الـــرَّبُّ هــــو الله :
الـسَّــيِّــدُ المَـالِـــكُ ( لأنَّ اللهَ هــو المـالـكُ الحـقــيـقــيُّ لــنـا ولمــا نـَـمْـلِـــكـــهُ ) ،
ولا يُـقــالُ الــــرَّبُّ بالألـــف واللام الا َّ للهِ عَـــزَّ وجَــلَّ
فـالــرَّبُّ هــو اللهُ ، واللهُ وحْــدَهُ المُـسـتـَـحِـــق للعِـــبـادَة وهــو المَـعْــبـود بـِــحَــــقٍّ
قـال الله تعـالــى : ( وَلـكِـنْ كـُـونـُــوا رَبَّـــانِــيِّــيـنَ بـِــمَا كـُـنـْـتـُــمْ تـُـعَـلـِّــمُونَ الكـتـابَ وَبـِمَا كـُـنـْـتـُــمْ تـَـدْرُسُـونَ ) سورة ءال عـمران 79
قـال عـبـد الله بـن عـباس رضي الله عـنـهـمـا : كـــونــوا رَبـَّـانـيـِّــيـن : أي حُـلـَـمـاء فـُـقـَــهـاء
وقـــالَ إبــن الأعــرابــي : لا يُـقـال للعـــالـِــم رَبـَّــانـــيّ حـتـى يـكــون عـالـِــمًـا مُـعَــلـِّــمًـا عـامِـــلا ( أي عـامِـل بـِـعِـلـْــمِـه ) انتـهــى
نـسأل الله الكـريــم بمَـنـِّـهِ وكـَـرَمِــهِ أنْ يجْـعَـلنـا وإيـَّـاكـم مِـن الصالحـين الربَّــانِــيِّـين العُـلماء العــامِـلـين اللـَّـهُـــمَّ ءامــين
الـشـىء الـــذي يُـمـتـلـك يـَـصـحُّ لـُــغـَــة وشـــرعـًـا أن نـســأل عـنـه بـقـولــنـا : مَـن ربُّ هـــذا المــنـزل أو مَـن ربُّ هـــذه الســـيـارة أو هــذه الطـاولـــة ( مِـن غـير اللالف واللام - الــربُّ ) ؟؟
والـدلــيـل عـلـيـه مـن كــلام رســول الله صـلى الله علـيه وســلـم
عـن عــبد الله بـن جـعـفـر رضي الله عـنهـمـا قـال : دَخـَــلَ رســولُ الله صلى الله عـلـيه وسـلم حـائــطـًـا ( يـعـنـي دخـل لِـبُـسـتان) لـرجُــل ٍ مـــن الأنـصــار فـــإذا فــيه جَــمَـــل ، فــلـمَّـا رأى النــبـيَّ
( أي الجَـمَـل شـاهَــدَ رســولَ الله صلى الله عـلـيه وســلم ) حَــنَّ
( أي الجَـمَـل) وذرَفـَــت عَـيـْـــنـاهُ ( أي صــار يَـبـكـــي هـــذا الجَـمَــل ) فـَــأتـــاهُ رســـولُ الله صلى اللهُ عـلـيه وســلم فـَـمَـسَـــحَ ذفـــراهُ ، فـَـسَـكـَـــتَ ( أي الجَـمَـل إنـقـطـعَ عــن الـبُــكـاء ) فـقـالَ رســولُ الله صـلى الله عـلـيه وســلـم : مَــنْ رَبُّ هــــذا الجَـمَــل ؟؟؟؟
فـجـاءَ فـتـى مِــنَ الأنـصــار فـقـالَ لـه: أنــا يـــا رســولَ الله . فــقــالَ رســولُ اللهِ صـلى الله عـلـيه وســلــم : أفـَــلا تـَـتـَّــقــي الله فــي هـــذه البـهــيــمــة الـتــي مَـلـَّــكـَـــكَ اللهُ إيــَّــاهـا ؟ فــإنــهُ شــكـا إلـِـــيَّ أنـَّــكَ تـُـجـيـعُـهُ وَتـُـدئــبـهُ ( أي تـتـعِـبـهُ) . رواه الامـام احــمـد بـن حــنــبـل وأبــو داود وغـيــرهــمـا
وهـنـا مَـســئــلـة مُـهـِــمّــة : لا يـجـــوز أن يُــقـال رَبُّ العــائـــلـة ولا يـجــــــوز أن يُــقــال رَبُّ الأســـــرَة فـهــذا بــاطــل وخـــلاف الـــديــــن
لــو ســألك ســـائــل بـقــولــه مَــن رَبـُّــك ؟ فـنـجـــيــب مـبـاشــرة ربـِّـــي الله ولا يُـقـال والــدي ولا يُـقـال أبـــي .
لأن ربَّ البـشــر الأحـــرار هــو الله وحـــدهُ وهــو ربُّ كــلِّ شــــىء .
وهـنـا مـسـئـلة تـنـاســب المـقـام أن نــذكــرهــا فـَــتـنـبَّـهـوا لـهـا حـفِـظـَـكـم الله وهـي انَّ مـعـنـى الـعِـــيــال فــي اللغـة العـربيـــة الناس الـذي يُـنـْـفِـق عـليهـم الشخـص ولـو كانــوا أعــمامه أو أخـــواله وزوجـــاته ووالِـدَيـْــه بمعـنى أنهُــم تحـت نـَـفـَـقـَـتِـهِ ورعـايَـتِـه لِكـَـونِـهـِـم مُـحـتاجـين إليـه وهــو يَـكـفـيـهـم نـَـفـَـقـاتـهـم
ولا يوجــد فـي اللغــة العــربـيـة عِــيال بمـعــنى الأولاد وهــذه العِــبارة مِـن جُـمـلة مـا أخـْـرَجَـهُ النـاسُ عـن مَـعْــنـاهُ الأصْـلِـيّ
هــذه اللـفـظـة عـيـالــي يَـفـهَـمـها بـعـض النــاس عـلى اللـغـة المَـحَـلـِّــيـَّـة ( لـهـجـة العــوام من النـاس ) فـيَـقـَـعـونَ فـي الكـفـر لأنـهُــم يَـفـهَـمــونَ مِـن كـلـمة عِـــيـال أبْــنــاء والعِــيـاذ بـاللهِ تعــالـى عند ايرادهم للحديث الضعيف الغير صحيح
الخـَـلـْـقُ عِـيـالُ الله وأحَـبـهـم إلـى الله أنـفـعـهـم لِـعِـــيـالِـهِ
ولا يُـقـال أولاد الله بالمـعـنـى المَـجــاز فـهـذا كـفـــر وضـــلال أيــضـًـا
فهـل تـرضـى يـا إنـسـان أن يـُــقـال لك أنت أبــن ضـفـدع أو ابـن فـــأر مَـجـازًا ؟؟ كــلا لا أحـــد يَـقــبـل ذلك ، فـكـيـف بـمـالِــك المُـلـك والعــزيــز الـقـــدُّوس ربّ العِــزَّة ســبـحـانـه وتعـالــى عـمَّـا يَـقــولُ الـظالـِـمـونَ عُــلـُــوًّا كــبـيـرا .
ويـوجــد حــديــث ســاقِــط شـــديــد الـضـعـف لـيـس صـحـيـحًـا يَـقـولـه كـثـيـر مـن الخـُـطـَـبـاء : الخـَـلـْـقُ عِـيـالُ الله وأحَـبـهـم إلـى الله أنـفـعـهـم لِـعِـــيـالِـهِ . قـال الامــام الـبـخـاريُّ هـذا مـنـكـر الحــديـث
ولـو صــحَّ هـذا الحـديــث لـكـان مـعـنـاهُ فـُـقـــــــراء الله كـمـا قـال الإمـامُ المُـنــاويُّ عِــنـدَ شــرح هــذا الحــديـث أي فـُــقـَـــراء إلـى الله تعـالـى .
واللهُ تـبـاركَ وتـعـالــى أعـلمُ وأحكـم وصلى الله وسَـلـَّــمَ عـلى نبـيِّــنا محمَّــد وعـلى ءاله وصحبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق