بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 13 أكتوبر 2019

هاكم جواهر في العقيدة فاشدد عليها يدك واستحضرها دائما كلما واجهت تلك الشبه الباطلة التي يلقي بها شياطين المجسمة على البسطاء من الناس ليخرجوهم من النور الى الظلمات

الحمد لله وبعد
هاكم جواهر في العقيدة فاشدد عليها يدك واستحضرها دائما كلما واجهت تلك الشبه الباطلة التي يلقي بها شياطين المجسمة على البسطاء من الناس ليخرجوهم من النور الى الظلمات .
1- قال الله تعالى :{ليس كمثلِه شىء} [سورة الشورى/11]، أي أن الله تعالى لا يشبه شيئًا من خلقه بوجه من الوجوه، ففي هذه الآية نفي المشابهة والمماثلة، فلا يحتاج إلى مكان يحُل فيه ولا إلى جهة يتحيز فيها، بل الأمر كما قال سيدنا عليّ رضي الله عنه: "كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان" رواه أبو منصور البغدادي. وفي هذه الآية دليلٌ لأهل السنة على مخالفة الله للحوادث، ومعْنى مُخالفةِ الله للحوادِثِ أنّه لا يُشْبِهُ المخْلُوقاتِ، وهذِه الصِّفةُ من الصِّفاتِ السّلْبِيّةِ الخمْسةِ أي التي تدُلُّ على نفْي ما لا يلِيْقُ بالله.
2- قال الله تعالى :{وللهِ المثَلُ الأعلى} [سورة النحل/60] أي الوصف الذي لا يشبه وصف غيره، فلا يوصف ربنا عزَّ وجلَّ بصفات المخلوقين من التغيّر والتطور والحلول في الأماكن والسُّكْنى فوق العرش، تعالى اللهُ عن ذلك علوًّا كبيرًا. قال المفسِّر اللغوي أبو حيان الأندلسي في تفسيره: "{وللهِ المثَلُ الأعلى} أي الصفة العليا من تنـزيهه تعالى عن الولد والصاحبة وجميع ما تنسب الكفرةُ إليه مما لا يليق به تعالى كالتشبيه والانتقال وظهوره تعالى في صورة" اهـ.
3- قال تعالى ":{فلا تضربوا للهِ الأمثال} [سورة النحل/74]، أي لا تجعلوا لله الشبيهَ والمِثْل فإن اللهَ تعالى لا شبيه له ولا مثيل له، فلا ذاتُه يشبه الذواتِ ولا صفاتُه تشبه الصفاتِ.
4- وقال الله تعالى :{هل تعلمُ لهُ سميًّا} [سورة مريم/65] أي مِثلاً، فالله تعالى لا مِثْلَ له ولا شبيه ولا نظير، فمن وصفه بصفة من صفات البشر كالقعود والقيام والجلوس والاستقرار يكون شَبَّهَهُ بهم، ومن قال بأن الله يسكن العرش أو أنه ملأه يكون شبّه اللهَ بالملائكة سُكّان السّموات. وهذا الاعتقاد كفر والعياذ بالله تعالى لتكذيبه قول الله: {ليس كمثله شىء} [سورة الشورى/11]، وقول الله تعالى :{هل تعلمُ له سميًّا} [سورة مريم/65].
5- وقال الله تعالى :{وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [سورة الإخلاص/4] أي لا نظير له بوجه من الوجوه، وهذه الآية قد فسَّرتها ءاية الشورى :{ليس كمثله شىء}.
7-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان الله ولم يكن شىء غيره "
8-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا فكرة في الرب "
9-قال سيدنا ابو بكر " العجزعن درك الإدراك إدراك والبحث عن ذاته كفر وإشراك "
10- قال الإمام علي رضي الله عنه " كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان "
11-قال سيدنا عبد الله بن عباس " تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في ذات الله "
12- قال الإمام احمد بن حنبل والإمام ذو النون المصري " مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك "
13-قال الإمام الشافعي " من انتهض لمعرفة مدبره فانتهى إلى موجود ينتهي إليه فكره فهو مشبه "
14- قال الإمام الرفاعي " غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده بلا كيف ولا مكان "
15- قال الإمام الطحاوي " تعالى ( يعني الله) عن الحدود" . وقال أيضا" لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات "
وغيرها من الأدلة الشىء الكثير .
واعلم أخي المسلم أنّ كل جوهرة من هذه الجواهر كافية في الدلالة على أنّ الله تعالى لا يسكن في جهةٍ ، لا فوق العرش كما تقول المجسمة الجهوية ، ولا غيرها من الجهات والأمكنة ، هم لو تركوا أوهامهم واتبعوا الحق الذي يشهد على صحته العقل لوضحت لهم الدِلالة على المراد من تلك الأدلة.
هم يقولون : ما لنا وللعقل ، نحن نتبع الشرع و نترك ما عداه
نقول لهم: بل انتم تائهون لا اتبعتم العقل ولا النقل ، فخرجتم صفر اليدين من الاثنين ، موّه عليكم الفيلسوف ابن تيمية واتباعه فظننتم انكم على الحق بإهمالكم العقل ، فصرتم تعجِزون عن إقامة الدليل على الملحدين والحلوليين واصحاب التناسخ وغيرهم ، وما ذاك إلا لأنكم ان انتم ناقشتموهم بما تعتبرونه ادلة نقلية ، فلن تستطيعوا اقامة الحجة عليهم :
فالملحد وغيره ممن لا يعتقد بوجود الله او ممن لا يصدق بالإسلام كيف سيقبل معكم بالأدلة النقلية ، وكذلك من يدعي الإسلام ويعتقد الحلول سيقول لكم : لا أُسِلّم لكم ، ثم يأتيكم بما يعتبره ادلة نقلية له !!! فإن لجأتم الى الأدلة العقلية لجدالهم ، نقضتم مذهبكم بعدم الإحتكام الى الأدلة العقلية.
وإني أعلم يقيناً أنّ هؤلاء المجسمة لا يستطيعون أن يقيموا الحجة العقلية على عابد الشمس ، كيف يستطيعون ذلك وهم يشتركون مع عابد الشمس في اثبات علامات الحدوث لمعبودهم .
تعالى الله عما يقول المشبهة وعابدو الشمس علواً كبيرا ً.
ثم اعلم اخي المسلم أن المجسمة الجهوية - من ينسبون لله الجهة - قلما تجد بينهم من يتراجع عن اعتقاده بعد المناظرة ليس لضعفٍ في الأدلة التي تكون داحضةً لأقوالهم بل لأنّ قلوبهم متشرّبة هذا الإعتقاد.
ولكن نسال الله ان يهديهم .
واعلم أنّ مناظرة هؤلاء القوم وإقامة الحجة عليهم امرٌ سهل جداً ، فهم لا يملكون حججاً عقلية و لا نقلية لإثبات اعتقادهم الفاسد ، فنقضه هيّن جداً ، كبيت العنكبوت لا يصعب نقضه ولو كان العنكبوت امضى سنيناً في نسجه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...