حكم حلق اللحية في الإسلام
وَرَدَ في (سُنَنِ النَّسَائِيِّ) أنَّ رسولَ الله ، صلَّى الله عليه وسلَّم ، قال :" عَشَرَةٌ من السُّـنَّة : السِّواكُ وقَصُّ الشارب والمضمضةُ والاستنشاقُ وتوفيرُ اللِّحية وقَصُّ الأظفارِ ونتفُ الإبطِ والخِتانُ وحَلْقُ العانةِ وغَسْلُ الدُّبُرِ " ..
*لم يَرِدْ نصٌّ صريحٌ في القرءان ولا عن رسول الله في تحريم حَلْقِ اللِّحية . إنما هناكَ حديثٌ وَرَدَ عن رسول الله فَهِمَ منه بعضُ العلماء أنَّ حلقَ اللِّحية بالموسى حرامٌ ولم يَفْهَمْ منه بعضُ العلماء أنَّ حَلْقَ اللِّحية بالموسى حرام وهو الحديثُ الذي رَوَاهُ البخاريُّ في (صحيحه) عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم :" أَحْفُوا الشَّواربَ وأَعْفُوا اللِّحَى " .. فالمسألة خلافيَّة .. الأئمَّة لم يتَّفقوا على تحريم حلقها .. أبو حنيفة قال :" إعفاءُ اللِّحية واجبٌ وحلقُها حرام " .. وأما الشَّافِعِيَّةُ فيقولون :" إعفاءُ اللِّحية مستحبٌّ وحلقُها مكروه " .. وأمَّا الإمامُ مالكٌ والإمامُ أحمدُ فلم ينصَّا على المسألة ، لكنْ أتباعُ الإمامِ مالكٍ اختلفوا ، بعضُهم حَرَّمَ وبعضُهم قالوا مكروه . أمَّا أصحابُ الإمام أحمدَ فلم يحرِّموا .
*يُسْتَحَبُّ أنْ تكونَ اللِّحيةُ كَثَّةً . قال الحافظُ النَّوَوِيُّ :" اللِّحيةُ تُتْرَكُ كما هي ولا يُؤْخَذُ منها شيء " .. وذَكَرَ البخاريُّ في (صحيحه) عن ابنِ عُمَرَ أنه كانَ إذا حَجَّ أو اعتمرَ قَبَضَ على لحيته فما فَضَلَ أخذَه . وحَرَّمَ رجُلٌ شاذٌّ يُسَمَّى ناصرَ الدِّينِ الألبانيَّ على الرَّجُلِ أنْ يُطيلَ لحيـتَه فوقَ القَبْضَة . وهذا شُذُوذٌ من شذوذاتهِ التي شُهِرَ بها .. وقد وردَ حديثٌ مختلَف فيه رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ أنَّ الرَّسُولَ كان يأخذُ من لحيته من طولها وعرضها .. وقد ذكر الحافظُ ابنُ حَجَرٍ وغيرُه أنَّ الحَسَنَ البصريَّ قال :" يُسَنُّ الأَخذُ مِنْ طُول اللِّحيةِ وعَرْضِها " .. وأمَّا :" خيرُ الذُّقُونِ قبضةٌ تكون " فهو من كلام النَّاس . ثمَّ إنَّ الذَّقَنَ شيء واللِّحية شيءٌ ءاخر ..
*تنبيه : اللِّحيةُ هي ، في الأصلِ ، الشَّعْرُ النَّابتُ على الذَّقَن . والذَّقَنُ هو مجتمعُ اللَّحْـيَـيْـنِ . واللَّحْيانِ هما العظمانِ اللَّذانِ في طَرَف الوجه ، ويقال لمجتمعِهما الذَّقَنُ ، ويقالُ للشَّعرِ النَّابتِ على اللَّحْـيَـيْـنِ العَارِضان . والعَنْفَقَةُ هي شعرُ الشَّفَةِ السُّفلى . وقد ذكر بعضُ الشَّافعيَّة أنه يُكْرَهُ الأخذُ من جوانب العَنْفَقَة . لكنْ صَرَّحَ بعضُ أكابرِ الشَّافِعِيَّةِ بجوازِ حلق العَنْفَقَة ..
والحمدُ لله رَبِّ العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق