كشف ضلالات ناظم القبرصي جمع الشيخ سميرالقاضي (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، حمى الدين بأهل العلم العاملين، الصوفية الصادقين، أهل الزهد العارفين، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى ءاله وصحبه ومن اتّبعهم بإحسان وسلّم.
أما بعد، فقد قال الله تعالى: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ. سورة ءال عمران/31، ومن هذه الآية أخذ الجنيد البغدادى رضى الله عنه قوله: الطريق إلى الله مسدودة إلا على المقتفين ءاثار رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أبو عبد الرحمن السلميّ الصوفيّ والحافظ الخطيب البغداديّ. فعلامة محبة الله لإنسان هوأن يكون هذا الإنسان متبعاً للرسول صلى الله عليه وسلم، وعلامة شذوذ الإنسان أن يكون مخالفاً للرسول في العقيدة والعمل.
وقد حذّرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الشاذين بقوله: أناس من جلدتنا، يتكلمون بألسنتنا، تعرف منهم وتنكر،دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها. رواه البخاري ومسلم.
ومن هؤلاء رجلٌ ما عُرف بعلم، ولا شُهر بزهد، قلبه معلق بلندن وباريس، لا يغادر لندن إلا ليعود إليها. اسمه ناظم القبرصيّ ويلقبه جماعته أحياناً بالحقانيّ ( كما كان هويلقّب شيخه الداغستاني، وما أبعدهما من الحق ) تلبيساً وتدليساً. ورث من شيخه المعروف بعبد الله الفائز الداغستانيّ زيغاً واحتيالا وضلالا، ثم زاد عليه من وسوسات شياطينه ما جعله في البدعة إماماً، عملاً ودعوة واعتقاداً، فلم يعد للسكوت عنه مجال. كيف وقد نشر كتبًا أحيى بها من الكفر ما كان انقرض، وتتلمذ له طلاب حذَوا حذوه وتبعوه عميًا وصمًا وبكمًا.
أظهروا للناس نُسكًا ---------- وعلى المنقوش داروا
كبار العمائم، صغار الحلوم، لا يعرفون فقهًا ولا تفسيراً ولا صرفًا ولانحوًا ولا حديثًا ولا تاريخًا، وإنما هو: قال شيخنا وعمل شيخنا !! حضرت مرة مجلسًا في شيكاغو في جمع من الناس كبير، فقام واحد من طلابه - بل هو خليفته المنتظر - واسمه هشام القبّاني، خطيبًا في الناس فقال والعياذ بالله: إن الرحمن هو محمد. فرددت عليه في المجلس وبينت أن هذا زيغ وردة، فسكت ولم يُحِرْ جوابًا، ومع ذلك ماتراجع ولا ندم، ولا طرف له جفن تأثرًا مما قال، بل داهن ونافق، فبئس القدوة هم، وويل لمن اتخذهم في الدين أئمة.
وقد كان بلغني سوء حال ناظم القبرصي بشهادة الثقات الذين لقوه في طرابلس ودمشق ولندن وممن لقى شيخه من قبله كذلك، وهم ما زالوا أحياء يَعون ما يقولون ويعرفون بما يشهدون. ثم وقع تحت يدي بعض كتب شيخه الداغستانيّ وعليه صورته ثم أحاديث له نشرتها جريدة الأنوار اللبنانية فإذا فيهما سخافات عجيبة وضلالات غريبة.
بعد ذلك زرت فرنسا سنة 1415 هـ ولقيت فيها بعض الفرنسيين ممن منّ الله عليهم بالإسلام فحدثني بأنه كان لازم القبرصيّ زماناً، وظنه هاديًا إلى الخير مدة، حتى انكشف له فساد طويته، وسوء سريرته، وأنه كان قصد لندن ولزمه هناك سنة وحصّل من كتبه جملة ما زالت عنده، فلما أطلعني عليها وجدت فيها منجَمْعِ الضلالات ما لم أظنّ يومًا أنه يخرج من رأس رجل واحد، لا سيما وهو يدعي الإسلام.
ثم وصلني تأليفٌ لرجل من أهل السنة في بريطانيا ردّ فيه على هذا المبتدع وطلبه للمناظرة العلنية مرارًا فتهرب خائفًا لكنه أوعز إلى أتباعه الأوباش فتهددوا هذا السنيّ إن لم يكف عن الرد على شيخهم، ثم إنهم بعد ذلك انفردوا به فضربوه، هداهم الله ووقى المسلمين شرهم. وهذا السنيّ لديه شرط مسجلة لبعض الدروس بصوت ناظم نفسه.
ومؤخراً اطلعت على مقالات ومجلات ينشرها أتباع القبرصيّ يمدح فيها ناظمٌ بريطانيا وأهلها وأميرها، فعلمت أنه أظهر ما كان خبّأه، وأشهر ما كان أضمره، وأوضح بكلامه هذا من يدفعه ويدعمه، وأنه إنما يشرب من نفس مشرب القاديانيّ المتنبئ ويكرع من مصدر كدرته ومن عين منبع قذورته.
ومما زاد الطين بلة ادعاء هذا الزائغ طريق الصوفية الأبرار ومشرب السادة النقشبندية الأطهار، وأنه شيخ الزمان وإمام العصر،وسلطان الأولياء، مع أن طريقهم مقيد بالكتاب والسنة، ما وافقهما هو المقبول وما خالفهما فهو المطروح. فجاء بما لا تقبله الطريقة ولا يقرّه أئمتها، وإنما هو ينطق بلسان الإباحية وغلاة الباطنية قبّحهم الله وأبعدهم.
فلما عادى هذا الرجل الله والرسول والأئمة اتخذناه - لله تعالى - عدوًّا، وأخذتنا الغيرة على مشرب أهل الله الصافي من أن يسعى لتكديره بقذاراته، فكتبنا هذه الورقات - جهد المقل- طلبًا لرضى الله تعالى واتقاء لسخطه،فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس. وجعلنا كتابنا فيفصول ذكرنا في كل منها نوعًا من أنواع ضلالات ناظم القبرصي وشيخه الداغستاني من غيرأن نقصد حصرها -لكثرتها- وإنما قصدنا أن يَحذَرَها ذو لب ويُحذِّرَها ذو لبويُحذِّر منها، وألحقنا بذكر كلّ منها الردّ عليها من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة الذين يتبجح ناظم بالانتساب إليهم زورًا وبهتانًا وأسميناه ( فصل الخطاب في الرد على المدعي الكذاب ) أو ( براءة الصوفية من دعاوى شيخ الباطنية ) أو ( ناظم القبرصيّ... والدعوة إلى الباطنية تحت ستار الإسلام ). وعمدتنا في هذا التحذير الواجب ءايات وأحاديث منها قول الله تعالى: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ. سورة ءال عمران/110.وحديث البخاري ومسلم وأبي داود والترمذيّ عن عائشة أن رجلا استأذن على النبيّ صلى الله عليه وسلم فلما رءاه قال: بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة. ا.هـ
وقد روى البيهقيّ وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حتى متى ترعون عن ذكر الفاجر؟ اذكروه بما فيه حتى يَحذَره الناس.ا.هـ. وبالله التوفيق والقوة وعليه الاعتماد.
فصل في بيان ضلالة القبرصىّ الأولى وهي قوله إنّ الشيخ لا يُرَدّ عليه في شىء ولا يُعتَرَضُ عليه في أمر ولو خالف الشريعة المطهرة.
اعلم، رحمك الله بتوفيقه، أن ناظمً االقبرصىّ لا يرجع فيما يقول إلى دليل من كتاب أو سنة، وإنما هي خرافاته وخرافات شيخه، لا يؤيدها بعقل، ولا يعضدها بنقل. ثم هو باطنيّ يحلّ الحرام ويحرّم الحلال، ومن كان كذلك لا يقيم للكتاب العزيز اعتبارًا، ولا للحديث الشريف وزنًا، لكنه لايستطيع التصريح بذلك دومًا، فهو لذلك يلجأ إلى تحريف النصوص أو تفسيرها على غير وجهها بغير قرينة ولا دليل، لا يرجع إلى إمام تفسيرٍ معتبر، ولا فقيهٍ معتمدٍ، ولا مذهب من مذاهب أهل السنة والجماعة. ومن اعتبر كتبه المطبوعة وأشرطته المسجلة وجد صدق ذلك، والأمر لمن يريد التأكد بنفسه سهل.
وهو يسلك نفس طريق الإسماعيلية وغيرهم من الباطنية في إقناع أتباعه بذلك.
أولاً: يزهدهم في علوم الشريعة ويوهمهم أنها لا تنفعهم حتى يتركهم في الجهل غارقين، لا يعرفون إلا قوله ولا يرجعون إلا لكلامه. يقول في الكتاب المسمى ( محيطات الرحمة، ءافاق لا متناهية ) في الصفحتين السادسة والخمسين والسابعة والخمسين: يقول: يوم القيامة يسأل الله تعالى عالمًا من العلماء هل أنت عالم دين؟ فيجيب كما تعلم يا رب. فيقول الله له وماذا تعلمت من هذا العلم؟ فيقول حفظت القرءان غيبًا. فيقول الله هذا ليس علمك، هذا علمي. فأخبرني ماذا تعلمت غير هذا؟ فيقول العالم حفظت ءالاف الأحاديث النبوية. فيقول الله هذا علم نبـيى وليس علمك. لكن ماذا غير هذا؟ فيجيب العالم عرفت قواعد الفقه وأحكامه. فيقول الله هذا علم فقهاء المذاهب وليس علمك. وماذا أيضًا؟ فيقول العالم عرفت أقوال كثير من الصوفية فيقول الله وهذا أيضًا علمهم وليس علمك!!. وهكذا يُظهرُ الله لهذا الإنسان أنه بالحقيقة ما حصّل شيئًا من العلم طول حياته. إنتهى كلامه.
أقول من قرأ هذا الكلام أو سمعه فصدقه وأخذ به هل يبقى لديه هِمّة ليتعلم شيئًا من علوم الشريعة؟؟
أم هل يهتم بعد ذلك بحفظ كتابٍ أو سُنّةٍ أو قول إمام إلا أقوال ناظم وفلسفاته؟!
وإن لم ندرس القرءان والحديث ومعانيهما وما يتعلق بهما من كريم العلوم لنَعْلَم ديننا فماذا ندرس؟!
أم نترك مذهب الشافعيّ ومالك وابن حنيفة وأحمد لنتبع العقيدة الناظمية؟!
وما معنى قوله في الخرافة التي حكاها عن الله: هذا علمي وليس علمك؟! مع أنّ كل علم يحصله الإنسان فهو معلوم لله تعالى، فعلى مقتضى كلامه مهما أتعب الإنسان نفسه لا يحصّل من العلم شيئًا.
وأهل السنة يسألونه هل يكون لعبدٍ علمٌ لا يعلمه الله؟ فإن قال نعم فهو كفر صريح، وإن قال لافقد نقض حكايته وأفسد ما غزله بلسانه. وبالله العصمة والتوفيق.
والحقيقة أن القبرصيّ مفلس من حفظ القرءان، ومن حفظ الحديث، ومن معرفة الفقه. وامتحانه في هذا -إن قَبِلَ- سهل. فهو لذلك يختار السبيل الهين ليقول ما يشاء من خياله من غير تقيد بقوانين أو بشريعة، ويُموّهُ على أتباعه بمثل هذه الخرافة ليوهمهم بأن أقواله هي العلم الحقيقيّ!!
وليت شعري ماذا يفعل هذا الزائغ بقول الله تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْءانَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ. سورة الإسراء/9، وبقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم من تعلم القرءان وعلمه. رواه البخاريّ، وبقوله صلى الله عليه وسلم: تعاهدوا هذا القرءان فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتًا من الإبل في عُقُلها. متفق عليه، ولماذا أتعب الصحابة أنفسهم في حفظ القرءان فمنهم من حفظه كله ومنهم من حفظ نصفه ومنهم من حفظ دون ذلك أو أزيد؟! وكذلك التابعون وأتباعهم وتبع الأتباع؟! ولماذا أجمعت الأمة على فضل حفظ القرءان واستظهاره؟! وهل يقبل عاقل أن يكون هَدْي الرسول وأصحابه وكل الأمة باطلًا ليكون كلام القبرصيّ حقًا؟! قطعًا لا. ولا أدري كيف يقبل أتباع هذا الرجل منه أن يسكت عنهم وهم يلازمونه سنين ليعرفوا أقواله ويحفظوها ويرى هذا منهم حسنًا، في حين يرى في الوقت عينه أنهم لو أمضوا هذه الأوقات في تعلم أقوال أئمة الدين يكون هذا منهم جهلا وتضييعًا للعمر؟! كيف والجنيد البغداديّ رئيس الصوفية رضي الله عنه يقول: إنه لَيَرِدُ عليّ الوارد فلا أقبله إلا بشاهدي عدل كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهل يعرف ماذا يقول كتاب الله من لم يَدرُسهُ؟! أو هل يعرف سنة الرسول من لم يدرسها؟
وكتاب القبرصيّ المذكور ءانفًا كُتِبَ باللغة الإنكليزية، وهو يُوَزَّعُ من قبل الناظميين أنفسهم، معروف بينهم ومتداول، يرى ذلك ناظم وخليفتاه عدنان قباني وأخوه هشام بأعينهم، ولاينكرونه، وهو مطبوع في سنة 1980 ر، عليه اسم ناظم، وهو عندي يَطَّلِعُ عليه منيريد، وقد حصلت عليه من الرجل الفرنسيّ الذي ذكرته ءانفًا، جزاه الله خيرًا.
ثانيًا: يُزهّد أتباعه في سؤال العلماء واستفتائهم ويحُطُّ مقامهم في أعينهم إذ هو يعرف أنّ أهل العلم هم القادرون على كشف ضلاله، فهو لذلك يَستبق الأمر لينفّر مريديه منهم. يقول في كتابه ( محيطات الرحمة..تعاليم مولانا عبد الله الفائز الداغستاني ) في الصحيفة 117 منه: علماء كثيرون ينكرون هذا الحديث أو ذلك في حين أن الأولياء يثبتونها. لذلك نحن نأخذ الحديث من هؤلاء الذين عندهم في قلوبهم نور الإيمان الذي يبين لهم الحق. يعني أمثاله من أصحاب الدعاوى الفارغة لا أهل العلم بالحديث كما صرّح به في أكثر من موضع في هذا الكتاب.
ويسأله -بعد أسطر- سائلٌ: إذن حتى نصل إلى درجة الرؤيا العالية هذه التي يملكها الأولياء علينا أن نعتقد أن كل الأحاديث صحيحة. فأجاب القبرصيّ: نعم"!!!!
بل يقول في الصحيفة 117 أيضًا من الكتاب نفسه: كذلك إذا وجدنا أيّ حديث في أيّ كتاب يحوي أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم نقْبَله احترامًا للرسول !!! فإن كان غير صحيح فلا مسئولية علينا!!! هذا أدب عال!!! إذا إنسان قال هذا حديث نصدقه إجلالا للرسول". إنتهى كلامه.
أقول: إن لم يكن هذا هو التلاعب بالدين فماذا يكون؟! وماذا يقال في تعاليم رجل يزعم أن كل من نسب حديثًا للرسول عليه السلام علينا تصديقه؟! أليس هذا يفتح الطريق لكل محتال وعدو للإسلام ليدسّ ما يشاء ويحرف ديننا بغير رقيب؟! وليقول كلُّ راغب ما يشاء من غير ميزان يُرجَع إليه إلا الإلهام والنور المزعومين اللذين يستطيع ادعاءهما كل أحد؟ وهذا بالضبط ما يريده القبرصيّ.
وليت شعري هل الأدب مع النبيّ صلى الله عليه وسلم ومعحديثه هو أن نخلط الصحيح بالسقيم، والمستقيم بالمعوجّ كما يقول هذا القبرصيّ المجنون؟!! أم الأدب مع رسول الله ومع حديثه هو أن نغار على جنابه الشريف من أنيُنسب إليه ما لا يليق؟ وأن نحمي حديثه من الكذب والافتراء وإدخال موضوعات الدجالين واختلاقاتهم عليه؟ ولو كان الأدب ما قاله هذا القصّاص فلماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين. رواهمسلم. ولماذا أتعب علماء الدين أنفسهم في وضع قواعد علم الحديث وتأليف الكتب لبيان الصحيح من المكذوب؟ وهل يكون وليّ الله الإمام البخاريّ، وتلميذه مسلم، والترمذي،وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والحاكم، وابن حبان، والبيهقي، وابن الصلاح، والحافظ ابن حجر العسقلاني، والسيوطي، والزبيدي، وغيرهم من علماء الأمة، هل يكونون كلهم على باطل في اشتراطهم شروطًا دقيقة لجواز قبول الحديث والعمل به ( على عكس كلام القبرصيّ )؟! وهل يُقبل أن يكون البخاريّ ومسلم قد أتعبا نفسيهما بغير طائل عندما صنّفا الصحيح والتاريخ وتكلما في جرح الرجال وتعديلهم وفي قبول أحاديث ورَدّ أخرى؟وهل يقبل مسلم واحد أن ينسب إليهم قلة الأدب في ذلك كما زعم هذا القبرصيّ؟ وهل هوأعلم منهم أو أفقه أو أورع أو أتقى؟ وهل سبقه إمام من أئمة الصوفية الذين لا خلاف على جلالتهم كالجنيد البغدادي وعمرو بن عثمان المكّيّ وأبي عثمان المغربيّ والرفاعيّ والجيلانيّ وشاه نقشبند والبدويّ والشاذلي إلى مثل هذه المقالة؟!! إنأجاب بنعم فضح نفسه لأن الصغير من المسلمين يعرف أن هذا كذب، وإن كان جوابه لا فليستحِ من الله ومن المسلمين وليتْبع سَنَنَ أهل العلم والإخلاص بدل أن يَشذّ عنهم.
لكن الظاهر أنه متكبر بعيد من ذلك، وإلا فما معنى حطه من مقام العلماء وقدقال ربنا تبارك وتعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء، سورة فاطر/28. وقال ربنا: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ، سورة الزمر/9، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم. رواه الترمذي- وهذا في العابد حق العابد، وقال عليه السلام أيضًا: العلماء ورثة الأنبياء. رواه أبو داود.
وهل الصالحون إلا من تعلم ما فرض الله عليه من علم الدين ثم عمل بذلك؟
وإن لم يكن العلماء العاملون أهل الولاية فمَن الأولياء بتعريف القبرصيّ وأمثاله؟
ولله درشيخنا الإمام الرفاعي رضي الله عنه فإنه جلى هذه النقطة وأوضحها في البرهان المؤيد فقال: قولوا قال الشافعي، قال مالك، قال أحمد، قال نعمان. صححوا المعاملات البينية وبعدها تفكهوا بالمقولات الزائدة. قال الحارث وأبو يزيد لا يُنقِص ولا يزيد، وقال الشافعيّ ومالك أنجح الطرق وأقرب المسالك... أشياخ الطريقة وفرسان ميادين الحقيقة يقولون لكم خذوا بأذيال العلماء، لا أقوللكم تفلسفوا ولكن أقول لكم تفقهوا. من يردالله به خيرًا يفقهه في الدين.
ويقول رضي الله عنه في موضع ءاخر من البرهان: أي سادة، إنّ نهاية طريق الصوفية نهاية طريق الفقهاء، ونهاية طريق الفقهاء نهاية طريق الصوفية، وعقبات القطع التي ابتُلي بها الفقهاء في الطلب هي العقبات التي ابتُلي بها الصوفية في السلوك. والطريقة هي الشريعة، والشريعة هي الطريقة، والفرق بينهما لفظيّ، والمادة والمعنى والنتيجة واحدة. وما أرى الصوفيّ إذا أنكر حال الفقيه إلا ممكورًا، ولا الفقيه إذا أنكر حال الصوفيّ إلا مبعودًا.... فهذه كلمات الرفاعي رضي الله عنه تحكم على القبرصيّ بالشذوذ وبمخالفة منهاج العارفين وبأنه ممكور به. والإمام أحمد الرفاعيّ من أكابر الصوفية العارفين بالإجماع، وحتى ناظم القبرصيّ يصرح بانه من أكابر الأولياء كما في نفس كتابه المذكور ءانفًا، وكان رضي الله عنه يحفظ القرءان والأحاديث بأسانيدها ويعرف الفقه الشافعيّ ويدرّسه ويحث مريديه على ذلك ( تمامًا على خلاف منهج القبرصيّ ). وللعاقل بعد ذلك أن يتأمل ثم يعجب من جرأة ناظم هذا على تعدي حدود الشرع ثم يحكم عليه بما يستحقّ.
ثالثًا: يزرع القبرصي في نفوس أتباعه أنّ الجاهل لا مسئولية عليه. يقول في كتاب تعاليم شيخه الداغستانيّ السابق الذكر في الصحيفة 57 منه: كلما ازددنا علمًا ازدادت مسئوليتنا، أما الجاهل فلا مسئوليةعليه. ا.هـ. فيزيد بذلك تنفير أتباعه من العلم ليبقوا جهالا مستسلمين له يتبعونه في كل ترهة من ترهاته.
وأقول كلامه هذا تكذيب للقرءان وللرسول ولأئمة الهدى.
يقول ربنا تبارك وتعالى: وَمَا ءاتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا. سورة الحشر/7.وهذا الرجل يقول يجوز للشخص أن يستمر جاهلا مخالفًا للرسول يَتْرُك الأخذ بما جاء به الرسول ويفعل ما نهى عنه ثم لا مؤاخذة عليه في الآخرة لأنه جاهل!!! كيف ولو كان الأمر كذلك لكان الجهل خيرًا من العلم، لأنه على مقتضى كلامه الجهل يضمن النجاة في الآخرة وليس العلم ضامنا لذلك. وبيان سقوط مثل هذا القول لا يحتاج إلى بسط عبارة. وهو كفر ظاهر. كيف لا وهو تكذيب لقوله تعالى: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ، سورة الزمر/9، وتكذيب لحديث أبي داود: وقاضٍ قضى بجهل فهو في النار، ولحديث أبي داود أيضا في المصاب الذي أُفتِيَ بالاغتسال بالماء مع أنه كان يضره فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قتلوه قتلهم الله. وإنما شفاء العيّ السؤال.
وكذلك هو تكذيب لإجماع الأمة على وجوب تعلم قدر من علم الدين فرضا عينيا وعلى إثم من أهمل ذلك.
وقد قال سيدنا الرفاعيّ رضي الله عنه: ما اتخذ الله وليًا جاهلا ... الوليّ لا يكون جاهلا في فقه دينه ... العلم المختصر علم ما أمر الله به ونهى عنه، والعلم الأتم علم التفسير والحديث والفقه... إلخ. ذكره في البرهان.
وقبله قال ولي الله بلا خلاف إمامنا الشافعي رضي الله عنه: طلب العلم أفضل من صلاة النافلة. ونقله عن النووي في أول المجموع. ويكفي في هذا الباب كلام سيد الطائفة الجنيد رضي الله عنه - والذي يدّعي هذا المفتون أنّ سنده في التصوف من طريقه - قال رضي الله عنه: من لم يحفظ القرءان ولم يكتب الحديث لا يُقتدى به في هذا العلم، لأن علمنا مقيد بالكتاب والسنة.. ا.هـ. رواه الحافظ الخطيب البغدادي. ومعنى كلامه هذا واضح لذي لب وصريح في بابه، فمن لم يحصّل علم الدين المبني على الكتاب والسنة أنّى يصلح أن يكون مُسلّكًا مربيًا؟!
فإذا ترك مريد القبرصي تعلّم العلم ضاع منه الميزان الشرعي، وصار طعمة لهذا الرجل ولشيطانه، يأكل به الدنيا ويتكسّب به الجاه، ويوهمه أنه يرقيه وهو ينزل به إلى الحضيض.
رابعًا: إذا قطع المريد المخدوع هذه المراحل، وصدّق ترهات هذا الرجل، يصير عندئذ جاهزًا لحقنة جديدة من السموم فيفتيه هذا الدجال بعجائب من الفتاوى، يصيّره بها ملحدًا معلنًا منقطعًا حتى عن مظاهر العبادات !!! فالقبرصيّ فضلا عن جهله الفاضح بالدين، ولجوئه إلى الأكاذيب العجيبة، حيث يقول مثلا بأن هناك روح للروح!! وروح لروح الروح !! أو يقول بأن الله خلق السموات والأرض في سبعة أيام (بدل ستة) !! أو يقول بأن رابعة العدوية من أهل البيت !!... إلخ فإنه يسعى لإلغاء أحكام الشريعة وهدمها. فيلغي فريضة الصلاة، ويقلل من شأن الصيام، ويحث على أكل الحرام، وكل ما يشغل باله هو... الزواج !! وكم من مرة حدث أتباعه عنه!! ويا ليته حدثهم عن أحكامه الشرعية، ولكنه يحدثهم ليقول لهم: لما يجامع الرجل زوجته في ليلة الدخول تُغفر لهما كل ذنوبهما!! أو نحوذلك من الخرافات.
فمن مشي على دربه صار منكرًا لأحكام الشريعة المحمدية متبعًا لأحكام شريعة ناظم القبرصيّ، همّه بطنه وفرجه، لا يجتنب حرامًا، ولا يتوقى شبهة، ولا يخاف عقاب الآخرة... لا سيما والقبرصي قال لهم: إن الله يغفر لعباده في كل ليلة كل ذنوبهم !! الشيطان يغويهم بالنهار والله يغفر لهم ذلك في الليل. !! ا. هـ.
قلت مثل هذا الهذيان العجيب لا يصدقه إلا من سقطت همته، وسخف فكره، وانسلخ من دين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
وفي كل هذا يتبع ناظم طريقة ملاحدة المتصوفة وقدماء الباطنية - المشهورين بالحشاشين - فيصور لأتباعه أن فهم الدين لا يكون إلا من طريقه، وأن أسراره - كما يعبّر - لا تعرف إلا بواسطته، وأنه رئيس الأولياء وزعيم الأتقياء، فما قاله فهو الدين، وما نطق به فهو الصواب، لا يجوز الاعتراض عليه، ولا تقاس أفعاله بميزان الشرع!! بل هو أعلى من ذلك !! ومن زان أعمال ناظم بهذا الميزان فهو قصير النظر محروم!! فاشل في الامتحان، بعيد من التجلّيات!! فهو - على زعمه - لا يُعترَض عليه مهما فعل وهو على صواب ولو خالف أوامر الله والرسول !! والدين - عنده وعند الأغبياء ممن عبدوه - هو قوله وفعله لا ما بلّغه سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلم وأمر به.
استمع إليه يقول ( في الصحيفة 108 من كتابه محيطات الرحمة الآنف الذكر ) : شيخنا الكبير - ويعني به عبد الله الداغستاني - أنه في هذا الزمن هو وحده من بين الأولياء أُعطي الإذن ليتحدث عن العلم المكتوم، وأنه أُعطي الإذن ليتحدث بأسرار القرءان. إنتهى كلامه. وناظم هو خليفته وترجمانه وناقل أفكاره، وهذا معناه أنه هو وحده حامل حقيقة معاني الشرع، وأن من أرادها لا سبيل له إليها إلا من طريقه. وهذا أمر قد صرّح به ناظم في أكثر من موضع ومناسبة وكتاب.
قلت وأيّ علم مكتوم يزعمه هذا الدجال وقد بلّغ رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما أوحى إليه ربّه. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ، سورة المائدة/67. ونصّ ابن حزم في كتابه الفصل في الملل والنحل على كفر من زعم أن النبيّ بلّغ فقط ظاهر الشريعة وأن لها باطنًا يخالف ذلك الظاهر. كيف لا وقد قال تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ، سورة المائد/3. فقارن ذلك بكلام القبرصي ثم احكم عليه بما يستحق.
واستمع إليه يقول في الكتاب المسمّى ( محيطات الرحمة .. اللآلئ الزهرية!! ) صحيفة 45 منه: شيخنا الكبير كثيرا ما كان يقول لي: يا ناظم أفندي، لا تضع كلماتي في الميزان لتزنها. لا تقل لماذا يفعل شيخي كذا أو يقول كذا ! ا هـ.
وانظر قوله في الكتاب عينه بعد أسطر معدودات: شرط صحة اتباعك لنا أن تتبعنا من غير أن تحكم على أعمالنا ولا تعترض. ا هـ.
بل إنه - في سبيل جرّ هؤلاء الرعاء الذين يتبعونه من غير عقل خلفه - يشبّه نفسه بالخَضر عليه السلام ويدع نفسه المريضة في مصاف نبيّ من الأنبياء حتى يصل والعياذ بالله إلى القول: فإذا تعلّق الأمر بأفعال شيخك فإياك أن تحاول تقويمها أو وزنها بعقلك حتى لوكنت نبيّ الله موسى !!!! ا هـ. ذكره في نفس الكتاب.
قلت: بالله عليكم هل يصدر مثل هذا الكلام إلا عن نفس مريضة؟ وهل يكون صاحبها إلا ملحدًا منحلا من الدين ومن اتّباع الشريعة ؟ وهل يجوز أن يقال عن مثل هذا الرجل سلطان الأولياء أو رئيس العارفين أو نحو ذلك من الألقاب التي يخلعها أتباعه عليه؟!! كلا والله. وإنما الواجب على المسلمين التحذير منه، وهو من أهم الجهاد. وفيه عظيم الثواب أكثر من بناء مسجد لله تعالى!! كيف لا، وفي هذا صيانة الدين وعقيدة المسلمين، والقيام بفرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كيف يزعم ذلك هذا القبرصي الأبيض وقد قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: المؤمن مرءاة أخيه. رواه أبو داود .
وكان عمر يراجع أبا بكر في أمور يرى الصواب بخلافها ( وأبو بكر أفضل الصحابة كما لا يُخفى )، وكانت المرأة التي هي أقل درجة من عمر بكثير تراجعه وتقول له ليس لك أن تفعل كذا، فيرجع عمر إلى قولها ويقول: أخطأ عمر وأصابت امرأة ا هـ. ولم يقل أبو بكر يومًا ولا عمر أنا أكبر من أن أُراجَع فلا تقيسوا أقوالي وأعمالي بعقولكم، ولا قال أحد منهما اتبعوني عميًا صمًّا بكمًا، ولا ادّعى أحد منهما أنه من أحاط بأسرار الشريعة وتفاصيلها كما يدّعي هذا الجاهل الذي لا يعرف أركان الصلاة ولا مبطلات الوضوء. بل سُئِل أبو بكر عن معنى آية من القرءان يومًا فقال: أيّ أرضٍ تقلني وأي سماء تظلني إن قلت في كتاب الله ما لا أعلم ا هـ. وكان عمر يقول نعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن. ا. هـ. ومنهاج الصحابة ومن بعدهم من العلماء والأولياء أنه إذا ظهر لهم خطأ بدليل شرعيّ رجعوا عنه. وما كانوا قط يقولون نحن أهل الباطن وأنتم أهل الظاهر. الشيخ عبد القادر الجيلاني ما قال هذا ولا الرفاعي ولا شاه نقشبند ولا خلفاؤه ولا أحد من الصوفية الصادقين. وأما هذا القبرصي فيقول: أنا المنفرد في هذا العصر بمعرفة أسرار الشريعة!!!! فعلى زعمه عرف ما لم يعرفه أبو بكر ولا عمر ووصل في علو المرتبة إلى ما لم يصلا إليه !!! ومن بلغ به الغرور مثل هذا المبلغ فلا كلام معه.
لقد أسمعت لو ناديتَ حيًا ولكن لا حياة لمن تنادي
ومع هذا يجب التحذير منه ديانةً، لا سيما وفي هذا التحذير تبرئة للصوفية الأطهار من دنس هذه القاذورات حتى لا يتخذ أعداء التصوف أقوال ناظم وأفعاله سببًا للطعن في هذا المسلك الشريف، ( وهم قد بدءوا يفعلون ذلك فعلا ). وإنما طريق أهل الله الانكسار للشرع، والتواضع للمؤمنين، وترك الدعاوى العريضة من غير طائل. ليس همّهم أن يعظّمهم الناس، ولا أن يمدحوهم، وإنما همّهم مرضاة خالقهم. لا يعتبرون أنفسهم فوق النصيحة ولا يتكبّرون عن قبولها، ولا يعتبرون المريد الذي ينصحهم فاشلا ولا زائغًا، بل هو عندهم المقبول. وإن حصل منهم مخالفة للشرع فبُيِّن لهم رجعوا وأنابوا ولم تأخذهم العزة بالباطل. فالشرع عندهم الأصل لاعباراتهم وأقوالهم. ( تمامًا على عكس ناظم المنتسب زورًا إلى مسلكهم ).
يقول السيد المفخم والبحر الغطمطم الوليّ بلا نزاع الشيخ أحمد الرفاعي رضي الله عنه: سلّم للقوم أحوالهم ما لم يخالفوا الشريعة فإذا خالفوا الشريعة فكن مع الشرع ا هـ. ويقول الباز الأشهب واليث العثمثم السيد عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه: إذا رأيت من الشيخ خطأ فنبّهْهُ فإن رجع فذلك الأمر وإلا فاتركه واتبع الشرع ا هـ. ذكره في كتاب أدب المريد.
فقارن أيها القارئ بين أقوال هذين الإمامين العظيمين وبين قول القبرصيّ ( لا تراجع شيخك ولو كنت نبيّ الله موسى ) تعرف مقدار الفرق بين أسود الرجال الوقّافين عند حدود الله، والمعظّمين لأنبياء الله، وبين الثعالب والغربان اللاهثين خلف جِيَف الدنيا المنتنة.
فالواجب النهوض بالتحذير من هذا القبرصيّ وإظهار شذوذه غضبًا لله وللشريعة، ويجب ترك المداهنة فيذلك فإنها لا تفيد يوم القيامة شيئًا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا - أي ليس منأهل كمال الإيمان- من لم يوقّر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويأمر بالمعروف وينهَ عن المنكر. رواه ابن حبّان. والكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت.
وهذه النبذة كافية لكل ذي قلبٍ واعٍ في بيان حال الناظميين، ولتحريك همّته على مكافحة شرّهم. ومع هذا، نُتبِع هذا الفصل بعون الله بفصول قصيرة تظهر أقوال هذه الفرقة الخطيرة واعتقادات شيخها القبرصيّ مع رد موجز على كل ضلالة، زيادة في البيان، وحتى لا يبقى لمدلس مقال. والله الموفّق للصّواب.
فصلٌ في تسوية القبرصي وشيخه عبد الله الداغستاني لنفسيهما بالله تعالى.
يقول ناظم القبرصي فيكتابه محيطات الرحمة ص 6: أوامر القطب هي أوامر الله ومشيئته مساوية لمشيئة الله. ا. هـ.
ويقول شيخه عبد الله الفائز الداغستاني في كتابه الوصية ص9: التعريف الثاني للطريقة هو أن يكون المريد مستعدًا لتلقي الأمر من مرشده كما كان الرسول ينتظر مجيء الوحي من الله. ا. هـ.
قلت هذا كلام عجيب يكذبه قول الله تعالى وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ. سورة النور/21. ويكذب هقول الله تعالى: وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ. سورة التكوير/29.
ويكذبه حديث رسول الله: كل يؤخذ من قوله ويترك غير رسول الله. رواه الطبراني. ويكذبه سيرة أبي بكر وسيرة عمر حيث كانا يختلفان في الرأي فيراجع عمر أبا بكر ويطول بينهما الكلام ولا يقول أبو بكر لعمر كلامي كالوحي، ولا يعتقد عمر مثل ذلك.
ويكذبه أيضا فعل عمر لما أقر بالخطإ عندما راجعته المرأة في مسئلة مهور النساء. رواه سعيد بن منصور في سننه.
ولكن القبرصي وشيخه الذي يزعم كل منهما أنه قطب زمانه وشيخ أوانه لا يرضيان إلا أن يعبدهما أتباعهما، فنعوذ بالله من شرورهما ومن الضلالة بعد الهدى وحسبنا الله ونعم الوكيل.
فصل في تسوية ناظم القبرصي لملكة إنكلترا بالله عزّ وجل!!!
يقول القبرصي في كتابه المسمى: محيطات الرحمة. ص9: الله تعالى طلب محمدًا عليه السلام إلى حضرته القدسية فأطاع الرسول الأمر ومثل في الحضرة الإلهية كما تتلقى ملكة إنكلترا الرجل النبيل. ا.هـ.
فانظر أيها القارئ إلى وقاحة هذا الكافر الذي يساوي بين الخالق وبين ملكة إنكلترا!!! لتدرك حقيقة هذا الرجل وتعرف أين منبع مشربه ومن أين يُوجَّهُ نشاطه.
وفساد كلامه ظاهر كالشمس لا يحتاج إلى بيان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق