اللهُ مَوجُودٌ لاَ كَالمُوجُودَات
قال الله تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان الله ولم يكن شىء غيره) معنى الحديث الله تعالى موجود قبل أن يوجد العالم قبل النور والظلام، النور والظلام ما كانا موجودين ولا الأرض ولا السماء ولا العرش ولا الروح ولا المكان ولا الجهات الست ثم العالم شيئًا بعد شىء وجد، فهو لا يشبه هذه الأشياء كلها لا هو كالنور ولا هو كالريح ولا هو كالروح ولا هو كالإنسان ولا هو كالملائكة ولا هو جسم صغير ولا هو جسم كبير قبل أن يخلق الله العالم ما كان حجم كبير ولا كان حجم صغير هو خلق الحجم الصغير وخلق الحجم الكبير فهو موجود ليس كالموجودات ليس حجمًا كبيرًا كالعرش ولا هو حجمًا أوسع من العرش ولا هو كأصغر حجم ولا كحبة الخردل ولا هو كما بين أصغر حجم وأكبر حجم، كحجم الإنسان والشجر والجبل فلذلك أي لأنه ليس حجمًا صغيرًا ولا حجمًا كبيرًا لا يكون متحيزًا في أي مكان أو جهة ولا في جهة واحدة ولا في جميع الجهات وتصديق هذا في القرءان هذه الآية (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ).
فلا يجوز أن يقال الله متحيز ساكن على العرش ولا يجوز أن يقال ساكن السماء ولا يجوز أن يقال إنه متحرك ولا يجوز أن يقال إنه ساكن لأنه لو كان حجمًا كبيرًا لاحتاج إلى من خلقه على ذلك الحجم كما أن العرش حجم كبير يحتاج إلى من خلقه على ذلك الحجم.
كلُّ حجم كبير أو صغير ما خلق نفسه إنما خلقه موجود قادر، وذلك الموجود لا يشبه هذا العالم وهو الله، فهؤلاء الذين يقولون الله في كل مكان كلامهم فاسد لا يجوز أن يقال ذلك إنما الذي يجوز أن يقال الله موجود بلا مكان، ولا يجوز قِيَاسُ الخالق على المخلوق، المخلوق حجم صغير أو كبير، الله هو خالق الحجم الصغير والكبير فيصح وجوده بلا مكان، الذي يستغرب القول الله موجود بلا مكان عقله سخيف، لم يعرف أن الله ليس حجمًا كبيرًا ولا صغيرًا.
من يعتقد الله حجمًا إنما يتصور في نفسه شيئًا موجودًا قاعدًا على العرش لا حقيقة له، العرش كعبة للملائكة الله خلقه ليطوفوا به، كما أنه خلق الكعبة التي في مكة ليطوف بها المؤمنون من الإنس والجن، الله ليس له عَلاقة بالكعبة ولا بالعرش هذا عقيدة أهل السنة.
علماء المسلمين في المشارق والمغارب هذا الذي يعلمونه أن الله موجود بلا مكان ليس حجمًا كبيرًا ولا حجمًا صغيرًا لأن المخلوق إما حجم كبير وإما حجم صغير وإما بين هذا وهذا.
فلا يجوز أن يكون الله حجمًا، لأنه لو كان حجمًا، لكان له أمثال كثير وهذا الكلام الذي يقوله بعض الناس كلام قبيح بشع وهو القول بأن الله موجود بكل مكان، بعض الناس من الوهابية سأل شخصًا حافظًا للقرءان، لكنه ضعيفٌ في علم التوحيد، قال له الوهابي أنتم تقولون الله موجود في كل مكان فقال له نعم فقال له الوهابي إذًا أنتُم تقولُونَ هوَ مَوجُودٌ في بيتِ الخَلاء؟! فلَم يَرُدّ عَليهِ جَوابًا، ثم ذَكَر لي ذلكَ فقلتُ لهُ أنتَ فتَحتَ لهُ الباب، لو قلتَ لهُ اللهُ موجودٌ بلا مَكانٍ لقَطَعتَ عَليه الطّريق.
الجهلُ اليومَ فَاشٍ بينَ النّاسِ، هذِه الكلمةُ اللهُ موجُودٌ بكلِّ مكانٍ خَبيثةٌ تَفتَح للمُلحِدين التّشكِيكَ للمُسلِم بعقيدةِ أهلِ السّنة حتى يتّبعه وحكَى لي شخصٌ وهوَ جاهِلٌ صارَ يَسمَع مِن بَعضِ مُدّعي الطُّرق (للهُ مَوجُودٌ بكُلِّ مَكان) فجاءَه شيُوعِيّ فقال إذًا هو مَوجُودٌ على أَطيَازِنا فلَم يَرُدّ علَيه فقلتُ له أنتَ فتَحتَ البابَ لهُ لو قلتَ لهُ اللهُ مَوجودٌ بلا مكانٍ مَا قالَ ذلكَ.
فَلْتُحذَر هذِه الكَلِمَة حَرام ثم حَرام ثم حرام هؤلاء قد يَعِيشُ أحَدُهم ثمانينَ سَنةً ويموتُ على الجَهلِ، والعياذُ بالله.
وءاخَرُ كنتُ أَشرَحُ لهم أنّ اللهَ مَوجُودٌ لا يُشبِهُ شَيئًا فرجُلٌ كَبيرٌ ابنُ سَبعِينَ أو أكثرَ قال يا أستاذُ أَليسَ الرّسولُ قالَ أنّكُم ستَرَونَ ربّكُم يومَ القِيامَةِ كمَا تَرونَ القَمرَ لَيلَةَ البَدر؟ (الرجل يقصد التشبيه ان الله يشبه القمر) قلتُ لهُ الرسولُ قالَ هَذا، إنما أنتَ ما فهمتَ المعنى، الحديثُ مَعناهُ أن المؤمنينَ يَرونَ اللهَ يومَ القِيامةِ رؤيةً لا يَشُكُّونَ فِيهَا أنّ الذي رأَوهُ هوَ الله، تَشهّد اعتقادُك كُفرٌ فتَشهّد.
أكثَرُ النّاسِ تَركُوا الاشتغالَ بعِلمِ العقِيدةِ عِلمِ التّوحِيد عِلمِ التّنزِيه، هذا يَنتَسِبُ للطّريقَةِ وهَذا، ويعملون الحضَرات، ويصَلُّونَ الصّلَواتِ الخمس، ويَظُنُّونَ أنهُم بلَغُوا الكَمَال، مَن لم يَعرِف عقيدةَ أهلِ السّنّةِ حَرامٌ عليه الدّرجاتُ العُلا.
الله تعالى موجود بلا جهة ولا مكان لأنه ليس حجمًا صغيرًا ولا حجمًا كبيرًا، الحجم لا بدّ لهُ مِنْ مَكانٍ يكونُ فيهِ، النّورُ لهُ مَكانٌ، نورُ الشّمسِ لهُ مِساحَةٌ يَنتَهِي إليها، ثم يَأتي الظّلامُ، فيَأخُذ مِساحَة يَنتهي إليها، والإنسانُ لهُ مِساحَةٌ أربعَةُ أذرع طُولاً وذِراعٌ عَرضًا.
فالذي لم يتعلم عقيدة أهل السنة يظن أن الله في جهة فوق ويظن أن المؤمنين لما يرون الله وهم في الجنة، يظن أن الله تلك الساعة يكون في الجنة وهذا باطل.
الله يُرى من غير أن يكون منك قريبًا، ومن غير أن يكون منك بعيدًا، ومن غير أن يكون منك مواجهة، ومن غير أن يكون تنظر إلى فوق ومن غير أن يكون تنظر عن اليمين أو الشمال أو أمام أو خلف، الله يُرى لا كما يرى المخلوق.
وما وَردَ في بعضِ الآثارِ مِن أنّ العَبدَ يَقِفُ يَومَ القِيامَةِ للحِسَابِ بَينَ يَدَي اللهِ، ليسَ معناه أنه يكون بالمقابلة إنما معناه يقف للحساب، ليسمع كلام الله، يوم القيامة كل إنسان يسمع كلام الله، أي الكفار والمؤمنون، قبل دخول الجنة بالنسبة للمؤمنين وقبل دخول النار بالنسبة للكفار، لا يرونه قبل دخول الجنة، يسمعون كلامه من غير أن يروه، ويفهمون الحساب يُسألون عن النعم التي أعطاهم الله في الدنيا؛ ماذا عملوا بها؟
الله تبارك وتعالى يقال له المتكلم لا يقال له ناطق لأن كلامه ليس حرفًا ولا صوتًا، لو كان كلامه حرفًا وصوتًا لقيل له ناطق ينطق لكن ما ورد في القرءان ولا في الحديث الله ناطق، الله ينطُق، إنما ورد في القرءان (وكلم الله موسى تكليما) موسى الله أمره بالوحي أن يذهب إلى جبل الطور فمكث هناك أربعين ليلة الله أسمعه كلامه الذي ليس حرفا ولا صوتًا والرسول محمد الله تعالى أسمعه كلامه الذي ليس حرفًا ولا صوتًا ليلة المعراج، في مكان فوق سبع سموات، كان وصل الرسول إلى ذلك المكان، أما جبريل فهو سفير بين الله وبين أنبيائه هو يبلغ الوحي للأنبياء، كل الأنبياء هو نزل عليهم هو يسمع كلام الله فيبلغ الأنبياء ثم الأنبياء يبلغون أممهم سيدنا جبريل يبلغ الأنبياء ما فهمه، فما سمعه من كلام الله الذي ليس حرفا ولا صوتًا، كلام الله الذي ليس حرفًا ولا صوتًا لا نستطيع أن نتصوره بالنفس كيف هو كما أنه لا يمكن تصور ذات الله في النفس، لكن يوم القيامة كل الناس يسمعون كلام الله أما الكافر فينزعج يرتعد خوفًا من سماعه لكلام الله أما المؤمن التقي فيزداد فرحًا.
والقرءان الكريم والإنجيل والتوراة والزبور وكل الكتب السماوية الله كتبها في اللوح المحفوظ بقدرته أجرى القلم، من غير إمساك كما يمسك الإنسان القلم، لأن الله لا يَمس ولا يُمس، لأنه ليس حجما، الله تعالى يخلق بلا ءالة ولا مباشرة لأنه ليس حجما لطيفا ولا حجما كثيفا، كتب القلم هذه الكتب ثم أمر الله جبريل بعد أن خلق الأنبياء خذ هذا الكتاب وأنزله على فلان النبي فينزله جبريل حتى كان ءاخر ما أنزله القرءانُ الكريم أنزله على محمد، جبريل قرأه على محمد بالحرف والصوت ليس الله يقرأه بالحرف والصوت كما نقرأ نحن، لو كان يقرأ بالحرف والصوت لكان مثلنا، لا فلاحَ إلا بالعلم علمِ أهلِ السُّنّة، مَن لم يتَعلَّم عِلمَ أَهلِ السُّنّة فهوَ تائِهٌ ضَالٌّ.
واحذروا الوهابية الوهابية الله أعطاهم هذا المال الفائض لإضلال الناس فتحوا في المدينة المنورة مَركزًا كبِيرا، فيهِ أُناسٌ مِن سِتّينَ دَولة.
وهنا فائدة مهمة وهو أنه ما روي أن الله يقرأ في الآخرة في الجنة سورة طه أو سورة الرحمن فهو كذب وبعض المدعين للعلم من الدجالين ممن لا يعرفون ما يليق بالله وما لا يليق، قال بأن الله يقرأ في الجنة سورة طه وسورةَ الرحمن، فيَهِيمُونَ مِن حُسنِ صَوتِ اللهِ عن الأكلِ والشُّربِ فهذَا كذِبٌ ومَلعُونٌ مَن قَالَهُ، إنما كلام الله صفة ثابتة لله ليست حرفًا يسبق بعضه بعضا ويتأخر بعضه عن بعض فهذا لا يليق بالله لو كان الله كذلك لكان مثلنا، لو كان كذلك لاحتاج إلى من أوجده، لأن الله تبارك وتعالى ليس هو قرأ القرءان على جبريل كما يقرأ الأستاذ على التلميذ أنزل هذه الآية (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُّطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21)) معنى هذه الآية، أن القرءان قول رسول كريم، أي قول جبريل، أي قرأه على محمد بأمر الله، وليس من تأليف جبريل، قرأه من اللوح المحفوظ، معناه هذا القرءان شىء قرأه جبريل، الرسول الكريم هو جبريل، على محمد ليس الله قرأه على سيدنا محمد أو على جبريل كما يقرأ القارىء، الواحد منا، على الطالب المتعلم وكل المفسرين، قالوا هذا الرسول الكريم هو جبريل لأنه وصفه بخمس صفات وصفه بأنه رسول وبأنه كريم وبأنه ذو قوة وبأنه مكِينٌ عند الله، أي لهُ درجَةٌ عَاليةٌ عندَ الله، وبأنه مُطَاع أي الملائكةُ يَأتمرون بأمره هوَ رئيسُ الملائكة، حملَةُ العرش والذينَ حَافُّونَ حَولَ العَرشِ يطُوفونَ بالعَرشِ كمَا نَطُوفُ حَولَ الكَعبةِ كلُّ أولئك هوَ مُقَدَّمٌ علَيهِم أي يأتمرونَ بأمرِه.
(مُطَاعٍ ثَمّ) أي بين الملائكة، يطيعُونَهُ، أي يَسمَعُونَه، ويتَلَقَّونَ مِنهُ الأوامِر هو رسولٌ بينَ اللهِ وبينَ الملائكة، وبينَ الله وبينَ الأنبياء.
)مُطَاعٍ ثَمّ) أي هناك أي عند الملائكة مطاع.
(أمين) ووصفه بأنه أمين، أمين على وحي الله، منزه عن الكذب والتحريف هذه العقيدة هي الحق، أما أن الله يقرأ بالحروف والصوت فهذا وصف لله بصفة المخلوق.
وفي القرءان الكريم ما يبين أن كلام الله ليس حرفًا وصوتًا وذلك أن في القرءان وصف الله بأنه سريع الحساب وبأنه أسرع الحاسبين، هذا في ءاية، وهذا في ءاية فلو كان الله يتكلم بالحرف والصوت، ويحاسب الناس يوم القيامة بكلام هو حرف وصوت، ما كان أسرع الحاسبين بل كان أبطأ الحاسبين، الجن والإنس كثرة الجن أكثر من الإنس لا يعلم عددَهم إلا الله، ثم البشر ليس هؤلاء الذين الناس يعرفونهم اليوم فقط؛ بل يوجد غيرهم يأجوج ومأجوج لا يعلم عددهم إلا الله ووراءهم غيرُهم، وراءهم ثلاثَةُ أُمَمٍ أُمّةٌ يقالُ لهم مَنْسَك، وأُمّةٌ يقالُ لهم تَاوِيل، وأُمّةٌ يقالُ لهم تَارِيس، فكلُّ هؤلاء يومَ القيامةِ يحاسَبُونَ يَسمَعُونَ كلامَ اللهِ، فلو كان كلام الله الذي يحاسب به العباد بالحرف والصوت ما كان أسرعَ الحاسبين بل كانَ أَبطَأ الحَاسِبين فدَلّ هذا على أن الله ليس متكلمًا بالحرف والصوت لا يشبه كلامه كلام المخلوقين، كلام المخلوقين حادث، الإنسان أولَ ما يخلق لا يتكَلّم، بعدَ ذلك يحدُث لهُ كلامٌ ثم كلامُه هذا يُوجَدُ متقَطِّعًا، أمّا اللهُ تعالى كلامُه ليسَ هَكذا، كلامُه ليسَ متقَطِّعًا، لا يدخله تقطع، كما أن حياته لا يدخلها تقطع. هو حي أزلاً أبدًا بحياة ليست متقطعة، وكما أنه قادر بقدرة أزلية أبدية لا يدخلها تقطع كذلك مشيئته أزلية أبدية لا يتخللها انقطاع كمشيئة العباد، وعلم الله أزلي أبدي لا يتخلله انقطاع ولا يزيد ولا ينقص، وكذلك سمعه وبصره، سمعه ليس كسمعنا الحادث، نحن نسمع الأصوات بسمع حادث، عندما يحدث الصوت، الله تعالى ليس سمعه هكذا وبصره أي رؤيته للمرئيات ليست رؤية حادثة تحدث له عند حدوث المرئيات، وهذا شرح هذه الآية المحكمة (ليس كمثله شىء) كل هذا التفصيل مأخوذ من هذه الآية (ليس كمثله شىء) فهم معناها من فهم، وهم أهل السنة وجهل معناها من جهل، وهم الوهابية وأمثالهم، من الذين يعتقدون أن الله يحدث له شىء بعد شىء، الله تعالى لا تحدث في ذاته صفة حادثة، هو أزلي أبدي وصفاته حياته وقدرته ومشيئته وعلمه وكلامه وسمعه وبصره كلٌ أزلية أبدية كما أن ذاتَ الله أزلي أبدي.
هو القرءان ليس كلُّ النّاسِ يَنتَفعُونَ به، إنما ينتَفع به مَن يَفهَمُه على وجْهِه، وهُم أهلُ السُّنّة أمّا مَن يَفهَمُه على غيرِ وجهِه، هؤلاء يَضِلُّونَ بالقُرءان، بدَلَ أن يَهتَدوا به يضِلُّونَ، يُذكَر في القرءان هذه الكلمة، وجه الله، عينُ الله، إضافة الوجه إلى الله إضافة العين إلى الله إضافة اليد إلى الله إضافة المجيء إلى الله، فمن يفهم هذه الأشياء على حسب ما يكون في المخلوق ضل وكفر ومن يفهمه على حسب ما فهمه أهل السنة سعِد وفرِح، وفي القرءان الكريم مذكور في سورة البقرة (يُضِلُّ بهِ كَثِيرًا ويَهدِي بهِ كَثِيرًا) معناه أنّ اللهَ يجعَلُ القرءانَ سَببًا لضَلالِ كثيرٍ منَ النّاس، ويجعلُ القرءان سببًا لسعادة كثير من الناس، كم وكم من الوهابية يحفظون القرءان، وغيرهم.
رجل أعمى كبير مسن يحفظ القرءان على القراءات العشر، عقيدته فاسدة، قال مرة (الله له ءاذان) قلت له كيف تقول هذا، قال أليس ورد في الحديث الله أشد ءاذانًا، قلت له ليس هذا ما ورد في الحديث، الذي ورد أذَنا، أنت حرفت الحديث، للهُ أَشَدُّ أَذَنًا لِقَارىءٍ حَسَنِ الصّوتِ بالقُرءانِ مِن صَاحِبِ القَينَةِ إلى قَينَتِه، الأذَنُ الاستماع، الإمامُ الأوزاعيُّ، هذا الحديث رواه بالسّنَد عن رسول الله وفسّر الأذَن بالاستماع، ومعنى الحديث الله يحِبُّ الذي يقرأ القُرءان ويحسن قراءتَه أكثر مما يحِبُّ صاحبُ القَيْنَةِ الاستماعَ إلى قَيْنَتِه.
في العرَب، المسلمين وقبلَ المسلمين، كانَ عندَهم جَوارِي، يُعلِّمُونهُنّ الغِناء واللغةَ ليُغنِّينَ لأسْيَادِهِنّ، هذه القَيْنة، من شِدّة جَهل هَذا، حَرّفَ الحديث واعتقدَ للهِ الأذُن.لو كانَ اللهُ جِسمًا ما كانَ يصِحُّ أن يَخلُقَ الجسم، الجسمُ لا يخلُق الجسم؟! هذه الشمس مع حُسنِها ومَنفَعتِها لا يصِحُّ أن تكونَ خَالقًا لشَىء، هي جسمٌ شكلٌ ولَونٌ تحتاجُ إلى مَن أوجَدَها على هذا الشّكلِ واللّون، واللهُ لو كانَ جِسمًا لكانَ لهُ شَكلٌ ولَونٌ ولاحْتَاج، كمَا احتاجَتِ الشّمسُ، إلى مَن أوجَدَه على هذا الشّكل واللّون الله مُنزّه عن كلِّ الأشكال والهيئَات وكِبَرِ الحَجْمِ وصِغَرِ الحَجْم.
لذلكَ صَحّت لهُ الألُوهيةُ ولم تصِحّ لغَيرِه، بهائمُ هؤلاء، الذين يشبهون الله بخلقه، يظنون أن الله قاعد على العرش وله أعضاء يعتقدون أن له وجهًا بمعنى الجسم، ويدًا بمعنى الجسم وعينًا بمعنى الجسم، ولم يدروا أن العين إذا أُضِيفَت إلى الله معناها الحِفظ واليدَ إذا أضيفت إلى الله معناها إما القُدرة وإمّا العَهدُ وإمّا النِّعمَة، العربُ الأُوَلُ هم يفهمون القرءان لأنه أنزل بلغتهم التي ينطِقُونَ بها، من رزق الفهم بعلم وعقيدة أهل السنة والجماعة فقد رزق خيرا عظيما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق