قال شيخنا رحمه الله عقيدة أهل السنة أنّ الإنسان يفعل الخير والشرّ بمشيئة الله واختيار العبد. هذا لا ضرر فيه، إنما الضرر أن يقال الإنسان يفعل الشر، المعصية بمشيئته لا بمشيئة الله، هذا كفر.
جعلوا الله مغلوبا، الله غالب غير مغلوب، لا يشاء العبد أمرا لم يشأه الله.
أكبر كفر المعتزلة قولهم: بأن العبد هو يخلق كفره ومعاصيه بمشيئته لا بمشيئة الله وقولهم إنه يفعل الإيمان والطاعة بمشيئته لا بمشيئة الله وأنه هو يخلق هذا الخير الذي يفعله هو يخلقه لنفسه ليس الله يخلقه.
عندهم الإنسان هو يخلق الخير والشر والإيمان والطاعة والكفر والمعصية الذي يحدث في العبد هو العبد يخلقه.
فهم أشركوا بالله، لأنّ الخلق بمعنى إبراز المعدوم من العدم إلى الوجود خاص لله تعالى لايكون لغير الله، فهؤلاء جعلوه للعبد فأشركوا بالله جعلوا العبد يُخرج من المعدوم من العدم فيجعله موجودا كما أنّ الله يخرج المعدوم فيجعله موجودا.
فهذا وجه إشراكهم بالله.
لكن لا يقولون الإنسان يخلق جسما من الإجسام في هذا موافقون لنا يقولون لا يخلق الجسم إلا الله، إنما فسادهم في قولهم الأعمال التي يفعلها قيل الإنسان هو يخلقها ليس الله يخلقها إن كانت خيرا وإن كانت شرا.
أهل السنّة يقولون العبد لا يخلق شيئا من أفعاله إنما يفعلها يفعل ولا يخلق الأعمال الظاهرة والأعمال الباطنة.
الأعمال الظاهرة كالنّظر والنّطق والمشي وأمّا الأعمال الباطنة كالتفكير فكل هذا عند أهل الحق الله يخلقه العباد لا يخلقون شيئا من أعمالهم، يفعلونها فقط.
هي أفعال العباد خلق لله وفعل للعباد هكذا يقول أهل السّنّة أفعال العباد خَلْقٌ لله وفعلٌ للعباد.
هي أفعال العباد خلق لله وفعل للعباد هكذا يقول أهل السّنّة أفعال العباد خَلْقٌ لله وفعلٌ للعباد.
أفعال العبد التي يفعلها باختياره كالنطق والنظر إلى شىء والتفكير والمشي هذه نقول خلق لله أي الله يخلقها فينا ونحن نفعلها من دون أن نخلقها هذا ما وقف عنده أهل الحقّ.
من ترك هذا ولم يعجبه فقال: كيف العبد لا يخلق أعماله التي يفعلها باختياره؟ بل هو يخلقها، الله أعطاه القدرة أن يخلق أعماله. فهذا كافر خالف عقيدة أهل السّنّة.
ثمّ المعتزلة زادوا على هذا فقالوا: الله أعطانا القدرة على أفعالنا ثم بعد أن أعطانا القدرة صار عاجزا خرج الأمر من يده.
هؤلاء المعتزلة جعلوا الله كما يقول المثل أدخلته داري فأخرجني منها. إلى هذا الحد وصلوا بالكفر.
أما ما قاله الشافعيّ:{ القدرية إذا سلَّموا العلم خُصِموا } أي غلبوا. معنى قوله، أنه يقال للمعتزلة:أليس الله عالما في الأزل بأنّ هذا العبد يفعل هذا الفعل إن كان خيرا وإن كان شرا؟ يقولون: بلى. لأنهم إن قالوا: لا، كفروا كفروا ظاهرا. فإن قالوا: بلى، أي أن الله كان عالما بأن العبد سيفعل هذا الفعل إن كان خيرا وإن كان شرا. فيقال لهم: هل بإمكان العبد أن يفعل خلاف ما علم الله؟ هنا، لا يتجرّءون على أن يقولوا بأنه بإمكان العبد خلاف ما علم الله، هنا غلبوا. معناه أسهل طريقة لكسر المعتزلة هذه. هذا معنى كلام الشافعي.
ولهم ضلالات أخرى.
بعد المائة الأولى من سِنيّ الهجرة ظهر شخص يقال له غَيلان في دمشق هذا الرجل كان أصله من موالي سيّدنا عثمان رضي الله عنه، من المعتوقين الذين هو أعتقهم. وكان يعمل درس وعظ في المدينة المنوّرة ثمّ سكن دمشق وصار يقول بقول المعتزلة : الإنسان يخلق أعماله وأنّ كلّ شر يحصل بمشيئة الله. ثمّ لمّا صار يشوّش على المسلمين يكلّم هذا بهذا ويكلّم هذا بهذا بلغ خبره عمر بن عبد العزيز قبل تمام المائة. عمر بن عبد العزيز مات بعد أن كمُلت المائة الأولى. بلغه، فدعاه.
وقال: بلغني أنك تتكلّم بالقدر. قال: يا أمير المؤمنين إنهم يكذبون عليّ. قال له عمر وكان عمر وليا، قال له:إن كنت تعتقد خلاف ما تقول أذاقك الله حرّ السّيف.
وقال: بلغني أنك تتكلّم بالقدر. قال: يا أمير المؤمنين إنهم يكذبون عليّ. قال له عمر وكان عمر وليا، قال له:إن كنت تعتقد خلاف ما تقول أذاقك الله حرّ السّيف.
فهذا خاف في أيام عمر ما تكلّم.
ثمّ بعد ذلك لما مات عمر بن عبد العزيز استخلف هشام بن عبد الملك فأظهر في أيام هشام معتقده. فطلبه هشام، فقال: أقلني يا أمير المؤمنين. فقال هشام: لا أقالني الله إن أقلتك. فقال: إذا إجمعني بمن يناظرني إن غلبني فرقبتي مسلّمة وإن غلبته يُفعل به مثل ذلك.
فقال هشام: من لهذا القدري. قيل له: الأوزاعي. فقال: ادعوه. فدَعَوْه.
هو كان في بيروت ذهب من بيروت إلى دمشق فناظره وكسره بالحجّة ثمّ قال لهشام: كافرٌ وربّ الكعبة يا أمير المؤمنين. فأخذه هشام فقطع رجليه ويديه ورأسه وعلّقه على باب مدينة دمشق.
اليوم هؤلاء المعتزلة قلّوا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق