أدِلّة على تكفير اليهود والنصارى
الحمد لله القائل في محكم التنزيل: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {85} كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {86} أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ {87} ) آل عمران
وقال الله تعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } (30) سورة التوبة
وقال الله تعالى {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ } ( 17 ) سورة المائدة
وقال الله تعالى {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ } (73) سورة المائدة
ويقول الله تعالى : (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ {70} ) آل عمران .
ويقول: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ {65})المائدة.
وقال الله تعالى {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } (112) سورة
ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (ما مِن يهوديٍّ أو نصرانيٍّ يسمعُ بي ثم لا يؤمِنُ بي وبِما جِئْتُ به إلا كان مِن أصحابِ النار)
ونقل القاضي عِياض المالكي في كتابه الشِّفا بِتعريفِ حقوقِ المصطفى الإجماعَ على تكفيرِ كُلُّ مَن دانَ بِدينٍ غيرَ الإسلامِ فقال ( وأجمعوا على تكفيرِ كُلُّ مَن دانَ بدينٍ غيرَ الإسلامِ وعلى تكفيرِ كل مَن لم يُكفرهُم أو شكَّ أو توقّف ) والدليلُ على وجوبِ الأخْذِ بالإجماعِ وأنَّ إجماعَ الأمّةِ لا يُخطِئُ بالمرة قوله تعالى {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا } (115) سورة النساء
وقال الإمام القرطبي هذه الآيةُ دليلٌ على أن الإجماعَ حُجَّةٌ في دين الله. وقال عليه الصلاة والسلام ( إن اللهَ لا يجمعُ أمّتي على ضلالة فإذا رأيتُم اختلافاً فعليكُم بالسواد الأعظم – أي جمهورُ الأمة – ومن شذّ فقد شذّ في النار )
وَلِيُعلَم أنّ أصْدقَ كلمةٍ قالتها اليهودُ { وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ } (113) سورة البقرة وأصْدقَ كلمةٍ قالتها النصارى
{ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ } (113) سورة البقرة
فاليهود والنصارى لا يؤمنون بنبينا صلى الله عليه وسلم, ولا يتبعونه, مخالفين قوله تعالى: ( لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ{1}رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً{2} فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ{3}وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ{4}) البينة.
ولا يؤمنون بالأنبياء والرسل السابقين وصدق الله: ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا {150} أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا{151} ) النساء.
ومن الأدلة :{ وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} [البقرة:120]
فماذا بقي بعد هذا البيان من الله عزّ وجلّ ؟!
وهناك مسألة أخيرة تتمثل بمناداة بعض أبناء المسلمين لليهود والنصارى بالأخوة ! فيقولون: إخواننا النصارى ! ونسوا أو تناسو قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ...{10} ) الحجرات .
وقوله: (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ {35} مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ {36} ) القلم .
ومن لم يعتقد بأن دين الإسلام ناسخ لما قبله من الأديان, وأن على كل أحد من الناس أن يتبع هذا الدين كائناً ما كان دينه قبل ذلك, فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم, لأن رسالته ناسخة لما قبلها من الأديان، وأن على كل أحد من الناس أن يتبع هذا الدين القويم لقوله تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ... {158} ) الأعراف .
وما ذكرناه بحق اليهود والنصارى يدل قطعاً ويقيناً على أنهم كفار ومشركون, وليسوا أبداً مؤمنين ! وفي النار هم خالدون .
فالحمدُ للهِ على نِعمَةِ الإسلامِ وكفى بها مِن نِعمَة , فَمنْ أُعْطِيَ الإيمانَ ومُنِعَ الدنيا فكأنّما ما مُنِعَ شيئاً ومن أُعْطِيَ الدنيا ومُنِعَ الإيمانَ فكأنّما ما أُعْطِيَ شيئا
فإذا اسْتَبْقَتِ الدنيا على المرءِ دينَهُ فما فاتَهُ منها فليس بِضائرِ
فائدة : العِلمُ لا يُعطيكَ بعضَهُ حتى تُعطيهِ كلّكَ
ونقول في الخِتام أنّهُ لو كان اللهُ يُحِبُّهم لَرزَقهم الإسلامَ ولكن اللهَ لا يُحبُّ الكافرين فقد قال تعالى {قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ } (32) سورة آل عمران
ويقول تعالى {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا } (125) سورة
ويقول تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } (102) سورة آل عمران
فَلَو كان غير المسلمينَ يدخلونَ الجنّةَ لَما كان هناكَ فَضْلٌ للإسلام,وهذه الآيةُ دليلٌ على أنَّ النّجاةَ لا تكونُ إلا بالإسلام ,
وقد قال الرسولُ في الحديثِ الذي رواه الترمذي (إنَّ الجنّةَ لا يدخلُها إلا نفسٌ مُسلِمة )
ويقول تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا } (136) سورة النساء
معناه أثبتوا على الإيمان,
نسأل الله الهداية، وصلى الله على نبينا محمد. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
اللهُمَّ يا ولِيَّ الإسلامِ وأهله ثَبِّتنا على الإسلام حتى نلقاك به
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق