القلم أحد اللسانين
بسم الله الرحمن الرحيم ، والحمد لله رب العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن ، صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين،وبعد :
ليعلم أن القلم أحد اللسانين كما قال الإمام الغزالي رحمه الله ، فيحرم كتابة ما يحرم النطق به
فمن كتب الكذب أو الغيبة أو النميمة فهو ءاثم كما أنه يأثم إذا نطق بها بلسانه ، فهذا حرام و هذا حرام .
وأشد أنواع الذنوب على الإطلاق هو الكفر و العياذ بالله تعالى ، وكما أن من نطق بالكفر كفر كذلك من كتب الكفر كفر ، فلا بد من الانتباه لهذا الأمر عند الكتابة ، فمن أراد أن يكتب كلاما فيه مخالفة للدين فلا بد أن يأتي بأداة الحكاية وأن يكون غير مصدق بهذا الكفر وأن يبين للقارئ بأن هذا الكلام باطل ، فإنه إن فعل ذلك سلم من الكفر .
كأن يكتب مثلا : قالت اليهود : عزير ابن الله ، فمن كتب هذا لا إثم عليه لإنه أتى بأداة الحكاية (قالت اليهود)
كذلك لا إثم عليه إن كتب : عزير ابن الله قول اليهود ، أي أخر أداة الحكاية مع شرط أنه كان قد نوى من البداية أن يكتب أداة الحكاية في الآخر .
أما إن كتب ذلك دون أن يأتي بأداة الحكاية بالمرة ، لا قبل الكلام الكفري و لا بعده فإنه يكفر
كما أنه يكفر إذا نطق بالكفر دون أن يقول أداة الحكاية بالمرة لا قبل أن يتكلم و لا بعد أن تكلم بشرط أن يكون نوى قبل أن يتكلم بالكفر أن يقول أداة الحكاية في آخر الكلام الكفري .
ولا ينفع الذي يتكلم بالكفر أو ينطق به دون أداة الحكاية أن يقول : أنا لم أقصد الكفر ، لا ينفعه ذلك ، أي نقول له : ( كفرت ، تشهد حتى ترجع إلى الإسلام ) .
ولا ينفع الذي يتكلم بالكفر أو ينطق به دون أداة الحكاية أن يقول : أنا لم أقصد الكفر ، لا ينفعه ذلك ، أي نقول له : ( كفرت ، تشهد حتى ترجع إلى الإسلام ) .
الفقهاء قالوا : ناقل الكفر ليس بكافر ما دام قد جاء بأداة الحكاية و كان غير مستحسن له. و الدليل على ذلك قوله تعالى في سورة التوبة : ( وقالت اليهود عزير ابن الله و قالت النصارى المسيح ابن الله ) . فلينتبه المرء لكل ما ينطق به أو يكتبه .
قال الإمام ذو النون المصري رحمه الله :
وما من كاتب إلا سيبلى و يبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بيمينك غير شىء يسرك في القيامة أن تراه
وما من كاتب إلا سيبلى و يبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بيمينك غير شىء يسرك في القيامة أن تراه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق