بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 5 يناير 2021

أنواع البدع في الشريعة

  بدعة ضلالة: وهي المحدثة المخالفة للقرءان والسنّة. وبدعة هدى: وهي المحدثة الموافقة للقرءان والسنّة*** وليس كما يدعى علماء السوء ان كل البدع ضلالة***


قال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز {وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللهِ سورة الحديد/27].
 فهذه الآية يستدلّ بها على البدعة الحسنة لأن معناها مدح الذين كانوا مسلمين مؤمنين من أمّة عيسى متبعين له عليه السلام بالإِيمان والتوحيد، فالله تعالى مدحهم لأنهم كانوا أهل رأفة ورحمة ولأنهم ابتدعوا رهبانية، والرهبانية هي الانقطاع عن الشهوات حتى إنهم انقطعوا عن الزواج رغبة في تجرّدهم للعبادة. فمعنى قوله تعالى مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} [سورة الحديد/27] أي نحن ما فرضناها عليهم إنما هم أرادوا التقرّب إلى الله،   فالله تعالى مدحهم على ما ابتدعوا مما لم ينصَّ لهم عليه في الإِنجيل ولا قال لهم المسيح بنص منه إنما هم أرادوا المبالغة في طاعة الله تعالى والتجردّ بترك الانشغال بالزواج ونفقة الزوجة والأهل فكانوا يبنون الصوامع أي بيوتًا خفيفة من طين أو من غير ذلك على المواضع المنعزلة عن البلد ليتجرّدوا للعبادة.
وهاك أحاديث وأقوال العلماء التي تدلُّ على هذا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  "مَن سنّ في الإِسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شىء ومن سنّ في الإِسلام سنّة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شىء".
وفي صحيح البخاري في كتاب صلاة التراويح عن عبد الرَّحمن ابن عبدٍ القاري أنه قال"خرجت مع عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلّي الرجل لنفسه ويصلي الرجل فيصلّي بصلاته الرهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارىء واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على أُبيّ بن كعب ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلّون بصلاة قارئهم قال عمر: نِعمَ البدعة هذه" في الموطأ بلفظ "نعمت البدعة هذه نقط يحيى بن يعمر المصاحف لولا هذه البدعة الحسنة لما استطاع احد قراءة القرآن اليوم ومما يدلّ أيضًا على ذلك أن الصحابة الذين كتبوا الوحي الذي أملاه عليهم الرسول كانوا يكتبون الباء والتاء ونحوهما بلا نقط ثم عثمان بن عفّان لما كتب ستة مصاحف وأرسل ببعضها إلى الآفاق إلى البصرة ومكّة وغيرهما واستبقى عنده نسخة كانت غير منقوطة. وإنما أوّل مَن نقط المصاحف رجل من التابعين من أهل العلم والفضل والتقوى يقال له يحيى بن يعمر.ففي كتاب المصاحف لابن أبي داود السجستاني ما نصّه "حدّثنا عبد الله، حدّثنا محمّد بن عبد الله المخزوميُّ حدّثنا أحمد بن نصر بن مالك حدّثنا الحسين بن الوليد، عن هارون بن موسى قال: أوّل مَن نقط المصاحف يحيى بن يعمر" ا.هـ. وكان قبل ذلك يكتب بلا نقط، فلما فعل هذا لم ينكر العلماء عليه ذلك مع أن الرسول ما أمر بنقط المصحف فمن قال كل شىء لم يُفعل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعة ضلالة فليبدأ بكشط النقط من المصاحف.
سن خبيب ركعتين عند القتل
ومما يدلّ على أنه ليس كل ما أحدث بعد رسول الله أو في حياته مما لم ينصّ عليه بدعة ضلالة إحداث خبيب بن عدي ركعتين عندما قُدّم للقتل، كما جاء ذلك في صحيح  البخاري وأخرج البخاري في صحيحه: "عن رِفاعة بن رافع الزُّرَقي قال: كنّا يومًا نصلّي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال: "سمع الله لمن حمده" قال رجل وراءه ربنا ولك الحمدُ حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه فلما انصرف قال "من المتكلّم" قال أنا قال "رأيت بضعة وثلاثين ملكًا يبتدرونها أيّهم يكتبها 
قال ابن حجر في الفتح في شرح هذا الحديث "واستدل به على جواز إحداث ذكر في الصلاة غير مأثور إذا كان غير مخالف للمأثور" ا.هـ.
وروى أبو داود في سننه عن عبد الله بن عمر أنه كان يزيد في التشهّد "وحده لا شريك له" ويقول: أنا زدتها. ا.هـ.
وقال النووي في روضة الطالبين في دعاء القنوت ما نصّه"هذا هو المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وزاد العلماء فيه "ولا يعزّ من عاديت" قبل "تباركت وتعاليت" وبعده "فلك الحمد على ما قضيت أستغفرك وأتوب إليك" قلت: قال أصحابنا: لا بأس بهذه الزيادة. وقال أبو حامد والبَنْدَنِيجيُّ وءاخرون مستحبة" انتهى كلام النووي.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مَن أحدَثَ في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" ورواه مسلم بلفظ ءاخر وهو "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" فأفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله "ما ليس منه" أن المحدث إنما يكون ردًّا أي مردودًا إذا كان على خلاف الشريعة وأن المحدَث الموافق للشريعة ليس مردودًا. وكذلك حديث كل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار --اي المخالفة للشرع--قال الله تعالى وافعلوا الخير--والبدعة التى توافق الشرع من الخير— والبدع الحسنة كثيرة وشائعة بين السلف والخلف ومن بعدهم ولا يُنكرها إلا اعمى جاهل والعياذ بالله-
اليوم في بلادنا يُحتفل بأنطلاقات وطنية وذكرى حياة اشخاص ويحرمون الأحتفال بمولد الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وذكرى الأسراء والمعراج نسأل الله السلامة من علماء السوء------- في احدى المناسبات رفض شخص اكل البيتزا لأنها بدعة واليوم يحرمون الكعك في العيد باسم البدعة--نعوذ بالله من علماء السوء….. وما نفعله اليوم  من فصل الرجال عن النساء في الصلاة ليس من السنه ولم يفعله احد من السلف او الخلف او الثلاث قرون الأولى ولكنها من البدع المكروهة وليس بها حرام فلا بأس بها. ومما يدل على ذلك ما ورد في الحديث من أن امرأة جميلة كانت تأتي فتصلي مع  الرسول جماعة وصفوف النساء كانت خلف صفوف الرجال بينهما مسافة قصيرة نحو مترين وشىء من غير ساتر ولم يكن هناك سُدة كما اليوم ما كانت سُدة للمساجد تلك الأيام ثم بعض الناس حتى لا ينظروا إليها يتقدمون وبعض الناس يتأخرون ثم ينظرون من تحت الإبط فأنزل الله {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} عندها الرسول عليه الصلاة والسلام عرف حالهم ومع ذلك الرسول ما قال لهذه المرأة صلي  في بيتك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...