الحمد لله رب العالمين و به نستعين
المجسمة تنسب الى الله صفة نقص في حقه تعالى و هي صفة الجلوس و حينما نحجهم بقول ابن تيمية و غيره يقول ان ابن جرير الطبري اوردها في كتابه تفسير الطبري و لقد رأينا من باب الامر بالمعروف و النهي عن المنكر الرد على هؤلاء على ما جاء عند الطبري
الطبري كما سترى لا يصحح قول يجلسه معه بل يضعفه و يصحح انها الشفاعة العظمى اما ابن تيمية فانه يقول في كتابه الفتاوى فإذا تبين هذا فقد حدث العلماء المقبولون و االاولياء المرضيون ان محمدا رسول الله يجلسه ربه على العرش معه , و ابن تيمية قال هذا مصرحا معتقدا ان الله يجلس و العياذ بالله فلقد كان كلام ابن تيمية عن الفاضل و المفضول و اتبع كلامه الى ان وصل الى هنا و هو يظن ان هذا مدحا للنبي عليه السلام
فاراد مدح النبي عليه السلام فوقع بالتجسيم و لا حول ولا قوة الا بالله
تنبيه نحن لا نعترض على من يقول ان محمدا رسول الله يجلسه ربه على العرش اكراما له , لا نعترض عليه و لكن نعترض على من يقول ان الله يجلس و يُجلس محمدا و العياذ بالله من هذا الباطل
فنقول بعد الحمد لله رب العالمين
جاء في تفسير الطبري
قال
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة قوله عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا وقد ذكر لنا أن نبي الله خير بين أن يكون نبيا عبدا أو ملكا نبيا فأومأ إليه جبرئيل عليه السلام أن تواضع فاختار نبي الله أن يكون عبدا نبيا فأعطي به نبي الله ثنتين إنه أول من تنشق عنه الأرض وأول شافع وكان أهل أنه المقام المحمود الذي قال الله تبارك وتعالى عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا شفاعة يوم القيامة
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة مقاما محمودا قال هي الشفاعة يشفعه الله في أمته
حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر والثوري عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر قال سمعت حذيفة يقول في قوله عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا قال يجمع الله الناس في صعيد واحد حيث يسمعهم الداعي فينفذهم البصر حفاة عراة كما خلقوا سكوتا لا تكلم نفس إلا بإذنه قال فينادى محمد فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس إليك والمهدي من هديت وعبدك بين يديك ولك وإليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك تباركت وتعاليت سبحانك رب البيت قال فذلك المقام المحمود
الذي ذكر الله عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ثنا محمد بن ثور عن معمر عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر قال حذيفة يجمع الله الناس في صعيد واحد حيث ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي حفاة عراة كما خلقوا أول مرة ثم يقوم النبي فيقول لبيك وسعديك ثم ذكر نحوه إلا أنه قال هو المقام المحمود
وقال آخرون بل ذلك المقام المحمود الذي وعد الله نبيه أن يبعثه إياه هو أن تأويلاته معه على عرشه ذكر من قال ذلك حدثناعباد بن يعقوب الأسدي قال ثنا ابن فضيل عن ليث عن مجاهد في قوله عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا قال يجلسه معه على عرشه
وأولى القولين في ذلك بالصواب ما صح به الخبر عن رسول الله وذلك ما حدثنا به أبو كريب قال ثنا وكيع عن داود بن يزيد عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا سئل عنها قال هي الشفاعة
هذا ما جاء عند الطبري و الرد يكون مثلا بهذه الطريقة
الطبري نقل الاقوال في هذا الباب و الطبري رضي الله عنه لم يصحح النقل عن مجاهد بطريق ليث انما كان مجرد نقلا ثم الطبري رضي الله عنه صحح وبين فقال وأولى القولين في ذلك بالصواب ما صح به الخبر عن رسول الله وذلك ما حدثنا به أبو كريب قال ثنا وكيع عن داود بن يزيد عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا سئل عنها قال هي الشفاعة
فالطبري لم يصحح و لم يعتمد النقل عن ليث عن مجاهد لان الطبري اصلا ينزه الله عن المكان فقد اورد اقولا كثيرة في تنزيه الله و منها ما كتبه هو في مقدمة كتابه تاريخ الطبري و لا تحويه الاقطار
انما اورد ما قيل في هذا الباب و ضعف ما جاء عن ليث عن مجاهد
و ليعلم ان هذا القول لا يصح عن مجاهد و ذلك لان ليث ضعيف و هو ليث ابن ابي سليم و هو شيعي عنده غلو و كذلك بالنسبة ايضا الى عباد بن يعقوب الأسدي وهو ضعيف و شيعي
و اما اصل هذا ما ورد في تفسير الطبري نحن نعتقد انه دس اليه كما قال الشيخ التبان في براءة الاشعري
و هاكم شيئا من تضعيف هؤلاء
المغني في الضعفاء للذهبي
عباد بن يعقوب الرواجني شيعي غال روى عن شريك قوي الحديث قال الدارقطني شيعي صدوق
الضعفاء و المتروكين لابن الجوزي
1788 عباد بن يعقوب الرواجني أبو سعيد الكوفي يروي عن شريك قال ابن حبان كان رافضيا داعبا يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك وقال ابن عدي روى احاديث أنكرت عليه في فضائل أهل البيت وما له غيرهم وقال الدارقطني ليس بضعيف قال المصنف قلت قد أخرج عنه البخاري أنبأنا محمد بن عبد الملك عن أبي نصر أحمد بن علي الحافظ أخبرنا أبو نعيم حدثني محمد بن المظفر قال سمعت قاسم بن زكريا المطرز يقول دخلت الكوفة فكتبت عن شيوخها عباد بن يعقوب فلما فرغت دخلت إليه وكان يمتحن من يسمع منه فقال لي من حفر البحر فقلت الله خلق البحر فقال هو كذلك ولكن من حفره فقلت يذكر الشيخ فقال حفره علي بن أبي طالب ثم قال ومن أجراه قلت الله مجري الأنهار ومنبع العيون فقال هو كذلك ولكن من أجرى البحر فقال يفيدني الشيخ فقال أجراه الحسين بن علي
لسان الميزان للعسقلاني
3454 عباد بن يعقوب الأسدي الرواجني أبو سعيد الكوفي الرافضي
الكامل في الضعفاء
1180 عباد بن يعقوب أبو أسيد الرواجني كوفي حدثنا عنه جماعة من الشيوخ سمعت عبدان يذكره عن أبي بكر بن أبي شيبة أو هناد بن أبي السري أنهما أو أحدهما فسقه ونسبه إلى أنه يشتم السلف قال الشيخ وعباد بن يعقوب معروف في أهل الكوفة وفيه غلو فيما فيه من التشيع وروى أحاديث أنكرت عليه في فضائل أهل البيت وفي مثالب غيرهم
التعديل و الجرح للباجي
1016 عباد بن يعقوب الرواجني الأسدي الكوفي أخرج البخاري في التوحيد عنه عن عباد بن العوام عن الشيباني عن الوليد بن العيزار عن أبي عمرو الشيباني عن بن مسعود أن رجلا سأل النبي أي الأعمال أفضل لم يخرج عنه غيره قال البخاري مات في شوال سنة خمس ومائتين قال عبد الرحمن سئل أبي عنه فقال شيخ كوفي قال أبو عبد الله كان من الغالين في التشيع إلا أن أبا بكر بن إسحاق يقول حدثنا الصدوق في روايته المتهم في دينه
و ليث فمعروف ضعفه و انه شيعي احترق تشيع
و الحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق