ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﺣﺪ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻳﺪﺧﻠﻪ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﻩ ﻭﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪﺍﺕ. ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺙ ﺗﻮﺣﻴﺪﺍﺕ ﺑﺪﻋﺔ ﺑﺎﻃﻠﺔ ﻣﻨﻜﺮﺓ ﻟﻢ ﻳﺮِﺩ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺃﻭ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺎﺩ ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ " ﺃﻣﺮﺕ ﺃﻥ ﺃﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺘﻰ ﻳﺸﻬﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻧﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ " ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﺣﺪّﻭﺍ ﺛﻼﺛﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪﺍﺕ . ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﺘﻮﺍﺗﺮ ﺭﻭﺍﻩ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺟﻤﻊٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺍﻟﻤﺒﺸﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﻗﺪ ﺃﻭﺭﺩﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﻭﻫﺬﺍ ﺿﺪ ﻗﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻣﺮﺕ ﺃﻥ ﺃﻗﺎﺗﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺘﻰ ﻳﺸﻬﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻧﻲ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﻋﺼﻤﻮﺍ ﻣﻨﻲ ﺩﻣﺎﺀﻫﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﺤﻘﻬﺎ " ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻋﺘﺮﺍﻑ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺑﺈﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻭﺗﻨﺰﻳﻬﻪ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺑﻮﺻﻒ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻛﺎﻓﻴﺎ . ﻓﺈﻥ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻫﻮ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺣﺪﻳﺜﺎﻥ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﻠﻔﻆ " ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ " ﻭﺣﺪﻳﺚ ﺑﻠﻔﻆ " ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺑﻲ " ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺑﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺼﺒﺎﺡ ﺍﻷﻧﺎﻡ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻌﻠﻮﻱ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺤﺪﺍﺩ " ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﻤﻮﻡ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻤﺎ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻤﻴﺜﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺫﺭﻳﺔ ﺁﺩﻡ ﺧﺎﻃﺒﻬﻢ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻘﻮﻟﻪ } ﺃﻟﺴﺖُ ﺑﺮﺑﻜﻢ { ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺑﺈﻟﻬﻜﻢ ﻓﺎﻛﺘﻔﻰ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﻗﺮَّ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺃَﻗﺮَّ ﻟﻪ ﺑﺎﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﺇﺫ ﻟﻴﺲ ﺍﻟﺮﺏُ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﻟﻪ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﻹﻟﻪ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻳﺴﺄﻻﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ ﻓﻴﻘﻮﻻﻥ ﻣﻦ ﺭﺑُﻚَ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻮﻻ ﻣﻦ ﺇﻟﻬﻚ .ﻓﺪﻝَّ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺷﺎﻣﻞ ﻟﻪ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﺠﺐ ﺍﻟﻌﺠﺎﺏ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﻟﻤﻦ ﺷَﻬِﺪَ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﺃﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻧﻮﻋﺎﻥ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺮَّﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻮﻥ ﻭﺍﻟﻜﻔَّﺎﺭ ﻭﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻗﺮَّﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﺤﻨﻔﺎﺀ ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﺪﺧِﻠُﻚَ ﻓﻲ ﺩﻳﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺃﻣﺎ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻓﻼ <ﻋﺠﺒﺎ ﻫﻞ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮِ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺻﺤﻴﺢ ! ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺗﻮﺣﻴﺪﻩ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻷﺧﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﺫ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻮﺣﺪ ﻛﻤﺎ ﺻﺮﺣﺖ ﺑﻪ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﻬﻞ ﺳﻤﻌﺘﻢ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭﺍﻟﺴﻴﺮ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﻗَﺪﻣَﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺟﻼﻑ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻟﻴﺴﻠﻤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻩ ﻳﻔﺼِّﻞ ﻟﻬﻢ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻓﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺰﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ! ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﻭَﺣَّﺪَ ﺍﻟﺮﺏ ﻓﻘﺪ ﻭَﺣَّﺪَ ﺍﻹﻟﻪ ﻭﻣﻦ ﺃﺷﺮﻙ ﺑﺎﻟﺮﺏ ﺃﺷﺮﻙ ﺑﺎﻹﻟﻪ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﻟﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺮﺏ ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺭﺑﻬﻢ ﻓﻴﻨﻔﻮﻥ ﺍﻷﻟﻮﻫﻴﺔ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻔﻮﻥ ﺍﻟﺮﺑﻮﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﺃﻳﻀﺎ ﻭﻳﺜﺒﺘﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ وهذا في القرآن كثير اقتران الرب واسم الجلالة الله بسياق واحد مثل قوله تعالى (قل اغير الله اتخذ ربا فاطر السماوات والأرض) الرب والاله فى القرأن كلمتان متردفتان فهما بمعنى واحد فالمشرك لابد أن يكون قد أشرك فى الربوبية ولا يعبد الله ويعبد تلك الارباب الباطلة والدليل على هذا أن كلمة لا اله الا الله تتضمن توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية ولو كانت تتضمن توحيد الآلوهية فقط _كما يقولون _لاقتضى أن لتوحيد الربوبية كلمة أخرى غير هذه ولا قائل بذلك إلا ابن تيميه وتلميذه في القرن السابع هجري-قل لي من من السلف الحقيقي في القرون الثلاثة الأولى قال هذا الكلام ((قل هاتوا برهانكم ان كنتم صدقين))
وقال عليه الصلاةُ والسلامُ :" الإيمانُ أن تؤمنَ باللهِ وملائكتهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ واليَومِ الآخرِ والقدَرِ خيره وشره.
والإسلام لُغةً الانقياد وشرعاً انقيادٌ مخصوصٌ أي هو الانقيادُ لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم بالنطق بالشهادتين بقولِ أشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وأنَّ محمداً رسولُ اللهِ.
اعلموا رحمكمُ اللهُ أنَّ الايمانَ لغةً التصديقُ وشرعاً تصديق مخصُوص، أي هو التصديقُ بالقلب بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
والإسلامُ والإيمانُ متلازمان لا يُقْبَلُ أحدُهُما بدون الآخر فقد قال أبو حنيفة رضي الله عنه في كتاب الفِقْهِ الأكبر " لا يكونُ ايمانٌ بلا إسلام ولا إسلام بلا إيمان فهما كالظهرِ مَعَ البطنِ" فكما أن الظهر لا ينفصلُ عن البطن، فكذلك الإيمانُ لا ينفصلُ عن الإسلام، والإسلامُ لا ينفصل عن الإيمان. فمن آمن بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وصَدَّق ذلك بالنطق بالشهادتين فهو مسلم مؤمن إن مات على ذلك لا بُدَّ أ ن يدخل الجنة.
وأما قولُ اللهِ عز وجلَّ {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ } فالمراد بأسلمنا: الإسلام اللغويَ الذي هو الانقيادُ وليس المقصودُ الإسلام الشرعيَّ حيث أن هؤلاءِ الأعرابَ كانوا يَظهرون للناسِ أنهم يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم وأنهم منقادُون له خوفاً من القتلِ وفي قلوبهم كُرهٌ للنبي.
قال الامامُ القرطبيُّ في تفسير الآيةِ " معنى {أَسْلَمْنَا} أي استسلمنا خوف القتلِ والسبيِ وهذه صِفَةُ المنافقين وكذلك ما جاءَ في الحديثِ " لا يؤمِنُ أحَدُكُم حتى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لنفسِهِ " ونحو هذا من الأحاديثِ، فليسَ المرادُ به نفيَ أصلَ الإيمانِ عنهُ بل المرادُ نفْيُ الايمانِ الكاملِ الذي يكونُ به مُتَّبعاً للنبيَّ اتباعاً كاملاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق