شرح قوله تعالى: "إنّ الله يأمر بالعدل"
الحمدّ لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فقد قال الله تبارك وتعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي}.
إنّ الله تبارك وتعالى يأمر عباده:
- بالعدل: أي بأن يعطوا لغيرهم ما هو حق لازم عليهم ولا يضرّوا إخوانهم المسلمين ولا يغشوهم ولا يظلموهم ولا يخذلوهم والخذل هو ترك الشخص المسلم يظلم وهو قادر على أن يمنع ويدفع عنه هذا الظلم فالعدل هو أن يعطي لإخوانه ما عليه من الحقّ ويكفّ الظلم عنهم.
- والإحسان: أما الإحسان فهو فوق العدل يعطيهم، يعطي الناس ما عليه أي الحق الذي عليه ويزيد فوق الذي هو لازم لهم ثم يحسن إليهم بما ليس فرضا عليه يعمل معهم معروفا فوق الواجب.
- وإيتاء ذي القربى: أي الإحسان إلى ذي القربى أي ذي القرابة أي أن يصل رحمهن والأرحام هم كلّ من بينك وبينهم قرابة إن كانوا محارم وإن كانوا من جهة الأب أو من جهة الأم.
فهذه الآية فيها الأمر بثلاثة أشياء من الأوامر الأوامرمعناها الأشيا التي أمر الله بها عباده يقال أمر وأوامر، الأمر بمعنى الطلب ما طلب الله من عباده أن يفعلوه هذا يقال له الأمر والجمع أوامر.
وفيها النهي عن ثلاثة أشياء، والمناهي هي جمع منهيّ أي منهيّ عنه، فالأشياء التي حرّمها الله تعالى يقال لها مناهي. فهذه الآية مع وجازة لفظها جمعت هذه الأمور الستة فلا يستطيع بشر مهما كان بليغا فصيحا أن يأتي بمثل القرءان.
وأما المناهي فهي:
- الفحشاء: معناه كلّ معصية شديدة يقال لها فحشاء أي المعصية الكبيرة
- والمنكر : أما المنكر فهو كل معصية
- والبغي : معناه الاعتداء على الناس.
فحتى يستطيع الإنسان أن يميّز بين المنهيّ والمأمور حتى لا يلتبس عليه الأمر لا بدّ له من أن يتعلم علم الدين فإن تعلم عرف ما هو المنكر فينتهي وينهى عنه وما هو المأمور فيفعله ويأمر به فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كلّ مسلم" رواه البيهقيّ وقال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة} قال سيدنا عليّ رضي الله عنه: "علموا أنفسكم وأهليكم الخير".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق