بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 13 مارس 2019

الإذاية التي تلحق بالبشر لا تجوز على الله تعالى

الإذاية التي تلحق بالبشر لا تجوز على الله تعالى
الحمدلله تعالى
قال أهل العلم: الإذاية التي تلحق بالبشر لا تجوز على الله تعالى. الأَذَى لا يَلْحَقُ باللهِ لأن الله هو القوي المتين الذي خلق كل شيء، وَالأذى يَلْحَقُ مَن يجوز عليه العَجْزُ والضعف، والله تَعالَى مُنَزَّهٌ عَن ذَلِكَ.
ولكن الوهابية تخالف تقول الله يلحق به الأذى وهذا ضلال مبين.
الحق هو أن الله تعالى لا يلحق به الأذى
يقول محمَّد بن صالح العُثَيمِين شيخ الوهّابية في كِتابه المسمَّى "القول المفيد على كتاب التوحيد" ما نَصُّه: " قَوْلُه (في الحدِيثِ القُدْسِي) "يُؤْذِينِي ابنُ ادَمَ" أي يُلْحِقُ بِيَ الأَذَىَ، فالأَذِيَّةُ للهِ ثَابِتَةٌ وَيَجِبُ عَلَيْنَا إِثْبَاتُها" انتهى.
وهذا كلامٌ كفر وضلال لا يَقول بِه مُسْلِمٌ مَهْمَا بَلَغَ مِن الجَهْلِ.
وأما ما وَرَدَ في الحديث القُدْسيّ "يُؤْذِيْنِي ابنُ ادَم" رواه البخاري، فليس معناه كما قال هذا الوهّابيّ، وإنّما معناه ما قال ابنُ بَطَّالٍ (ت 449هـ) في شرحه على البخاريّ: "وأما قوله (في الحديث القُدْسيّ يؤذيني ابنُ ادَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ) قَد تَقَدَّم في باب قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ [الذاريات: 58] أنَّ الأَذَى لا يَلْحَقُ باللهِ، وَإِنَّما يَلْحَقُ مَن تَتَعاقَبُ عَلَيه الحَوادِثُ وَيَلْحَقُهُ العَجْزُ والتَّقْصِيرُ عَن الانْتِصَارِ، واللهُ تَعالَى مُنَزَّهٌ عَن ذَلِكَ فَوَجَبَ أَنْ يَرْجِعَ الأَذَى الْمُضَافُ إِلَيْهِ تَعَالَى إِلَى أَنْبِيَائِهِ ورُسُلِهِ، وَالْمَعْنَى يُؤْذِي ابْنُ ادَمَ أَنْبِيَائِي وَرُسُلِي بِسَبّ الدَّهْرِ" انتهى.
وقال الزُّرْقانيّ (ت 1122هـ) في شرحه على الموطّأ للحديث القُدْسيّ "يُؤْذِينِي ابْنُ ادَمَ": "قَالَ الْقُرْطُبِيُّ مَعْنَاهُ يُخَاطِبُنِي مِنَ الْقَوْلِ بِمَا يَتَأَذَّى بِهِ مَنْ يَجُوزُ فِي حَقِّهِ التَّأَذِّي، وَاللَّهُ مُنَزَّهٌ عَنْ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ الْأَذَى" اهـ.
أعوذ بالله من شر الوهابية وشركها، ينشرون الضلال، فانشروا الحق فإن ذلك واجب جهادي كبير،
دعاكم لمن نشرها بخير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...