هل هناك دليل على تزوير كتاب الإبانة للأشعري؟
كتاب الإبانة الذي ألفه الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى ليس هو الكتاب المتداول بين أيدي الناس اليوم من المطبوع، والتي عبثت به مطابع المجسمة أدعياء السلفية الكاذبة..!
والإبانة الذي ألفه إمامنا أبو الحسن الأشعري رحمه الله كان موافقا لمعتقد أهل السنة والجماعة و الذي نقل فيه معتقد السلف الصالح وعقيدتهم التي أجتمعوا عليها..
فقد جاء في مقدمة كتاب (تبيين كذب المفتري) تعليق للإمام الكوثري حيث قال:
"والنسخة المطبوعة في الهند من الإبانة نسخة مصحَّفة محرفة تلاعبت بها الأيدي الأثيمة، فيجب إعادة طبعها من أصل موثوق".
انتهى كلام الكوثري.
فهل هناك ما يؤكد أن الكتاب دخله تحريف وتزوير؟
نعم شاء الله عز وجل في سابق علمه أن يكشف هذه الحقيقة ويفضح هذه الطريقة التي أتبعها المجسمة في تزوير كلام إمام أهل السنة..
فقد ألهم الله حافظ دمشق ومحدثها
الحافظ ابن عساكر رحمه الله تعالى :أن ينقل في كتابه تبيين كذب المفتري( الذي ألفه للدفاع عن الإمام الأشعري) فصلين من الإبانة الأصلية التي كانت في زمانه لتكون شاهده على تزوير المجسمة وتلاعب الأيدي الآثمة بها.
عند مقارنة كتاب الإبانة المطبوعة المتداولة
وطبعة الدكتورة فوقية ( وهي نسخة محققة من أربع مخطوطات للكتاب محفوظة في اماكن مختلفة من العالم)، مع الفصلين المنقولين عند ابن عساكر يتبين بوضوح قدر ذلك التحريف الذي جرى على هذا الكتاب.
وهذه بعض الأمثلة على ذلك:
1_ جاء في الإبانة المطبوعة ص 16 ما نصُّه :
"وأنكروا أن يكون له عينان مـع قوله تجري بأعيننا"
وعند ابن عساكر ص 157:
"وأنكروا أن يكون له عين"
2_ جاء في الإبانة المطبوعة ص 22 ما نصُّه:
"وأن له سبحانه عينين بلا كيف"
وعند ابن عساكر ص 158 :
"وأن له عيناً بلا كيف"
3_ جاء في الإبانة المطبوعة ص 69 ما نصُّه:
"إن قال قائل: ما تقولون في الاستواء؟
قيل له نقول: إن الله عز وجل مستوٍ على عرشه كما قال (الرحمن على العرش استوى) "
بينما جاء في طبعة الدكتورة فوقية ص 105:
"نقول إن الله عز وجل استوى على عرشه استواءً يليق به من غير حلول ولا استقرار"
فالعبارة الأخيرة محذوفة من الطبعة المتداولة!!
4_ جاء في الإبانة المطبوعة ص 73 ما نصُّه:
"فكل ذلك يدل على أنه تعالى في السماء مستوٍ على عرشه، والسماء بإجماع الناس ليست الأرض، فدل على أن الله تعالى منفرد بوحدانيته مستوٍ على عرشه" .
بينما جاء في طبعة الدكتورة فوقية ص 113:
"فدل على أنه تعالى منفرد بوحدانيته مستوٍ على عرشه استواءً منزهاً عن الحلول والاتحاد".
5_ جاء في الإبانة المطبوعة ص 57 ما نصُّه:
"وذكر هارون بن إسحاق قال سمعت إسماعيل بن أبي الحكم يذكر عن عمر بن عبيد الطنافسي أن حمّاداً بعث إلى أبي حنيفة: إني بريء مما تقول، إلا أن تتوب. وكان عنده ابن أبي عقبة، قال، فقال:
أخبرني جارك أن أبا حنيفة دعاه إلى ما استتيب منه بعد ما استتيب. وذكر عن أبي يوسف قال: ناظرت أبا حنيفة شهرين حتى رجع عن خلق القرآن) اهـ
بينما جاء في كتاب الاعتقاد للبيهقي ص 112ما نصه:
"روّينا عن محمد بن سعيد بن سابق أنه قال :
سألت أبا يوسف فقلت :
أكان أبو حنيفة يقول القرآن مخلوق؟
فقال : معاذ الله، ولا أنا أقوله.
فقلت : أكان يرى رأي جهم؟
فقال : معاذ الله، ولا أنا أقوله. رواته ثقات" اهـ
هذه بعض الشواهد التي تدل على التزوير والتدليس وتلاعب الأيدي الخبيثة في كتاب الأبانة!
والغرض من تزوير الأبانة هي محاولة تسويق
فكرة أن الإمام رجع عن معتقده في آخر حياته!
وهذه الحقيقة باطلة من ثلاث وجوه :
الأولى :
ان كتاب الأبانة قد ألفه الإمام الأشعري عند دخوله بغداد وهو من أوائل الكتب التي ألفها الإمام في حين كان كتاب اللمع من آخر ما ألفه..
والمجسمة وأدعياء السلفية يعكسون الحقيقة ويقولون ان الأبانة آخر ما ألفه الأشعري.!
الثانية :
لم ينقل أحد من تلاميذ الإمام او من تلاميذ تلاميذه انه رجع عن معتقده لمعتقد آخر، والإمام شخصية يشار إليها بالبنان، ولايمكن ان يكون رجوعه أمرا ثانويا او خافيا على أحد!
الثالث :
عقول المجسمة السخيفة لم تقدر على الرد
ومقابلة الحجة بالحجة فلم يكن امامهم غير التزوير والتلاعب بالكتب، وخاصة في زماننا...
فالكتب المطبوعة في مطابعهم
يتم تزويرها وتتعرض بأستمرار
لبعض الحذف والبتر..
ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق