بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 10 يونيو 2019

التحذير من حسن قاطرجي

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد


يقول الله تعالى : " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " الأية ويقول الله تعالى : " بل نقذف بالحق على الباطل فيدفعه " الأية الانبياء (18) .

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " رواه مسلم .

دعانا الشرع الكريم الى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والى إبطال الباطل وإحقاق الحق .

ولقد كثر المفتون اليوم بالدين بفتاوى ما أنزل الله بها من سلطان وزاد الانحراف وامتد وكثر المفترون ، لذلك كان لا بد من كتابة رسالة مختصرة في الرد على المفترين لبيان الحق من الباطل والصحيح من الزائف .

أما سبب هذا الكتاب فهو أن رجلاً من أهل لبنان يدعى حسن قاطرجي يدعي المشيخة والعلم قد تفاقم ضرره واستطار شرره حتى وصل ذلك الى خارج لبنان فاقتضت النصيحة للمسلمين ان نظهر لهم حوار هذا المفتون وفساده .

وليس ذكرنا لهذا الرجل المنحرف في هذه الرسالة من الغيبة المحرمة إنما هو من التحذير الواجب .

فقد روى مسلم في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قـال : " مـن غـشنـا فلـيس منا"

ورورى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : في رجـلـين كـانا يـعـيـشـان بين المسلمين :
" ما أظن فلاناً وفلاناً يعرفان من ديننا شيئاً" .

واذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قال للخطيب الذي قال : " من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى " " بئس الخطيب انت " رواه الامام احمد وغيره .

وذلك لأنه جمع بين الله والرسول بضمير واحد فقال له قل : " ومن يعص الله ورسوله " فلم يسكت عن هذا الأمر الخفيف الذي ليس فيه كفر واشراك فكيف يسكت عمن يحرف الدين وينشر ذلك بين الناس فهذا أجدر بالتحذير والتنفير منه .

لذلك حذّر الشافعي من معاصره حرام بن عثمان وكان يروى الحديث ويكذب - فقال :
" الرواية عن حرام حرام " وقد جرح الامام مالك في بلديّه ومعاصره محمد بن اسحاق صاحب كتاب المغازي فقال فيه : " كذاب " .

وقال الإمام احمد : " الواقدى ركن الكذب " وابو حنيفة ناظر فرقة الخوارج والقدرية وغيرهما مرات عديدة وسافر الى البصرة لمناظرتهم أيضاً نيفاً وعشرين مرة .


أخي الكريم 
هاكم بعض أقوال هذا المدعو حسن قاطرجي مع فقدها العلمي المؤيد من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام واجماع فقهاء الملة

(2) يقول حسن قاطرجي : كان الشافعي ينهى النهي الشديد عن علم الكلام . 
أنظر مجلة الهداية العد 21 ربيع الأول 1412هـ - 1991ر .

الرد : ليعلم ان علم الكلام قسمان : ممدوح ومذموم .

فعلم الكلام الذي يشتغل به أهل السنة والجماعة في تقدير معتقداتهم هو علم ممدوح اشتغل به السلف والخلف لا سيما الشافعي ومالك واحمد وابو حنيفة ، كما ذكر الإمام الزركشي في تشنيق المسامع والحافظ ابن عساكر في تبين كذب المفتري والإمام ابو منصور البغدادي في اصول الدين وغيرهم بل كان هذا العلم متوفراً بين الصحابة فقد روى ابن عباس وابن عمر على المعتزلة وقطع الخبر ابن عباس أيضاً بالحجة وقطع عليّ الخوارج بالحجة وقطع دهرياً وأقام الحجة على أربعين رجلاً من اليهود المجسمة بكلام نفيس مُطْنَبِ .

ومن التابعين رد على المعتزلة عمر بن عبد العزيز والحسن بن محمد ابن الحنفية وغيرهما، وقطع إياس بن معاوية القاضي القدرية ، وقطع الخليفة عمر بن عبد العزيز أصحاب شوذب الخارجي والف رسالة في الرد على المعتزلة وهي رسالة وجيزة وقطع ربيعة الرأي شيخ الإمام مالك غيلان بن مسلم أبا مروان القدري .

وكذلك اشتغل بهذا العلم الحسن البصري وهو من أكابر التابعين .

فكيف ينقل حسن قاطرجي هذا العبارة المطلقة عن الشافعي ليوهم القارىء ان الشافعي ذم علم الكلام بالإطلاق وقد ألف الشافعي رضي الله عنه كتاب " القياس " رد فيه على القائلين بقدم العالم من الملحدين ، وكتاب "الرد على البراهمة " وغير ذلك .

وقد قال الإمام الحافظ ابن عساكر في كتابه الذي ألفه في الدفاع عن الامام الاشعري وبيّن فيه كذب من افترى عليه ما نصه : والكلام المذموم كلام اصحاب الاهوية وما يزخرفه ارباب البدع المُرْدية فأما الكلام الموافق للكتاب والسنة عند العلماء ومن يعلمه . وقدكان الشافعي يحسنه ويفهمه . وقد تكلم مع غير واحد ممن ابتدع وأقام الحجة عليه حتى انقطع . أ.هـ

ثم ذكر باسناده الى الربيع بن سليمان قال : حضرت الشافعي وحدثني ابو سعيد اعلم انه حضر عبد الله بن عبد الحكم ويوسف بن عمر وبن يزيد وحفص الفرد وكان الشافعي يسميه المنفرد ، فسأل حفص الفرد عبد الله بن عبد الحكم فقال : ما تقول في القرءان ، فأبى ان يجيبه فسال يوسف بن عمر فلم يجبه ، وكلاهما أشار الى الشافعي فسأل الشافعي فاحتج عليه الشافعي ، فطالت فيه المناظرة .

فقام الشافعي بالحجة عليه بأن القرءان كلام الله غير مخلوق ، وكفّر حفصا الفرد .

قال الربيع " فلقيت حفصأ في المسمى بعد ، فقال اراد الشافعي قتلي أ. هـ .

وقد رد الإمام الحافظ البلقيني في حواشي الروضة على من أوّل قول الشافعي لحفص : " لقد كفرت بالله العظيم " بكفران النعم لا كفران الخروج عن الملة بقوله :

فائدة : هذا التأويل لا يصح لأن الذي أفتى الشافعي رضي الله عنه بكفره هو حفص الفرد. وقد قال : أراد الشافعي ضرب عنقي ، وهذا هو الذي فهمه اصحابه الكبار وهو الحق وبه الفتوى" أ. هـ .

وما ذكره حسن قاطرجي في المجلة المذكورة في نفس العدد المذكور أن الشافعي يقول : أحدهم اذا خالفه صاحبه يقول : " كفرت والصواب أن يقال فيه أخطأت لا كفرت ". غير صحيحة ولم تثبت عن الشافعي انما الثابت الذي ذكرناه عنه قوله لحفص ، لقد كفرت بالله العظيم .

ثم كيف يليق بالشافعي وبالأئمة ان يقولوا لمن كفر : " أخطات لا كفرت "؟؟ أليس في هذا غش ؟؟ وكيف يعرف حقيقة حاله ذاك لينقذ نفسه ؟؟ .

وما يروى عن الشافعي انه ذم على الكلام فمراده ما قاله الحافظ ابو بكر البيهقي في منقب الشافعي : انما أراد الشافعي رحمه الله بهذا الكلام حفصاً وأمثاله من أهل البدع . وهذا مراده بكل ما حكى عنه في ذم الكلام وذم أهله . غير ان بعض الرواة اطلقه وبعضهم قيده ، وفي تقيد من قيده دليل على مراده . أ.هـ .

يقول : واما علم الكلام الذي يشتغل به أهل البدع كالخوارج والبخارية والمرجئة والمعتزلة والكرامية والحشوية فهو علم مذموم ذمه علماء السلف والخلف . لذا قال الإمام الشافعي رضى الله عنه :لأن يلقى الله عز وجل العبدُ بكل ذنب ما خلا الشرك خير له من ان يلقاه بشئ من هذه الاهواء . رواه الإمام المجتهد ابو بكر بن المنذر وأخرج طرقه الحافظ ابن عساكر وغيرها .

والأهواء جمع هوى وهو ما مالت إليه نفوس المبتدعة الخارجين عما كان عليه السلف . نعم قد اسفر الصبح لذى عينين .

(3) يقول حسن قاطرجي : أن قول بعض العلماء : " ان فخذ الرجل ليس بعورة " شاذ ولا يأخذ به إلا شاذ . انظر المجلة منبر الداعيات العد السابع رجب 1416هـ كانون الأول 1995 .

الـرد : 
ليعلم ان هذه المسئلة من المسائل التي اختلف فيها العلماء فقال الشافعي وكثير غيره ان عورة الرجل ما بين سرته وكبته .

وقال الإمام المجتهد محمد بن جرير الطبري والتابعي الجليل عطاء بن ابى رباح الذي قال عنه ابو حنيفة : ما رأيت افقه منه والإمام مالك في قول له وكذلك الإمام احمد بن حنبل في قول له : إن عورته السوأتان فقط . روى عن احمد ذلك مُهنا احد كبار الثقات الآخذين عنه . ولهم الحديث الذي رواه البخاري واحمد عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم ، يوم خيبر حَسَ الازار عن فخذه ، قال أنس : حتى إني لأنظر الى بياض فخذ نبي الله صلى الله عليه وسلم .

وحديث عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعاً في بيتي كاشفاً عن فخذيّه ( أو ساقيه ) فاستأذن ابو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث ، ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث ، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله وسوّى ثيابه فدخل فتحدث فلما خرج قالت عائشة : دخل ابو بكر فلم تهتش له ولن تباله ثم دخل عمر فلم تهتش له لم تباله ثم دخل عثمان فجلست وسوّيت ثيابك فقال : الا استحي من رجل تستحي منه الملائكة رواه الإمام مسلم .

وحسن الحافظ ابن حجر في كتابه تخريج احاديث المختصر : هذا حديث " من طريق حفصة أم المؤمنين رضي الله عنه وفيه الجزم ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان جالساً في بيته كاشفاً عن فخذيه ". أ. هـ .

فليس لمن رأى رجلاً ءاخذا بهذا القول عاملاً به ان يعترض عليه كما يعترض على فاعل المعصية ، إذ إنه لم يرتكب معصية بأخذه بقولهم ، ولكن يجوز ان يقول له خير لك ان تستر ما بين سرتك وركبتك . وذلك عملاً بالقاعدة المتفق عليها : " لا ينكر المختلف فيه وانما ينكر المجمع عليه" الا اذا كان الشخص يعتقد فيه حرمته .

ومما يدل على ان القول : بأن فخذ الرجل ليس بعورة قال به بعض أئمة الاجتهاد ولا ينكر على من أخذ بهذا القول ما ذكره النووي في المجموع ج 3/ 169 .

والشيخ زكريا الانصاري الشافعي في شرح روض الطالب ج 4/ 180 والمرداوي الحنبلي في الانصاف ج 1/ 449 .

وكتب التاج والاكليل لمختصر خليل في هامش مواهب الجليل على مذهب الإمام مالك ج 1/ 498 .

وكما في فتاوى الشيخ عز الدين بن عبد السلام المالكي ( ق/ 51-52 ) وهو مخطوط .

وكتاب الدر الثمين للشيخ محمد بن احمد يارة المالكي ص 128 وكتاب حاشية رد المختار على الدر المختار على مذهب الحنفية ج 1/ 44.

وهذا لذي ذكره المفسرون كالفخر الرازي في تفسيره ج 23/ 449 .

والقرطبي في الجامع لاحكام القرءان ج 7/ 182 وج 12/ 225 .

حتى إن ابن حجر الهيتمي الشافعي المتوفى سنة 974 هـ . افتى في عامل يكشف فخذه في حال عمله بالسكوت عنه قال لأن الفخذ يجوز كشفه في أحد قول مالك واحمد كما في كتابه الفتاوى الكبرى .

وذكر ابن الحاج المالكي المعروف بالتشدد ان اظهار بعض الفخذ مقررة على المشهور كما نقل ذلك عنه الحطاب المالكي في مواهب الجليل .

اذا تبين لك يا أخي الكريم ان هذه المسئلة مما اختلف فيها الأئمة المجتهدون فكيف يسمى حسن قاطرجي ما ذهب اليه بعض المجتهدون انه شواذ والعياذ بالله . ومن يكون هو أمامهم ؟.

نعم صدق من قال : " والجاهلون لأهل العلم اعداء " وكفاه عيباً لم يجعل اعتباراً للحديث الثابت حديث حفصة الذي فيه التصريح بكشف الفخذ وقد حسنه الحافظ ، وأما أحاديث القول بأن فخذ الرجل عورة فقد ضعفه البخاري وغيره ، والقول بأن كشف الفخذ غير عورة رجحه ابن الحاج في المدخل وهو من مشاهير المالكية وغيره . والقول بأن الامامين مالكاً واحمد قالا بذلك لا ينكره الا معاند .

(4) ويقول حسن قاطرجي : ولتحرص الأخت على الاستكثار من المطالعة في تفسير " في ظلال القرءان " للشهيد سيد قطب أ. هـ . 

ثم قال : ألح على اختيار تفسير من التفاسير المعاصرة الموثوقة التي تربط المسلم والمسلمة بقضايا المسلمين المعاصرة وتحيى قضية شمولية الاسلام ومنهجية الاسلام وضرورة اللاحتكام الى شرع الله سبحانه وتعالى من جديد وتبين مناهج الاسلام ويعتبر كتاب " في ظلال القرءان " نموذجاً فذّاً في هذا الباب أ. هـ . وذكر في شريط مسجل بصوته عنوانه : " تزكية النفس " . 

الرد : هذا دلالة واضحة على ان هذا الرجل غير شفيق على المسلمين ولا يهمه انتشار العلم بطريقة صحيحة من غير تحريف ولا تبديل . 

فقوله : " من المطالعة" دلالة على انه لا يحبذ طريقة العلماء وهي الأخذ بالتلقي مشافهة من الثقات ، بل هو على شاكلة من ذكره " وهو سيد قطب " الذي لم يأخذ العلم من الثقات . 

أخي الكريم 

فقد اتفق السلف والخلف على أن العلم الديني لا يؤخذ بالمطالعة من الكتب ، بل التعلم من عارف ثقة أخذ عن مثله الى الصحابة . قال الحافظ ابو بكر الخطيب البغدادي : " لا يؤخذ العلم إلا من أفواه العلماء ". 

وقال بعض السلف : الذي يأخذ الحديث من الكتب يسمى صحفياً ، والذي يأخذ القرءان من المصحف يسمى مصحفياً ولا يسمى قارئاً . وهذا مأخوذ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ، إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه " رواه الطبراني . 

وهذ الرجل سيد قطب لم يسبق له أن جثى بين يدي العلماء للتعلم . ولا قرأ عليهم ولا شمّ رائحة العلم . كان في أول أمره صحفياً ماركسياً ثم انخرط بعد ذلك في حزب الاخوان فصدروه ، فأقدم على التأليف فزل وضل ، ومن وقف على كتبه وكان من أهل الفهم والتميز وجدها محشوة بالفتاوى التي ما أنزل الله بها من سلطان ، وعلم انها تنادى بجهله فمتى كان سيد قطب قدوة للمسلمين ؟؟.. ومتى كانت كتبه تعد من مراجع أهل العلم ؟؟.. سبحانك هذا بهتان عظيم .

حتى وصل الأمر بسيد قطب الى الطعن بالأزهر فقال : " أما انت أيها الأزهر فقد أضعت الدين وأفسدت الدنيا " كما في مجلة الفكر الجديد 1948 العدد 6 السنة الاولى - 5 فبراير . 

واتباعه الفرقة المسماة " الجماعة الاسلامية " نقلوا عنه ذلك في مجلتهم " الامان " العدد الرابع السنة الاولى 26 ربيع الاول 1399هـ الموافق 23 شباط 1979 ر . 

فتصدى له مشايخ عصره وحذروا منه كالشيخ محمود خطاب السبكي والشيخ ابو الخير وغيرهما من علماء الازهر ، فكيف يصح جعله قدوة ومرجعاً وهو الذي ألف كتاباً في غرامياته سماه " أشواك " وهو الذي دعا الناس نساءً ورجالاً الى العرى التام كما في مجلة الاهرام 17 ايار 1934 

فكيف يسوغ لحسن قاطرجي ان يشجع الناس على قراءة كتاب " في ظلال القرءان " لسيد قطب وهو محشو بالانحرافات ان لم يكن عالماً بما فيه معناه هذا الرجل يدعو الى الانحراف والزيغ . نعوذ بالله من الخذلان . 

أخي الكريم 

إن سيد قطب شبه الله بخلقه فسماه "بالعقل المدبر " " والريشة المبدعة " في تفسيره لسورة البقرة ولسورة النبأ . انظر تفسيره المجلد الاول الجزء الثاني ص 204 و206 والمجلد السادس الجزء الثلاثين ص 429 . وهذا مما لا يخفى أنه إلحاد قال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحذون في اسمائه . 

وقال الإمام ابو جعفر الطحاوي في عقيدته التي هي عقيدة أهل السنة والجماعة .
" ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر " .

وخالف أيضاً جميع علماء الاسلام في قوله : إن قول الله تعالى : " وهو معكم أينما كنتم " هي كلمة على الحقيقة لا على الكتابة والمجاز . فالله سبحانه مع كل واحد ومع كل شئ في كل وقت وفي كل مكان أ. هـ أنظر المجلد 6/ ج7 / 3481 من كتابه المذكور . 

معناه جعل الله منتشراً في العالم وهذا كفر . وقوله " في كل مكان " هذا لم يقله أحد من السلف إنما قاله جهم بن صفوان الذي قتل على الزندقة في أواخر ايام الامويين أما علماء الاسلام اتفقوا على ان معنى قوله تعالى : " وهو معكم أينما كنتم " أحاطة كلمة تعالى بكل الخلق . 

ويقول سيد قطب في كتابه المذكور مجلد / ج7 / 1057 : فقد ارتدت البشرية الى عبادة العباد والى جور الاديان وعن لا اله لا الله وان ظل فريق منها يردد على المآذن لا اله إلا الله دون ان يدرك مدلولها . 

ثم يتابع ويقول : البشرية بجملتها بما فيها اولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا اله إلا الله بلا مدلول ولا واقع وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة لأنهم ارتدوا الى عبادة العباد أ. هـ . 

وقال في المجلد 3/ ج8/ 1198 من أطاع بشراً في شريطه من عند نفسه في جزئية صغيرة فإنما هو مشرك . 

يقول : وان كان في الأصل مسلماً ثم فعلها فإنما خرج بها من الاسلام الى الشرك أيضاً ، مهما بقي بعد ذلك يقول أشهد أن لا اله الا الله بلسانه بينما هو يتلقى من غير الله ويطيع غير الله أ. هـ . ثم يطلق القول بعد ذلك في المجلد الثالث الجزء الثامن ص 1257 : " وأن الاسلام اليوم متوقف عن الوجود مجرد الوجود " أ.هـ . 

نقول : والعجب من اتباعه والمنادين برأيه المكفرين لمن حكم بالقانون ولو في جزئية صغيرة ، قسم منهم يشتغلون بالمحماة وقسم آخر يتعاملون بالقانون كمعاملات الباسبور والفيزا ونقل الكفالة .

مؤلفاتهم او مطبوعاتهم حرموا على غيرهم أن يطبعوها إلا بإذنهم ، ويعتقدون ان من فعل ذلك يحاكم قانوناً وكفاهم هذا خزياً وتهافتاً ومناقضة لأنفسهم ، فعلى مؤدى كلام زعيمهم كفروا وهم لا يشعرون ، وهم على موجب نصه عباد لسائر الدول التي يعيشون فيها ، فمن حقق في أمر هذا الرجل عرف انه ليس له سلف إلا طائفة من الخوارج يقال لهم البيهسية منفردين عن سائر فرق الخوارج بقولهم : " ان الملك اذا حكم بغير الشرع صار كافراً ورعاياه كفار من تابعه ومن لم يتابعه . 

وسيد قطب كأنه اعاد دعوة عقيدة تلك الفرقة الخارجية التي هي من أشدهم في تكفير المسلمين وكفاه ذلك خزياً وضلالاً .

ومما يدل عل انه يريد الدمار والخراب في البلاد ولا يريد تعلم علم الدين على الوجه الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم . قوله في المجلد الرابع الجزء الثالث عشر 2012 :ان العمل في الحقل الفكري للفقه الاسلامي عمل مريح لأنه لا خطر فيه ولكنه ليس عملاً للاسلام ولا هو من منهج هذا الدين ولا من طبيعته ، وخير للذين ينشدون الراحة والسلامة ان يشتغلوا بالأدب وبالفن أو التجارة ، أما الاشتغال بالفقه الآن على ذلك النحو بوصفه عملاً للاسلام في هذه الفترة فاحسب والله أعلم .. انه مضيعة للعمر وللاجر أيضاً أ. هـ . 

نقول : وأما قوله تعالى : ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون . فقد روى مسلم في الصحيح عن الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه قال : نزلت كلها في الكفار أ. هــ وذكر مثل ذلك القرطبي في تفسيره الجامع لاحكام القرءان ( ج6/ 190 و191 ) وكذلك الخازن في تفسيره ( ج 1/ 467و468) وأخرج الحاكم في المستدرك ج2/ 313 ووافقه الذهبي وأخرج البيهقي في سننه الجزء الثامن ص20 وغيرهما عن حبر الامة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في هذه الاية انه قال : إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه ، انه ليس كفراً ينقل عن الملة ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ، كفر دون كفر أ. هـ . ومعنى كفر دون كفر أي ذنب كبير . 

أخي الكريم 

فتسمية حسن قاطرجي لسيد قطب " بالشهيد وتشجيع الناس على قرءاة كتبه دلالة واضحة على أنه يوافقه فيما يدعو إليه من الفساد كتكفير الحكام والشعب الذين لا يثورون على حكامهم لكونهم لا يلتزمون الحكم بالشريعة الاسلامية في كل قضاياهم لذا كان من جملة قتلة سماحة الشيخ نزار حلبي رحمه الله تلاميذ حسن قاطرجي كما صرحوا بذلك نعم لقد شهد على نفسه أنه على مذهب سيد قطب في استحلال قتل الملوك والرعايا . 

ثم هذا حسن قاطرجي الا يعرف ان سيد قطب نسب الكفر والشرك الى خليل الله ابراهيم عليم السلام كما في كتابه المسمى : " التصوير الفني في القرءان " ص133 واداة جهله أيضاً الى القدح والذم بسيدنا موسى عليه السلام كما في كتابه المذكور ص162 ويتهم سيدنا يوسف عليه السلام بأنه كاد يضعف أمام امراة العزيز كما في ص166 من كتابه الذكور ونختم كلامنا في هذا الموضوع بما ذكره الشيخ مصطفى صبرى في كتابه : " موقف العقل والعم والعالم " ص 327. 

قال سيد قطب في آخر مقالته المنشورة في مجلة االسوارى : وبعد فلست انكر ان شبهات اعترضت طريقي وأنا أبحث موضوع القمة في القرءان ومشاهد القيامة في القراءن أهذا كله سوق على انه حاصل واقع أم ان بعضه مسوق على انه صور وأمثال ؟ وقفت طويلاً أمام هذه الشبهات ولكن لم أجد بين يدي حقيقة من حقائق التاريخ أو حقائق التكفير فأطمئن الى يقينتها وقطعيتها فأحاكم القرءان اليها وما كان يجوز لدى ان أحاكم القرءان الى ظن أو ترجيح ولم أكن في هذه الوقفة رجل دين قصده العقيدة البحتة عن البحث الطليق بل كنت رجل مكر يجترح فكرة عن التجديف والتلفيق ، فإذا وجد سواى هذه الحقيقة التي يحاكم اليها القرءان فإني على استعداد ان استمع إليه في هدوء واطمئنان .

أقول ( أي الشيخ صبري ) : لا يحتاج الى البحث والتنقيب عن حيقية من حقائق التاريخ أو التفكير ليحاكم القرءان إلا من يخالج قلبه الشك في كونه كلام الله الذي لا تحوم حوله شبهه الكذب أ. هـ بحروفه . 

هذه هي حقيقة سيد قطب أيها المسلمون الذي يريد ان يحاكم القرءان بزعمه ؟؟؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لا يصح الصوم كله فرضه ونفله مقيّده ومطلقه إلا بنية

 قال شيخ المالكية أبو القاسم بن الجلاب في التفريع في فقه الإمام مالك بن أنس رحمه الله، باب النية في الصوم، (فصل) النية (ولا يصح الصوم كله فر...