في غمار المحاولات الوهابية البائسة لطمس معالم الحق والتمويه بالباطل على عوام الأمة، وفي إطار دفاعهم المستميت عن ثوابتهم التي تلقفوها من أئمتهم القائلة بإكفار أو تبديع المتوسلين إلى ربهم بنبيهم - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أو بأحد من الصالحين، نراهم وقد صاروا يخبطون يمنة ويسرة خبط عشواء.
ولما أن قيض الحق جل وعلا للأمة في هذا الزمان من قد أبان عن أن ضلالات الوهابية في هذه القضية لا سلف لهم فيها إلا ابن تيمية، وجدناهم قد نكصوا على أعقابهم خائبين.
وإذا بهم بعدما استفاقوا قليلا من تلك الصفعة يكثرون من التطبيل والصراخ والعويل متصايحين منادين على بعضهم البعض بأنهم قد وجدوا ما توهموا وظنوا بأنه حجة لهم قد تشد من عضدهم وتساعدهم على إكمال مسيرتهم في الكذب والافتراء والتدليس والاستغفال للغير.
فشرعوا بعد أن أضناهم التعب في البحث والتنقيب عن قشة يتعلقون بها ويحفظوا بها ماء وجوهم المراق.
وأخرجوا نصا من بطون كتب فقه السادة الأحناف وتترسوا خلفه ليظهروا للعوام أن شيخ إسلامهم - ابن تيمية - له سلف في ضلاله.
وكان العجب من أن الوهابية دعاة اللامذهبية ومن قد ملأوا الدنيا بدعاوى عدم التقليد وأن لنا الكتاب والسنة فقط وأن الفقهاء رجال ونحن رجال فلماذا نقلدهم، هم من يتمترس الآن خلف نص من نصوص فقيه من فقهاء أحد المذاهب؟!!!!!
ولكن عجبك أخي القاريء سيزداد عندما تعلم أن هذا النص نص منسوب للإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان رحمه الله.
فيال العجب ياوهابية أليس هذا هو أبو حنيفة من عكفتم على نشر المجلد الثالث عشر فقط من تاريخ بغداد لا لشيء إلا لما ورد فيه من روايات باطلة مكذوبة تطعن في هذا الإمام الجليل؟!!! [1]
أليس هذا هو أبو حنيفة الذي أقسم على كفره رأس من رءوسكم وذنب من أذنابكم في مصر - المدعو محمد حامد الفقي .
فسبحان الله!! ولله در القائل أن من سمات أهل البدع التناقض.
ساق الوهابية الخوارج النص التالي في معرض دفاعهم عن شيخ إسلامهم ليرسخوا في أذهان العوام أن لابن تيمية سلف غي ضلاله، وليغسلوا عن وجوهمم عار الفضيحة التي أظهرت كذبهم ودجلهم.
فقالوا أنه قد جاء في: الدر المختار (2/ 360) :[ (و) كره (قوله في دعائه بمقعد العز من رشك) ولو بتقديم العين. وعن أبي يوسف: لا بأس به، وبه أخذ أبو الليث للأثر، والأحوط الإمتناع لكونه خبر واحد فيما يخالف القطعي إذ المتشابه إنما يثبت بالقطعي. وفي التاترخانية معزيا للمنتقى عن أبي يوسف عن أبي حنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به، والدعاء المأذون فيه المأمور به ما استفيد من قوله تعالى: (ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها) قال: كذا لا يصلي أحد على أحد إلا على النبي (صلى الله عليه وسلم) . (و) كره قوله (بحق رسلك وأنبيائك وأوليائك) أو بحق البيت لأنه لا حق للخلق على الخالق تعالى، ولو قال لآخر بحق الله أو بالله أن تفعل كذا لا يلزمه ذلك، وإن كان الأولى فعله.] اهـ
وبعد أن أعماهم جهلهم وسوء فهمهم وقصدهم إذا بهم قد عمدوا إلى هذا النص وذهبوا به كل مذهب وصارت كل طائفة منهم تلقيه إلى أختها ليدفعوا به عن أنفسهم ولو قدرا بسيطا من قذائف الحق التي أظهرت جهلهم وتدليسهم أمام جماهير الأمة.
فأقول وبالله التوفيق:
أولا: دعوى الوهابية الخوارج ساقطة من بدايتها، فقد ساقوا هذا النقل من كتاب في فقه السادة الأحناف، وفي هذا خير دليل واعتراف منهم على أن مسألة التوسل مسألة فقهية تدور مباحثها في كتب الفقه وأن من تناولها من أئمة الأمة تناولها من حيث كونها مسألة فقهية لا عقائدية ولا وجود لها في كتب العقائد كما كانو يأفكون فيما سبق.
فلو دري هؤلاء الخوارج بأن في إيرادهم لهذا النقل ما يهدم مذهبهم القائل بأن مسألة التوسل من مسائل العقيدة وينبني عليها كفر وإيمان، لكانوا أول من يحرص على التكتم على هذا النقل، ولكن أعتقد والله أعلم أن المرجع وراء ذلك هو انفضاحهم في الآونة الأخيرة أمام جماهير الأمة وبيان أن شيخ إسلامهم هو أول من شذ بهذه المسألة في القرن السابع الهجري، مما حدا بهم نحو السعي للتشبث بأي دليل ينفي عنهم تهمة الكذب والتدليس ويحفظ لهم ماء وجوههم الذي أريق. فكان منهم ما كان من هذا التخبط الذي يهدم مذهبهم لا يخدمه.
وليزدد عجبك أخي القاريء من هؤلاء القوم عندما تعلم أن من أورد هذا النقل وهو الإمام علاء الدين الحصكفي - من متأخري الأحناف (ت:1088هـ) - في الدر المختار هو نفسه من قال في ذات الكتاب صـ 84:[فنسأل الله تعالى التوفيق والقبول، بجاه الرسول. كيف لا وقد يسر الله تعالى ابتداء تبييضه في الروضة المحروسة، والبقعة المأنوسة، تجاه وجه صاحب الرسالة، وحائز الكمال والبسالة.] اهـ
ومن حقك أخي القاريء أن يزداد عجبك أكثر فأكثر عندما تعلم بأن أشهر حواشي هذا الكتاب وهي حاشية [رد المحتار] قد طرزها مؤلفها الإمام العلامة محمد أمين الشهير بابن عابدين بالذهب المصفى عندما قال في خطبتها:[وإني أسأله تعالى متوسلا إليه بنبيه المكرم (صلى الله عليه وسلم) وبأهل طاعته من كل ذي مقام عليّ معظم، وبقدوتنا الإمام الأعظم]
وهو الذي قال في رسالته [بغية الناسك في أدعية المناسك] [2] في معرض دعائه لأحد الصالحين: [وأوصل إحسانه ولطفه إليه بحرمة من تشرف بخدمة قبره المعظم صلى الله عليه تعالى وسلم.] اهـ
وهو الذي ندب المسلمين في ذات الرسالة إلى أن يكون من ضمن دعائهم على صعيد عرفات الطاهر [توسلت إليك بجاه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم] . [3] .
فهل لو كان العمل في المذهب على عدم مشروعية التوسل كانت صدرت هذه الأقوال من هذين الإمامين الجليلين؟!!! - بل إن العكس هو الصحيح على ما سيظهر فيما يلي -
ثانيا: كلام الإمام الأعظم رحمه الله يدور على محورين:
الأول: وهو أن مبنى الكلام على الكراهة لا على التحريم.
[وتقرير ذلك: أن أبا حنيفة عبر بـ"أكره":فيكون التوسل بالأنبياء والرسل، وما ذكر معهم؛ مكروها. والمكروه - على ما تقرر في صغار كتب الأصول وكبارها-: هو مايكون جائز الفعل، مع رجحان الترك عليه، وبعبارة أخرى: هو ما يثاب على تركه، ولا يعاقب على فعله، وإن شئتَ قلت: هو ما يمدح تاركه، ولا يذم فاعله شرعا، هذه حقيقة المكروهِ عند الأصوليين، لا يجهلها صغار الطلبة فضلا عن كبارهم.
وعلى ضوء هذه الحقيقة الأصولية يكون قول أبي حنيفة حجة لنا في جوازِ التوسل، وأنه لا إثم فيه، ولا عقاب، وإن كان تركه أرجح.
وهذا نقيض غرض المتنطع، فإنه إنما أتى بكلام أبي حنيفة ليثبت به أن التوسل بدعة من البدع، وضلال بحكمِ القرآن، وعدوان على ما أنزل الله..الخ جمله السخيفة الركيكة.
فكان ما أتى به حجة عليه، قدمها إلى خصومه من حيث لا يشعر، وذلك آية خذلانهم، ولو كان المتنطع يفهم معنى قول أبي حنيفة "أكره"، ويعرف معنى"الكراهة" عند الأصوليين لأدرك ضرر استدلاله بهذا الكلام عليه، فلعدل عنه إلى غيره، ولكنه لا يفهم ما ينقل، ولا يعقل ما يقول، فقضى على نفسه بيده قضاء محكما.
فإن قيل: ليس معنى قول أبي حنيفة "أكره" أن يقول العبد: أسألك بأنبيائك ورسلك..الخ "،الكراهة التنزيهية حتى يلزم منه ما ذكرته، بل معناه الكراهة التحريمية، بدليل أن صاحب الكنز ذكر هذه العبارة في باب الحظر والإباحة، فيَقتضي كلام أبي حنيفة على هذا تحريم التوسل، وهو المطلوب.
قلنا: هذا المعنى لا يفيد شيئا، بل هو حجة عليه أيضا، وذلك أن من أصول الحنفية أنهم يفرقون بينَ قولهم في الشيء: "هو حرام" أو"محرم"، وبين قولهم: "هو مكروه كراهة تحريم"، حيث يطلقون العبارة الأولى على ما كان محرما بنص قطعي، كالزنا، والربا، وشرب الخمر، وأكل الميتة، والخنزير، ونحو ذلك، ويطلقون العبارة الثانية على ما ليس في تحريمه نص قطعي.
ففي الكنز وشرحه، للشيخ مصطفى بن أبي عبد الله الطائي ما نصه: المكروه تحريما إلى الحرام أقرب عندهما، ونص محمد: أن كل مكروهٍ حرام، وأما المكروه تنزيها فإلى الحِل أقرب اتفاقا.
وفي الكنز أيضا وشرحه لملا مسكين، ما نصه: المكروه إلى الحرام أقرب عندَهما. وقال خلف بن يحيى: المكروه إلى الحلال أقرب، ونص محمد: كل مكروه حرام، وإنما لم يطلق عليه لفظه لأنه لم نثبت حرمته بدليل قطعي، كما في الحرام. اهـ
إذا علم هذا، فحمل قول أبي حنيفة "أكره" على الكراهة التحريمية يكون معناه في اصطلاح أبي حنيفة، وأبي يوسف: أن التوسل إلى الحرام أقرب، وفي اصطلاح محمد بن الحسن: أنه ليس في حرمة التوسل دليل قطعي. وكلا المعنيين يكذبان المتنطع في زعمه: أن التوسل ضلال وإشراك.... فقد رأيتَ أن قول أبي حنيفة - على كلا الاحتمالين- يصفع المتَنطع، ويصرعه، ويقضي عليه قضاء لا يرجى له بعده رجوع.] اهـ[4] .
الثاني: وهو أن كلام الإمام الأعظم رحمه الله لا يدور حول التوسل ولكنه عن الإقسام على الله بخلقه.
[ففي الكنز وشرحه للشيخ مصطفى بن أبي عبد الله الطائي ما نصه: وكُرِهَ الدعاء بأن يقول: أسألك بمقعد العزّ من عرشك، ولو بتقديمِ العين، وعن أبي يوسف: لا بأس به، والأحوط الإمتناع، وبأن يقول: بحق فلان، وبحق أنبيائك، ورسلك، وبحق البيتِ، والمشعر الحرام؛ لأنه لا حق للخلق على الخالق. اهـ.
فانظر إلى عبارةِ الكنز، فلا تجد فيها ذكرا لأبي حنيفة، وتأمل تعليل الشارح بأنه لا حق للخلق على الخالق، تجد المسألة مفروضة في الإقسام على الله بخلقه، لا في مجرد سؤاله بهم، كما هو زعم المتنطع يوضح هذا ما جاء في شرح العقيدة الطحاوية، ونصه: وإن كان مراده -أي الداعي- الإقسام على الله بحق فلان فذلكَ محذورا أيضا، لأن الإقسام بالمخلوق على المخلوق لا يجوز، فكيف على الخالق: وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من حلف بغير الله، فقد أشرك"، ولهذا قال أبوحنيفة، وصاحباه، رضِي الله عنهم: يكره أن يقول الداعي: أسألك بحق فلان، أو بحق أنبيائك ورسلك، وبحق البيت الحرام، والمشعر الحرام، ونحو ذلك، حتى كره أبو حنيفة، ومحمد: أن يقول الرجل: اللهم إني أسألك بمقعد العز من عرشك، ولم يكرهه أبو يوسف، لماجاء من الأثر فيه.] اهـ[5]
ثالثا: أورد الإمام الكمال بن الهمام في شرح [فتح القدير] (2/336) ما نصه: [6]
[ولما زار الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه المدينة وقف أمام قبره الشريف صلى الله عليه وسلم وقال:يا أكرم الثقلين يا كنز الورى جد لي بجودك وارضني برضاكار
أنا طامع في الجود منك ولم يكن لأبي حنيفة في الأنام سواكا] اهـ
أقول وبالله التوفيق:
في هذه الأبيات ما فيها من مخاطبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في قبره الشريف والطلب منه بما لا يخفى على قارئها. وهي تنسف كل محاولة للوهابية للصق أباطيلهم بالإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان.
وعلى فرض أن النقل المنسوب للإمام أبو حنيفة والذي يتبجح به الوهابية مفهومه موافق لمذهبهم الفاسد، فلا حجة لهم في ذلك بعدما سبق من نقل من [شرح فتح القدير] .
وذلك لأنه [قد تقرر أن العالم إذا صدر منه كلامان مختلفان فأحقهما ما وافق فيه غيره من الأجلة، ودلت عليه الأدلة.] [7]
هذا وقد وافق الإمام الأعظم فيما نقل عنه في [شرح فتح القدير] أئمة المسلمين الأعلام قاطبة والذي كان توسلهم بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قربة من أعظم القرب فدخل ذلك تحت عموم هذه القاعدة.
رابعا: ومما يدلك على أن هذا القول للإمام أبي حنيفة هو على غير ما يريد أن يوجهه الوهابية الخوارج، ما نقله الإمام العلامة الحجة الحافظ المجتهد تقي الدين السبكي رحمه الله وطيب الله ثراه من إجماع على جواز التوسل بالحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، وأقره على ذلك الإمام الحجة الحافظ أحمد بن حجر الهيتمي رحمه الله وتابعهما على ذلك الإمام الحافظ عبد الرءوف المناوي رحمه الله.
فلو أن هذا القول المنسوب للإمام أبي حنيفة وجهته هو تحريم التوسل وعدم جوازه، لما خفي ذلك عليهم ولما حكى هؤلاء الأئمة الأعلام إجماعا في ذلك ولقرروا أن ذلك هو مذهب الجمهور. [8]
وإليك أخي الحبيب تقريرات هؤلاء الأئمة الأعلام لتستوثق من ذلك.
- قال الإمام العلامة الحافظ الحجة المجتهد شيخ الإسلام تقي الدين السبكي في كتابه" شفاء السقام في زيارة خير الأنام " (صـ 171) :
[اعلم أنه يجوز ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى , وجواز ذلك وحسنه من الأمور المعلومة لكل ذي دين , المعروفة من فعل الأنبياء والمرسلين , وسير السلف الصالحين , والعلماء والعوام من المسلمين , ولم ينكر أحد ذلك من أهل الأديان , ولا سمع به في زمن من الأزمان , حتى جاء ابن تيمية فتكلم في ذلك بكلام يلبس فيه على الضعفاء الأغمار , وابتدع مالم يسبق إليه في سائر الأعصار.....وحسبك أن إنكار ابن تيمية للاستغاثة والتوسل قول لم يقله عالم قبله وصار به بين أهل الإسلام مُثلة وقد وقفت له على كلام طويل في ذلك رأيت من الرأي القويم أن أميل عنه إلى الصراط المستقيم ولا أتتبعه بالنقض والإبطال فإن دأب العلماء القاصدين لإيضاح الدين وإرشاد المسلمين تقريب الحق إلى أفهامهم وتحقيق مرادهم وبيان حكمه ورأيت كلام هذا الشخص بالضد من ذلك فالوجه الإضراب عنه. وأقول: إن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائز في كل حال , قبل خلقه وبعد خلقه , في مدة حياته في الدنيا وبعد موته , في مدة البرزخ وبعد البعث في عرصات القيامة والجنة.] اهـ مختصرا
- قال الإمام الحافظ ابن حجر الهيتمي في كتابه" الجوهر المنظم" (صـ148) :
[من خرافات ابن تيمية التي لم يقلها عالم قبله وصار بها بين أهل الإسلام مثلة أنه أنكر الاستغاثة والتوسل به صلى الله عليه وسلم , وليس ذلك كما أفتى , بل التوسل حسن في كل حال قبل خلقه وبعد خلقه في الدنيا والآخرة..] اهـ
- قال الإمام الحافظ عبد الرءوف المناوي في كتابه " فيض القدير شرح الجامع الصغير " (2 / 135) :[قال ابن عبد السلام: ينبغي كون هذا - أي الإقسام على الله - مقصورا على النبي لأنه سيد ولد آدم وأن لا يقسم على الله بغيره من الأنبياء والملائكة والأولياء لأنهم ليسوا في درجته وأن يكون مما خص به تنبيها على علو رتبته وسمو مرتبته. قال السبكي: ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي إلى ربه ولم ينكر ذلك أحد من السلف ولا من الخلف حتى جاء ابن تيمية فأنكر ذلك وعدل عن الصراط المستقيم وابتدع ما لم يقله عالم قبله وصار بين أهل الإسلام مثله.] اهـ
أقول:
فهل لو كان هذا النقل الذي يتبجح به الوهابية هو المشهور عن الإمام الأعظم وهو المعتمد لديه كان سيصدر عن الإمام العلامة الحافظ الحجة المجتهد تقي الدين السبكي هذا الكلام- وهو من هو - ثم يقره ويتابعه عليه الإمامان ابن حجر والمناوي؟!!!!!!!
خامسا: كان من نصيحة الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان لتلميذه أبو يوسف - على ما نقل ذلك صاحب الطبقات السنية في تراجم الحنفية -[وأكثر من زيارة القبور والمشايخ والمواضع المباركة واقبل من العامة ما يقصون عليك من رؤياهم للنبي صلى الله عليه وسلم في المساجد والمقابر.] [9]فهل يعقل أن يقول صاحب هذا الكلام بتحريم التوسل بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم؟!!!!!!!!
سادسا: العمل لدى أئمة السادة الأحناف على خلاف ذلك القول الذي يتناقله الوهابية عن الإمام أبو حنيفة - وذلك على فرض أن هذا القول موافق لغرض الوهابية الفاسد وهو تحريم التوسل - فظاهر المذهب والمشهور والمعتمد والمتناقل بينهم هو الجواز، وهم بالقطع أدرى بمذهب إمامهم من غيرهم، فلو كان لإمامهم قولا قاطعا بالتحريم لاشتهر ذلك بينهم ولتناقلوه ولكان هو العمدة لدى غالبيتهم، ولكننا نجد العكس هو السائد حتى من نقل ذلك القول عن أبي حنيفة نجده هو نفسه من المتوسلين بحضرة مولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما سبق وتقدم -.
وإليكم أحبتي في الله جملة من توسلات السادة الأحناف والتي تقطع ببطلان وفساد مذهب الوهابية أهل الفهم المنكوس والفطرة السقيمة. [10]
1- الكلاباذي البخاري الحنفي (ت:380 هـ) : " وبالله أستعين وعليه أتوكل وعلى نبيه أصلي وبه أتوسل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " التعرف لمذهب أهل التصوف (21) .
2- الزمخشري المعتزلي معتقدا الحنفي في الفروع (ت: 538 هـ) في الكشاف في آخر صفحة من التفسي) : ثم أسأله بحق صراطه المستقيم وقرآنه المجيد الكريم وبما لقيت من كدح اليمين وعرق الجبين في عمل الكشاف.
3- ابن العديم الحنفي (ت:660 هـ) : "ببركة سيد المرسلين وأهل بيته" بغية الطلب في تاريخ حلب (7/3242) .
4- وقال مجد الدين الموصلي الحنفي (ت:683 هـ) صاحب الاختيار فيما يقال عند زيارة النبي صلى الله عليه وسلم (جئناك من بلاد شاسعة. . . والاستشفاع بك إلى ربنا) ثم يقول: مستشفعين بنبيك إليك. ومثله في حاشية الطحطاوي (ت:1231هـ) على الدر المختار.
5- جاء في تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق للإمام الزيلعي (ت:743هـ) 15/ 60) (هَذَا مَا ظَهَرَ لِكَاتِبِهِ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَقَاصِدَهُ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ) .
6- ابن أبي الوفاء القرشي الحنفي (ت:775 هـ) : يتوسل "بجاه رسول الله" طبقات الحنفية (1/353) .
7- وقال العلامة السيد الشريف الجرجاني الحنفي (ت:816 هـ) في أوائل حاشيته على (المطالع) عند بيان الشارح وجه الصلاة على النبي وآله عليه وعليهم الصلاة والسلام في أوائل الكتب، ووجه الحاجة إلى التوسل بهم في الاستفاضة " فإن قيل هذا التوسل إنما يتصور إذا كانوا متعلقين بالأبدان، وأما إذا تجردوا عنها فلا، إذ لا وجهة مقتضية للمناسبة. قلنا يكفيه أنهم كانوا متعلقين بها متوجهين إلى تكميل النفوس الناقصة بهمة عالية، فإن أثر ذلك باق فيهم، وكذلك كانت زيارة مراقدهم معدة لفيضان أنوار كثيرة منهم على الزائرين كما يشاهده، أصحاب البصائر " اهـ.
8-ابن حجة الحموي الحنفي (ت:837 هـ) :"بمحمد وآله" خزانة الأدب (1/277) .
9- الإمام العيني (ت:855 هـ) في عمدة القاري شرح صحيح البخاري (1/11 (يقول فها نحن نشرع في المقصود بعون الملك المعبود ونسأله الإعانة على الاختتام متوسلا بالنبي خير الأنام وآله وصحبه الكرام.
10- الإمام كمال الدين بن الهمام الحنفي رضى الله عنه (ت:861هـ) فتح القدير، ج2، ص332، كتاب الحج، باب زيارة النبي صلى الله عليه وسلم ويسأل الله حاجته متوسلا إلى الله بحضرة نبيه ثم قال يسأل النبي صلى الله عليه وسلم الشفاعة فيقول يا رسول الله أسألك الشفاعة يا رسول الله أتوسل بك إلى الله.
11- ابن تغربردي الحنفي (ت: 874 هـ) :" نسأل الله تعالى حسن الخاتمة بمحمد وآله" النجوم الزاهرة (3/220) وغيرها.ويقول كما في حوادث الدهور ص 37: فالله تعالى يحسن العاقبة بمحمد وآله.
12- أبو العباس أحمد الزبيدي الحنفي (ت:893 هـ) :"بجاه سيدنا محمد وآله" التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح ص 9.
13- الصالحي الشامي الحنفي (ت:942 هـ) : جمع أبواب التوسل بالنبي في كتابه سبل الهدى والرشاد في سير خير العباد. ومن أقواله (12/408) : اللهم إنا نسألك، ونتوجه إليك بنبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - أن تحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأن تجيرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
14- طاشكبري زاده الحنفي (ت:968 هـ) :"بحرمة نبيك" الشقائق النعمانية (1/233) .
15- وزاد الشيخ علي القاري المكي الحنفي (ت:1014هـ) في شرح الشمائل: "فليس لنا شفيع غيرك نؤمله، ولا رجاء غير بابك نصله، فاستغفر لنا واشفع لنا إلى ربك يا شفيع المذنبين، واسأله أن يجعلنا من عباده الصالحين.
16- عبد الرحمن وجيه الدين بن عيسى بن مرشد العمري نسباً الحنفي مذهباً (متوفي في منتصف القرن الحادي عشر) قال في خطاب له: فالله تعالى يبقيك محروساً بجناب مأنوس القباب. متلفعاً من الجلالة بأشرف جلباب. مستقراً على كراسي الملك. وأعداؤك في الهلك. بجاه جدك عليه السلام. وآله البررة الكرام. وصحبه الخيرة الأعلام. سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر لابن معصوم الحسني ص 41
17- حاجي خليفة الحنفي (ت:1067 هـ) :"بحرمة أمين وحيه" كشف الظنون (2/2056) .
18- ذكر الشرنبلالي الحنفي (ت:1069 هـ) في مراقي الفلاح في آداب الزيارة: يقف عند رأسه الشريف ويقول: اللهم انك قلت وقولك الحق: (ولو انهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) وقد جئناك سامعين قولك، طائعين أمرك، مستشفعين بنبيك، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا انك رؤوف رحيم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين. ويدعو بما يحضره من الدعاء.
19- عبد الرحمن أفندي داماد المدعو بشيخي زاده (ت:1078هـ) كما في مجمع الأنهر له يقول (3/493) : َصْلَحَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى وَإِيَّانَا بِجَاهِ نَبِيِّهِ.
20- ذكر المحبي في ترجمة محمد بن عبد الحليم المعروف بالبورسوي وبالأسيري أن والده (والد المحبي) واسمه فضل الله بن محب الله المحبي (ت:1082هـ) أرسل له رسالة فيها: جعل الله تعالى مجمل سعادته غنياً عن الإفصاح وجياد أوصافه الحسنة متبارية في ميدان المداح بجاه سيدنا محمد الذي علا على البراق وتشرفت به الآفاق وآله الكرام وأصحابه الفخام. انظر خلاصة الأثر (2/421) .
21- علاء الدين الحصكفي (ت:1088هـ) في الدر المختار ص 84:فنسأل الله تعالى التوفيق والقبول، بجاه الرسول. كيف لا وقد يسر الله تعالى ابتداء تبييضه في الروضة المحروسة، والبقعة المأنوسة، تجاه وجه صاحب الرسالة، وحائز الكمال والبسالة.
22- خاتمة اللغويين الحافظ مرتضى الزبيدي الحنفي (ت:1089هـ) ، قال في خاتمة "تاج العروس" داعياً: "ولا يكلنا إلى أنفسنا فيما نعمله وننويه بمحمد وآله الكرام البررة.
23- عبد القادر البغدادي الحنفي (ت:1093هـ) في خزانة الأدب (1/1) داعيا لبعض الأمراء: ويسر له النصر المتين، وسهل له الفتح المبين، بجاه حبيبه ورسوله محمد.
24 - لمحبي (ت:1111هـ) في نفحة الريحانة ص 91 يقول: الله يمدُّ أطناب دولته السَّعيدة، ويديم صولته الشَّديدة بمحمدٍ وآله، ومن سلك على منواله.
25 - إسماعيل حقي (ت:1137هـ) : "بجاه النبي الأمين" في عدة مواضع من تفسيره روح البيان انظر مثلا (1/176) .
26- مرادي الحنفي (ت:1206 هـ) :"فنتوجه اللهم إليك به صلى الله عليه وسلم إذ هو الوسيلة العظمى" سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (1/2) .وله أيضا في ترجمة أحمد بن ناصر الدين بن علي الحنفي البقاعي (ت:1171هـ) يقول: هذا وعمره مع السلام يطول بجاه جده النبي الرسول آمين) وله غيرها.
27- الجبرتي الحنفي (ت:1237 هـ) :"ويتوسل إليه في ذلك بمحمد صلى الله عليه وسلم" عجائب الآثار (1/344) .
28- خاتمة المحققين الشيخ ابن عابدين الحنفي (ت:1252 هـ) قال في مقدمة حاشيته على الدر المختار داعياً: "وإني أسأله تعالى متوسلاً إليه بنبيه المكرم صلى الله عليه وسلم. ويقول (4/294) : دام في عز وإنعام، ومجد واحترام، بجاه من هو للانبياء ختام، وآله وصحبه السادة الكرام، عليه وعليهم الصلاة والسلام، في البدء والختام.وفي تنقيح الفتاوى الحامدية لابن عابدين (ت:1252هـ) (7/417) في ذكر حال بعض الجراد الذي غزا البلاد: وَادْفَعْ شَرَّهَا عَنْ أَرْزَاقِ الْمُسْلِمِينَ بِجَاهِ النَّبِيِّ الْأَمِينِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين.
29- شهاب الدين الألوسي (ت:1270هـ) يقول:" بحرمة سيد الثقلين" روح المعاني (1/182) .وهو كثير في تفسيره. ويقول تحت قول الله تعالى (وابتغوا إليه الوسيلة) أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم جائز بل مندوب. وأيضا فقال ويحسن التوسل والاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه ولم ينكر ذلك أحد من السلف والخلف.
30- شيخ الإسلام أحمد عارف حكمت بك بن السيد إبراهيم عصمت بك بن إسماعيل رائف باشا الحسيني الحنفي (ت:1275هـ) في تقريظ له: فأيد اللهم هذا السلطان الرحيم الحليم الأفخم، والملك الكريم السليم الأكرم، بالفتح المبين، والنصر على الأعداء والمشركين، بجاه سيد المرسلين، وخاتم النبيين. انظر حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر لعبد الرزاق البيطار (1/73) .
31- العلامة الفقيه عبد الغني الغنيمي الحنفي (ت:1298هـ) صاحب "اللباب في شرح الكتاب"، قال في خاتمة كتابه "شرح العقيدة الطحاوية" داعياً: "وصلِّ وسلم على سيدنا محمد فإنه أقرب من يُتَوسل به إليك.
32 - وقال العدوي الحمزاوي (ت:1303 هـ) في كنز المطالب (ص 216) : ومن أحسن ما يقول بعد تجديد التوبة في ذلك الموقف الشريف، وتلاوة (ولو انهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول) الآية: نحن وفدك يا رسول الله وزوارك، جئناك لقضاء حقك وللتبرك بزيارتك والاستشفاع بك مما اثقل ظهورنا واظلم قلوبنا. ويقول (ص 230) : ويتوسل بهم إلى الله في بلوغ آماله، لان هذا المكان محل مهبط الرحمات الربانية، وقد قال خير البرية عليه الصلاة وأزكى التحية: إن لربكم في دهركم نفحات، ألا فتعرضوا لنفحات ربكم. ولا شك ولا ريب أن هذا المكان محل هبوط الرحمات الإلهية، فينبغي للزائر أن يتعرض لهاتيك النفحات الاحسانية، كيف لا؟ وهم الأحبة والوسيلة العظمى إلى الله ورسوله، فجدير لمن توسل بهم أن يبلغ المنى وينال بهم الدرجات العلى، فانهم الكرام لا يخيب قاصدهم وهم الأحياء، ولا يرد من غير إكرام زائرهم.
33- الشيخ محمد علاء الدين ابن الشيخ ابن عابدين (ت:1306 هـ) ، قال في خاتمة تكملة حاشية والده داعياً: "كان الله له ولوالديه، وغفر له ولأولاده ولمشايخه ولمن له حق عليه بجاه سيد الأنبياء والمرسلين.
34- قال الشيخ عبد الرزاق البيطار (ت:1335هـ) في ترجمة الشيخ السيد أحمد بن السيد علي بن السيد محمد الشهير بالحلواني (ت:1307هـ (جمعنا الله وإياه في الفردوس بجاه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وله عدة توسلات.
35 - في كتاب الفتاوى الهندية (ج1/266) وقد قام بتأليفه جماعة من علماء الهند برئاسة الشيخ نظام الدين البلخي بأمر من سلطان الهند أبي المظفر محيى الدين محمد أورنك زيب في كتاب المناسك: باب: خاتمة في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن ذكر كيفية وآداب زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ذكر الأدعية التي يقولها الزائر فقال: "ثم يقف (أي الزائر) عند رأسه صلى الله عليه وسلم كالأوّل ويقول: اللهم إنك قلت وقولك الحق: "وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ.." الآية، وقد جئناك سامعين قولك طائعين أمرك، مستشفعين بنبيك إليك.
36- وقال خليل أحمد سهارنبوري (المتوفي 1349 هـ) في كتابه المهند على المفند (ص 86
-87) وهو من كبار علماء أحناف ديوبند بالهند، في جواب هذا السؤال: هل للرجل أن يتوسل في دعوته بالنبي والصالحين والصديقين والشهداء والأولياء؟ "عندنا وعند مشايخنا يجوز التوسل بهم في حياتهم وبعد وفاتهم بأن يقول: "اللهم إني أتوسل إليك بفلان أن تجيب دعوتي وتقضي حاجتي". كما صرح به الشاه محمد إسحاق الدهلوي والمهاجر المكي ورشيد أحمد الكنكومي. انتهى. وأيد ووافق على هذا الكتاب حوالي 75 نفراً من علماء الأحناف الكبار في باكستان.
فعلم أحبتي في الله بعد كل ما تقدم بطلان ما ذهب إليه الوهابية وبراءة الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان رحمه الله من هذا الإفك والإفتراء. ولله الحمد والمنة أولا وآخرا.
هذا والله أعلى واعلم وصل اللهم على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وسلم.
الهوامش:
1- فقد نشر هذا الجزء على نفقة أحد أثرياء جدة المدعو محمد نصيف، وقد عمل المتمسلفة بكل جهدهم لنشر وتوزيع هذا الجزء نكاية في مسلمي الهند الذين يتمذهب غالبهم الأعم بمذهب الإمام أبو حنيفة، ولم يكتفي هذا الشخص الناشر لهذه الطامات بجرمه هذا بل نشر على نفقته كتاب السنة المنسوب للإمام عبد الله بن أحمد على ما فيه من طامات وكوارث، وهو الذي أنفق أيضا على طبع رسالة علي القاري في والدي النبي صلى الله عليه وسلم. فانظر رحمك الله كيف أن هذا الشخص سخر ما أنعم الله به عليه من نعمة في محاربة دينه ومؤاذاة رسوله - صبى الله عليه وآله وسلم - ولمزيد من التفصيل يرجع إلى: تأنيب الخطيب على ما ساقه في ترجمة أبي حنيفة من الأكاذيب للإمام العلامة محمد زاهد الكوثري جزاه الله خير الجزاء.
2- انظر [مجموعة رسائل العلامة ابن عابدين (2 / 348) .
3- المرجع السابق (2/ 351) .
4- من كتاب [الرد المحكم المتين على كتاب القول المبين (85، 86) باختصار] للإمام المحدث عبد الله الصديق الغماري.
5- المرجع السابق (صـ86، 87) .
6- نقلا عن كتاب [الزيارة النبوية في ضوء الكتاب والسنة (صـ57) ] لفضيلة الإمام العلامة الدكتور محمد علوي المالكي الحسني.
7- انظر تقرير ذلك في [إبراز الغي الواقع في شفاء العي (صـ153) ] للإمام العلامة محمد عبد الحي اللكنوي.
8- على أنه قد تقررانعقاد الإجماع مع مخالفة الواحد من المجتهدين على قول جماعة من أهل العلم، بل قد تقرر أن مخالفة الواحد والاثنين من المجتهدين لا تضر في ذلك على قول جماعة آخرين. ولمزيد بيان يرجى الرجوع إلى: غاية المأمول في شرح ورقات الأصول للإمام العلامة شهاب الدين الرملي إلى المبحث الخاص بالإجماع.
9- نقلا عن كتاب [أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته (صـ 334) للسيد الشريف العلامة فضيلة الأستاذ الدكتور محمود السيد صبيح.
10- وقد سار جامعها جزاه الله خيرا على نهج فضيلة مولانا السيد الشريف الدكتور محمود صبيح في كتابه أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته عند عرضه لتوسلات الفقهاء والمحدثين وعلماء اللغة والتاريخ والمفسرين.
المراجع:
- شرح فتح القدير - للإمام الكمال بن الهمام
دار الفكر - بيروت
- تأنيب الخطيب على ما ساقه في ترجمة أبي حنيفة من الأكاذيب - للإمام العلامة محمد زاهد الكوثري. وكيل المشيخة الإسلامية في الخلافة العثمانية.
المكتبة الأزهرية للتراث - القاهرة - مصر - الطبعة الأولى - 2006م.
- مجموعة رسائل العلامة ابن عابدين - للإمام محمد أمين الشهير بابن عابدين.
- الرد المحكم المتين على كتاب القول المبين - للإمام العلامة المحدث أبو الفضل عبد الله الصديق الغماري
مكتبة القاهرة - القاهرة - مصر - الطبعة الثالثة - 1406 هـ - 1986 م
- شفاء السقام في زيارة خير الأنام - للإمام العلامة المجتهد تقي الدين السبكي
دار المصطفى - القاهرة - الطبعة الأولى - 1428 هـ - 2007 م وهي مصورة عن: (الطبعة الأولى بالمطبعة الكبرى الأميرية ببولاق - مصر - 1318هـ)
- الجوهر المنظم في زيارة القبر الشريف النبوي المكرم - للإمام الحافظ أحمد بن حجر الهيتمي
دار جوامع الكلم - القاهرة - 1993 م
- فيض القدير شرح الجامع الصغير- للإمام الحافظ عبد الرءوف المناوي
المكتبة التجارية الكبرى - مصر - الطبعة الأولى - 1356 هـ
- الزيارة النبوية في ضوء الكتاب والسنة - للإمام العلامة الدكتور محمد علوي المالكي الحسني. دار جوامع الكلم - القاهرة - مصر -
- نقد أوهام صديق حسن خان المسمى إبراز الغي الواقع في شفاء العَيّ - للإمام العلامة أبو الحسنات محمد عبد الحي اللكنوي.
دار الفتح للطباعة والنشر والتوزيع - عمان - الأردن - الطبعة الأولى - 1421هـ - 2000م.
- غاية المأمول في شرح ورقات الأصول - للإمام العلامة شهاب الدين أحمد بن حمزة الرملي.
- مؤسسة قرطبة للبحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي - القاهرة - مصر - الطبعة الثانية - 1427هـ - 2007 م.
- أخطاء ابن تيمية في حق رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته - إعداد وتأليف السيد الشريف دكتور محمود السيد صبيح.
دار الركن والمقام - القاهرة - مصر - الطبعة الأولى - 1423 هـ - 2003 م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق