قول الله تعالى { لكم دينكم ولي دين }
في الآية معنى التهديد وهو كقوله تعالى: ﴿لَنَا أَعمَالُنَا وَ لَكُم أَعمَالُكُم(55)﴾ [سورة القصص]،
فقوله ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ(6)﴾ أي الباطل وهو الشرك الذي تعتقدونه وتتولونه
﴿وَلِيَ دِينِ (6)﴾ الذي هو دين الحق وهو الإسلام، أي لكم شرككم ولي توحيدي وهذا غاية في التبرّي من الباطل الذي هم عليه.
ومثل ذلك في إفادة التهديد والوعيد قوله تعالى في سورة الكهف: ﴿فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ(29)﴾ ،
فليس معنى الآية أن من اختار الإيمان كمن اختار الكفر، بل من اختار الكفر مؤاخذ ومن اختار الإيمان مُثاب، ويدل على أنها تفيد التهديد بقية الآية قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا(29)﴾ [سورة الكهف]،
وهنا يجدر التنبيه إلى أن العلماء قالوا: من قال في الآيتين إنهما تفيدان أن لا مؤاخذة على من اختار دينًا غير الإسلام إنه يكفر لتكذيبه قوله تعالى: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)﴾ [سورة آل عمران].
فائدة: أفاد قوله تعالى أن ما سوى دين الإسلام من الأديان يُسمى دينًا مع كونه باطلًا فاسدًا، فالآية معناها أيها الكافرون لكم دينكم الفاسد الباطل وليَ دين الحق وهو الإسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق