بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 31 مارس 2019

عذاب القبر ونعيمه وسؤال الملكين منكر ونكير

عذاب القبر ونعيمه وسؤال الملكين منكر ونكير


ويدخل فيما يجب تصديقه به جزمًا عذاب القبر وهو بالروح والجسد ومنه عرضُ النار على الكافر كلَّ يوم مرتين مرةً أوّل النهار ومرةً ءاخرَ النهار يتعذَّب بنظره ورؤيتهِ لمقعدِه الذي يقعده في الآخرة1 وتضييقُ القبر عليه حتى تختلفَ أضلاعُه2 فالأضلاع التي في إحدى الجهتين تدخل في الأضلاع التي في الجهةِ الأُخرى. وبعض الناس تُسَلَّطُ عليهم الثعابين وبعض الناس يأتيهم ريح جهنم إلى القبر. وكذلك من عذاب القبر الانزعاجُ من ظلمة القبر ووحشته وضَرْبُ منكرٍ ونكير للكافر بمطرقة بين أذنيه3 ويشمل ذلك ما يحصل لبعض عُصاة المسلمين الذين ماتوا بلا توبة لا لجميعهم ممَّا هو دون ما يحصل للكافر كضغطة القبر حتى تختلف أضلاعه فهذه الضغطة تحصل لبعض عصاة المسلمين4 أما الأتقياء والشهداء والأطفال فلا تحصل لهم، ولم يصحَّ حديث "لو نجا منها أحد لنجا سعد" كما حكم بضعفه الحافظ ابن الجوزي5 6.والإيمانُ بنعيم القبر فإِنَّه صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك أيضًا ومنه توسيع القبر سبعين ذراعًا في سبعين ذراعًا على المؤمن التَّقيّ ومَن شاء الله له من غير الأتقياء كبعض الشهداء ممَّن استُشهدوا ولم يكونوا أتقياءَ. وبعضُ الناس يتسع قبرهم مَدَّ البصر. ومنه تنويرُه بنورٍ يشبه نورَ القمرِ ليلةَ البدر وغيرُ ذلك كشمّ رائحة الجنّة7. والإيمانُ بسؤال الملكين منكرٍ ونكير8 وهو يحصل للمؤمن والكافر من هذه الأمة9 أي الذين أُرسل إليهم محمّد صلى الله عليه وسلم ويقال لهم أمّة الدعوة أما الذين ءامنوا منهم يُقال لهم أمّة الإجابة10. ثمَّ المؤمن الكامل لا يلحقه فزعٌ ولا انزعاجٌ من سؤالهما لأنَّ الله يُثَبِّتُ قلبَهُ فلا يرتاع من منظرهما المخيفِ لأنهما كما جاء في الحديث أسودان أزرقان بل يفرح المؤمن برؤيتهما وسؤالهما11. ويُستثنى من هذا السؤال النبي والطفل وشهيد المعركة12. والمُراد بالطفل من مات دون البلوغ. 

------------------------------------------- 
1- وقد قال تعالى ﴿النار يعرضون عليها غدوًّا وعشيًّا ويوم تقوم الساعة أدخلوا ءال فرعون أشد العذاب﴾ [سورة غافر/ الآية ٤٦]. 

2- كما في حديث ابن حبان انظر الإحسان، باب ذكر الإخبار عن اسم الملكين اللذين يسألان الناس في قبورهم «ثم يقال للأرض التئمي فتلتئم عليه حتى تختلف أعضاؤه» اﻫ

3- كما ورد في حديث ابن حبان في ذكر الإخبار عما يعمل المسلم والكافر بعد إجابتهما منكرًا ونكيرًا عما يسألانه عنه.

4- قال أبو حنيفة في الفقه الأكبر وضغطة القبر وعذابه حق كائن للكفار كلهم ولبعض عصاة المسلمين اﻫ

5- ذكره في الموضوعات في كتاب القبور في باب ما يروى عن ذلك في حق سعد بن معاذ فقال في رواية ولو كان أحد منها معافى عوفي منها سعد بن معاذ تفرد به محمد بن صالح قال ابن حبان يروي المناكير عن المشاهير لا يجوز الاحتجاج به. وقال في رواية ولو كان منفلتًا منها أحد لانفلت سعد بن معاذ هذا حديث لا يصح وءافته من القاسم قال أحمد بن حنبل هو منكر الحديث حدث عنه علي بن يزيد أعاجيب وما أراها إلا من القاسم. وقال ابن حبان انظر الإحسان كان يروي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المعضلات اﻫ 

6- هو أبو الفرج عبد الرحمـٰن بن علي بن محمد الجوزي القرشي البغدادي علامة عصره في التاريخ والحديث كثير التصانيف. ولد ببغداد سنة 508 ﻫ أو سنة 510 ﻫ ونسبته إلى مشرعة الجوز من محالها. حنبلي المذهب عُرف بالرد على المجسمة المنتسبين إلى المذهب الحنبلي وتبرئة المذهب من افتراءاتهم. كان ذا حظٍ عظيم وصيت بعيد في الوعظ يحضر مجالسه الملوك والوزراء وبعض الخلفاء والأئمة والكبراء. له نحو ثلاثمائة مصنف منها دفع شبه التشبيه بأكف التنـزيه والموضوعات وزاد المسير في علم التفسير ومناقب عمر بن عبد العزيز والمدهش في المواعظ وغرائب الاخبار والناسخ والمنسوخ وتلبيس إبليس . توفي ببغداد سنة 597 ﻫ انظر تذكرة الحفاظ 1342 الوافي بالوفيات (18\186). 

7- في صحيح ابن حبان(5\50) عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «إن المؤمن في قبره لفي روضة خضراء ويرحب له قبره سبعون ذراعًا وينور له كالقمر ليلة البدر» اﻫ ذكره في ذكر الإخبار عن وصف التنين الذي يسلط على الكافر في قبره.

8- في صحيح ابن حبان(5\49) انظر الإحسان عن قتادة عن أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال «إن العبد إذا وضع في قبره وتولوا عنه أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل في محمد فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله مقعدًا من الجنة قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعًا ويملأ عليه خضرًا إلى يوم يبعثون ثم رجع إلى حديث أنس ابن مالك قال وأما الكافر والمنافق فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطراق من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من عليها غير الثقلين» اﻫ ذكره في ذكر الإخبار عما يعمل المسلم والكافر بعد إجابتهما منكرًا ونكيرًا عما يسألانه عنه. قال أبو حنيفة في الفقه الأكبر(170\171) وسؤال منكر ونكير حقٌّ كائن في القبر وإعادة الروح إلى جسد العبد في قبره حق اﻫ 

9- قال السيوطي في شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور(ص\199\200) قال الحكيم الترمذي سؤال القبر خاص بهذه الأمة ثم قال ويدل للاختصاص قوله صل الله عليه وسلم إن هذه الأمة تبتلى في قبورها وقوله أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم وقوله فبي تفتنون وعني تسألون اﻫ 

10- قال ابن حجر في الفتح قوله أمتي أي أمة الإجابة وهم المسلمون وقد تطلق أمة محمد ويراد بها أمة الدعوة اﻫ ذكره في شرح حديث «إن أمتي يدعون يوم القيامة غرًّا محجلين من أثر الوضوء».

11- ورد ذلك في حديث ابن حبان(5\48) في باب المريض وما يتعلق به، ذكر الإخبار عن اسم الملكين اللذين يسألان الناس في قبورهم.

12- كما ذكر السيوطي في شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور(ص\208-209-210).

و كذلك قوله تعالى 
ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى


وهذه الآية عُرف أن المراد منها عذاب القبر من الحديث المرفوع إلى النبيّ الذي فسر هذه الآية ( معيشة ضنكا ) بعذاب القبر رواه ابن حبان وفي هذا قال الرسول الكريم لأصحابه : هل تدرون في ماذا أنزلت 
( فإن له معيشة ضنكا )قالوا: الله ورسوله أعلم قال: عذاب الكافر في قبره ... الحديث .

 واليك الدليل من القرءان على عذاب القبر 
يقَولِ الله تعالى:''النارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوا وَعَشِيا وَيَوْمَ تَقُومُ الساعَةُ 
أَدْخِلُوا ءالَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ''.

في هذه الآية دليل بان الكافر تعرض عليه النار وهو في قبره يعرض عليه مقعده من النار ليتعذب والدليل على ان هذا العذاب في القبر وقبل القيامة الدليل نجده في اخر الآية في قوله تعالى : ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب , فلو كان المقصود بالاية ان النار تعرض عليهم في القيامة لما قال تعالى ويوم تقوم الساعة
والنبي عليه الصلاة و السلام اخبر بأن القبر اما روضة من رياض الجنة واما حفرة من حفر النار كما روى ذلك الترمذي
الله تعالى يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم : وما ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى .
فالنبي عليه الصلاة السلام عندما اخبر عن عذاب القبر لم يكن هذا مجرد كلام وظن كما يزعم البعض ويقولون 
عذاب القبر ونعيمه ثابت بالنصوص الشرعية وليس معنى اننا لا نرى او نشعر بهذا الامر فليس معناه انه قد يكون موجود او لا يكون 

كثير من الناس ينكرون عذاب القبر بحجة انه امر لم يراه احد او لم يطلع عليه احد او يشعر به احد وهذا رد للنصوص الشرعية ,, وقبل أن اورد لك الأدلة الشرعية اعطيك مثال بسيط انت ان كنت تعاني من ألم في بدنك واتيتني تقول لي انا موجوع و أتألم وانا قلت لك لا ليس صحيحا انت لا تتألم فما الذي ستقوله لي حينها اليس سيكون جوابك بلى انا انا أتألم ولكن انت لا تشعر بألمي و ان انا اصريت على قولي لك بانك لا تتألم اليس ستقول لي ليس لك ان تنكر علي المي و وجعي لانك لا تشعر به اما انا فأشعر به وهكذا هو الأمر ,, ليس لأحد ان ينكر عذاب القبر لانه لم يطلع عليه البشر النبي اخبر بهذا الامر 

أخرج البيهقي عن أبي هريرة عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال:"إنّ عذابَ القَبرِ مِن ثلاثةٍ :منَ الغِيبةِ والنّميمةِ والبَول فإيّاكُم وذلك"(صحيفة 162 من شرح الصّدور بحال الموتى والقُبور للسيوطي)

قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلم:''استنزهوا من البولِ فإنَّ عامَّةَ عذابِ القبرِ منهِ''.
رواهُ البيهقيُّ وغيرُه.
تعديل أو حذف هذا

تعديل أو حذف هذا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك

  حسن التفهم والدرك لمسئلة الترك تأليف: أبي الفضل عبد الله محمد الصديقي الغماري تقديم الترك ليس بحجة في شرعنا … لا يقتضي منعًا ولا إيجابا فم...