بسْمِ الله الرَّحمٰن الرَّحيم
الحمدُ للهِ والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم،
قال الله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنا الإنسَانَ في أَحسَنِ تقويم}.
كَثُرَ على صفحات التواصل الاجتماعي نشرُ بعض الناس لنظرية داروين التي يقول فيها إنّ أصل الإنسان قرد أو يشبه القرد وليُعلَم أنّ هذه النظرية تخالف الْعِلْمَ والدّين لأنّ أصلَ الإنسان ليس قردًا ولا غيره من البهائم فليُحذر من القول بالداروينية ويكفي في بطلان هذه النظرية أنها اشتُهِرت بنظرية الحلقات المفقودة لأنّ صاحبها كان عاجزًا عن إثباتها فهي لا تعتمد على أي دليل عِلمي معتبر وغايتها بطالُ النُبوّات وأما من حيث الشرع فقد جاء في القرءان :
قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنا الإنسَانَ في أَحسَنِ تقويم}.
أي أحسن ما يكون وأعلم ما يكون وأقوَمِ ما يكون وليس القِردُ كذلك،
وهذا نصٌ واضحٌ في إبطال هذه النظرية فلكل متّبِعٍ للقرءان اتَّقِ الله ولا تساعد في نشرِ هذه النظرية لأنّ فيها تكذيبًا للقرءان كما أنها ما زالت تسمى نظرية ولا تسمى حقيقةً عِلميّة.
يجب الإيمان بالله وبما جاء عن الله والإيمان برسول الله وبما جاء عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم لا بدّ منه ليُحافظ المرءُ على دينه. فمن هنا كان لا بدّ من الإعراض عن كل ما يُخالف دين الله عزّ وجل فكل كلامٍ فيه تكذيب للقرءان أو كلامٍ فيه تكذيب لكلامِ رسول الله صلّى الله عليه وسلم فلا بدّ من نبذه والتحذير منه ومن ذلك ما يُسمى بنظرية النشوء والإرتقاء والتطور التي جاء بها رجل اسمه داروين والتي يقولُ فيها إنّ الإنسان أصلهُ قردٌ ثم ترقى حتى صار هذا الإنسان.
فهذه النظرية من اعتقدها أو شكّ في احتمال كونها صحيحة فهذا والعياذُ بالله مكذبٌ لدين الله خارج عن ملة المسلمين.
فالمسلم يعتقدُ أن آدم عليه السّلام هو أول البشر وهو أول الأنبياء عليهم السّلام كان جميل الشكل وجميل الصوت كسائر الأنبياء ومنه خلق الله تعالى سائر البشر قال تعالى: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بثَّ منهما رجالاً كثيرًا ونساء}.
فالنفس الواحدة هي نفسُ آدم عليه السّلام ثم خلق الله تعالى من آدم حواء التي خُلقت كبيرة مناسبة لطول آدم ثم من آدم وحواء جاءت الذُرية. والدليل على نبوة آدم عليه السّلام الذي هو أول البشر قوله تعالى:
{إن الله اصطفى آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين}
فقد قال الطبري في تفسيره لهذه الآية فضّلهم الله على العالمين بالنبوة على الناسِ كلهم كانوا هم الأنبياء الأتقياء.
وقد روى ابن حبان في صحيحه عن أبي ذرٍ قال: قلت: يا رسول الله كم الأنبياء؟ فقال عليه الصلاة والسلام: [مائة ألف وأربعة وعشرون الفا] قلت: يا رسول الله كم الرسل منهم؟ قال [ثلاثمائة وثلاثة عشر جمًّا غفيرًا] قلتُ: يا رسول الله من أولُهم؟ قال [آدم] قلتُ: يا رسول الله نبيٌّ مُرسل؟ قال[نعم].
لقد كان أول البشر سيّدنا آدم عليه السّلام نبيًا ورسولا بإجماع أهل العلم من المُسلمين ولا يُنكر ذلك إلا كافر فإذا ثبتت نبوةُ آدم الذي هُو أصلُ البشر فيستحيل أن يكون أصل الإنسان قردًا ومن قال ذلك فكأنه يقولُ عن سيّدنا آدم إنه كان قردًا. والنبيّ عليه الصلاة والسلام يقولُ فيما رواه الترمذي: [ ما بعث الله نبيًا إلا حسن الوجه حسن الصوت وإن نبيكم أحسنهم وجهًا وأحسنهم صوتًا ]
فنظرية داروين المذكورة باطلة فاسدة تخالفُ عقيدة المسلمين وتخالفُ ما جاء في القرءان والحقّ أحق أن يُتبع وكذلك ليُحذر مما يذكُرهُ البعض من أنّ الفينقيين هم أول من اخترع الأحرف وقبل ذلك كان الناس لزعمهم يُشيرون إلى الأشياء لقضاء حاجاتهم فهذا كلامٌ باطلٌ مردود فنحن المسلمين نؤمن بما ورد في القرءان وبما جاء عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولا نقبلُ بأي كلامٍ يُعارضُ القرءان وكلام الرسول صلّى الله عليه وسلّم فالله تعالى يقول: {وعلّم آدم الأسماء كلها} لقد علّم الله تعالى آدم أسماء كل شىء وكان يعلمُ اللغات ويتكلمُ باللغة السريانية فالله تعالى أرسل الأنبياء في غاية الكمال يُحسنون التعبير ليُبلغوا الرسالة التي أمرهم الله بتبليغها وفي غاية الجمال لا ينفرُ الناس منهم ولا يشمئزون.
والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق