال 
القرطبي في تفسير هذه الآية :

"ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره" "أن" في محل رفع كما تقدم؛ أي قيامها واستمساكها بقدرته بلا عمد. وقيل: بتدبيره وحكمته؛ أي يمسكها بغير عمد لمنافع الخلق. وقيل: "بأمره" بإذنه؛ والمعنى واحد. اهـ

وقال 
ابن كثير في تفسير الآية:

أن هذا كقوله تعالى : ( إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ) وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا اجتهد في اليمين قال والذي تقوم السماء والأرض بأمره أي هي قائمة ثابتة بأمره لها وتسخيره إياها .. اهـ

أي أن الأرض كالسماء واقفة في مكانها ، وكلمة القيام ، تعني في القرآن وقوفاً دون حركة.

مثال على ذلك من القرآن :

قال الله تعالى :

يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ .... المطففين – 6
يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ... النبأ – 38


وغير هذه الآيات كثير ، جاءت فيها كلمة ( القيام ) بمعنى الوقوف ثباتاً دون أي حركة.

فالأرض لو لم تكن قائمة ثابتة في مكانها بأمر الله لذهبت وتحركت وزالت.
قيل:

الدليل السابع : الأرض ممسوكة :

قال الله تعالى :

إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا .... فاطر – 41

قال 
ابن كثير في تفسير هذه الآية : 

أي أن تضطربا عن أماكنهما. اهـ

وقال 
الطبري:

القول في تأويل قوله تعالى: {إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا}
يقول تعالى ذكره: {إن الله يمسك السموات والأرض} لئلا تزولا من أماكنهما {ولئن زالتا} يقول: ولو زالتا {إن أمسكهما من أحد من بعده} يقول: ما أمسكهما أحد سواه....
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
22211- حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا} من مكانهما
. اهـ


الله تعالى يقول :

وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ... الحج – 65

أي أن الله يمسك السماء أن تقع على الأرض لأن كلتاهما ثابتتان.

ثم هذا الإمساك الذي خص الله به السماوات والأرض عن غيرهما من الأجرام فيه دلالة على ثباتها ، 

وهذه الحركات التي يعطيها كوبرنيقوس للأرض وهي أكثر من ست حركات ، لا يمكن في ظلها أن تكون ممسوكة.

فهذا إثبات واضح ، أن الأرض ثابتة ..
الدليل الثامن : المسخرات بين السماء والأرض :

أخبرنا الله تعالى بأن كل شيء في السماوات والأرض مسخر للإنسان ،

قال تعالى :
وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ .... الجاثية – 13

والآيات كثيرة فيما سخّر الله للإنسان ، كالليل والنهار والشمس والقمر والنجوم والطير والفُلْك والأنهار والبحر والسحاب والريح والبُدُنْ والأنعام.

وكما منع الله تعالى السماوات والأرض من السجود ، لئلا تتحرك بمن عليها ، فإنه تعالى أيضاً لم ينسب للسماوات أو الأرض تسخيراً، بل ذكر تسخير من فيهما، وما فيهما جميعاً.

ومعنى التسخير : أي الحركة والتذليل والجري الدائب للمسخّر له.

لذلك ، أي شيء في الكون مسخّر تجده متحرك ، ( ريح ، سحاب ، شمس ، قمر ، نجوم ، كواكب ، بحر ، أنهار ، فُلْك ، ليل ، نهار ، أنعام ، طير .... ) .

أما الأشياء الثابتة فلم يُنسب لها تسخير، كالجبال والشجر.

وبما أن الله لم يذكر أن الأرض مسخرة ، فعلمنا أنها لا تتحرك ، أي ثابتة.


هذا ما تيسّر لنا جمعه من أدلة القرآن.
قيل:

الأدلة من السنة النبوية :

أولاً : حيث أننا في صدد إثبات أن الأرض لا تدور أو تتحرك ،
فسأترك الأحاديث الكثيرة التي تتحدث عن حركات الشمس للتكلّم عنها لاحقاً، حيث أننا سنضعها في موضعها ، عندما نثبت أن الشمس هي التي تجري.

ثانياً : ينبغي الإشارة إلى أنه لم ينقل صحابي أو تابعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً صحيحاً أو ضعيفاً أو حتى موضوعاً يقول فيه بأن الأرض تتحرك حركة واحدة من هذه الحركات.

أما الحديث الوحيد الذي ورد ، فهو ما ذكرناه آنفاً ، ورواه أحمد من أن الأرض مادت بعد خلقها ، فثبّتها الله بالجبال.

وكذلك الأمر ، لم يرد حديث يقول بأن الأرض ثابتة ( بشكل صريح ) لأن ثباتها لم يكن بحاجة إلى بيان. وهذا بسبب اتفاق الملل جميعها في ذلك الزمان، بأن الأرض ثابتة.

أما الأدلة التي فهمناها من بعض الأحاديث ، والتي لا لبس فيها، فهي كالتالي: 

الدليل الأول :من أدلة ثبات الأرض، البيت المعمور:

روى 
الطبراني عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : 

البيت المعمور في السماء ، يقال له الضراح ، وهو على مثل البيت الحرام ، بحياله ، لو سقط لسقط عليه ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يرونه قط. فإن له في السماء حرمة على قدر حرمة مكة. " يعني في الأرض.

وهكذا قال الكوفي عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة والربيع بن أنس والسدى وغير واحد.

وقال قتادة : 
ذُكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً لأصحابه : أتدرون ما البيت المعمور ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : مسجد في السماء بحيال الكعبة لو خرَّ لخرَّ عليها.

سبحان الله ،

إن هذين الحديثين يدلان على أن الأرض ثابتة، راسخة لا تتحرك . ولو كانت تتحرك ولو مسافة بسيطة ، فإن البيت المعمور لو سقط لن يسقط على الكعبة.

فلو كانت الأرض تدور حول نفسها ، لما كانت الكعبة، وهي في الأرض، تحت البيت المعمور وهو في السماء ،، 
فكون البيت المعمور فوق الكعبة تماماً ، لدرجة أنه لو سقط ، لسقط عليها ، فإن هذا يعني أن الكعبة على الأرض لا تتحرك أبداً.

فما بالكم والتجريبيين يقولون أن الأرض تدور حول نفسها ، وحول الشمس ، وحول المجرة ، إلى آخر هذه الحركات المزعومة.

كيف سيكون البيت المعمور فوق الكعبة تماماً ؟

هل ستدور السماء مع الأرض ، أثناء دوران هذه الأخيرة حول نفسها، كما يزعمون ، وحول الشمس؟
أم أنهم يكذّبون هذه الأحاديث ويصدقون كوبرنيقوس الملحد ؟

فهذا ، البيت المعمور ، فيه دليل على أن الأرض ثابتة.
الدليل الثاني : المعراج، دليل على ثبات الأرض.

أجمع المسلمون على أن رسول الله عُرِج به إلى السماء ، وقضى جزءاً كبيراً من الليل ، حتى نزل قبل الفجر.
ولقد أراه الله من آيات وعجائب الكون ، الشيء الكثير.

وأحاديث المعراج ثابتة وصحيحة ، ولسنا بحاجة لإيرادها هنا ، فمن شاء فلينظر فيها.

سبحان الله ،،

بحسب زعم الجهال من أن الأرض تتحرك ، كيف غاب عن الرسول أن يذكر هذه الآية ؟

فحسب كلامهم ، إن مدة بقائه في السماء تجعل النقطة التي انطلق منها في معراجه يتغيّر مكانها ، لأن الأرض تدور بزعمهم.

والباب الذي دخل منه إلى السماء الأولى ثابتٌ ، فعندما يخرج منه عائداً إلى الأرض ، سوف لن يجد الأرض في مكانها الأول لو كانت تتحرك.

وهذا الكلام من باب أخذ الجهال على قدر عقولهم ، لإثبات أن الأرض لا تتحرك.

أنظروا ما سيحصل لو نزل بعد تسع ساعات حيث سيكون فوق منطقة المكسيك مثلاً ، بحسب زعمهم بدوران الأرض ، وحساب فروق التوقيت وخطوط العرض والطول ، والتي يعرف بها الجغرافيين ،، وسيكون الوقت هنالك بعد الضحى. ونحن نعلم أن المعراج بدأ ليلاً وانتهى ليلاً قبل الفجر.

كيف سيحل التجريبيين هذه المشكلة ؟

أصلاً ، هم يصادفونها في حساب وقت رجوع المركبات الفضائية ، حيث أفادنا أحد الإخوة بالتالي :

العجيب اننا لو سألنا اي فيزيائي عن حقيقة علاقة القواعد و دوران الأرض، لقال لنا أنهم يأخذون دوران الأرض مساوي لصفر في كل المعادلات، و يقولون لو كان غير هذا لما صحت و لا أي قاعدة ... 

ولا يخفى علينا أن الله الذي أصعد الرسول إلى سدرة المنتهى فوق السماء السابعة ، قادر أن يُنزله في أي مكان شاء ، ولكن هنا يوجد حالتين :

إما أن يُنزِله الملَك في غير المكان الذي صعد منه ، فيضطر إلى الطيران من هذا المكان إلى مكة أفقياً .

أو أن يتجه به الملَك رأساً من السماء إلى مكة المكرمة رغم دوران الأرض ( بزعمهم ) بحيث ينزل عليها ، في أي مكان ذهبت إليه .

وفي كل الأحوال كان الرسول سيخبرنا بهذه الآية ،، أليس هو الوحيد من البشر الذي سيكون رأى هذه الآية في وقته؟ طبعاً ممن عادوا ، فنحن نعلم أن سيدنا عيسى رُفِع إلى السماء ، وإدريس أيضاً.

أليس أخبرنا بآيات أقوى من تلك ؟ وهو لم يترك شيء مما رآه ، إلا وأخبر به.

سبحان الله ،،،

ولقد سئل الملحد غاغارين عن أغرب ما رآه في صعوده إلى الفضاء ، فأجاب : التعاقب السريع لليل والنهار .
وغاغارين أول من صعد من البشر غير الأنبياء ، على حسب علمنا .. هو لم يقل : الدوران السريع للأرض. مؤكد أنه كان لاحظ ذلك، نظراً للفترة التي قضاها في الفضاء.
فهذا ، المعراج فيه دليل على أن الأرض ثابتة .
الدليل الثالث : أبواب السماء ، دليل على ثبات الأرض:

في الحديث الذي رواه 
الترمذي ، وقال حديث صحيح ، ورواه غيره عن زر بن حبيش عن صفوان بن عسال أن إعرابياً سأل رسول الله : المرء يحب القوم ولما يلحق بهم. قال النبي الله صلى الله عليه وسلم : المرء مع من أحب يوم القيامة. فما زال يحدثنا ، حتى ذكر باباً من المغرب مسيرة عرضه ، أو يسير الراكب في عرضه ، أربعين أو سبعين عاماً. قال سفيان ( أحد الرواة )قِبَلَ الشامِ ، خلقه الله تعالى يوم خلق السماوات والأرض مفتوحاً للتوبة ، لا يُغلَق حتى تطلع الشمس منه. اهـ

سبحان الله ،الكلام واضح ،،،

الباب قِبَل الشام ، أي فوق الشام تماماً.


ولا يمكن أن يكون الباب فوق الشام ، إلا إذا كانت الأرض ثابتة تماماً، لا تلف ولا تدور.

أم ، هل سيقولون لنا بأن هذا الباب في السماء المفتوح للتوبة ، يلف ويدور أينما ذهبت الأرض بزعمهم ، ليبقى فوق الشام ؟

فثبت أن أبواب السماء دليل على ثبات الأرض.
الدليل الرابع : المسافة بين السماء والأرض دليل على أن الأرض ثابتة:

قال الله تعالى :

يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ .. السجدة – 5

أي النزول للملائكة مقداره خمسمائة سنة والصعود مقداره خمسمائة سنة مما نعد.

قال الحسن البصري الماوردي في تفسير " النكت والعيون " :
إن الملَك ينزل ويصعد في يوم مقداره ألف سنة ، فيكون مقدار نزوله خمسمائة عام ومقدار صعوده خمسمائة عام ، وقوله : مما تعدون ، أي تحسبون من أيام الدنيا.

وقال مجاهد والضحاك : 
النزول من الملَك في مسيرة خمسمائة عام وصعوده في خمسمائة عام ، ولكنه يقطعها في طرفة عين.

وروى 
الترمذي عن أبو هريرة قال : بينما النبي جالس وأصحابه إذ أتِيَ عليهم سحاب، فقال صلى الله عليه وسلم : هل تدرون ما هذا ؟ ( يعني السماء ) قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : هذا العنان ( السحاب ) ، هذه روايا الأرض تسوقه إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه. ثم قال : هل تدرون كم بينكم وبينها؟ ( يعني السماء ) قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : بينكم وبينها مسيرة خمسمائة عام. ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: فإن فوق ذلك سماء بُعد ما بينهما مسيرة خمسمائة سنة، حتى عدّ سبع سماوات بين كل سمائين كما بين السماء والأرض، ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ قالوا:
الله ورسوله أعلم. قال : فإن فوق ذلك العرش. 



وروى 
الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أن رضاضة مثل هذه ، وأشار إلى جمجمة ، أُرسِلَت من السماء إلى الأرض ، وهي مسيرة خمسمائة عام ، لبلغت الأرض قبل الليل. اهـ

والأحاديث التي تحدد المسافة بين السماء الدنيا والأرض كثيرة ، والمسافة مذكورة في بعض الآيات.

فلو كانت الأرض متحركة في هذه الحركات حول الشمس وحول المجرة ومع تمدد المجرة ، حسب زعمهم ، لما كانت المسافة ثابتة ، ولما كانت هذه الرضاضة بلغت الأرض في الوقت المحدد .

المسافة محددة ، كما في مصادرنا ، 
والمسافة التي يذكرها التجريبيون لأقرب نجم إلينا وهي الشمس بزعمهم هي 150 مليون كيلومتر ، وهذا كذب ، إذ المسافة بين السماء الدنيا والأرض بتقدير مدة مسيرة الخمسمائة عام أقل من ذلك بكثير. ويستطيع من شاء أن يحسب المدة التي يقطعها المسافر المعتدل في اليوم ، ومن ثم حساب عدد خمسمائة عام.

وهم أيضاً يقولون أن الفضاء لا نهائي، ومن اعتقد ذلك ، وقع في الردة..

فهل نصدقهم أم نصدق ما جاء به الرسول ؟ 

أكيد ، نصدق الرسول .


فثبت بدليل الأحاديث أن الأرض ثابتة.
الأدلة من إجماع العلماء وأقوالهم على أن الأرض ثابتة :

نقل إجماع المسلمين على وقوف الأرض 
الأستاذ أبو منصور التميمي البغدادي في كتابه " الفرق بين الفرق " في صحيفة 33. فقال ما نصه إخباراً عن علماء المسلمين من أهل السنة والجماعة : 

أجمعوا على وقوف الأرض وسكونها وأن حركتها إنما تكون بعارض يعرض لها من زلزلة ونحوها .

وقال– ص 195

الفصل الثالث : وأجمعوا على وقوف الأرض وسكونها ، وأن حركتها إنما تكون بعارض لها من زلزال ونحوها ، خلاف قول من زعم من الدهرية أن الأرض تهوي أبدا !! ولو كانت كذلك لوجب ألا يلحق الحجر الذي نلقيه من أيدينا الأرض أبدا لأن الخفيف لا يلحق ما هو أثقل منه في انحداره. اهـ .



وقال في أصول الدين ما نصه:
أجمعت الأمة حتى اليهود والنصارى على ثبوت الأرض.

وقال البغدادي في كتابه "أصول الإيمان"، الطبعة الأولى، ص53 :

فقال المسلمون و أهل الكتاب بوقوف الأرض و سكونها و أن حركتها إنما تكون في العادة بزلزلة تصيبها. انتهى كلامه .

وذكر في كتاب أصول الدين في صحيفة 6 ( المسئلة الثانية عشرة من الأصل الثاني في بيان وقوف الارض ونهايتها ) : قال:
اختلفوا في هذه المسئلة – أي المسلمون مع غيرهم – فقال : المسلمون وأهل الكتاب بوقوف الأرض وسكونها وأن حركتها إنما تكون في العادة بزلزلة تصيبها وبه جماعة من الفلاسفة منهم أفلاطون و أرسطاطاليس وبطليموس وأقليدس ... 

إلى أن قال في صحيفة 63 :

فلما لم يكن كذلك بطلت هذه العلة وسائر العلل التي حبكناها عن مخالفينا وصح بما قلنا أن الأرض واقفة بقدرة الله تعالى وأنها متناهية في كل جهة كما بيناه وإذا بطل قول مخالفينا في هذه المسئلة صح قولنا فيه .

وقال الامام أبو منصور البغدادي في معرض رده على القائلين بدوران الأرض في كتابه أصول الدين : 

ولو كانت الأرض في حركة دورية لأحسسنا بذلك كما نحس بحركتها عند الزلزلة ، ثم إننا لو جعلنا قطعة من الأرض على طبق لم تدر عليه ولو رمينا بها في الهواء لنزلت على الاستواء ولم تدر على نفسها. فإذا كانت كل قطعة منها لا تدور فكيف دارت جملتها ؟ اهـ
وهذا قول الامام أبو منصور البغدادي يدل على ثبوت الارض . ذكره في كتاب اصول الدين ص 62 .



قال 
أحمد ابن جعفر ابن المناوي، من أصحاب أحمد :

وكذلك أجمعوا على أن الأرض بجميع جوانبها من البر والبحر مثل الكرة ، ويدل على ذلك أن الشمس والقمر والكواكب لا يوجد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الأرض في وقت واحد. بل على المشرق قبل المغرب. والكرة الأرضية مثبتة ... اهـ

قال 
الإمام العالم فخر الدين الرازي في تفسير قوله تعالى (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم ) :

الجبال راسية ثابتة (أن تميد) أي كراهية أن تميد وقيل المعنى أن لا تميد ،واعلم إن الأرض ثباتها بسبب ثقلها وإلا كانت تزول عن موضعها بسبب المياه والرياح ولو خلقها مثل الرمل لما كانت تثبت للزراعة كما نرى الأرض الرملية ينتقل الرمل الذي فيها من موضع إلى موضع.
قال الله تعالى (وبث فيها من كل دابة). أي سكون الأرض فيها مصلحة حركة الدواب ، ولو كانت الأرض متزلزلة وبعض الأراضي يناسب بعض الحيوانات لكانت الدابة التي لا تعيش في موضع تقع في ذلك الموضع فيكون فيه هلاك الدواب أما إذا كانت الأرض ساكنة والحيوانات متحركة تتحرك في المواضع التي تناسبها وترعى فيها وتعيش فيها 
.
التفسير الكبير : الجزء 25/ 143.
ذكر الإمام حجة الإسلام أبو حامد الغزالي في كتاب " الحكمة في مخلوقات الله " ص 92 

حين تكلم عن الأرض قال: وجعل الله فيها الاستقرار والثبات كما نبه على ذلك سبحانه وتعالى بقوله : {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا} {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا} {مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ} سورة النازعات . وبقوله تعالى : {وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا} (7) سورة النبأ .
فأمكن الخلائق بهذا السفر فيها مآربهم ، والجلوس لراحتهم و النوم لهدوئهم و الانتقال لأعمالهم ، فإنها إن كانت رجراجة متحركة لم يستطيعوا أن يتقنوا شيئاً من النبات و جميع الصناعات وكانوا لا يتهنون بالعيش و الأرض ترتج بهم من تحتهم ، واعتبر ذلك بما يصيب الناس من الزلازل للخلق ، وتخويفاً لهم لعلهم يتقون و ينزعون عن الظلم و العصيان ، فهذا أيضاً من الحكمة البالغة .

قال 
القرطبي في شرح :إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ :

قَالَ عَطَاء : لَمَّا نَزَلَتْ " وَإِلَهكُمْ إِلَه وَاحِد " قَالَتْ كُفَّار قُرَيْش : كَيْف يَسَع النَّاس إِلَه وَاحِد , فَنَزَلَتْ " إِنَّ فِي خَلْق السَّمَاوَات وَالْأَرْض " . وَرَوَاهُ سُفْيَان عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الضُّحَى قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ " وَإِلَهكُمْ إِلَه وَاحِد " قَالُوا هَلْ مِنْ دَلِيل عَلَى ذَلِكَ ؟ فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى " إِنَّ فِي خَلْق السَّمَاوَات وَالْأَرْض " فَكَأَنَّهُمْ طَلَبُوا آيَة فَبَيَّنَ لَهُمْ دَلِيل التَّوْحِيد , وَأَنَّ هَذَا الْعَالَم وَالْبِنَاء الْعَجِيب لَا بُدّ لَهُ مِنْ َصَانِع . فَآيَة السَّمَاوَات : اِرْتِفَاعهَا بِغَيْرِ عَمَد مِنْ تَحْتهَا وَلَا عَلَائِق مِنْ فَوْقهَا , وَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى الْقُدْرَة وَخَرْق الْعَادَة . وَلَوْ جَاءَ نَبِيّ فَتُحُدِّيَ بِوُقُوفِ جَبَل فِي الْهَوَاء دُون عِلَاقَة كَانَ مُعْجِزًا . ثُمَّ مَا فِيهَا مِنْ الشَّمْس وَالْقَمَر وَالنُّجُوم السَّائِرَة وَالْكَوَاكِب الزَّاهِرَة شَارِقَة وَغَارِبَة نَيِّرَة وَمَمْحُوَّة آيَة ثَانِيَة . وَآيَة الْأَرْض : بِحَارهَا وَأَنْهَارهَا وَمَعَادِنهَا وَشَجَرهَا وَسَهْلهَا وَوَعْرهَا . 
وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ: قِيلَ : اِخْتِلَافهمَا بِإِقْبَالِ أَحَدهمَا وَإِدْبَار الْآخَر . وَقِيلَ : اِخْتِلَافهمَا فِي الْأَوْصَاف مِنْ النُّور وَالظُّلْمَة وَالطُّول وَالْقِصَر . اهـ

وهذا دليل على حركة الشمس وثبوت الأرض من كلام القرطبي.


ورغم أنهم ليسوا من العلماء ، فانظروا ماذا يقول الوهابية في هذا الموضوع :

الوهابية يوافقون أهل السنة والجماعة بثبوت الأرض:
هذا نقل بتصرّف، من كتاب (هداية الحيران في مسألة الدوران ) لمؤلفه 
عبد الكريم بن صالح الحميد، مطبعة السفير – الرياض. الصفحة 10:

فإن مما عمت به البلوى في هذا الزمان: دخول العلوم العصرية على أهل الإسلام، من أعدائهم الدهرية المعطلة، ومزاحمتها لعلوم الدين، وهذه العلم قسمين : 
القسم الأول: هو علوم مفضولة، زاحمت الشريعة وأضعفتها. ...
القسم الثاني: علوم مفسدة للاعتقاد مثل: القول بدوران الأرض، وغيره من علوم الملاحدة.

ثمَّ أفصح بأن القول بدوران الأرض يفضي إلى بطلان العقيدة الإسلامية، فجعل عنوان المقال (القول بدوران الأرض يفضي إلى التعطيل) صفحة 13.
وقال مضللاً الزنداني في صفحة 26: 

ولما كان الزنداني ممن غرتهم علوم الملاحدة، وأرادوا أن يوفقوا بينها وبين علوم الشريعة المطهرة، ولم يوفقوا.

ثم يقول ص 32: 
واعتقاد دوران الأرض أعظم من اعتقاد تسلسل الإنسان من القرود بكثير.

ثمَّ كان العنوان ص 33 كالتالي: (كل دليل من الكتاب والسنة على دوران الأرض فهو تأويل باطل).

وقال في ص 36 تحت عنوان (ماذا يعني القول بدوران الأرض):

هذا الاعتقاد ليس مقصوداً لذاته، وإنما هو مقصود لغيره، إذ هو حلقة من سلسلة تبدأ من التعطيل وتنتهي إليه، ومُعتقِده يلتزم من أجله لوازم في غاية الخطورة، حيث يلتزم أن ما فوق الأرض من كل جانب فضاء لا نهاية له. 

وقد ألفَّ الكاتب كتاباً آخر سماه (إنارة الدرب لما في تفسير قطب من آثار الغرب).

ملاحظة: عبد العزيز بن باز يرى أيضاً هذا الرأي، مع زيادة بسيطة وهي أن من أصرّ على القول بدوران الأرض حول الشمس فهو مرتد يستباح دمه، وماله فيء لبيت مال المسلمين !
أما العثيمين فإنه ينصح مدرسي مادة الجغرافيا بعدم تدريس دوران الأرض للطلبة . 

سبحان الله ،،،حتى الوهابية يقولون بثبات الأرض.

فبان إجماع العلماء على أن الأرض ثابتة.
الأدلة العقلية على أن الأرض ثابتة


الدليل الأول : الأقمار الصناعية :

كان ينبغي للناس الذين يجهلون حقيقة الأرض التي يعيشون عليها، أن يُشكّكوا في صدقية النظريات التي تقول بدوران الأرض حول نفسها وحول الشمس ، وذلك لو تفكّروا في وضع الأقمار الصناعية المبثوثة في الفضاء المسمى خارجي ، ،،

فهذه الأقمار الصناعية ، من المعلوم أنها توضع على إرتفاع بعيد من الأرض ب 36 ألف كلم. أي أنها تخرج من نطاق ما يسمى بالغلاف الجوي الذي لا يتعدى 3000 كلم فوق سطح البحر ،، أو على زعمهم تخرج عن نطاق ما يسمى بالجاذبية . ( وهذه المسماة الجاذبية ، لنا عودة لها في نقض قانونها لاحقاً ).

وهم يقولون أن هذه الأقمار الصناعية توضع في " مدار ثابت " ...

سبحان الله ،،، عبارة متناقضة الشطرين.

كيف مدار، وكيف ثابت ؟ فهذا الجمع بين متناقضين.

والحقيقة أن هذه الأقمار الصناعية تُدفع من الأرض لتوضع في الفضاء، الذي هو فوق الغلاف الجوي ، أي في مكان بين السماء والأرض، أي : غير مرتبطة بضغط غلاف الأرض. فهذه الأقمار لا تتحرك من مكانها ، ولا يتحرك بها المكان.
ومحطات الإرسال والاستقبال والأطباق الهوائية كذلك ثابتة لا تتحرك.

فبين الأقمار الصناعية في الفضاء ، ومحطات الاستقبال والهوائيات الأرضية خط مستقيم ثابت تماماً.

ولو حدثت زحزحة بسيطة بينهما ، فلن تتمكّن المحطات الأرضية والأطباق الهوائية من التقاط ما تبثه الأقمار الصناعية.

أيضاً ، الأقمار الصناعية لو كانت متحركة لكنا اضطررنا إلى وضع محركات في قواعد لواقط القنوات الفضائية لتبقيها تدور باستمرار ونحن نشاهد مباراة كرة قدم أو نشرة أخبار.

سبحان الله ،،،

مثل هذا الأمر لن يتم ، إذا كانت الأرض تدور حول نفسها أو حول الشمس. 

لأنه في هذه الحالة ينبغي للأقمار الصناعية أن تدور - على إرتفاعها – مع الأرض وبنفس حركتها ، حول نفسها ، وحول الشمس ،، ونحن ذكرنا أن هذه الأقمار خارج نطاق ما يسمونه زوراً بالجاذبية ، خارج الغلاف الجوي.

وهل يصدق عاقل ، أن التجريبيون وصولوا لهذه الدرجة من الدقة في تصميم مسار للقمر الصناعي ، ليلف مع الأرض حول نفسها وحول الشمس وحول المجرة ؟

هم ، إن سألت الواحد منهم أن يعد شعر رأسه بدقة ، لا يستطيع أن يفعل.

كذلك لا بد لهذه الأقمار الصناعية أن تترنّح ترنّح النحلة ، على حسب زعمهم من الأرض لها هذه الحركة، وإلا ، 
فإن الأرض ستتركها في مكانها وتتحرك هي حركاتها التي يزعمونها ، حيث أن هذه الأقمار لا ترتبط بالأرض بتاتاً.



فكيف نقول بعد هذا أن الأرض تدور ؟؟

قيل:

الدليل الثاني : مأخوذ من بعض الدفوعات الفلسفية:

نحن بحسب العادة لا نأخذ بكلام الفلاسفة ..

ولكن انظروا ماذا يقولون في هذه المسألة 
:

قال بطليموس وأرسطو يردان على من يقول بدوران الأرض حول نفسها وحول الشمس :

إذا كانت الأرض تتحرك حول نفسها أو حول نقطة أخرى ، بحيث لا تكون هي مركز الكون ، فإن حركتها ستكون غير طبيعية ، بل حركة عنيفة بالضرورة.
الأجسام الثقيلة التي تسقط على الأرض من أي ارتفاع ، فإنها تصل عمودية على الأرض. وبالتالي ، فإن الأجسام المقذوفة من الأرض إلى أعلى عمودياً تعود خلال نفس الطريق رأسياً إلى أسفل.
فإننا ، إن قذفنا مقذوفاً إلى أعلى، فإنه طبقاً لدوران الأرض لن ينزل من حيث انطلق. بل سيقع في مكان بعيد غرباً عن مكان انطلاقه، لأنهم يقولون أن الأرض تدور من الغرب إلى الشرق.
إننا لو أطلقنا مقذوفتين في وقت واحد أحداهما جنوباً والأخرى شمالاً ، فإنهما لن تصيبا الهدف . لأن كلا المقذوفتين ستقع جهة الغرب لدوران الأرض. وهذا ، ما لا يحدث.
كذلك لو أطلقنا مقذوفتين في وقت واحد إحداهما جهة الشرق والأخرى جهة الغرب ، فإنهما لن تصيبا الهدف أيضاً ، لأن المقذوفة المنطلقة شرقاً ، ستكون مسافتها أقل وأخفض ، والأخرى ستكون أبعد وأعلى. وهذا ما لا يحدث.
ما أكده الفلكيون من أن جميع الظواهر التي ندركها من حركة النجوم تتفق تماماً مع ثبات الأرض.


سبحان الله ،،،

لم يُفلِح كوبرنيقوس في إقناع معاصريه في رد هذه الدفوع. ومثله جاليليو. وقد جاء نيوتون بعد جاليليو وخطّأ ما قالا.

ورغم ذلك فقد اقتنع كثير من الناس بأن الأرض تدور بهذه الحركات. وما هذا إلا لكثرة جهلهم.
الدليل الثالث : النجم القطبي دليل على ثبات الأرض.
كما نقلت أختنا محبة الأولياء بارك الله بها،، وأنا أزيد تفصيلاً :

ويدل على ثبوت الأرض، شيء مشاهد مجمع عليه من المسلمين ومن أهل الكتاب، وهو النجم القطبي الذي يدل على جهة الشمال، اجمع عليه المسلمون، أي على ثبوته في جهة الشمال، وأهل الكتاب.

وهذا النجم ثابت لا يتحرك إلا إلى أعلى وأسفل ويبقى في جهة الشمال.

الله تعالى خلقه في هذه الجهة ليُستدل به إلى الاتجاهات، وكذلك بنات نعش لها حركة وتدور حول النجم القطبي . وهي تتحرك بخلق الله تعالى لكي يعرف مكان النجم القطبي. 

فلو وقفت في وقت مبكر من الليل في مكان مظلم ونظرت إلى السماء ، ورأيت هذا النجم، ثم لو وقفت في نفس المكان والى نفس الاتجاه آخر الليل، فسترى أن هذا النجم لم يتزحزح عن جهته، حتى لم ينحرف أدنى انحراف من المكان الذي شاهدته فيه أول الليل.

فلو كانت الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس والحركات الأخرى ، لاختلف مكان النجم القطبي بالنسبة للأرض من حيث الجهة.

أما بقية النجوم ، فمتحركة ويتغيّر مكانها في الليل ، بدليل قوله تعالى :

وكل في فلك يسبحون .

قال القرطبي في تفسير هذه الآية " وَكُلّ " يَعْنِي مِنْ الشَّمْس وَالْقَمَر وَالنُّجُوم " فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ " أَيْ يَجْرُونَ . وَقِيلَ : يَدُورُونَ ". اهـ
يل :


الدليل الرابع : كون بعض البلاد شرقية وبعضها غربية.

القول بأن الشمسَ واقفة والأرضَ تدور حولها يؤدي إلى أن كل نقطة من الأرض مشرق ومغرب،

ومن المعلوم أن الأرض شرقية وغربية أي هناك بلاد شرقية وبلاد غربية. وهذا مما لا يخفى عند كل الناس، فلو كانت الأرض كما يزعمون تدور حول نفسها لكانت الدول الغربية تارة شرقية وتارة غربية والبلاد الشرقية تارة غربية وتارة شرقية،
ولكان الشرق الأوسط الذي نعيش فيه ، أحياناً يدعى الغرب الأوسط.

فعلم من ذلك بطلان القول بأن الأرض تدور حول نفسها، 

وقد وجد بالفعل جماعة من الفلكيين في أميركا وأوروبا وروسيا من ينقض هذا. هؤلاء ومن قبلهم يقولون البلاد قسم مشرقية وقسم مغربية وقسم جنوبية وقسم شمالية، وهذا يستلزم جريان الشمس في أفق الأرض، وهذا لا يتفق مع القول بأن الأرض تدور، لأنه على تقدير أن الأرض تدور والشمس واقفة وإنما الأرض تدور حولها لكان كل نقطة من الأرض شرقاً ومغرباً.

فما أسخف عقل من يقول بدوران الأرض.
بيان ثبوت الارض وجريان الشمس في الحديث والاجماع

من الحديث :
- 

*حديث قوله صلى الله عليه وسلم : 
ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال:لأبي ذر حين غربت الشمس: " أتدري أين تذهب؟" فقال: الله ورسوله أعلم . قال: " فإنها تذهب وتسجد تحت العرش وتستأذن فيؤذن لها، وإنها تستأذن فلا يؤذن لها ويقال :ارجعي من حيث جئت ، فتطلع من مغربها " ففي هذا إسناد الذهاب والرجوع والطلوع إليها وهو ظاهر في أن الليل والنهار يكون بدوران الشمس على الأرض.


* وحديث فيه 
ان في المغرب باباً مسيرة عرضه سبعين عاماً خلقه الله للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه 0
- 

* ‏وقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ 
‏لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها 0


والسؤال لمن اعتقد أن الأرض تدور حول الشمس 

حتى ترى الشمس قد أشرقت من مغربها ينبغي أن تنعكس حركة الأرض هذا للذين يعتقدون بدورانها , فلو كانت تدور نحو عقارب الساعة والشمس ثابتة لا يمكن أن تشاهد الشمس تشرق من مغربها إلا إذا انعكست دورة الأرض بعكس عقارب الساعة ولم يرد ذلك فبطل ودل على أن الأرض ثابتة والشمس هي التي تدور حول الأرض ودلالة ذلك أن نسبة العلامة الأخيرة من علامات الساعة العظمى كانت للشمس وليست للأرض 



*
- ‏وقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏ تطلع الشمس من مغربها وتخرج الدابة على الناس 0

فلو سأل سائل :لماذا اذا نظرنا للنجوم الأخرى غير النجم القطبي في اوقات مختلفة من الليل نجدها قد تغير مكانها، فمكان بنات نعش في أول الليل يختلف عن مكانهن في ءاخر الليل. ؟


الجواب : هو أن الله خلق النجوم متحركة ليست ثابتة بدليل قوله تعالى : ( وكلٌّ في فلكٍ يسبحون ) 

قال القرطبي بتفسير هذه الاية " وَكُلّ " يَعْنِي مِنْ الشَّمْس وَالْقَمَر وَالنُّجُوم " فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ " أَيْ يَجْرُونَ .

وَقِيلَ : يَدُورُونَ " وحتى النجم القطبي يتحرك الى أعلى والى اسفل لكنه في جهة الشمال الله تعالى خلقها في هذه الجهه ليستدل بها الى الاتجاهات وكذلك بنات نعش لها حركة وتدور حول النجم القطبي وهي تتحرك بخلق الله تعالى لكي يعرف مكان النجم القطبي والكل يتحرك وهذا ليس فيه دليل على دوران الارض لان الله خصّها بهذه الخاصية 0


*وهذا مصداق لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم 
(( ان خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والاظلة لذكر الله ) وفي رواية ( النجوم )

جريان الشمس :

سبق ان ذكرت بعض الآيات من كتاب الله تعالى وفيها دليل واضح جلي أن الشمس هي التي تجري 

- قال الله تعالى : 
{وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} (17) سورة الكهف 0

-

وقوله تعالى : 
{أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (78) سورة الإسراء 0

- 

وقوله تعالى : 
{رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} (17) سورة الرحمن 0


اي رب مشرق الصيف و مشرق الشتاء وهو أيضاً رب مغرب الصيف ومغرب الشتاء0
- 

وقوله تعالى : 
{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ} (5) سورة الصافات

- 

وقوله تعالى : {
وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (38) سورة يــس 0

وقد جاء في تفسير قوله تعالى : {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا } 
اي انها تجري خارج مركزها 0 



أما قوله تعالى : 
{فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ} (40) سورة المعارج
فمعناه ان الشمس أثناء سيرها في الفضاء اليوم تمر في هذا الخط وغداً تمر في الخط الذي يليه وبعد غد تمر في خط يليه وهكذا ثلاثة اشهر ذاهبة ثم تعود وترجع في هذه الخطوات التي قطعتها حتى تصل الى منتهاها ثم ثلاثة أشهر في خطوط اخرى ذاهبة ثم ثلاثة أشهر راجعة في نفس هذه الخطوط ، الشمس لها مائة وثمانون مشرقاَ ومائة وثمانون مغرباً 0 وهذا مُشاهد بالعين رزقنا الله واياكم الفهم 


ونضيف ايضا:وقوله تعالى : 
{وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} (40) سورة يــس

اي ان كلا من الشمس و القمر والليل والنهار له فلك يسبح فيه : الليل له فلك هذه البقعة لها دور يأتي عليها الليل, وللنهار دور عليها وهكذا ثم في الوقت الذي يكون هنا ضوء النهار الذي قبله يكون مداراً لليل 0


وقوله تعالى : 
(( وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ))

أَيْ بِالطُّلُوعِ وَالْغُرُوب لِمَنَافِع الْعِبَاد .


وقوله تعالى 
(( كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ))
تفسير القرطبي :
أَيْ فِي فَلَكِهِ إِلَى أَنْ تَنْصَرِم الدُّنْيَا وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة حِين تَنْفَطِر السَّمَاء وَتَنْتَثِر الْكَوَاكِب . 

وَقِيلَ : الْأَجَل الْمُسَمَّى هُوَ الْوَقْت الَّذِي يَنْتَهِي فِيهِ سَيْر الشَّمْس وَالْقَمَر إِلَى الْمَنَازِل الْمُرَتَّبَة لِغُرُوبِهَا وَطُلُوعهَا .

قَالَ الْكَلْبِيّ : يَسِيرَانِ إِلَى أَقْصَى مَنَازِلهمَا , ثُمَّ يَرْجِعَانِ إِلَى أَدْنَى مَنَازِلهمَا لَا يُجَاوِزَانِهِ . وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَان هَذَا فِي سُورَة [ يس ] .

هذا دليل على 
جريان الشمس وثبوت الارض وليس العكس 0


وقوله تعالى : 
(( أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ )) 



يَجُوز أَنْ تَكُون هَذِهِ الرُّؤْيَة مِنْ رُؤْيَة الْعَيْن , وَيَجُوز أَنْ تَكُون مِنْ الْعِلْم . وَقَالَ الْحَسَن وَقَتَادَة وَغَيْرهمَا : مَدّ الظِّلّ مِنْ طُلُوع الْفَجْر إِلَى طُلُوع الشَّمْس . وقال . أَبُو عُبَيْدَة : الظِّلّ بِالْغَدَاةِ وَالْفَيْء بِالْعَشِيِّ ; لِأَنَّهُ يَرْجِع بَعْد زَوَال الشَّمْس ; سُمِّيَ فَيْئًا لِأَنَّهُ فَاءَ مِنْ الْمَشْرِق إِلَى جَانِب الْمَغْرِب . 

. وَحَكَى أَبُو عُبَيْدَة عَنْ رُؤْبَة قَالَ : كُلّ مَا كَانَتْ عَلَيْهِ الشَّمْس فَزَالَتْ عَنْهُ فَهُوَ فَيْء وَظِلّ , وَمَا لَمْ تَكُنْ عَلَيْهِ الشَّمْس فَهُوَ ظِلّ .
وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا 0
 هذا دليل حركة الشمس
اِبْن عَبَّاس : يُرِيد إِلَى يَوْم الْقِيَامَة , وَقِيلَ : الْمَعْنَى لَوْ شَاءَ لَمَنَعَ الشَّمْس الطُّلُوع .


وقوله تعالى: 
( ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ))

أَيْ جَعَلْنَا الشَّمْس يَنْسَخهَا الظِّلّ عِنْد مَجِيئِهَا دَالَّة عَلَى أَنَّ الظِّلّ شَيْء وَمَعْنًى ; لِأَنَّ الْأَشْيَاء تُعْرَف بِأَضْدَادِهَا وَلَوْلَا الشَّمْس مَا عُرِفَ الظِّلّ , وَلَوْلَا النُّور مَا عُرِفَتْ الظُّلْمَة . 

أَيْ دَلَلْنَا الشَّمْس عَلَى الظِّلّ حَتَّى ذَهَبَتْ بِهِ ; أَيْ أَتْبَعْنَاهَا إِيَّاهُ . فَالشَّمْس دَلِيل أَيْ حُجَّة وَبُرْهَان , وَهُوَ الَّذِي يَكْشِف الْمُشْكِل وَيُوَضِّحهُ . وَلَمْ يُؤَنَّث الدَّلِيل وَهُوَ صِفَة الشَّمْس لِأَنَّهُ فِي مَعْنَى الِاسْم ; كَمَا يُقَال : الشَّمْس بُرْهَان وَالشَّمْس حَقّ .


أما قوله تعالى : 
(( يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ))
ذكر في تفسير القرطبي ما يلي 0
قَالَ الضَّحَّاك : أَيْ يُلْقِي هَذَا عَلَى هَذَا وَهَذَا عَلَى هَذَا . وَهَذَا عَلَى مَعْنَى التَّكْوِير فِي اللُّغَة , وَهُوَ طَرْح الشَّيْء بَعْضه عَلَى بَعْض ; يُقَال كَوَّرَ الْمَتَاع أَيْ أَلْقَى بَعْضه عَلَى بَعْض ; وَمِنْهُ كَوْر الْعِمَامَة . وَقَدْ رُوِيَ عَنْ اِبْن عَبَّاس هَذَا فِي مَعْنَى الْآيَة . قَالَ : مَا نَقَصَ مِنْ اللَّيْل دَخَلَ فِي النَّهَار وَمَا نَقَصَ مِنْ النَّهَار دَخَلَ فِي اللَّيْل . وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى : " يُولِج اللَّيْل فِي النَّهَار وَيُولِج النَّهَار فِي اللَّيْل " [ فَاطِر : 13 ] وَقِيلَ : تَكْوِير اللَّيْل عَلَى النَّهَار تَغْشِيَته إِيَّاهُ حَتَّى يَذْهَب ضَوْءُهُ , وَيُغْشِي النَّهَار عَلَى اللَّيْل فَيُذْهِب ظُلْمَتَهُ , وَهَذَا قَوْل قَتَادَة . وَهُوَ مَعْنَى قَوْله تَعَالَى : " يُغْشِي اللَّيْل النَّهَار يَطْلُبُهُ حَثِيثًا " [ الْأَعْرَاف : 54 ] .
وهذا تفسير الاية ليس فيها دليل على الدوران 0
وقوله تعالى :
(( يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ))
ذكر القرطبي بتفسير هذه الاية :
قِيلَ : تَقْلِيبهمَا أَنْ يَأْتِي بِأَحَدِهِمَا بَعْد الْآخَر . وَقِيلَ : تَقْلِيبهمَا نَقْصهمَا وَزِيَادَتهمَا. وَقِيلَ : هُوَ تَغْيِير النَّهَار بِظُلْمَةِ السَّحَاب مَرَّة وَبِضَوْءِ الشَّمْس أُخْرَى ; وَكَذَا اللَّيْل مَرَّة بِظُلْمَةِ السَّحَاب وَمَرَّة بِضَوْءِ الْقَمَر ; قَالَهُ النَّقَّاش . وَقِيلَ : تَقْلِيبهمَا بِاخْتِلَافِ مَا تَقْدِر فِيهِمَا مِنْ خَيْر وَشَرّ وَنَفْع وَضُرّ .

وقوله تعالى : 
(( وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ))

قَالَ الْفَرَّاء : أَجْمَعَ الْمُفَسِّرُونَ عَلَى أَنَّ مَعْنَى عَسْعَسَ أَدْبَرَ ; حَكَاهُ الْجَوْهَرِيّ . وَقَالَ بَعْض أَصْحَابنَا : إِنَّهُ دَنَا مِنْ أَوَّله وَأَظْلَمَ وَكَذَلِكَ السَّحَاب إِذَا دَنَا مِنْ الْأَرْض . وهذا ليس فيه دليل على الدوران بل هو دليل على 
حركة الشمس 


وقوله تعالى : 
(( وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ))

أَيْ وَلَّى وَكَذَلِكَ " دَبَرَ " . 
وَقَرَأَ نَافِع وَحَمْزَة وَحَفْص " إِذْ أَدْبَرَ " الْبَاقُونَ " إِذَا " بِأَلِفٍ وَ " دَبَرَ " بِغَيْرِ أَلِف وَهُمَا لُغَتَانِ بِمَعْنًى ; يُقَال دَبَرَ وَأَدْبَرَ , وَكَذَلِكَ قَبِلَ اللَّيْل وَأَقْبَلَ . وَقَدْ قَالُوا : أَمْس الدَّابِر وَالْمُدَابِر ; قَالَ صَخْر بْن عَمْرو بْن الشَّرِيد السُّلَمِيّ : وَلَقَدْ قَتَلْنَاكُمْ ثُنَاء وَمَوْحَدًا وَتَرَكْت مُرَّةَ مِثْلَ أَمْسِ الدَّابِرِ وَيُرْوَى الْمُدْبِر . وَهَذَا قَوْل الْفَرَّاء وَالْأَخْفَش . 
وَقَالَ بَعْض أَهْل اللُّغَة : دَبَرَ اللَّيْل : إِذَا مَضَى , وَأَدْبَرَ : أَخَذَ فِي الْإِدْبَار . فأين الدليل على الدوران هذا دليل 
حركة الشمس0





وهنا نقول أن 
الليل والنهار 

أمر ينتج من دوران الشمس , اختلاف الليل والنهار سببه ان الله تعالى لم يعطِ الشمس قوة تسيطر بها على جميع بقاع الارض في ان واحد بل جعل قوتها تتسلط على جزء من الارض ثم على جزء ثم على جزء وهكذا
كتب وأقوال المفسرين من الائمة المعتبرين موجودة في بيان ثبوت الارض وجريان الشمس ومثل هذا كثير ومن شاء فليراجع : 
1
- تفسير القران العظيم 00000 للامام الطبري 0
2- تفسير زاد المسير في علم التفسير 00000 للامام عبد الرحمن بن الجوزي 0
3- تفسير ابي السعود الحنفي 0
4- تفسير الخازن 000000 للامام البغدادي 0
5- تفسير النسفي 000000 للامام عبدالله بن محمد النسفي 0
6- تفسير الدر المنثور 00000 للامام السيوطي 0
7- تفسير البحر المحيط 00000 للامام ابي حيان الاندلسي 0
8- تفسير النهر الماد 000000 للامام ابي حيان الاندلسي 0
9- تفسير القران العظيم 00000 للامام ابن كثير 0
10 - التفسير الكبير 000000 للامام فخر الدين الرازي 0
والكثير الكثير هم أعلام ومفسرين كبار ليس لاحد أن يعترض عليهم بهذه المسائل

الدليل من الأحاديث على جريان الشمس
*ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال
:لأبي ذر حين غربت الشمس: " أتدري أين تذهب؟" فقال: الله ورسوله أعلم . قال: " فإنها تذهب وتسجد تحت العرش وتستأذن فيؤذن لها، وإنها تستأذن فلا يؤذن لها ويقال :ارجعي من حيث جئت ، فتطلع من مغربها " ففي هذا إسناد الذهاب والرجوع والطلوع إليها وهو ظاهر في أن الليل والنهار يكون بدوران الشمس على الأرض.

و ليس هناك من لا يُسلم بشروق الشمس من مغربها وهذه هي أعظم علامات الساعة . وذلك بالدليل النقلي المسلم به .


حتى ترى الشمس قد أشرقت من مغربها ينبغي أن تنعكس حركة الأرض هذا للذين يعتقدون بدورانها , فلو كانت تدور نحو عقارب الساعة والشمس ثابتة لا يمكن أن تشاهد الشمس تشرق من مغربها إلا إذا انعكست دورة الأرض بعكس عقارب الساعة ولم يرد ذلك فبطل ودل على أن الأرض ثابتة 
والشمس هي التي تدور حول الأرض ودلالة ذلك أن نسبة العلامة الأخيرة من علامات الساعة العظمى كانت للشمس وليست للأرض 

وعقيدة أن الشمس تسير هي عقيدة الأنبياء كلهم فلا يجوز اعتقاد أن الشمس واقفة لا تسير ويكفي في إبطال قول هؤلاء قوله تعالى: <قال فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي كفر>. فعجبا لهؤلاء الناس الذين يصدقون قول الجغرافيين أن الشمس ثابتة وأن الأرض سائرة ، أما قرأوا كتاب الله!
والله حالهم محزن 

[دخول أوقات الصلاة بالطريقة الشرعية دليل على ثبوت الارض و دوران الشمس/

واعلم رحمك الله بتوفيقه ان دخول اوقات الصلاة بالطريقة الشرعية دليل على ثبوت الارض و دوران الشمس 
0


الظهرُ و وقتُها إذا زالَت الشمسُ إلى مصيرِ ظلّ كلّ شىءٍ مثلَهُ غيرَ ظِل الاستواءِ.
روى الامام مسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"
 وقت الظهر اذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله مالم يحضر العصر " ومعنى زالت : اي ( تحركت ) 

و العصرُ و وقتُها مِن بعدِ وقتِ الظهرِ إلى مغيبِ الشمسِ.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
" من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر " اي : قبل ان تغرب الشمس اي تتحرك الى جهة الغرب0
ولم يقل تتحرك الارض كي يظهر الغروب 


و المغربُ و وقتُها مِن بعدِ مغيبِ الشمسِ إلى مغيب الشفقِ الأحمرِ.


و العشاءُ و وقتُها مِنْ بعدِ وقتِ المغربِ إلى طلوعِ الفجرِ الصادقِ.


و الصبحُ و وقتُها مِنْ بعدِ وقتِ العشاءِ إلى طلوعِ الشمسِ.


عن ابي هريرة رضي الله عنه : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"
 من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح " 


وهذا دليل على 
حركة الشمس وثبوت الارض بقوله عليه الصلاة والسلام " قبل أن تطلع الشمس " ولم يقل قبل دوران الارض لتظهر الشمس 0


وتجب معرفةُ أوقاتِ هذه الصلواتِ الخمسِ و سائرِ ما يتعلّق بها من أحكامها الضروريةِ و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: 
"إِنَّ خيارَ عبادِ الله الذين يُراعونَ الشَّمسَ و القَمَرَ و الأظلّة لذكر الله" أي للصلاة, حسَّنه الحافظُ ابنُ حجر في الأمالي, و في روايةٍ أخرى أخرجها الحاكم في المستدرك زيادةُ ذكرِ: "النُّجوم"(1), و لم يكن في أيّام الصحابة هذه الآلاتُ الموضوعة لمعرفةِ الوقتِ بل كانوا يعرفونه بالمراقبةِ العيانيّةِ.

وغيرها من الاحاديث التي تبين أوقات الصلوات الخمس والتي تدل على ثبوت الارض ودوران الشمس 0

وهنا نلاحظ ان جميع الاحاديث المذكورة من كتب الصحاح كلها تدل على حركة الشمس بقوله عليه الصلاة والسلام " تطلع الشمس " 
ولم يذ ُكر في أي حديث اذا طلعت او تحركت الارض واي كلمة تدل على حركة الارض ومن شاء فليطلع على كتب الاحاديث والصحاح 


0والله تعالى اعلم و احكم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا أكرم الاكرمين

من أقوال العلماء في ثبوت الارض وجريان الشمس 

الامام الغزالي :
 ذكر الامام حجة الاسلام ابو حامد الغرالي في كتاب 
" الحكمة في مخلوقات الله "


ما ظهر من حكمة الخالق في جريان الشمس 


0 قال الغرالي رحمه الله : << اعلم ان الله سبحانه وتعالى خلق الشمس لامورلا يستكمل علمها الا الله وحده ،
 فالذي ظهر من حكمته فيها ان جعل حركتها لاقامة الليل والنهار في جميع اقاليم الارض 0



ولولا ضياء نورها ماكان الناس يتهنون بالعيش ولا انتفعوا بالابصار ولم تظهر الالوان 0
ثم 
بتقدمها وتأخرها تستقيم الفصول ، فيستقيم أمر النبات و الحيوان 0


ثم انظر الي مسيرها في فلكها في مدة سنة وهي تطلع كل يوم وتغرب بسير آخر سُخِرَ لها بتقدير خالقها ،
 فلولا طلوعها وغروبها لما اختلف الليل و النهار ولما عرفت المواقيت ، ولو انطبق الظلام على الدوام لكان فيه الهلاك لجمبع الخلق فانظر كيف جعل الله الليل سكناً ولباساً و النهار معاشاً 0 

قال الله تعالى : {وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا} (11) سورة النبأ 0


وانظر الى 
امالة سير الشمس حتى اختلف بسبب ذلك الصيف و الشتاء فاذا انخفضت من وسط السماء برد الهواء وظهر الشتاء واذا استوت وسط السماء اشتد القيظ ، واذا كانت فيما بينهما اعتدل الزمان فيستقيم بذلك امر النبات و الحيوان باقامة هذه الازمنة الاربعة من السنة 0


ثم تفكر في 
تنقل الشمس في هذه البروج لاقامة دورة السنة وهذا الدور هو الذي يجمع الازمنة الاربعة : الشتاء والربيع والصيف والخريف 0
فقد صار هذا الفلك شمسه وقمره ونجومه وبروجه تدور على هذا العالم بهذا دوراناً دائماً في الفصول الاربعة من السنة لصلاح ما فيه من حيوان ونبات وغير ذلك بتقدير الله العزيز العليم >> 0
ذكره الامام الغزالي " الحكمة في مخلوقات الله " ص 86 : 87 : 88 : 91 0


{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (164) سورة البقرة
قال القرطبي :
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
قَالَ عَطَاء : لَمَّا نَزَلَتْ " وَإِلَهكُمْ إِلَه وَاحِد " قَالَتْ كُفَّار قُرَيْش : كَيْف يَسَع النَّاس إِلَه وَاحِد , فَنَزَلَتْ " إِنَّ فِي خَلْق السَّمَاوَات وَالْأَرْض " . وَرَوَاهُ سُفْيَان عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي الضُّحَى قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ " وَإِلَهكُمْ إِلَه وَاحِد " قَالُوا هَلْ مِنْ دَلِيل عَلَى ذَلِكَ ؟ فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى " إِنَّ فِي خَلْق السَّمَاوَات وَالْأَرْض " فَكَأَنَّهُمْ طَلَبُوا آيَة فَبَيَّنَ لَهُمْ دَلِيل التَّوْحِيد , وَأَنَّ هَذَا الْعَالَم وَالْبِنَاء الْعَجِيب لَا بُدّ لَهُ مِنْ َصَانِع . فَآيَة السَّمَاوَات : اِرْتِفَاعهَا بِغَيْرِ عَمَد مِنْ تَحْتهَا وَلَا عَلَائِق مِنْ فَوْقهَا , وَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى الْقُدْرَة وَخَرْق الْعَادَة . وَلَوْ جَاءَ نَبِيّ فَتُحُدِّيَ بِوُقُوفِ جَبَل فِي الْهَوَاء دُون عِلَاقَة كَانَ مُعْجِزًا . ثُمَّ مَا فِيهَا مِنْ الشَّمْس وَالْقَمَر وَالنُّجُوم السَّائِرَة وَالْكَوَاكِب الزَّاهِرَة شَارِقَة وَغَارِبَة نَيِّرَة وَمَمْحُوَّة آيَة ثَانِيَة . وَآيَة الْأَرْض : بِحَارهَا وَأَنْهَارهَا وَمَعَادِنهَا وَشَجَرهَا وَسَهْلهَا وَوَعْرهَا . 
وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
قِيلَ : اِخْتِلَافهمَا بِإِقْبَالِ أَحَدهمَا وَإِدْبَار الْآخَر 0 وَقِيلَ : اِخْتِلَافهمَا فِي الْأَوْصَاف مِنْ النُّور وَالظُّلْمَة وَالطُّول وَالْقِصَر .
وهذا دليل على حركة الشمس وثبوت الارض من كلام القرطبي





الله تعالى خلق سبع سماوات و سبع أراضين و ما بين كل سماء وسماء مسيرة خمسمائة عام 0

كذلك بين كل أرض و أرض مسيرة خمسمائة عام 0


وكل أرض منفصلة عن الاخرى واقفة في الفضاء بقدرة الله تعالى الله تعالى يمسكها بقدرته 0 


الارضون الستة التي تحت الاولى فيها اشجار وأنهار وبحار وجبال ويعيش عليها بهائم وفيها حشرات ، وأما البشر فمستقرهم هذه الارض الاولى فقط 0


قال الله تعالى : {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} (55) سورة طـه 0 أي تدفنون في هذه و تبعثون يوم القيامة فيها 0


وهناك أجزاء من الارض لم يكتشفها جغرافيون هذا العصر وهذا مشاهد0


السماوات السبع أجرام صلبة متينة : قال الله تعالى : 
{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ} (3) سورة الملك 0


فالسماء الاولى وهي الزرقاء الصافية لما يكون صحو ولا يوجد غيوم هل يرى فيها شقوق ؟ لا ترى فيها شقوق 

0 أما في الليل لا تظهر لنا لبعدها 
قال الله تعالى : {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} (47) سورة الذاريات 0 معناه ان الله خلق السماء بقوة ، " وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " اي وانا لقادرون 0

{فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ} (40) سورة المعارج

وليس هذا مبنياً على أمر موهوم لا حقيقة له 0 فماذا يقول المقلدون للقائلين بالدوران هل يقولون ان القران اتى بالوهم و التخيل ام ماذا يقولون 0
فمن شاء فليطلع على تاريخ ابي خثيمة المنقول عنه ما تقدم حتى يرى بعينه 0 


وأما قوله تعالى : 
{وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} (20) سورة الغاشية 
تفسير الطبري و غيره 
اي وسعت وهي محدودبة ليست مثل السجادة الممدودة على الارض 0
الآية الكريمة التي يتخذها البعض حجة لما لا يكملونها ويروا ما فيها وهي قوله تعالى : (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ )[سورة الزمر]

ماذا يفهم من كلمة 
جريان الشمس والقمر هل يفهم منها الثبوت في مكانها وبالتالي حصول الدوران حول نفسها وهل الشىء الذي يدور حول نفسه نقول أنه يجري !!!



ولماذا جمع الله بين الشمس والقمر في الآية الكريمة ووصفهما بالجريان ؟؟؟ هل القمر ايضا ثابت كما أن الشمس على حسب ما يقول ثابته
خاتمة 
اذن تبين لنا مما ذكرناه من الايات والاحاديث النبوية واجماع الامة الاسلامية وكلام العلماء المفسرين المعتبرين واقوال الائمة الميامين ان الارض ثابتة ساكنة لا تتحرك الا بزلزال بمشيئة الله تعالى وذلك من باب اليقين والقطع فقد ورد ذلك في النصوص القرآنية والاحاديث النبوية " 
ورد النصوص كفر " كما ذكر النسفي في عقيدته 0


وعملاً بذلك أجمع الائمة الاعلام على وقوف الارض وثبوتها 0
ولا يلتفت الى كلام بعض الغربيين أعداء الاسلام الذين يكذبون الحقائق 
ويروجون الدجل والاكاذيب بقولهم ان الارض تدور الذي كما بينا سابقاً لا أساس له من الصحة وليس لهم عليه دليل الا الظن والتخمين والله تعالى يقول : 
{وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} (36) سورة يونس




فجاء قولهم أوهى من خيوط العنكبوت الذي يزول مع أدنى ريح عاصف 
وأيضاً بكلام من تبعهم من الشرقيين الذين تفرجنوا وصارو يتكلمون بالسنتهم 0


قال الله تعالى : 
{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} (115) سورة النساء 0


وقال الله تعالى : {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (13) سورة الأنفال 0
أيها القارىء 
ان من كان عنده الايمان بالله ورسوله وكتبه لا يجعل ما ذكرناه وراء ظهره وينحرف بالدفاع عن نظرية وهمية واهية انما يكون في حرب ضد من يعارض كتاب الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم مدافعاً عن دين الله ومناصراً اياه ، جعلنا الله منهم 0
إضافة:
ومن الأدلة على أن الشمس تجري ، قول الله تعالى :

حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا...... الكهف - 86

فالآية تتحدث عن غروب الشمس، أي المكان التي تغرب فيه،،

والفعل منسوب للشمس ، ( 
وجدها تغرب ) ،

أي أن الشمس هي التي تغرب ، وليست الأرض هي التي تغرب...

ومثلها آية :

حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا ... الكهف - 90

وجدها تطلع ، أي الشمس ، وليست الأرض.

سبحان الله ، وهل بعد ذلك بيان أصرح من حركة الشمس ؟

وفي الآيتين ، نجد أن الفعلين للشمس ، ، ولا ذكر للأرض هنا.

فكيف يقول الله تعالى أن الشمس تطلع وتغرب ، ويقول الجهال أنها لا تفعل ذلك.

هذا تكذيب للقرآن
من الأدلة على جريان الشمس أيضاً، :

أن الشمس ذُكِرت بأفعال الحركة 23 مرة في القرآن ، مثل ( تأتي ، بازغة ، سخّر ، تدلك ، تشرق ، تطلع ، تسجد ، تجري ، تدرك ، ... )

وبالنسبة للتسخير ، فإن الله لم ينسب للأرض تسخير ، إنما التسخير لمن هو فيها.

فإن كان الأمر كذلك ، فأيهما الثابت ، وأيهما المتحرك ؟


دليل آخر:

قال الله تعالى :

وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا .... الكهف – 17

إن هذه الآية تخبر عن حدث هام ، أسماه الله : آية. وهذه الآية مرتبطة بالشمس ، وهي تحدّثنا عن أربعة أفعال للشمس ، منها فعلان مألوفان يتكرران كل يوم ، وهما : 
طلعت ، وغربت . وفعلان غريبان عن الشمس وهما : تزاور ، وتقرض.

قال 
الطبري في تفسير هذه الآية :

يقول تعالى ذكره {وترى الشمس} يا محمد {إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين} يعني بقوله: {تزاور} تعدل وتميل، من الزور: وهو العوج والميل؛ 
ذكر من قال ذلك:
17283 - حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: ثنا محمد بن أبي الوضاح، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، قال: {وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين} قال: تميل.
17284 - حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس {تزاور عن كهفهم ذات اليمين} يقول: تميل عنهم......

قوله: {وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال} يقول تعالى ذكره:
وإذا غربت الشمس تتركهم من ذات شمالهم. وإنما معنى الكلام: وترى الشمس إذا طلعت تعدل عن كهفهم، فتطلع عليه من ذات اليمين، لئلا تصيب الفتية، لأنها لو طلعت عليهم قبالهم لأحرقتهم وثيابهم، أو أشحبتهم.
وإذا غربت تتركهم بذات الشمال، فلا تصيبهم؛ يقال منه:
قرضت موضع كذا: إذا قطعته فجاوزته. 
ذكر من قال ذلك:
17287 - حدثني علي، قال: ثني أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: {وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال} يقول : تذرهم.
17288 - حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا محمد بن أبي الوضاح، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، قال {وإذا غربت تقرضهم} تتركهم ذات الشمال.
17289 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله عز وجل: {تقرضهم} قال: تتركهم
. اهـ


هذه الآية دليل قاطع على أن الشمس هي التي تدور حول الأرض ، وإلا لما نسب الله تعالى هذه الأفعال للشمس.


دليل آخر:

قول الله تعالى :

فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ .... الأنعام 78.

هذه الآية دليل على حركة الشمس حول الأرض في الكلمتين ( 
بازغة ، وأفلت ).

كلمة بزغ تعني طلع ، وكلمة أفل تعني غاب. 
وكلمة أفل لم تُذكر في القرآن إلا في هذه الآيات من سورة الأنعام 76-77-78
وكلمة طلع ذكرت 19 مرة ، منها خمس مرات عن طلوع الشمس .

وهذه الكلمات ( طلع ، بزغ ، أفل ) تعني أن الشمس تدور حول الأرض، فهذه الأفعال نُسِبت لمن فعلها ، ولم تُنسب للأرض.

ففي كل هذه الآيات نرى ارتباطاً بين الشمس والقمر. 

ففي آيات التسخير السبع ، وفي آيتي البزوغ والأفول، نجد أن القمر مقترناً بذكر الشمس ، وهم يقولون أن القمر يدور حول الأرض، والقرآن يقرن الشمس بالقمر ،،

فهي إذن تدور مثله حول الأرض.

ولم يقترن ذكر الشمس بالأرض أبداً في القرآن.
فلا يقترن ثابت بمتحرك.
وإنما يقترن الثابتان ( السماوات والأرض ) ويقترن المتحركان ( الشمس والقمر ).


دليل آخر :

قال الله تعالى :

أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ... الإسراء -78

الدلوك : هو الزوال. وجنوحها للمغيب بعدما تزول من كبد السماء.

فهذا الميلان منسوب للشمس وليس للأرض.

وهم يقولون بأن الأرض تميل بميلان دائم بمقدار 23.5 درجة.

وهذا أمر غير صحيح. والحق أن الأرض لا تميل أبداً ، وإنما الشمس هي التي تميل.

تفصيل في قول الله تعالى :

قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ...البقرة – 258

الآية واضحة ، الشمس ليست ثابتة ، ولكنها تأتي. 
وهي لا تأتي وحدها، ولا بفعل جاذبية نيوتن.

ومن يأتي بها ؟

الله.

وإبراهيم عليه السلام لا يكذب. وهو لا يأتي بالكلام من عنده. إنما قوله وحي أوحاه الله إليه.
ولا يعرف الشمس مثل خالقها.

ولو كانت الشمس ثابتة والأرض هي التي تدور ، لقال إبراهيم عليه السلام : إن الله يُظهِر الشمس من المشرق ، أو قال : يُطلِع أو يُشرِق.

أما كلمة : يأتي ، فلها دلالة خاصة: تعني المجيء بحركة.

ملاحظة : ينبغي ملاحظة أن الشمس والقمر لا يصنعان الليل والنهار ، وإنما هما فقط يجريان فيهما. فالليل والنهار هما آيتان من آيات الله، وهما الوقتان اللذان يجري فيهما الشمس والقمر. وكل منها (الشمس والقمر والليل والنهار ) في فلك يسبحون.


ومن أقوال العلماء في أن الشمس هي التي تجري:

قال 
ابن حجر : في فتح الباري:

ذكر البخاري ستة أحاديث في باب واحد ، الغرض منه بيان سير الشمس في يوم وليلة. وظاهره مباين لكلام أهل الفلك: أن الشمس مرصّعة في الفلك، فإنه يقتضي أن الذي يسير هو الفلك. وظاهر الحديث أنها هي التي تسير وتجري ، ومثله قوله تعالى : وكل في فلك يسبحون. أي يدورون.


زيادة تفصيل في قول الله تعالى :

لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ... يس 40

نحن نفهم من مبدأ جريان الشمس والقمر ، أن كلاهما يجري في مدار موازٍ للآخر. فلا يُتَصوّرُ أن يكون لكلٍ منهما وجهة ( أي غير متوازيان) ، أو أحدهما ثابت، وهما في نفس الوقت في حالة أشبه بالتسابق، كما في قوله تعالى : لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ. 

فلا يصح عقلاً أن الشمس تكون متجهة في جريانها إلى الدوران حول مركز المجرة ، بينما القمر يدور حول الأرض، وهما في حالة تسابق.

إذن،، القمر تابع للشمس.

اقرؤوا قول الله تعالى :

وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا. وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا. ... الشمس – 1-2

القمر ، يتلو ، أي يتبع الشمس.
أي يتّبعها. فالقمر يدور متتبعاً لدوران الشمس، خلفها ، أو بين يديها. وهو يستمد نوره منها ، وهو بدون الشمس لا يعتبر قمراً.

لذلك، نقول بأن القمر تابع للشمس وليس تابع للأرض.

فقد اقترن ذكر القمر بذكر الشمس في القرآن عدة مرات ، ودائماً ما يكون القمر بعد الشمس ( الشمس والقمر) ولا توجد آية واحدة تقول ( القمر والشمس ) ، ولا توجد آية واحدة اقترن فيها ذكر القمر بذكر الأرض. فلم نقرأ ولا مرة ( الأرض والقمر ).

فالأرض إذن ثابتة ، والشمس تدور حولها ، والقمر يدور أيضاً تابعاً للشمس
دليل آخر على جريان الشمس:

قال الله تعالى :

وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً..... النساء – 57

هنا الظل في الجنة. فالظل هو سيكون أحد النعم التي أعدها الله للمؤمنين في الجنة.
ومعلوم أن الشمس يُلقى بها في جهنم يوم القيامة ، أي أن الظل منفصل عن الشمس.

ولقد قال الله تعالى :

أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا .... الفرقان – 45

والظل هنا هو من وقت الإسفار إلى طلوع الشمس. 
وهو ظل لا شمس معه ، 

قال 
أبو عبيدة : الظل بالغداة ، والفيء بالعشي ، لأنه يرجع بعد زوال الشمس ، سمي فيئاً لأنه فاء من المشرق إلى جانب المغرب.


قال 
الطبري :

القول في تأويل قوله تعالى: {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل}
يقول تعالى ذكره: {ألم تر} يا محمد {كيف مد} ربك {الظل} وهو ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20029- حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: {ألم تر إلى ربك كيف مد الظل} يقول: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس...
قوله: {ولو شاء لجعله ساكنا} يقول: ولو شاء لجعله دائما لا يزول، ممدودا لا تذهبه الشمس، ولا تنقصه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20035- حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: {ولو شاء لجعله ساكنا} يقول: دائما.
20036- حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال، ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: {ولو شاء لجعله ساكنا} قال: لا تصيبه الشمس ولا يزول.....

قوله: {ثم جعلنا الشمس عليه دليلا} يقول جل ثناؤه: ثم دللناك أيها الناس بنسخ الشمس إياه عند طلوعها عليه، أنه خلق من خلق ربكم، يوجده إذا شاء، ويفنيه إذا أراد؛ والهاء في قوله"عليه"من ذكر الظل. ومعناه: ثم جعلنا الشمس على الظل دليلا.
قيل: معنى دلالتها عليه أنه لو لم تكن الشمس التي تنسخه لم يعلم أنه شيء، إذا كانت الأشياء إنما تعرف بأضدادها، نظير الحلو الذي إنما يعرف بالحامض والبارد بالحار، وما أشبه ذلك.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
20038- حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: {ثم جعلنا الشمس عليه دليلا} يقول: طلوع الشمس.
20039- حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: {لم جعلنا الشمس عله دليلا} قال: تحويه.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
20040- حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله: {ثم جعلنا الشمس عليه دليلا} قال: أخرجت ذلك الظل فذهبت به. اهـ كلام الطبري.

قوله : ولو شاء لجعله ساكناً. 
يُفهم منه ، أي لو شاء لمنع الشمس الطلوع.

هذا ما فهمه العلماء من الآية. فالظل هنا ليس مجرد ما يستره الحائط والشجرة من شعاع الشمس وهي موجودة. بل هو الوقت الذي ذهب فيه الليل بظلامه ولم تشرق فيه الشمس بعد.

وحتى يتعلم الطبيعيون في بلادنا ، المتتبعين لنظريات الكفار ، القائلين بأن الأرض هي التي تدور لتُحدِث ذلك الظل ، نوضح أن قول الله تعالى :

ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً.

ليس معناه أن الأرض هي الدليل ، بل الشمس. 
والدليل هنا لا يكون ثابتاً ، وإلا لم يكن دليل. أليس كذلك؟

ولو كانت الأرض هي التي تدور لكانت الآية : ثم جعلنا الشمس عليه علامة.
ولكن ، أن تكون دليلاً ، فلا بد أن تكون متحركة حول الأرض.

والدليل على هذا الكلام ، أي أن الدليل لا بد أن يتحرك ويسوق إلى ما يدل عليه، من القرآن، في سبع آيات ورد فيها كلمة دليل بكل مشتقاتها:

قال الله تعالى :

فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ... سبأ – 14

فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى .... طه – 120

إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ .... طه – 40

وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ.... القصص – 12

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ... سبأ – 7

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ... الصف – 10

أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا .... الفرقان – 45

هذه الآيات السبع واضحة الدلالة على أن الدليل لا بد أن يتحرك سواء كان : بهيمة ( دابة الأرض ) إنسان ( أختك ) ( الذين كفروا ) جن ( الشيطان ) أو جماد ( الشمس ) .
وليس في أي من هذه الأدلة إلا وهو يتحرك ليدل.
(المعنى : أن الدليل في هذه الآيات من ليس من الجمادات

بل هو متحرك ليكون دليلاً ( لِيَدُلْ ) ، وبهذا نفهم أن الإستدلال بالآية : 

أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا .

من أن الشمس هي دليل على الظل ، هو دليل آخر لنا لإثبات أن الشمس متحركة ، وتجري.

فالقرآن ، كلما استُعمل فيه كلمة دليل أو مشتقاتها، كان الدليل متحركاً.

وهكذا الأمر مع الشمس.)



إذن ، فالشمس من أقوى الأدلة التي تتحرك ، بل تجري. 
وفيها يُضرب المثل على الدليل البيّن الواضح .

إن الظل على الأرض ثابت ، ثم نشعر بحركته بالشمس. فالشمس دليل على حركة الظل، التي لولاها لكان الظل ثابتاً ،

فالظل أمام الشمس وخلفها ، 
وهي لا تصنعه. هي تُصدِر ضوءاً ونوراً ، ولكنها دليل على وجوده. ودليل له تحركه كلما تحركت ، لأنه قبل الشروق أمامها ، وبعد الغروب خلفها.

فالشمس تدور حول الأرض.

تم ما لدينا من أدلة على جريان الشمس ،،،

نبدأ بإذن الله بتفنيد نظرية الإنفجار الكبير 


نقض نظرية الانفجار الكبير:


بعض من أخذوا من النظريات العصرية من غير تمييز أخذوا يحاولون أن يطابقوها مع القرآن حتى يكتسبوا انتباه الناس إليهم ولم يبالوا بتفسير سلف هذه الأمة الصالح بل راحوا يفسرون القرآن بحسب هواهم فضلوا وأضلوا ومن ذلك ما يسمى 
بنظرية انفجار الكون الأعظم 


التي تقضي بأن الكون كان عبارة عن مادة واحدة مضغوطة 

انفجرت انفجارا كبيرا وطاقة هائلة أطلق عليها اسم big bang وأخذت الجزيئات 

الأولى تتجمع بشكل الكترونيات و بروتونات ثم ظهر غاز الهيدروجين وغاز 

الهيليوم فكان الكون عبارة عن تجمع هذين الغازين ثم أخذت هذه الغازات 

الساخنة تتجمع وتتكاثف بفعل الجاذبية مشكلة ما يشبه الدخان وظهر منها 

النجوم والكواكب ومنها كوكبنا الأرضي ونظامنا الشمسي الخ 


وجاء من يريد أن يطابق هذه النظرية على القرآن حتى يدعي أن القرآن أتى بهذه النظرية منذ مئات السنين محتجا بآيات من القرآن مفسرا لها بحسب هواه غير عابئ بتفسير الصحابة والتابعين 


وهذه الآيات هي قوله تعالى 
((أو لم ير الذين كفروا أن السموات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما ))سورة الأنبياء آية 30 


وقوله تعالى 
((ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ))سورة فصلت /آية11


وقوله تعالى 
(( والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون ))سورة الذاريات /آية 47 


وتفسيرهم هذا مخالف لتفسير الخلف والسلف 
ففي تفسبر الآية الأولى قال بعض أهل التفسير 
فتقنا السماء بالمطر وفتقنا الأرض بالنبات وبعضهم قال كانتا ملتصقتين ففرقناهما وكلا التفسيرين لا بأس به


أما ما قوله هؤلاء المشدهون فمخالف للتفسيرين ولا حجة لهِؤلاء بالتفسير الثاني لأن مقتضاه 
أنهما الأرض والسماء كانا شيئين غيرين ملتصقين ثم انفصلا وليس مادة واحدة ( كما تقول نظريتهم) بل مادتين مختلفتين 
ثم الانفجار معناه شيء واحد يتفتت أما شيئان ملتصقان أحدهما بالآخر فلا يقال شيء واحد انفجر 



والانفجار شيء والفتق شيء آخر لا يوافق اللغة ولا تفسير السلف والخلف 



ثم هذيانهم لقول الله تعالى 
((قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ))سورة فصلت آية 9


الذي فيه أن أول ما خُلقت الأرض في يومين ما كان للسماء وجود


ثم إن هؤلاء العصريين لا يثبتون للسماء وجودا إنما عندهم السماء هذا الفضاء الذي يهوي وكواكب متعددة من شمس وقمر وزحل ومريخ وما إلى ذلك


أما السماء التي غير الكواكب لا يعترفون بها وأهل الشرع مجمعون على أن السماء غير الكواكب 



ففي الحديث الصحيح أن للسماء الدنيا بابا خلقه الله يوم خلق السموات والأرض مفتوحا للتوبة عرضه مسيرة سبعين سنة
هذا الجرم الكبير لايعتقده هؤلاء الفلكيون 

الذين أراد هؤلاء الساعون لكسب انتباه الناس ان يوافقوهم ويجعلوا القرآن موافقا لنظريتهم أرادوا أن يكسبوا سمعة في الناس حتى يقبل الناس إليهم 


وتراهم يتلونون إذا خاطبوا طائفة من الذين معتقدهم جهة فوق في حق الله لا يظهرون لهم هذه النظرية لا يتجرأون على إظهار متابعتهم للعصريين في هذه النظريات وإلا لكفروهم لأن زعيم هذه الطائفة قبل موته ألف كتابا قال فيه إن من قال أن الأرض كروية كافر 


وإذا خاطبوا طائفة أخرى من الناس يرونهم شيئا آخر ثم هؤلاء التائهون كيف غفلوا عن أنهم بما يفعلون 
جعلوا القرآن عرضة للنقض كما أن النظريات عرضة للنقض في اعتقاد العصريين أنفسهم 



ومن جملة ذلك كانت نظريتهم التي شهرت وهي أن الشمس واقفة في الفراغ لا حركة لها مطلقا ثم رأوا نظرية مخالفة لها وهي قولهم إن لها حركة حول نفسها وحول شيء آخر ضمن مجرة أخرى


فهل إذا نقضت نظرية (Big Bang)
يقولون بأن القرآن أتى بخلاف الواقع؟



وبذلك يصل أعداء الدين إلى مبتغاهم وهو تكذيب القرآن لضرب الإسلام فما بال هؤلاء الذين يردون النص القرآني لموافقة نظرية غير قطعية عند قائليها ؟
أيجعل القرآن تابعا لغيره وهو الجدير بأن يكون متبوعا ؟


أما معنى قوله تعالى 
((والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون ))
بأييد أي بقوة لموسعون أي قادرون فليس معناه أن الأرض في اتساع دائم كما زعم بعض العصريين 




لقد أراد بعض هؤلاء أن يجذبوا انتباه الناس إليهم فتبعوا النظريات العصرية المتأرجحة بين الشك والظن وجعلوا القرآن ذا العلم القطعي تابعا وهو الأحق أن يتبع 

فقال أحدهم ما نصه 
((وفي الآية 11من سورة فصلت يقول الله تعالى ((ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين)) في إشارة إلى أن المادة الأولى التي خرجت منها السموات والأرض كانت دخان ))
وقالوا قبلها ما نصه ((ثم أخذت هذه الغازات الساخنة تتجمع وتتكاثف بفعل الجاذبية مشكلة ما يشبه الدخان وظهر منها النجوم والكواكب ومنها كوكبنا الأرضي ونظامنا الشمسي وبفعل هذا الانفجار الكبير فإن المجرات في هذا الكون هي في حالة ابتعاد بعضها عن بعض بشكل دائم أو بعبارة أخرى فإن الكون بحالة توسع دائم منذ اللحظة الأولى لولادته ))




وهذا الكلام باطل من وجوده وسنرده من خلال أقوال أهل التفسير المعتبرين وأقوال أهل اللغة العربية
أولا:قوله ((كوكبنا الأرضي ))مخالف للغة والواقع وهو الذي يدعي مناصرة القرآن العربي


فالكوكب لغة هو النجم كما قال صاحب القاموس فصل الكاف باب الباء ((الكوكب النجم كالكوكبة ))


ومعروف أن الأرض ليست نجما لأنها ذكرت في القرآن مستقلة عن النجوم وعن السماء فهذه أمور متغايرة ليست من جنس واحد 
حتى ذكر في تفسير قوله تعالى 
((فلا أقسم بالخنس الجواري الكنس ))سورة التكوير/15_16
قال الجمهور الدراري السبعة الشمس و القمر وزحل وعطارد والمريخ والزهرة والمشتري 
ولم يذكر فيها الأرض فهي شيء غير النجوم 


ثانيا 
:قوله في حالة توسع مستمر محرفا للآية ((و السماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ))سورة الذاريات /47
زاعما أن قوله تعالى (( وإنا لموسعون)) يوافق هذه النظريةفخالف اللغة وجهل أن أوسع يُوسع فهو مُوسع بمعنى قادر أما التوسعة يقال :وسّع يوسّع التوسيع
قال القرطبي (الجامع لأحكام القرآن ص360ج17)في تفسيره لهذه الآية ومعنى بأيد أي بقوة وقدرة 



وعن ابن عباس وغيره (وإنا لموسعون )قال ابن عباس :لقادرون 

وقيل أي وإنا لذو سعة وبخلقها وخلق غيرها لا يضيق علينا شيء نريده 


وقيل : أي وإنا لموسعون الرزق على خلقنا 

عن ابن عباس أيضا الحسن : وإنا لموسعون الرزق بالمطر 


وقال الضحاك :أغنيناكم 


وقال القتبي :ذو سعة على خلقنا 
والمعنى متقارب 


وقيل جعلنا بينها وبين الأرض سعة 


الجوهري :وأوسع الرجل أي صار ذو سعة وغنى ومنه قوله تعالى: ((والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ))
أي أغنياء قادرون فشمل جميع الأقوال.


وقال في القاموس فصل الواو باب العين:وأوسع صار ذا سعة ..,وإنا لموسعون أغنياء قادرون 



فلم يفرق هؤلاء التائهون بين موسع وموَسّع وكل هذا إمعانا في السعي خلف الجديد من غير تحقيق 


ثالثا: أما قوله: 
((يقول الله تعالى :ثم استوى إلى السماء وهي دخان وقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين في إشارة إلى المادة الأولى التي خرجت منها السموات و الأرض كانت دخان 



فنقول قوله ((المادة الأولى)) فيه إنكار لما ثبت في القرآن والحديث الصحيح الذي لا خلاف في ثبوته 


أما القرآن فقوله تعالى 
((وجعلنا من الماء كل شيء حي ))

فإذا كان كل شيء حي أصله الماء فمن باب أولى أن يكون الجماد أصله خلق من ماء وذلك لأن الحي أشرف من الجماد 


وأما الحديث فما رواه ابن حبان وابن ماجه من حديث أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: 
((كل شيء خلق من ماء)) 


ولفظ ابن حبان أن أبا هريرة قال قلت يا رسول الله إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني فأنبئني عن كل شيء قال 
((إن الله تعالى خلق كل شيء من الماء )) 

وفي لفظ ((كل شيء خلق من ماء ))



وروى السُّدّي بأسانيد متعددة عن جماعة من الصحابة أن رسول الله قال 
((إن الله لم يخلق شيئا مما خلق قبل الماء)) 


فيتبين بذلك أن الماء هو أصل جميع المخلوقات وهو أول الخلق فمن الماء خلق الله العالم
ويجدر أن نبين أن استوى هنا معناها كما بينه أبو حيان في تفسيره وغيره من علماء أهل السنة واللفظ لأبي حيان 


والاستواء مجاز عن تعلق قدرته بما يفعل بالسماء وضمن معنى عمد فلذلك عدي بإلى
و(ثم) هذه بعض الناس قد يفهم منها حدوث المشيئة لله وهذا خلاف العقيدة الصحيحة 
ثم ليست في كل محل لتأخير الحصول وقد تأتي بمعنى الواو 


يقال في اللغة :
زيد عالم 
ثم إنه شاعر 
ليس معناه أنه بعد أن صار عالما تعلم الشعر فثم هنا بمعنى الواو أما في الغالب لاستعمالها تكون للتأخر حصول ما بعدها عما قبلها هذا الغالب 


قال الشاعر 
إن من ساد 
ثم ساد أبوه ثم قد ساد قبل ذلك جده 
هذا شعر فصيح يبين أن ثم تأتي بمعنى الواو ليس للتأخير 



الجاهل بتصاريف اللغة لما يأتي إلى هذه الآية 


((إن ربكم الله الذي خلق السموات و الأرض في ستة أيام 
ثم استوى على العرش))


يظن أن الله تعالى حدث له الاستواء على العرش بعد أن لم يكن مستويا عليه 
أما من يعرف أن ثم تأتي بمعنى الواو لا يتوهم هذا 


ثم استوى على العرش أي وقد كان مستويا على العرش أي قاهرا هذا المعنى المراد 



بعض من لم يعرف عقيدة أهل الحق يقولون : الله تعالى نزل إلى الأرض سوى الأرض خلق الأرض 
ثم صعد إلى فوق فسوى السموات ثم صعد إلى العرش فقعد عليه 
هؤلاء كفار إذا ماتوا على هذا فهم خالدون في جهنم لأنهم جعلوا الله حادثا لأن الذي يتحول من حال إلى حال مخلوق 



الله شاء بمشيئته الأزلية وجود الأرض قبل السماء ثم وجود السماء بعد ذلك أما العرش فموجود قبل الأرض و السماء بكثير

فرق كبير بين ظن هؤلاء وبين معنى الآية الذي هو المراد 


هؤلاء جعلوا الله مثل إنسان بنى في بطن الوادي بيتا ثم صعد إلى أعلى الجبل بنى هناك بيتا ثم ارتقى إلى مكان أرفع من ذلك بمسافات بعيدة فجلس على سرير كبير جعلوا الله مثل ذلك 


رابعا

أما قوله
 فقد شمل السموات والأرض بأن المادة الأولى التي خلقتا منها هي الدخان 

علما بأنه كما يظهر من ظاهر الآية((ثم استوى إلى السماء وهي دخان ))

لم يذكر الأرض هنا ثم في الآية ((فقال لها و للأرض )) فليس في ذلك أن الأرض كانت دخانا إنما ((وهي

دخان )) متعلقة بالسماء وليس بالأرض فكيف يحرف هذا المشدوه هذه الآبة لتوافق هواه ؟



أما لو قال أن السماء في أحد مراحل خلقها كانت دخانا فهذا لا مانع منه شرعا وهو

ظاهر الآية وهذا الدخان أصله الماء 

فيكون الماء هو أصل السماء وليس كما قال بأن المادة الأولى التي خرجت منها السموات والأرض كانت 

دخانا 

وكأنه غاب عن هذا التائه أن أصحاب هذه النظرية العصرية ينكرون السماء أصلا فهم لا يثبتون للسماء 

وجودا إنما عندهم السماء هي هذا الفضاء الذي يحوي كواكب متعددة من شمس وقمر وزحل ومريخ 
وما إلى ذلك 

أما السماء التي غير الكواكب لا يعترفون بها 

وأهل الشرع مجمعون على أن السماء غير الكواكب
فهؤلاء العصريون يزعمون أن هذا الأزرق الذي نراه فوقنا إن هو إلا تكثفات للطبقات الجوية 


وليست جسما صلبا وهذا مخالف للقرآن وللحديث 


فالله تعالى يقول في سورة الملك ((الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ))سورة الملك /3-4



قال القرطبي في تفسيره [ج:18 ص136]


*وقال أبو عبيدة :يقال تفاوت الشيء أي فات ثم بأن ينظروا في خلقه ليعتبروا به فيتفكروا في قدرته 


فقال : فارجع البصر هل ترى من 
فطور أي اردد طرفك إلى السماء ويقال قلب البصر في السماء ويقال اجهد بالنظر إلى السماء و المعنى متقارب وإنما قال فارجع بالفاء وليس قبله فعل مذكور لأنه قال :ما ترى 
والمعنى انظر ثم ارجع البصر هل ترى من فطور 

قاله قتادة 


والفطور الشقوق عن مجاهد والضحاك 


وقال قتادة من خلل


السُدّي من خروق 


ابن عباس من وهن 


وأصله من التفطر و الانفطار وهو الانشقاق 


قال الشاعر :
بنى لكم بلا عمد سماء 
وزينها فما فيها 
فطور 
وقال آخر :
شققت القلب ثم ذررت فيه 
هواك فليم فالتأم 
الفطور 
تغلغل حتى لم يبلغ شراب 
ولا سكر و لم يبلغ سرور [/


ثم قال قوله تعالى ((ثم ارجع البصر 
كرتين ))
كرتين في موضع المصدر :لأن معناه رجعتين أي مرة بعد أخرى 
وإنما أمر بالنظر مرتين لأن الإنسان إذا نظر في الشيء مرة لا يرى عيبه ما لم ينظر إليه مرة أخرى


فأخبر تعالى أنه وإن نظر في السماء مرتين لا يرى فيها عيبا بل يتحير بالنظر إليها 
فذلك قوله تعالى ((ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ))
أي خاشعا صاغرا متباعدا عن أن يرى شيئا من ذلك 


فأنت ترى أن الآية فيها أمر بالنظر إلى السماء للاستدلال على عظمة قدرة الله فلو كان ما فوقنا ليس السماء المرادة من الآية لم يكن لهذا الأمر معنى 


وقد قال رسول الله 
صلى الله عليه وسلم
((ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر ))



أبو ذر الغفاري رضي الله عنه الرسول مدحه فقال ((ما أقلت الغبراء ))أي ما حملت الأرض 


((ولا أظلت الخضراء ))أي السماء

((أصدق لهجة))أي كلاما 

((من أبي ذر ))معناه أبو ذر رضي الله عنه متمكن في الصدق
من أصدق خلق الله 


في هذا الحديث الدليل على أن
 السماء خضراء وهي التي تبدو للنظر عندما يكون الجو صحوا تاما هي فوق الشمس والقمر وكل الكواكب هي بعيدة 


فهل ينكر هؤلاء التابعون وجود السماء إذا أنكره أصحاب النظريات العصرية 
أم يؤولون القرآن فيحملونه ما لا يحتمل ليوافق هذه النظريات 



ولا غرو لقد بات يخشى على بعض العوام من أبناء المسلمين إن قال لهم هؤلاء العصريون لا وجود للجنة و لا للنار أن يوافقوهم فيهلكوا
في جريان الشمس والزلازل والمد والجزر.

الدليلُ على أن الشمسَ تتحركُ قولُ الله تعالى: {
والشمسُ تجري لمستقرٍ لها}

وقوله تعالى حكاية عن إبراهيم لما حاجَّ النمرود قال: 

{
فإن الله يأتي بالشمسِ من المشرق فأتي بها من المغرب}

أما استدلالُ بعضِ الناسِ بقولـه تعالى:{وكلٌ في فلكٍ يسبحون} على حركة الأرضِ بزعمهم 


فالجوابُ أنّ هذا راجعٌ إلى ما قبله وهو ما في قوله تعالى: {
لا الشمسُ ينبغي لها أن تُدركَ القمرَ ولا اليلُ سابقُ النهار} 

معناهُ هؤلاءِ الأربع كلٌ لـه مدارٌ الشمسُ والقمرُ والليلُ والنهار فلا دَخلَ للأرضِ في ذلك وقد كانَ أناسٌ في الجاهليةِ يقولونَ الأرضُ تدورُ على قُطبٍ كالرّحى 

فردَّ عليهم صاحبُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حذيفةُ بن اليمانِ وأنكرَ قولَهم الأرضُ تدورُ واستشهدَ بقوله تعالى: {إن الله يُمسِكُ السمواتِ والأرضَ أن تزولا} 

وقال الإمامُ عبدُ القاهرِ بنُ طاهر في كتابِ أصولِ الدينِ:

أجمعت الأمة حتى اليهودُ والنصارى على ثبوت الأرض. والقول بأن الشمس واقفة والأرض تدورُ حولَها يُؤدي إلى أنّ كلَّ نقطة من الأرض مَشرِقٌ ومَغرِبٌ. والشمسُ جسمٌ كبيرٌ ينبعثُ منه ضوءُ حارٌّ.

أما الزلازل فهذه تحصلُ بتحريك المَلَك، مَلَكُ الجبال إذا أمرَه اللهُ أن يُحرِّكَ جبلا يُحرِّكُه فيهتزُّ ما يليه. 
وأما المدُّ والجزْرُ يحصلُ بفعلِ الله ليسَ لـه دافعٌ طبيعيٌّ كما يدّعونه. وأما النجومُ كلُُّها في الفضاء بين السماء والأرض. الشمس ليست أكبر من الأرض وإلا لأضاءت كلُّ الأرض في ءان واحد.

الشمس جُرمُها أصغر من جُرم الأرض ، وهي ليست بعيدة كما يتخيّل الطبيعيون ، 
يوهموننا بأنها بعيدة ملايين السنين الضوئية على زعمهم ،
ولا يوجد شيء إسمه سنة ضوئية ، ولكن فهمهم عاجز.
المسافة بين الأرض والسماء أخبر عنها الرسول ، وهي تقاس بمسيرة الراكب خمسمائة عام.
وهذا يناقض نظرياتهم الباطلة.

وخطأ ما يدّعونه أن أشعة الشمس تحتاج إلى سنين لتصل إلى الأرض.
بل هي تصل في نفس اللحظة.

الرد على ما يسمى نظرية الاستنساخ

يقول الله تعالى ﴿إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ﴾ أي من نطفة قد امتزج فيها الماءان ، ماء الرجل وماء المرأة .

بعد هذه الآية القرءانية العظيمة وبعد قول الله تعالى ﴿فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾ لا عبرة بكلام تلك الطائفة الشاذة المسمون بالرائين أو بالرائليين التي تدعي اليوم أنها تستنسخ البشر، ويريدون بذلك أن الولد على زعمهم يولد بأخذ شىء من جسم الرجل يسمونه خلية غير المني غير ماء الرجل ووضعه في رحم المرأة فتحمل منه بولد مشابه لهذا الرجل وهذا كذب وباطل ومعارض للقرءان الكريم ، معارض لقول الله تعالى ﴿إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ﴾ أي من نطفة قد امتزج فيها الماءان ماء الرجل وماء المرأة ومخالف لقوله تعالى ﴿فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ﴾

فمني الرجل يرشح من صلبه أي ظهره ومني المرأة يرشح من الترائب وهي عظام الصدر، فالله عز وجل أثبت وجود المائين مني الرجل ومني المراة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك فقال عليه الصلاة والسلام:" إذا علا ماء الرجل ماء المرأة أخذ الشبه وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أخذ الشبه " هذه الطائفة الشاذة التي تزعم أن أصلهم من كوكب خارج الأرض وأنهم استوطنوها لفترة ثم يعودون لوطنهم الأم غير الأرض وهم ينتظرون ذلك اليوم ينتظرون صحنًا طائرًا يأتي ويأخذهم وقد مات جمع منهم على جبل في النمسا وهم ينتظرون الصحن الطائر المزعوم ، هذه الطائفة أرادت الظهور فأثارت هذا الموضوع المسمى بالاستنساخ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم ثبتنا على التمسك بالقرءان العظيم يا رب العالمين .

ملحق في الرد على الذين يسمون أنفسهم الرائيليين

يقول حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: "وخُتم بيَ النّبيّون " صدق رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وكذب (كلود فوريلون) الذي يسمّي نفسه رائيل ويزعم أنّه خاتمة الأنبياء وأنّه أخ غير شقيق لسيدنا عيسى عليه السلام، وعلى زعمه أنّ سيّدتنا مريم عليها السلام قد أنجبت سيّدنا عيسى بعدما التقت بشخص من الفضاء الخارجي والعياذ بالله تعالى. ويقول بما يسمّى نظرية الاستنساخ التي بينّا بُطلانها ومخالفتها للكتاب والسُنّة، مخالفتها لدين الإسلام العظيم .

أودّ أن أعطيكم فكرة أي نبذة عن هذه الطائفة الشاذّة وعن زعيمهم (كلود) الفرنسي الجنسية الذي يسمّي نفسه اليوم (رائيل) مَنْ أَنجبته أمّه بعلاقة غير شرعية مع لاجئٍ يهوديٍّ عام 1946 الذي يزعم أنّه التقى بكائنات فضائية كانوا على متن صحنهم الطائر، وحاول هذا المخبول بناء سفارة لاستقبال هذه الكائنات على زعمه في القدس إلا أنّه لم يحصل بعد على موافقة الدولة اليهوديّة وهو يفكر أن يبنيها في مصر ويجمع التبرّعات لذلك، وإذا نظرتم إلى صورته في الصحف تجدونه جَمع خِصلة من شعر رأسه ورَفعها زاعمًا أن هذا هو (الأنتان) الذي يتصل به بتلك الكائنات.

لا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم، بالله عليكم أليس هذا بشىءٍ مضحكٍ، ولكن المُبكي أنّ من النّاس وللأسف يصدّقون هذه الخرافات ويصدّقون ما يسمّى بنظريّة الاستنساخ.

فيا أيّها الأحبّة المؤمنون لا تصدّقوا كلّ ما تشاهدونه أو تسمعونه في التلفزيون وليكن ميزانكم ميزان الشرع وليس الأقاويل والافتراءات التي يزعمها بعض النّاس مثل هذه الطائفة التي نشرت عنها إحدى الصحف تحقيقًا كشفت فيه عن الممارسات الشاذّة والانحلال الخلقي الذي يحصل بينهم، فنسأل الله تعالى أن يحفظنا ويحفظ أولادنا ونسأله تعالى السلامة في الدنيا والآخرة إنّه على كل شىء قدير



التَحذِيرُ مِن نَظَرِيَّة دَارْوِين

لِيُعْلَم أنَّ الإيمانُ بالله وبما جاءَ عن الله والإيمانُ برسول الله وبما جاءَ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم لا بُدَّ منه ليُحافظ المرءُ على دينه.
فمِنْ هنا كان لا بُدَّ مِن الإعراضِ عَن كُلِّ ما يُخالف دِينَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. فكُلُّ كَلامٍ فيه تَكذيبٌ للقُرءان أو كلامٍ فيه تَكذيبٌ لِكَلامِ رَسول الله صلّى الله عليه وسلم فلا بُدَّ مِن نَبْذِه والتَّحذيرِ مِنه.

ومِن ذلك ما يُسَمَّى بنَظَرية النُّشوء والإرتِقاء والتَّطَوُّر التي جاءَ بها رَجُلٌ اسمه "داروين darwin" والتي يَقولُ فيها: "إنّ الإنسانَ أصْلُهُ قِردٌ ثم تَرَقَّى حتَّى صارَ هذا الإنسانَ".
فهذه النظرية مَن اعتَقَدها أو شَكَّ في احْتِمالِ كَونِها صَحِيحةً فهذا والعياذُ بالله مُكَذِّبٌ لدِينِ اللهِ خارِجٌ عَن مِلَّةِ المُسْلِمِين.
فالمُسلم يَعْتَقِدُ أنَّ ءادمَ علَيه السّلامُ هو أَوَّلُ البَشَر وهو أوَّلُ الأنبياءِ علَيهِم السّلامُ. كانَ جَمِيلَ الشَّكْلِ وجَمِيل الصَّوت كسائِر الأنبياءِ، ومِنهُ خَلَقَ اللهُ تعالى سائِرَ البَشَرِ، قال تعالى: ﴿يا أيُّها النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم الذي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ واحِدةٍوَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيرًا وَنِساءً﴾ فالنَّفْسُ الواحدةُ هي نَفْسُ ءادمَ عليه السَّلامُ ثُـمَّ خَلَقَ اللهُ تَعالى مِن ءادمَ حَواءَ التي خُلِقَتْ كَبِيرَةً مناسِبَةً لِطُولِ ءادمَ، ثُـمَّ مِن ءادمَ وَحَوَّاءَ جاءَت الذُّريّةُ.
قال عليه الصلاة والسلام ما بعث الله نبيا إلا حسن الوجه حسن الصوت وإن نبيكم أحسنهم وجها وأحسنهم صوتا
وقال الله تعالىلقد خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم.الله خلق الإنسان فى أحسن صورة.
والدَّلِيلُ علَى نُبُوَّةِ ءادمَ علَيه السّلامُ الذي هُو أَوَّلُ البَشَر قَولُه تعالى﴿إنَّ اللهَ اصْطَفَى ءادَمَ ونُوحًا وءالَ إبراهِيمَ وءالَ عِمْرانَ علَى العالـَمِينَ﴾ فَقَد قالَ الطَّبَرِيُ في تَفسيره لهذه الآيةِ: "فَضَّلَهُم اللهُ علَى العالَمِينَ بالنُّبُوَّة علَى النَّاسِ كُلِّهِم، كانُوا هُم الأنْبِياءُ الأَتْقِياءُ".
وقد رَوَى ابنُ حِبَّانَ في صَحِيحِه عَن أبي ذَرٍّ قالَ: قُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ كَم الأنبياءُ؟ فقالَ علَيه الصلاةُ والسلامُ: "مائةُ أَلْفٍ وأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا" قُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ كَم الرُّسُلُ مِنْهُم؟، قال"ثَلاثُـمائَةٍ وثَلاثَةَ عَشَرَ جـَمًّا غَفِيْرًا"، قلتُ: يا رَسولَ اللهِ مَن أَوَّلُهم؟، قال: "ءادَمُ"، قلتُ: يا رَسولَ الله نَبِـيٌّ مُرْسَلٌ؟، قال"نعم".
لقَد كانَ أوَّلُ البَشَرِ سَيِّدُنا ءادَمُ علَيه السَّلامُ نَبِيًّا ورَسُولًا بِإجْماعِ أَهْلِ العِلْمِ مِن المُسْلِمِينَ ولا يُنْكِرُ ذَلِكَ إلا كافِرٌ، فلَمَّا ثَبَتَتْ نُبُوَّةُ ءادَمَ الّذي هُو أصلُ البشر، اسْتَحالَ أن يَكُونَ أصْلُ الإنْسَانِ قِرْدًا، ومَن قال ذَلِكَ فكَأَنَّهُ يَقُولُ عَن سَيِّدِنا ءادمَ إنَّهُ كان قِرْدًا.
والنبيّ عليه الصلاة والسلام يقولُ فيما رواه الترمذي: "ما بَعَثَ اللهُ نَبِيًّا إلا حَسَنَ الوَجْهِ حَسَنَ الصَّوْتِ وإنَّ نَبِيَّكُم أَحْسَنُهُم وَجْهًا وَأَحْسَنُهُم صَوْتًا".
فنَظَرِيَّةُ "داروين darwin" المَذكُورةُ باطِلَةٌ فاسِدة تُخالِفُ عَقِيدَةَ المُسْلِمِينَ وَتُخالِفُ ما جاءَ في القُرْءانِ، والحَقُّ أَحَقُّ أنْ يُتَّبَعَ.
وكَذلِكَ لِيُحْذَرْ مِمّا يَذْكُرهُ البَعْضُ مِن أنَّ الفِينِقِيّينَ هُم أوَّلُ مَن اخْتَرَعَ الأَحْرُفَ وَقَبْلَ ذَلِكَ كانَ النَّاسُ لِزَعْمِهِم يُشِيرُون إلى الأَشْياءِ لِقَضَاءِ حاجاتِهِم فَهذا كَلامٌ باطِلٌ مَرْدُودٌ. فنَحنُ المُسْلِمين نُؤْمِنُ بِما وَرَدَ في القُرءانِ وبما جاءَ عَن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ علَيه وسَلَّمَ وَلا نَقْبَلُ بِأَيِّ كَلامٍ يُعارِضُ القُرءانَ وكَلامَ الرَّسُولِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّمَ، فالله تعالى يقول﴿وعَلَّمَ ءادَمَ الأَسْماءَ كُلَّهَا﴾.
لَقَد عَلَّم اللهُ تَعالَى ءادَمَ أَسْماءَ كُلِّ شَىءٍ، وكانَ يَعْلَمُ اللُّغاتِ ويَتَكَلَّمُ باللُّغَةِ السُّرْيانِيّةِ. فاللهُ تَعالَى أَرْسَلَ الأَنْبِياءَ في غايَةِ الكَمَال يُحْسِنُونَ التَّعْبِيرَ لِيُبَلِّغُوا الرِّسالَةَ الّتي أَمَرَهُم اللهُ بِتَبْلِيغِها، وفي غايَةِ الجَمَالِ لا يَنْفِرُ النّاسُ مِنْهُم وَلا يَشْمَئِزُّونَ.

  
مسألة بيان ان القمر لا يستمد نوره من الشمس


قال الشيخ رحمه الله:

الدليل على أن القمرَ منيرٌ بذاته ولا يستمِدُ نورَهُ من الشمسِ 

قولُه تعالى
: {وجعلَ القمرَ فيهنَّ نورا}

معناهُ القمرُ يُضيءُ السمواتِ السبع. وهو ينبعثُ منه ضوءٌ معتدلٌ
لا حارٌّ ولا باردٌ
.

والجوابُ عن سؤالِ مَن يسألُ لِماذا يتضاءَلُ نورُهُ ويزدادُ؟

إنَّ هذا بِخلْقِ الله ليسَ لـهُ سببٌ ظاهرٌ.

وأما الكسوفُ والخسوفُ فيحصلُ بِحجْبِ اللهِ ضوءَ الشمسِ والقمرِ 

تخويفًا للعبادِ حتى يستعدوا للآخرةِ لأنّ في ذلكَ بيان أنَّ الدنيا لا تستمرُ على حالٍ واحدٍ
.
قال تعالى: {وجعلنا سراجاً وهّاجاً} سورة النبأ، أي وقّاداً عن الشمس

قال تعالى: {
تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيرا} سورة الفرقان، سراجاً أي الشمس

القمر لا يستمد نوره من الشمس بل هو مضيئ بذاته

قال تعالى : {هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً} سورة يونس

قال تعالى: {
وجعل القمر فيهنّ نوراً وجعل الشمس سراجا} سورة نوح ، سراجاً يعني مصباحاً مضيئاً وهو أقوى من نور القمر

إذاً واضح من الآيات وفيها دليل على أن الشمس وقّادة مضيئة بذاتها لها ضوء

وسمّى الله القمر منيراً أي ينير بذاته


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا يصح الصوم كله فرضه ونفله مقيّده ومطلقه إلا بنية

 قال شيخ المالكية أبو القاسم بن الجلاب في التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس رحمه الله، باب النية في الصوم، (فصل) النية (ولا يصح الصوم كله فر...