بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 7 أكتوبر 2020

الحديث: إن قلوب بني ءادم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن

 الحديث: إن قلوب بني ءادم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن



جاء في حديث أبي هريرة [إنَّ قلوبَ بني ءادم كُلَّها بين إصبعين من أصابع الرحمن كَقَلبٍ واحد] رواه مسلم. أي عنده هذه القلوب كلّها كقلبٍ واحدٍ معناه لا يَصعُبُ عليهِ أن تكونَ وفي لفظٍ: [إنّ قلبَ ابن ءادَمَ بين إصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أقامَهُ وإن شاءَ أزاغَهُ] ثم يقول [اللهم مُصَرِّفَ القلوب صَرِّفْ قلوبنا على طاعتك] وفي لفظٍ عند البيهقيّ: [صرِّفْ قلوبَنا إلى طاعتك]


هذا من كمال التسليم لله تبارك وتعالى. [اللهم مُصَرِّفَ القلوب] أي مُقَلِّبَها كيف يشاء [صرّف قلوبنا على طاعتك] ومعناه هو المتصرّف فيها هو يقلّبها كيف يشاء. [إن قلوب بني ءادم بين إصبعين من أصابع الرحمن] هذا الحديث من فسّره على الظاهر جَعَلَ الله كالبشر إنما معناه الله يقلّبُ قلوب العباد كيف يشاء، ليس معناه له أصابع. [يقلّبها كيف يشاء] معناه على الله تقليب قلوب البشر سهلٌ ليس معناه أنّ الله له شكلُ أصابع كالأصابع التي نعهدها من أنفسنا والتي هي جسد. الجسد مستحيلٌ على الله، الله ليس جسدًا ولا جِرمًا ولا جوهرًا ولا عرضًا ليس كمثله شيء إنما هذا أسلوبٌ من أساليبِ البلاغة في اللغة العربية.


الله تعالى أوحى إلى نبيّه أن يُعَبّر بهذه العبارة [إن قلوب بني ءادم بين إصبعين من أصابع الرحمن يُقلّبها كيف يشاء] فمعنى [بين إصبعين من أصابع الرحمن] تحت تصرّف الله [إن شاء أقامَهُ] أي إن شاء الله أقامه وجعلهُ على الصواب [وإن شاء أزاغه] أي إن شاء تعالى أزاغه أي يُحَرِّكُهُ إلى الباطل والضلال. ثم قال عليه الصلاة والسلام زيادة في البيان وتفويضًا للأمور إلى الله تعالى: [اللهم مُصرِّفَ القلوب صَرِّف قلوبنا على طاعتك] معناه يا الله أنت الذي تُصَرِّف القلوب، أنتَ توجّهُها كما تشاء إن شئتَ تُوجِّهُها إلى الخير وإن شئتَ تصرّفها إلى الضلال [صَرِّف قلوبنا على طاعتك] اي وَجِّه قلوبنا إلى طاعتك أي أنتَ مالِكُ الأمرِ كلّه، فوجِّه قلوبنا إلى طاعتك.


هذا مِن أصرح الدليل على أنّ الله تعالى هو خالق أفعال العباد حتى القلبية. معنى الحديث أنّ الإنسان لا يملِكُ من دون الله تعالى قَلبَهُ، فكيفَ يملِكُ جوارِحَهُ؟ عَيْنَهُ ويَدَهُ ورِجلَهُ ولِسانَهُ وسمْعَهُ؟ العبدُ لا يملك شيئًا من دون الله تعالى. الله تعالى هو مُتَمَلِّكٌ عليهِ قلبَهُ وسَمْعَهُ وبَصَرَهُ ويَدَهُ ولِسانَهُ وسائر ما فيه من الأجزاء، كل أجزاء العبدِ هي مِلكٌ لله تعالى لأنه هو أنشأها من العدم. ثم كلّ ما يحدُثُ فيه من المعاني من نَظَرٍ ومن سَمعٍ ومن المشي ومن البطش، كلّ ذلك الله تعالى مُتَمَلِّكُهُ لا يخرجُ من مُلْكِ الله تعالى.


اللهُمَّ مُصرِّفَ القلوبِ صَرِّف قلوبنا على طاعتِك‏
وَرَدَ في حديثِ أبي هريرة:"إنَّ قلوب بني ءادم كلها بين إصبعين من أصابع الرّحمن كقلبٍ واحدٍ" رواه مسلم.هذا الحديثُ من فسَّره على الظاهرِ جعلَ اللهَ كالبشرِ، إنما معناهُ اللهُ يقلِّبُ قلوبَ العبادِ كيف يَشاء ليس معناه له أصابع. "يقلبها كيف يشاء" معناه على اللهِ تعالى تقليبُ قلوبِ البشرِ سهلٌ، ليسَ معناهُ أنَّ اللهَ له شكلُ أصابع كالأصابع التي نحن نعهدُها من أنفسنا والتي هي جسد. الجسدُ مستحيلٌ على الله، اللهُ تعالى ليسَ جَسدًا ولا جرمًا ولا جوهرًا ولا عَرضًا {ليسَ كمثلهِ شىء}. إنما هذا أسلوبٌ من أساليبِ البلاغة في اللغةِ العربية، اللهُ تعالى أوحى إلى نبيِّه أن يعبر بِهذه العبارة: "إن قلوب بني ءادم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء".
فمعنى "بين إصبعين من أصابع الرحمن" تحت تصرف الله "إن شاء أقامه" أي إن شاء الله أقامه وجعله على الصواب "وإن شاء أزاغَهُ" أي إن شاء الله تعالى أزاغه أي يحرِّكه إلى الباطل والضلال. ثم قال عليه السلام زيادةً في البيانِ وتفويضًا للأمور إلى اللهِ تعالى "اللهم مصرِّف القلوب صرِّف قلوبنا على طاعتك" معناه يا الله أنت الذي تصرِّف القلوب، أنت توجهها كما تشاء، إن شئت تُوجهها الى الخير وإن شئت تَصرفها إلى الضلالِ. "صرِّف قلوبنا على طاعتِك" وجِّه قلوبنا إلى طاعتك أي أنت مالكُ الأمرِ كلِه، فَوَجِّه قلوبَنا إلى طاعتك. هذا من أصرح الدليل على ان الله تعالى هو خالق أفعال العباد حتى القلبية. معنى الحديث أن الإنسان لا يَملِك من دون اللهِ تعالى قلبه، كيف يَملك جوارحه؟ عينه ويده ورجله ولسانه وسمعَه؟ العبد لا يملك شيئًا من دونِ اللهِ تَعالى. الله تعالى هو متملكٌ عليهِ قلبَه وسمعه وبصرَه ويدَه ولسانه وسائر ما فيه من الأجزاء،كلُّ أجزاء العبد هي ملك لله تعالى لأنه هو أنشأها من العدم. ثم كلُّ ما يحدث فيه من المعاني من نظرٍ ومن سمعٍ ومن المشيِ ومن البطشِ كلُّ ذلكَ الله تعالى مُتملكه لا يخرج من ملكِ الله تعالى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...