الحمد لله الذي لا شريك له، ولا ضد ولا ند ولا زوجة ولا ولد له، ولا شبيه ولا مثيل له، ولا جسم له، ولا حجم ولا جسد ولا جثة له، ولا صورة ولا كيفية ولا كمية له، ولا أين ولا جهة ولا حيّز ولا مكان له، كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان، فلا تضربوا لله الأمثال، ولله المثل الأعلى، ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر، وأشهد أن سيدنا ونبينا وعظيمنا وقائدنا وقرة أعيننا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى كل رسول أرسله.
أما بعد،
فإن الله سبحانه وتعالى يقول في القرءان الكريم: "قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" (سورة البقرة / ءاية: 111) (سورة النمل / ءاية: 64)، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "البيّنة على المدعي واليمين على من أنكر "
سنتكلم عن مسألة مهمة جدًا وهي إذا كنا في كلام مع المشبهة مع الوهابية وأمثالهم وقالوا عن الله إنه قاعد أو جالس أو بذاته في السماء أو بذاته على العرش أو قالوا الله معنا حقيقة أو قالوا الله فوق العرش حقيقة، هذه الألفاظ كلها هم يستعملونها وموجودة في مؤلفات زعمائهم موجودة في كتب مشايخهم. ولفظ القاعد أو جالس إضافتها إلى الله كفر صريح، لم يرد في القرءان ولا في السنة ولا في كلام علماء الأمة إضافة الجلوس إلى الله أو إضافة القعود إلى الله، زعماء الوهابية أضافوا ذلك إلى الله
من مراجع الوهابية ابن تيمية وهو الرأس الأول عندهم، لأن محمد بن عبد الوهاب اخذ كثيرا من أفكاره من كتب ابن تيمية. ابن تيمية متقدم في الزمان على محمد بن عبد الوهاب، لأن ابن تيمية مات في أوائل القرن الثامن الهجري كان قبل محمد بن عبد الوهاب. توفي ابن تيمية سنة 728 للهجرة وتوفي محمد بن عبد الوهاب سنة 1206 للهجرة،. أين قال ابن تيمية عن الله قاعد وجالس في عدة كتب من كتبه. من هذه الكتب عنده كتاب وهو أشهر كتبه فيما بين الوهابية والمشبهة المجسمة، واسمه "مجموع الفتاوى"،. في المجلد الرابع من كتاب "مجموع الفتاوى" ص: 374 يقول ابن تيمية فقد حدَّث العلماء المرضيون وأولياؤه المقبولون بأن محمدًا رسول الله يجلسه ربه معه على العرش، وهذا كفر صريح.كتاب ثانٍ لابن تيمية اسمه "شرح حديث النزول"، وهذا الكتاب أيضًا من أشهر كتب ابن تيمية في الأرض، ابن تيمية ألف هذا الكتاب ليثبت بزعمه أن الله حقيقة بذاته جالس على العرش،. كتاب شرح حديث النزول طبعة دار العاصمة – المملكة العربية السعودية في الرياض، ، طبع هذا الكتاب سنة 1993 طبعة جديدة مع صور للمخطوطة عنه في أوله ص: 400 من هذا الكتاب، ص: 400 من كتاب شرح حديث النزول، ماذا يقول ابن تيمية: وما جاءت به الآثار من لفظ القعود والجلوس عن النبي في حق الله، ا هـ وهذا كفر صريح لا شك فيه. إذًا هذان اللفظان قاعد وجالس أضافتهما الوهابية إلى الله تعالى. وهذا زعيمهم ابن تيمية له عدة كتب أخرى يقول فيها هذا الكلام، أما كلمة بذاته فوق العرش وبذاته في السماء موجودة في كتبهم في مجموع الفتاوى وفي شرح حديث النزول. قولهم الله حقيقة معنا وقولهم الله حقيقة فوق العرش، في كتاب لابن تيمية واسمه "الرسالة الحموية"، هذا تأليف ابن تيمية يقول فيه: والله فوق العرش حقيقة ومعنا هذه الألفاظ لا هي في القرءان ولا في السنة الثابتة ولا في اجماع الأمة، الوهابية المشبهة المجسمة يقولون نحن نتبع ولا نبتدع وكذبوا في ذلك، لماذا؟ لأنهم ابتدعوا في العقيدة، كيف ابتدعوا هذه الألفاظ والكفريات العجيبة؟ هل وردت في القرءان؟ حاشى، وهل وردت عن الرسول؟ مستحيل، يستحيل على الرسول أن يقول هذا الكلام.
. وهل أجمعت الأمة على ذلك؟ أيضًا مستحيل، لماذا؟ لأن الرسول أخبرنا أن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة،
هم ابتدعوا لأن هذه العقيدة ليست عقيدة الإسلام العقيدة التي جاء بها الرسول، فهذا يعني أنهم جاءوا بعقيدة جديدة .نقول لهم القرءان الكريم، لا يتعارض القرءان لا يتناقض القرءان لا يتضارب في القرءان، قوله تعالى: "ليْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ" (سورة الشورى / ءاية:11) وكلمة قاعد وجالس تجسيم وتشبيه صريح، فهذا الكلام يتعارض مع الآية: "ليْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ" (سورة الشورى / ءاية:11) ، فلا دليل لهم إذا من القرءان على هذه الكلمات، هم ماذا يقولون لكم؟ قال الله تعالى: "الرَّحمنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى" (سورة طه / ءاية: 5)، تقولون لهم قال استوى ما قال جلس وكلمة استوى في لغة العرب لها 15 معنى، وفي حق الله لم يرد إضافة الاستواء بمعنى الجلوس أو القعود لا في القرءان ولا في السنّة ولا في اللغة، إذًا قوله تعالى الرَّحمنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى: " (سورة طه / ءاية: 5) استوى تفسيرها بآية ثانية، وما هي؟ قوله تعالى: "وَهُوَ الوَاحِدُ القَهَّارُ" (سورة الرعد / ءاية: 16)، فالآية: "الرَّحمنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى" (سورة طه / ءاية: 5) تفسيرها بالآية الثانية، وما هي؟ قوله تعالى: "وَهُوَ الوَاحِدُ القَهَّارُ" (سورة الرعد / ، فيكون معنى قوله تعالى: "الرَّحمنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى" (سورة طه / ءاية: 5) استوى كما ورد في هذه الآية: "وَهُوَ الوَاحِدُ القَهَّارُ" (سورة الرعد / ءاية: 16)، أي أن الله متصرف في العرش وفي كل العالم كما يريد. إذًا، هذا التفسير هل ورد عن أحد من السلف؟ نعم. كلكم تعرفون سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه من أئمة السلف يقول "إن الله خلق العرش إظهارًا لقدرته ولم يتخذه مكانًا لذاته" وكلمة جلس والجلوس في لغة العرب لا يطلق إلا على التقاء جسمين، هذا جسم وهذا جسم فإذا قعدت على هذا الكرسي هذا الفعل يسمى الجلوس، لكن هل يصح في لغة العرب أن نقول الجدار جالس؟ لا، وهل يصح أن نقول في لغة العرب الشجرة جالسة؟ لا، لأن الجلوس في لغة العرب يطلق على التقاء جسمين أعلى وأسفل والجسم الأعلى له نصفان أعلى وأسفل ينثني ، لما أقعد أنا هكذا جسمي التقى بهذا الكرسي وماسه ولمسه هذا الجلوس في لغة العرب وهذا من صفات المخلوقات، فالإنس والجن والملائكة والبهائم والكلاب والقردة والخنازير والحشرات تجلس، فمن وصف الله بالجلوس وصفه بصفات هؤلاء الجن والإنس والملائكة والبهائم والكلاب والقردة والخنازير والحشرات والبقر، فالذي يقول عن ربّ العالمين جالس فقد شتمه وشبهه بكل جالس ، ولم يرد في القرءان عن الله جالس ولم يرد في الحديث عن الله جالس عَلَى العَرْشِ كما تزعم الوهابية فهذا يدل على أن عقيدتهم عقيدة كفرية وهم مجسمة مشبهة، فالآية الرحمن على العرش استوى مستحيل أن يكون معناها الجلوس لأن هذا يعارض الآية: ليْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ ُ" كلمة استوى لها عدة معان، استوى القمر أي تمّ بدرًا، استوى الطعام أي نضج، فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك أي على السفينة، فلها عدة معان الوهابية فسروها بالجلوس لأن عقيدتهم كفرية. ومن أفهم بمعاني كتاب الله هم أم سيدنا علي بن أبي طالب؟ فلم يقل إن الله جالس على العرش بل قال: "إن الله خلق العرش إظهارًا لقدرته ولم يتخذه مكانًا لذاته" فهم ويقال لهم أيضًا هل هناك أحد في الدنيا من الصحابة أو الأولياء أو التابعين أو الفقهاء أو أحد المسلمين سمى أحد أبنائه عبد القاعد أو عبد الجالس؟ لا لأن هذا الاسم ليس مدحًا يليق بالله، أما عبد الواحد أو عبد القادر أو عبد القهار فالله سمى نفسه الوَاحِد القَهَّار" (سورة الرعد / ءاية: 16)، الوهابية يكذبون القرءان فيكونون بذلك قد كفروا، ويقال لهم أنتم ابتدعتم، ويقال لهم الله نزه نفسه عن الجسم وعن الحجم وأنتم قلتم جالس وقلتم قاعد وهذه صفات الجسم والحجم، فبهذا أجزتم على الله ما يجوز على المخلوق والمخلوق يجوز عليه الفناء والعجز والضعف والتغير والتطور والخرف والجنون وغير ذلك من الصفات أي كل الصفات التي تجوز على المخلوقين، وهذا الكلام ينافي القرءان. قال إمام أهل السنة والجماعة أبو الحسن الأشعري: "ما أطلق الله على نفسه أطلقناه عليه وما لا فلا". فتقولون لهم كيف تعتبرون هذا مدحا لله وهذه صفة المخلوق والله لم يسم نفسه بها بل أنتم سميتموه بها وبذلك تكونون قد كذبتم القرءان وشبهتم الله بالقردة والخنازير
فمصادر التشريع هي الكتاب السنة والإجماع والقياس ولم يرد في شىء من ذلك إطلاق هذه الصفات على الله تعالى، وسيدنا علي بن أبي طالب هو من أئمة السلف قال:من زعم أن الله محدود فقد جهل الخالق المعبود"، فسيدنا علي كفّر الذي يقول إن الله حجم أو إنه بذاته على العرش أو أنه جالس أو جسم، ومن جهل الله كان كافرًا به رواه أبو نعيم في الحلية. هذا رواه أبو نعيم وهو من السلف وهم يدعون أنهم سلفية، وسيدنا علي من السلف وحرام في شريعة الله أن نسميهم سلفية فهم يوهمون الجهال أن هذه التسمية معناها أنهم على حق لذلك لا يجوز أن نقول لهم سلفية هم فى الحقيقة ضد السلف...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق