بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 31 مارس 2019

لا طاعَةَ لمخلُوقٍ في معصيةِ الخَالِق

لا طاعَةَ لمخلُوقٍ في معصيةِ الخَالِق
رُوِّيْنا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّهُ قال" لا طاعَةَ لمخلُوقٍ في معصيةِ الخَالِق"رواه أحمد والطراني والحاكم وغيرهم.
هذا الحديثُ مهمٌّ جدًّا لأنهُ يَدخُل في أبوابٍ كثيرة، الشّخصُ إذا أمرَهُ إنسانٌ قريبٌ لهُ أو بعِيدٌ صَديقٌ أو بغِيضٌ لا يجوزُ أن يُطيعَه في معصيةِ الله ليسَ لهُ طاعةٌ في معصيةِ الله، الأميرُ الذي يحكُم البلاد لا يجوزُ أن يُطاع في معصيةِ الله، كذلك الوالِدَان، الأبُ إنْ أمَرَ ابنَهُ أو بِنتَهُ بمعصيةِ الله لا يجوز طاعتُه في ذلك والأمُّ كذلك، كثيرٌ منَ الناس يَهلِكُونَ هنا، كثيرٌ منَ الأبناء لإرضاءِ ءابائِهم يَعصُونَ ربّهُم أو لإرضاءِ أُمّهاتهِم يَعصُونَ ربَّهُم كلُّ هذا هلاكٌ، الله تبارك وتعالى هو نهانا أنْ نُطِيعَ أحَدًا مِن خَلقِه في معصيةٍ، حرَامٌ علَينا أن نُطِيعَ الأمير أو الوالدانِ أو الصّديقَ أو القريبَ في معصية الله، سواءٌ كانت هذه المعصيةُ تَتعلّقُ بظُلْم إنسانٍ آخَر أو غيرِ ذلك، بعضُ الآباء الفَجَرة الفاسقِينَ يَأمُرونَ أبناءهم بشِراء الخمرِ أو بسَكْبِ الخَمر في الكأس فهُنا يجبُ على الولدِ عِصْيان الأب، ولا يجوزُ التّعصُّب والتّحيّز للأبِ أو للأمّ في معصيةِ الله تعالى، مَثلاً الأبُ يخاصِمُ الأمَّ ظُلمًا فلا يجوزُ للولَدِ الذي يَغلِبَ علَيهِ التّحيُّز للأب أن يتَحيّزَ للأبِ ليُسَاعدَه على ظُلمِه للأمّ وكذلكَ العَكسُ لا يجوز، هذا يجِبُ علَيكُنّ الاعتناءُ للعَمل بهِ لأنّ كثيرًا مِنَ الناس هلاكهُم بالتَّحيُّزِ للأب في الظُّلم أو للأمّ في الظُّلم، أمّا الذينَ يتَحيّزونَ للأب أو للأمّ في معصيةِ الله إذا كانت المعصيةُ في التّحيز للأب ضِدّ الأمّ أو التَّحيّز للأم ضدّ الأب هؤلاء ذنبهم كبير، كثير منَ الناس يَنحازُونَ وهؤلاء ذَنبُهم كبيرٌ مِنَ الكبائر قليلٌ الذينَ يقِفُونَ عندَ حَدِّ الشّرع فلا يتحَيّزون للأب في الظُّلم ضِدّ الأم ولا يتَحيّزون للأم في الظُّلم ضِدّ الأب هؤلاء أقلُّ الناس فالذي يجبُ على الولَد أن يَنهَى الظّالم مِنَ الأب والأمّ حتى يَسلَم عندَ الله، فإذا كانَ هذا في الأبَوين فهو في غيرِهما بالأولى.
الحاصلُ أنّهُ لا يجوز أن يَعمَل الإنسانُ بالعصَبِيّة أي المعاونةِ على الظّلم لأجل القَرابة، إذا اختَلف أخوه مع شخصٍ لا يجوز أن يتَحيّزَ لأخيْه ضِدّ الآخَر إذا كانَ أخُوه هو الظّالم، فإن تَحزّب لأخيه ضدَّ ذلكَ الشّخصِ يكونُ عندَ الله تبارك وتعالى مِن أهلِ الكبائر لأنه تَحزّب لأخيه ظُلمًا ضِدَّ الشّخص الآخَر، هذا شَىءٌ كثيرٌ في الناس فيجِبُ الحذَرُ مِن ذلك كثيرًا جِدًّا.
فهذا الحديثُ الصّحيح :" لا طَاعةَ لمخلُوقٍ في معصيةِ الخَالق " يَشمَلُ هذا كلَّه،
هذا الحديثُ الصّحيحُ هوَ مِن جملة جوامعِ الكلِم التي أُوتِيَها نبيُّنا صلّى الله عليه وسلّم، الله تعالى رزَقَهُ مِنَ الفَصاحةِ والبلاغةِ ما لم يَرزق أحَدًا مِن المخلوقين، أعطاهُ كلِماتٍ كثيرة، ألهمَهُ إيّاها كُلُّ واحدَةٍ تجمَع معانيَ كثِيرة، هذه يقالُ لها جوامعُ الكَلِم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...