كلام الانسان : بحرف وصوت ولغة وسكوت ثم متابعة وجوارح
كلام الله : ليس بحرف ولا صوت ولا لغة ولا سكوت ولا متابعة ليس كمثله شيء
وَكَلاَمُهُ ( أي الله ) قَدِيمٌ ( لا بداية لوجوده ) كَسَائِرِ صِفَاتِهِ لأَنَّهُ سُبْحَانَهُ مُبَايِنٌ
( مباين يعني لا يشبه ) لِجَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ فِى الذَّاتِ وَالصّـِفَاتِ وَالأَفْعَالِ.
سُبْحَانَهُ ( سبحانه يعني تنزه الله عن هذه الاشياء ) وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوًّاكَبِيراً.
كَلامَ اللهِ الَّذِى هُوَ صِفَةُ ذَاتِهِ قَدِيمٌ أَزَلِىٌّ لاَ ابْتِدَاءَ لَهُ كَسَائِرِ صِفَاتِ اللهِ.
لَيْسَ هُوَ شَيْئاً لَهُ ابْتِدَاءٌ، وَلاَ هُوَ شَىْءٌ لَهُ نِهَايَةٌ، وَلاَ هُوَ شَىْءٌ مُتَقَطّـِعٌ يَحْدُثُ دُفْعَةً بَعْدَ دُفْعَةً.
لَيْسَ هُوَ صَوْتاً وَلاَ حَرْفاً وَلاَ لُغَةً، إِنَّمَا هُوَ كَلاَمٌ لاَ يُشْبِهُ كَلاَمَ الْخَلْقِ.
وَيُسَمَّى هَذَا الْكَلاَمُ الْقُرْءَانَ، وَيُطْلَقُ الْقُرْءَانُ أَيْضاً عَلَى اللفْظِ الْمُنَزَّلِ عَلَى سَيّـِدِنَا مُحَمَّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ.
وَهَذِهِ الأَلْفَاظُ المنزلة مَخْلُوقَةٌ وَبِاللغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وبعضها بغير اللغة العربية .
لَكِنْ لأَنَّهَا عِبَارَةٌ عَنِ الْكَلاَمِ الذَّاتِىِّ أَىْ تَدُلُّ عَلَى الْكَلاَمِ الذَّاتِىِّ يُقَالُ عَنْهَا أَيْضاً كَلاَمُ اللهِ، وَهِىَ لاَ شَكَّ مَخْلُوقَةٌ.
وَتَقْرِيبُ ذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا كَتَبَ شَخْصٌ لَفْظَ الْجَلاَلَةِ ((الله)) وَقِيلَ لَهُ مَا هَذَا؟
يَقُولُ الله وَلاَ يَعْنِى بِذَلِكَ أَنَّ هَذَا اللفْظَ هُوَ الذَّاتُ الْمُقَدَّسُ الَّذِى نَعْبُدُهُ.
إِنَّمَا هَذَا اللفْظُ (( الله )) عِبَارَةٌ عَنِ الذَّاتِ الْمُقَدَّسِ أَىْ يَدُلُّ عَلَى الذَّاتِ الْمُقَدَّسِ الَّذِى نَعْبُدُهُ.
وَكَذَلِكَ اللفْظُ الْمُنَزَّلُ عَلَى سَيّـِدِنَا مُحَمَّدٍ عِبَارَةٌ عَنِ الْكَلاَمِ الذَّاتِىِّ الَّذِى لَيْسَ حَرْفاً وَلاَ صَوْتاً.كُلٌّ (( يعني كلام الله الذاتي الذي لا يشبه كلامنا واللفظ المنزل الذي بين دفتي المصحف )) يُطْلَقُ عَلَيْهِ كَلاَمُ اللهِ، وَكُلٌّ يُطْلَقُ عَلَيْهِ الْقُرْءَانُ
وَلاَ يَجُوزُ أَنْ يَعْتَقِدَ إِنْسَانٌ أَنَّ كَلاَمَ اللهِ الذَّاتِىَّ الَّذِى هُوَ صِفَةُ ذَاتِهِ والذي َسَمِعَهُ سَيّـِدُنَا مُوسَى لُغَةٌ عَرَبِيَّةٌ أَوْغَيْرُهَا مِنَ الْلُّغَاتِ. هَذَا ضَلاَلٌ لأَنَّ فِيهِ تَشْبِيهاً للهِ بِالْمَخْلُوقِينَ
وهذا القرءان الذي بين ايدنا ليس من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم ولا من تأليف جبريل عليه السلام انما جبريل عليه السلام سمع كلام الله تعالى الذي لا يشبه كلامنا ففهم منه الامر بأن يأخذ القرءان من اللوح المحفوظ (( لان القرءان مكتوب على اللوح المحفوظ )) وان ينزل به على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
لما قلنا َاللهُ مُبَايِنٌ أَىْ غَيْرُ مُشَابِهٍ لِلْمَخْلُوقَاتِ فِى الذَّاتِ وَفِى الصّـِفَاتِ وَفِى الأَفْعَالِ، يَعْنَى لاَ ذَاتُهُ يُشْبِهُ ذَوَاتِ الْخَلْقِ وَلاَ صِفَاتُهُ تُشْبِهُ صِفَاتِ الْخَلْقِ وَلاَ فِعْلُه يُشْبِهُ فِعْلَ الْخَلْقِ.
وخلاصة القول ان الناس الذين اختلفوا في هذا الموضوع على ثلاثة اقسام
المعطلة : يعني عطلوا صفة الكلام لله تعالى لانهم قالوا اذا كان يتكلم فسيتكلم ككلامنا
المشبهة : يعني شبهوا صفات الخالق بالمخلوق قالوا الله يتكلم ككلامنا
المنزهة : قالوا الله يتكلم بكلام لا يشبه كلام المخلوقات
المعطلة كالمعتزلة قبحهم الله قالوا الله يخلق كلامه في غيره كالشجره وهي تتكلم وهذا كفر
المشبهة كالوهابية وابن تيمية قالوا الله يتكلم ككلام المخلوقات بالصوت والحرف واللغة
والمنزهة وهم اهل السنة والجماعة كالامام ابي حنيفة النعمان رضي الله عنه قال الله يتكلم لا ككلامنا يعني الله يتكلم بكلام لا يشبه كلام المخلوقات ليس بحرف ولا صوت ولا لغة
وقد قال الامام الطحاوي رحمه الله وهو من السلف ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر
وَهُوَ مُتَعَالٍ أَىْ مُنَزَّهٌ عَمَّا يَقُولُهُ الظَّالِمُونَ أَىِ الْكَافِرُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا.
لَمَّا نَقُولُ عَنِ الله(( سُبْحَانَهُ )) يَعْنِى نُنَزِّهُ اللهَ،
و(( تَعَالَى )) يِعْنِى نُؤَكّـِدُ هَذَا التَّنْزِيهَ عَنْ كُلِّ صِفَاتِ النَّقْصِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق