بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 26 ديسمبر 2021

صحة حديث توسل آدام بالنبي صلى الله عليه وسلم

 

صحة حديث توسل آدام بالنبي صلى الله عليه وسلم

الفتوح الربانية في حديث توسل سيدنا آدم بسيدنا محمد خير البرية
(منقول)

1- سيدنا آدم عليه السلام يتوسل بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
فقد روى سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد إلا غفرت لي فقال الله تعالى يا آدم كيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟ قال: يا رب إنك لما خلقتني رفعت رأسي فرأيت علي قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلى وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ولو لا محمد ما خلقتك)

أخرجه البيهقي في كتابه دلائل النبوة (٥/٤٨٩) والحاكم (٢/٦١٥) و والطبراني في الأوسط (٦٤٩٨) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم (ج ٨ ص ٢٣٥) وقد حقق الإمام تقي الدين السبكي في كتابه: شفاء الأسقام أن هذا الحديث لا ينزل عن درجة الحسن.....دفع شبه من شبه وتمرد ج ١/ص ٧٢
وجاء من طريق آخر عن ابن عباس بلفظ : فلولا محمد ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار .
رواه الحاكم في المستدرك ( ج2 ص615 ) وقال : صحيح الإسناد
فاليكم الأتي.
1- هذا الحديث صحح إسناده الإمام الحاكم فقد اخرجه
وقال صحيح الإسناد وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم
(2/615)
2- صححه الإمام السبكي
فقد حقق الإمام تقي الدين السبكي في كتابه: شفاء الأسقام أن هذا الحديث لا ينزل عن درجة الحسن ( ومن قال ان الإمام السبكي اخذ تصحيحه فقط من الحاكم فنقول نعم وحقق في كتابه ان الحديث حسن فلتراجع أقواله)
( في شفاء السقام ص 120 )
3- الإمام ابن الجوزي
حيث نقل عنه ابن تيميه رواية صحيحة كما سنوردها
أخرجها ابن الجوزي في الوفا بفضائل المصطفى من طريق ابن بشران، نقلها عنه ابن تيمية في الفتاوي (2/159) مستشهداً به وهي ترفع الحديث ليكون حسناً لغيره ويحتج به بلا منازع.

4- صححه الإمام تقي الدين الحصني الدمشقي 752هـ:829 هـ
دفع شبه من شبه وتمرد ج 1/ص 72
5- الإمام القسطلاني (ت 923 هـ)
في المواهب اللدنية ( ج 1 ص 16)
6- قال برفعه وكذلك شاهد له الإمام الزرقاني في شرح المواهب كما سنوضح بالنقل والبرهان
( ج 1 ص 86 طبعة دار الكتب العلمية لبنان تحقيق محمد عبدالعزيز الخالدي)
7- الإمام السمهودي ( 844هـ ـ 911هـ )
في وفاء الوفا 2 : 419
8- ذكره الحافظ السيوطي في الخصائص النبوية ص 49
وصححه كما سنبرهن على ذلك وقد ذكر في بداية كتابه (قال الإمام السيوطي في مقدمة الخصائص (1/8): "ونزهته عن الأخبار الموضوعة وما يرد")
وها وإن دل فإنما يدل على أن الحديث ليس بموضوع عند الحافظ السيوطي بأي حال من الأحوال بل صححه كما سنرى.
# تحليل حديث توسل سيدنا آدم بالنبي محمد عليهم الصلاة والسلام
هذا الحديث قد طعن فيه البعض واختلف علماء الحديث في ما بين صحته وضعفه وتشدد البعض وحكم بوضعه وهذا الحديث قد صح بكثرة طرقه وتعدد أسانيده.
وقد اختلف علماء الحديث في الكثير من الأحاديث النبوية
ويظهر جليا أن هذا الحديث لا ينزل عن مرتبه الحسن كما صرح بذلك العلامة الإمام السبكي رحمه الله
1- وقد حكم عليه الإمام الذهبي بالبطلان من طريق واحد وهو على جلالة قدره لم يطلع على الطريق الأخر وسنده مسلسل بالثقات خلا رواى صدوق كما سنوضح.
2- قال الإمام البيهقي في طريق عبدالرحمن (تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، من هذا الوجه، وهو ضعيف) وهذا يدل على أن الحديث ليس بموضوع عند الإمام البيهقي وحكم بضعف عبدالرحمن وليس المتن فقد نقله البيهقي في كتابه الذي شرط فيه ألا يخرج الموضوعات والذي قال فيه الذهبي: عليك به فإنه كله هدى ونور.
[كذا في شرح المواهب وغيره].
وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف وليس وضاع فعبد الرحمن ليس بكذاب ولا متهم بل هو ضعيف فقط ومثله لا يجعل الحديث موضوعا بأي حال من الأحوال
والحاصل أن الحديث الذي حكم عليه الإمام الذهبي ولم يقف على طرقه الأخرى تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من من بعض الطرق وهو ضعيف كما قال البيهقي
و ابن عدي لم يضعفه فإنه في الكامل قال (4/1585)
( له أحاديث حسان … وهو ممن احتمله الناس وصدقه بعضهم وهو ممن يكتب حديثه . اهـ .
أي ان عبد الرحمن في الأصل ليس بوضاع ولا متهم .
وقد حسن له الحافظ المنذري
ذكر الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب حديث " أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه " قال عقبه ما نصه:" رواه ابن ماجه من رواية عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقد وُثِّق، قال ابن عدي أحاديثه حِسَان وهو ممن احتمله الناس وصدقه بعضهم وهو ممن يكتب حديثه " ا.هـ.
والإمام أحمد بن حنبل روى لعبد الرحمن بن زيد في مسنده
((والإمام أحمد لم يرو في المسند حديثاً موضوعاً كما قال الحافظ في – القول المسدد في الذَّبِّ عن مسند الإمام أحمد – فرواية أحمد لعبد الرحمن بن زيد في المسند دليل على أنه لم يصل في الضعف إلى حد أن يكون حديثه موضوعا.))
ونقول أنظر ماذا قال فيه ابن تيمية في مجموع فتاويه
( 15 / 67) قال :
( عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقد كان إماما وأخذ التفسير عن أبيه زيد وكان زيد إماما فيه ومالك وغيره أخذوا عنه التفسير وأخذه عنه عبد الله ) اهـ هـ
ولحديث توسل آدم بالنبي صلَّى الله عليه و آله و سلَّم شاهداً قوياً يرفعه على الأقل لدرجة الحسن .
فاليكم الشاهد الذي اورده ابن تيمية في مجموع فتاويه
((قد أخرج الحافظ أبو الحسن بن بشران قال : حدثنا أو جعفر محمد ابن عمرو، حدثنا أحمد بن سحاق بن صالح، ثنا محمد بن صالح، ثنا محمد ابن سنان العوقي، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن بديل بن ميسرة، عن عبد الله بن شقيق، عن ميسرة قال: قلت: يا رسول الله، متى كنت نبياً ؟ قال:
(( لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات ، وخلق العرش،كتب على ساق العرش: محمد رسول الله خاتم الأنبياء، وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء، فكتب اسمي على الأبواب، والأوراق والقباب، والخيام،وآدم بين الروح والجسد،فلما أحياه الله تعالى: نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبره الله أنه سيد ولدك، فلما غرهما الشيطان ، تابا واستشفعا باسمي إليه ) .
وأخرجه ابن الجوزي في الوفا بفضائل المصطفى من طريق ابن بشران، نقله عنه ابن تيمية في الفتاوي (2/159) مستشهداً به .
فهذا الطريق إسناده مسلسل بالثقات ما خلا راوٍ واحد صدوق .
وحتى ابن تيمية اورد حديث اخر وقال في اخره فهذا الحديث يؤيد الذي قبله وهما كالتفسير للاحاديث الصحيحة فتأمل قال ابن تيمية:-
(روى أبو نعيم الحافظ في كتاب دلائل النبوة ومن طريق الشيخ أبي الفرج حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن رشيد حدثنا أحمد بن سعيد الفهري حدثنا عبد الله بن إسماعيل المدني عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصاب آدم الخطيئة رفع رأسه فقال: يا رب، بحق محمد إلا غفرت لي فأوحى إليه وما محمد؟ ومن محمد؟ فقال: يارب إنك لما أتممت خلقي رفعت رأسي إلى عرشك فإذا عليه مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنه أكرم خلقك عليك إذ قرنت اسمه مع اسمك فقال: نعم، قد غفرت لك وهو آخر الأنبياء من ذريتك، ولولاه ما خلقتك".
فهذا الحديث يؤيد الذي قبله وهما كالتفسير للأحاديث الصحيحة
[مجموع الفتاوى لابن تيمية ج2 ص159]
قلت : فهذا يدل على أن الحديث عند ابن تيمية صالح للاستشهاد والاعتبار لأن الموضوع أو الباطل لا يستشهد به عند المحدثين وأنت ترى أن الشيخ استشهد به هنا على التفسير.!!!!
سند الشاهد
أبو جعفر محمد بن عمرو
(وهو ابن البختري الرزاز ، ثقة ثبت )
وله ترجمة في تاريخ بغداد (3/132) .
وأحمد بن إسحاق بن صالح
( هو أبو بكر الوزان ، صدوق على الأقل )
وله ترجمة في تاريخ بغداد أيضاً (4/28)
ومحمد بن صالح
(هو أبو بكر الأنماطي المعروف بكيلجة ، ثقة حافظ من رجال التهذيب ، ويمكن أن يكون هو محمد بن صالح الواسطي كعب الذراع، ثقة أيضاً)
ومترجم في تاريخ الخطيب (5/360) والاختلاف في تعيين الثقة لا يضر .
ومحمد بن سنان العوقي فمن فوقه ثقات من رجال التهذيب فلتراجعهم
إن هذا الإسناد من شرط الحسن على الأقل ويصححه من يدخل الحسن في الصحيح
وجاء الشاهد ايضاً في سبل الهدى والرشاد للإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي المتوفي سنة 942 هـ
قال بنصه في الباب الخامس في كتابة أسمه الشريف مع اسم الله تعالى على العرش وسائر ما في الملكوت وما وجد على الحجارة القديمة في نقش اسمه صلى الله عليه وسلم
(وروى ابن الجوزي بسند جيد لا بأس به، عن ميسرة رضي الله تعالى عنه قال: قلت يا رسول الله، متى كنت نبيا ؟ قال: " لما خلق الله الأرض واستوى إ
لى السماء فسواهن سبع سماوات وخلق العرش كتب على ساق العرش: محمد رسول الله خاتم الأنبياء.
وخلق الله تعالى الجنة التي أسكنها آدم وحواء، فكتب اسمي على الأوراق والأبواب والقباب والخيام، وآدم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي، فأخبره الله تعالى أنه سيد ولدك.
فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه ".
وقد أشار إليه الإمام مالك رضي الله عنه في القصة الصحيحة التي لا غبار عليها
قصه الخليف المنصور مع الإمام مالك رضي الله عنه
(((حدثنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الأشعري ، وأبو القاسم أحمد بن بقي الحاكم ، وغير واحد ، فيما أجازونيه ، قالوا : أنبأنا أبو العباس أحمد بن عمر بن دلهاث ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن فهر ، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الفرج ، حدثنا أبو الحسن عبد الله بن المنتاب ، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل ، حدثنا ابن حميد ] ، قال : ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكا في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ...الخ
إلي أن قال
فاستكان لها أبو جعفر ، وقال : يا أبا عبد الله ، أستقبل القبلة ، وأدعو أم أستقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال : ولم تصرف وجهك عنه ، وهو وسيلتك ، ووسيلة أبيك آدم - عليه السلام - إلى الله - تعالى - يوم القيامة ؟ بل استقبله ، واستشفع به ، فيشفعه الله ، قال الله - تعالى - : ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم [ النساء : 64 ] الآية .)) انتهي الشفا ٢:٤١
وهذه القصة صحيحة لا غبار عليها وتدل على أن الإمام مالك يري الخير في استقبال النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء والاستشفاع به وأنه هو الوسيلة صلى الله عليه وسلم.
فالقصة كما نرى تشير إلى حديث توسل سيدنا آدم عليه السلام بسيدنا محمد بقول الإمام مالك وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام "
وترجح اخذ الإمام مالك رضي الله عنه بصحة الحديث والإقرار به!!!
وقد أخرج هذه القصة
رواها أبو الحسن على بن فهر في كتابه فضائل مالك
رواها القاضي عياض في الشفا 2:41 بسنده الصحيح عن شيوخ عده من ثقات مشايخه
وقال الخفاجي في شرحه 3:398 ( ولله دره حيث أوردها بسند صحيح وذكر أنه تلقاها عن عدة من ثقات مشايخه)
وذكرها القسطلاني في المواهب 4:580
وقال الزرقاني شارح المواهب في شرحه (8:304 ) بعد ذكر من أنكرها فقال ( وهذا تهور عجيب فإن الحكاية رواها أبو الحسن على بن فهر في كتابه فضائل مالك بإسناد حسن, وأخرجها القاضي عياض في الشفاء من طريقه عن عده من ثقات مشائخه, فمن أين أنها كذب؟ وليس في لسنادها وضاع ولا كذاب)
ونقلها السمهودي في وفاء الوفا ج 2 ص 422 عن القاضي عياض
وقال ابن حجر في الجوهر المنظم قد روي هذا بسند صحيح
المدخل 1 / 248، 252
والفواكه الدواني 2 / 466
وشرح أبي الحسن على رسالة القيرواني 2 / 478، والقوانين الفقهية 148.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
وهناك أخبار وردت هي كالشواهد لهذا الحديث وقد أوردنا الرواية الصحيحة عن ميسرة من قبل
من الأخبار التي وردت وهي كالشواهد لهذا الحديث :
1- ما أخرجه ابن المنذر في تفسيره عن محمد بن على بن حسين بن على عليهم السلام قال : لما أصاب آدم الخطيئة عظم كربه واشتد ندمه فجاءه جبريل عليه السلام فقال :
((يا آدم ! هل أدلك علي باب توبتك الذي يتوب الله عليك منه ؟ قال : بلى يا جبريل ، قال : قم في مقامك الذي تناجي فيه ربك فمجده وامدح ، فليس شيء أحب إلى الله من المدح ، قال : فأقول ماذا يا جبريل ؟ قال : فقل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير كله وهو علي كل شيء قدير ، ثم تبوء بخطيئتك فتقول : سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت رب إني ظلمت نفسي وعملت السوء فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، اللهم إني أسألك بجاه محمد عبدك وكرامته عليك أن تغفر لي خطيئتي)). قال : ففعل آدم ، فقال الله : يا آدم ! من علّمك هذا ؟ فقال : يا رب ! إنك لما نفخت فيَّ الروح فقمت بشراً سوياً أسمع وأبصر وأعقل وأنظر رأيت علي ساق عرشك مكتوباً بسم الله الرحمن الرحيم ، لا إله إلا وحده لا شريك له محمد رسول الله ، فلما لم أر علي أثر اسمك اسم ملك مقرب ، ولا نبي مرسل غير اسمه علمت أنه أكرم خلقك عليك ، قال : صدقت ، وقد تبت عليك وغفرت لك .(كذا في الدر المنثور للسيوطي ج ١ ص ١٤٦) .
ومحمد بن على بن الحسين هو أبو جعفر الباقر من ثقات التابعين وساداتهم خرّج له الستة ، روى عن جابر وأبي سعيد وابن عمر وغيرهم
2- ما رواه أبو بكر الأجري في كتاب الشريعة
قال: حدثنا هارون بن يوسف التاجر، ثنا أبو مروان العثماني، حدثني أبو عثمان بن خالد، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه أنه قال: من الكلمات التي تاب الله بها علي آدم قال: اللهم إني أسألك بحق محمد عليك قال الله تعالى وما يدريك ما محمد، قال: يا رب رفعت رأسي فرأيت مكتوباً علي عرشك لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنه أكرم خلقك.
كتاب الشريعة ص ٤٢٧
3- ما اخرجه ابن عساكر عن كعب الاحبار قال ان الله انزل على آدم عصيا بعدد الأنبياء والمرسلين ثم اقبل على ابنه شيث فقال أي بني انت خليفتي من بعدي فخذها بعمارة التقوى والعروة الوثقى فكلما ذكرت الله فاذكر الى جنبه اسم محمد {صلى الله عليه وسلم} فإني رأيت اسمه مكتوبا على ساق العرش وأنا بين الروح والطين ثم إني طفت السموات فلم أر في السموات موضعا إلا رأيت اسم محمد مكتوبا عليه وأن ربي اسكنني الجنة فلم ار في الجنة قصرا ولا غرفة إلا اسم محمد مكتوبا عليه ولقد رأيت اسم محمد مكتوبا على نحور الحور العين وعلى ورق قصب آجام الجنة وعلى ورق شجرة طوبى وعلى ورق سدرة المنتهى وعلى أطراف الحجب وبين اعين الملائكة فأكثر ذكره فان الملائكة تذكره في كل ساعاتها.
انظر الخصاءص الكبرى للسيوطي و(المواهب اللدنية ج1 ص186) .
4- أخرج الحاكم نفسه شاهدا له عن ابن عباس فقد روى بسنده المتصل إلى قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال:
(( أوحى اللهُ إلى عيسى عليه السلام يا عيسى آمِن بمحمد وَأْمُر من أدركه من أمتك أن يؤمنوا به فلولا محمد ما خلقتُ آدم ولولاه ما خلقتُ الجنة والنار ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن "قال الحاكم حديث صحيح الإسناد الحاكم في المستدرك ( ج2 ص615 )
5- قال : الديلمي في مسند الفردوس وذلك بسنده المتصل إلى عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا
" أتاني جبريل فقال يا محمد إن الله يقول لولاك ما خلقتُ الجنة ولولاك ما خلقتُ النار)
6- ويشهد للحديث والشواهد ابيات مدح العباس رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم والتي تشير للاحاديث السابقة عند الحاكم والديلمي بقوله:
من قبل طبت في الظلال وفي ... مستودع حيث يخصف الورق
ثم هبطت البلاد لابشر أنت... نسراً وأهله الغرق
تنقل من صلب إلى رحم....إذا مضى عالم بدا طبق
ووردت نار الخليل مستتراً.....في صلبه أنت كيف يحترق
حتى احتوى بيتك المهمين من ...خندف علياء تحتها النطق.
أنتهى.
الاستيعاب (3\340)
وذكرها الحافظ ابن حجر العسقلاني في ترجمة خريم وقال رواها ابن خثيمة والبزار وابن شاهين
الاصابة (1\433)
ورواها الحاكم في المستدرك عن خريم واقره الذهبي فقال: رواية الأعراب عن أبائهم وملهم لا يضعون
(المستدرك وتلخيصه 3\337)
وذكرها الحافظ ابن كثير في السيرة (1\195)
ومن هنا نقول إن حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قصة توسل آدم عليه السلام ليس بموضوع ولا تسمح القواعد الحديثية أن تكون موضوعاً والصواب أن الحديث منجبر بحديث ميسرة الفجر وهو حديث قوي كما سبق آنفاً وبأثر الباقر والعباس وغيرهم رضي الله عنهم وبذلك يكون حديث توسل آدم حسناً لغيره فيحتج به بلا نـزاع.

ولله در العلامة النحوي الفقيه محمد بن علي بن يحيى الغرناطي الشهير بالشامي عندما قال متوسلا:
جرمي عظيم يا عفُوُّ وإنني بمحمد أرجـو التسامح فيه
فقـد توسـل آدم مـن ذنبه وقد اهتدى من يقتدي بأبيه

وقد احتج به الائمة في كتبهم و من استشهد بهذا الحديث من الائمه الأعلام والمفسرين ومن المعلوم أن الموضوع لا يصلح للاستشهاد
الدر المنثور ج١/ص١٤٢
للإمام السيوطي
تفسير السمرقندي ج١/ص٧٢
فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم
سورة البقرة ٣٧
((فتلقى آدم يعني استقبلته الكلمات من ربه يقال تلقيت فلانا بمعنى استقبلته ومعنى ذلك كله أن الله تعالى ألهمه بكلمات فاعتذر بتلك الكلمات وتضرع إليه فتاب الله عليه , وقال مجاهد تلك الكلمات هي قوله تعالى قالا ربنا ظلمنا أنفسنا الأعراف ٢٣ الآية وقال بعضهم قال بحق محمد أن تقبل توبتي قال الله تعالى له من أين عرفت محمدا قال رأيت في كل موضع من الجنة مكتوبا لا إله إلا الله محمدا رسول الله فعلمت أنه أكرم خلقك عليك فتاب الله عليه.)) اهـ
تفسير الثعلبي ج ١/ص ١٨٤
عكرمة عن سعيد بن جبير في قوله فتلقّى آدم من ربه كلمات قالا قوله ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين وكذلك قاله الحسن ومجاهد , وقال بعضهم نظر آدم ج الى العرش فرأى علي ساقه مكتوباً لا إله إلا الله محمد رسول الله أبو بكر الصدّيق عمر الفاروق فقال يا ربّ أسألك بحقّ محمد أنْ تغفر لي فغفر له.
المعجم الأوسط ج ٦/ص ٣١٣
((حدثنا محمد بن داود ثنا أحمد بن سعيد الفهري ثنا عبد الله بن إسماعيل المدني عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أذنب آدم ٢١٠٤ ب الذي أذنبه رفع رأسه إلى العرش فقال أسألك بحق محمد إلا غفرت لي فأوحى الله إليه وما محمد ومن محمد فقال تبارك اسمك لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنه ليس أحد أعظم عندك قدرا ممن جعلت اسمه مع اسمك فأوحى الله إليه يا آدم إنه آخر النبيين من ذريتك وإن أمته آخر الأمم من ذريتك ولولا هو يا آدم ما خلقتك.)) اهـ
الحافظ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج ٧/ص ٣٨٦
((قال ونا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن المغيرة المازني حدثني أبي قال أخبرني رجل من أهل الكوفة من عباد الناس من الأنصار قال حدثني عبد الرحمن بن عبد ربه المازني من أهل البصرة عن شيخ من أهل المدينة من أصحاب عبد الله بن مسعود قال لما أصاب آدم الذنب نودي أن أخرج من جواري فخرج يمشي بين شجر الجنة فبدت عورته فجعل ينادي العفو العفو فإذا شجرة قد أخذت برأ سه فظن أنها أمرت به فنادى بحق محمد ألا عفوت عني فخلي عنه ثم قيل له أتعرف محمدا قال نعم قيل وكيف قال لما نفخت في يا رب الروح رفعت رأسي إلى العرش فإذا فيه مكتوب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمت أنك لم تخلق خلق أكرم عليك منه)) اهـ
الإمام الحافظ الثقة الديلمي الهمذاني ولد سنة 445 وتوفي سنة 509 في الفردوس بمأثور الخطاب ج ٣/ص ١٥١
((فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه فقال إن الله أهبط آدم بالهند وحواء بجدة وإبليس ببيسان والحية بأصبهان وكان للحية قوائم كقوائم البعير ومكث آدم بالهند مائة سنة باكيا علي خطيئته حتى بعث الله إليه جبريل عليه السلام قال يا آدم ألم أخلقك بيدي ألم أنفخ فيك من روحي ألم أسجد لك ملائكتي ألم أزوجك حواء أمتي قال نعم قال فما هذا البكاء قال وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن قال فعليك بهذه الكلمات التي أعلمكهن فإن الله قابل توبتك وغافر ذنبك قال وما هن قال قل اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءا وظلمت نفسي تب على إنك أنت التواب الرحيم فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم)) اهـ
الإمام الخطيب الشربيني في مغني المحتاج ج ١/ص ٥١٢
((ويستشفع به إلى ربه لما روى الحاكم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد صلى الله عليه وسلم إلا ما غفرت لي فقال الله تعالى وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب لأنك لما خلقتني ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت في قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعرفت أنك لم تضف إلى نفسك إلا أحب الخلق إليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلى إذ سألتني به فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك قال الحاكم هذا صحيح الإسناد .)) اهـ
الإمام برهان الدين الحلبي في السيرة الحلبية ج ١/ص ٣٥٤
((وعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اقترف آدم الخطيئة قال يارب أسألك بحق محمد صلى الله عليه وسلم إلا غفرت لي قال وكيف عرفت محمدا وفي لفظ كما في الوفاء وما محمد ومن محمد قال لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت علي قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك قال صدقت يا آدم ولولا محمد لما خلقتك أي وفي لفظ كما في الشفاء قال آدم لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنه ليس أحد أعظم قدرا عندك ممن جعلت اسمه مع اسمك فأوحى الله تعالى إليه وعزتي وجلالي إنه لآخر النبيين من ذريتك ولولاه ما خلقتك .)) اهـ
سلاح المؤمن في الدعاء ج ١/ص ١٣٠
((وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله يا آدم وكيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت علي قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعرفت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله تعالى صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلى أما إذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما غفرت لك وما خلقتك رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد.)) اهـ
سيرة النبي المختار ج ١/ص ٩٦
((وذكر جماعة من علماء التفسير في قوله تعالى فتلقىءادم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم سورة البقرة ٢ ٣٧ أن آدم توسل بمحمد عليهما الصلاة والسلام إلى ربه في غفران ذنبه فغفر له)) اهـ
الواقدي في فتوح الشام ج١/ص١٨٠
((فرفع العباس رضي الله عنه عند يديه وعلي رضي الله عنه كذلك وقالا اللهم انا نتوسل بهذا النبي المصطفى والرسول المجتبى الذي توسل به آدم فأجبت دعوته وغفرت خطيئته الا سهلت على عبد الله طريقه وطويت له البعيد وأيدت أصحاب نبيك بالنصر انك سميع الدعاء)) اهـ
الإمام ابن كثير اورده وتوقف في الحكم على الحديث بعد ان اورد كلام الإمام البيهقي عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وقال الإمام ابن كثير والله أعلم.
وهذا يدل على أنه يصلح للاستشهاد عنه ولم يحكم بوضعه كما يقول البعض بل استشهد به .
قال في البداية والنهاية ج ١/ص ٨١
((وروى الحاكم أيضا والبيهقي وابن عساكر من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد أن غفرت لي فقال الله فكيف عرفت محمدا ولم أخلقه بعد فقال يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت علي قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك قال البيهقي تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه وهو ضعيف والله أعلم.)) اهـ
وقد استدل به الإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي المتوفي سنة 942 هـ في سبل الهدى والر شاد كما سبق والإمام السبكي والإمام السمهودي وابن الجوزي وغيرهم الكثير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحوظة على سبيل الاستئناس
ورد في إنجيل برنابا الذي قال أكثر العلماء أن البشارة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وردت فيه.
فلنرى كيف وردت البشارة.
حتى تفيقوا وها هو الإنجيل الذي قيل أنه غير محرف في بشارته بخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم أيضا ينص على معنى الحديث وليس لنا حاجة إليه بل نورده على سبيل الاستئناس فقط!!!!!
فنرى كيف كانت البشارة في إنجيل برنابا.
في إنجيل برنابا الفصل الحادي والأربعون ( ٢٦ - ٣٤ )
" حينئذ قال الله : انصرف أيها اللعين من حضرتي فانصرف الشيطان ثم قال الله لآدم وحــواء اللذين كأنا ينتحبان : اخرجــا من الجنــة وجـــاهدا أبدانكما ولا يضعف رجاؤكما لأني أرسل ابنكما علي كيفية يمكن بها لذريتكما أن ترفع سلطة الشيطان عن الجنس البشري لأني سأعطى رسولي الذي سيأتي كل شيء فاحتجب الله وطردهما الملاك ميخائيل من الفردوس فلما التفت آدم رأى مكتوبا فوق الباب : لا إله إلا الله محمد رسول فبكى عند ذلك وقال : أيها الابن عسى الله أن يريد أن يأتي سريعا وتخلصنا من هذا الشقاء "
وقال في الفصل الثاني والأربعون ( ١٢ - ١٧ )
" قالوا : إذا لم تكن المسيح ولا إيليا أو نبيا فلماذا تبشر بتعليم جديد وتجعل نفسك أعظم شأنا من مسيا ؟ أجاب يسوع : إن الآيات التي يفعلها الله علي يدي تظهر إني أتكلم بما يريد الله ولست أحاسب نفسي نظير الذي تقولون عنه لأني لست أهلا إن أحل رباطات جرموق أو سيور جزاء رسول الله الذي تسمونه مسيا الذي خُلق قبلي وسيأتي بعدي وسيأتي بكلام الحق ولا يكون لديه نهاية "
وهذا مقال عن أنجيل برنابا من الشبكة الاسلامية
http://www.islamweb.net/ver2/
archive/readArt.php?id=134197
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
بعض الشبهات وردها
1- قولهم ان الحافظ ابن الجوزي ضعف عبدالرحمن بل قال أنه وضاع.
نقول
ابن الجوزي نقل رواية مسلسلة بالثقات ما خلا روا واحد صدوق في الوفا بفضائل المصطفى من طريق ابن بشران نقله عنه ابن تيمية في الفتاوي (2/159) مستشهداً به ذكرناها وهي ترفع الحديث للحسن.
فهو لم يحكم على الحديث بل اقره وعمل به كما ورد في كتبه
وقال ايضاً الإمام ابن الحوزي في المدهش قال ج١/ص١٤١
((لم يزل ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم منشورا وهو في طي العدم توسل به آدم وأخذ له ميثاق الأنبياء على تصديقه))
قال ابن الجوزي-رحمه الله-في بستان الواعظين (ص297):
("ذكر في بعض الأخبار أن آدم عليه الصلاة والسلام رفع رأسه فنظر على ساق العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله فقال آدم يا رب من هذا الذي كتبت اسمه مع اسمك فقال الله تعالى يا آدم هو نبيي وصفيي وهو حبيبي ولولاه ما خلقتك ولا خلقت جنة)) اهـ
قال ابن الجوزي-رحمه الله-في بستان الواعظين (ص286):
(ذكر في بعض الأخبار أنّ على ساق العرش مكتوبًا .من اشتاق إلى رحمتي رحمته ومن سألني أعطيته ومن لم يسألني لم أنسه ومن تقرب إلي بقدر محمد {صلى الله عليه وسلم} غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر فالله الله يا أمة محمد ويا أحباب محمد من أصابته نائبة أو وقع في شدة فليتضرع إلى مولاه ويسأله بقدر محمد وبحرمة محمد {صلى الله عليه وسلم} فإنه قدره عند الله عظيم) اهـ
ـــــــــــــــــ
2- حكم الذهبي على الحديث بالوضع
نقول على جلالة الحافظ الذهبي لم يطلع على الرواية الأخرى المسلسلة بالثقات والتي اوردناها فهي ترفع الحديث للحسن على الأقل.
ونقول حتى في راواية عبدالرحمن فهو حكم على طريق انفرد به عبدالرحمن فقط كما أنه لا تسمح القواعد الحديثية بالحكم على حديث عبدالرحمن بالوضع فعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف وليس وضاع فعبد الرحمن ليس بكذاب ولا متهم بل هو ضعيف فقط ومثله لا يجعل الحديث موضوعا بأي حال من الأحوال.
3- قولهم ان الإمام القسطلاني لم يصححه كما ورد في رسالة لاحد أدعياء العلم اسمها هذه مفاهيمنا
نقول:
قد صححه الإمام القسطلاني في أكثر من موضع في كتابه المواهب
ويا ليت شعري على تدليس القوم وشيوخهم فعلى سبيل المثال.
فقد قال الإمام القسطلاني في المواهب اللدنية ج 1 ص 35 طبعة دار الكتب العلمية بيروت بشرح وتعليق مأمون بن محيي الدين الحنان ما نصه
(وفي المولد الشريف لابن طغفر بك : يروي انه لما خلق الله تعالى آدم, ألهمه أن قال: يارب أنه لما خلق الله تعالى آدم , ألهمه ان قال يا رب لم كنيتني أبا محمد. قال الله تعالى : يا آدم ارفع رأسك , فرفع رأسه فراى نور محمد صلى الله عليه وسلم في سرادق العرش, فقال يا رب ما هذا النور قال هذا نور نبي من ذريتك اسمه في السماء احمد وفي الأرض محمد لولاه ما خلقتك وما خلقت سماء ولا ارض.
(قال الإمام القسطلاني) ويشهد لهذا ما رواه الحاكم في صحيحه ان آدم عليه السلام راي اسم محمد صلى الله عليه وسلم مكتوباً على العرش وان الله تعالى قال لادم لولا محمد ما خلقتك ولله در القائل
وكان لدي الفردوس في زمن الرضا.
وأثواب شمل الأنس محكمة السدى
يشاهد في عدن ضياء مشعشا
يزيد على الأنوار في الضوء والهدى
فقال إلهي ما الضياء الذي أرى
جنود المساء تعشوا إليه تردداً
فقال نبي من خير من وطئ الثرى
وأفضل من في الخير راح أو اغتدى
تخيرته من قبل خلقك سيداً.
وألبسته قبل النبيين سؤدداً...) انتهى بنصه
ومن المعلوم انه إذا اورد العلماء كلام مستحسن لديهم ونقلوه للاستشهاد والاقرار ولم يعقبوا فهاذ تصحيح منهم للقول.
ثم سرد الإمام القسطلاني الإدلة على صحة الخبر وأجاب على سؤال كيف تكون خلقة محمد على في خلق أدم صلى الله عليهم وسلم واورد الأدلة وأحاديث أخرى فارجع للكتاب للوقوف على ما أورده كاملاً
ــــــــ
تنبيه الإمام ابن طغر بك من العلماء الفاضلين وهو حنفي المذهب توفى عام (670 هـ) انظر معجم المؤلفين (7\278)
ـــــــــــــــــــــــــــ
في نفس المرجع ج 1 ص 43 شواهد للحديث وأقوال الائمة فلتراجع
ــــــــــــــــ
وقد أودر الإمام القسطلاني تصحيحه بلفظه ونصه في الجزء الثالث من نفس الطبعة ص 418
( وقد يتوسل بصحاب الجاه غلى من هو أعلى منه, ثم إن كلاً من الاستغاثة والتوسل والتشفع والتوجه بالنبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره في تحقيق النصرة ومصباح الظلام واقع في كل حال قبل خلقه وبعد خلقه, وفي مده يحاته وفي الدنيا وبعد موته في مدة البرزخ وبعد البعث في عرصات القيامة,
فأما الحالة الأولى فحسبك ما قدمته في المقصد الأول من استشفاع آدم عليه السلام به لما أخرج من الجنة وقوله تعالى ( يا آدم لو تشفعت إلينا بمحمد في اهل السموات والأرض لشفعناك )وفي حديث عمر ابن الخطاب عند الحاكم والبيهقي وغيرهما ) وإن سالتني بحقه فقد غفرت لك)
وقال القسطلاني بعدها
يرحم الله ابن جابر حيث قال
به قد أجاب الله آدم إذ دعاء .....ونجى في بطن السفينة نوح
وما ضرت النار الخليل لنوره.......... ومن اجله نال الفداء ذبيح
ثم قال القسطلاني
( وصح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت ليفقال الله : يا آدم ، وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه ؟ قال : يا رب ، لأنك لما خلقتني بيدك ، ونفخت في من روحك، رفعت رأسي ، فرأيت على قوائم العرش مكتوبا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، فعلمت أنك لا تضيف إلى اسمك إلى أحب الخلق إليك . فقال الله تعالى : صدقت يا آدم ، إنه لأحب الخلق إلي ، ولإذا سألتني بحقه فقد غفرت لك ، ولولا محمد ما خلقتك ) انتهى بنصه
فهل بعد ذلك يقال أن الإمام القسطلاني لم يصحح الحديث ويتغنى الوهابية ويتغنى اهل البدع بأقوال اشباه المشايخ ومدعين العلم مثل صاحب رسالة هذه مفاهيمنا ...
نترك الحكم للعاقل فقط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
3- قولهم أن الإمام الزرقاني حكم بضعف الحديث كما ورد في رسالة اسمها هذه مفاهيمنا لاحد أدعياء العلم.
نقول:-
الإمام الزرقاني حكم برفع شاهد للحديث واقر برفع الحديث واور شواهد في طى شرحه وإليك الأتي.
قوله ضعفه الإمام الزرقاني في هذه مفاهمينا فهذا منافي للحقيقة.
فقد ذكر فيها
الثالث: أن إسناد الحديث ضعفه جماعة كثيرون:
ومنهم: الزرقاني في "شرح المواهب " (1/ 76)
ما قاله آل شيخ في رسالته
حيث قال بعد ذكر الحديث (1/ 76): "هو غريب مع ضعف راويه " أ. هـ
فنقول عجباً ..!!!
وأين التحقيق .!!!
فانظر أخي للحقائق الجلية وما بين قوسين كلام الإمام القسطلاني وخارجها باللون كلام الإمام الزرقاني في شرحه
قال الزرقاني في شرح المواهب ( ج 1 ص 86 طبعة دار الكتب العلمية لبنان تحقيق محمد عبدالعزيز الخالدي)
(فقال يا رب ما هذا النور؟ قال هذا نور نبي من ذريتك اسمه)
قال الزرقاني المشهور به ( في السماء) بين الملائكة ( احمد)اسمه المشهور به ( في الأرض) بين أهلها ( محمد) فلا نافي أن كتابة محمد على قوائم العرش واطلاع الملائكة عليها كما يجئ صريح تسميته بمحمد ايضا( لولاه ما خلقتك ولا حلقت سماء ولا ارضاً ويشهد لهذا) المروي المنقول من المولد من اوله في الجملة أي يقويه ( ما رواه الحاكم في صحيحه) المستدرك عن عمر رفعه ( أن آدم عليه الصلاة والسلام راى اسم محمد مكتوبا على العرش وأن الله تعالى قال لآدم: لولا محمد ما خلقتك).
(قال الزرقاني) وروى أبو الشيخ في طبقات الأصفهانيين والحاكم عن ابن عباس: أوحى الله إلى عيسى أمن بمحمد ومر أمتك ان يؤمنوا به, فلولا محمد ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب, فكتبت عليه لا اله إل الله محمد رسول الله فسكن. صححه الحاكم وأقره السبكي في شفاء السقام والبلقيني في فتاويه و مثله لا يقال راياً فحكمه الرفع.)
ثم قال في في شرح بيت الشعر
(من قال) مضمناً هذا الخبر وتوسل ادم بالمصطفى في قبول توبته وهو صالح بن حسين الشاعر) انتهى.
فيتضح لك أخي أن الإمام الزرقاني صحح الحديث واقر رفع وكذلك شاهد له
أما ما قاله آل شيخ في رسالته
حيث قال بعد ذكر الحديث (1/ 76): "هو غريب مع ضعف راويه " أ. هـ
فنقول فالإمام الزرقاني كان يشرح كلمة الإمام البيهقي في قوله تفرد به
جاء في شرح المواهب بتمامه ونصه ج 1 ص 120
<(قال) البيهقي (تفرد به عبدالرحمن) أي لم يتابعه عليه غيره فهو غريب مع ضعف روايه>
فالغرابة هنا تعنى الانفراد وهذا شرح كلام البيهقي .
ولم يحكم بضعفه الإمام الزرقاني فالغرابة لا تنافي الصحة مطلقا فمن الغريب ما هو صحيح وما هو حسن وما ضعيف وهو يشرح قول الإمام البيهقي الذي قال بتفرد عبدالرحمن وهو اي عبدالرحمن ضعيف
أما حكمه هو أي الإمام الزرقاني فيحمل على التحسين بمجوع طرقه كما اورد هو في القول السابق بالقول في الرفع للحديثين وكلاهما شاهد للأخر بالطبع لانه قال برفعه من قبل واستشهد باكثر من حديث ايضاً
كشواهد.
فيتضح لك أن الإمام الزرقاني يشرح معنى قول الإمام البيهقي ولم يقصد بتاتاً تضعيف الحديث لانه قال برفعه تبعا للائمة بل واستشهد بالحديث بطريق اخر غير طريق عبدالرحمن كما سنرى
في نفس المصدر قال الإمام الزرقاني في شرح
قول الإمام القسطلاني
وروى أنه لما خرج آدم من الجنة فقال الإمام الزرقاني مقراً وشارحاً بقوله
(أي لما أراد الخروج لما في الخميس إن الله لما قال له أخرج لا يجاورني من عصاني رفه أدم طرفه إلى العرش فقال يا رب بحق محمد أغفر لي فقال: قد غفرت له بحقه) انتهى بنصه
شرح المواهب ج 1 ص 118
وكذلك في شرح راى مكتوباً على ساق العرش قال الإمام الزرقاني
(وكانت الكتابة (أقول صقر الاسلام اي كتابة اسم سيدنا محمد على العرش) قبل خلق السموات والأرض بألفي سنة كما روى عن أنس )انتهى بنصه
شرح المواهب ج 1 ص 118
وقال الإمام الزرقاني في شرح قول الإمام القسطلاني
وعلى كل موضع في الجنة فقال مستشهداً بحديث اخر رواه ابن عساكر فقال
( من قصر وغرفة ونحور حور عين ورق شجرة توبة وورق سدرة المنهى وأطراف الحجب و بين أعين الملائكة رواه ابن عساكر عن كعب الأحبار نقله المؤلف في المقصد الثاني)) انتهى
وهذا الحديث الذي يقصده الإمام الزرقاني
إرتباط الكون باسمه صلى الله عليه وسلم
(ومن أمثال هذا التفضل الإلهي ما جاء في الآثار من انتشار اسمه محمد في الملأ الأعلى ، قال كعب الأحبار : إن الله أنزل على آدم عصياً بعدد الأنبياء والمرسلين ، ثم أقبل على ابنه شيث فقال : ابني أنت خليفتي من بعدي فخذها بعمارة التقوى والعروة الوثقى ، وكلما ذكرت الله فاذكر إلى جنبه اسم محمد فإني رأيت اسمه مكتوباً على ساق العرش وأنا بين الروح والطين ، ثم إني طفت السماوات فلم أر في السماوات موضعاً إلا رأيت اسم محمد مكتوباً عليه ، وإن ربي أسكنني الجنة فلم أر في الجنة قصراً ولا غرفة إلا اسم محمد مكتوباً عليه ، ولقد رأيت اسم محمد مكتوباً على نحور الحور العين وعلى ورق قصب آجام الجنة وعلى ورق شجرة طوبى ، وعلى ورق سدرة المنتهى ، وعلى أطراف الحجب وبين أعين الملائكة ، فأكثروا ذكره فإن الملائكة تذكره في كل ساعاتها . اهـ
(المواهب اللدنية ج1 ص186) .
وهكذا في كل شرحه فراجع المصدر ستقف على الكثير من أقواله في شرح الكثير من الأحاديث.
وفي في الجزء 12 ص
شرح الإمام الزرقاني كلام الإمام القسطلاني بدون تعقيب
فقال ((( (فأما الحالة الولى : ) أي قبل خلقه
(صح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت ليفقال الله : يا آدم ، وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه ؟ قال : يا رب ، لأنك لما خلقتني بيدك ، ونفخت في من روحك، رفعت رأسي ، فرأيت على قوائم العرش مكتوبا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، فعلمت أنك لا تضيف إلى اسمك إلى أحب الخلق إليك . فقال الله تعالى : صدقت يا آدم ، إنه لأحب الخلق إلي ، ولإذا سألتني بحقه فقد غفرت لك ، ولولا محمد ما خلقتك )
اي لقبلنا شفاعتك (وفي حديث عمر ابن الخطاب عند الحاكم والبيهقي وغيرهما ) وإن سالتني بحقه فقد غفرت لك)ما وقع منك) انتهى بنصه
فكيف يقول هؤلاء أن الإمام الزرقاني ضعفه؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
4- قولهم أن الإمام السيوطي لم يصحح الحديث
نقول
هذا من التدليس وليس من التحقيق وهذا ايضاً قاله مدعي العلم صاحب رسالة هذه مفاهيمنا
فقال
(وعند الرجوع للخصائص لم نجد السيوطي قد تكلم ولا عقب على ذلك ولعل الشيخ
أخذ قول السيوطي في مقدمة الخصائص (1/: "ونزهته عن الأخبار الموضوعة وما يرد" فعممه، وقول السيوطي لا يفيد صحة كل ما يورده.
ولذا صرح بضعف إسناد الحديث في كتابه الآخر "مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفاء" ص 3 (طبع بمصر طبعة حجرية سنة 1276).)

الإمام السيوطي نص في بداية كتابه الخصائص الكبرى
(("ونزهته عن الأخبار الموضوعة وما يرد"))
ونص على أنه صحة الاخبار الواردة وبالطبع التي يصدر بها الباب فهي إما صحيحة او حسن لذاته او لغيرة بمجموع طرقه وشواهده فقال في بداية كتابه
( وصدقت أخباره آياته كتاب بسقت فنونه وأورقت غصونه واتسقت اسانيده ومتونه )
اولاً:- الحديث ليس بموضوع عنده ولا شديد الضعف ولا ضعيف طبقاً لما نص عليه فهو يصححه كمانص على ذلك و سنرى
ثانياً:- الإمام السيوطي في خطبة الكتاب بدأ بالحمد ثم بالصلاة على سيدنا النبي فقال في الافتتاحية
(الحمد لله الذي اطلع في سماء النبوة سراجا لامعا وقمرا منيرا وأطلع من اكمام الرسالة ثمرا يانعا وزهرا منيرا تبارك اسمه وتمت كلمه وعمت نعمه وجمت حكمه وجرى بما كان وبما يكون قلمه وأوجد الانام من العدم وجعل الضياء والظلم وخلق اللوح والقلم وقدر الآجال والارزاق والاعمال وقسم أحمده وهو المحمود أزلا وابدا وأشكره مستزيدا من نعمه مسترفدا واستهديه ومن يضلل الله فلن تجد له وليا مرشدا واستنصره ولن تجد من دونه ملتحدا واستكفيه وله الحول والقوة سرمدا واستعينه ونعم المولى والنصير مؤيدا واعتصم به واستمسك بحبله ومن استمسك به فلا انفصام له ابدا واشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا تنزه عن سمات المحدثات فلا جسم ولا عرض ولا صوت ولا انتقال ولا يحويه مكان ولا زمان ولا يخطر بالبال ولا يدركه العقل ولا يحيط به الادراك ولا للذهن الى حقيقته مجال واشهد ان سيدنا محمدا عبده ورسوله نبي ما ضل وما غوى وما ينطق عن الهوى ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى وسمع صريف الاقلام بالمستوى وكتب الرحمن اسمه على العرش إذ استوى وآذن باسمه في المبتدأ في الارض وفي السما ويوم النشأة الاخرى سلم عليه الحجر والشجر ودر له ضرع الجذعة بالدرر وحن الجذع لفراقه حتى خار خوار البقر ونبع الماء من اصابعه ومن الارض انفجر وانشق له )

فهذه افتتاحية الكتاب البسملة والحمد والصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم الذي كتب الرحمن اسمه على العرش إذ استوى وآذن باسمه في المبتدأ في الارض وفي السما.
فالإمام السيوطي يصححه بقلبه وعقله وقلمه ويقول لكم يا قوم هذا تصحيحي للحديث في بداية كتابي وقبل كتابته
ثالثاً:- قال الإمام السيوطي في المقدمة
((مستوعب لما تناقلته أئمة الحديث بأسانيدها المعتبرة مشتمل على ما اختص به سيد المرسلين من المعجزات الباهرة والخصائص التي أشرقت إشراق البدور السافرة وأوردت فيه كلما ورد ونزهته عن الاخبار الموضوعة وما يرد وتتبعت الطرق والشواهد لما ضعف من حيث السند ))
اذا نرى كلمة صاحب هذه مفاهيمنا الذي دلس على العوام وهذا النقل من الإمام السيوطي
قال صاحب رسالة هذه مفاهيمنا.
((ولذا صرح بضعف إسناد الحديث في كتابه الآخر "مناهل الصفا في تخريج أحاديث الشفاء" ص 3 (طبع بمصر طبعة حجرية سنة 1276)))
نقول:-
كما سبق فالامام السيوطي يصحح ما لم يتعقبه في صدر الباب وقال هنا ونزهته عن الاخبار الموضوعة وما يرد وتتبعت الطرق والشواهد لما ضعف من حيث السند أي ان الحديث متنه عنده صحيح فيتتبع الشواهد والطرق وما ضعفه الإمام السيوطي في مناهل الشفا هو الحديث عن طريق عبدالرحمن فقال ضعيف ولم يذكر له طرق أي ضعف طريق واحد..!!!! فتأمل
اما في كتابه الخصائص هنا فقد أورد طرق وشواهد بعضها موقوف وبعضها ضعيف وبعضها مرفوع وبعضها لا يصح كشواهد وبعضها اثار واخبار فهو يصدر الباب بالحديث الرئيسي ثم يورد له شواهد إن كان الحديث ضعيف السند
و عنون الباب باسم يليق يدل على تصحيحه فقال
باب خصوصيته {صلى الله عليه وسلم} بكتابة اسمه الشريف مع اسم الله تعالى على العرش وسائر ما في الملكوت.
فتأمل اسم الباب الذي بوبه الإمام السيوطي وتحت اورد حديث توسل سيدنا آدم عليه السلام بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق عبدالرحمن واورد له شواهد كثيرة وعلى هذا الحديث ينطبق قوله تماماً في مقدمته وتتبعت الطرق والشواهد لما ضعف من حيث السند..
فيظهر ان الإمام السيوطي يصحح الحديث بطرقه وشواهده كما مر بنا قد بدأ كتابه بالصلاة والسلام على سيدنا النبي بقوله الذي كتب الرحمن اسمه على العرش إذ استوى وآذن باسمه في المبتدأ في الارض وفي السما .
ومما اورده الإمام السيوطي في خصائصه من شواهد للحديث.
باب خصوصيته {صلى الله عليه وسلم} بكتابة اسمه الشريف مع اسم الله تعالى على العرش وسائر ما في الملكوت
ما اخرجه الحاكم والبيهقي والطبراني في الصغير وأبو نعيم وابن عساكر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو حديثنا هنا
وما اخرجه ابن عساكر عن كعب الاحبار قال ان الله انزل على آدم عصيا بعدد الأنبياء والمرسلين ثم اقبل على ابنه شيث فقال أي بني انت خليفتي من بعدي فخذها بعمارة التقوى والعروة الوثقى فكلما ذكرت الله فاذكر الى جنبه اسم محمد {صلى الله عليه وسلم} فإني رأيت اسمه مكتوبا على ساق العرش وأنا بين الروح والطين ثم إني طفت السموات فلم أر في السموات موضعا إلا رأيت اسم محمد مكتوبا عليه وأن ربي اسكنني الجنة فلم ار في الجنة قصرا ولا غرفة إلا اسم محمد مكتوبا عليه ولقد رأيت اسم محمد مكتوبا على نحور الحور العين وعلى ورق قصب آجام الجنة وعلى ورق شجرة طوبى وعلى ورق سدرة المنتهى وعلى أطراف الحجب وبين اعين الملائكة فأكثر ذكره فان الملائكة تذكره في كل ساعاتها
وما اخرجه البزار عن ابن عمر قال قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} لما عرج بي إلى السماء ما مررت بسماء إلا وجدت اسمي فيها مكتوبا محمد رسول الله

وما اخرجه ابن عساكر عن جابر قال قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم}
مكتوب على باب الجنة لا اله إلا الله محمد رسول الله
وما اخرجه أبو نعيم في الحلية عن ابن عباس قال قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} ما في الجنة شجرة عليها ورقة إلا مكتوب عليها لا إله إلا الله محمد رسول الله

وما أخرجه الحاكم وصححه عن ابن عباس قال أوحى الله إلى عيسى آمن بمحمد ومر من أدركه من أمتك ان يؤمنوا به فلولا محمد ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن قال الذهبي في سنده عمرو بن أوس لا يدري من هو
ووما اخرجه ابن عساكر من طريق أبي الزبير عن جابر قال بين كتفي آدم مكتوب محمد رسول الله خاتم .
وغيرها الكثير اورده الإمام السيوطي كشواهد ومنها الضعيف ومنها الحسن ومنها الشاذ ومنها الصحيح

ولكنه اوردها كوشاهد وطرق لحديث توسل سيدنا أدم عليه السلام بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم.
فراجع كتابه للوقوف على ما اورده جميعه لانه يتعذر علينا نقله جميعا.
رابعاً: أورد الإمام السيوطي في كتابه أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب والذي لخص فيه الخصائص الكبرى اي كتبه بعد الخصائص الكبرى والذي قال فيه في مقدمته أنه لخصه وتتبع فيه الاحاديث الواردة فقال:
((الفصل الاول
فيما اختص به صلى الله عليه وآله وسلم في ذاته من الدنيا
اُختص صلى الله عليه وآله وسلم بأنه أول النبيين خلقاً، وبتقدم نبوته، فكان نبياً وآدم بين الماء والطين، وبتقدم أخذ الميثاق عليه، وأنه أول من قال: بلى يوم ((ألست بربكم))، وخلق آدم وجميع المخلوقات لأجله،وكتابة اسمه الشريف على العرش، وكل سماء وما فيها والجنان وسائر الملكوت، وذكر الملائكة له في كل ساعة، وذكر اسمه في الأذان في عهد آدم وفي الملكوت الأعلى) انتهى المقصود
ومن تقف على جهل من قال السيوطي لم يصححه ويجعجع في وريقات تدل على جهله وجهل فرقته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن هنا يتضح لك أخي المسلم
أن من صحح هذا الحديث
1- صحح إسناده الإمام الحاكم فقد اخرجه
وقال صحيح الإسناد وهو أول حديث ذكرته لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم
(2/615)
2- صححه الإمام السبكي
فقد حقق الإمام تقي الدين السبكي في كتابه: شفاء الأسقام أن هذا الحديث لا ينزل عن درجة الحسن ( ومن قال ان الإمام السبكي اخذ تصحيحه فقط من الحاكم فنقول نعم وحقق في كتابه ان الحديث حسن فذكر طرق وشواهد له وأقوال الائمة فلتراجع)
( في شفاء السقام ص 120 )
3- الإمام ابن الجوزي
حيث نقل عنه ابن تيميه رواية صحيحة كما سنوردها
أخرجها ابن الجوزي في الوفا بفضائل المصطفى من طريق ابن بشران، نقلها عنه ابن تيمية في الفتاوي (2/159) مستشهداً به وهي ترفع الحديث ليكون حسناً لغيره ويحتج به بلا منازع.
4- صححه الإمام تقي الدين الحصني الدمشقي 752هـ:829 هـ
دفع شبه من شبه وتمرد 109
قال الامام الحصني رحمه الله : ( فهذا الإمام الحافظ قد كفانا المؤنة وصحح الحديث وقد رواه غير واحد من الحفاظ وأئمة الحديث بألفاظ ........ ) دفع شبه من شبه وتمرد ص109
5- الإمام القسطلاني (ت 923 هـ)
في المواهب اللدنية
( ج 1 ص 16)
6- الإمام الزرقاني في شرح المواهب كما وضحنا
( ج 1 ص 86 طبعة دار الكتب العلمية لبنان تحقيق محمد عبدالعزيز الخالدي)
7- الإمام السمهودي ( 844هـ ـ 911هـ )
في وفاء الوفا 2 : 419
8- ذكره الحافظ السيوطي في الخصائص النبوية ص 49
وصححه

9- الإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي المتوفي سنة 942 هـ في سبل الهدى والرشاد استشهد به
وغيرهم من الائمة المذكورين في الموضوع فلتراجع الأسماء
- 10 الإمام البلقيني كما مر.
وغيرهم الكثير

قال الامام الكوثري رحمه الله :
( لا التفات بعد هذا التصحيح من الحاكم وهو الحاكم الى طعن طاعن في هذا الحديث وقد رأينا من يطعن فيه وفي أمثاله من الأحاديث التي يصححها الحاكم وهي دالة على سمو شرفه صلى الله عليه وسلم وعلو منزلته عند ربه كأن هذا الطاعن أوذي ممن يستخفون بشأنه عليه الصلاة والسلام فصدر منه ذلك الطعن لشعوره وهو لايشعر أو يشعر وكأن هذه المسألة مسألة عظم حرمته صلى الله عليه وسلم ورفعة شأنه موضع خلاف بيننا وبين هؤلاء الناس ونحن لا نسلم هذا الخلاف إلا بعد أن نسمع من هذه الشرذمة أن كلام الله تعالى مطعون في صدقه أيضاً فإذا قالوها سكتنا عنهم ويكونون بذلك أراحو واستراحوا وحسبنا الله ونعم الوكيل ) .
الحاشية لدفع شبهة من شبه وتمرد ص109

إذاً فالحديث صححه جل العلماء واستشهد به الائمة في كتبهم ومن ضعفه لم يقف على طرقه التي غابت عنهم وهذا عذر يعرفه أهل العلم اما الوهابية فهم من أهل الجهل والهوى والعياذ بالله.
وفي الحديث التوسل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يتشرف العالم بوجوده فيه وأن المدار في صحة التوسل على أن يكون للمتوسل به القدر الرفيع عند ربه عز وجل وأنه لا يشترط كونه حياً في دار الدنيا.
ومنه يعلم أن القول بأن التوسل لا يصح بأحد إلا وقت حياته في دار الدنيا قول من اتبع هواه بغير هدى من الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...