بسم الله الرحمن الرحيم
(الرد على شبهات الحشوية المجسمة المثبتين الصوت والحرف لله تعالى)
(أنصـــار الحــق)
< اللقاء الأول>
الحمد لله الذي تنـــزه عن مشابهة الخلق ، الحمد لله الذي ليس له ند ولا ضد ولا شريك ، له الملك وله الحكم ، وصلاة وسلامـــاً على مبعـــوث الرحمة صلى الله عليه وسلم ، وبعد...
فاقــــرأ ما ندونه هاهنا بعون الله رداً على الحشوية المجسمة؛ على أن الحشوية يثبتون لله الصوت والحــــرف وكفى بذلك خـــزياً ونكالاً على معتقدهم بأن (جعلـــوا ذات الله مخــرجة للأصـــوات).
وأما من يعتقد بذلك ( فالكلام في عقلـــه أولى عن الكلام في دينه ) ولله الشكوى من هذا الخزي القبيح .
وقد أجمعت فرق الإسلام كافة على وجوب تنزيـه الله تعالى وشذت الحشـــــوية وخلفهم الوهابيـــة ، وأثبتوا ما يشيب له الولـــدان وهــــذا من غرقـــــهم في مستنقعات التجسيم الموروثة، وعشقهم لها يُــزعزع الإيمانَ من قلوب أهل الإسلام ويدخل الشك في قلوب العــــوام .
وقد أعجبني كلام ( ملا علي القـــــاري في شــــرح الفقه الأكبر) حيث قال ما نصه:
" ومبتدعة الحنابلة قالوا: كلامه حروف وأصوات تقوم بذاته وهو قديم، وبالغ بعضهم جهلاً حتى قال : الجلد والقرطاس قديمان فضلاً عن الصحف ، وهذا قول باطل بالضرورة ومكابرة للحس للإحساس بتقدم الباء على السين في بسم الله ونحوه" .
( راجع منح الروض الأزهر في شرح الفقه الأكبر للفقيه علي بن سلطان محمد القارئ الصفحة 75 طبعة دار البشائر الإسلامية ).
الوثيقة:
وقال الملا علي القارئ في نفس الكتاب ( منح الروض الأزهر في شرح الفقه الأكبــر للفقيه علي بن سلطان محمد القارئ الصفحة 72 طبعة دار البشائر الإسلامية) ما نصه :
"والدليل على ثبوت الكلام إجمــاع الأمة من الأئمة الأعلام وتـــواتر النقل عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بأن أوحى إليهم بيان الأحكـــام، إلا أن كلامـــــه ليس من جنس الحروف والأصوات " أ.هــ
"والدليل على ثبوت الكلام إجمــاع الأمة من الأئمة الأعلام وتـــواتر النقل عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بأن أوحى إليهم بيان الأحكـــام، إلا أن كلامـــــه ليس من جنس الحروف والأصوات " أ.هــ
وتعقب محقق الكتاب قوله (ليس من جنس الحروف والأصوات) أي لم يصح في نسبة الصوت إلى كلام الله تعالى ، وقد جاء في حديث مختلف في بعض رواته وهو عبدالله بن عقيل ، وروى البخاري حديثه بصيغة التمريض تعليقاً بغير إسناد متصل ، فقال : ويذكر...وفيه : فينادَى – بفتح الدال – بصوت يسمعه من بَعُد كما يسمعه من قَرُبَ :أنا الملك أنا الديان . قال ابن حجر لأن لفــظ الصوت لا يتوقف في إثبات نسبته إلى الله تعالى فيحتاج إلى تأويل ولا يكفي فيه مجيء الحديث من طرق مختلف فيها ولو اعتضدت 1/142 وانظر تأويـــل إيضاح الدليل لابن جماعة مع التعليق لكاتب هذه التعليقات والطحاوية والفقه الأكبر. (أنتهى النقل من التعليق).
وقال الإمام الإسفراييني ذاكرًا عقيدة أهل السنة والجماعة في كتابه ( التبصير في الدين الصفحة 167 طبعة عالم الكتب ) ما نصه :
"وأن تعلم أن كلام الله تعالى ليس بحرف ولا صوت لأن الحرف والصوت يتضمنان جــــواز التقدم والتأخر، وذلك مستحيل على القديم سبحانه وما دل من كتاب الله على أن متعلقات الكلام لا نهاية لها دليل على أنه ليس بحرف ولا صوت لوجوب التناهي فيما صح وصفه به .أ.هـ
"وأن تعلم أن كلام الله تعالى ليس بحرف ولا صوت لأن الحرف والصوت يتضمنان جــــواز التقدم والتأخر، وذلك مستحيل على القديم سبحانه وما دل من كتاب الله على أن متعلقات الكلام لا نهاية لها دليل على أنه ليس بحرف ولا صوت لوجوب التناهي فيما صح وصفه به .أ.هـ
وتعقب المحقق للكتاب (كمال يوسف الحوت) بقوله :
" وفتاوى كبار أهل العلم في الرد على القائلين بالحرف والصوت مدونة في كتاب "نجم المهتدي ورجم المعتدي لابن المعلم القرشي ، فمن شاء فليراجعه وهذا الكتاب محفوظ بالمكتبة الأهلية بباريس تحت رقم 638 علم الكلام وفيه من الحجج القاصمة لظهور المشبهة والملاحدة والمعطلة .( انتهى التعليق) .قال المغراوي في كتابه المفسرون ما نصه :
" وذهب بعض الحنابلة والحشوية إلى أن كلام الله تعالى حروف وأصــــوات متقطعة وأنه قديم. قال الإمام الرازي: وهذا القول أخـــس من أن يلتفت إليه العاقل، والذي عليه أكثر أهل السنة والجماعة أن كلام الله صفة مغايرة لهذه الحروف والأصوات وأن موسى سمع تلك الصفة الحقيقية الأزلية ...وفيما روي أن موسى عليه السلام كان يسمع ذلك من كل جهة تنبيه على أن سمـــــاع كلامه تعالى القديم ليس من جنس كلام المحدثين .."( راجع المفسرون بين التأويل والإثبات في آيات الصفات لــ محمد بن عبدالرحمن المغراوي – الصفحة 1223 طبعة مؤسسة الرسالة – دار القرآن ) .
ومن كتاب الموسوعة القرآنية المتخصصة والتي صنفها مجموعة من الأساتذة والعلماء المتخصصين ما نصه :
" ثم قالت الحنابلة والحشوية : إن تلك الأصوات والحروف مع تواليها وترتب بعضها على بعض ويكون الحرف الثاني من كل كلمة مسبوقا بالحــــرف المتقدم عليه، كانت ثابتة في الأزل قائمــــــــة بذات البارئ تعالى وتقدس، وأن المسموع من أصوات القراء والمرئي من أسطر الكتاب نفس كلام الله تعالى القديم وكفى شاهــــدا على جهلهم ما نقل عن بعضهم: أن الجلدة والغــــــــــلاف أزليان وعن بعضهم: أن الجسم الذى كتب به الفرقان فانتظم حروفا ورقوما هو بعينه كلام الله تعالى، وقد صار قديما بعد ما كان حادثا.(راجع الموسوعة القرآنية المتخصصة جــ1 صــ106 طبعة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر ) .
وقد أعجبني رد (الإمام القرطبي) على الحشوية القائلين بالصوت والحرف لله في كتابه الجامع لأحكام القرآن بما نصه :
" فصل : قال علماؤنا رحمـــــــــة الله عليهم : وفي فعل عثمان رضي الله عنه رد على الحلولية والحشوية القائلين بقدم الحروف والأصوات ، وأن القراءة والتلاوة قديمة ، وأن الإيمان قديم ، والروح قديم ; وقد أجمعت الأمـــــــة وكل أمـــــــة من النصارى واليهود والبراهمة بل كل ملحد وموحد أن القديم لا يفعل ولا تتعلق به قــــــــدرة قادر بوجه ولا بسبب ، ولا يجوز العدم على القديم وأن القديم لا يصير محدثا ، والمحـــــــدث لا يصير قديما ، وأن القديم ما لا أول لوجوده ، وأن المحدث هو ما كان بعد أن لم يكن ، وهــــذه الطائفة خرقت إجماع العقلاء من أهل الملل وغيرهم ; فقالوا : يجوز أن يصير المحدث قديما ، وأن العبد إذا قرأ كلام الله تعالى فعل كلاما لله قديما ، وكذلك إذا نحت حروفا من الآجر والخشب ، أو صاغ أحرفا من الذهب والفضة ، أو نسج ثوبا فنقش عليه آيـــة من كتاب الله فقد فعل هؤلاء كلام الله قديما ، وصار كلامه منسوجا قديما ومنحـــــوتا قديما ومصوغا قديما ; فيقال لهم : ما تقولون في كلام الله تعالى ، أيــــجوز أن يذاب ويمحى ويحرق ؟ فإن قالوا : نعم ، فارقوا الدين ، وإن قالوا : لا ، قيل لهم : فما قولـــــــكم في حروف مصورة آية من كتاب الله تعالى من شمع ، أو ذهب أو فضة أو خشب أو كاغد فوقعت في النار فذابت واحترقت ، فهل تقولون : إن كلام الله احترق ؟ فإن قالوا : نعم ، تركوا قولهم ; وإن قالوا : لا ، قيل لهم أليس قلتم : إن هذه الكتابة كلام الله وقد احترقت ! وقلتم : إن هذه الأحرف كلامه وقد ذابت ، فإن قالوا : احترقت الحروف وكلامه تعالى باق رجعوا إلى الحق والصواب ودانوا بالجواب ; وهو الذي قاله النبي ﷺ منبهـــــا على ما يقول أهل الحق : ولو كان القرآن في إهاب ثم وقع في النار ما احترق . وقــــال الله عز وجل : أنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظان... الحديث ، أخرجه مسلم . فثبت بهذا أن كلامه سبحانه ليس بحرف ولا يشبه الحروف . والكلام في هذه المسألة يطول وتتميمها في كتب الأصول ، وقد بيناها في
" فصل : قال علماؤنا رحمـــــــــة الله عليهم : وفي فعل عثمان رضي الله عنه رد على الحلولية والحشوية القائلين بقدم الحروف والأصوات ، وأن القراءة والتلاوة قديمة ، وأن الإيمان قديم ، والروح قديم ; وقد أجمعت الأمـــــــة وكل أمـــــــة من النصارى واليهود والبراهمة بل كل ملحد وموحد أن القديم لا يفعل ولا تتعلق به قــــــــدرة قادر بوجه ولا بسبب ، ولا يجوز العدم على القديم وأن القديم لا يصير محدثا ، والمحـــــــدث لا يصير قديما ، وأن القديم ما لا أول لوجوده ، وأن المحدث هو ما كان بعد أن لم يكن ، وهــــذه الطائفة خرقت إجماع العقلاء من أهل الملل وغيرهم ; فقالوا : يجوز أن يصير المحدث قديما ، وأن العبد إذا قرأ كلام الله تعالى فعل كلاما لله قديما ، وكذلك إذا نحت حروفا من الآجر والخشب ، أو صاغ أحرفا من الذهب والفضة ، أو نسج ثوبا فنقش عليه آيـــة من كتاب الله فقد فعل هؤلاء كلام الله قديما ، وصار كلامه منسوجا قديما ومنحـــــوتا قديما ومصوغا قديما ; فيقال لهم : ما تقولون في كلام الله تعالى ، أيــــجوز أن يذاب ويمحى ويحرق ؟ فإن قالوا : نعم ، فارقوا الدين ، وإن قالوا : لا ، قيل لهم : فما قولـــــــكم في حروف مصورة آية من كتاب الله تعالى من شمع ، أو ذهب أو فضة أو خشب أو كاغد فوقعت في النار فذابت واحترقت ، فهل تقولون : إن كلام الله احترق ؟ فإن قالوا : نعم ، تركوا قولهم ; وإن قالوا : لا ، قيل لهم أليس قلتم : إن هذه الكتابة كلام الله وقد احترقت ! وقلتم : إن هذه الأحرف كلامه وقد ذابت ، فإن قالوا : احترقت الحروف وكلامه تعالى باق رجعوا إلى الحق والصواب ودانوا بالجواب ; وهو الذي قاله النبي ﷺ منبهـــــا على ما يقول أهل الحق : ولو كان القرآن في إهاب ثم وقع في النار ما احترق . وقــــال الله عز وجل : أنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظان... الحديث ، أخرجه مسلم . فثبت بهذا أن كلامه سبحانه ليس بحرف ولا يشبه الحروف . والكلام في هذه المسألة يطول وتتميمها في كتب الأصول ، وقد بيناها في
( الكتاب الأسنى ، في شرح أسماء الله الحسنى ) .أ.هـــ
( راجع الجامع لأحكام القرآن للقرطبي صــ55 طبعة دار عالم الكتب باب ذكر جمع القرآن ) .الوثيقة:
" (...وحيث ذكـــر طـــــرفا من المتن لم يجزم به لأن لفظ الصوت مما يتوقف
في إطلاق نسبته إلى الرب ويحتاج إلى تأويل فلا يكفي فيه مجيء الحديث من طريق مختلف فيها ولو اعتضــــــدت . ومن هنا يظهر شفوف علمه ودقة نظره وحسن تصرفه رحمه الله تعالى ...)
أ.هـــ ( راجع فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب العلم- باب الخروج في طلب العلم صــ 210 طبعة دار الريان ).
في إطلاق نسبته إلى الرب ويحتاج إلى تأويل فلا يكفي فيه مجيء الحديث من طريق مختلف فيها ولو اعتضــــــدت . ومن هنا يظهر شفوف علمه ودقة نظره وحسن تصرفه رحمه الله تعالى ...)
أ.هـــ ( راجع فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب العلم- باب الخروج في طلب العلم صــ 210 طبعة دار الريان ).
وقال الإمام أبو إسحاق الشيرازي في كتابه (الإشارة إلى مذهب أهل الحق) :
"وأمّا نحن: فلا نوافقهم بأن كلام الله أحرف وأصوات؛ لأن الأحـــــرف والأصوات نعتنا وصفتنا ومنسوبة إلينا، نقرأ بها كلام الله تعالى، ونفهمه بها، والكاف والنون وجميع الحروف، القراءة والمقروء والمفهوم بها كلامُ الله تعالى".
(راجع الإشارة إلى مذهب أهل الحق صــ 134 تحقيق الدكتور محمد السيد).
"وأمّا نحن: فلا نوافقهم بأن كلام الله أحرف وأصوات؛ لأن الأحـــــرف والأصوات نعتنا وصفتنا ومنسوبة إلينا، نقرأ بها كلام الله تعالى، ونفهمه بها، والكاف والنون وجميع الحروف، القراءة والمقروء والمفهوم بها كلامُ الله تعالى".
(راجع الإشارة إلى مذهب أهل الحق صــ 134 تحقيق الدكتور محمد السيد).
وقال (العز بن عبدالسلام) كما في كتاب إيضاح الكلام ما نصه: « حي مريد سميع بصير عليم قدير متكــــلم بكلام قديم أزلي، ليس بحــــرف ولا صـــوت، ولا يتصور في كلامه أن ينقلب مدادا في الألواح والأوراق ، شكلا ترمقه العيون والأحداق ، كما زعم أهل الحشو والنفاق ؛ بل الكتابة من أفعال العباد ، ولا يتصور في أفعالهم أن تكون قديمة » .
( راجع إيضاح الكلام فيما جرى للعز بن عبدالسلام في مسألة الكلام ص٤ طبعة المكتبة الأزهرية للتراث).
( راجع إيضاح الكلام فيما جرى للعز بن عبدالسلام في مسألة الكلام ص٤ طبعة المكتبة الأزهرية للتراث).
الوثيقة:
( راجع الملل والنحل للشهرستاني ص٨٣ طبعة دار الكتب العلمية).
وخلاصة الأمر هذا: أن اعتقاد أهل السنة كافة عدا المتوسمين بالحنابلة أعني (الحشوية) القائلين بالحرف والصوت لله وأما اعتقاد العقلاء ومنهم الأحناف بزعامة إمامهم (الإمام أبي حنيفة حيث يقول كما في الفقه الأكبر) ما نصه:
« ونحن نتكـــــــلم بالآلات والحـــــروف والله تعالى يتكلم بلا آلة وحروف ، والحروف مخلوقة...».
( راجع الفقه الأكبر الصفحة (٢) طبعة مجلس دار المعارف الطبعة الثانية ).
« ونحن نتكـــــــلم بالآلات والحـــــروف والله تعالى يتكلم بلا آلة وحروف ، والحروف مخلوقة...».
( راجع الفقه الأكبر الصفحة (٢) طبعة مجلس دار المعارف الطبعة الثانية ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق